حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مصائر مواطنين يصرّون على العيش في بغداد

بغداد - عبدالعليم البناء

 

يعدّ فيصل الياسري من مخرجي السينما العراقية والعربية المعروفين، وحصيلته في الكتابة والإخراج جاوزت 17 فيلماً روائياً طويلاً، وأخرى وثائقية وتسجيلية، ومعظمها سورية فضلاً عن الأفلام العراقية: «الرأس»، «النهر»، «القناص»، «بابل حبيبتي»، و«الأميرة والنهر»... وهو حاصل على امتياز في فن الإخراج والإعداد التلفزيونيين من فيينا، وعمل عام 1958 مخرجاً في تلفزيون بغداد، كما عمل بين 1959 - 1962 مخرجاً في تلفزيون ألمانيا الديموقراطية، وفي أواخر 1965 عمل في التلفزيون السوري. وها هو يعود اليوم إلى السينما العراقية في فيلمه الروائي الجديد «بغداد حلم وردي» الذي يُنتج ضمن أفلام بغداد عاصمة للثقافة العربية 2013. وكتب السيناريو له عن رواية للكاتبة العراقية ميسلون هادي «بغداد حلم وردي فاتح اللون»، وتجري أحداثه عام 2008، الذي كان من بين أشد أعوام العراقيين سخونةً وأكثرها توتراً... معه كان لنا هذا الحوار:

> ما الذي دعاك إلى العودة للسينما بعد انقطاع تجاوز العقدين منذ آخر فيلم أخرجته «الأميرة والنهر»؟

- السينما تحتاج نوعاً من الاستقرار والهدوء والوضوح، وهذا لم يكن متوافراً... الآن توافرت في وزارة الثقافة، الإرادة والرغبة في إنتاج سينمائي بتمويل يعد جيداً، وإن كان يعتبر بمعايير الإنتاج العالمي، متواضعاً للغاية، ولكن الأهم من ذلك، تــوافــرت لنا حــرية اختيار المواضيع.

من الأدب إلى الشاشة

·     كتبت سيناريو فيلمك عن رواية عراقية وأنت لم يسبق لك أن اقتبست من الأدب إلا في فيلم «النهر»؟

- لم يكن فيلم «النهر» وحده المأخوذ عن رواية، ففيلمي «الرأس» اعتمد على قصة واقعية، وكذلك فيلم «الأميرة والنهر» اعتمد على قصة مروية، وأنا أبوح لك هنا بسر، تلك القصة كانت مروية على لسان صدام حسين، في لقائه مع بعض الأدباء لتحفيزهم على الاقتباس، وتبنّي قصص من التراث العراقي القديم، وأوردها كمثال. فكلفت إخراجها، ووجدت من الأفضل عملها كفيلم كارتوني، ولكن بأسلوب سينمائي، لكونها أسطورية وفيها وحوش وصراعات وفانتازيا، وجرى إنجازها في أستراليا لتكون في عام 1982، أول فيلم عربي طويل بالكارتون.

·        وجاء الآن دور فيلم «بغداد حلم وردي»؟

- في هذا الفيلم تقصدت من البداية أن أعتمد على رواية عراقية، وتعمدت أن أختار نصاً من الأدب النسوي، وجمعت أكثر من عشرين رواية كتبت في السنوات الأخيرة. وبعد معايشة مع هذه الروايات لثلاثة أشهر، وجدت في رواية ميسلون هادي، عناصر شيقة وممتعة للسرد السينمائي، ووضوحاً في الشخصيات والعلاقات الإنسانية وتوالي الأحداث، ما يتلاءم مع أساليب السرد السينمائي. وأعدت كتابة السيناريو تسع مرات، كي أصل إلى بناء سينمائي يتقبله المشاهد، ويستوعبه الزمن للفيلم السينمائي، بما يتلاءم وحبكة السيناريو السينمائية...

·        وما رسالة الفيلم وما الذي أردت أن تقوله؟

- أردت أن أروي قصة سينمائية عراقية، وتحديداً بغدادية، عن مصائر مواطنين يصرون على العيش في بغداد في سنوات الاحتلال، وتحدي الأوضاع الصعبة، والتعلق بالبيت والشارع والحي والمدينة. الرسالة واضحة، والاستنتاج أتركه للمشاهدين. وما يهمني هو أن يستمتع المشاهدون بما سيشاهدونه، فأي عمل فني لا يمتع المشاهد يفقد الكثير من قيمته، وقد قال غاليلو غاليلي: «إن أكبر متعة هي متعة العقل والفكر».

·     وعلى ماذا تراهن في ظل الأوضاع الراهنة وانهيار البنى التحتية للسينما العراقية بما فـيها دور العرض السينمائي؟

- أنا أولاً، أبارك هذا التحرك الإنتاجي لوزارة الثقافة، مع كل ما فيه من نقاط ضعف أو ارتجال كما يدعي البعض، ولكني أجده فرصة عظيمة للتدريب والممارسة، وخلق قوى بشرية جديدة، وإضافة معلومات وخبرة للعاملين، وزيادة المعدات الضرورية للعمل، وتجربة عملية الإنتاج وتنظيمها، حيث تفتقد الوزارة الخبرة اللازمة لتشخيص متطلبات العمل السينمائي بخاصة بعد تغير تكنولوجيا الإنتاج، إلى الإنتاج بأجهزة الديجتال، التي باتت هي السائدة والمطلوبة، والتي يفتقر أكثر العاملين عندنا إلى المعلومات الكافية عنها، كما أن من الإيجابيات المحتملة لهذا النوع من الإنتاج، أنه سيدفع إلى التفكير: أين ستعرض هذه الأفلام في بلد يفتقر إلى دور العرض الحديثة؟

أفكار للابتكار

·        وما هو الحل برأيك؟

- التوجه إلى الأسلوب الشائع والمتبع في العالم كله بإنشاء دور عرض صغيرة بمقاعد من ستين إلى مئة مقعد في المدن ووضع شرط أساسي أن يكون في كل «مول» دار سينما واحدة على الأقل كما في الأردن والإمارات حيث توجد ست أو ثماني دور عرض في مكان واحد. وبذلك يكون هنالك نوع من الاحتفالية أو النشاط الاجتماعي اليومي بين المواطنين. ويصبح الذهاب إلى السينما جزءاً من عملية التسوق. وهناك أيضاً ضرورة البحث عن أسواق خارجية، لأن السينما بضاعة، وينبغي أن تصل إلى المستهلك من طريق العروض المحلية أو التسويق الخارجي.

