حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

ممثلون فرنسيون صالحون لكل الفصول

تجاوزوا الثمانين وما زالوا نجوما

لندن: محمد رُضا 

 

يؤدي ميشال بوكيه، في فيلمه الأخير «رينوار»، شخصية الفنان الفرنسي أوغوست رينوار في أيامه الأخيرة. نظرته إلى الدنيا تغيرت بعد وفاة زوجته التي أحب (ومات بعدها بأربع سنوات). كان يرسم، يقول الفيلم، ليلتقط جمالات الحياة، وأصبح الآن لا يرى سوى الدكانة، ولا يرغب في أن ينقل ذلك إلى رسوماته. «الرسم»، يقول رينوار في مشهد من الفيلم «يجب أن يكون جميلا ومرحا. لم أعد أرى ذلك في الحياة وسأتوقف». وهو توقف عن رسم ما لم يعد يسره في الحياة عموما إلى أن رحل في عام 1919.

الدور مناسب لأن رينوار توفي عن 74 سنة في حين أن ميشال بوكيه في الثانية والثمانين. هذا الفارق لا يعتبر عنصرا سلبيا كونه لا يتعدى بضع سنوات وميشال بوكيه يتحرك على الشاشة حسب تعامله مع الشخصية وليس تبعا لسنه وشخصيته هو. هو أيضا دور مناسب لأن بوكيه واحد من الممثلين المحترفين الذين خبروا مهنة واحدة في حياتهم هي مهنة التمثيل، ليس لأنه مثل على المسرح واقتبس خبرته فقط، بل لكونه مثل في أكثر من مائة وستة أعمال مصورة (في التلفزيون والسينما) من بينها 64 فيلما.

في السبعينات، كان بوكيه لا يزال فتى يعمل في ركن الأدوار المحددة. إنه، في عدد من أعمال المخرج كلود شابرول، لعب شخصية الأرستقراطي الذي تبدو حياته هادئة على السطح لكن دواخله تتفاعل بدواعي الجريمة. شفته السفلى الرقيقة منحته القدرة على تجسيد التصميم والتحفظ والتوتر معا، وهو في جملة من أفلام البوليس والجريمة، إلى جانب «زوجة خائنة» (من ينساه حين يدرك خيانة زوجته في تحفة شابرول هذه؟)، و«مباشرة قبل حلول الليل» (لشابرول أيضا)، وكلاهما من إنتاج السبعينات المبكرة، ظهر في «بورسالينو» (إخراج جاك ديراي - 1970)، و«الشرطي» (إيف بواسيه - 1970) و«رجلان في المدينة» (جوزيه جيوفاني - 1973). وظهر لاحقا أكثر تنويعا عند تجسيد موزارت في فيلم تلفزيوني بالاسم نفسه، والعجوز توتو في «توتو البطل»، والرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران في «ميتران الأخير» (2005).

بوكيه ليس وحيدا في كونه ممثلا تجاوز الثمانين ولا يزال ماضيا في العمل بلا توقف ملحوظ. في العام المنصرم وجدنا جان - لوي ترنتينيان (82 سنة أيضا) يضطلع ببطولة «حب»، ذلك الفيلم الفرنسي الذي دفعه بين المرشحين للأوسكار هذا العام كذلك إيمانويل ريفا (86 سنة). وفي حين أن البعض قد ينظر إلى هذا الفيلم كحالة خاصة، إذ تمحور حول زوجين معمرين، مما يشكل حالة طبيعية للاستعانة بممثلين متقدّمين، فإن ذلك لا ينفي أن كلا من ريفا أو ترنتينيان كان ينتظر في بيته أن يرن هاتفه الخاص منذ سنوات إلى أن تم الاتصال بهما. بالنسبة إلى ريفا كانت انتهت من الظهور في فيلم بعنوان «Le Skylab» من إخراج (الممثلة عادة) جولي دلبي عندما تسلمت إشارة المخرج ميشال هانكه للتمثيل تحت إدارته. وهي الآن تلعب دور الجدة في فيلم لم يعرض بعد من إخراج بريجيت روان عنوانه «نوع إغريقي من المشاكل».

ترنتينيان كان مبتعدا منذ فترة.. فاعتلال صحته في بعض سنوات العقد الأول من القرن الحالي وعدم رضاه عن الأدوار التي أرسلت إليه، جعلاه يتوقف عمليا عن العمل منذ سنة 2004 إلى أن وجد في سيناريو «حب» المادة التي يبحث عنها ومن ثم الجوائز التي نالها عنه ومن بينها جائزة «سيزار» الفرنسية وجائزة الفيلم الأوروبي.

