حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

"ساحر أوز"

رحلة في عالم الأساطير والخيال كيف يتحول نصاب .. إلي مخلص من الشرور؟!

 بقلم: خيرية البشلاوي

 

"ساحر أوز" رحلة في عالم الأساطير والخيال

كيف يتحول نصاب .. إلي مخلص من الشرور؟!

من الروائع السينمائية العالمية فيلم "ساحر أوز" "wizard of oz) الذي اخرجه فيكتور فلمنج "1883 ــ 1949" عام 1939 نفس السنة التي قدم فيها رائعة خالدة أخري هي "ذهب مع الريح".

روعة "أوز" مستمدة من قدرة مخرجه علي بعث العوالم الخيالية السحرية المبتكرة. لبلاد من صنع خيال خصب وفريد.. بلاد تسكنها مخلوقات مدهشة. بخصائص عجينة وكائنات ونباتات وجبال من الذهب ومدن من الزمرد. وغابة مظلمة بأشجار لها فروع مهاجمة تطرد من يدخلها وحيوانات وحشرات طائرة وزهو جميلة متوحشة الخ الخ..

وفي هذه البلاد أيضاً "أجناس" بأسماء من ابتكار المؤلف الأصلي لروايات "أوز" وهو الكاتب الأمريكي ليمان فرانك بوم "1856 ــ 1919" مؤلف غزير الانتاج تخصص في الكتابة للأطفال. وحقق شهرة واسعة خاصة بعد أن تحولت هذه الروايات إلي أفلام سينمائية بديعة.

هذه الأجناس تعيش في شمال وشرق وغرب هذه الأراضي الخيالية التي تصبح مرتعاً لمغامرات "الساحر" في النسخة الأخيرة التي تعرض حالياً في القاهرة بعنوان "أوز العظيم.. القوي" "2013" للمخرج سام ريمي "1956 ــ " مخرج سلسلة أفلام "الرجل العنكبوت Spider Maa".. مثل هؤلاء المخرجون هم صناع الأساطير الحديثة.

ومن الطبيعي أن تختلف هذه النسخة الأخيرة عن الأولي التي سبقتها إلي الوجود بـــ 76 سنة. حيث قفزت فيها صناعة السينما قفزات تكنولوجية هائلة في تنوع أساليب الإبداع البصري وتعدد "فورمات" "Formak) العرض السينمائي.

في العصر الرقمي أصبحنا نتلقي الصور بتقنيات البعد الثلاثي "3D) و"الريل د" "Real D) و"الإيماكس" "IMax) ولنستقبل الانتاج المذهل للصور المتحركة باستخدام الكمبيوتر الذي أصبح قوة ضاربة في مجال انتاج الخيال البشري المرئي مهما بلغ من الجنوح والجموح والمروق و.. الخ.

القديم أحلي

ورغم هذا المشوار التقني الكبير الذي لا يتوقف عن التطور يجد بعض النقاد أن سحر "الساحر" في نسخة الثلاثينات من القرن الماضي اكثر استحواذاً للمتفرج "!!" وأن المغامرة التي خاضتها بطلة الفيلم جودي جارلاند تركت أثراً طويل المفعول خاصة أن الفيلم مازال يعرض من خلال الكابل وقنوات السينما المتخصصة وعلي الاقراص المدمجة "دي في دي".. "جودي جارلاند" هذه الصبية "1922 ــ 1969" بطلة أوز صارت أسطورة وحصلت علي الأوسكار وعمرها 17 سنة وقفزت بفضل الفيلم إلي الصيف الأول مع مشاهير هوليوود وقتئذ.. علماً بأن حياتها الشخصية شديدة الشقاء.

وبطل الفيلم المعروض الآن هو "جيمس فرانكو" يؤدي دور ساحر محدود المهارات ويقدم ألعابه في سيرك متواضع متنقل في مدينة "كانساس".. وقد اعتدنا في أفلام المغامرات الطفولية علي بطولات الصبايا الصغيرات من نوع "ذات الرداء الأحمر" و"سندريلا" وأليس في بلاد العجائب. و"دورثي" بطلة "ساحر أوز" بينما البطل في هذه النسخة الأخيرة من حكايات أوز يحمل اسم "اوسكار دجز" ويلعب دوره النجم الأمريكي جيمي فرانكو وربما كان هذا الممثل نفسه هو السبب في تفضيل نسخة الفيلم القديمة.

في الجزء الأول من الفيلم يستعين المخرج سام ريمي بألوان الأبيض والأسود وبالنسب الكلاسيكية الأكاديمية للصورة السينمائية. ويعيد ظهور بعض الشخصيات من النسخة القديمة ويستخدم رحيل المخرج ــ فيكتور فلمنج ــ مثل اسناد ادوار مزدوجة لبعض الممثلين وكأنه يحيي بذلك المخرج. ويحُيي أيضاً المؤلف وأفلام الأبيض والأسود.. ولكنه سرعان ما يقفز إلي أدوات السينما الحديثة وامكانياتها بعد أن تصل الأحداث إلي "بلاد أوز" حيث تبدأ المغامرة الخيالية التي يخوضها "أوسكار".

كائنات طائرة

وهنا تقترب الشخصيات والكائنات الطائرة من مقاعد المتفرجين بفضل تقنية "3D) مثلما تقترب جحافل "خيال المآتة". والأزهار المتلهمة والبللورات السحرية وكتل الضباب و.. والخ.. حتي تكاد تلامس الوجوه التي وضعت النظارات الخاصة الداكنة وتتابع الأحداث المشوقة في انبهار.

