حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

يحبون أجورهم أكثر من السينما!!

كتب : طارق الشناوي

27 ابريل 2013

 

الأجور فى الحياة الفنية تتغير وفقاً لثمن الفنان فى السوق.. وغالباً فإن نجاح العمل الفنى الأخير هو الذى يدفع شركات الإنتاج للتعاقد مع النجم وفقاً لما حققه من إيرادات سابقة ولا أحد يحدد نسبة الزيادة.. إلا أن الأمر لا يخلو بالتأكيد من قفزات وقد يرتفع أجر الفنان مرة واحدة إلى رقم لم يكن يحلم به، ثم يأتى فيلم آخر تنهار إيراداته فيعيش فى هذه الحالة كابوساً يهدده بفقدان أعز ما يملك!!

بينما نقرأ عن تلك الأرقام الخيالية التى يتقاضاها نجوم الدراما التليفزيونية فى رمضان القادم مثل عادل إمام وغادة عبدالرازق.. فإن السينما تغيرت معادلاتها الإنتاجية وصار على كبار النجوم أن يخفضوا من أجورهم لو أرادوا الاستمرار سينمائياً. شركات الإنتاج الكبرى صارت تتحسس خطواتها الإنتاجية لأن العائد غير مضمون، العام الماضى مثلاً تراجعت الإيرادات بنسبة تجاوزت 25٪ عن 2011 ولم يستطع أحد أن يتجاوز فى الإيرادات فيلم محمد رمضان «عبده موتة» الذى حقق قرابة 4 ملايين دولار بينما الفيلم لم تتجاوز تكاليفه مليون دولار، الكبار الذين لعبوا بطولة الأفلام لم تستطع أفلامهم الصمود فى السوق.. ولهذا صارت شركات الإنتاج الكبرى كثيراً ما تتقاعس عن استكمال المشروعات التى سبق أن اتفقت عليها.

النجوم الكبار بالطبع يشعرون بحرج عندما يضطرون لتخفيض أجورهم.. لأن هذا يعنى أن السوق لم يعد يرحب بهم والحقيقة أن الأمر ينبغى أن يؤخذ بقدر كبير من المرونة يتماشى مع إيقاع الزمن الذى نعيشه، مثلاً النجم خالد الصاوى رغم أنه ليس من النجوم الذين يتجاوزون رقم المليون جنيه.. إلا أنه كان قد وضع قاعدة مغايرة تماماً لكل تلك الأرقام الفلكية وأعلنها فى الصحف.. وهى أن أجره يزداد من عمل إلى آخر بنسبة لا تتجاوز 10٪، يذكرنى «الصاوى» بمقولة المطرب الفكاهى «عزيز عثمان» الخالدة فى «اسكتش» ليلى مراد «اللى يقدر على قلبى».. مربوط ع الدرجة التاسعة والناس درجات ومرشح آخد الثامنة غير العلاوات.. وبما أنه يقدم عادة فى العام فيلماً ومسلسلاً.. فإنه يستحق أن يظل مربوطاً على علاوة 10٪ رغم أن أجور الفنانين تخضع بالتأكيد لمؤشر آخر!!

كانت نصيحة «مارلون براندو» لجاك نيكلسون هى أن يعرف بالضبط ما الذى يساويه عند شركات الإنتاج.. وبعد ذلك يخفض من أجره قليلاً حتى تتسع أمامه الاختيارات الفنية، وهى نصيحة ينبغى أن يأخذ بها نجوم الملايين إذا أرادوا العودة مجدداً للشاشة الفضية.. والحقيقة أن فى السينما المصرية نجما واحدا فعل ما هو أكثر من ذلك وهو «محمود حميدة» الذى قال لى: إن أغلب الأدوار التى أحبها أقدمها مجاناً.. قلت له: والآن.. هل تفعل ذلك؟ أجابنى أتحدث عن أفلامى قبل خمس سنوات؟!

لا أعتقد أن هناك نجماً آخر فعل مثل «حميدة».. ورغم ذلك فإن «خالد الصاوى» ونسبة 10٪ التى يزيدها أجره عاماً بعد آخر أراها تشبه بالتأكيد خطواته الفنية.. النجاح قد تختلف درجاته كما أن الفشل تتعدد درجاته وأتصور أن «الصاوى» فى هذه المرحلة غير معرض لقفزة من تلك التى تدفعه للأمام ليحتل مقدمة الصف ويجد نفسه يضاعف أجره بالملايين.. كما أنه غير مهدد بأن يطيح به عمل فنى ويقذف به خارج دائرة النجومية.. علاوة الـ 10٪ لا يمكن تطبيقها إلا على «الصاوى» فقط.. لأن بها ملامحه وهو التقدم خطوة خطوة للناس وللشباك.. من المؤكد أن نجوم الملايين فى السينما سوف يجبرهم السوق على تخفيض أجورهم ربما أكثر من 50٪ لو أرادوا الاستمرار سينمائياً.. فهل هم يحبون حقاً السينما أم أنهم سوف يواصلون الهجرة للشاشة الصغيرة لأنهم يحبون أجورهم أكثر من السينما!! 

جوائز ملطخة بالأكاذيب!!

كتب : طارق الشناوي

20 ابريل 2013

قال لى الكاتب الكبير وحيد حامد قبل ثلاث سنوات وهو ينظر لصفحة النيل حيث تعود أن يجلس يوميا على مائدة لا يغيرها لقد انتهكت حرمة النيل وألقيت بعدد من الجوائز التى لا أشعر تجاهها بأى احترام فهى لا تعبر عن قيمة ولكن مجرد جائزة وأضاف: احتفظت فقط بالجوائز التى عندما أنظر إليها أشعر بقيمتها.خلال الأيام القادمة سوف تعلن أسماء المطربين المرشحين لجائزة الميوزيك أوارد وفى الشهر القادم توزع الجوائز. بدأت تتسرب بعض نتائج جائزة «الميوزيك أوارد» وبدأت معها أيضاً التشنيعات التى تلاحق كل من حصل عليها أو فى الطريق للحصول عليها. عمرو دياب هو أكثر المطربين استحواذا على تلك الجائزة فهو ينتظرها لرابع مرة ويلاحقه هذه المرة منافسه التقليدى تامر حسنى.

عمرو هو أيضا يحتل المرتبة الأولى تعرضاً للنقد بسبب ما يحيط تلك الجائزة من شبهات، المفروض أنها تعتمد على أرقام التوزيع وليس الإبداع، والأرقام لا تكذب ورغم ذلك فإن تامر حسنى  قال أكثر من مرة إنهم عرضوها عليه مقابل أن يدفع 2 مليون دولار ولكنه رفض وأن منتج أشرطته نصر محروس كان على استعداد لكى  يسدد  المطلوب إلا أن تامر قال له لا أريد جائزة وطبقاً لهذه الرواية ذهبت الجائزة فى 2007 إلى عمرو دياب.. أما فى 2006  فلقد أثار المطرب حسين الجسمى حكاية مشابهة وبنفس الرقم 2 مليون دولار، حيث قال إنها عرضت عليه وعندما رفض دفع  المعلوم  ذهبت إلى المطربة إليسا!!