* بيكولي ولونسدال

* الآخرون أفضل حظا لناحية أنهم لم ينقطعوا عن العمل حتى بعد أن تجاوزوا سن التقاعد الوهمي. ميشال بيكولي (86 سنة) أنجز أربعة أعمال في العام الماضي، وهو الآن يصور «مذاق التوت» للمخرج توماس دي تيير. في الواقع نجد بيكولي أكثر المسنين نتاجا كما هو صاحب العدد الأكبر من الأعمال المصورة بـ228 بينها 180 فيلما. كان أول هذه الأفلام «نبوءات» سنة 1945. بعده انطلق بلا توقف إلى اليوم لاعبا أدوارا بالغة السعة والتنوع. لكن ضمن هذه السعة تكمن حقيقة عمله مع عدد كبير من المخرجين بينهم بعض أفضل من في المهنة فرنسيا وعالميا. ففي الخمسينات عمل مع المخرج غير المقدر حقه جان ديلانوي، ومع المخرج الإسباني الشهير لوي بونويل، والفرنسي الذي لا يقل عنه قيمة جان رينوار. هؤلاء عادوا إليه لاحقا بالإضافة إلى ميشال كليمان، جان بيير ملفيل، جان لوك غودار، آلان رينيه، كوستا غافراس والإيطالي ماركو فيراري في الستينات.

من البداية كانت موهبة بيكولي الدرامية والكوميدية واضحة، لكنها ازدادت صقلا وتنوعا عندما ظهر في سلسلة أفلام بونويل مثل «حسناء النهار» أمام كاترين دينوف (1968) و«تريستانا» (1970) و«السحر الخاص للبرجوازيين» (1972) ثم لاحقا في «شبح الحرية» (1974) الذي كان آخر تعاون بين بيكولي وبونويل. تحت إدارة الرومانسي الرائع (والراحل) كلود سوتيه ظهر في تحفته «سيزار وروزالي» في العام ذاته، وطلبه الإسباني كلود ساورا لبطولة «بكاء رجل العصابات». ومؤخرا أعار تجربته للمخرج اليوناني ثيو أنجيلوبولوس في «غبار الزمن» (2008) كما للروسي الأصل أوتار أويوسلياني في «حديقة الخريف» (2006). مثله في النشاط ميشال لوندسال الذي وُلد في سنة 1931 وظهر في السينما 143 مرة بدءا من سنة 1965.

إجادته الإنجليزية جعلته مطلوبا في الأفلام غير الفرنسية أيضا، فمثل في فيلم جوزيف لوزاي «مستر كلاين» (1976) وكان شرير فيلم «مونراكر» أحد أكثر أفلام جيمس بوند رواجا، وفي فيلم جان جاك أنو الناطق بالإنجليزية «باسم الوردة» (1986). لكن إرثه موجود بالطبع ضمن السينما الفرنسية والجوائز التي نالها عبر تاريخه كذلك. في العام الماضي شاهدناه يحتل حضورا رائعا في واحد من أفضل أفلام العام وهو «غيبو والظل» الذي اقتبسه المخرج البرتغالي إيمانويل دي أوليفييرا (لا يزال نشطا في سن المائة وأربع سنوات). لوندسال يقوم حاليا بتصوير «ثعلب الشباب» للمخرج العائد بعد انقطاع طويل جان بيير موكي.

* ديلون وبلموندو

* لا يعني ما سبق أنه ليس هناك ممثلون فرنسيون آخرون توقف نشاطهم بسبب السن غالبا أو لعزوفهم في أحوال كثيرة. من هؤلاء نجم السبعينات جان بول بلموندو (79 سنة) الذي توقف عن التمثيل منذ خمس سنوات، وآلان ديلون (77 سنة) الذي عاد العام الماضي للعمل بعد أربع عشرة سنة من آخر ظهور له سنة 1998 (باستثناء إعارة صوته لدور محدود في فيلم كرتوني سنة 2008).

صالة لواحد

في بيتنا الأبيض إرهابي! الفيلم: «G.I. Joe: Retaliation»

إخراج: جون إم تشو أكشن - الولايات المتحدة 2012 تقييم: (*2) (من خمسة.

تطلب الممثلة إيلودي يونغ انتباه زميليها دواين جونسون وتشانينغ تاتوم، فيتقدمان إلى حيث جلست أمام خمسة كومبيوترات، ولو أن اهتمامها تركز على اثنين منهما: «انظر إلى الرئيس هنا. اسمع الكلمات التي يستخدمها أكثر من سواها في خطابه. ثم انظر إليه هنا. كلماته تغيرت بعد نحو شهر. صار يستخدم كلمات أخرى».

