فيلمان من الأفلام التي عرضت في قسم البانوراما في الدورة الـ63 من
مهرجان برلين السينمائي، يتناولان الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولكن بدا
واضحا أنهما يعانيان من تشوش فكري، وعدم فهم دقيق للوضع الفلسطيني في
الأراضي المحتلة، بعيدا عن النمطية التي ترتبط في أذهان الكثيرين بما يعرض
مرارا وتكرارا على شاشات محطات التليفزيون العالمية، بل إن أولهما بدا
وكانه مصنوع خصيصا لتلبية حاجة تلك القنوات الأوروبية.
الفيلم الأول هو الفيلم الإسرائيلي Rock the Casbah
الذي يمكن ترجمته إلى "إقصف القصبة" وهو عنوان مأخوذ عن أغنية شائعة
بالإنجليزية، من أغاني موسيقى الروك، ظهرت عام 1982، وتبناها سلاح الجو
الأمريكي خلال حرب العراق 1991، ثم الطيارون البريطانيون أثناء غزو العراق
2003. وتعتبر تلك الأغنية إحدى الأغاني العنصرية التي تدعو، على نحو ما،
إلى قتل العرب. أما القصبة فهي إشارة إلى الأحياء القديمة في المدن
العربية. وهو تعبير معروف على الأخص، في بلدان المغرب العربي.
مخرج الفيلم هو ياريف هوروفيتز (مواليد 1971) وهو يقول إنه اعتمد في
كتابة سيناريو الفيلم على مجموعة مقابلات أجراها مع عدد من جنود المظلات
الإسرائيليين وقام بتسجيل أحاديثهم وذكرياتهم وما كان يحدث لهم من قصص
طريفة أثناء الخدمة، ويضيف أنهم كانوا يشعرون أمام الكاميرا بأنهم في "جلسة
للعلاج النفسي".
تدور أحداث الفيلم عام 1989 أثناء الانتفاضة الفلسطينية الأولى، مع
صدور الأوامر لفصيلة من الجنود الإسرائيليين بالتوجه إلى غزة للسيطرة على
الأوضاع هناك.
في مدينة غزة، يواجه أفراد الفصيلة مناخا عدائيا مشحونا من جانب
الأطفال الفلسطينيين الذين يقذفونهم بالحجارة، والنساء اللاتي يقابلهن
باللعنات، وفي هذه البيئة الغريبة عليهم: الشوارع الضيقة والحارات الملتوية
المرصوفة بالأحجار والبيوت المتلاصقة، يطارد الجنود مجموعة من الصبية
الفلسطينيين، ولكن أحد الجنود يقتل بعد أن يسقط صبي فلسطيني غسالة قديمة من
فوق سطح أحد المنازل. يجن جنون مجموعة الجنود، يطاردون قتلة الجندي لكنهم
يفقدون أثرهم. يصدر قائد الفصيلة الأمر لأربعة منهم بالبقاء فوق سطح المنزل
للمراقبة وضبط الجناة، رغم أنف صاحب المنزل الفلسطسني الذي يخشى أن يعتبره
جيرانه متعاونا مع الإسرائيليين ويقتلونه.
ويصور الفيلم كيف يصبح الجنود القادمون من الخارج، إلى واقع غريب
عليهم تماما، أسرى عند الفلسطينيين، الذين يرفضون وجودهم ويقاطعونهم
ويطالبونهم بالرحيل ولا يكف أطفالهم عن سبهم وقذفهم بالحجارة. الجنود
يقابلون هذا الجو العدائي بالغضب ولكن بنوع من ضبط النفس. ومع ذلك يفقد
أحدهم أعصابه أكثر من مرة ويطلق الرصاص على ميكروفونات المسجد المجاور الذي
لا ينقطع سيل التحريض الديني الصادر منه ضدهم.
هنا الجندي الإسرائيلي: منضبط، أخلاقي، يعرف حدوده، لا يستخدم الرصاص
الحي أبدا، بل الرصاص المطاطي وعندما يهم أحدهم باستخدامه ضد أحد الصبية،
ينهره قائد المجموعة. أحد الجنود يمزح طوال الوقت، مع طفل فلسطيني صغير
يصعد من وقت إلى آخر، إلى سطح البناية.. بعد عملية قتل الجندي، صحيح أن
التعزيزات تأتي في مصفحة لكنها ترحل دون أن تنزل العقاب الجماعي بالسكان،
على عكس ما يحدث في الواقع، بل تكتفي بترك أربعة جنود فوق السطح دون أن
يكون لوجودهم أي معنى حقيقي.
وشأنه شأن فيلم "لبنان" الحاصل على جائزة الأسد الذهبي في مهرجان
فينيسيا قبل سنوات، يتعامل الفيلم مع الجنود الشباب باعتبارهم ضحايا
الصراع، فهم واقعون في المنتصف بين أناس يدافعون عن بيوتهم، ويقولون لهم
بوضوح إنه يتعين عليهم الخروج من المدينة بل ومن فلسطين كلها أيضا، وجانب
آخر هو المؤسسة العسكرية الإسرائيلية التي تطالبهم بقمع الآخرين دون مبرر
حقيقي.. تنتهك براءتهم ويصبحون عرضة للقتل في كل لحظة، يدفعهم الوضع
المتوتر الذي يجدون أنفسهم فيه إلى التشاجر مع بعضهم، وصب اللعنات على
قائدهم، بل وإعلان نوع من العصيان أيضا، لكنهم مع ذلك، لا يفقدون روح
المرح، ولا الاستمتاع بسماع أغاني الروك!
ورغم التوتر العام ومقتل زميلهم، إلا أن مجوعة الجنود تمتنع عن
الإستجابة للاستفزازات الفلسطينية، حتى عندما يقوم شاب فلسطيني بطردهم
بفظاظة من المقهى يذهبون إليه لتناول الفلافل والحمص وتدخين الشيشة،
ويستجيبون هم بمنتهى الهدوء واللباقة!
هذه الرؤية تدخل ضمن تلك الموجة التي توجه نوعا من النقد الخفيف
للمأزق الإسرائيلي، الذي تريد أن تراه مرادفا للمأزق الفلسطيني، مع غياب
تام لأسباب ذلك "التورط" الإسرائيلي في غزة. فهو هنا تورط عبثي لا أصل له
ولا أساس، تزداد وطأته عندما يحضر والد الجندي القتيل لكي يرى المكان الذي
قتل فيه ولده، ويتطلع إلى الجنود، ويصرخ فيهم: ما الذي جاء بكم إلى هنا
أصلا؟ هذا ليس مكانكم.. إن إرسال أطفال مثلكم إلى هنا جريمة!
وبهذا يتم غسل "الذنب" الإسرائيلي بهذه الرؤية "الليبرالية" المعتادة
التي تقدمها تلك التي تطلق عليها الباحثة الإسرائيلي إيلا شوحاط "الموجة
الناقدة" في السينما الإسرائيلية، وتتم عملية التطهير على الشاشة. أما ما
يدور على الأرض فيبقى على ما هو عليه حتى إشعار آخر.