·        وماذا عن خياراتك على صعيد الممثلين لا سيما أن فيلمك ينطوي على أكثر من بطولة نسوية؟

- هنا، أستبق فأقول إنه فيلم عن المرأة، عبر بطلات الفيلم الخمس، لأنني أعتبر المرأة العراقية هي التي عانت، وحتى احتالت، كي تحافظ على أسرتها، في أيام الحصار وأيام الاحتلال. فبطلات فيلمي «نساء»، والشخصيات الرجالية محدودة جداً، ولكنها فعالة أيضاً، ثم إن طبيعة أحداث الفيلم التي تدور في بغداد عام 2008، حيث ما زالت قوات الاحتلال توجد في شوارعنا ومدننا، تتعلق بالمرأة بالدرجة الأولى. وثانياً إن لها عمقا تأريخياً وحياتياً في العلاقة مع بغداد، فجاءت بطلات الفيلم، نساء ناضجات متوسطات العمر، يحملن هموم العائلة العراقية وانتماءاتها، وهن: هند كامل، أميرة جواد، سمر محمد، أنعام الربيعي وآلاء نجم. أما بالنسبة إلى الشخصيات الرجالية، فهناك شخصية مهمة لها تأثير في الأحداث، وفي مصير النساء ذاتهن، يلعبها الشاب الموهوب أسعد عبدالمجيد، إضافة إلى الفنانين سامي عبدالحميد، وفاضل خليل، وكريم محسن، وفلاح إبراهيم.

·     في استخدامك أجهزة الديجتال الحديثة كيف كانت خياراتك على صعيد الفنيين العراقيين الذين يندر تعاملهم معها؟

- فكرت في البداية أن أستعين بعناصر من خارج العراق، لبعض المهمات الرئيسة، ولكني وجدت أن من المهم، أن نستفيد من تجربة الإنتاج السينمائي العراقي، في تطوير الكوادر المحلية والتعاون معها، بتعريفها على وسائل تنفيذ الفيلم الحديثة، كما اخترت مجموعة من الشباب المتحمسين الراغبين، ولكن من دون خبرة سابقة، فوجدت أن من واجبي تنمية القوى البشرية العاملة في السينما العراقية، وهكذا كان، وأعتقد بأننا حققنا نتائج طيبة.

·        وما الذي تتوقعه لفيلمك هذا الذي ربما يختلف عن أفلامك الأخرى شكلاً ومضموناً؟

- الفيلم أنتج ضمن ظروف العمل السينمائي العراقي، والإمكانات المتاحة اجتماعياً، وثقافياً، ومالياً، وأمنياً، وأتمنى أن يكون واحداً من الأفلام المنتجة بأصول سينمائية، وأن يقبل عليه المشاهدون ويتمتعون بالقصة. ولم أصنعه كي يعرض في المهرجانات ويتحدث عنه النقاد، المهم أن يصل إلى الجمهور الحقيقي، وسأسعى بالتعاون مع الجهات المختصة، إلى توفير فرص لعرضه خارج العراق، وأن يصل، بخاصة، إلى العراقيين في المهجر.

·        كلمة أخيرة...

- أتمنى أن يستمر الإنتاج السينمائي في شكل مهني مخطط له، وبموازنات سخية مناسبة، للوصول إلى أفلام عراقية، بمستوى صالح للعرض والتنافس، وتطوير القوى البشرية العاملة في شكل منتظم، وأن لا يكون الإنتاج السينمائي مزاجياً، وارتجالياً، فالنيات الطيبة لا تكفي وحدها لصناعة سينمائية عراقية.

«البحث عن شوغارمان»:

حكاية مدهشة عن فنان انبعث من رماد غيبته الطويلة

شريف حتاتة 

للوهلة الأولى تبدو كتابة فيلم «البحث عن شوغارمان» صعبة لأنها مصحوبة بيقين أنها ستعجز عن أن توفيه حقه. هذا ليس لأنه فيلم غريب، أو معقد. فالعكس صحيح. إنه بسيط بساطة جريان الجدول الصافي فوق الصخر. إنه فيلم تسجيلي يروي حياة «مغنٍّ» بالصور وعلى لسان عدد من الناس عرفوه، واحتكوا به في مراحل مختلفة من مشواره: عمال عاصروه أثناء قيامه بمهن شاقة، صحافيون بحثوا عنه، أو أجروا معه حوارات، أصحاب شركات تنتج وتوزع أسطوانات الموسيقى، أو شخصيات من المعجبين بفنه. هذا فضلاً عما قالته بناته الثلاث عنه، وما قاله هو عن نفسه، أثناء الكلام الذي كان يتبادله مع غيره.

وهناك مصدر آخر للرواية هو الأغاني التي كان يكتب كلماتها، ويؤلف ألحانها، ويعزفها على القيثارة التي ظل يحملها أين ما ذهب منذ أن كان شاباً عمره ستة عشر عاماً يقيم مع أبيه في بيته، تلك القيثارة التي قال عنها إنها بدلت حياته، وحددت مسارها.

حرية التنقل

نحن هنا أمام فيلم يتنقل في حرية منسابة عبر الزمن، عبر أماكن مختلفة في مدينة تصنع السيارات، والآلات الحديد، والبؤس والجريمة، وبين مدينة أخرى رائعة الجمال فيها شواطئ على البحر الأزرق، وجبال خضراء لكنها في بلد يحكمها نظام يقهر البشر الذين ولدوا بجلود سوداء، فيلم اللحظات فيه كلها مخطوفة لكنها ثرية بالأفكار، والأحاسيس والشخصيات لا تظهر على الشاشة إلا دقائق معدودة لتحكي عن علاقتها برجل واحد، أو عن بحثها عنه بعد أن اختفى سنوات في ركن ملفوف بالدخان، عن انطباعات وخواطر أثارها فيهم، عن ظروف عاشها، عن تواضع غرس فيه، عن ظهوره على المسرح مرة وحيدة ثم اختفائه قبل أن يظهر من جديد، وعن، وهذا هو الأهم، عن موسيقاه، وأغانيه تسمعه وهو يغني فقرات منها بصوته الدافئ المكسور قليلاً!