عندما تلكأ الممثلان في قبول وجهة نظرها أو لم يفهماها أيضا، انتقلت إلى شاشتين أخريين: «انظر كيف أنه كان معتادا على وضع يده اليسرى فوق اليمنى. الآن أصبح يضع يده اليمنى فوق اليسرى». صاح دواين: «هل تقصدين أن الرئيس ليس هو الرئيس؟». في الصالة صرخ أحد المشاهدين: «نعم يا ذكي.. هذا صحيح».

المشكلة في «جي آي جو: عقاب»، أو بالأحرى واحدة من المشاكل العديدة، هي أن ما يدور يفقد تشويقه لأن المشاهد يعرف كل ما سيحدث قبل حدوثه لأن السيناريو (لبول فرانك) فتح له الصفحات باكرا. لقد شاهدنا الرئيس الأميركي (يقوم به البريطاني جوناثان برايس) وهو يخرج من أحد اجتماعاته في البيت الأبيض ويتقدم إلى أحد حراسه ويمضيان معا إلى غرفة تحت الأرض حيث يتقدم الرئيس من شخص آخر يشبهه تماما (برايس أيضا) ويتحدث إليه. الشخص الآخر هو الرئيس الفعلي. الأول هو نسخة تم صنعها علميا وتختلف من الداخل فقط، فكله شرور ونواياه سيئة ومنها القضاء على فرقة الأمن الخاصة «جي آي جو».

ما ينفع في مجلات الكوميكس لشركة «هاسبرو» التي عنها تم نقل هذا الفيلم في جزءيه (الأول خرج سنة 2009) لا ينفع على الشاشة. الثقوب التي في السيناريو بعدد ثقوب مصفاة الطعام، ومع أن بعضها مقبول فقط من حيث أنه من شروط وعناصر الفيلم الخيالي الشره صوب الحالات غير الواقعية، فإن معظمها يبدو مثل ورق التوت كل تحاول تغطية الأخرى.

الحكاية المختارة هنا هي أن رئيس الجمهورية الأميركية المزيف يبعث بقوات عسكرية لإبادة فريق الأمن الذي كان أنقذ الولايات المتحدة من إرهاب جنوب آسيوي في الفيلم السابق. والقوات تنجح في قصف الوحدة وإبادتها باستثناء أبطال الفيلم (صدفة تتكرر دوما) الذين يجدون أنفسهم في قاع البئر طلبا للأمان. كيف يخرجون من قاع البئر حكاية أخرى، لكن ما إن يفعلوا وتكتشف يونغ حقيقة أن الرئيس الموجود في البيت الأبيض ليس سوى إرهابي مزيف حتى تتكامل الحكاية كشريط واحد من الانفجارات والمطاردات وإطلاق النار على كل شيء. هذا اللجوء إلى مشاهد الأكشن بدأ به الفيلم، فالمهمة التمهيدية التي يبدأ بها الفيلم أحداثه (على طريقة مقدمات أفلام جيمس بوند) هي مهاجمة كوريا الشمالية. وهي كلها منفذة بالكومبيوتر غرافيكس، مما يجعل الآدميين يبدون كما لو كانوا دمى.

* الجزء الأول

* خرج الجزء الأول سنة 2009 من إخراج ستيفن سومرز، وخلا من أي من الممثلين الرئيسين الذين يظهرون في الجزء الثاني، باستثناء جوناثان برايس الذي لعب في ذلك الفيلم دور الرئيس الأميركي الفعلي. حقق ذلك الفيلم نجاحا دوليا قدره 300 مليون دولار، بينما وصلت كلفته إلى 175 مليونا.

بين الأفلام

(2*) The Host

* أندرو نيكول أخرج أفلاما أفضل من هذا الفيلم. لكنه هنا يضيع وسط فكرة شاسعة بنتائج قليلة. دايان كروغر هي واحدة من المخلوقات التي نجحت في احتلال الأرض واحتواء البشر. لكنها تواجه تمنعا من المرأة التي اختارتها لكي تتلبسها، ولاحقا ما تبدأ في التعرف على الشخصية الأخرى وتقديرها. يخلو الفيلم أيضا من رؤية أبعد من مجرد سرد القصة كما تم تأليفها.

(3*) Are You Listening?