إيقاع سريع، لقطات من زوايا منخفضة ومرتفعة، كاميرا تحاصر الجنود
وتتابعهم وتتحرك وتهتز مع اهتزاز السيارة التي تحملهم، أو تجري وراءهم
أثناء مطاردتهم للفلسطينيين في الحارات الضيقة، لقطات من داخل السيارة
العسكرية ومن خارجها، تحكم جيد في تحريك مجاميع الممثلين الثانويين من
الفلسطينيين الذين شاركوا في الفيلم، ومعظمهم من غير المحترفين، ومزج جيد
بين الموسيقى ذات الإيقاعات المتدفقة السريعة، وما يقع من مطاردات، ولكن
بعد أن ينقضي الجزء الأول من الفيلم ويستقر الجنود فوق السطح، يميل الفيلم
إلى الأسلوب المسرحي الساكن ودون تطوير للفكرة أو للموضوع.
إن شاء الله
الفيلم الثاني بعنوان "إن شاء الله" Inch’allah
للمخرجة الكندية (من مقاطعة كيبيك) أنييس باربو لافاليت (مواليد 1979) وهو
فيلم مدفوع بالكثير من حسن النوايا. هنا تحاول المخرجة (وهي أيضا كاتبة
السيناريو) تقديم صورة رمزية لما يحدث من عنف في الأراضي الفلسطينية
المحتلة.. لماذا يفجر الفلسطينيون أنفسهم ويقتلون الإسرائيليون؟ في البداية
يقع تفجير يروح ضحيته بعض الإسرائيليين، ثم نذهب في عودة للوراء (فلاش باك
طويل) من خلال عيني بطلة الفيلم وهي طبيبة كندية شابة تدعى "كولي" تعمل في
عيادة بالضفة الغربية، لعلاج الفلسطينيين، وتقيم معهم علاقات صداقة وتتمتع
بشعبية وسطهم، لكنها تسكن في تل أبيب. ويتعين عليها بالتالي أن تعبر الحدود
بين الضفة وإسرائيل يوميا عبر نقطة حدودية تعمل عليها مجندة إسرائيلية شابة
(أفا) تقيم معها كولي علاقة صداقة وتسهر الإثنتان معا أحيانا، يحتسيان
الشراب ويثرثران، وفي الوقت نفسه تنمو علاقة صداقة بين كولي وإحدى مريضاتها
وهي "رند"، شابة فلسطينية حامل، تعيش على الحافة، تفتش في أكوام القمامة
المتراكمة قرب السور الفاصل بين البلدة الفقيرة البائشة، وبين إحدى
المستوطنات الإسرائيلية في الضفة.
وكما يمكن أن نتوقع، يؤدي القهر والجبروت الإسرائيلي (دبابة تسحق طفلا
يعترضها) ورفض السلطات الإسرائيلية نقل رند للمستشفى عبر نقطة العبور مما
يجلعها تفقد جنينها، ثم اعتقال زوج رند والحكم عليه بالسجن لمدة خمسة
وعشرين عاما، كل هذا يؤدي إلى أن تفقد رند كل رغبة لديها في مد يد السلام
عبر كولي، إلى أفا الإسرائيلية، بل وتدين أيضا وجود الطبيبة الكندية
وتدعوها للعودة إلى بلادها.
فيلم جيد من الناحية التقنية شأنه شان الفيلم السابق، لكن مشكلته أنه
يفشل في رسم صورة حقيقية لما يحدث في الضفة الغربية، بل يميل أساسا إلى
المبالغة واستخراج الحالات الدرامية المبالغ فيها لكي يبرر إنفجار العنف مع
تكرار مناظر الفقر والتهميش والأطفال الضائعين وسط أكوام القمامة، والجدار
الإسرائيلي الحاجز..إلخ
وليس مبررا في سياق الفيلم أن تتحولعلاقة رند بكولي على هذا النحو
الدرامي المبالغ فيه بعد إعتقال زوج رند، وكان الطبيبة هي المسؤولة، في حين
ان كولي كانت دائما الأقرب إلى رند والأكثر إخلاصا لها وتعاونا معها.
رؤية اخرى "ليبرالية" تميل لصنع نوع من التوازن، بين الطرفين،
الإسرائيلي والفلسطيني، فالسيناريو يصور المجندة الإسرائيلية "أفا"
باعتبارها واقعة بدورها في مأزق هو مأزق "المحتل".. فهي تشعر بالخوف وتخشى
أن تقضي في أي وقت نتيجة لعملية إنتحارية أو لتفجير كما تقول لأسرتها التي
تشعر بالقلق عليها. ورند من الجهة الأخرى، تريد في البداية أن تأمل في
مستقبل أفضل، يمكن تحقيق التعايش فيه، ولكنها تفقد وليدها المنتظر بسبب
التعنت الإسرائيلي، وهنا لا يصبح هناك مفر من أن تلجأ هي الأخرى للعنف.
الأسلوب يتأرجح بين الوصف التسجيلي، وتأجيج اللحظات الدرامية ومحاولة
توليد أقصى ما يمكن من مشاعر، مما أدى إلى وقوع الفيلم في الميلودراما
وبالتالي أصبح الحدث خارجيا، بعد أن فشل السيناريو في تجاوز الطرح السطحي
للقضية والنفاذ أكثر تحت جلد الشخصيات، والإقتراب أيضا من الطرف الإسرائيلي
بعيدا عن تلك النظرة الرومانسية (الأنثوية) التي تلعب على فكرة المثلث
النسائي، الذي أفسدت الظروف رغبته في صنع السلام، فلا العدو أمكن أن يصبح
صديقا، ولا الصديق ظل صديقا!
ولابد من الإشارة أخيرا إلى أن الميزة الأساسية في كلا الفيلمين تكمن
في الإحاطة بالكثير من التفاصيل التي تجعلهما يقتربان من الناحية البصرية،
من الرصد التسجيلي. ولاشك أن التصوير الخارجي المفتوح في المواقع الطبيعية
للأحداث ساهم في مجيء الصورة على هذا النحو الجيد.
الجزيرة الوثائقية تصدر كتابها الرابع وتكرّم بدرخان
حسن مرزوقي - الدوحة
يعتبر حضور قناة الجزيرة الوثائقي في مهرجان الجزيرة الدولي للأفلام
التسجيلية حضورا مميزا ويحمل قيمة إضافية للمهرجان. وقد دأبت القناة بتحضير
برنامجها الخاص للمساهمة في المهرجان. وهو برنامج متنوع يجمع بين لقاء
المنتجين ودعمهم وفتح الافاق للمنتجين الجديد وبين الإعلان عن الكتاب
السنوي وأضافت هذه السنة فقرة لتكريم شخصية لها دورها الكبير في السينما
المصرية والعربية وهو المخرج علي بدر خان.
لقاءات مع المنتجين..