هذا السحر الفياض لعملية الفرجة الآن أصبح نسبياً مألوفاً بعد شيوع استخدام التقنيات الحديثة في عصر الصور الرقمية وبعد أن وصل الابهار حدوداً تتجاوز الخيال العادي.

تبدأ أحداث "أوز العظيم القوي" عام 1905 في مدينة كانساس حيث يمارس الساحر المتواضع "أوسكار" ألعابه أمام جمهور من البسطاء يخدعهم بألاعيبه التي لا تكشف عن مهارات استثنائية.

انه شخصية مراوغة ومخادعة ومتقلبة يتملص بقلب بارد من علاقة عاطفية بالمرأة "آني" ويعجز عن تحقيق أمنية طفلة قعيدة خدعها وصدقته.. ويغازل زوجة رجل السيرك القوي الذي يطارده ثم يضطر إلي الهروب فوق منطاد تعصف به الرياح العاتية وتقذف به إلي "بلاد أوز" وما أن يهبط أوسكار حتي تتلقفه الساحرة "ثيودورا" "ميلاكلنس" معتقدة بأنه الساحر المنتظر الذي سوف يعيد إلي بلادها النظام والأمن بعد أن قتلت شقيقتها الملك الأب. وصارت البلاد بلا حاكم والمدن تتربص ببعضها!

ويبدأ الصراع في التو بين "أوسكار" الذي أصبح "ساحر أوز" وبين الساحرات الثلاث: "ثيودورا" وشقيقتيها "ايفانورا" "راشيل ويسي" وجلندا "مشيل ويليام"..

وكذلك يبدأ صراع آخر داخلي بين "أوسكار" المراوغ. وأوسكار "ساحر أوز" الذي انتظرته البلاد لكي يخلصها من الساحرة الشريرة "ايفانورا" وفي رحلة الخلاص هذه يخوض مغامرات وينضم إليه القرد "فنلي" "زاك براف" بعد أن ينقذه من الأسد الجبان والعروس الخرفية "شينا جيرل" التي أهلكت الساحرة الشريرة أسرتها وبلدها وكسرت ساقها واستطاع "أوسكار" أن يعيدها ثانية مستخدماً "الغراء" الساحر.

وتقوده المغامرة إلي "مدينة الزمرد" حيث تسكن "ايفانورا" في قصرها وترتدي قلادة سحرية من الزمرد تخفي حقيقتها المشوهة. ثم إلي "الغابة المظلمة" حيث يلتقي بالساحرة الطيبة "جلندا".. ولكن الغيرة تأكل قلب الساحرة "ثيودورا" عندما تري من خلال البللورة السحرية أن حبها الأول يقع في غرام شقيقتها جلندا!

مغامرات خرافية

هذه المغامرات الخرافية وسط الأجواء الخيالية مستحيلة التحقيق تكتسب حياة وحيوية وحركة وتأثير علي المتفرج طوال مدة العرض.

وحين يصل أوسكار "ساحر أوز" إلي حكم البلاد ويصير ملكاً. بمساعدة آله العرض التي استخدمها توماس الفا اديسون المخترع الأمريكي الشهير التي استخدمها في تكريس مهاراته كساحر قوي وفي أسر مواطنيه الذين وقفوا إلي جانب ضد جيش الساحرات الشريرات وعند الاحتفاء بعلاقته الغرامية مع الساحرة الطيبة "جلندا".

وفي النهاية وبعد أن يصل الجميع إلي تحقيق حلمه يوزع هداياه التي تعني كثيراً للأصدقاء الذين وقفوا إلي جانبه: القرد فنلي الذي أخلص له طيلة وجوده فمنحه قبعته. والعروس "شينا" التي أهداها الأسرة والوطن المفقود بضمها إلي جماعته. وفاز هو بالمرأة التي أحبها.. وهي نفسها الفتاة "آني" التي كان قد غرر بها في الجزء الأول من الفيلم.

"أوسكار" استطاع أن يكون المخلص حين أخلص للرسالة التي فرضت عليه. وحين اختار الجانب الطيب. وحين استعان بالابتكار العلمي العجيب "السينما" وسحر الإيهام من أجل اقناع الناس بامكانية الاعتماد عليه وبأنه قادر علي تحقيق أحلامهم وبأنه "الساحر الموعود" لقد تغير أوسكار من ساحر نصاب إلي ساحر لا ينصب وإنما يخلص الناس من شرور تفتك بهم. واستطاع أن يحقق وجوده هو شخصياً كإنسان بلا مراوغة ولا خداع.

المساء المصرية في

13/04/2013

 

«عن يهـود مصــر»..

ســؤال عن الوطــن وإجابة عن التسامح

محمود عبدالشكور 

من النادر جدًا أن نشاهد فيلمًا مصريًا وثائقيًًا طويلًا فى عرض تجارى بالصالات المصرية، تقريبًا لم يحدث ذلك إلا فى فيلم تحرير 2011 لمخرجيه الثلاثة، أما أن يتكرر ذلك مع فيلم آخر هو «عن يهود مصر» سيناريو وإخراج أمير رمسيس، وأن يكون هذا الفيلم عملًا ناضجًا ومؤثرًا وواعيًا بحديثه السياسى والإنسانى، وبطرحه لأسئلة مهمة عن الانتماء والوطن، فإن كل ذلك أمر يدعو للسعادة، ويفتح العقل والوجدان والذاكرة للمناقشة والتأمل.