* الفيلم الذي خرج بالجائزة الأولى من مهرجان «سينما دو ريل» الفرنسي (أقيم في «مركز بومبيدو» في باريس، وانتهت أعماله في الحادي والثلاثين من الشهر الماضي) هو تسجيلي عن حياة عائلة بنغلاديشية من تلك التي نجت من فيضان شهدته المنطقة سنة 2009 وشظف العيش قبل الفيضان وبعده الذي تواجهه. مخرجه هو كامار أحمد سيمون الذي يمنح الفيلم جماليات فاتنة وإن كانت لا تميع أهمية الموضوع. بعض التكرار في النصف الثاني لا يلغي أيضا القيمة الإجمالية للعمل.

(2*) Room 237

* في عام 1980 أخرج ستانلي كوبريك فيلم الرعب الرائع «The Shining» عن رواية لستيفن كينغ حولها المخرج وطورها لعمله المنفرد ذاك. واكتشف المخرج التسجيلي رودني آشر أن الفيلم مليء بالرموز، وكلها تؤدي إلى تكرار رقم 237. وحتى لو أن نظرياته كانت صحيحة (وبعضها صحيح) فإن الفيلم يبدو اليوم تعليقا متأخرا ومن حيث تنفيذه يعمد إلى لازمة متكررة تضعف شأنه.

التقديرات:

(1*) ضعيف.. (2*) وسط.. (3*) جيد.. (4*) ممتاز.. (5*) تحفة

شباك التذاكر

1. (-) G.I. Joe: Retaliation: $41.173.293 (2*)

أكشن على طول الخط من بطولة دواين جونسون وهو يواجه وفريقه مؤامرة كبرى

2. (1) The Croods: $26.500.509 (3*) فيلم الأنيميشن المصنوع لترفيه الصغار حول شخصيات من العصر الحجري.

3. (-) Tyler Perry›s Temptation: $22.210.076 (2*) فيلم لغزي من إخراج تايلور بيري الذي يصر وضع اسمه على العنوان يحل ثالثا

4. (2) Olympus Has Fallen: $14.004.435 (3*) جيرارد بتلر يقود بطولة هذا الأكشن الذي ينتقل خطوتين إلى الوراء

5. (3) Oz The Great and Powerful: $11.605.481 (2*) فانتازيا من بطولة جيمس فرانكو تعيد سرد حكاية الساحر في أرض الغرائب

6. (-) The Host: $11.011.220 (1*) خيال علمي من بطولة دايان كروغر حول امرأة تكاد تخسر هويّتها لحساب مخلوقة فضائية

7. (4) The Call: $4.840.262 (2*) يواصل فيلم هالي بيري تراجعه للأسبوع الثالث على التوالي

8. (5) Admission: $3.252.977 (2*) دراما عاطفية مع تينا فاي وبن ليفين حطت منخفضة وتراجعت

9. (6) Spring Breakers: $2.885.606 (1*) هذا الفيلم الشبابي (مع جيمس فرانكو أيضا) مزيج من كل شيء غير ضروري

10. (7) The Incredible Burt Wonderstone: $1.300.825 (1*) كوميديا غير مثيرة من بطولة ستيف كاريل لا تنجز وعودها وتتراجع سريعا

سنوات السينما

* 1932 - بودو يصعد ويهبط

* أحد أفضل أفلام السينما الفرنسية في ذلك العام كان «بودو بعد إنقاذه من الغرق» لجان رينوار. حكاية متسكع (ميشال سيمون) بلا مأوى يرمي نفسه في مياه النهر منتحرا لكن رجلا ينقذه ويستقبله في دارته التي يسكن فيها مع زوجته. بودو، وهو اسم المتسكع، يصبح رجلا مطلوبا لشخصيته النافذة ويصعد على جدار المجتمع إلى أن يجد أن الأفضل له العودة إلى هامش المجتمع الذي جاء منه.

«فامباير» لكارل تيودور دراير كان تجريبا نافعا في سينما الرعب يختلف عن كل فيلم قبله وبعده. هو أيضا من أفضل أعمال السينما الفرنسية ولو أن إنتاجه تم بالاشتراك مع ألمانيا.

الشرق الأوسط في

05/04/2013

 

عمرو واكد:

«الشتا اللي فات» يؤكد أن أسباب ثورة 25 يناير ما زالت قائمة

كتب الخبرفايزة هنداوي 

رغم الظروف الصعبة التي تمر بها مصر، قرر عمرو واكد طرح فيلمه {الشتا اللي فات}، الذي شارك في دورة مهرجان القاهرة الأخيرة، وفي مهرجانات دولية عدة.

حول طرح الفيلم في هذا التوقيت، ورأيه في ردود الفعل حول فيلمه، كان اللقاء التالي معه.