وبالطبع غضبت إليسا وفتحت النيران على الجسمى.. ولم تكن هذه هى المرة الأولى التى تصلنى حكايات مشابهة عن هذه الجائزة التى تشغل بال نجوم ونجمات الغناء فى عالمنا العربى. دعنا نتفق أولا أن الإبداع لا يمكن أن تحيله وأنت مطمئن إلى رقم إلا أننى أرى أيضاً أن الأرقام فى حياة النجوم لا يمكن تجاوزها وأن مؤشر التوزيع هبوطاً أو ارتفاعاً ينبغى أن يصبح أحد أهم العناصر التى ينصت إليها الفنان ويعمل لها ألف حساب ولكنها ليست العامل الوحيد فى التقييم.

الرقم الموثق لا يخضع لاختلاف الآراء، الأرقام مفروض أنها لا تعرف المكياج، إلا أن الذى حدث وتكرر كثيراً مع هذه الجائزة تحديداً أن هناك تلاعبات رقمية وأن هناك من يلطخ وجهه بأرقام زائفة من أجل تحلية البضاعة. مثلاً  قبل عشرين عاما أثيرت مشكلة كان طرفها الراحل مجدى العمروسى الذى كان يشغل منصب رئيس اتحاد موزعى الكاسيت فى الشرق الأوسط استندت الجائزة إلى الرقم الصادر من العمروسى على اعتبار أن عمرو هو الأكثر توزيعاً وبعد حصول عمرو على الجائزة كان من المفترض أن يشيد عمرو بالعمروسى لكنه لم يفعل فما كان منه -  أقصد العمروسى -  سوى أن قال على صفحات الجرائد وفى كل وسائل الإعلام أنه أخطأ وأن المطرب الذى كان يستحق وقتها الجائزة هو محمد فؤاد المنافس التقليدى فى تلك السنوات لعمرو دياب وقال فؤاد هذه جائزة مشبوهة لايشرفتى الحصول عليها!!

جائزة تحيطها كل هذه الأقاويل حتى ولو كانت بعض القصص تحمل نوعاً من الضرب تحت الحزام للتقليل من قيمتها أو بسبب الغيرة الفنية التى لا تعرف سوى الانتقام، إلا أن الجانب الآخر من تلك الصورة هو أن جائزة «الميوزيك أوارد» فقدت مشروعيتها كقيمة أدبية.. فلماذا نرى سنويا السعادة على وجوه مطربينا عندما تعلن أسماؤهم، ثم يملأون بأحاديثهم أجهزة الإعلام وهم يؤكدون أن تلك اللحظة -لحظة استلامهم للجائزة - هى حدث تاريخى وموقف لا يمكن أن يغادر مشاعرهم طوال العمر.

هذه الجائزة وغيرها تتحول إلى مجرد رسائل يحرص النجوم فى عالمنا العربى على أن يقدموها بين الحين والآخر لجمهورهم ويؤكد كل منهم من خلالها أنه الأول والملك المتوج على عرش الغناء.. نعم الجائزة فقدت الكثير من قيمتها إلا أن الوجه الآخر من الصورة يؤكد أنه لا يزال لها بريق ولمعان زائف عند قسط من الجمهور.. نعم ليس كل ما يلمع ذهبا إلا أنه عند البعض يكفى أنه يلمع حتى ولو كان «فالصو»!!

إنها جائزة تحيطها اللعنات ولكن نجوم الغناء فى عالمنا العربى لا يعنيهم فى نهاية الأمر إلا تلك الأضواء التى تصاحب حفل التوزيع ومن أجلها يهون كل شىء، هل سيفكر أحدهم أن يفعل مثل وحيد حامد ويلقى بتلك الجوائز إلى النيل، أشك وخيرا أنهم لن يفعلوا لأن المصرى القديم قال فى وصاياه «لا تلوث ماء النيل»!! 

السرقة الفنية من أنجلينا إلى هيفاء !!

كتب : طارق الشناوي

13 ابريل 2013

ليست بالطبع القضية الأولى ولن تكون بالتأكيد الأخيرة أتحدث عن حكم المحكمة الأمريكية بتبرئة النجمة الأمريكية أنجلينا جولى من تهمة سرقة فيلم «أرض الدم والعسل» أول أعمالها كمخرجة من مؤلف كرواتى الجنسية أقام دعوى قضائية ضدها بعد أن اتهمها بالاستعانة بكتاب له اسمه «تمزيق الروح» فى كتابة سيناريو الفيلم، القضية ظلت متداولة فى المحاكم قرابة عامين حتى حصلت أنجلينا على البراءة.

الاتهام بالسرقة الأدبية ظاهرة ضاربة فى العمق طوال تاريخ الإبداع الفنى عالمياً ومحليا، ومن آخر أحداثها ما تتداوله الآن المحكمة فى أمريكا، وهى القضية التى آثارها أحد الكتاب متهماً المخرج الأمريكى جيمس كاميرون بأنه سطا على رواية قديمة له وقدمها فى فيلمه الأشهر «أفاتار» الذى عرض قبل ثلاث سنوات وحقق أعلى رقم فى شباك التذاكر حتى الآن 3 مليارات دولار. نتابع أيضاً على الساحة المصرية الدعوى التى أقامها أحد الكتاب الجدد يتهم صناع مسلسل «مولد وصاحبه غايب» أول عمل درامى للشاشة الصغيرة بطولة هيفاء وهبى مشيراً بأن كاتبه مصطفى محرم استوحاه من مسلسل آخر كان قد كتبه لنفس شركة الإنتاج.

الغريب أن دفاع شركة الإنتاج استند إلى أن المسلسل يضم خطوط تماس مع الفيلم القديم «تمر حنة» الذى لعبت بطولته نعيمة عاكف وفايزة أحمد ورشدى أباظة، وكتبه جليل البندارى وأخرجه حسين فوزى وهو ما سيضعهم فى مأزق قانونى آخر - لو ثبت ذلك - مع ورثة صُناع فيلم «تمر حنة». السرقة الأدبية تظل واحدة من أشهر القضايا فى العالم وهناك فرق بين التأثر والسرقة ولهذا يضع القانون تعريفاً محدداً لها وهو وضع «الحافر على الحافر» أى التطابق الشديد ولكن أغلب السرقات الأدبية لا نرى فيها هذا التماثل الحاد.. فى الموسيقى مثلاً حددوا السرقة بتتابع ستة «موازير» من الممكن تشبيه المازورة الموسيقية بالكلمة وفى هذه الحالة تطبق حدود السرقة وهى بالطبع لا تقطع يد السارق ولا يدخل السجن ولكن يدفع غرامة مالية.