استغرق أمير رمسيس أربع سنوات بالتعاون، مع المنتج وصاحب الموسيقى التصويرية للفيلم هيثم الخميسى فى استكمال مادة هذا الفيلم ما بين مصر وباريس،فالموضوع كبير وضخم، وضعت فيه رسائل علمية، وصدرت حوله كتب معروفة ربما أشهرها كتاب «يهود مصر من الازدهار إلى الشتات»، كان هناك الآلاف من اليهود المصريين الذين يعملون فى شتى الحرف ويختلفون فى فئاتهم الاقتصادية وفى مواهبهم وقدراتهم، وظهر منهم العديد من النجوم والمشاهير من يعقوب صنوع رائد المسرح المصرى فى عهد الخديو إسماعيل، إلى نجمة الغناء العظيمة ليلى مراد، ولكن ظهور الحركة الصهيونية التى قامت بانتزاع فلسطين، وتأسيس دولة إسرائيل، أدى إلى هجرات متتابعة لليهود المصريين، كما تورط بعضهم فى حوادث إرهاربية أدت إلى الحكم عليهم بالإعدام والسجن، وزادت الحساسية بعد اندلاع الثورات الفلسطينية فى الثلاثينيات، ثم الحروب المتتالية مثل حرب 1948 و1956 و1967، ليصبح أعداد اليهود المصريين المقيمين فى وطنهم حتى الآن محدودا ومعدودا، فمن أى زاوية سيختار أمير رمسيس تقديم رؤيته؟

لقد اختار الزاوية الإنسانية، ورأى أن يقدم نماذج ليهود مصريين يعيشون اليوم هم أو أولادهم أو أحفادهم، فى فرنسا، بعد أن خرجوا من وطنهم فى ظروف ومناسبات مليئة بالهواجس الأمنية، لم يرتكب هؤلاء أى جريمة، ولكنهم دفعوا ثمن ظهور دولة عنصرية تحاول تجميع يهود العالم على أرض ليست لهم، ودفعوا أيضًا ثمن موقف مضاد أمنى، وليس عنصريا من أنظمة مصرية حاولت أن تدافع عن نفسها، والحقيقة أن هذه الزاوية الذكية منحت الفيلم بعدًا إنسانيًا واضحًا، وقويًا ومؤثرًا، فالفيلم واع تمامًا للفصل بين الذين أحبوا وطنهم من اليهود أولئك الذين ذهبوا لإسرائيل. (وهم بالمناسبة العدد الأقل من اليهود والمصريين) الفيلم يبرز كذلك صورة مصر المتسامحة الكوزمولوليتانية، التى أتاحت لكل الطوائف فرص النجاح والتفوق، فأصبحت ليلى مراد نجمة عصرها وكل العصور وقام توجو مزراحى بتأسيس الفيلم التجارى المصرى..بل إن الظروف أتاحت لليهــود إصــدار صحفهم المختلفــــــة، وهى المعلومة المهمـة التى غابت عن الفيلم.

يقوم بناء الفيلم على مقدمة ثم انتقالات متبادلة بين مصر وباريس، فى المقدمة أسئلة عن يهود مصر لعيّنة عشوائية من المصريين، نسمع إجابات مختلفة بعضها صحيح وبعضها خاطئ، الواضح أن الكثيرين يخلط تمامًا بين اليهودية (وهى دين سماوى) وبين الصهيونية (وهى عقيدة سياسية عنصرية)، وكأن أمير رمسيس يقول لنا إنه من أجل هذه الرؤية الضبابية الغائمة صنع فيلمه، تقدم لنا بعد ذلك تلك الشخصيات التى ترسم ملامح تجارب ذاتية لليهود المصريين وشخصيات أخرى تقدم معلومات موضوعية عن قصة اليهود المصريين، صعودهم السياسى والاقتصادى والثقافى ثم خروجهم، من الأسماء اليهودية التىنرى حكاياتها من فرنسا «ألبرت آرنييه» الشيوعى المصرى اليهودى الشهير، و«جويس بيلو»، وروث برونخ وجيرار روبوتون وشقيقته «وإيزابيل روبوتون» وإيلى حكيم، وإلين كوفال وأندريه خران، وكلهم إما لديهم تجارب مباشرة عن أسباب خروجهم من مصر، أو أنهم سمعوا الآباء والأجداد يحكون عن أيامهم السعيدة فى مصر، أما فى الشهادات المصرية فنسمع ونشاهد شخصيات مثل د. محمد أبو الغار، ود.رفعت السعيد، والراحل أحمد حمروش، والباحث عصام فوزى بل إننا نشاهد على نوتيو أحد أعضاء الإخوان المسلمين المخضرمين وهو يهاجم اليهود عمومًا دون أن يفرق بينهم وبين الصهاينة.

