«أنا ماليش في السكة دي»
العبارة قالها المنتج أحمد السبكي ردّاً على سؤال عمّا إذا كانت عنده
النية لإنتاج أفلام يشارك بها في مهرجانات سينمائية دولية، مثل كان،
فينيسيا، أو برلين.
حالياً يُطلق إسم السبكي تماماً مثلما كانت الحال سابقاً مع أفلام
الهلس التي أرهقت السينما المصرية لسنوات صعبة، مع إنتاجات سطحية لا قيمة
فنيّة لها، لكنها تعثر لأشرطتها على جمهور من «الصنايعية» يريد أنْ يضحك
ويمضي وقتاً مريحاً فحسب، وليس معنياً بالشريط كأبعاد وعمق ورسالة.
الجواب ر ر ر ر بالمصري كان: «على بلاطة».
هو لا ينتج أفلاماً تتعب الدماغ، وتحتاج إلى معلّم ماهر يفسّر
للمشاهدين هذه اللقطة من تلك، بل يقدّم ما يسلّي الناس من الـ Entertainment
وقد أثبت مؤخراً مع «عبده موتة» وما جناه من إيرادات أنّه فاهم جداً للسوق،
ويدرك احتياجاته برضى من رضي، واعتراض من اعترض.
لكن السؤال هنا: ما الذي يمنع هنا من أن يكون بين أيدينا فيلم يحبه
الجمهور مثلما يقدّره المحكّمون، فينال المال عند شبّاك التذاكر، ويفوز
بالجوائز في الاحتفاليات السينمائية المختلفة، وهذا كان شأن عاطف الطيب،
علي عبد الخالق، محمد خان، د. سمير سيف، وخيري بشارة، وهم من جيل الحقبة
السينمائية التي سُمّيت بالسينما الجديدة، التي استطاعت محاصرة وهزيمة
سينما الهلس بأفلام لها قيمتها وقدرها، الأمر الذي منع السقوط المريع
للسينما في هوّة الضياع، وهو ما تحتاج إليه السينما المصرية اليوم مع حضور
أفلام لا قيمة لها في غفلة من الزمن الجيد، ومن الجمهور الصاحي على مصالحه،
وغياب المنتجين الذين يتنافسون على الأفضل.
سبق للكبير الراحل صلاح أبو سيف أنْ فرض معادلة المهرجانات ودور
العرض، مع ٤١ فيلماً أطلقها (المواطن مصري) وكان المنتج حسين القللا يقول
لـ أبو سيف: «ما بدي إربح.. بدي سينما.. بدي ياها تعيش»، وهذا ما حصل
فعلياً في ميادين العرض فإذا اعماله محترمة عند الجمهور وتلقى كامل التقدير
لدى النقاد، وهي حقيقة لا ينكرها أحد.
وعلامة الاستفهام غير المفهومة، ما الذي يمنع المنتجين التجّار الذين
يدركون فقط كيفية عد ما حصّلوه من ملايين، في مقابل جهلهم لكيف ينجزون
أفلاماً على قدر كبير من القيمة الفنيّة، وهي معادلة نادراً ما بلغناها من
كثرة حب منتجينا للمال، وعملهم على المضمون بحيث لا يستطيعون الانتظار
طويلاً قبل استرداد ما صرفوه على أفلامهم، لو إنّنا نتعلّم من الكبار في
العالم، لكنّا وفّرنا الكثير على جيوبنا.
فعندما يصرف الأميركيون مئات الملايين على فيلم يقول كثيرون بأنّهم
مجانين، لكنّهم فجأة يدهشوننا، لأنّهم يستردون ما صرفوه في عدة أيام من
العروض الأولى، وما تبقّى من إيرادات أميركية وخارجية تكون داخلة ضمن
حسابات الربح.
قالها السبكي.. وكان متصالحاً مع نفسه.. لكن مَنْ قال بأنّ العمل
الجاد له ناسه الذين يعرفون دون سواهم أسرار الإبداع السينمائي، أبداً،
لأنّ هوليوود علّمتنا أنّه بالإمكان بلوغ أفضل المراتب في الـ
top 10، وأفضلها في سلّم الترشيحات لنيل الجوائز، هذا
ممكن جداً، وليس علينا التشاؤم إزاء ذلك إبداً.
والذي يزعجنا تصرّف البعض على أنّ الأعمال الجادّة أقرب إلى التهمة،
أو حتى تصنيف البعض لأفلامهم على أنّها مصنوعة للمهرجانات، طبعاً هذه
تعريفات غير منطقية أبداً ولا مكان لها في لائحة المفردات والصفات التي
تُطلق عادة على أنواع محددة من الأفلام.
هي أخطاء تتوالى، وتتضاعف. ولا يزعجنا منها إلا حال التقوقع التي
يعيشها كثيرون من المنتجين والمخرجين مع أعمالهم الجديدة، فإذا هم ينغلقون
في الضفة التي فيها الأفلام التي تحتاج أحياناً إلى أفلام، رديفة لشرحها كي
تبلغ الناس، أو هم يأخذون موطناً لهم في الضفة التي تعرض الأفلام السطحية
التي لا تحمل شيئاً إلا نفسها، وتراوح مكانها بسعادة، وعندما لا يفكر أحد
الطرفين ببلوغ الضفة الأخرى، تكون السينما تلقّت ضربة موجعة في الرأس.
لم نبلغ بعد نباهة الجمع بين النموذجين.
ولم نعرف بعد أنّ الفيلم الناجح هو الذي يحظى برضى الجمهور ومباركة
أصحاب الاختصاص من النقاد.
عروض
ثلاثة رياضيين سرقوا اللبناني «شلهوب» وتنعّموا بثروته
و«Scary
Movie» واصل استهداف أفلام هوليوود في جزئه الخامس..