·     يخشى كثير من الفنانين طرح أفلامهم في ظل عدم الاستقرار الذي تمر به مصر، فلماذا قررت المغامرة بإطلاق فيلمك؟

لا أعتبرها مغامرة، ذلك لأن الفيلم الجيد يجد إقبالاً في أي وقت، ولا يرتبط بالظروف. ما دمنا أنتهينا من تصوير الفيلم وأصبح جاهزاً للعرض، فلا بد من طرحه بغض النظر عن التوقيت، لأن التأخير قد يضر بأي فيلم.

·        ماذا عن ردود الأفعال حول الفيلم؟

أسعدتني جدا، فرغم الظروف الصعبة، فإن الفيلم وجد إقبالاً جماهيرياً جيداً، وكان رد فعل النقاد جيداً أيضاً، وبهذا يكون العمل قد حقق المعادلة الصعبة وهي الحصول على رضا النقاد والجماهير.

·        لكن الفيلم لم يحصل على أي جائزة في مهرجان القاهرة، الذي شارك فيه؟

هذا لا يعيب الفيلم، لأن آراء لجان التحكيم تختلف من مهرجان إلى آخر، المهم أنه لاقى إعجاب المتابعين، وخرج بالشكل الذي كنا نتمناه.

·        يتحدث الفيلم عن مقدمات ثورة يناير، فهل ترى أنه ما زال مناسباً بعد الثورة بأكثر من عامين؟

إضافة إلى أنه مناسب جدا، يؤكد الفيلم أن الأسباب التي اندلعت لأجلها ثورة 25 يناير ما زالت قائمة، وأن الجماعة التي وصلت إلى السلطة كان هدفها كرسي الحكم فحسب بعيدا عن اهتمامها بالديمقراطية أو الحرية وحتى النهوض بالبلاد، لذلك تستخدم الأساليب القديمة نفسها في القمع وفي وصف المتظاهرين بأنهم مخربون.

·        يرى البعض أن تقديم فيلم عن الثورة يعد تسرعاً، خصوصاً أن الصورة لم تتضح بعد؟

لم نقدم عملاً عن الثورة بشكل مباشر، بل رصد الفيلم العلاقة بين شخصياته ومن بينها: عمرو والي وهو مهندس برمجة اعتقل قبل الثورة وعُذب بأصعب الأساليب بسبب موقفهالداعم لغزة، فرح وهي إعلامية في التلفزيون المصري وحبيبة عمرو وكانت لسان أمن الدولة على الشاشة إلى أن قررت ترك التلفزيون ودعم الثورة والثوار، ويرصد الفيلم كيف كانت علاقتهما في 2009 ثم تغيرت تماماً أثناء الثورة. لم يتعرض الفيلم للأحداث السياسية المباشرة بل للعلاقات الإنسانية، كذلك قصدنا ألا نتعرض للأحداث الكبرى مثل موقعة الجمل أو غيرها.  

·        لكن الثورة كانت موجودة بقوة في الفيلم؟

بالتأكيد لا يمكن تجاهل الثورة، ولا بد من أن نعبر عنها كفنانين من خلال أعمالنا ولا أرى في هذا عيباً، فنحن لا نستشرف المستقبل ولا نصادر عليه ولكننا نعرض لما حدث بالفعل، من وجهة نظرنا فهو ليس فيلماً تسجيلياً.

·     استشرف الفيلم المستقبل فعلاً من خلال إدانة جهاز أمن الدولة واتهامه بحرق المتحف والبلطجة التي تمت خلال الثورة، رغم أن نتيجة التحقيقات لم تظهر بعد؟

لم يدن الفيلم جهاز أمن الدولة بشكل مباشر، لكنه جاء على لسان أحد أبطاله كوجهة نظر وليس كتأكيد إدانة، كذلك لم يذكر الأسماء بشكل مباشر، وأعتقد أن أي عمل فني من حقه عرض وجهات نظر صانعيه.

·        كيف جاءت فكرة الفيلم؟

كنت مهتماً بتصوير كثير من الأحداث والوقائع داخل ميدان التحرير بحكم تواجدي المستمر هناك، وكنت أفكر في تقديم عمل يرصدها. أثناء تفكيري في ذلك، اتصل بي المخرج إبراهيم البطوط وذهبت إلى مكتبه لأجد فرح يوسف وتحدثنا كثيراً حول الفكرة، ثم نزلنا وصورنا مشهد النهاية قبل وضع السيناريو.

·        هل كان هذا سبباً في وجود كثير من الحوارات الارتجالية في الفيلم؟

نعم، فقد كان السيناريو مكتوباً على شكل خطوط عريضة من دون تفاصيل دقيقة، وكان كل ممثل يضيف تفاصيله بما يتسق مع الشخصية التي يجسدها.