هل نحن نملك الجرأة لنعترف بالسرقة أم يعتبرها البعض فهلوة؟ الكثيرون يطولهم اتهام السرقة خاصة المشاهير ونتذكر مسرحية «جلفدان هانم» التى كان محمد عوض يؤدى فيها دور كاتب ظل اسمه عاطف الأشمونى وهذا التعبير «كاتب ظل» يستخدم فى العالم كتعريف لهؤلاء، أى أنه يكتب من الباطن لحساب كاتب آخر شهير مقابل أجر، وتلك الحالة عرفتها مصر كثيراً فى سينما الستينيات باسم الورش الفنية.. فى الماضى لم يكن مسموحاً بأن تقرأ أسماء من يعملون بتلك الورش الآن صارت تلك الورش معلنة ومعروفة وكتابها نقرأ أسماءهم على التترات.

أتذكر مثلاً أن الكاتب الكبير الراحل بهجت قمر والد الشاعر والكاتب الموهوب أيمن بهجت قمر كان كثيراً ما يكتب من الباطن حتى بعد أن أصبح اسمه معروفا، 52٪ مما قدمته شاشة السينما  المصرية من أفلام فى الستينيات وحتى الثمانينيات كان قمر يعيد صياغة الحوار الدرامى ويضيف الكثير من المشاهد للسيناريو مقابل أجر ولكن أيضاً بدون الإشارة إلى اسمه.الكاتب والممثل محمود البزاوى من أشهر من يمارسون هذه المهمة الآن سواء فى التليفزيون أو السينما ولكن فى العادة لا يكتب اسم البزاوى وهو يكتفى بتمثيل دور فى العمل الفنى وإن أصبح فى السنوات الأخيرة يكتب اسمه على  بعض الأعمال الفنية.. من أشهر الذين ارتبطوا بالتلحين من الباطن الموسيقار رءوف ذهنى الذى رحل عن عالمنا قبل 52 عاماً وكان من المعروف أنه ساهم فى العديد من الأغنيات المنسوبة لمحمد عبدالوهاب.. التقيت برءوف ونشرت عنه تحقيقاً عنوانه «أنا والعذاب وعبدالوهاب» ذكر فيه أسماء الألحان التى وضعها لعبدالوهاب أو شارك فيها مقابل أجر ومن أشهرها لحن عبدالوهاب لأم كلثوم «فكرونى»!!

ورغم ذلك فإن علينا أيضاً أن نذكر الوجه الآخر للعملة وهو أن العديد ممن يقيمون الدنيا بالضجيج ويقيمون دعوات قضائية ويعلو صوتهم ضد المشاهير كان هدفهم هو تحقيق الشهرة على حساب هؤلاء وبعضهم كان يفعلها من أجل الابتزاز، وفى العادة تسقط قضائياً مثل هذه الدعاوى وعلينا أن نتابع ما تُسفر عنه تلك الدعوات القضائية التى تلاحق «أفاتار» و «مولد وصاحبه غايب» فهل يحصل جيمس كاميرون وهيفاء وهبى على البراءة مثل أنجلينا جولى!! 

العـندلـيب يتحدى الموت الفسيولوجى

كتب : طارق الشناوي

30 مارس 2013

قرأت فى العدد الأخير من مجلة الكواكب على لسان محمد شبانة ابن أخى «عبد الحليم حافظ» أن جسد عمه لم يتحلل وأنه شاهد  وجهه كما هو فى الصور والفضائيات شعره عيناه لون بشرته وكأنه غادر الحياة قبل دقائق وليس قبل 35 عاماً.. وهو تأكيد لما انفرد به الزميل طارق مرسى فى «روزاليوسف» قبل 7 سنوات وأثار وقتها ردود أفعال واسعة ونقله وتناقله عدد من الصحف والمجلات. شبانة روى أنه اضطر للنزول للمقبرة بسبب ما تردد عن أن المياه الجوفية قد اخترقتها وكانت المفاجأة أن الأرض محصنة هندسياً ضد تسرب المياه.. الأخطر أنها محصنة ضد تحلل أجساد الموتى نعم يتحدى المبدع الفناء بمعناه الأدبى ولكنه لايقهر الفناء الفسيولوجى!!

هناك من يردد أن أجساد الأنبياء لا تتحلل مثل سائر البشر ولست فقيهاً فى الدين ولكنى أراها مجرد خيالات تداعب البعض لا تستند إلى منطق ولا إلى صحيح الدين ولكنه فرط الحب والتقديس للأنبياء  هو ما يجعلنا  نردد ذلك  رغم أن الآيه صريحة «وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ»، أى أنه بشر والرسول كان إنساناً عادياً يأكل ويشرب ويمارس حياته وقد يقول رأياً وليس وحياً وعندما يراجعه أحد الصحابة الرأى ويستحسنه يأخذ به وتلك هى عظمة الدين الإسلامى.

هل «عبد الحليم حافظ» من الممكن أن نصدق عنه ما يقوله ابن شقيقه.. الأسطورة تتحدى الزمن بالمعنى الفنى والإبداعى ولكن جسد «عبد الحليم» لا يتحدى بالتأكيد قوانين الطبيعة إنه الحب الذى جعل ابن شقيقه يرى عمه تحت الثرى كما نراه فى الصور التى لا تزال تنشرها الجرائد وفى أغنياته التى تبثها الفضائيات.الأساطير عادة نبحث لهم دائماً عن حالة أسطورية أثناء وبعد الحياة، المتطرفون دينياً الذين يكفرون الفن ملأوا العالم الافتراضى بصور من العالم الآخر قالوا فيها إن «أم كلثوم» و«عبد الوهاب» و«عبد الحليم» وغيرهم من أساطين الفن فى النار ووضعوا بعض الأصوات  والموسيقى التصويرية على سبيل بث الرعب فى قلوب الناس.

أتذكر منذ عشرين عاماً أن كل مصر كانت تتحدث عن عودة الفنان «صلاح قابيل» من الموت وأنهم قد فتحوا التربة بعد أيام عندما سمعوا ضجيجاً وصوت استغاثة تحت الأرض واكتشفوا أن «صلاح» حى يرزق!! والذى ساهم فى ترويج الشائعة هو حوار صحفى نشرته مجلة «الإذاعة والتليفزيون» مع «صلاح» وعلى الغلاف صورته بالبيجامة  مما يوحى بأن الحوار أجرى بعد عودته مجددا إلى البيت وكان «صلاح» يروى كيف أنه أصيب بغيبوبة مؤقتة واعتقدوا أنه مات ودفنوه وبعد أيام أفاق وعاد للحياة ولم يقرأ أحد الحديث كاملاً لأن الصحفى فى نهايته أكد أن هذا الحوار لم يحدث وأن «صلاح» مات والموتى لا يعودون وأنه فقط كان يريد مداعبة القراء للتأكيد على أن هذه مجرد خزعبلات.