عديدة هي الأفلام الجديدة والمميّزة للمشاهدة على شاشاتنا.
وهي تتيح لأنماط مختلفة من الجمهور العثور على ضالتها في هذا الفيلم
أو ذاك، في وقت يتواصل فيه حضور أكثر من عمل لبناني على برمجة الدور.
Pain And Gain
للشهير مايكل باي.
لقد اختار باي موضوع أكشن وسرقة، مع كثير من الكوميديا والمطاردات
والمواجهات والقتل. عن ثلاثة شباب يمارسون لعبة الكمال الجسماني: دانيال
لوغو (مارك والبرغ)، بول دويل (دواين جونسون) أو الصخرة، وفق لقبه، والثالث
هو الأسود أدريان دوريال (انطوني ماكي).
الثلاثة يجمعهم الفقر وكانوا كمن يحتاجون لكل شيء كي يعيشوا حياة
آمنة، ويصادف في وجه دانيال رجل أعمال ثري جداً يدعى فيكتور كيرشاو (يلعب
الدور اللبناني توني شلهوب) الذي جنى ثروة غير مسبوقة بفعل «شقلبات» عليه
لعب الحظ فيها المقام الأول، من لا شيء صار حديث الجميع.
تسببوا للرجل بجروح وكسور عديدة ورسموا خطة له توصل الى توقيعه
تنازلاً عن كل ما يملكه، ليدخل على الخط ضابط التحري إد دوبوا (إد هاريس)
الذي وعلى عادة رجال الأمن يصلون متأخرين حتى يقوم الجاني بفعلته، وتكون
مبرراً كافياً لمطاردته لفترة تطول أو تقصر، فهو وصل مثلاً الى المصرف الذي
دخله لوغو تحت اسم كيرشاو لأخذ مقتنياته الخاصة من علبة في خزينة البنك،
بينما كان لوغو فعل فعلته ومضى.
ويقدّم الشريط وفي إطار كوميدي ظريف العملاق دويل بكل هامة عضلاته،
مدمناً على المخدرات مما يجعله دائماً في حالة من اللاتوازن التي تفقد
المجموعة إمكانية المحافظة على ما اصطادته من المال، فيما الثالث أدريان
ساعٍ خلف السمينات وهو تزوج من احداهن وتعمل ممرضة، كانت سبباً في كشف ما
تقوم به عصابة الثلاثة من عمليات خارجة على القانون.
وفي المحصلة، وبعد خسارة اثنين، من الثلاثة ظل دانيال حراً، لفترة، ثم
علق في قبضة البوليس حيث تم الحكم عليه بالسجن لمدة طويلة.
بارامونت هي التي وزعت شريط باي هذا.
المخرج الديناميكي، وصاحب سلسلة
Transformers
والشريط اللافت
Armageddon
استعمل كل مهاراته في التقطيع السريع، واللقطات الخاطفة، وتعدد
الأحداث الى حد عدم الشعور بالرتابة على مدى ساعتين وثماني دقائق، وبدا
اللبناني توني شلهوب متمكّناً من دوره، ويلعب في ملعبه الخاص، وينجح. وكان
أبلغنا حين التقيناه قبل عامين في مهرجان دبي السينمائي: «الوسط الانتاجي
يعرفني جيداً، ولكن المشكلة في المخرجين وبعض مكاتب «الكاستنغ» عندهم
أوليات أخرى، وأنا اعتمد على الوكالة التي أعمل معها للعثور على أدوار
مناسبة»، والكاستنغ هنا دنيز شاميان.
شارك في الفيلم أيضاً ريبيل ويلسون، كن جونغ، ميندي روبنسون، روب
كوردري، مايكل ريسبولي، وطوني بلانا.
Scary Movie 5
لـ مالكولم د. لي.
عن مواصفات ابتكرها فيل بومان، جايسون فرايدبرغ، بادي جونسون، آرون
سالتزر، ماريوان وايكنز، وشاون وايانز، ونص وضعه: بات بروفت، وديفيد زوكر،
وتولى إدارة وقيادة فريق المؤثرات المشهدية للمقاطع المختارة للتعليق
والسخرية منها: جاميسون سكوت غوي.
البداية تجمع شارلي شين وليندساي لوهان وصور عن طريقة تقديم العلاقة
العاطفية بين النجوم، بكل الوسائل والأوضاع ثم التركيز على الأفلام التي
تقدم منزلاً معزولاً لوحده في غابة أو قرب بحيرة، ويظهر مسلحون معروفون من
الفنانين ثم تتدخل مخلوقات غريبة على أساس أنها من نتاج هذه المناطق
المعزولة، ثم امرأة تفحص بولها لمعرفة ما إذا كانت حاملاً والطريقة التي
تتعامل بها مع جهاز قياس خاص في التواليت، ثم راقصة الباليه الحامل التي
تلد طفلها فوق رأس زميلها خلال أداء احدى الرقصات الجماهيرية.
ويتعرّض هذا الجزء لموضوع أفلام الرعب من خلال الوسيط الروحي، ثم تدخل
القردة على الخط ويتوسع حضورها حتى يعطيها الفيلم الصدارة وصورة السيطرة
على العالم في المدى المنظور.
الأدوار أداها: آشلي تيسدال، سيمون ريكس، ايريكا آش، كاترينا بويدن،
كاتي ويليامس، تيري كروز، ليديا بورتو، غراسي ويتون، داريل هاموند، هيثر
لوكلير، ومايك تايسون.
الفيلم تعرضه الصالات الأميركية منذ ١٢ نيسان/ أبريل في ٨٦ دقيقة،
بعدما صوّر بالكامل في اتلانتا، جورجيا، بميزانية عشرين مليون دولار.