·        لماذا قررت المشاركة في الإنتاج؟

أسسنا شركة إنتاج منذ فترة، وكان دائماً في خطتنا تقديم أفلام تطرح قضايا الجيل الحالي وتعبر عنه، كذلك نستطيع من خلالها فتح سوق للأفلام المصرية في الخارج، ومن ثم وجدت أن الفيلم مناسب تماماً لما نفكر فيه، لذا تحمست للمشاركة في إنتاجه.

·        هل نجحتم فعلاً في فتح سوق في الخارج؟

نجحنا أخيراً في بيع الفيلم في إنكلترا وإيرلندا، والآن نستعد لبيعه لدول الخليج.

·        ما هي خطتك المقبلة في الإنتاج؟

اخترنا بعض الأعمال، ومن بينها فيلم {بأي أرض تموت} من  تأليف أحمد ماهر وإخراجه في ثاني تجاربه بعد {المسافر}، كذلك تعاقدنا على فيلم {المنفى} من تأليف عاطف حتاتة وإخراجه، والذي سيشهد عودته إلى السينما بعد فيلمه {الأبواب المغلقة} وفيلم آخر للمخرج أسامة فوزي يكتبه مصطفى ذكري.

·     حصل فيلم {بأي أرض تموت} على جائزة الدعم من وزارة الثقافة المصرية، وعلمنا أنه لو لم يتم الانتهاء منه خلال ثلاثة أشهر، فسيسحب منه الدعم فإلى أي مدى وصلتم في التحضير؟

نحن في مرحلة الاستعداد للتصوير، ونتفاوض مع جهات إنتاجية خارجية لأن الفيلم مكلف جداً، ويدور معظم أحداثه في إيطاليا من خلال شاب مصري هاجر إلى هناك، ولكننا سنبدأ التصوير قريباً.

فجر يوم جديد:

«النمر الأسود» صاحب القلب الأبيض!

كتب الخبر مجدي الطيب 

لم أعاصر {العندليب الأسمر} عبد الحليم حافظ (21 يونيو 1929 - 30 مارس 1977)، الذي نحتفل هذه الأيام بالذكرى السادسة والثلاثين لرحيله. تلقيت خبر وفاته وأنا في التاسعة عشرة من عمري، لكنني عاصرت زمن {النمر الأسود} أحمد زكي (18 أغسطس 1949 - 27 مارس 2005)، الذي مرت منذ أيام الذكرى الثامنة لرحيله، وابتسمت لي الأقدار فالتقيته مراراً وتكراراً أثناء عملي الصحافي، وكان اللقاء الأول في «كواليس» فيلم «كابوريا» (1990)، ويومها تقمص دور الشاب «حسن هدهد» ابن الطبقة الشعبية الذي يراوده حلم الوصول إلى الأولمبياد بكل حواسه لدرجة أنه شعر بانتفاخ غير طبيعي في بطنه أرجعه الطبيب إلى توحده مع الشخصية، وقلقه على النتيجة النهائية للتجربة، التي كانت تمثل مغامرة بالفعل، وبعدها تعددت اللقاءات في أكثر من موقع تصوير؛ ففي الفيوم أمضيت يوماً كاملاً معه وأسرة فيلم «الراعى والنساء» (1991)، وفي شقة آيلة للسقوط في حي الظاهر اختارها المخرج عاطف الطيب لتكون مكتب المحامي مصطفى خلف في فيلم «ضد الحكومة» (1992)، وفي شقة والدة الفنانة شيرين سيف النصر في إحدى البنايات قبالة حديقة الحيوان في الجيزة جمعني لقاء معه أثناء تصوير فيلم «سواق الهانم» (1994)، وتكرر اللقاء في شقة في المعادي أثناء تصوير فيلم «إستاكوزا» (1996)، ويومها احتدم الخلاف بينه والمخرجة إيناس الدغيدي، وتسبب في إيقاف التصوير إلى حين عاد الوئام بينهما، وعادت الكاميرا إلى الدوران!  