الأمر لو أخضعناه للمنطق كان ينبغى أن ينتهى فى نفس اللحظة التى بدأ فيها ولكننا تعودنا أن نسترسل خاصة أن هناك شاهد إثبات وهو ابن شقيق «عبد الحليم»، الورثة فى أحيان كثيرة يلهثون وراء الأضواء فلو أنه قال إن «عبد الحليم» مثل البشر أجمعين هذا الرأى بالتأكيد لن يثير أحدًا ليبحث عن تفاصيله ولكن لو قال إن جسد عمه قاوم منطق الطبيعة  فسوف يصبح حديث الناس.

من الممكن أيضاً أنه لا شعوريا وتحت تأثير ضغط اللحظة نفسيا  اعتقد أنه يروى ما يعتقد أنه شاهده رأى العيان عندما وجد العم كما نعرفه، إنه رغبة فى عودة لزمن كان «عبد الحليم» يملك فيه كل شىء، «عبد الحليم» مواليد عام 1929 أى أنه  لو عاش بيننا كان سيصبح  فى الرابعة والثمانين من عمره. الأسطورة تحيا فى الوجدان والقنوات الفضائية والتسجيلات الصوتية والمرئية والنت منح الفنانين عمراً يتجاوز بقاءهم على الأرض فهم بيننا مهما باعدت السنوات ولكننا أحياناً من فرط الحب نعتقد أنهم ليسوا بشراً وفى موتهم كما فى حياتهم كانوا استثناء وأساطير تتحدى حتى فناء الأجساد!!

مجلة روز اليوسف في

30/03/2013

 

أمـير رمسيـس ويهود مصر الذين لا نعرفهم!

كتبت: جيهان الجوهري 

«عن يهود مصر» اسم فيلم لابد أن يستوقفك قبل مشاهدته لعدة أسباب أولها أن الأغلبية لديهم مرجعية مسبقة أن اليهود الذين كانوا يعيشون فى مصر خرجوا منها من أجل «أرض الميعاد» وحتى إذا كنت ممن لديهم خلفية ثقافية بأن هناك يهودا مصريين وطنيين فلن يتسرب لذهنك بأن الفيلم سيكون عن هذه الفئة وأنه سيمجدهم وقت وجودهم وسيجعلك تبكى على زمن كان الوطن يعيش به المسلم والمسيحى واليهودى، ويتفاعلون فى مناحى الحياة المختلفة.

«عن يهود مصر» فيلم تسجيلى ينتمى للسينما المستقلة يحمل توقيع أمير رمسيس أحد تلاميذ يوسف شاهين والمثير أن مغامرة فيلمه «عن يهود مصر» جاءت بعد ثلاثة أفلام روائية وهى «آخر الدنيا» و«كشف حساب» و«ورقة شفرة»، وقد اعتدنا العكس مع أغلب مخرجى السينما.

اختار مخرج «عن يهود مصر» 8 شخصيات يهودية كانت تعيش فى مصر واضطرت مُرغمة للتخلى عن جنسيتها المصرية والهجرة لفرنسا بعد حرب 1956، وكان من بين هذه الشخصيات الحية «جويس بلو» التى كانت تمارس العمل السياسى ومعارضة بشدة لفكرة الصهيونية وبمجرد خروجها من السجن كانت تعود له مرة أخرى وسط دهشة من جيرانها، وهناك أيضا شخصية المخرجة «إيزابيل دوبوتون» وشقيقها «جيرار دوبوتون» وهو من أجمل شهود الفيلم وأكثرهم تأثيرا فى المتفرج، ففى إحدى زيارات «جيرار» لمصر كان من المفترض ذهابه للفيوم وفقا لبرنامج الرحلة لكنه فضل الذهاب للإسكندرية لمشاهدة المنزل الذى نشأ به ووفقا لروايته فى الفيلم فإنه لم يعرف أنه وصل للإسكندرية إلا بعد أن زكم أنفه برائحة الملاحات الشهيرة وعندما لم يجد منزله انخرط فى البكاء ومعه سائق التاكسى الذى أصر على مساعدته وقصة دخوله مستشفى الطلبة، وأيضا توجد شخصية «ألبير أريبيه» الذى ظل فى مصر واعتنق الإسلام وتزوج من مسلمة، لكن وقتها صدر قرار من السلطات المصرية بعدم الاعتراف بديانة أى مسلم أو مسيحى تحول من الديانة اليهودية.

شهود فيلم أمير رمسيس لابد أن يشعروك بتعاطف مع يهود مصر ولابد أن يجعلوك تبكى على زمن فات فهل هذا كان مقصودا منه؟ المؤكد نعم فالفكرة لدى مخرج الفيلم قائمة فى الأساس على فكرة تقبل الآخر مثلما كان الأمر فى الأربعينيات وقت كان يعيش المسلم والمسيحى واليهودى فى مكان واحد ولا يشعر أى منهم بأى مشكلة «فالدين لله والوطن للجميع» الجميع منصهر فى وطن واحد وطبيعى أنك تجد أثرياء اليهود يستثمرون أموالهم بالصناعة والتجارة فى وطنهم مصر وأشهرهم «شيكوريل» و«هانو» وغيرهما. أيضا لم يخل الفن من شخصيات يهودية وطنية مثل ليلى مراد، وببراعة عبر أمير عن هذه الأمور وجعل المتفرج يفكر فى التغييرات التى طرأت على المجتمع وكيف أصبحت فكرة عدم تقبل الآخر بمثابة شبح يطارد المصريين.