فكرة
الـ ٩١١ خزّان الروايات والمفارقات
المكالمة: قتلت فتاة ثم أوقعت بالقاتل...
لافت موضوع فيلم
The Call.
واحدة من العاملات على خدمة رقم الطوارئ (٩١١) والمفارقات التي
تواجهها في عملها اليومي، خصوصاً عندما تتصل بها فتاة تتعرّض لغريب يدخل
منزلها وهي لوحدها ثم يختفي صوتها وأثرها، ويحصل ان فتاة أخرى عانت من
الاختطاف وإذا بها في صندوق السيارة الخلفي مع جثة لإمرأة هي صاحبة
السيارة، بينما الفاعل هو مايكل فوستر (مايكل اوكلاند) الذي يعاني مرضاً
نفسياً منذ فقدَ شقيقته، وإذا به يبحث عن صبية شقراء جميلة في مثل اطلالتها،
ليجدها في كاسي ويلسون (أبيغيل بريسلن).
والتفاصيل التي اشتغل عليها كاتب السيناريو ريتشارد دوفيديو، أضافت
عليها نيكول دوفيديو، وجون بوكانكامب الكثير من الحيثيات في القصة
السينمائية التي تمت صياغتها لهذا الغرض، فـ «كاسي» موجودة في الصندوق
ومعها هاتفها الخلوي المفتوح على مدار الوقت للتحدث الى جوردان تورنر (هال
بيري) الموظفة في هذه الشبكة من الاتصالات، وقد نصحتها بكسر الإشارة اليمنى
للسيارة من الخلف بحيث باتت ترى أين هي، ثم أوصتها بتفريغ علب الطلاء
العديدة بحيث ترسم مادتها علامة لرجال البوليس لتعقب السيارة.
لكن صودف ان سائقاً آخر أشار للخاطف فوستر بطلاء على إشارة السيارة ثم
لاحظ بوجود شيء غريب في السيارة حركة، أصوات، وعندما اقترب ضربه فوستر بآلة
حادة وعندما وجده ما زال يتحرك أضافه الى الجثة.. والمخطوفة كاسي، وعندما
صحا الرجل من الضربة راح يصرخ ويضرب حديد السيارة بأطرافه فنزل إليه فوستر
وراح يطعنه بمفك براغي حاد حتى مات.
جوردان تتابع كل هذا عبر الهاتف، وعندما يتوصل البوليس لتحديد هويته
وصورته تسارع جوردان لتفادي ما حصل مع الفتاة السابقة وتذهب الى عنوان
الشاب وتنزل الى مخبأ له تحت الأرض وتشتبك معه، وتنجح بالتعاون مع كاسي في
التغلب عليه، ثم تقييده بالجنازير وتركه يموت لوحده في مكان غير واضح
المعالم في محيط منزله عقاباً له على أفعاله.
شارك في أداء الأدوار أيضاً: موريس شاشتن، ديفيد اوتنغا، مايكل
آمبريولي، جوستينا ماشادو.
اللواء اللبنانية في
29/04/2013
محمد حفظي:
السينما المستقلة تنتشر في مصر وستخرجنا من أزمة الإنتاج
كتب الخبر: فايزة
هنداوي
عندما تذكر السينما المستقلة في مصر ينبغي أن يواكبها اسم محمد حفظي،
بوصفه أحد المؤمنين بها والذين حملوا على عاتقهم نشر هذه النوعية من
السينما والاهتمام بها، وذلك عبر شركته الإنتاجية {فيلم كلينك} التي تشجّع
الشباب على تقديم سينما مغايرة ومتميزة، كذلك اختير حفظي أخيراً لإدارة
مهرجان الإسماعيلية الدولي للسينما التسجيلية والقصيرة الذي يبدأ في أوائل
يونيو المقبل.
حول خطته لتطوير المهرجان ورؤيته لمستقبل السينما المستقلة في مصر ...
·
كيف استقبلت قرار اختيارك لإدارة
مهرجان الإسماعيلية؟
كانت مفاجأة شديدة بالنسبة إلي، خصوصاً أنني لم أشارك في إدارة
مهرجانات سابقة، لكنهم اعتمدوا على خبرتي في المشاركة في مهرجانات دولية
وعربية كثيرة.
·
وما هي رؤيتك للمهرجان، وكيف
ستطوره؟
أهم ما يشغلني في المهرجان تشكيل سوق للأفلام التسجيلية والقصيرة،
وبدأت فعلاً خلال حضوري مهرجان برلين هذا العام محاولات تعزيز علاقات مع
صانعي السينما الموجودين في المهرجان.
·
ما هي الدول التي ستسعى إلى فتح
سوق مشترك معها؟
يهمني فتح سوق مشترك مع كثير من دول العالم، خصوصاً في منطقة الشرق
الأوسط والمنطقة العربية لتشجيع هذه النوعية من السينما عبر عرض الأفلام
وتنظيم ورش للعمل والندوات لتدريب صانعي هذه الأفلام، وذلك كله سينعكس
بدوره على المهرجان. كذلك سأعمل على تعريف شباب المخرجين بكبرى شركات
الإنتاج والتوزيع في العالم، من خلال دعوة عدد من شركات التوزيع والقنوات
التلفزيونية التي ترعى عرض الفيلم التسجيلي والقصير.
·
لكن الفترة التحضرية للمهرجان
قصيرة جداً، لا تزيد على الثلاثة أشهر. كيف تغلبت على ذلك؟
صحيح، فالتحضير لأي مهرجان يجب أن يبدأ بمجرد انتهاء الدورة السابقة،
إلا أن الظروف غير المستقرة التي تمر بها مصر أخرت التحضير لمهرجان
الإسماعيلية، وهو ما حاولت التغلب عليه من خلال تشكيل فريق عمل سريع من بعض
العناصر المتميزة وتكثيف العمل للانتهاء من مجمل التفاصيل.