تتداخل الشهادات الحية الذاتية مع المعلومات الموضوعية لترسم ملامح عصر بأكمله اختلط فيه السياسى بالدينى بالأمنى بالقانون، الحقيقة أن إحدى حسنات فيلم عن يهود مصر الكثيرة جدًا هى أنه يقدم لمشاهده أدوات للتفرقة والفصل بين هذه الأمور المختلطة، اليهود المصريون مثلًا ليسوا كتلة واحدة، بل هم يختلفون طائفيًا واقتصاديًا، هناك مثلا اليهود القراءون الذين لا يختلفون إطلاقًا عن المصريين العاديين، ومنهم نجوم الفن المشاهير مثل داود حسنى وليلى مراد، ولكن هناك طبقة من اليهود الاشكناز الذين قدموا من شرق أوروبا، وهؤلاء كانوا أقل انفتاحًا، ولغتهم الأساسية هى الفرنسية، من المعلومـــات المهمة التى يقدمهــــا الفيلم أن الحركة الصهيونية فشلت فى جذب اليهود المصريين إلى مشروع دولة إسرائيل، وكتب حاييم وايزمان، بعد زيارته لمصر عام 1902، ليهاجم اليهود المصريين، وكأن لا يرى من بينهم أحدا يصلح لمساعدة حلم الدولة اليهودية إلا موصيرنى وليوكاسترو الذى كان صديقًا لسعد زغلول، وقد أسس كاسترور الاتحاد الصهيونى المصرى، ولكن بالمقابل كان معظم اليهود ضد الفكرة وخصوصًا يوسف باشا قطاوى، وجاء عام 1935 ليكون حاسمًا فى تصاعد العداء ضد اليهود المصريين بسبب ما ارتكبه المستعمرون اليهود فى فلسطين، ثم جاء صعود جماعة الإخوان وحزب مصر الفتاة وأحداث حرب فلسطين لتضيف مزيدًا من العداء كان الخروج الأول بعد حرب 1948، والخروج الثانى بعد عام 1956، وكان هناك خروج ثالث فى الستينيات لا يشير إليه الفيلم بعد محاولة إسرائيل قتل العلماء الألمان فى القاهرة، وبعد حرب 1967، ولكنه بالطبع كان أقل لأن الهجرات الأكبر كانت بعد العدوان الثلاثى، ومع ذلك فإن الفيلم يقدم نموذجين لاثنين من أشهر اليهود المصريين الذين لم يغادوا وطنهم حتى وفاتهم وهما المناضل يوسف درويش والمناضل شحاته هارون، والاثنان من أركان الحركة الشيوعية المصرية التى ساهم فى تأسيسها اليهودى هنرى كوربيل الذى يقدم الفيلم ما يشبه التحقيق القصير عن حياته وعن مساندته لوطنه حتى بعد خروجه مطرودًا عام 1950.

ينحاز فيلم «عن يهود مصر» لأولئك الذى أجبروا على التخلى عن وطنهم وجنسيتهم دون ذنب، يقول الفيلم ببراعة إنه عندما يكون السؤال عن الوطن فإن الإجابة التى تليق بالإنسان تكون التسامح هذا فيلم عظيم جدير بالمشاهدة والمناقشة.

أكتوبر المصرية في

13/04/2013

 

إطلاق اسم المخرج المصرى يوسف شاهين على قاعة عرض سينمائى أثرية فى باريس

الألمانية: قالت شركة "مصر العالمية للسينما": إنه تقرر إطلاق اسم مؤسسها المخرج المصري الراحل يوسف شاهين (1926- 2008) على إحدى القاعات الأثرية بمجمع سينما الأقصر "باليه لو لوكسر" بالعاصمة الفرنسية باريس. 

وحسب بيان للشركة تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) نسخة منه اليوم الأحد، كشفت فيه عن التكريم الدولي الذي يضاف لسلسلة تكريمات حظي بها مؤسسها الراحل الذي يعد أحد أبرز مخرجي السينما في مصر، وحاز على عدة جوائز عالمية وتم إطلاق اسمه على شوارع عدة في مختلف بلدان العالم. 

ويعد المجمع الفرنسي من بين أكبر مجمعات العرض السينمائي في باريس وتم تشييده عام 1921 وتقرر إغلاقه عام 1983 ويضم العديد من صالات العرض، ومن المقرر إعادة افتتاحه يوم 17 نيسان- إبريل الجاري بعرض فيلم "المصير" ليوسف شاهين الذي أنتج عام 1997 ويروي جانبا من حياة المفكر الأندلسي المسلم "ابن رشد" (1126- 1198). 

وشيد مجمع القروض السينمائية الباريسي على الطراز الفرعوني بواجهة كبيرة على شكل معابد مدينة الأقصر في جنوب مصر، مزينة برسوم فرعونية كتلك التي على جدران المعابد المصرية القديمة. 

وعهد إلى المعماري الفرنسي الشهير "فيليب بوامان" تجديد وإحياء المجمع السينمائي بتكلفة قدرها 29 مليون يورو مستخدما أعمال الزجاج والموزاييك وديكورات ورسومات أعادت الحياة للمبنى الأثري في قلب العاصمة الفرنسية. 

ويقام على هامش الافتتاح الجديد للقاعة معرض يضم صورا لمدينة الأقصر الأثرية يمتد حتى 25 مايو المقبل. 

وقدم يوسف شاهين على مدار حياته 37 فيلما طويلا وخمسة أفلام قصيرة وحاز عشرات الجوائز الفنية منها أبرزها جائزة اليوبيل الذهبي من مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الـ50 عن مجموع أفلامه عام 1997 كما منح مرتبة ضابط في لجنة الشرف من قبل فرنسا في 2006.

بوابة الأهرام في

13/04/2013

 

"أبوظبي السينمائي" يجدد مهلة الاستفادة من صندوق "سند" لدعم الأفلام

كتب رانيا يوسف 

أعلن مهرجان أبوظبي السينمائي والذي ستعقد دورته السابعة هذا العام في الفترة الممتدة من 24  أكتوبر إلى 2 نوفمبر،عن تمديد مهلة تقديم الطلبات للإستفادة من صندوق "سَنّد"، الذي يهدف إلى دعم صنّاع الأفلام الناشئين في العالم العربي، ليصبح موعد تلقي الطلبات النهائي هو يوم 20 أبريل القادم، مع إعلان المهرجان عن فرصة التقديم للحصول على التمويل خلال المرحلة الثانية التي حدد الموعد النهائي لتقديم طلباتها في 1 يوليو القادم.