ما يؤخذ على الفيلم

«عن يهود مصر» من الأفلام التسجيلية التى تغير وجهة نظرك بعد مشاهدته فأنت تخرج من الفيلم وأنت لديك قناعة بأن يهود مصر تعرضوا للظلم وستجد نفسك متورطا فى تشجيع فكرة عودة اليهود المصريين أو على الأقل سيتم تدعيم فكرة تقبلك للآخر مهما كانت ديانته، وبعيدا عن الفكرة التى نجح فى توصيلها أمير رمسيس لابد أن يستوقفك عدم التوازن فى الشهود الذين استعان بهم أمير رمسيس فى فيلمه فقد حرص على الاستعانة بأسماء لها وزن بحجم دكتور محمد أبو الغار والمؤرخ اليسارى رفعت السعيد وأحمد حمروش وكان فى مقابلهم شخصية إخوانية لا ترتقى ثقافته لحجم الأسماء التى أدلت بشهادتها وكان من المهم الاستعانة بكُتاب إسلاميين ليكونوا ندا قويا للمؤرخين والباحثين الذين استعان بهم أمير ليدلوا بشهادتهم فى حق اليهود. أيضا سنجد حرص مخرج الفيلم على الاستعانة بنماذج مصرية يهودية من طبقة اجتماعية واحدة يعيشون فى فرنسا والواقع يؤكد أن نسبة صغيرة منهم لا تذ كر اتجهوا إلى إسرائيل بينما ذهب الاغلبية إلى أمريكا وأوروبا أيضا تجاهل أمير فى فيلمه اليهود المصريين الذين يؤمنون بالفكر الصهيونى وأثرياء اليهود الذين دعموا ماديا عمليات الهجرة لإسرائيل وعلى رأسهم «شيكوريل». أيضا ألقى أمير الضوء على يهود مصر الفنانين الوطنيين أمثال ليلى مراد ونجوى سالم بينما تجاهل الأسماء التى كان لها نشاط مع الكيان الصهيونى مثل «راقية إبراهيم» و«كيتى».

وأخيرا السينما المستقلة

سمعت منذ أسبوعين أن إسعاد يونس المسئولة عن الشركة العربية للإنتاج والتوزيع قررت غلق الشركة بالضبة والمفتاح أو بمعنى آخر ليس لديها خطة للإنتاج فى هذه الفترة ولا يختلف موقف كبار المنتجين أمثال محمد حسن رمزى وهشام عبد الخالق ووائل عبدالله عن موقف إسعاد يونس وأغلبهم لديهم سينمات عديدة.

ويكفى أن نشير إلى أن تكلفة الأفلام المستقلة تتراوحميزانيتها بين 3 ملايين جنيه على غرار أفلام «ميكرفون» إنتاج محمد حفظى و«الشتا اللى فات» إنتاج عمرو واكد وآخرون، وهما يندرجان تحت نوعية الأفلام الروائية بينما وصلت ميزانية الفيلم التسجيلى «عن يهود مصر» للمخرج الموهوب أمير رمسيس إلى 300 ألف - وبالمناسبة فيلمه يعرض حاليا فى دار العرض المملوكة للشركة العربية للإنتاج والتوزيع فقط من خلال ثلاث سينمات فقط - وأعتقد أن إقدام كبار المنتجين على هذه التجربة سواء كانت فى فترة ركود شركاتهم أو فى فترة دوران عجلة إنتاجهم للأفلام التى اعتادوا إنتاجها سيحسب لهم أكثر من إقدامهم على إنتاج فيلم ضعيف بميزانية عشرة أفلام سينما مستقلة لأنها أولا ستفسح المجال لوجوه طازجة الفكر والموهبة ثانيا ستجعل جمهور السينما يتذوق حلاوة نوعية أخرى من السينما قد تدفع المنتجين لوضع هذه النوعية فى خططهم المستقبلية وثالثا سيكون هناك مردود معنوى ومادىجيد لهم بدليل أن هناك منتجين مثل السيناريست محمد حفظى. ومحمود حميدة ينتجون هذه النوعية ويكسبون منها من خلال بيعها للفضائيات بخلاف اقتناصها العديد من الجوائز فى المهرجانات الدولية، وأتمنى أن يعيد موزعو السينما الكبار تفكيرهم فى دعم هذا النوع من السينما خاصة أن هناك حاليا 7 أفلام تنتمى للسينما المستقلة تم صناعتها مؤخرا منها ما تم عرضه جماهيريا مثل «الشتا اللى فات» و«عن يهود مصر» والباقى فى طريقه للعرض مع نهاية الموسم السينمائى الحالى ومنهم «عشم» و«36 ميدان التحرير» و«فرش وغطاء» وقد تصدى لإنتاج الثلاثة أفلام الأخيرة السيناريست محمد حفظى السينمائى.

الطريف أننى سمعت أن السينمائيين والموزعين الكبار يدعون أنهم لا يعرفون إنتاج هذه النوعية لأن هذه النوعية من الأفلام تشترط وجود التقاء فكرى يسوده الود بين المخرج والمنتج بخلاف أنهم لا يعرفون أصلا طرق الوصول للموهوبينالذين يريدون إنتاج أفلام تنتمى للسينما المستقلة.. فإذا افترضنا صحة كلامهم أليس من المنطقى أن يستعين هؤلاء المنتجون بأصحاب الخبرة والثقة فى هذا المجال ليتعاونا سويا فى ظهور إبداع المخرجين للنور أو على الأقل يجد أصحاب هذه الأفلام الدعم من موزعى الأفلام من خلال الدعاية والتوزيع الجيد لأفلامهم.

النجوم وسينمـا الحـى

كتبت: ايمان القصاص 

استكمالا لسلسلة تحقيقات سابقة رصدنا من خلالها ظاهرة اختفاء السينما فى الأحياء الشعبية رغم قيامها منذ عقود طويلة وتأثيرها اجتماعيا وثقافيا وسياسيا على سكان تلك المناطق نستكمل الآن الملف ونقدم بعض الشخصيات التى أثرت فى وجدانها سينما الحى بشكل فعلى واستطاعوا فيما بعد أن يقدموا أعمالا ناجحة ويصبحوا هم أساطين الفن والفكر فيما بعد بسبب سينما أدمنوها منذ الصغر .

الأفلام الأمريكانى

الفنان عادل إمام يقول : من صغرى وأنا عاشق للسينما ويوجد بجوار منزلى بالحلمية الجديدة سينما بعنوان «سينما وهبى » إلى جانب العديد من دور العرض التى كانت قريبة من المكان الذى أقطن فيه مثل ريفولى ومترو وإيديال وهذه تعتبر أول سينما أنشئت فى مصر بجوار مسرح الجمهورية وسينما أوليمبى وسينما «استديو مصر» فى شارع عماد الدين «بيربوا فيها فراخ حاليا» وسينما الهلال فى حىالسيدة زينب والعديد من السينمات التى لا يوجد إلا بقياها الآن.

وأضاف الزعيم قائلا: لم أرتبط بسينما الحى الذى أسكن فيه بدرجة كبيرة لأن السينمات التى كانت توجد به دائما ما كانت تعرض أفلاما عربية وأنا كنت عاشقاً للأفلام الأمريكية فى ذلك الوقت ، فكنت أضطر إلى التوجه إلى سينمات الأحياء المجاورة وكنت دائم حضور الأفلام التى أحبها، فسينما مترو وسينما كايرو وبوسط المدينة.. وصرح قائلا: من وجهة نظرى أن السبب الحقيقى وراء اختفاء سينما الزمن الجميل هو أن الحكومة المفروض أنها كانت تمول هذه الصروح واستبدلوها بسينما المولات التى لها جمهورها الخاص ولها سعر تذاكر مرتفع تصل إلى 75 جنيهاً.