·
ماذا عن التعامل مع {المركز
القومي للسينما} المشرف على المهرجان؟
اتفقت مع رئيس المركز الدكتور كمال عبد العزيز من البداية على أن
يتولى المركز النواحي الإدارية والمالية، وأتولى أنا النواحي الفنية من دون
تدخل من المركز.
·
من خلال خبرتك عبر المشاركة في
مهرجانات دولية، كيف تنظر إلى تولي وزارة الثقافة إدارة المهرجانات المصرية
كافة رغم صدور قرار سابق بإسناد المهرجانات إلى مؤسسات أهلية؟
أعتقد أن إسناد إدارة المهرجانات لمؤسسات أهلية هو القرار الصائب،
وكان لا بد من تنفيذه، ذلك لأن جميع المهرجانات الناجحة في العالم تقوم بها
المؤسسات الأهلية. وحتى إن دعمت الدولة المهرجان مادياً، فإنها لا تتدخل في
أي أمور فنية.
·
ماذا عن السينما المستقلة بوصفك
أحد روادها في مصر، وما هي أهم المشاكل التي تواجهها؟
المشكلة الحقيقية التي تواجه السينما المستقلة في مصر هي العملية
الإنتاجية ووجوب تطوير السيناريو، إلى جانب ضعف الدعاية وخوف النجوم
المصريين من خوض التجربة.
·
هل تعاني في إقناع النجوم
بالمشاركة في الأفلام المستقلة التي تنتجها؟
بالطبع، يفضل بعض النجوم عدم المشاركة في هذه النوعية من السينما، لكن
في المقابل ثمة نجوم يرحبون بالفكرة لأنهم مؤمنون بضرورة تقديم أنواع
مختلفة من السينما، مثل خالد أبو النجا ومنة شلبي.
·
هل تواجة السينما المستقلة في
الخارج المشكلة نفسها؟
على العكس، يقبل النجوم في أميركا على المشاركة في السينما المستقلة
ويشجعونها لأنهم يدركون أهميتها.
ثمة فكرة سائدة تقول إن السينما المستقلة تكون دائماً غير جماهيرية
وتقدم مواضيع معقدة لا تناسب المتفرج العادي.
هذه فكرة خاطئة. ليس من الضروري أن تكون الأفلام الجيدة معقدة،
فالفيلم الجيد هو الفيلم المتقن، سواء كان مستقلاً أو غير ذلك، ونحن نحاول
دائماً أن نقدم سينما جيدة إنما قريبة من الجمهور العادي.
·
كيف ترى مستقبل السينما المستقلة
في مصر؟
أعتقد أن السينما المستقلة في تطور مستمر، والدليل أن سبعة أفلام من
أصل 30 فيلماً تم إنتاجها في عام 2012 كانت أفلاماً مستقلة أي بنسبة تصل
إلى %20، ومن الممكن أن تصبح الأفلام المستقلة بديلة للسينما التجارية، إذا
أقنعنا نجوم الصف الأول والمنتجين والمخرجين بالتعاون مع هذه النوعية كي
تحظى باهتمام مثل الأنواع الأخرى الموجودة على الساحة الفنية ويتعرف إليها
الجمهور، وتخرج من إطار سينما المهرجانات.
·
ماذا عن فيلم {فرش وغطا} للمخرج
أحمد عبدالله، الذي تعرض لعدد من العوائق؟
أصبح الفيلم جاهزاً للعرض بعدما تغلّب على جميع العقبات، إلا أننا
ننتظر مشاركته في عدد من المهرجانات الدولية المهمة، ثم يُعرض بعدها
تجارياً في مصر. الفيلم من بطولة آسر ياسين، ويدور حول أحد الهاربين من
السجون في موجة الانفلات الأمني ليلة 28 يناير عام 2011. تم التصوير في عدد
من شوارع القاهرة، خصوصاً الشعبية والقديمة منها.
·
متى يعرض فيلم “عشم”؟
سيتم طرحه خلال العام الجاري، ويتألف من خمس قصص منفصلة، لكنها تتقاطع
تدريجاً لكشف غموض الشخصيات، و العامل المشترك بين القصص الشعور بـ{العشم}.
الفيلم من إخراج ماجي مورجان، ويشارك في بطولته محمد خان وأمينة خليل.
أفلام موسم الصيف...
كوميديا بموازنات متوسطة
كتب الخبر: رولا
عسران
موسم الصيف السينمائي على الأبواب، وبدأ صانعو السينما رسم خارطته
المبدئية بمجموعة من الأفلام يغلب عليها الطابع الكوميدي، علهم يعوّضون
الخسائر التي تكبدوها في الإيرادات طوال السنة. أغلبية الأفلام المعروضة من
إنتاج أحمد ومحمد السبكي، وتتراوح موازنتها بين خمسة ملايين و15 مليون جنيه.
يفتتح المنتج محمد السبكي الموسم الصيفي بفيلم {سمير أبو النيل}، من
تأليف أيمن بهجت قمر، إخراج عمرو عرفة، وبطولة أحمد مكي ونيكول سابا. يعرض
في 70 دار عرض وتبلغ موازنته 15 مليون جنيه. يليه فيلم {تتح}، من تأليف
محمد نبوي وسامح سر الختم، إخراج سامح عبد العزيز، وإنتاج أحمد السبكي الذي
حدد السادس من مايو موعداً لإطلاقه في 60 دار عرض، بطولة: محمد سعد، مروى،
دوللي شاهين، وهياتم.
كان أحمد السبكي طلب من المنتجة إسعاد يونس التي تتولى توزيع الفيلم،
زيادة عدد دور العرض لتصبح 70 على غرار فيلم {سمير أبو النيل}، إلا أنها
اكتفت بالعدد الذي حددته مسبقاً. وبلغت موزانته 12 مليون جنيه تقريباً.