يُذكرني الخلاف العاصف بين {النمر الأسود} والمخرجة إيناس الدغيدي بالأزمة التي احتدمت بيني والنجم الكبير في أعقاب تصوير فيلم {أيام السادات} (2001)؛ ففي ظهيرة أحد الأيام فوجئت بمكالمة هاتفية كان طرفها الثاني {النمر الأسود}، وقبل أن أنطق بكلمة باغتني بالسؤال: {من أين أتيت بصور فيلم {أيام السادات} التي نشرتها في مجلة {روز اليوسف} رغم سياج السرية الذي فرضته على الجميع؟ وبعد برهة استجمعت فيها نفسي بادرته: {الصحافي لا يُسئل عن مصدره؟}، وبهدوء أعصاب لم يكن مألوفاً عنه عاد للقول: {ألا تعلم أن ضرراً كبيراً أصابني كمنتج للفيلم بعد نشر هذه الصور؟}، فعلقت: {أنت أول من يعلم أنني لم أتعمد إلحاق الضرر بك، لكنني اجتهدت كصحافي، ونجحت في اختراق الحصار، وحصلت على الصور بطريقتي الخاصة}!

قرابة النصف ساعة حاول خلالها أن يقنعني بالكشف عن المصدر الذي سلمني صور {أيام السادات} وتشبثت بموقفي الرافض، فما كان منه سوى أن لجأ إلى ابتزازي عاطفياً بالإشارة إلى أن الشخصيات ذائعة الصيت التي نشرت صورها في المجلة طالبت برؤية المشاهد التي تناولتها قبل الموافقة على عرض الفيلم، الأمر الذي لم يكن في الحسبان، وأعرب لي عن مخاوفه من نشوب أزمة قد تؤدي إلى حظر عرض الفيلم أو تأخير طرحه في صالات العرض التجاري، لكنني لم أستسلم ولم أضعف ورفضت الإفصاح عن المصدر الذي سرّب الصور، وقبل أن يُنهي المحادثة الهاتفية قال، وقد تملكه شعور كبير باليأس: «إصرارك على الموقف يعني أنك تُغلق قنوات الاتصال وأبواب التعاون بيني وبينك في المستقبل!»، وأكد لي أن ثمة مشاريع فنية كثيرة سيخوضها في الغد القريب، لكنني لن أجد لنفسي مكاناً فيها، وكان تهديده بمثابة «إعلان قطيعة» من طرف واحد؛ حيث نأيت بنفسي عن التواجد في موقعي تصوير فيلمي «معالي الوزير» (2002) و{حليم» (2006)، لكنني لم أمنع نفسي من الكتابة عنهما!

من اقترب من عالم أحمد زكي يُدرك أن أياديه البيضاء كثيرة، وأن في داخله «إنساناً عظيماً»، بل «طفل كبير» لم تلوثه الأيام ولم تُفقده براءته، وربما لهذه الأسباب كافة ذهبت ذات يوم إلى مكتب د. مدكور ثابت وقت كان يتولى منصب رئيس الإدارة المركزية للرقابة على المصنفات الفنية، وبمجرد دخولي فوجئت بوجود النجم الكبير أحمد زكي، وتوقعت هبوب عاصفة عاتية لا تُبقي ولا تُذر، وأن تتجدد المواجهة بيني و{النمر الأسود» بصورة أكثر ضراوة، وإذا به يصافحني بحرارة ويتوجه إلى د. مدكور ثابت قائلاً: «الطيب ده عنيد جداً بس صحافي شاطر»!

لحظتها أدركت كم هو إنسان بمعنى الكلمة، وأنه يحمل بين جانحيه «قلباً أبيض» لا يعرف الكراهية، وأنه سريع الغضب والانفعال، لكن غضبه لا يتجاوز اللحظة التي ينفجر فيها، وشظاياه لا تتعدى المكان الذي يقف فيه.

اليهود في السينما المصرية... صورة صحيحة أم مبالغة؟ 

كتب الخبرهند موسى 

أثارت الضجة التي رافقت طلب عرض فيلم {يهود مصر} جماهيرياً الحديث عن صورة اليهود في السينما المصرية، خصوصاً أنها ليست المرة الأولى التي تظهر فيها هذه النوعية من الشخصيات على الشاشة الفضية.

ما خطورة سرد حكايات اليهود الذين كانوا يعيشون في مصر؟ لماذا أثيرت ضجة حول فيلم {يهود مصر} رغم أن فيلم {هليوبوليس} سبقه وعرض حياة يهود كانوا يعيشون مع المسلمين والمسيحيين في مصر من دون مشاكل؟ هل عُرضت صورة اليهودي في السينما المصرية كما ينبغي أم ثمة مبالغة؟

يعبر مخرج فيلم {يهود مصر} أمير رمسيس عن سعادته بطرح فيلمه في دور العرض من دون حذف أي مشاهد، ما يعني فوزه في معركته ضد الأمن الوطني، مؤكداً أن الضغط الإعلامي وتهديد صانعي الفيلم برفع دعوى ضد وزارة الثقافة أديا إلى الموافقة على عرضه.