يموّل صندوق "سَنّد" المشاريع السينمائية في مراحل التطوير ومراحل الإنتاج النهائية للأفلام العربية الوثائقية والروائية الطويلة، ويوفر "سَنّد" سنوياً تمويلاً إجمالياً قيمته نصف مليون دولار أميركي لصانعي الأفلام العرب ضمن فئتين، الأولى للمشاريع في مراحل التطوير وتصل قيمة المنحة إلى 20 ٔالف دولار ، بينما تبلغ قيمة الحد الأقصى للفئة الثانية 60 الف دولار للأعمال في مراحل ما بعد الإنتاج. وقد تمكن "سَنّد" من دعم 60 عملاً سينمائياً، اختيرت من بين المشاريع الـ450 التي تقدمت بطلبات الحصول على مُنّح الصندوق منذ انطلاقته في العام 2010.

وصرح علي الجابري، مدير مهرجان أبوظبي السينمائي بهذا الشأن قائلاً "لقد استقبل "سَنّد" أكثر من 450 مشروعاً منذ إنطلاقته قبل ثلاث سنوات، ودعم منها عشرات الأفلام الناجحة والحائزة على عدة جوائز من أبرز المهرجانات العالمية، ونعمل علي تشجيع صنّاع الأفلام الجدد والمتمرسين على حد سواء لتقديم مشاريع أفلامهم الجريئة والمميزة من أجل الحصول على تمويل من سَنّد لإبراز النوعية الممتازة للأفلام العربية".

وقد شاركت الأفلام المدعومة من "سَنّد" في عدد من المهرجانات السينمائية العالمية كمهرجان "كان"، "والبندقية"، "وتورنتو" وغيرها و تقدم منح "سَنّد" للمخرجين والمنتجين شريطة أن يكونوا من مواطني إحدى الدول التالية: الجزائر، والبحرين، وجزر القمر، وجيبوتي، ومصر، والعراق، والأردن، والكويت، ولبنان، وليبيا، وموريتانيا، والمغرب، وعُمان، وفلسطين، وقطر، والسعودية، والصومال، والسودان، وسوريا، وتونس، والإمارات، واليمن،  كما يجب أن يكون المشروع المستفيد من المنحة مرتبطاً بشركة إنتاج تعمل في واحدة على الأقل في هذه الدول.

البديل المصرية في

13/04/2013

 

بعد فوزه بثلاث جوائز من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة

'ملاك' عبد السلام الكلاعي بالقاعات السينمائية 

بعد فوزه بجائزة لجنة التحكيم، وجائزة أفضل دور نسائي للممثلة شيماء بن عشاو عن البطولة المطلقة في الفيلم، وجائزة أفضل سيناريو، من الدورة 14 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، بدأت القاعات السينمائية المغربية، منذ الأسبوع المنصرم، في عرض فيلم "ملاك" للمخرج المغربي عبد السلام الكلاعي.

من المنتظر أن يحقق الفيلم، الذي شارك في فقرة "نبضة قلب" في الدورة الثانية عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، لقيمته الفنية والتقنية العالية، إقبالا جماهيريا كبيرا لراهنية موضوعه، وملامسته واقع الأمهات العازبات من خلال تناوله قصة فتاة تنجب طفلا خارج مؤسسة الزواج.

ويروي الفيلم قصة "ملاك" ذات السبعة عشر ربيعا، التي تتابع دراستها الثانوية فتجد نفسها حاملا ومضطرة إلى مغادرة بيت أسرتها، لتواجه وحيدة مجتمعا قاسيا تعتمل فيه آليات عدة للاستغلال والتهميش.

يقول المخرج السينمائي عبد السلام الكلاعي إن السينما التي يؤمن بها هي تلك "البعيدة كل البعد عن مجاملة الواقع ومظاهره الاجتماعية والأخلاقية"، مبرزا أن هذه السينما "تعري الواقع كما هو، وتحاول استفزاز المتلقي من خلال تناول المسكوت عنه في المجتمع والنبش في هوامشه دون خوف أو رقابة".

ويضيف الكلاعي، "أسعى دائما إلى إزعاج المتلقي، الراضي والصامت، واستثارة غضبه من خلال تعرية واقع أسود لهوامش مغربية ظلت حبيسة الطابوهات"، من منطلق كون السينما تعد بحق مرآة المجتمع "تعكس حلوه ومره".

الفيلم حكاية هروب وفي الآن نفسه، حكاية تعلم ونضح واقعية جدا ومصاغة في بناء سردي مركب يمزج بين الأزمنة وينتقل بين أماكن الأحداث ليجعل المتلقي مساهما في عملية إعادة البناء لحكاية متشظية تعكس واقعا عنيفا. 

ويوضح المخرج السينمائي أن الرسالة التي تحملها بطلة الفيلم، ملاك، التي تجد نفسها حاملا خارج مؤسسة الزواج ومضطرة إلى مغادرة بيت أسرتها، هي نموذج لقصص العديد من الفتيات اللواتي، وإن اختلفت الأسباب، يجدن أنفسهن ضحايا مجتمع يقذف بهن إلى الهامش. 

يعري الفيلم النزعة الذكورية السائدة في المجتمع، حيث الفرد لا يهمه سوى نفسه، ولا يتحمل مسؤوليته، بل يحمل الأنثى ذنب وضعها، كما حصل بالنسبة للمراهقة ملاك التي تثق بشاب وعدها بالزواج فحملت منه ثم ما لبث أن يتخلى عنها. كما يكشف الفيلم عن أنانية رجولية مفرطة لا يهم صاحبها سوى الحفاظ على مظهر خادع أمام المجتمع، كما يجسد ذلك الأخ الذي قرر طرد أخته بمجرد علمه بحملها.