موازنات متوسطة
من أفلام الموسم أيضاً {الحرامي والعبيط}، من تأليف أحمد عبدالله،
إخراج محمد مصطفى، إنتاج أحمد السبكي، وبطولة: خالد الصاوي وخالد صالح
وروبي. بلغت موازنته 15 مليون جنيه تقريباً وتقرر عرضه في 55 دار عرض.
كذلك تقرر عرض {هرج ومرج} في 30 دار عرض، الفيلم من إخراج نادين خان،
ويشارك في بطولته: محمد فراج، آيتن عامر، أسامة أبو العطا، وصبري عبد
المنعم. الموسيقى التصويرية بتوقيع حسن خان، ولم تتجاوز كلفته 8 ملايين
جنيه. كذلك يعرض فيلم {متعب وشادية} في 25 دار عرض، من بطولة علياء
الكيبالي وأشرف مصيلحي، وبلغت كلفته خمسة ملايين جنيه.
أما المخرج طارق العريان فلم يستقرّ على موعد نهائي لعرض {أسوار
القمر}، من بطولة: منى زكي، آسر ياسين وعمرو سعد. كان الفيلم تأجل منذ
بداية تصويره فترة تزيد على ثلاث سنوات.
باختصار، تنحصر الأفلام المعروضة في موسم الصيف السينمائي بخمسة
أفلام، ربما يزيد العدد في حال الانتهاء من تصوير أفلام أخرى، وهو رقم ضعيف
مقارنة بمواسم صيفية سابقة تجاوز العدد فيها عشرة أفلام.
يذكر أن إجمالي الكلفة الإنتاجية للأفلام الخمسة بلغت 55 مليون جنيه
موزعة بين أجور الممثلين وفريق العمل ومعدات التصوير، إلا أن الموازنة
الأعلى صبّت في فيلمي {سمير أبو النيل} و{الحرامي والعبيط} لارتفاع أجور
أبطالهما، والأقلّ في فيلم {متعب وشادية} الذي لم تتجاوز موازنته خمسة
ملايين جنيه.
سيطرة السبكية
يوضح المنتج محمد حسن رمزي أن عدد الأفلام الذي تم الاستقرار عليه
للعرض في موسم الصيف ليس ضعيفاً بل يعدّ كافياً وسط حالة الخوف التي تسيطر
على المنتجين من عدم تحقيق إيرادات مرضية، وانشغال الجمهور بمتابعة الأحداث
السياسية. أما الموازنات الإنتاجية فمعقولة وليست منخفضة في ظل تخوّف
المنتجين من خوض تجربة الإنتاج.
بدوره، يؤكد المنتج هشام عبد الخالق أن الأوضاع السياسية أثرت سلباً
على صناعة السينما ودفعت المنتجين إلى التراجع عن عرض أفلامهم لأنهم لا
يملكون ضمانات لنجاحها، فيما فضل آخرون تخصيص موازنات متوسطة، وهو حل مناسب
في خضم الأزمة التي يعانيها قطاع السينما.
حول سيطرة السبكية على الموسم يقول المنتج محمد السبكي إن المنتجين
فضّلوا الانسحاب بسبب خوفهم من عدم تحقيق إيرادات، ما أدى إلى بقاء السبكية
وحدهم على الساحة، مضيفاً أنه يغامر بعرض أكثر من فيلم في هذا الموسم، لكنه
لا يملك خياراً آخر بعدما أجل {قلب الأسد}لمحمد رمضان.
يضيف أنه لا يعتمد على فكرة الموازنات الكبيرة إلا في حالة مشاركة
نجوم في الفيلم، مشيراً إلى أن المنتج الشاطر ينظر إلى جودة العمل ومن ثم
يضع الموازنة التي يتطلبها.
بيروت تمنع عرضاً لفيلم لبناني صورت مقاطع منه في إسرائيل
(بيروت
- أ ف ب) :
قررت السلطات اللبنانية منع عرض فيلم للمخرج اللبناني زياد الدويري
صورت أجزاء منه في تل أبيب، بطلب من مكتب مقاطعة إسرائيل التابع لجامعة
الدول العربية، وهو قرار وصفه المخرج بأنه «قرار غبي».
والفيلم هذا مقتبس عن رواية «الاعتداء» للكاتب الجزائري ياسمينة خضرا،
وهو يروي قصة طبيب إسرائيلي يكتشف أن زوجته نفذت هجوما انتحاريا في تل أبيب.
ويأتي ذلك بالتزامن مع نيل الفيلم جائزة الجمهور وجائزة النقاد الخاصة
في الدورة السابعة عشرة من مهرجان الأفلام الفرنسية في هوليوود.
وكتب الدويري على صفحته على موقع فيسبوك «يؤسفني إعلامكم أن وزير
الداخلية اللبناني مروان شربل قرر معاقبتنا من خلال منع الفيلم (...)، بحجة
أني ذهبت إلى إسرائيل لتصوير» مقاطع منه هناك.
وأضاف الدويري «هذا قرار غبي»، و»غير عادل».
وكان الفيلم نال رخصة لعرضه في لبنان قبل أشهر، إلا أن السلطات
اللبنانية عدلت عن قرارها بعدما طالب مكتب مقاطعة إسرائيل في جامعة الدول
العربية، بمنع عرضه ليس في لبنان فحسب، بل في كل الدول العربية.
وقال وزير الداخلية لوكالة فرانس برس «لقد وافقنا على عرض الفيلم ولم
تكن لدينا أي مشكلة فيه، لكن عندما تلقينا رسالة الاحتجاج كان علينا أن
نلتزم بها».
وأضاف شربل «علماً بأن الفيلم مؤيد للفلسطينيين، بحسب ما علمت».