هذا الرجل اللغز، المغني، عازف القيثارة، الملحن، الشاعر الدارس الفلسفة، في كلية مونتيراي بولاية ماين الأميركية، المناضل من أجل المحرومين في كلمات أغانيه، وفي كل موقع عمل فيه عاملاً يزيل المباني أو يبنيها أو في مصنع مقابل أجر زهيد يسد به احتياجات أسرته واحتياجاته، ويتمكن به على رغم ذلك من تربية بناته الثلاث، وإلحاقهن بالدراسات الجامعية، من أن يبث فيهن حب الفن والمعرفة، ويصاحبهن في زيارة المتاحف كوسيلة للتثقيف، هذا الرجل مكسيكي، في ملامحه ذلك المزيج المميز للغزاة البيض والسكان الهنود الأصليين، هاجرت أسرته إلى الولايات المتحدة واستقرت في ديترويت، حيث يوجد مركز صناعة السيارات، وحيث توجد مدينة شيكاغو، مركز مافيات الجريمة وتجارة المخدرات، تلك المدينة القاسية التي يسري الفقر والعنف في شرايينها، في شوارعها وحواريها، لكنها لا تخلو من جمال تضفيه عليها بحيرة واسعة محاطة بالحدائق، وبيوت الأثرياء، ولا يتوقف فيها نبض الحياة لتوحي إلى رودريغز لكي يقول إنه ليس من المهم عدد السنين التي نعيشها، وإنما قدرتنا على أن ننبض مثلما تنبض هذه المدينة، أن نروح ونجيء كالسريان الذي يسري فيها، فيعلق أحد زملائه من العمال عندما يصفه، بأنه كان يعيش الأشياء البسيطة لكنه وهبها قيمة ارتقت بها إلى مستوى أعلى، أن هذا هو ما يصنعه الفن يرتقي بالإنسان أكثر مما يرتقي به أي شيء آخر.

بعد سبعين سنة

هنا في هذه المدينة عاش سيكستو دياز رودريغز، وسيكستو هذه جاءت من أنه كان الطفل السادس المولود لأهله، انتقل عندما كبر إلى بيت متواضع للغاية لم يبرحه منذ أربعين سنة، على رغم أنه لم يتوقف عن تأليف الأغاني الجديدة لتسلبه ثمارها شركات الموسيقى الكبرى. الآن تجاوز سن السبعين، فنراه سائراً في شوارع الحي مرتدياً معطفه الداكن الطويل، وقبعته الكبيرة، ونظاراته السود فوق الثلوج البيضاء يدوس عليها بخطوة بطيئة مثقلة بعبء السنين، أو عندما كان أصغر سناً عائداً إلى البيت فيخلع سترته ويشرع في تنظيفه، أي يفعل ما كان يفعله دائماً بعد يوم العمل كما تقول إيفا ابنته الكبيرة الجميلة، فإذا سأله الصحافي أرثلوميو كريج لماذا ظل كما هو لم يتغير منذ أيامه الأولى يبتسم ابتسامة صغيرة ويقول:

«اخترت سعادتي الخاصة، سعادة عالمي الداخلي، وتركت مساحات العالم الخارجي للآخرين».

كان يغني في المطاعم، والحانات، وبيوت المومسات، والمخازن المهجورة لتجمعات من الناس جاؤوا يبحثون عن لحظة ينسون فيها الحقيقة التي يعيشون فيها، أو يأتون لأن في أغانيه توجد الحقيقة بكل مراراتها لكنه يصنع منها شيئاً يسمو بها، وبهم إلى مستوى آخر.

في هذا الحي، في هذه الأماكن بدأ مشواره. بدأ عندما سمع عنه رجلان يملك كل منهما شركة صغيرة للموسيقى، فذهبا باحثين عنه لندخل معهما إلى صالة صغيرة مزدحمة بالرجال والنساء، مليئة بالدخان يحول الموجودين فيها إلى أشباح. كان جالسا في ركن، مولياً ظهره للناس، فلا يرى أحد وجهه لكن كان يأتيهما صوته يغني، ذلك الصوت الدافئ، المكسور قليلاً الذي يغني للآلم، لأحلام البائسين في المدينة، للتمرد والعصيان، للبحث عن الأحلام الضائعة، والحب الذي لا يجيء. اتفقا معه على تسجيل أسطوانة لأغانيه. كان ذلك في عام 1968، وكان اسم الأسطوانة «الحقيقة الباردة». وسُجلت أسطوانة ثانية اسمها «صادر عن الواقع»، لكن مصيرهما كان الفشل التام. عام 1970 أقيم له احتفال ليغني فيه. سقط الاحتفال سقوطاً مدوياً وراح الجمهور يصرخ ويصفر استهجاناً، ويهاجمه بألفاظ جارحة، فانسحب بهدوء. بعد هذا راجت إشاعات تقول إنه، وهو لا يزال واقفاً على خشبة المسرح أخرج مسدساً وأطلق منه رصاصة على رأسه فمات، أو أنه توفي على أثر تعاطيه جرعة كبيرة من المخدرات، أو أنه قتل زوجته وأصبح مسجوناً فقد اختفى عن الأنظار تماماً.