كتب المخرج عبد السلام الكلاعي سيناريو الفيلم عبر سيرورة طويلة بدأت منذ سنوات حين كان يعمل في المجال الاجتماعي والتقى بمجموعة من الأمهات العازبات القاصرات وأنصت إلى معاناتهن وأفكارهن حول أنفسهن ومحيطهن ومستقبلهن، ومن مجموع الملاحظات وشذرات الحكايات والأفكار التي دونها بدأت تتشكل النواة الأولى لسيناريو عمل سينمائي سيغتني بمطالعة دراسات متعلقة بالموضوع ومقابلات متعددة مع باحثات مساعدات اجتماعيات ومعنيات بالقضية بشكل مباشر أثناء الصياغة النهائية للسيناريو. 

فجاء الفيلم إلى جانب رقيه التقني وجودته الفنية متناولا بعمق قضية آنية من قضايا المجتمع المغربي ومجتمعات أخرى، ألا وهي قضية الأمهات العازبات القاصرات.

يؤدي أدوار الفيلم مجموعة من الممثلين المغاربة المرموقين، من بينهم السعدية لديب، وعمر لطفي، ومحمد الشوبي، والراحل محمد مجد، ونجاة الوافي، ومريم أجدو، ونسرين الراضي وغيرهم. أما الدور الرئيسي فأسنده المخرج للممثلة الشابة شيماء بن عشاو. 

صور فيلم "ملاك" بين مدينة العرائش مسقط رأس المخرج عبد السلام الكلاعي ومدينة طنجة.

يذكر أن خمسة أفلام سينمائية مغربية سجلت حضورها في قائمة الأفلام العشرة الأكثر مشاهدة في القاعات السينمائية المغربية، خلال الربع الأول من السنة الجارية.

وحسب الأرقام الصادرة، أخيرا، عن المركز السينمائي المغربي، بخصوص شباك تذاكر الأفلام، التي عرضت بالمملكة، من فاتح يناير 2013 إلى متم مارس المنصرم، استطاعت 5 أفلام مغربية احتلال المراتب الأولى في قائمة العشرة أفلام الأكثر مشاهدة بالقاعات السينمائية المغربية، ويتعلق الأمر بأفلام "زيرو" لنور الدين لخماري، الذي احتل الصدارة بـ127 ألفا و157 تذكرة، متبوعا بـ"يا خيل الله" لنبيل عيوش، الذي حل في المرتبة الثانية بـ69 ألفا و180 تذكرة.

وجاء في المرتبة الرابعة الفيلم الكوميدي "الطريق إلى كابول" لإبراهيم الشكيري بـ26 ألف و933 تذكرة، وحل "المغضوب عليهم" لمحسن البصري في المرتبة السادسة بـ21 و97 تذكرة، وأخيرا فيلم "البايرة" لمحمد عبد الرحمان التازي الذي اكتفى بالمرتبة العاشرة بـ11 ألفا و416 تذكرة.

أحسن إخراج لفيلم 'ألوان الصمت' لمخرجته أسماء المدير

تتويج 'باب السماء' بالجائزة الكبرى لمهرجان بصمات بالرباط

اختتمت أخيرا، بالرباط، فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان بصمات لسينما الإبداع، بتتويج فيلم"باب السماء" للمخرج المغربي التهامي بورخيص بجائزة محمد القاسمي، وهي أرفع جائزة يقدمها في المهرجان.

فاز بجائزة الفيلم العربي القصير فيلم "ماي الجنة" لمخرجه الكويتي عبد الله بوشهري، أما جائزة بصمة للنظرة القصيرة فعادت للفيلم المغربي"كازا كيرو" لنجوى جابر.

وخصت لجنة التحكيم، التي ترأسها المخرج الفلسطيني سعود مهنا، جوائز تقديرية لأحسن إخراج، وعادت لفيلم "ألوان الصمت" لمخرجته المغربية أسماء المدير، وأجمل إبداع لفيلم "الوصية"، لمخرجه المغربي علال العلاوي، وأحسن سيناريو للمخرج المصري أسعد روماني عن فيلمه "سحر الفراشة".

الصحراء المغربية في

13/04/2013

 

راكيل ولش:

هوليود صنعت مني رمزا للإثارة بدون رغبتي

الياس توما 

ظلت الممثلة راكيل ولش لأكثر من أربعين عاما تعتبر من بين أكثر ممثلات هوليود إثارة وجمالا ولذلك مثلت عشرات الأفلام إلى جانب اشهر ممثلي هوليود غير أن القليل من صناع السينما اهتموا براكيل ولش الحقيقية التي كانت مختلفة حسب قولها عن الصورة التي قدمت بها في السينما.

براغتقول راكيل التي تبلغ من العمر الآن 72 عاما في مذكراتها بأنها عندما حضرت لأول مرة إلى هوليود كانت آنذاك مطلقة ولديها طفلان صغيران تحاول السير بجدية على طريق العمل الفني وانه تم النظر إليها آنذاك على أنها مسكينة فقيرة لا تمتلك حتى سيارة تتحرك بها ثم ظهرت في المايوه على ملصقات جدارية خاصة بفيلم "مليون عام قبل المسيح" وبدا الجميع يلتفت إليها 

وتضيف آنذاك كسبت المعركة الأولى غير أن الثمن كان باهظا لأنني اكتشفت بأنني بالنسبة لأصحاب القرار والقوة في الأعلى فانا مجرد شيء للنظر وأنهم لا يريدون مني أكثر من هذا.

وتوضح ذلك بالقول لقد " توصلت إلى ذلك عند أول تصوير فيلم لي فقد حاولت أن أقول للمخرج دان شافيه رأيي ببعض المشاد وأنني أفكر عندما أقرا هذا السيناريو أما جوابه فلا يزال يتردد في أذني إلى اليوم حيث قال لي لا تفكري ولذلك وبشكل لا إرادي مني أصبحت مجرد رمز للإثارة فقط.