وأوضح زياد الدويري أنه صور جزءاً من فيلمه في تل أبيب «لأن جزءاً
كبيراً من القصة يدور هناك»، وانه عمل مع ممثلين اسرائيليين أيضاً.
ويقول على صفحته على فيسبوك «لست نادما، ولا أشعر بأنه يتوجب عليّ أن
أقدم اعتذاراً لأحد».
ويضيف «هناك الكثير من الأفلام الفلسطينية التي صورت في إسرائيل، ومع
ممثلين إسرائيليين، لا بل بتمويل اسرائيلي، ورغم كل ذلك عرضت هذه الأفلام
في بيروت».
ويتساءل «هل ينبغي على اللبنانيين أن يكونوا فلسطينيين أكثر من
الفلسطينيين؟».
وبحسب الدويري، فإن السلطات اللبنانية رفضت أيضاً أن يكون الفيلم ضمن
الترشيحات اللبنانية لجوائز أوسكار، للأسباب نفسها التي أدت إلى منع عرضه.
ومن المرتقب أن يخرج هذا الفيلم الى صالات العرض في التاسع والعشرين
من مايو في فرنسا، على أن يعرض في الولايات المتحدة اعتباراً من 21 يونيو.
ومع أن لبنان يتمتع بحرية واسعة في استخدام الإنترنت، وانتشار نسخ غير
قانونية من كل الأفلام والأعمال الفنية والثقافية الصادرة في مختلف أنحاء
العالم، إلا أن السلطات تلتزم بالقائمة السوداء التي يعدها مكتب مقاطعة
إسرائيل التابع للمنظمة العربية.
أما الرقابة الداخلية فيقوم بها جهاز الأمن العام اللبناني، ولا يتعرض
إجمالا إلا للأعمال التي يرى فيها إثارة للمشاعر الطائفية أو نيلاً من
المقدسات الدينية أو انتهاكاً للآداب العامة أو ترويجاً للتطبيع مع
إسرائيل. وغالباً ما تكون القرارات الصادرة عن الأمن العام بمنع عمل فني أو
ثقافي محل انتقادات حادة من الأوساط الثقافية والحقوقية في لبنان.
الجريدة الكويتية في
29/04/2013
احتوى الفيلم على كم كبير من الإعلانات لمنتجات ظهرت داخل
أحداث الفيلم بشكل مباشر
"سمير
أبو النيل" يعتمد على الإعلانات للتغلب على الركود
القاهرة - أحمد عبد الوهاب
يبدو أن الأزمة التي تواجهها السينما المصرية في الوقت الحالي، من
حالة ركود تام ومؤشر متذبذب للإيرادات، هو ما دفع المنتج محمد السبكي،
للمراهنة على الإعلانات التجارية من أجل تغطية تكاليف فيلمه الذي طرح للعرض
مؤخرا "سمير أبو النيل" الذي يقوم ببطولته أحمد مكي ونيكول سابا وحسين
الإمام، حيث احتوى الفيلم على كم كبير من الإعلانات لمنتجات ظهرت داخل
أحداث الفيلم بشكل مباشر للغاية، وهو ما حاول المؤلف أيمن بهجت قمر إيجاد
مبرر درامي له، عن طريق تقديم بطل الفيلم لبرنامج تلفزيوني، وبالتالي تظهر
فيه الإعلانات كجزء من محتوى البرامج.
الغاية لا تبرر الوسيلة
وأكد الناقد الفني طارق الشناوي لـ "العربية.نت" وجود أزمة سينمائية،
حيث تواجه دور العرض حالة ركود، وقال "هذا لا يعني أن يتم استخدام أي وسيلة
للتغلب عليها، فلا يمكن أن يتم إنتاج فيلم عن طريق تغطية تكاليفه
بالإعلانات".
وأوضح أن المبرر الدرامي الذي حاول المؤلف خلقه في الأحدث بأن هذا
برنامج تلفزيوني، وبالتالي تظهر الإعلانات كجزء منه، جاء على حساب الفكرة
وكان عبئا عليها، معتبرا أن الإعلانات أثقلت الفيلم بشكل كبير، موضحا أن
هذه العملية ليست جرما ولكن لابد من تقنينها، بحيث لا تكون مباشرة كما
ظهرت، آخذا بعين الاعتبار أن المنتج يسعى إلى تقليل الخسارة أو ضمان الحصول
على تكاليف العمل.
الإعلانات غير مؤذية
من جانبه اعتبر المؤلف أيمن بهجت قمر أنه طالما أن الإعلانات لا تؤذيه
كمؤلف في الدراما، فلا توجد لديه أية مشكلة معها، خاصة وأن الظروف التي
تعيشها السينما في الوقت الحالي صعبة للغاية.
وقال لـ"العربية.نت" إن الإعلانات تساعد المنتج في رصد ميزانية جيدة
للعمل، وأعرب عن قلقه من مشهد واحد في الفيلم احتوى على إعلان كان مباشرا
للغاية، مع أن المشهد شكل عاملا كوميديا لدى المشاهدين.
وفيلم "سمير أبو النيل" هو التعاون الأول الذي يجمع بين المنتج محمد
السبكي وأحمد مكي بعد أن تخلى الأخير عن التعاون مع المنتجة إسعاد يونس
والشركة العربية للسينما.
العربية نت في
29/04/2013
"سمير أبو النيل"..
ارتباك جديد في مشوار "مكي" الفني
أحمد شوقي
"مرتبك" هو التوصيف الأكثر موضوعية لفيلم أحمد مكي الجديد "سمير أبو
النيل" (من إخراج عمرو عرفة وإنتاج محمد السبكي)، بل إن اللفظة ذاتها قد
تمتد لتصم الفنان نفسه خلال مشواره –القصير- الذي قطعه عقب فيلمه الأسبق
"لا تراجع ولا استسلام".