دام هذا الاختفاء خمسة وعشرين عاماً، لكن في أحد الأيام جاءت سائحة أميركية في رحلة إلى جنوب أفريقيا. أتت تحمل معها أسطوانة من أسطواناته أعطتها لصاحب محل لبيع المجوهرات يدعى ستيفن سيدرمان فاستمع إلى أغانيها وافتتن بها، وبالتدريج تنقلت بين الناس إلى أن وصلت إلى شركات للموسيقى قامت بتسجيلها، وتوزيعها، فانتشرت كالنار في الهشيم وبيع منها نصف مليون أسطوانة في أقل من ستة شهور. أصبح رودريغز معبود الشباب في بلد يعيش تحت نير النظام العنصري الذي يعاني فيه الناس من قهر عنيف، ليس في حياتهم العامة فقط، لكن أيضاً في حياتهم الخاصة ما يفسر إقبال الشباب على نغمة التمرد الموجودة في أغانيه، والحلم بتغيير الحياة. أما سيدرمان فمن شدة حبه لأغاني رودريغز حول محل المجوهرات إلى محل لبيع الموسيقى، وتصوره مقدمة الفيلم وهو يقود سيارته على الطريق عند شاطئ مدينة كيب تاون وهو يتمايل على أنغام أغنية شوغارمان، أشهر أغاني رودريغز عرف بها على نطاق البلاد، كما أنشأ موقعاً إلكترونياً سماه شوغارمان (بائع المخدرات) بهدف ترويج أغانيه. هكذا، يبدأ البحث عن المغني الذي لا يعرف أحد إن كان حياً أو ميتاً. انضم إليه صحافي من جنوب أفريقيا يدعي بارثولوميو ستريدوم شغله اللغز المحيط برودريغز. أصبح كالتحدي الذي يراوده طوال النهار، وفي الليل عندما يأوي إلى سريره. لذلك أطلق على الفيلم اسم البحث عن شوغارمان، وفي إحدى الأمسيات عندما كانت إيفا، كبرى بنات رودريغز تبحث في الإنترنت، صادفت الموقع وأخبرت أباها عنه، فنرى الرجل البدين سيدرمان نائماً في سريره في الصباح عندما يرن جرس التليفون. فتلتقط زوجته السماعة وبعدها تأتي بحركات مضحكة مشيرة إلى السماعة كأنها تقول: «إنه هو... إنه هو»، وكأنها من فرط الانفعال تعجز عن نطق اسم رودريغز وتناول السماعة لزوجها الذي يتعرف إلى صوت رودريغز على الفور.

يدعوه الرجلان إلى زيارة مدينة كايب تاون بعد أن اتفقا مع عدد من شركات الموسيقى على إقامة أربع حفلات ليغني رودريغز فيها فبيعت جميع تذاكرها وقرب آخر الفيلم نشاهده وهو يهبط في المطار مع بناته الثلاث ليفاجأوا بمئات المستقبلين ينتظرونهم، بالورود والسيارات الفارهة جاءت لتنقلهم، فتحكي إيفا عن أحاسيسهم إزاء هذا الانتقال من الواقع الذي كانوا يعيشونه إلى ما بدا لهم كالحلم. يقضون بعض الوقت في منازل الأصدقاء، ويذهبون معهم في رحلة إلى شاطئ البحر يتلألأ في ضوء الشمس، وتحف به الجبال الخضراء ثم تأتي الحفلات الأربع التي يغني فيها رودريغز أمام جمهور من الشباب زاد عددهم في كل منها عن ثلاثين ألف جائوا ليستمعوا إلى الأغاني التي أحبوها، إلى كلماتها، إلى رنين قيثارته وهو ينقل أصابعه بين أوتارها، ليصرخوا في جنون وهم يندفعون نحو خشبة المسرح الذي يقف عليه وقد أغلقوا جفونهم في نشوة، ومدوا إليه أذرعهم كأنه جاء لينتزعهم من حياة كالرماد.

عود على بدء

ينتهي الفيلم بعودة رودريغز إلى ديترويت، إلى حياته المتواضعة مع عمال البناء لنراه حيث بدأ مشواره، راضياً بحياته البسيطة، بألحانه وكلماته تضطرم في الأعماق فيحولها إلى أغانٍ إلى أكثر من ثلاثين أغنية جديدة، إلى شعر يحكي عذاب الإنسان وأحلامه، ليظهر مرة أخرى على الشاشة مرتدياً معطفه الداكن الطويل، وقبعته الكبيرة، ونظاراته السوداء، سائراً فوق الثلج الأبيض بخطواته البطيئة، المثقلة بعبء السنين.

هكذا، صنع لنا المخرج الجزائري مالك بن جلول المهاجر إلى السويد عملاً تسجيلياً لا ينسى، عملاً حصل من أجله على جوائز كثيرة، أبرزها جائزة أوسكار لأحسن فيلم تسجيلي أجنبي عام 2013 لكن الأهم من هذا أنه صنع لنا ما تستطيع السنيما وحدها أن تصنعه من فن مركب وبسيط، مفعم بالمعانى، مشرح للقلب وجميل، عمل رومانسي، ولا بأس. ألسنا في حاجة، ولو أحياناً، إلى الرومانسية في عالم طغى فيه العنف، وكادت أن تختفي منه العواطف في المنافسة القاتلة المحمومة لما نسميه السوق؟

كتاب «فن السينما» لجان كوكتو ... الفيلم شبح يطارد الشاعر

دمشق – فجر يعقوب 

كان الفيلم بالنسبة الى جان كوكتو لمحة «عن الأشباح تطارد الشاعر طوال حياته». في الكتاب الصادر حديثاً عن مؤسسة السينما السورية – من ترجمة تماضر فاتح - يبدو «فن السينما» أوسع من مجموعة كتابات كتبها كوكتو في أوقات متباعدة. بين أولى الأفلام الصامتة التي شاهدها وهو طفل وفيلمي فرنسوا تروفو «أربعمئة ضربة» و«جول وجيم» مساحة زمنية كبيرة نسبياً جعلته قريباً على الدوام من فكرة الشعر الرومانسي. لم يعد الشعر بتعريفه حكراً على الأدب أو القصيدة. طالما بحث عنه في السينما والأفلام والنثر والموسيقى لأنها موجودة في هذه الأجناس كما هي موجودة في الطبيعة وفي حياة كوكتو نفسه. وعلى العكس من كل الرومانسيين كما يظهر ذلك في فيلم «الأولاد المرعبون»، لم يكن الشعر بالنسبة الى كوكتو، يقوم على شيء من الغموض «ولكنه عملية آلية كامنة في الأشياء، بما فيها الأشياء اليومية، التي حالما يتم اطلاقها سوف تعمل بشكل يغمض على العقل».