وتضيف لقد شعرت آنذاك بأنني لست أنا الحقيقية وان الأمور قد بدأت تتحرك بدون وعي مني وقد حسبت الأمور آنذاك جيدا لأنني لست غبية ولهذا قررت التخلي عن العمل الفني الجاد لأنني عرفت آنذاك بأنني لست في الوضع الذي أستطيع به القول ولكن انتظروا فانا لا أريد هذا وإنما أن امثل في مسرحيات شكسبير.

وحول كتابتها مذكراتها التي صدرت تحت اسم " أكثر من فتحة صدر " قالت أنها لم تستطع بعض الأمور أن تتركها لنفسها وإنما أرادات أن تكتبها للنساء الأخريات مشيرة إلى أنها أولت جزءا هاما من الكتاب لموضوع التقدم في العمر حيث كتبت " نتوافق جميعا في الرأي بان التقدم في العمر هو أمر شاق ولكن صدقوني أن هذا الأمر هو أكثر صعوبة وسوءا بالنسبة لمن كانت رمزا للجاذبية الجنسية لأنه بمجرد أن يقولوا لها بأنها أصبحت عجوزا فان مشوارها الفني ينتهي.

وتضيف ولكن لحسن الحظ خطر ببالي بان التقدم في العمر يتوجب قبوله على انه فصل جديد من الحياة وانه يتوجب اعتباره بأنه لعبة لان الكذب حول العمر ليس له مهنة وان من الأهمية بمكان المحافظة على ما هو اعتيادي مشيرة إلى أنها لا تقصد هنا السيارة أو المنزل أو الحديقة وإنما الجسم غير أن ذلك يتطلب إرادة قوية.

وتؤكد أنها تتمرن وتتدرب وتأكل بشكل صحي كأي امرأة أخرى وانه لم يعد من الأسرار حتى طريقة مساعدة الجلد الضعيف عن طريق حقن البوتوكس.

وكشفت راكيل أنها تزوجت وتطلقت أربع مرات وأنها تعرفت على الكثير من الرجال في حياتها غير انه لم يكن منهم أي واحد هو الرجل الحقيقي الذي كانت تتصوره وان كان البعض قد اثر في حياتها تمكنت من التعرف بهم من خلال التمثيل كوود الين وفرانك سيناترا ورونالد ريغان وكيري غرانت وهنري كيسنجر والفيس بروسلي وريتشارد برتون 

وتؤكد بان الانطباع الأكبر لديها تركه الغرنسيون ولهذا شعرت بأحسن وضع عندما تزوجت من الرجل الثالث في حياتها الزوجية وهو المنتج والمخرج الفرنسي اندريه وينفليد 

وتوضح ذلك بالقول بان اندريه لم يكن الوحيد وإنما الفرنسيين ككل كانوا شركاء لطيفين ومريحين وأنها تتذكر إلى اليوم بسعادة الوجوه الجميلة للممثلين الفرنسيين كوجه ألان ديلون ووجه جان جاك بلموندو

وتقول انه بعد فشل زواجها الأخير من ريتشادر بالمير الذي كان يصغرها بخمسة عشر عاما قررت أن تعيش لوحدها موضحة انه حتى بعد زواجها الرابع لم تجد ما تتوق له ولذلك تعتبر هذا الأمر بأنه خسارة كبيرة بالنسبة لها غير أن ذلك لا ينقصها الآن وان كل شيء بدأت تعوضه من خلال ممارسة حياة سيدة الأعمال 

وكانت راكيل قد بدأت في عام 2010 التجارة بباروكات الشعر التي تجمع منها الملايين سنويا غير أنها لا تترك جميع الأرباح لنفسها وإنما تقدم باروكات شعر قيمتها مليون دولار لجمعية أمريكية متخصصة بمساعدة المصابين بالسرطان

إيلاف في

13/04/2013

 

قراءة في ملصق مهرجان الجزيرة الوثائقي

أوكسجين"النوافذ" الفيلمية الوثائقية 

الدكتور الحبيب ناصري

يمثل"الملصق" السينمائي، خطابا حمالا للعديد من المعاني/الدلالات، خطاب من خلال مكوناته، من الممكن الإمساك، ببعض العناصر المكونة للاوعي/وعي، المحتوى المراهن عليه.

في ظل هذا التحديد، من الممكن الإشارة إلى مدى أهمية التوظيفات المنهجية الحديثة، كعدة نظرية/تطبيقية، قادرة على إسعافنا، في أفق الكشف عما ينهض عليه الملصق، كعنوان/مدخل، جوهري، يتغيا مرسله، أن يمرر عبره رسالته.

الملصق، إذن، رؤية فنية وجمالية، بل هو في العمق لمسة ثقافية، تتوخى نشر قيمة ذوقية/إنسانية ما، في زمن ما، وفي مكان ما.

ضمن هذه السياقات العامة،  موقعنا العديد من الملصقات التي حللنا سواء هنا بالمهرجانات السينمائية المغربية أو غيرها،  واليوم، نموقع، ملصق الدورة المقبلة، لمهرجان الجزيرة الوثائقي بالدوحة، في دورته التاسعة، من18 إلى 21 أبريل المقبل

نحو تفكيك مكونات الملصق/الخطاب.

وفق رؤية منهجية، سردية تفكيكية لمعظم أشكال الخطابات الحكائية اللغوية والبصرية الخ، نسجل منذ البدء، أن ملصق المهرجان من الممكن تفكيكه، كحدث/قصة وكمبنى/خطاب. كيف ذلك؟.

1/ الملصق كقصة/حدث.