فبعد "الحاسة السابعة" كمخرج ثم كممثل في "اتش دبور" و"طير أنت" و"لا
تراجع ولا استسلام"، كاد أحمد مكي أن يكون رائدًا لشكل سينمائي جديد على
السينما المصرية وهو "البارودي
Parody" أو السينما الساخرة، والذي إن كان رائجًا في
أمريكا عبر السلسة الأشهر من أفلام "Scary Movie"،
إلا أننا لا نستطيع تصنيفه كلون جديد في السينما المصرية والعربية، بشكل
واضح قبل أحمد مكي "البارودي هي الأفلام التي تستهدف السخرية من أفلام
وشخصيات مشهورة في المجتمع عبر إطار كوميدي خفيف" وهو الذي نفذه مكي ببراعة
في "الحاسة السابعة" –مخرجًا- ثم "طير أنت" و"لا تراجع ولا استسلام" ممثلا،
وكان من الممكن أن يتقبل الجمهور عثرة مكي في فيلمه السابق "سينما علي
بابا" لولا أن خرج فيلمه الجديد مخيبًا للآمال، رغم أن ذلك الوصف الأخير قد
يكون متعسفًا حيث لم يمر على عرض الفيلم في السينما سوى أقل من أسبوع، لكن
الفيلم به من العديد من المشاكل التي ستصدم الجمهور المحب لأعمال مكي
الفنية السابقة.
اعتمد أحمد مكي في أفلامه السابقة على السخرية من الكلاشيهات الدرامية
التي قتلت بحثًا قبل ذلك في العديد من الأفلام والمسلسلات، مستعينا بشخصيات
منتقاة من طبقتي البرجوازية والبروليتاريا واللذين غفلت السينما عن
معالجتهم (اتش دبور وحزلؤم كمثال)، لكنه في سمير أبو النيل يقع في الفخ
الذي نصبه هو قبل ذلك، عن طريق بناء دراما الفيلم على كلاشيهات ميتة، حيث
يلجأ رجل الأعمال حسين -حسين الإمام- لابن عمه سمير أبو النيل ليضع عنده
مبلغا كبيرا من المال (550 مليون جنيه)، فقط لأن سمير وهو في سن الإعدادي
وجد مبلغًا من المال (50 ألف جنيه) في أتوبيس ثم سلمه للشرطة وهو بذلك يصير
في نظره أمينًا وكفؤًا للحفاظ على أمواله الضخمة، والتي يخشى أن يستولى
عليها أخوته إذ هو مات لأنه مصاب بمرض خطير، بينما ابنته لازالت صغيرة ولا
تستطيع الاحتفاظ بتلك الأموال، ثم يطلب سمير من بن عمه أن يستقطع مبلغا من
المال كي يتاجر به ويوافق بن العم، لتشكل محاولة سمير الأولى لاستثمار
الأموال في منتجات التجميل، الفرصة لمكي لممارسة "البارودي" لكن يفشل في
الاثنتين؛ استثمار الأموال؛ والبارودي، حين يقرر سمير أن يعلن عن منتجاته
على طريقة إعلانات المنتجات الطبية التي تملأ الفضائيات لكن شخصية أحمد مكي
التي تطغى على شخصية سمير أبو النيل تفشل في إضحاك المشاهد لأنه –مكي-
لايزال يستخدم حركاته نفسها التي استخدمها آنفا في تقليد مقدم البرامج
الرياضية "ممدوح فرج"، وحين يوقن سمير أبو النيل فشل تجربته الاستثمارية
يقرر اللجوء لـ"ليلى حلمي" –نيكول سابا- والتي تساعده لإنشاء قناته
الفضائية، وبسبب الشهرة الكبيرة التي يحققها سمير تستهدفه صحفية لكشف زيفه
للرأي العام، ولا جديد يذكر يقدمه الفيلم عن شخصية الصحفي؛ فكما يصر صناع
السينما في هوليود على استخدام الجمل والعنزة والطربوش والعقال والصحراء
عند الحديث عن مصر أو البلاد العربية، لايزال صناع السينما المصرية يصرون
على تصدير شخصية الصحفي بشكل ساذج على أنه مخبر أو –المحقق كونان- عند
الحديث عن الصحافة المصرية، ولكنهم أضافوا في ذلك الفيلم لمحات جديدة لذلك
الصحفي المخبر، تواكب الوقت الراهن –خاصة بعد الثورة- وهي ولعه الشديد
بإنشاء صفحات ساخرة على فيسبوك تستهدف الشخصيات الفاسدة في المجتمع، وحين
تستطيع تلك الصحفية النجاح في كشف فساد سمير أبو النيل عبر حيلة ساذجة،
تنهار شهرته وتجارته الرابحة ثم تأتي منة شلبي-ميرفت- من أستراليا لتقوم
سلوك أبو النيل وينتهي الفيلم بمعرفة سمير أبو النيل غلطه مع وعد بعدم
تكراره، بعد أن يكتشف كذلك أن بن عمه أوقع به لأنه ليس مريضًا وإنما كل
مافي الأمر أراد تشغيل "بعض الفلوس المركونة".
الظهور غير المنطقي لشخصية ميرفت والذي يصدم المشاهد بشخصيتها الأنيقة
والمهذبة، كان من الممكن أن يصير أكثر من منطقية إذا تغيرت معطيات سلوك
سمير أبو النيل الشخصي –ولا نقصد هنا طبقته الاجتماعية- لكن صناع الفيلم
يلون عنق الدراما لإقناع المشاهد بمنطقية تلك العلاقة عندما تذكر ميرفت في
المشاهد الأولى للفيلم عبر اتصال دار بينها وبين سمير بكلاشيه درامي ميت
جديد في أنه دافع عنها وضرب شخص عاكسها ومن يومها وهي واقعة في حبه.