«يمكن أن يؤدي الشعر الوظائف في شكل أفضل في المرأب». هنا يتحدث كوكتو عن فيلمه «العودة الأبدية»، حيث نجده يزدري النقاد الذين وجدوا في «قلعة العشاق» مكاناً أكثر شاعرية. الازدراء ينم بحسب روبن باس عن المفهوم المحدود لموضوع الشعر. الشعر لا يوجد فقط في الأماكن الزاهية الألوان، بل في كل مكان يمكن للشاعر أن يكتشفه. كان كوكتو يعتقد أن تقرير مصير البشرية يكمن من خلال النظر إلى السحر الغامض في هذه الآليات المعقدة. وعندما اختار الشاعر كوكتو أن يعمل من خلال الفيلم فهو كثيراً ما كان يقارن نفسه بشخص يصنع منضدة: الهم الوحيد لهذا الشخص هو أن البنية صلبة والأدراج تنزلق بشكل ملس والأقدام ثابتة. وسيأتي الجمهور من أجل استحضار الأرواح على هذه الطاولة. ليست السينما الوسيلة الوحيدة المناسبة للشاعر لكن ربما تكون وسيلة مثمرة. فالآلية الكامنة وراء السينما، هي مثل تلك الآلية الكامنة وراء الأحلام. الارتياب هنا يأخذ مدى أوسع عند كوكتو، وهذا الارتياب نابع بالدرجة الأولى من أن الحالمين والأطفال هم الأكثر تعرضاً وميلاً إلى الشعر. وفيما تخلق السينما حالاً من التنويم المغناطيسي بين المشاهدين، فإن مشاهدة فيلم هي بمثابة تجربة حلم بسبب واقعيته، ولهذا يمكن صانع الفيلم جعل الحقيقي غير واقعي ونسجاً من الخيال لأن انتاج الأفلام يتم ميكانيكياً.

كتب جان كوكتو عن مخرجين وممثلين كثر بمودة ملحوظة: شارلي شابلن، أورسون ويلز، مارلين ديتريخ. اجتمع مع شابلن عام 1936 في جولة حول العالم في ثمانين يوماً لاقتفاء أثر بطل جول فيرن بعد مراهنة صاخبة مع مجلة «فرنس سوار». شوهد مع أورسون ويلز في بهو فندق في فينيسيا وهو يقدم التحية والاجلال إلى جيرار فيليب وجاك بيكر بعد وفاتهما، وكان الأقرب من الكل إلى الممثلين ومنتجي الأفلام الذين عمل معهم. أخرج كوكتو فيلمه الأول «دم الشاعر» عام 1930، وكان في العشرين من عمره. كان فيلماً فنياً أنتج بعد انقطاع العلاقات مع السرياليين، إلا أنه ينتمي بوضوح إلى فترة صناعة الأفلام التجريبية في فرنسا خلال عشرينات القرن الماضي. بعد ذلك بدا واضحاً أن أفلام كوكتو ظهرت على تناغم مع بقية أعماله ووفائه المطلق لهواجسه الشخصية وهو التناغم الذي لم يكن ممكناً تحقيقه إلا بفضل تفهم فريق عمله. كانت الصداقة تعني له كثيراً، حتى أن غياب الحقد في كتاباته النقدية يكون في أسوأ الأحوال عيباً جذاباً، وهو كان دائماً يعرض عن النقد الشخصي الجارح. كتب عنه الناقد فرنسوا فينويه عام 1943 في صحيفة «أنا في كل مكان» الفاشية بمناسبة الحديث عن فيلم جان ديلانوي «العودة الأبدية» الذي كتب كوكتو النص له: كوكتو رجل مسن ومتقلب ومن الجنس الثالث. وباستثناء الاشارة إلى مثلية كوكتو، فإن اتهامه بالانتهازية غير عادل البتة. يظهر القسم الأخير من الكتاب كوكتو «كفدائي محارب في قضية الفن السابع. لقد كان يكره كلمة سينما، كان يفضل استخدام مصطلح عفا عنه الزمن وهو صناعة السينما (سينماتوغراف). صناعة السينما هو ما أطلقه الأخوان لوميير على آلة تصويرهما. وكان كوكتو مؤمناً في كل كتاباته إن صناعة السينما هي فن، وسوف تحرر نفسها من عبودية الصناعة».

كتابات جان كوكتو في «فن السينما» هي شهادة عن زمن متحول وكبير، وبخاصة أنها تندّ عن واحد من أكثر المخرجين الفرنسيين تفرداً. مخرج كان منسجماً وثابتاً في دعمه وترويجه لفكرة محددة: السينما فن. وليس ممكناً الاستغناء عن أعماله الكتابية والاعتماد عليها كأساس لفهم كامل أفلامه، وهي أعمال ذات قيمة كبيرة في التعمق ونفاذ البصيرة الذي تقدمه وتعبر عنه في لحظـة معينة من تاريخها.

ولد جان كوكتو عام 1910 وتوفي عام 1963، وفي هذا العمر القصير نسبياً لم يكن هاوياً قط. اقترب من عمله في السينما باندفاع حاد، وعلى رغم أن هذه المجموعة الكتابية لم يكن يقصد أن تشكل وحدة متكاملة إلا انها تظهر الآلية التي كان يشتغل فيها على هذه العاطفة. هل وجدت العاطفة السينمائية من قبل؟ سؤال برسم كتاب «فن السينما» لجان كوكتو، ولا يمكن الاجابة عنه قبل قراءته بكل تأكيد.

الحياة اللندنية في

10/05/2013

 

انتهى من تصوير اول فيلم حركة عراقي

جمال أمين تاجر سلاح وعميل لدى (كي.جي.بي.)

عبدالجبار العتابي 

صور الفنان العراقي جمال أمين مشاهد فيلمه السينمائي "الكعكة الصفراء" الذي يجسد فيه دور عميل لدى المخابرات الروسية وتاجر سلاح.