وأوضح الزعيم قائلاً : هناك ذكريات ومواقف كثيرة جمعتنى بسينما الحى ولم أنسها طوال حياتى فكنا نخصص يوم الخميس أنا وأصدقائى للسينما وأنا نشاهد أفلاماً أمريكية فى سينما «ريو بباب اللوق » وهىسينما صيفى وكانت تعرض ثلاثة أفلام فى وقت واحد عربى واثنين أجنبى والعرض مستمر طوال الوقت وكان ذلك يسبب لى مشكلة كبيرة لأننى كنت أتأخر عن البيت وكانوا يعاقبوننى عقابا شديداً وموقف آخر لم أنسه أيضا حدث فى سينما إيزيس بحى السيدة زينب الفيلم يوجد فى أحد مشاهده حريق هائل ونظرا لأن فى هذه الفترة ولم يتعود الجمهور على هذه المشاهد توقع جميع الحاضرين للفيلم أن السينما تحترق وأسرعوا بالخروج منها، ظللت بمفردى أتابع الفيلم ولم أتأثر بحالة الهرج والمرج التى حدثت والسبب فى ذلك أننى كنت متابعاً كما ذكرت للسينما الأمريكية وتعودت على هذه المشاهد منها ، والحقيقة أنهم قدموا لنا سينما عظيمة وأفلاماً رائعة تعلمنا منها الكثير والكثير فقد جعلتنى أشاهد أحداث الحرب العالمية الأولى والثانية، لكن للأسف الشديد الأفلام الأمريكية لم تعد كما بدأت الآن فقد تراجعت كثيرا.

«3تعريفة »

 أما جمال بخيت فيقول: طفولتى كانت فى حى مصر القديمة وبداية عشقى للسينما كانت من إخوتى الكبار الذين كانوا يذهبون إلى السينما باستمرار وهذا كان شيئاً مقدساً لديهم ، وأتذكر أن هذا الحى كان به خمس سينمات وهى «ميراندا وسينما الجزيرة وسينما جرين وسينما الروضة وسينما ابن البلد وهذه كانت توجد فى المدبح وكان لها اسم شعبى الناس كان يسمونها «سينما فريد » لأنها كانت دائما تعرض أفلام وحش الشاشة الذى كان يعتز بجمهور الترسو ويستطرد قائلا: ولى ذكريات مع هذه السينما العريقة التى كانت سعر التذكرة فيها بـ 3 تعريفة إلى جانب ذلك كان يوزع علينا داخل السينما «ساندوتش» وجميع هذه السينمات كنت أحضر فيها الأفلام فى المرحلة الابتدائية مع إخوتى الكبار.. واستكمل الشاعر حديثه قائلا : هناك موقف طريف لم أنسه مطلقا كنت أنا وأصدقائى نرتب لدخول فيلم فى «سينما الجزيرة» وقمنا بجمع الفلوس التى كانت توجد معنا ولم يتبق معنا أى أموال للمواصلات وقرر أصدقائى أن يركبوا الأتوبيس يتشعبطوا بدون تذاكر وأنا رفضت هذا السلوك وقررت أن أمشى حوالى محطتى أتوبيس وكان معى فلوس التذاكر كلها فى يدى وقافل عليها وأثناء سيرى فى الطريق حدثت حادثة وقام تاكسى بخبطى وأسرع المارة فى الشارع فى إسعافى وأخذونى داخل مخبز لكى يطمئنوا أننى لا يوجد بى كسور أو كدمات والحمد لله لم يحدث لى أى شىء وبعد ذلك أكملت طريقى إلى السينما ووجدت أصدقائى منتظرين أمام شباك التذاكر وأسرعت لهم وعندما سألتنى المسئولة عن قطع التذاكر عن الفلوس سكت لبضع ثوان ونظرت إلى يدى وجدت برغم كل ما حدث لى وما تعرضت له ظللت محافظاً على أسعار التذاكر و«متبت عليهم».

يقطن مع بخيت فى نفس المنطقة «مصر القديمة» الفنان خالد صالح الذى استعاد ذكرياته مع سينما الحى وقال : كنت دائم الذهاب ومشاهدة الأفلام داخل سينما ميرندا التى هى الآن بعنوان «فاتن حمامة » وكان يوجد بينى وبينها مجرد كوبرى واصل إليها.

وأضاف صالح : كان يوجد فى محطة الباشا فى المنيل سينما وما يقرب من ثلاث أو أربع سينمات فى منطقة المنيل وأتذكر أننى فى المرحلة الابتدائية والإعدادية شىء أساسى ومهم جدا هو الذهاب إلى السينما وكنا نتفرج على ثلاثة أفلام فى الحفل الواحد وأنا وأصدقائى.. وصرح صالح قائلا : سينما الحى هى الى جعلتنى أعشق التمثيل بهذا الشكل وهى التى شكلت وجدانى وثقافتى.

أنا وأختى وسينما الحى

سعيد الشيمى يقول «أنا حبيت السينما بسبب والدى كان طبيبا وكان دائم المشاهدة للسينما مع أصدقائه وخصوصا حسن خان وهو والد المخرج محمد خان وكنا نقطن فى حى عابدين، وخصوصا فى الميدان وكان والدى يرجع من العيادة ويأخذنا إلى سينما الحى والذى كانت توجد به العديد من السينمات التى لا حصر لها مثل سينما ستراند وسينما سوق باب اللوق وغيرهما وأنا كنت أشاهد أفلاماً فى كل هذه السينمات المجاورة لحى عابدين وكان أهم سينماتين بالنسبة لى سينما الكرنك الصيفى وسينما بارادى، وأضاف شيمى أن السينمات كانت جزءاً أساسيا من تكوين الثقافة المصرية فى الأربعينيات والخمسينيات وجزءاً كبيراً جدا من الستينيات ولكن بدءا من 51 يوليو 1960 افتتح فى مصر وسوريا التليفزيون العربى أعتقد أن هذا أثر على انتشار دور العرض وصرح شيمى أن سينما الحى شكلت وجدانى بشكل فعلى وهى الأساس التى جعلتنى أحب السينما.

سينما الحى وسينما المولات

تامر حبيب : عشت طفولتى فى حى الدقى الذى كانت توجد فيه أكثر من سينما وللأسف الآن لا توجد ولا واحدة منها وهى سينما شهر زاد وسينما سفنكس وسينما صيفى أنا كنت دائم الذهاب لها بعنوان سينما حديقة نادى الجزيرة.. وأضاف حبيب قائلا: السينمات كانت خروجة.. مهمة جدا جدا بالنسبة لأسرتنا جميعا على الأقلمرة أو مرتين فى الأسبوع، ومن درجة عشقى للسينما عندما كان أهلى يخرجون يقضون مشاويرهم الخاصة «كانوا يودونى السينما وهما راجعين ياخدونى ويرجعوا يلاقونى على نفس الكرسى متحركتش».