لاشك أن المهرجان فرصة سنوية يستعد لها المنتجون للأفلام الوثائقية
وقد حضر هذه الدورة حوالي خمسين منتجا، لتقديم افكارهم ومشاريعهم الجديدة.
وكل سنة تقيم الجزيرة الوثائقية ورشة عمل مع المنتجين لمناقشة كل مشاكل
الإنتاج لتحسين الأداء وتوثيق العلاقة بالقناة.
في هذه الدورة أقامت الجزيرة الوثائقية ندوة كبيرة حضرها أكثر من
خمسين منتجا ومخرجا لتعرض مشروعها الجديد في تصنيف الأفلام تماشيا مع هوية
القناة. ويتمثل المشروع في استحداث فئات وأبواب تتنزل فيها الأفلام بحسب
الموضوع. مثل فئة "ملفات غامضة" وهي فئة ذات بعد استقصائي تبحث في القضايا
الغامضة والأسرار التي لم تستكشف بعد في بعض القضايا الحساسة في العالم
العربي. أو الفئة التي تحمل اسم "أصل الحكاية" وهي تضم التجارب التاريخية
وحقائق الأحداث والشخصيات التي كان لها دور في الماضي..
وقد قام كل من مدير القناة السيد أحمد محفوظ ومدير الإنتاج في القناة
السيد نبيل العتيبي بعرض رؤية القناة والاستماع إلى الاستفسارات والمداخلات
الغنية التي تواصلت على أكثر من ساعة. وكانت أهم محاور النقاش تدور حول طرق
التعامل مع القناة بدءا باقتراح الموضوع وصولا إلى تنفيذه وتسليمه للعرض
مرورا بالمراحل الإنتاجية. كذلك طرحت إشكالية التصور الجديد للفئات وصرامة
الالتزام بها سعيا إلى تأسيس هوية واضحة للقناة. وقد استحسن جل المنتجين
هذه الرؤية الجديدة التي ستسهّل عليهم عملهم واقتراح المواضيع التي ترى
القناة أنها في حاجة إليها. وقد أوضح مدير القناة أن هذا التصور الجديد جاء
بناء على جهد استمر لسنيتن من البحث والنظر حيث اعتمدت القناة على سبر
الآراء والإحصائيات التي قامت بها شركات مختصة لرصد توجهات الجمهور العربي
وأذواقهم التي تتحكم في تأسيس الرؤية التحريرية والإنتاجية للقناة.
انتهت هذه الندوة بكثير من الأسئلة التي ظلت محل جدل التي هي عموما
إشكاليات الإنتاج السينمائي بشكل عام من حيث التمويل والإنجاز وصعوبات
التصوير في بعض المناطق العربية وأيضا المحرمات السياسية والاجتماعية التي
تمنع من الوصول بالفيلم الوثائقي إلى مداه الإبداعي المطلوب.
الكتاب الرابع
..
منذ اربع سنوات بدأت تجربة الكتاب السنوي للجزيرة الوثائقية وهي تجربة
انطلقت مغامرة نقدية وأكاديمية والآن أصبحت رقما مهما في مساهمات الجزيرة
الوثائقية في نشر الفيلم الوثائقي.
في هذه الدورة أعلنت الجزيرة الوثائقية عن إصدار كتابها الرابع الذي
يحمل عنوان "ربيع الوثائقي.. دراسات في وثائقيات الثورة". وتتمحور دراسته
حول الأفلام الوثائقية التي أُنتجت أثناء / وعن الثورات العربية. وقد ساهم
في هذا الكتاب نخبة من النقاد والباحثين العرب.
قام بتقديم الكتاب هذه السنة الناقد والباحث والناشط السياسي المغربي
أحمد بوغابة. الذي ساهم بدراسة في الكتاب وكان قلمه حاضرا في النسخ
السابقة. وقد تحدث أحمد بوغابة عن أهمية هذه السلسلة من الكتب المتخصصة في
الفيلم الوثائقي والتي تحتاجها المكتبة النقدية والنظرية العربية. واعتبر
أن إصدار القناة لكتاب أكاديمي متخصص جنبا إلى جنب مع الجهد الإنتاجي
الكبير للأفالم الوثائقية، يؤسس نوعا من التكامل في رسالة القناة ودورها.
فهي من ناحية تقدم أعمالا إبداعية للجمهور العريض وكذلك مواد نقدية وجدلية
لجمهور النقاد والمتابعين.
أما حول كتاب هذه السنة فاعتبر بوغابة أن التعامل مع قضايا الراهن
وإخضاع المشهد الوثائقي للنقد، أمرا مهم ومحمود. لأن تقييم وثائقيات الثورة
مهم جدا للخروج برؤى نقدية وجمالية تمنع من السقوط في الاستسهال في تصوير
الواقع الصاخب والمتحرك. لذلك كانت الدراسات متنوعة في الرؤية والتوجه وحتى
في جيل الباحثين. فمثلما ضم الكتاب دراسات لجيل النقاد المخضرمين كقيس
الزبيدي وأمير العمري وابراهيم العريس ضم ايضا دراسات للجيل الجديد كرامي
عبد الرازق ووسيم القربي وعصام زكرياء.
وجدير بالذكر ان أحمد بوغابة هو أحد المتابعين الأوائل لتجربة الكتاب
واحد الكتاب القارين في موقع الجزيرة الوثائقية. كما تجدر الإشارة أن مواد
الكتاب هي في الأصل دراسات منشورة في المجلة الإلكترونية على موقع الجزيرة
الوثائقية. ارتأت القناة أن تمنحها فرصة للبقاء وعدم الضياع في خيوط الشبكة
العنكبوتية وإصدار الجيد منها في كتاب. وهذا ما اعتبره أحمد بوغابة تجربة
نوعية للإبقاء على دور الكتاب كوسيط معرفي لازال فاعلا في إنتاج المعرفة.
كما اعتبر بوغابة أن تنوع الكتاب ووجهات النظر هو مصدر غنى إضافة إلى أن كل
كاتب يدافع عن اسمه بالمادة التي يكتبها.
تكريم علي بدر خان..
قامت الجزيرة الوثائيقية هذه السنة ببادرة جديدة وهي استدعاء أحد
أعلام السينما العربية وتكريمه على هامش المهرجان. وكان الاختيار هذه السنة
على المخرج المصري الكبير علي بدر خان صاحب الفلام العالقة في الاكرة
السينمائية العربية. أهمها فيلم "الكرنك" و"الرغبة" و"الوصول إلى القمة "
و"الراعي والنساء". وقد أشاد مدير قناة الوثائقية بتجربة بدر خان وهو أحد
تلاميذه في معهد السينما في مصر. فقدم نبذة عن شخصية بدر خان المخرج
والإنسان والأستاذ. وعرج على مواقف بدر خان الفكرية والسياسية التي كان
يعلنها صراحة تحت أنظمة ما قبل الثورة المصرية ودفع ثمنا لذلك.