الارتباك الذي قصدنها سلفًا يظهر مع العتبة الأولى للنص السينمائي،
وهي عنوان الفيلم "سمير أبو النيل"، حيث استبدل المؤلف اسم "أبو الليل"
بأبو النيل، في إشارة للإطار الساخر الذي يريده لبطل الفيلم، ولكن الاسم لم
يتخطى حاجز العنوان إلى باقي أحداث الفيلم، ليصبح مجرد "إفيه" صاغه المؤلف
وبدأ وانتهى على الأفيش لا أكثر.
لا تزيد أدوار الممثلين المشاركين في الفيلم عن مجرد أقارب ومعارف
البطل الذين يمثلون البيئة الاجتماعية حوله، كما أنهم لا يؤدون شخصيات حية
داخل الإطار الدرامي بقدر تمثيلهم لكيانات واضحة ومباشرة؛ تتمثل في الشرطة
(شخصية أمين الشرطة ويؤديها محمد لطفي)، ورجل الأعمال المنتفع من نظام ما
قبل الثورة (ويؤديها حسين الإمام)، الإعلامي (ويؤديها مكي نفسه في النصف
الثاني من الفيلم)، الصحافة الورقية (شخصية الصحفية وتؤديها دينا الشربيني)،
ثم تاجر الدين (والتي تنجلي في أخر مشاهد الفيلم عبر شخصية أخو سمير والتي
يؤديها علاء مرسي)، ورغم أن تلك المعطيات قد تمثل مادة غنية للكوميديا إلا
أن طاقم العمل قدمها بارتباك شديد، فيظهر أمين الشرطة "أشرف" في أولى
مشاهده وهو يأخذ رشوة مرورية، ثم يعقبها زيارة مكي للقسم لاختصام أحد
الشخصيات فيجد القسم وقد عمته الفوضى وقام البلطجية باحتجاز أمين الشرطة
وباقي طاقم القسم الذين لا حول لهم ولا قوة، في وجه عناصر أخذت أشكالا
ثورية/ بلطجية، ثم بعد ذلك يذهب أشرف لسمير أبو النيل باكيًا راجيًا ليوظفه
لديه لأنه خرج في "تطهير" الشرطة، يقولها مستنكرًا ليجد المشاهد نفسه أمام
وجهة نظر غاية في الارتباك من صناع الفيلم تجاه الداخلية؛ فلاهم اكتفوا
بوجهة النظر الإعلامية التي راجت أيام المجلس العسكري -ولازالت مستمرة-
والتي تنفي تقاعس جهاز الشرطة وتصوره مسكينًا في وجه البلطجية، ولا هم
ينحازون لرأي بعض الجهات الثورية والتي تطالب بتطهير ذلك الجهاز، ثم يستمر
أشرف طوال المشاهد التي تلت تلك الحادثة وحتى التي سبقتها منصاعًا كلية
بشكل غير مبرر لسمير أبو النيل.
الارتباك الثاني يظهر مع الكشف عن شخصية البطل "سمير أبو النيل"وهو
ارتباك ذو مرحلتين، مرحلته الأولى تكمن في الشاب خريج معهد الخدمة
الاجتماعية والمنحدر من منطقة منيل الروضة العريقة، والتي لم يبذل أحمد مكي
أي مجهود يذكر في التحضير لها غير إنه "رَكِب شنب" وأغلظ من نبرة صوته، ثم
جاء ديكور غرفة السطوح التي يسكنها وشقته التي يملكها بذوقهما الأرستقراطي
ليزيدا من ارتباك المُشاهد، خاصة مع الشخصية البخيلة والسمجة والجاهلة
و"العشوائية" –نسبة للمناطق العشوائية- لسمير أبو النيل، الأمر الذي يعكس
عدم معرفة مؤلف الفيلم وبطله بالتركيبة الجغرافية والاجتماعية لمنطقة منيل
الروضة، ثم المرحلة الثانية والتي تكمن في تحول سمير أبو النيل إلى إعلامي
وصاحب قناة، وهو تحول يحمل إسقاطًا سافرًا على شخصية الإعلامي توفيق عكاشة،
والتي فشل صناع الفيلم فشلا ذريعًا في الاستفادة من الثراء الكوميدي الذي
يكتنف تلك الشخصية الإعلامية، وأخيرًا يظهر الارتباك في تقديم شخصية الحاج
شكري أخو سمير أبو النيل –وهو من المنصورة في استمرار لمسلسل الإسقاط على
توفيق عكاشة- ذلك الرجل الطيب الورع والتي لاتظهر عليه أي علامة من علامات
التشدد أو الانتهازية أو عدم الرضا (وإن كان المؤلف قد أشار إشارة وحيدة
غير دالة بالمرة على جشع صغير يعتري "الحاج" وهو يقوم بعد النقود عقب صفقة
مكتبية رابحة– إذ هو يملك مكتبة لبيع الأدوات المدرسية- أتته نتيجة لسطوع
نجم أخيه)، ثم يتحول فجأة في نهاية الفيلم إلى تاجر دين عبر القنوات
الفضائية (وهو المشهد الذي ينتهي الفيلم به).
الاستسهال كان سيبدو عنوانا موضوعيًا كذلك لفيلم "سمير أبو النيل"،
لولا أن لفظة الاستسهال غالبًا ماتطلق في صورة لوم موجه لسقطة فنية يقوم
بها أحد المبدعين، لكن الصورة التي حرص أحمد مكي على ترويجها لنفسها، بأنه
الفنان صاحب الفكر المغاير لم تعد كافية لكي نصدقها خاصة بعد "سينما علي
بابا" و"سمير أبو النيل".
بوابة الأهرام في
29/04/2013 |