سينما فقدناها

ويقول محسن أحمد : ولدت فى شارع محمد عنايت فى حى السيدة زينب الذى كان يكتظ بدور العرض وعلى بعد أمتار من المنزل أربع دور عرض سينمائى فقدنا ثلاثا منها «سينما أيزيس وسينما الأهلى، وسينما الهلال الصيفى».. وأضاف محسن أحمد قائلا: هذا الشارع ودور العرض التى كانت توجد فى الحى جمعت العديد من الفنانين منهم صديقى الفنان نور الشريف والممثل محمود مسعود ومخرج التليفزيون حافظ أمين والمخرج الراحل علاء كريم.

ذكريات دمنهور

يوسف القعيد يروى : قضيت فترة من حياتى مرحلة الدراسة فى مدينة دمنهور وكان والدى استأجر لي حجرة مشتركة وكان بجوار هذا المكان مكتبة البلدية ، وذهبت إليها وجدت الدور الأول منها سينما ومسرح يحملان نفس الاسم غيرت طريقى فورا وتركت المكتبة ودخلت السينما.

وأضاف القعيد قائلا : كل مرة أذهب فيها إلى السينما أشعر أننى أرتكب إثما بسبب نصائح والدى ووالدتى طوال الوقت وهى «ذاكر وانتبه إلى دروسك » لا تنشغل بأى شىء آخر وأنا كنت عاشقاً للسينما.

صباح الخبر المصرية في

30/04/2013

 

في رحاب حزب التجمع الدورة الرابعة لمهرجان يوسف شاهين للسينما المستقلة

متابعة: سهام العقاد 

اختتمت فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان يوسف شاهين للأفلام المستقلة، والذي أقامه حزب التجمع، علي مدي أربع ليالي، تحت شعار “كاميرا تبحث عن وطن ـ المجد للشهداء”، وترأسه مدير التصوير الفنان القدير طارق التلمساني، ومدير المهرجان المخرج طوني نبيه، بحضور كوكبة من الفنانين والإعلاميين، من بينهم إلهام شاهين، ولويس جريس، ومني الصبان وريم ماجد، وفتحية العسال، والمخرجة هالة خليل رئيسة لجنة التحكيم، شارك في المهرجان 36 فيلما روائيا قصيرا وتسجيليا.

تحول حفل الختام إلي عرس ثقافي وفني، واستهل الحفل بالسلام الجمهوري، وغني أعضاء الكورال الأوبرالي بقيادة الفنان سامح عطا ترانيم خاصة بالكنيسة الإنجيلية في مصر، منها أحفظ بلادي يا رب.

السينما المستقلة

تعود فكرة المهرجان كما أكد رئيس المهرجان طارق التلمساني، لشباب حزب التجمع، الذي أراد تخليد ذكري الراحل يوسف شاهين، وتم تنفيذ الفكرة بالتعاون مع طوني نبيه مدير المهرجان الحالي، وأحد تلاميذ شاهين. ويري التلمساني أن مستوي أفلام السينما المستقلة التي يصنعها الشباب في تقدم وتطور وبها جرأة كبيرة، ويؤكد أن الشباب هم مستقبل السينما في مصر.

وتتميز السينما المستقلة بخروجها عن منظومة الاستوديوهات وشركات الإنتاج والتوزيع التي تتحكم في صناعة السينما، والخط التجاري الاستهلاكي، وتبتعد عن مجمل الشروط المقيدة للإبداع، لذا تتميز السينما المستقلة بالحرية وتعبر عن صناعها كسينمائيين لهم رؤيتهم وثقافاتهم وأفكارهم الخاصة، بعيدا عن شباك التذاكر، لكن أبرز العقبات التي تواجه السينما المستقلة هو عدم امتلاكها لشركات توزيع أو دور عرض، لكنها سينما تحمل رؤي وأفكار متحررة تشمل المجتمع بكل أحلامه وآلامه.

الحرية والثورة

تحدثت المخرجة هالة خليل رئيس لجنة التحكيم حول أهمية السينما المستقلة، وتجارب الشباب، مؤكدة أن هناك ثورة تحدث في عالم السينما أسوة بالثورة التي شاهدتها مصر، وهناك سينما حرة ومستقلة هي سينما الشباب، وحول الأفلام المشاركة في المهرجان، أكدت أن المستوي الفني جيد، وأن الأفلام في مجملها حساسة ومعبرة وصادقة، لكنها مليئة بالحزن والكآبة، علي أمل أن تحمل الدورة القادمة كثيرا من الفرح.

الحياة والفن

كرم المهرجان الإعلامية المميزة ريم ماجد التي عبرت عن سعادتها بالتكريم وقالت أنا قلبي دليلي، وهو سر وصولي للمشاهدين، وأنا أتعلم من الناس، وهم من يستحق التكريم.

كما كرم المهرجان الفنانة الكبيرة الراحلة سناء جميل، وحكي لويس جريس عن علاقتهما التي استمرت لنحو 41عاما، وقال أعترف بأنني تعلمت الكثير وأنا بجوارها، فقد امتلكت تجربة ثرية في الحياة والفن. وتحدث عن قيمتي الإخلاص والصدق لديها، بالإضافة لقيمة العمل، فكانت تقول: أنا بدون عمل إنسانة بلا قيمة، وقال ضاحكا قصة حبنا بدأت بـ 3 تعريفة.

وتم تكريم المناضل والمفكر الاقتصادي البارز والوزير الأسبق د.جودة عبد الخالق، الذي توقف أمام شعار المهرجان “كاميرا تبحث عن وطن” وقال الوطن يبحث عن اتجاه، منذ ثورة يناير وحتي الآن، مؤكدا أن مصر مقبلة علي أيام رائعة، وأن الربيع المصري في الطريق، وسوف نضحي بكل ما هو ثمين من أجل أن تنال مصر كرامتها ومكانتها التي تستحقها.

وكذلك كرم المخرج الراحل رضوان الكاشف، وتسلمت جائزته ابنته المخرجة الشابة عايدة الكاشف.

وتم تكريم المناضلة والكاتبة فتحية العسال، التي أشادت بإبداع الشباب السينمائي، وأكدت أن الثورة مستمرة، ونادت بضرورة مواجهة التخلف والردة بجميع الأشكال والأسلحة، وعلي رأس تلك الأشكال الإبداع.

كما كرمت الفنانة إلهام شاهين وتسلمت درع التكريم وقالت ” أشعر بأن طاقة الحماس الموجودة داخلكم انتقلت لي لتعطيني طاقة للمرحلة القادمة، فالحماس مطلوب، في حب بلدنا، وفي الخير، ونحن نستمد الحماس من شباب السينما الواعد، والشباب هم كل المستقبل.