ثم بعد ذلك سلم كل من عباس أرنؤوط مدير مهرجان الجزيرة الدولي للأفلام
التسجيلية ومدير الوثائقيثة درع الجزيرة تكريما لتجربة علي بدرخان. الذي
أخذ الكلمة ليشكر القائمين على هذا المهرجان. ويقول إن التكريم كان مفاجأة
له لأنه لم يسمع به غلا قبل التكريم بساعات. وأثناء كلمته عبر علي بدر خان
روح دعابة ومزاح كانت لافتة لدى الجمهور.
ونذكر ان الجزيرة الوثائقية كانت قد أنتجت فيلما وثائقيا عن شخصية علي
بدر خان حيث تعرض الفيلم لتجربته الفنية وميراثه السينمائي المثير للجدل
وايضا لحياته الشخصية التي لا تخلو من معنى جمال لمفهوم الحياة بمعناه
الأعمق.
جوازات سفر للقتل
اغتيال المبحوح بأيدي الموساد و...العرب
ناصر ونوس
"جوزات سفر للقتل" هو عنوان فيلم عرضته قبل ايام قناة الجزيرة
الوثائقية وموضوعه اغتيال المسؤول في حركة حماس محمود المبحوح في دبي في
التاسع عشر من كانون الثاني/ يناير 2010. ويأتي العنوان من جوازات السفر
المزورة التي حملها الجناة وتنقلوا بها خصيصاً لتنفيذ عملية الاغتيال التي
أشارت كل الدلائل بأن إسرائيل هي التي كانت تقف خلفها، سواء الدلائل التي
أوردها الفيلم أو التي أوردتها التحقيقات القضائية.
يتتبع الفيلم عبر مخرجته وراويته جين كوربين تفاصيل عملية الاغتيال
هذه؛ فقد شارك فيها 27 شخصاً أثبتت التحقيقات التي أجرتها السلطات
الإماراتية أنهم قدموا من تسعة بلدان مختلفة إلى دبي التي وجهت أصابع
الاتهام إلى إسرائيل قائلة إنها هي التي زودت هؤلاء بجوازات سفر مزورة
صادرة من خمس دول أوروبية، ونحو نصف هذه الجوازات كانت بريطانية لأشخاص
ولدوا في بريطانيا ويعيشون في إسرائيل. وكانت صدمة هؤلاء عندما شاهدوا
أسمائهم من ضمن المشاركين في هذه العملية، ومخرجة الفيلم تجري مقابلة مع
أحدهم يبدي فيها ذهوله مما حدث.
تجري مخرجة الفيلم مقابلات مع قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان ومع
مسؤولين سابقين في الموساد، والخبراء الأمنيين. ومع خالد مشعل رئيس المكتب
السياسي لحركة حماس ومع والدي المبحوح. وكلهم يؤكدون أن الموساد الإسرائيلي
هو من يقف وراء العملية. فأحد مسؤولي الموساد يقول بأن المبحوح "ارتكب
الكثير وفعل الكثير بحقنا"، كان مسؤولاً عن تزويد حماس بالسلاح "لذلك فإن
الحياة أفضل دون المبحوح".
يتتبع الفيلم الثغرات والأخطاء التي قادت إلى عملية الاغتيال مثل حجز
المبحوح لتذكرة السفر عبر الإنترنيت وقدومه إلى دبي بمفرده دون مرافقه
معتقداً أن إسرائيل لا تراقبه أو تقتفي أثره.
وبغية الكشف أكثر عن شخصية المبحوح تعود مخرجة الفيلم إلى مقابلة كانت
قناة الجزيرة قد أجرتها مع المبحوح ويظهر فيها ملثماً، وتسافر إلى غزة حيث
والدي المبحوح الذين يخبرانها أن المبحوح مطارد منذ اثنين وعشرين عاماً
وأنهما كانا يتوقعان اغتياله في أية لحظة.
كما تشير المخرجة إلى الأيادي الفلسطينية التي ساعدت الموساد
الإسرائيلي في اغتيال المبحوح، فكاميرات المراقبة في دبي رصدت فلسطينياً
التقى أحد أفراد العصابة التي نفذت الاغتيال في مطار دبي وتشتبه شرطة دبي
بأن هذا الرجل زودهم بمعلومات عن تحركات المبحوح. وأن هذا الشخص ينتمي إلى
حركة فتح. كما أن هناك فلسطينيان محتجزان لدى شرطة دبي على ذمة التحقيق في
القضية. وهو ما يتحدث عنه والدا المبحوح بحرقة، فأمه تقول: "الكلاب العرب
رصدوه والموساد كمّل" بينما يضيف الوالد: "العملاء العرب هم الذين عرّفوا
الموساد الإسرائيلي عليه، والموساد لم يكن يعرفه".
تورد راوية الفيلم تفاصيل عملية الاغتيال: فأفراد العصابة دخلوا إلى
المبحوح وهو في غرفته في الفندق وحقنوه بمرخٍ عضلي سريع المفعول يوقف عمل
العضلات التنفسية وبالتالي يؤدي إلى الاختناق، ووضعوا وسادة على رأسه،
وعلبة دواء بجانب السرير كي يوحوا أنه كان يعاني من مرض في القلب. وغادروا
الغرفة بعد أن أغلقوها من الداخل ووضعوا إشارة "الرجاء عدم الإزعاج" على
مقبض الباب من الخارج. ولم يكشف أمر العملية إلا بعد ست عشرة ساعة. حينها
كان المنفذون قد غادروا دبي.
تسافر المخرجة إلى تل أبيب مستطلعة الرأي حول جريمة الاغتيال هذه لتجد
أن جميع من استطلعت آرائهم يعتقدون أن الموساد هو من قام بجريمة الاغتيال
وأن الإسرائيليين سعداء بهذه الجريمة التي تحتفي بها وسائل إعلامهم. وتقول
إن معظم الشعب الإسرائيلي يعتبر عملاء الموساد أبطالاً وحماة "لدولتهم
الصغيرة في منطقة مضطربة". كما تزور ضريحاً لعملاء الموساد الذين قتلوا في
حروب إسرائيل السرية. وان الاستخبارات الاسرائيلية نفذت أكثر من أربعين
عملية اغتيال في الخارج أهمها في السنوات الأخيرة كانت في دمشق، وهي عملية
اغتيال مسؤول الجناح العسكري في حزب الله عماد مغنية.
في سياق الفيلم تقول راويته إن إسرائيل ومنذ الحادي عشر من أيلول "تشن
معركة ضد التطرف الإسلامي كمعركة مفتوحة"، وهذا القول في واقع الأمر هو
تشويه لمفهوم الصراع العربي الإسرائيلي وتصويره على أنه صراع ديني أو صراع
إسرائيل ضد "الإرهاب". وهذا التشويه ناجم إما عن فهم خاطئ لطبيعة هذا
الصراع أو أنه متعمد. فإسرائيل كما هو معروف تقوم منذ عقود طويلة بعمليات
اغتيال مشابهة مستهدفة قادة المقاومة الفلسطينية ورموزها السياسية
والعسكرية والثقافية في أماكن متفرقة من العالم. وذلك في سياق صراعها
الطويل مع الشعب الفلسطيني.