مكونات مادية

تنهض مكونات هذا الملصق/القصة/الحدث، على مجموعة من العناصر، منها على وجه التحديد

- عناصر صباغية لونية متعددة.

- عناصر/طرق، بل طريقان منحوتان من الشريط. بالإضافة إلى طريق ثالث وسط.

-أشكال هندسة مستمدة وموحية ومرتبط  بمكون طبيعي بيئي جميل ودال"الفراشة".

- ثلاث نوافذ واضحة على الأقل، مفتوحة على الأمام/المستقبل.

- إنسان واحد، يتقدم ويتموقع في اتجاه النوافذ، يسير بشكل متمركز بين الطريقين، وسطا  بين اليمين واليسار.

- عنصر الضوء متجل بشكل واضح، في أفق مواجهة العتمات.

 - مكونات كتابية، محيلة على الزمن المؤرخ للحدث والمكان و رمزالجهة المنظمة، وعنونة النوافذ باللغة العربية في مكان أعلى نسبيا، وفي اليمين، مقابل عنونة بالإنجليزية في مكان أدنى من العربية.

  هذه إجمالا، أهم المكونات المكونة، لهذا الملصق كقصة/حدث، من خلاله نجيب عن سؤال مركزي هنا يرتبط ب"ماذا؟". مكونات تم نحتها بشكل فني تنسيقي، وفق رؤية تريد أن تقول شيئا ما.

   إن تجميع هذه المكونات، من الممكن أن يفضي إلى وظيفة إخبارية/إعلامية دالة ومراهنة على العموم

2/ الملصق كخطاب

إذا قمنا بإعادة، صياغة معنى البناء، معنى هذه المواد التي بها تم البناء، وفق رؤية نسقية/بنيوية، دالة على سؤال ال"كيف"، هنا من الممكن ممارسة حقنا في التأويل، بل قراءة الممكن، والبحث  عن بقعة ضوء جميلة ودالة في هذا الملصق/الخطاب، هنا نعلن أننا نسعى إلى البحث عن متعة القراءة، متعة بالمفهوم البارتي، المولد للحق، في ممارسة كتابة ثانية على هامش كتابة أولى

الكتابة بلغة الألوان في زمن عولمة، مدمرة للعديد من الألوان الفطرية الطبيعية الجميلة. لغة الألوان اليوم هي لغة الجمال مقابل لغة القبح التي تمارس علينا في ظل هذه العولمة. هنا تكون لغة الجمال، لغة حتمية، بل ضرورة، مفضية إلى النوافذ.

سيميولوجية النوافذ في الملصق.

النوافذ، جاءت بصيغة الجمع، وهي هنا لغة دالة، على التعدد، وليس على الأحادية. النوافذ مولدة لرغبة ما، في ممارسة إطلالات ما، على جوانب مرغوب في معرفتها. النوافذ ووفق البنية التركيبية، خبر لمبتدأ محذوف تقدير هذه. كلمة معرفة وغير نكرة. بعد تركيبي هنا لا يخلو من دلالات أيضا.

  من يفتح النوافذ؟

فعل الفتح، يحتاج إلى فاعل. وهو هنا من يؤمن بأهمية وقيمة الفتح، بمعنى انه راغب في فتح هذه النوافذ، من أجل ممارسة رؤية جماعية. رؤية تقاسمية مبنية على تقاسم ما هو جميل في هذا العالم. هنا من الممكن القبض على عناصر قوية مؤمنة بكون الذات، لا تكتمل وظيفتها إلا من خلال تفاعلها مع الآخر.

أدوات فتح النوافذ؟

متعددة، لكن الصورة، هنا، وحدها الصورة هنا، الأداة الأكثر جرأة، لتحقيق هذا الفعل، لاسيما حينما تتلبس بسؤال الجمال في أبهى صوره، الصورة وفي ظل هذا التصور تصبح أداة كتابة، بل هي الكتابة المميزة لعصرنا الحالي والآتي . هي لربما أرقى ما اهتدي إليه الفكر البشري، ولازال من الممكن أن ينحت منها أسرارا عديدة، قد تجعلنا نعيد طرح السؤال على كينونة هذا الإنسان/الصورة.

لمن نفتح النوافذ؟

لمن يريد أن يتنفس، ويرى العالم في صور جميلة، صور تحكي الحكايات التي هي بنات الليل، حتى ولو قدمت لنا نهارا. نستحضر في كل صورة حكاية. وخلف كل حكاية قصة إنسانية ما...

الكل اليوم، يرغب في حكاية صورمنسقة ومبنية وشيقة، تجرنا بشكل وجداني وعميق لنتقاسم هذه اللحظات.

كيف تفتح النوافذ؟

تفتح، بشكل يروم البحث عن بقعة ضوء ما، بشكل طفولي ما. بطريقة تذكرنا في كوننا نعود جميعا لآدم وحواء. هوية بشرية تذكرنا بلاجدوى بناء هذه الجدارات الفاصلة بين البشر... جدارات يسمح فيها لتنقل الطيور والنواميس والفراشات.... تتبادل كل فعل طبيعي حر. بينما البشر يتصارع ويتقاتل هنا وهناك... هنا حتمية فتح النوافذ

ماذا لو لم تفتح النوافذ؟

الاختناق، والموت والعيش في الدائم، في العتمات، التي لا يزيلها إلا فعل فتح إنساني. سؤال، ما ذا لو لم تفتح النوافذ؟ سؤال سيجرنا  إلى كوننا سنفتقد ما تبقى من هويتنا البشرية. فتح النوافذ، إذن، ضرورة إنسانية وحضارية وأخلاقية. رسالة من لا زال يحلم بيوم أفضل...من هنا الحق في الحلم.

الجزيرة الوثائقية في

13/04/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)