وأضافت: لن نظل نتباهي بالحضارة القديمة إلي الأبد، لأن الجيل القادم سيعلم العالم ألكثير، وقالت: أنا متفائلة بتكريمي في بلدي، وسط السينمائيين الذين يقدمون السينما المستقلة، كما أعربت عن سعادتها بتكريمها في مهرجان يوسف شاهين، وروت كيف افتقدته في الفترة الماضية خاصة وأن شاهين لم يتهاون يوما في الدفاع عن الفن والفنانين، وقالت لقد استلهمت روحه وجرأته، وحاولت التصدي لمن يعتدي علي مصر وعلي الفن والفنانين، وقالت سوف نقدم سينما جميلة، وسوف نظل نحلم بالمستقبل، لأن بدون الحلم نموت، والمؤكد أن غدا أفضل من اليوم.

كما احتفل شباب المخرجين بتكريم أستاذتهم د.مني الصبان، وأعربت عن سعادتها بتكريمها في حزب التجمع، وقالت أنا أؤمن بمبادئه وأفكاره منذ بداية حياتي وحتي الآن.

صندوق خشب

علي هامش فعاليات ختام المهرجان عرض الفيلم المتميز “صندوق خشب” مدته 14 دقيقة، أعده مجموعة من طلبة كلية الإعلام، مستوحي من قصة حقيقية بين صديقين أحدهما مسلم والآخر مسيحي، بطولة طارق عبد العزيز ، وحسن عيد، إخراج طوني نبيه، يؤكد الفيلم علي قيمة الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط.

كما نالت كل الأفلام المشاركة في مهرجان يوسف شاهين ميدالية تقديرا للجهد الذي بذله صناع الأفلام، وحصل العديد من الأفلام علي جائزة الجمهور، وشهادات تقدير، من بينهم:

فيلم “ناقص واحد”، للمخرج أحمد باقوش، ونال جائزة الجمهور الثانية الفنان نادر شعبان عن فيلم “حافظ مش فاهم “، والفنان يحيي شاهين عن فيلم “الألتراس”.

كذلك فيلم “فلول وطعمية” إخراج وتأليف وتمثيل الفنان الشاب ماهر عصام، يتناول الفيلم أحداث ثورة 25 يناير، والأزمات الاقتصادية التي تعاني منها مصر، وضياع حقوق الفقراء، وانهيار كل الأوضاع الحياتية، وانتشار المخدرات، مشيرا إلي المسئولين الذين قاموا بقتل الشهداء وترويع الآمنين إبان أحداث الثورة، ويلمس الفيلم الأخطار التي تحيط بالوطن، لكنه لا يفقد الأمل في أن النصر آت لا محالة.

أما فيلم “دهمش” تأليف كريم فرغلي إخراج مهند دياب، يلقي الضوء علي حالة السلبية التي يعاني منها المجتمع المصري في الآونة الأخيرة، وذلك من خلال فتي يتعرض لحادث سير، فقد علي أثرة الحركة والنطق، ولم يجد من ينقذه، والأسوأ من ذلك، أن يراه المارة ولا يعيرونه أدني اهتمام، ونشاهد رجل وصديقته كيف يعبثون بالمصاب، وشيخ ينظر للمصاب ويتركه بلا رحمة ويمضي، ويكشف الفيلم عن حجم اللامبالاة التي أصابت العديد من الشباب، فهناك شابان رأوا المصاب وهو ينزف لكنهم آثارا السلامة ورحلا لحال سبيلهما، وعندما شعرا أحدهما بالجبن وقررا استدعاء سيارة الإسعاف كل المصاب قد فارق الحياة.

اغتيال البراءة

سلمت الإعلامية ريم ماجد درع الجمهور للفنانة سارة الطوخي عن فيلمها ” تريب”، وفاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة المخرج علاء مصباح عن فيلم “طارق”, وفاز بجائزة رضوان الكاشف الفنانة سارة رزيق عن فيلم “حركة”.

وفاز بجائزة أفضل ممثلة نورة عصمت ، وفاز بجائزة أفضل فيلم تسجيلي قصير المخرج أيمن صفوت عن فيلمه “مولد جبل الطير”, وفاز بجائزة أفضل فيلم روائي قصير “تحية طيبة وبعد” للمخرج جون أكرم.

وفاز بجائزة أفضل ممثل كريم عبد القادر عن الفيلم المتميز”وادي تاني” للمخرج ألبير مكرم، يرصد بحرفية كيف يعيش أولاد الشوارع، والأسر المفككة التي تساهم في ضياع أبنائها، من خلال طفل تطرده أمه من المنزل، فيرتمي في أحضان تاجر مخدرات، وفي هذا العالم نتعرف علي طفلة وهي أم في الوقت ذاته، رغم أنها لم تتجاوز الثانية عشر ربيعا، ولا تعرف من هو والد الطفل!! لعبت الإضاءة دورا مهما في الفيلم، كما استطاع الفيلم أن يكشف كيف تغتال البراءة والطفولة.

وفاز بجائزة أحسن تصوير الفنان أحمد حسين عن فيلم “اللقاء” للمخرجة غادة عاطف، قصة الأديب الكبير نجيب محفوظ، موسيقي نصير شمة، بطولة الفنان أحمد خليل، والفنان أحمد عبد الوارث.

بوكيه ورد

أما مفاجأة المهرجان فكان فيلم “بوكية ورد” للمخرجة الواعدة جميلة السيد، تأليف وتمثيل الكاتبة فتحية العسال، مدته 9 دقائق، والفيلم منخفض التكلفة، لكنه شديد التكثيف والإتقان، يتناول امرأة مصرية في خريف العمر، تعيش بمفردها، رثة الثياب، تعاني الوحدة والإهمال معا، اكتشفت بالمصادفة أن اليوم عيد ميلادها، في ذات الوقت يرن جرس المنزل،وتفاجأ بباقة ورد!!، فيتسرب الفرح إلي روحها، فهناك شخص ما تذكر مولدها، وعلي الفور نفضت غبار الكآبة والهموم والوحشة، وأخذت تتأهب لانتظار الفرح القادم، ارتدت أزهي الثياب، وأعدت كعكة الميلاد، إلا أن الرياح لا تأتي بما تشتهي السفن.

تحدثت فتحية العسال عن تجربتها الأولي في التمثيل، وما تكنه من مشاعر خاصة لحفيدتها مخرجة الفيلم، وقالت أنا أعشق إبداعات الشباب، وأؤكد أن الفن والثقافة والإبداع سوف ينقذوا مصر من تلك المحنة التي تمر بها الآن، وحتما سوف تنتصر الثورة.

الأهالي المصرية في

30/04/2013

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)