ربما لا يضيف هذا الفيلم شيئاً جديداً على صعيد التحقيق في اغتيال
المبحوح سواء من حيث معرفة الجناة أو كشف الأدلة، إلا أن فضله يبقى في أنه
يلقي الضوء من جديد على وقوف الموساد الإسرائيلي وراء جريمة الاغتيال هذه.
مذكراً بجرائم إسرائيل السابقة والمشابهة ضد قادة المقاومة الفلسطينية، مما
يساهم في تكريس صورة الدولة الإرهابية التي تمثلها إسرائيل، وهنا أهميته.
فرجة.. متعة.. في مهرجان الجزيرة الدولي
حسن محمد - الدوحة
تشهد الدورة التاسعة لمهرجان الجزيرة الدولي للأفلام التسجيلية حضورا
بارزا لعدد من الضيوف الذين يحضر بعضهم لأول مرة هذه الفعالية التي نجحت في
قلب موازين المهرجانات السينمائية عندما نجحت "الجزيرة" في تأسيس أول
مهرجان بالعالم العربي يفسح المجال أمام حوار صناع الفيلم التسجيلي بعد أن
كانت أغلب المهرجانات العربية الأخرى مهتمة بإبراز النجوم وبسط السجاد
الأحمر لهم.
ففي مهرجان الجزيرة للأفلام التسجيلية يبدو أن الكل نجم وأن الفندق
الذي يحتضن المهرجان يتحول على مدى أربعة أيام إلى سجاد احمر يسمح للضيوف
وللجمهور باللقاء دون أية برتوكولات فضلا عن أن المهرجان يمكن من الحوار
والتلاقح وفتح نوافذ الأمل من أجل بناء عالم آخر تحمل الكثير من الأفلام
المعروضة في المهرجان بعضا من ملامحه.
إلى ذلك، لم يخف بعض ضيوف المهرجان سعادتهم بالمشاركة في صناعة الحدث
داخل المهرجان، حيث أكدت الفنانة المصرية سميرة عبد العزيز، أن هذه ليست
المشاركة الأولى لها في مهرجان الجزيرة، حيث سبق لها المشاركة أكثر من مرة،
منوهة إلى أن المهرجان نافذة مفتوحة على العالم، تتيح للمشاهدين التجول حول
العالم من خلال مجموعة الأفلام المتنوعة، التي تنتمي إلى أكثر من ثقافة
واتجاه ولغة، كما يتاح لجمهور المهرجان الإطلاع على الحضارات المختلفة،
ومعرفة كل ما يحدث في بلدان العالم .
أما المطرب المصري إيمان البحر درويش الذي يشارك لأول مرة في
المهرجان، فأكد على أن الجزيرة اعتادت أن تقدم كل شيء بشكل احترافي، موضحا
أن الأعمال المشاركة في المهرجان تمثل تنوعا يقدم لنا الكثير من ملامح
الثقافة العالمية في دول العالم، كما أن المهرجان يعد فرصه طيبة للسباق في
تقديم الأفضل من قبل صانعي الأفلام التسجيلية في العالم الأمر الذي يدعوهم
للعمل على تقديم أعمال عالية الجودة.
من جانبه، قال الدكتور عبدالله أبو عوض، رئيس الجمعية المغربية
للدراسات الإعلامية والأفلام الوثائقية ومؤسس مهرجان أوروبا- الشرق للفيلم
الوثائقية بمدينة أصيلة المغربية والذي يستعد لتنظيم دورته الأولى شهر
أكتوبر القادم، أن مهرجان الجزيرة يعد أكبر داعم لأي مهرجان مماثل بالعالم
العربي لكونه طرف فاعل في أية فعالية تنظم بأي مكان بالعالم العربي وهو
السبب الذي دفعه للحضور هذا العام من أجل ربط جسر التواصل مع مسؤولي
المهرجان الذين كانوا السبب في دعم رؤية المهرجان الوليد بالمغرب، فضلا عن
أن مهرجان الجزيرة هو صاحب الشرعية التأسيسية لهذه النوعية من المهرجانات
كما أنه من الصروح الإعلامية الكبيرة التي تجمع أطيافا متنوعة من المبدعين
في مجال الصورة الوثائقية.
أما الدكتور خالد شوكت مدير مهرجان الفيلم العربي بروتردام الهولندية،
فأشار إلى أن علاقته بمهرجان الجزيرة الدولي للأفلام التسجيلية ترجع إلى
أولى الدورات التي نظمت عام 2004 عندما تم اختياره كأحد أعضاء لجنة التحكيم
حيث حافظ على صلته بهذه الفعالية منذ ذلك التاريخ حيث أشار إلى المنحى
التصاعدي الذي سار عليه المهرجان وفي اتجاهات متعددة بدءا بعدد الأعمال
التي يتوصل بها ووصولا إلى قيمة الجوائز والأسماء التي أصبح يستقطبها.
بدوره، قال المخرج الفلسطيني الشاب محمد ذوقان القادم من الضفة
الغربية للمشاركة في المسابقة الرسمية من المهرجان بفيلمه " أنا لست صورة"
ضمن فئة الأفلام القصيرة، أن الدورة التاسعة لمهرجان الجزيرة تشهد تطورا
كبيرا عن العام الماضي من حيث التنظيم والضيوف وخلاف ذلك مشيرا إلى أنه
يتابع فعاليات المهرجان منذ خمس سنوات.
أما مواطنه القادم من قطاع غزة المخرج والسيناريست عبدالرحمن صلاح
الذي يشارك في المسابقة أيضا بفيلمه "شهادات شفهية" فإنه يقول أنه لم يأت
إلى الدوحة من أجل الفوز بإحدى الجوائز ولكن اساسا لينقل رسالة الفلسطينيين
بشكل عام، مشيرا إلى أن المهرجان يعد فرصة طيبة لالتقاء الثقافات
والحضارات والارتقاء بوعي كل المخرجين وثقافة الصورة ونقل وجهات النظر
لتحقيق مزيد من التعارف، مضيفا أن كل مخرج يأتي إلى مهرجان الجزيرة يأتي
حاملا معه رسالة وهدف واضح مطالبا المهرجان بضرورة العمل على تسليط الضوء
على فئة الشباب الفلسطيني.
بدورها، تقول المخرجة التونسية إيناس مرزوق التي تشارك بفيلم "محمد
محمود.. نداهة الثوار" في المسابقة الرسمية للمهرجان ضمن فئة الأفلام
القصيرة أنها تشارك للمرة الأولى في المهرجان الذي يعرض أفلاما يتباين
مستواها ولكن يحسب لاه أنه يفتح ذراعيه للشباب ويشجعهم على السير في طريق
الإنتاج الوثائقي.