بغدادانتهى الفنان العراقي المغترب جمال أمين، من تصوير مشاهد فيلمه السينمائي الذي يحمل عنوان "الكعكة الصفراء" والذي ينتج ضمن فعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية 2013، بوصفه اول فيلم حركة عراقي، وهو قصة وسيناريو وحوار طارق الجبوري، ويؤدي ادواره مع جمال الوجه الجديد ساندرا النعيمي، العراقية المقيمة في لندن، والفنان عبد الجبار الشرقاوي، وثائر الموسوي وفاضل عباس .

وأكد جمال لـ (ايلاف)، وهو ممثل ومخرج سينمائي أخرج العديد من الأفلام الروائية والوثائقية القصيرة، ان العراق فيه طاقات شبابية قادرة على تدوير عجلة السينما من جديد ولكن ما ينقصها هو رؤوس المال ودور العرض ، مشيرا الى ان العراق هو البلد الوحيد في العالم الذي ليس فيه دور عرض سينمائية.

·        ما حكاية هذا الفيلم ؟

قصة الفيلم افتراضية تتحدث عن عميل روسي كان يعمل لدى الـ (كي جي بي) ايام الاتحاد السوفياتي وبعد انهيار الاتحاد اصبح تاجر سلاح، وجاء الى العراق كي يبيع الى النظام السابق قنبلة نووية ، كان لديه نصف التصميم ولدى العالم العراقي مناف النصف الاخر ، وعند احتلال اميركا للعراق تبدأ المطاردات بين (علييف) وهذا هو اسم الشخص الروسي وبين جميع الاطراف المتصارعة انذاك في العراق منها (السي اي اي) والموساد واطلاعات والـ (كي جي بي9 وهكذا تتم مطاردة علييف من كل هذه الجهات، بالمقابل فان العالم العراقي مناف مريض بالسرطان نتيجة تعرضه الى اشعاع نووي سابق مما يجعله يموت وتذهب نصف القنبلة الى الجحيم هذا باختصار شديد ثيمة الفيلم الرئيسية، انا اجسد الشخصية البطلة شخصية علييف الروسي تاجر القنبلة النووية .

·        الى ماذا يشير العنوان (الكعكة الصفراء) ؟

الكعكة الصفراء هو رمز القنبلة القذرة بين اجهزة المخابرات العالمية.

·        ما الذي اعجبك في الشخصية لتمثلها ؟

اكيد هنالك اختلاف كبير في شخصية علييف واستطيع ان اجزم بان شخصية علييف لم تمر على الدراما العراقية بكافة وسائلها مما جعلني اتحمس لتمثيلها كما وان الدكتور طارق الجبوري عندما كتب السيناريو كان يضع صورتي في ذهنه، اي انه كتب الشخصية لي انا جمال امين خاصة وان شكلي يتلاءم جدا مع شخصية علييف حيث انه روسي ومن اصول اسيا الوسطى ، والحقيقة عندما قرأت السيناريو زاد شغفي وحبي لتجسيد هذه الشخصية ،ان علييف كما قلت عميل وجاسوس وذكي وثعلب لذا نرى ان هكذا شخصية هي حلم كل ممثل، واتمنى ان انجح جماهيريا لان ردود الافعال من قبل زملائي رائعة وللجمهور قول اخر.

·        ما الصعوبات التي واجهتك في تجسيد الشخصية ؟

الصعوبة تكمن في الوضع العام في العراق ،لان كما هو واضح بغداد مليئة بنقاط التفتيش مما يجعل التصوير صعبا جدا ضمن هذه الظروف ، وهذه الاجراءات تدمر المزاج ، اما الصعوبات الاخرى فهي صعوبات تتعلق بمدي قابليتي الجسمانية لان الدور يحتاج الى تكنيك جسماني كبير وقد عانيت كثيرا جراء ذلك كما ان الجو الحار يؤثر كثيرا على الاداء، وكذلك هنالك مشاهد صعبه للغاية منها القفز من الجسر الى النهر والمطاردات واستخدام الاسلحة جميع هذه الظروف تحتاج الى جهد مضاعف من قبل ادارة المونتاج والعاملين معنا لكن بالنهاية انا مرتاح للنتائج التي نفذت.

·        هل هذا يعني انك استعنت ببديل، ولماذا ؟

لديّ مشاهد خطرة جدا ، وأهم مشهد هو القفز من على جسر الشهداء والسباحة في نهر دجلة والتعلق بقارب كبير للهرب من مطاردات الاميركيين والقاعدة واطلاعات، ومع كل هذه الظروف انا لا اجيد السباحة لكني اصريت على تنفيذ جميع المشاهد ماعدا مشهد القفز من الجسر حيث تم الاستعانة ببديل يجيد القفز من الجسر .

·        هل تعجبك افلام الحركة هذه ؟

افلام الحركة هي افلام جماهيرية ومهمة لشباك التذاكر انا شخصيا لا احبذها كمخرج ، ولكن من الممكن ان اقوم بالتمثيل بها ، وهذا ماحدث في فيلم الكعكة الصفراء ، كما وان انتاج افلام الحركة صعب للغاية ونحن في العراق جديدي العهد بهكذا نوعية من الافلام .

·        هل تعقد ان الفيلم فيه اسقاط سياسي على الواقع العراقي ؟

ان الفيلم هو حالة افتراضية غير واقعية لكن القصة غير بعيدة نوعا ما عن احداث كثيرة جرت بالعراق واهمها الاحتلال الاميركي للعراق ودور المخابرات العالمية ومخابرات دول الجوار في التأثير بالواقع السياسي المعاش.