يشار إلى أن من أبرز فعاليات المهرجان الجزيرة الدولي للأفلام
التسجيلية هناك عقد ندوة من طرف إدارة الحريات وحقوق الإنسان التابعة لشبكة
الجزيرة بعنوان "دور الأفلام التسجيلية في نشر ثقافة حقوق الإنسان
وحمايتها" حيث شارك فيها كل من سايمون سكور، مخرج بالصليب الأحمر الدولي
وصوفي سكوت، مخرجة أفلام وثائقية بمنظمة أطباء بلا حدود والمخرج المصطفى
البوعزاوي. فيما أدارتها المخرجة والمنتجة روان الضامن من قناة الجزيرة
الإخبارية.
الجزيرة الوثائقية في
21/04/2013
شعار بعض الفنانبن..جعلونـى مـذيعــًا
محمد رفعت
رغم أن تحول بعض نجوم ونجمات التمثيل إلى مذيعين ومقدمات برامج
تليفزيونية ليست ظاهرة جديدة، لكنها زادت كثيراً خلال الفترة الأخيرة، بسبب
تراجع الإنتاج الفني في ظل استمرار الاضطراب في الأوضاع السياسية والركود
الاقتصادي.
وفي قراءة سريعة للبرامج التي اقتحمها نجوم السينما والدراما
التلفزيونية نجد أن اغلبها يرتبط ببرامج المسابقات.
وتحاول القنوات كسب رهانها بوجوه معروفة بدلا من اعتمادها على مذيع قد
يكسب قبولا أو يفشل في هذه التجربة، أي أن تلك القنوات تلعب على وتر الوجوه
التي تضمن الانتشار الموسمي، بدلا عن صناعة مذيعين صالحين للاستمرار بشكل
دائم.
ويدل ذلك على أن أغلب القنوات تسعى للربح السريع على حساب بناء الوجوه
الإعلامية العربية على عكس ما تفعل القنوات الأجنبية التي تحول مقدمي
برامجها إلى نجوم ينافسون بل ويتفوقون أحيانا حتى على نجوم السينما، ومن
أشهر هؤلاء النجوم لاري كنج واوبرا وينفري وباربرا وولترز، وغيرهم كثر.
والمتابع لأغلب تلك البرامج يلمس وبشكل لا تخطئه العين أن أغلب النجوم
ممن مارسوا التقديم التليفزيوني لا تسند لهم إلا البرامج الخفيفة التي لا
نريد أن نصفها بالتافهة، رغم أن في بعضها ما يتسم بتلك الصفة دون تجن أو
مبالغة، فأغلب هؤلاء يفتقدون الوعي الذي يؤهلهم لتقديم برامج تتسم بالعمق
والرصانة الفكرية، خاصة وان معظمهم - خاصة صغار السن منهم - يمتلكون
كاريزما النجم التلفزيوني الذي اعتاد حفظ دوره كالببغاء، في حين يعجز عن
التعبير عن أفكاره عبر جمل مصاغة بشكل جيد وواضح في اللقاءات الصحفية أو
التلفزيونية لكن القائمين على تلك القنوات لا يبحثون - غالبا - عن تنمية
الوعي لدى الجمهور قدر بحثهم عن التسلية الاستهلاكية.ويبقى أداء بعض هؤلاء
النجوم الذين انضموا إلى سباق تلك البرامج مقبولا لدى المتلقي، لكن الجانب
الأسوأ هو الجانب العكسي الذي تمثل في دخول بعض المقدمين – المذيعات تحديدا
– إلى مجال المسابقات الدرامية التلفزيونية «الفوازير» التي تحتاج إلى
مواصفات خاصة، مخلفين بعدهم كوارث فنية يصعب علينا كجمهور تقبلها لسماجتها
وضحالتها.
«حكـايــة أوز»..
سحر العلم وسحر الخيال وسحر السينما !
محمود عبدالشكور
يمكن أن تعتبر فيلمًا مثل «oz the great and powerful» للمخرج «سام ريمى» مزيجًا بين ثلاثة أنواع من
السحر المتنوعة: سحر الخيال المحلق القادم مباشرة من قصص الحواديت
والساحرات الطيبات والشريرات على حد سواء، وسحر العلم الذى ينتمى إلى القرن
العشرين، حيث اخترعت البشرية عدة اختراعات جعلت من الأحلام حقائق، أما
العنصر الثالث فهو سحر السينما، ذلك الفن الذى استطاع عبر وسائل الابهار
البصرية والسمعية أن يجسد الخيال بصورة تجاوزت بقية الفنون الأخرى،
ولفيلمنا الذى يمكن ترجمة عنوانه إلى: «أوز العظيم والأكثر قوة» أسلحة
كثيرة أبرزها أنه أنتج بتقنية البعد الثالث التى تفصل بين مقدمة الصورة
وخلفيتها، والتى تكاد تنقل ما يحدث من أطياف إلى عيون المتفرجين ومقاعدهم.
الفيلم قادم أيضًا من أحد مصانع هوليوود الشهيرة للأحلام، وهو
استديوهات ديزنى التى تتوجه عادة إلى الفئات العمرية الأصغر سنًا، ولكن ذلك
لا ينفى عن هذه الأفلام صفة تعدد الأبعاد والمعانى ورسم بساطة الحواديت،
حكاية الساحر «أوز» مثلًا مغزاها الواضح هو الإيمان بفكرة المخُلص الشجاع،
البطل الفرد الذى ينقذ الآخرين بدوافع إنسانية عامة، أو حتى بمنطق عملى
براجماتى، يقول الفيلم إنه بدون الإيمان والشجاعة لا يمكن أبدًا هزيمة
الشر، ولكن الملاحظ أن الفيلم يمتلك رؤية تمزج، إذا جاز التعبير بين المنطق
الغيبى (حيث عالم السحر بصورته المعتادة) والمنطق العلمى (حيث توظيف
اختراعات توماس أديسون المعرفة لمحاربة الشر وهزيمة الساحرات، يقول بطل
الفيلم الساحر خفيف الظل أو سكاز، أو «أوز» كما يطلقون عليه، إنه يحلم بأن
يكون مزيجًا بين «هودينى»، وهو ساحر شهير ومعروف، والمخترع «توماس أديسون»،
ويتحقق ذلك حرفيًا فى النهاية، ولأن أديسون اخترع بعض أدوات العرض التى
كانت خطوة فى طريق ابتكار السينما، فإن الفيلم يستخدم تلك الصور المتحركة
الأولى لكى يقدم تحية مزدوجة للعلم ولفن السينما، والحقيقة أن الفيلم كله،
وبتنفيذه الرفيع وبصورته المبهجة يمثل تحية واضحة للسينما القادرة على جعل
الخيال وكل الأحلام بين أطراف أصابعك وأنت داخل قاعة مظلمة!
ورسمت شخصية الساحر «أوز» بطريقة طريفة: نحن الآن فى ولاية كناس عام
1905، ضمن إحدى فرق السيرك المتجولة، يقوم الساحر أوسكاز بتقديم عروضه التى
تعتمد على خفة اليد، نراه شابًا شفوفا بالإيقاع بالجميلات يقدم إليهن
دائمًا صندوقًا صغيرًا يعزف الموسيقى، ويعتمد على مساعدة فرانك لانجاز
الخدع التى يقدمها على المسرح مستعينًا بالأسلاك غير المرئية، فتاه صغيرة
مصابة بالشلل تطلب منه أن يجعلها قادرة على المشى وأسرتها تعرض عليه كل ما
تمتلكه من نقود، ولكنه يتهرب منها يطارده رجل عملاق من أبطال السيرك لأنه
خطف منه الفتاة التى يحبها ينتهز «أوز» الفرصة فيهرب فى منطاد كبير ثم
تأخذه عاصفة لتلقى به فى عالم مدينة «أوز» لتبدأ مغامرته الكبرى.
يُقدم الفيلم مشاهد السيرك بالأبيض والأسود ثم تظهر الألوان الكاملة
وتتسع الشاشة استعدادًا للمغامرة الأصلية، يلتقى «أوز» أولًا مع الفتاة «تيودورا»
التى تخبره أنهم ينتظرون بناءً على نبوءة والدها الراحل، ظهور ساحر يستعيد
العرش من الساحرة الشريرة التى قامت تقتل الملك الأب بالسم، تحدثه «تيودورا»
أيضًا عن شقيقتها الجميلة «إيفا نورا» التى تعيش فى مدينة الزمرد الخضراء
والتى تتحالف معها ضد الساحرة الشريرة يقابل «أوز» الشقيقة «إيفا نورا»
التى تطلب منه أن يذهب إلى غابة الظلام لمحاربة الساحرة الشريرة والقضاء
عليها بتكسير عصاها السحرية ومقابل ذلك سيحصل «أوز» على العرش وحجرة مليئة
بالعملات والكؤوس الذهبية.
يعرف «أوز» أنه ليس ساحرًا حقيقيًا ولكنه وقع فى غرام «تيودورا» كما
أنه يطمع فى الحصول على العرش والمال والذهب، ثم يعثر على صديقين هما القرد
الظريف «فينلى» والعروسة الجميلة الصغيرة المصنوعة من الخزف والتى نجح «أوز»
فى إعادة تركيب ساقيها بمادة لاصقة كان يحملها وعندما يصل فريق «أوز» إلى
مكان الساحرة الشريرة يكتشفون مفاجأة جديدة، فالساحرة المقصودة اسمها «جليندا»،
وهى ساحرة طيبة وابنة الملك الراحل، تكشف «جليندا» للساحر الشاب عن أن
الساحرة الشريرة الحقيقية هى «إيفا نورا» التى دست السم فقتلت والدها على
الجانب الآخر، تبدأ «إيفا نورا» بالانتقام من «أوز» و «جليندا» وتقوم
بتحويل شقيقتها الطيبة «تيودورا» إلى ساحرة شريرة قبيحة الوجه بعد أن
استغلت غيرتها على الشاب «أوز».
الفيلم ممتع بصريًا وهناك مشاهد بأكملها أقرب إلى اللوحات المتحركة
خاصة تلك التى تجسد الأزهار الملونة المتفتحة أو كائنات الغابة العجيبة كما
تم تنفيذ كل الخدع البصرية بطريقة شديدة الاتقان يضاف إلى ذلك الكثير من
اللمسات الكوميدية دون أن يفلت معنى الفيلم الواضح: السحر الحقيقى هو
الإيمان والتضحية من أجل الأخرين واستخدام العقل لخدمتهم.
أفلام المقاولات موضة الموسم السينمائى الصيفى!!
ريهام بسيوني
مع حلول هذا العام ظهرت على الساحة الفنية شركات إنتاج تخوض أولى
تجاربها بأفلام منخفضة التكلفة يتم تصويرها فى أسبوع أو أسبوعين، ويقوم
ببطولتها فنانون من الصف الثالث والرابع وعدد من الوجوه الجديدة.. إلى جانب
مؤلفين ومخرجين يخوضون تجاربهم الأولى من خلال هذه الأعمال السينمائية التى
يفضل البعض أن يطلق عليها أفلام المقاولات، والتى بدأت فى العودة إلى
الساحة السينمائية مع نهاية 2012 من خلال أفلام «على واحدة ونص» و«سبوبة»
و«البار» ولا تتجاوز ميزانية تلك الافلام مليون جنيه. و يأتى عام 2013 حيث
انتشرت من جديد أفلام المقاولات والتي ستكون ظاهرة الموسم السينـــمائي
الصيفي لعام 2013 ففي هذا التقرير عرض برصد تلك الظاهرة التي اصبحت سمة
الموسم السينمائي الشتوي و أيضًا الموسم الصيفي المقبل.
تعد الفنانة الشابة راندا البحيرى قاسمًا مشتركًا فيها بعد أن تصدرت
بطولة ثلاثة أفلام دفعة واحدة، نجد فيلم «هيصة» الذى يعد الإنتاج الأول
لشركة «الشهاب»، الذى يشارك راندا فى بطولته كل من محمد رضا وخالد حمزاوى
وشمس ومنار وميمى جمال وضياء الميرغنى، بالإضافة إلى عدد من نجوم الغناء
الشعبى، وهو من تأليف عبد المنعم طه وإخراج وائل عبد القادر. بينما يحمل
ثانى أفلام المقاولات التى تشارك فيها راندا اسم «بوسى كات» الذى توقف
تصويره بسبب انشغالها ومعها هالة فاخر ولطفى لبيب و تدور أحداث الفيلم الذى
كتبه ويخرجه علاء الشريف بعد أول أعماله مع محمد رمضان «الألمانى» فى إطار
اجتماعى تشويقى يتخلله بعض المواقف الكوميدية حول فتاة صاحبة كوافير تجسد
شخصيتها راندا، وتشاركها أيضا فى الفيلم الراقصة صوفيا، أما عن الفيلم
الثالث لراندا الذى تخوض به أولى تجاربها مع البطولة.. فهو فيلم «المماليك»
التى اقترب أبطاله رامى وحيد وخالد حمزاوى وعمرو عبد العزيز والمطرب محمود
الحسينى من الانتهاء من تصويره.
ينضم إلى قائمة أفلام المقاولات أيضا فيلم «متعب وشادية» المقرر عرضه
فى أول مايو المقبل بعد سلسلة من التأجيلات التى اعترضته بسبب الأحداث.