·        هل وجدت ان هناك سينما عراقية فعلا ، ما رأيك بانتاج مثل هذه الافلام المناسباتية ؟

هنالك طاقات كبيرة وعظيمة في العراق قادرة على صناعة فيلم عراقي وخاصة الشباب ، ولكن تنقصنا الاستمرارية في الانتاج وينقصنا التدريب للكوادر الفنية واهمها ادارة الانتاج لانها ذات تاثير كبير في انجاح الفيلم ، ولا اعتقد هنالك صعوبة في تطوير هذه الكوادر ، كما اننا بحاجة الى انتاج سينمائي مستمر لا ان يكون موسميا او مناسباتيا لان كثرة الانتاج ستفرز لنا اعمال عراقية كبيرة ، وهنا ادعو القطاع الخاص والبنوك والاكاديميات ودائرة السينما والمسرح لتفعيل وانتاج افلام عراقية نظرا لأهمية دور السينما التنويري ، ان انتاج افلام سينمائية في العراق سيرفع من نمو الثقافة والوعي لدى الانسان العراقي، لذا اتمنى على الدولة وهي قادرة على ذلك ان تقوم بدعم وانتاج افلام سينمائية بشكل سنوي وضمن خطة مدروسة ،كما ادعو المستثمرين العراقيين والدولة الى اعادة فتح دور السينما في العراق ، لان العراق هو البلد الوحيد في العالم الذي لا يملك دور عرض سينمائية وهذه طامة كبرى، ان السينما قادرة على صناعة الوعي الجماهيري اذا صح التعبير ، والان اصبحت لدى الفنان العراقي القدرة على الابداع ولكن تنقصنا رؤوس الاموال ودور العرض .

إيلاف في

10/05/2013

 

نادم على ابتعادى عن الفن عامين بسبب السياسة

خالد يوسف: الفريق شفيق هو من كان يسعى لمقابلتى.. ولدىَّ شهود

محمود زهيرى 

عبر المخرج خالد يوسف عن ندمه بسبب ابتعاده طوال العامين الماضيين عن الفن، وانشغاله بالعمل السياسى، وأكد أنه سيبتعد عن السياسة ولكنه سيشارك فى أى عمل وطنى، حيث قال «اخطأت خطأً فادحا أنى ابتعدت عن الفن سنتين، وسأعود فورا لأنى اكتشفت خطأى فى حق الفن الذى كنت أقدمه وحق الأشخاص الذين وثقوا بى وشاهدوا أفلامى، وجعلوها تحصل على أعلى إيرادات، واعترف أنى أسأت له عندما ابتعدت عن الفن وانشغلت بالسياسة».

وحول أعماله السابقة صرح المخرج خالد يوسف أنه فى فيلم دكان شحاتة توقع سقوط الإخوان فى 2013، حيث يبدأ الفيلم فى 2013 وينتهى فى 2013،  والفيلم به توقع أن 2013 عام الحسم لثورة مصر، مضيفا «لا تجعلوا ما يفعله الإخوان يجعلكم تكفرون بالثورة أو تعيدون دولة فساد مبارك، وسوف أقوم بعمل فيلمين لإسقاط الإخوان، مثلما ساعدت أفلامى على سقوط نظام مبارك».

وحول ما قاله أحمد شفيق حول ذهاب المخرج خالد يوسف إلى دبى وعرضه عليه التعاون معهم والتحالف مع جبهة الانقاذ، نفى خالد يوسف ذلك، قائلا إن أخر مرة ذهب فيها إلى الإمارات كانت فى 12 سبتمبر من العام الماضى، ولم تكن هناك أصلا جبهة إنقاذ ولم يكن هناك حتى التيار الشعبى.

وحول حقيقة الأمر قال: «اللقاء حدث عندما كنت فى فندق بالإمارات مع رجل أعمال إماراتى يشاركنى فى إنتاج فيلم كبير وكان محمود بركة مدير حملة أحمد شفيق موجود، وقال لى إن الفريق شفيق متواجد فى نفس الفندق ويريد أن يسلم على، قلت له لا أمانع فالفريق شفيق ليس إسرائيلى، وسلمت عليه ودار بيننا حوار حوالى ربع ساعة، وتحدثنا فى أحوال الوطن من وجهة كل منا، وقولت له: سيادة الفريق دورك التاريخى قد انتهى، ودخولك مرة أخرى المعادلة يعقد المسألة كما عقدها فى انتخابات الرئاسة لأنك لو لم تكن موجودا فى انتخابات الرئاسة لما فاز الإخوان ووصلوا للرئاسة».

وأوضح أنه أثناء لقائه بشفيق، قال له إن الأصوات التى حصل عليها فى انتخابات الرئاسة فى الجولة كانت بعضها من إخوان حتى لا يصل حمدين صباحى إلى الإعادة لأن وصوله كان سيُسقط الإخوان.

ووصف المخرج خالد يوسف طريقة حديث شفيق أنها يائسة للبحث عن دور بطولة ضد الإخوان، وأنه استخدم مفردات جديدة بها سب وبطريقة عنيفة.

الشروق المصرية في

10/05/2013

 

مخرجون:

الرقابة في الخليج تأخر صناعة السينما

ابوظبي - ا ف ب : اعتبر سينمائيون خليجيون أن الرقابة والتحفظ الاجتماعي تقف حائلا أمام تطور صناعة السينما في منطقة الخليج، جاء ذلك في الليلة الافتتاحية من تظاهرة السلسلة الوثائقية في أبوظبي التي بدأت الخميس في سينما المارينا مول وتستمر حتى 14 من الشهر الحالي، وينظمها لأول مرة المعهد البريطاني بالتعاون مع مهرجان أبوظبي السينمائي.

وخصص اليوم الأول من التظاهرة لعرض أفلام وثائقية مبكرة صنعها مخرجون من الخليج، فعرض فيلم "صور من جزيرة البحرين" للمخرج البحريني خليفة شاهين، وفيلم "مسرح الأمل" لرائد صناعة السينما في الخليج الكويتي خالد الصديق، وفيلم "بين ضفتين" للإماراتية نجوم الغانم.

وبعد العرض ناقش المخرجون أفلامهم مع الجمهور، وقال خالد الصديق صاحب فيلم "بس يا بحر" الذي أنتج عام 1970 ويعد أول فيلم سينمائي روائي في المنطقة، انه توقف عن صناعة الافلام في الكويت "بسبب رقابة البرلمان وخاصة بعد الغزو العراقي للبلاد"، وتحول بدل ذلك الى انتاج الافلام في الخارج "تحت اسم مختلف"

واضاف "لم يحدث في الماضي أن قدمت سيناريو أحد أفلامي إلى جهة رقابية قبل أن أبدأ التصوير".