يعتبر هذا الفيلم الذى سيتم عرضه بـ30 نسخة، هو البطولة الأولى لأشرف
مصيلحى وعلياء الكيبالى مؤلفة العمل والمشاركة فى إنتاجه. هناك أيضا فيلم
«حافية على كوبرى الخشب» للمنتج أحمد السرساوى الذى بدأ تصويره في منتصف
مارس بقيادة المخرج تامر حربى.. فى أولى تجاربه مع الإخراج السينمائى
بمشاركة فريق العمل نسمة ممدوح وقمر ومحسن عيد وإيمان سيد إلى جانب حسن عبد
الفتاح وتامر ضيائى ومراد فكرى وياسر الطوبى والمطربة بوسى.. التى تظهر
كممثلة لأول مرة فى هذا العمل الذى كتبه مصطفى صابر والذى نفى أن يكون
للفيلم أى صلة بالفيلم الذى تم تقديمه فى السبعينيات باسم «حافية على جسر
الذهب» لحسين فهمى وميرفت أمين، مؤكدا أن فيلمه سيتناول مشكلة التعليم فى
مصر بشكل كوميدى ساخر، وسيتم التركيز على علاقة الآباء بأبنائهم وعدم
رؤيتهم لمواهب الأطفال وتجاهلها.
نفس القائمة أيضا ضمت فيلم « كريسماس» بطولة علا غانم وإخراج محمد
حمدى، وقد تأجل عرضه لأكثر من مرة بسبب تخوف منتجه محمد عارف من الأوضاع
الحالية وقدر قرر ان يعرضه ضمن افلام الموسم الصيفي و يشارك علا فى بطولة
هذا العمل كل من إدوارد وسامى العدل.
أخيرًا نجد فيلم «فارس أحلام» فرغم اعتماده على نجوم «صف ثانى» فإنه
من إنتاج شركة «سيتى بيكتشرز» وأول تجربة إخراجية للمخرج عطية أمين، تدور
أحداث الفيلم فى إطار اجتماعى يرصد أحوال أهالى جزيرة الدهب من خلال شخصية
«أحلام» التى تجسدها درة وهى فتاة تمتلك محل كوافير وتربطها علاقة حب بفارس
الذى يلعب دوره هانى عادل.
يقول الناقد محمود قاسم أن هذه النوعية من الأفلام موجودة باستمرار
وآخرها فيلم «على واحدة ونص» وأظن أنه لن يكون الأخير فى ظل غزو أفلام
المقاولات للسينما هذه الأيام.. والسبب فى ذلك يرجع إلى حالة التوقف
والابتعاد عن الإنتاج، الأمر الذى وضع المنتجين أمام خيارين.. أولهما إنتاج
أفلام ذات ميزانية محدودة وأنا أؤيد هذه النوعية التى استطاعت أن تحصد
جوائز فى المهرجانات أو إنتاج النوعية الأخرى، وأعنى هنا أفلام التواضع
الفكرى التى تعتمد على الألفاظ التى تخدش حياء وأخلاقيات المشاهد، وعلى
الرقص والأكشن وغيرها، وهى النوعية التى تنتشر الآن فى أفلام مثل «هيصة
وبوسى كات وكريسماس» وغيرها من الأعمال غير الهادفة بينما يقول الناقد رفيق
الصبان: السينما أصبحت تعانى من الفقر فى أفكارها وموضوعاتها، بالإضافة إلى
قلة الأعمال التى أدت لانتشار الأفلام ذات الميزانية المحدودة والتى تعتمد
على نجوم الصف الرابع فى السينما، وهذا ما كنت أخشى على السينما منه، وأقصد
ظهور نوعية أفلام المقاولات التى يعتمد أصحابها على تحقيق الربح المادى فى
المقام الأول.
أبطال هوليود من الاباحية للشهرة السينمائية
سمر شافعي
لا شك فى أن أفلام سينما هوليوود لا تعد المشاهد الإباحية بها نوعًا
من أنواع الخجل أو الاحراج ، فهو شىء عادى بالنسبه لها ،كما أن الأمر أصبح
يقلدها فيه الكثير من السينمات الأخرى ، فجميعنا نعلم جيدا من مشاهدتنا
لهذا النوع من الأفلام أنها لابد وأن تعرض بداخلها مشهدا إباحيا فى بعض
الأحيان يمكن أن نعتبره مشهدا هادفا، سواء كان عرضه داخل فيلم سياسى أو
درامى أو كوميدى أو حتى فيلما من أفلام الرعب أو الأكشن، ولكن سيغضب بعضنا
وربما يكره البعض الآخر منا أشهر وأجمل نجوم هوليوود عندما يعلم أنهم بدأوا
حياتهم كأبطال فقط لأفلام «البرونو» أو الأفلام الجنسية الإباحية التى
تعرضها المواقع الإباحية، وكانت هذه الأفلام إنطلاقتهم الأولى للسينما
العالمية بهوليوود.
فكانت الشهرة فى هوليوود لعبة صعبة ولا تحدث فى يوم وليلة يمكن أن
يكون الأمر الآن أصبح سهلاً مع الوسائط الحديثة كالإنترنيت والتليفزيون
وغيرها عما كان فى الماضى ، إلا أن نجوم هوليوود كانوا فى بدايات حياتهم
شبابا فقراء يحاولون الحصول على قوت عيشهم ولكن بدون تعقيدات وبقضاء وقت
لذيذ يشعرهم بالراحة والإستجمام فى ذات الوقت، فقبل أن تصبح كاميرون دياز
قبل أن تصبح من أكبر الممثلات الجميلات المرغوب فيهم والمشهورات فى هوليوود
، أحد ممثلات هوليوود الذى يحلق فوق رأسها منذ بدايتها الفنية بالسينما
فضحية لم يغفل عنها أى أحد فى أمريكا حتى الآن فقد كانت بطلة لفيلم إباحى
أخذ بمنزلها عندما كانت تبلغ من العمر 19 عاماً وحاولت منع نشره ، ولكن
لسوء الحظ تسرب فيلمها فى جميع المواقع الإباحية داخل وخارج أمريكا وعلى
الرغم من هذا تمتلك شهرة كبيرة داخل أمريكا وخارجها وتمتلك الكثير من
المعجبين رجلاً ونساء.
حتى نجم الأكشن الأمريكى الشهير «سيلفستر ستالونى»، لم يسلم هو أيضاً
من هذا الاتهام فقبل أن يصبح بطلاً لسلسلة أفلام «رامبو» أو «زا روك»
الشهيرة. كما أن النجم والسيناتور الأمريكى الشهير «أرنولد شاورزينج» بطل
الأفلام الأكشن الأمريكية عرف عنه بمعلومات غير مؤكدة أنه شارك فى مجموعة
من الأفلام الأمريكية التى كانت تعرض للكبار فقط ، بنيت هذه الشائعات عليه
بسبب صورة عارية نشرت له فى أحد المجلات الإباحية المكتوب عليها «للكبار
فقط». كما بدأ بطل مسلسل « إكس فيل «الشهير ديفيد ديكوفنى» حياته قرباناً
لمسلسل إباحى يدعى « يوميات الحذاء الأحمر « الذى شاركه فيه بطل مسلسل «Friends» «مات بلانكا» الذى إعترف فى الماضى بأنه مدمن على الجنس، وأنه شارك
بالفعل فى هذا المسلسل بالعديد من الحلقات.
أكتوبر المصرية في
21/04/2013 |