واعتبر الصديق في حديث لوكالة فرانس برس "هناك تحد كبير أمام صناع السينما الشباب اليوم في الكويت، فعليهم أن يحتالوا على رقابة الحكومة والبرلمان ليمرروا أفلامهم".

وقال "المعضلة الكبرى هي في رقابة مجلس الأمة الذي اخترنا نوابه عبر الديمقراطية، ولكنهم يمنعون أعمالا تلفزيونية وابداعية، في ممارسة لا تأتي إلا من قبل الأنظمة المتسلطة".

وشرح الصديق أن الأمر ذاته يتكرر في دول المنطقة عموما مثل إيران التي تحظر تواجد ممثلين في دور الأب والأم مثلا في غرفة النوم دون أن تغطي الممثلة رأسها، كما تحظر طرح العديد من القضايا الاجتماعية والإنسانية.

وقال "وصلت السينما الإيرانية إلى مستويات متقدمة عبر الاحتيال على الرقيب ببراعة وتمرير الرسائل عبر أدوار الأطفال غالبا".

وأضاف الصديق "يتفاجأ المخرجون الشباب في الكويت عندما أعرض عليهم بعض الأفلام والمسلسلات التي عرضت على تلفزيون الكويت في الستينات، لأنها كانت تعالج قضايا اجتماعية هامة دون محاذير مثل ادمان الخمور ولعب القمار والعلاقات الغرامية. إن التيار الإسلامي المهيمن على مجلس الأمة يفرض الكثير من القيود على الحياة الفنية في الكويت ويأخر السينما بالذات".

وقال الباحث وكاتب السيناريو الإماراتي خالد البدور معد المادة البحثية لفيلم "بين ضفتين" الذي أنتج عام 1999 في دبي "في الإمارات لم نجد عائقا رقابيا لإنتاج الأفلام الوثائقية، لكننا نصطدم بالتحفظ الاجتماعي عند طرح قضايا تتعلق بالعائلة والطفولة أو العنف ضد الأطفال، فكثيرون يرفضون الظهور في موقف الضعيف أمام الكاميرا، فالأفلام الوثائقية تتناول عادة مواضيع مؤلمة".

سبق للبدور أن اعد سلسلة تلفزيونية وثائقية للأداء الفلكلوري في الإمارات وثق فيها 20 نوعا من الأداء الشعبي، كما ساهم مع زوجته المخرجة نجوم الغانم في اعداد أفلام وثائقية طويلة تسجل انزياح الأصالة في مقابل المدينة الحديثة في الإمارات.

وقال " التغيرات الهائلة في المجتمعات الخليجية يجعل منها منطقة خصبة لصناعة الأفلام الوثائقية، بطريقة فنية راقية من البحث والحفر في موضوعات تجترح قلوب الناس وواقعهم المعاش".

وليس بعيدا عن قضية الرقابة، يقدم المهرجان تحية خاصة للمخرج السوري الراحل عمر اميرالاي الذي قدم أفلاما وثائقية ذات حس انتقادي سياسي واجتماعي. ويعرض له في المهرجان فيلما "الدجاج" و"طبق سردين" الجمعة. وقد توفي اميرالاي مخرج فيلم "طوفان في بلاد البعث" قبيل اندلاع الاحتجاجات في بلاده في العام 2011.

كما تعرض التظاهرة أفلاما وثائقية من فلسطين إلى جانب أفلام عربية وأجنبية أخرى بحضور مخرجيها الذين يناقشون أفكارهم مع الجمهور.

الوسط البحرينية في

10/05/2013

 

حصاد قليل من الأفلام التونسية

إعداد : كوثر الحكيري 

يحسب لجمعية المخرجين التونسيين حرصها على رد الاعتبار للسينما التونسية وإصرارها على إضفاء حركية في المشهد السينمائي بتنظيم اللقاء السنوي للمخرجين التونسيين الذي ولد العام الماضي كبيرا بفضل جمهور السينما الذي لم يبخل بالحضور والدعم، وكان مساندا لفوز فيلم «نحن هنا» للمخرج «عبد الله يحيى» من إنتاج «الأسعد الوسلاتي»، على الرغم من غياب الدعم المالي له...

بعدد قليل من الأفلام المنتجة سنة 2012 تنتظم الدورة الثانية للقاء السنوي للمخرجين التونسيين في الفترة من 09 إلى 12 ماي الجاري، وكان الموعد يوم أمس الخميس 09 ماي مع الافتتاح في قاعة الكوليزي بتكريم المخرج الراحل «ابراهيم باباي» وعرض فيلمه «وغدا؟» لتتواصل الفعاليات والعروض اليوم وغدا على تكون سهرة الاختتام يوم الأحد 12 ماي الجاري

وفي البرنامج عدد من الأفلام الطويلة من بينها «ما نموتش» للمخرج «النوري بوزيد»، «الخميس العشية» للمخرج «محمد دمق»، «السراب الأخير» للمخرج «نضال شطا»، و»مملكة النمل» للمخرج «شوقي الماجري»، وهي حصيلة العام من الأفلام الروائية الطويلة باستثناء فيلم «الأستاذ» للمخرج «محمود بن محمود» الذي لا ندري أسباب عدم برمجته...

وفي الأفلام سيكون للجمهور السينمائي مع كبير من الأفلام من بينها «بابا نويل» للمخرج «وليد مطار»، «صباط العيد» للمخرج «أنيس الأسود»،  وغيرها من الأفلام التي ستؤثث سهرة الاختتام

مبادرة جمعية المخرجين التونسيين بتنظيم لقاء سنوي يتم فيه عرض مجمل ما أنتج من أفلام تجربة مهمة وجديرة بالاهتمام لكن قلة الأفلام المبرمجة يفسر عدم اهتمام عدد من صناع السينما التونسية بهذا اللقاء السنوي المهم من جهة، مع قلة الإنتاجات السينمائية في بلادنا لأسباب إنتاجية باعتبار أن السينما والثقافة بشكل عام ليست من بين الأولويات في هذه المرحلة

ونذكر بأن عروض الأفلام تنتظم في قاعة الكوليزي وأسعار التذاكر رمزية

الصريح التونسية في

10/05/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)