يكشف رمسيس أن الفيلم حصل على تصريح الرقابة مرتين: الأولى للعرض والثانية لعرضه في المهرجانات الدولية، مشيراً إلى عدم وجود أسباب واضحة لاعتراض الأمن الوطني {غير القانوني}، كما وصفه، على عرضه.

يضيف أنه قصد من خلال {يهود مصر} تصحيح صورة الديانة اليهودية التي انتمى إليها عدد من أبناء مصر في القرن العشرين، ورفض كثر منهم الكيان الإسرائيلي وناضلوا ضده، فنفذ الفيلم الذي كان يحلم به عن المناضل المصري اليهودي هنري كورييل ليتحول إلى فيلم تسجيلي عن {يهود مصر}.

خطأ المجتمع

يوضح رئيس الرقابة على المصنفات الفنية د.عبد الستار فتحي أن الرقابة لم تمنع عرض الفيلم، لكن القيمين عليه لم يكونوا استكملوا الأوراق المطلوبة للعرض الجماهيري، وعندما استوفوها تم التصريح لهم بعرضه الذي يختلف في إجراءاته عن العرض في المهرجانات، مؤكداً سعادته بعرض «يهود مصر» كونه أول فيلم تسجيلي قصير يعرض في الصالات.

بدوره يقول أحمد عبد الله مؤلف فيلم «هليوبوليس» ومخرجه إنه تناول قضية يهود مصر في فيلمه إنما بشكل رمزي يحث على تقبل الآخرين لهم، «خصوصاً إذا كان هؤلاء ينتمون إلى جنسيتنا ولغتنا وطبيعة حياتنا»، وقد جعلته هذه التجربة يدرك أن من أخطاء المجتمع المصري لفظه لجزء من كيانه الأساسي الذي كان يعيش فيه.

يؤكد عبد الله ضرورة «مناقشة مشاكل هذه الفئة، لا سيما في الوقت الحالي، بعدما تصاعدت نبرات الفتنة الطائفية، ولأن هؤلاء اليهود عاشوا بيننا، من بينهم يهود أرمن وأصحاب انتماءات أخرى، لذا لا يمكننا إنكار ذلك والامتناع عن مناقشة ما حدث معهم والاعتراف بأنهم كانوا شركاءنا في الوطن والتاريخ شئنا أم أبينا».

أما الرئيس الأسبق لجهاز الرقابة على المصنفات الفنية د. سيد خطاب فيرى أن «يهود مصر» نال الموافقة لعرضه في «مهرجان السينما الأوروبية»، مشيراً إلى أنه أكثر ما لفت انتباهه خلو الفيلم من أي أمر يخالف قوانين الرقابة التي يصعب عليها اتخاذ قرار بسحب الترخيص من دون صدور حكم قضائي.

يضيف خطاب أن «طرح وجهة نظر عن أي ديانة سماوية يعبر عن مدى تحضر المجتمع واحترامه لعقليات أفراده، ثم هذا الطرح يفيد الدين الإسلامي ويؤكد سماحته ويبين الفرق بين اليهودية والإسرائيلية في الإسلام، لافتاً إلى أن الفيلم يعرض وجهة نظر متميزة عن المواطنة من خلال موقف اليهودي المصري وعلاقته بوطنه، فثمة يهود يرغبون في العودة إلى مصر حباً بها».

يشير خطاب إلى وجود فرق بين «هليوبوليس» الذي سمح بعرضه عندما كان رئيساً للرقابة و»يهود مصر»، فالأول يبرز المشاعر الإنسانية معتمداً على أداء ممثلين من بينهم عايدة عبد العزيز التي جسدت شخصية  يهودية، بينما الثاني فيلم وثائقي يتحدث فيه يهود بأنفسهم.

صورة كاريكاتورية

يقول الناقد د. رفيق الصبان إن المنع في ظل عصر التكنولوجيا والاتصالات غير مبرر ومضحك لأن الفيلم الحاصل عليه نزاع عرض في مهرجانات ومراكز ثقافة سينمائية.

لا يرى الصبان خطورة من عرض الفيلم جماهيرياً لأن الموضوع تاريخي، ويتمحور حول يهود مصر ووضعهم في الماضي والحاضر.

يضيف أن صورة اليهود في السينما المصرية كانت تعرض بشكل كاريكاتوري مبالغ فيه، لكن الأعمال الجديدة تعرض نظرة علمية لهم، و»يهود مصر» فيلم تسجيلي وثائقي وليس مجرد فيلم روائي.

يعتبر الصبان أن الفيلم له وضعه الاستثنائي الخاص الذي لا يتيح التنبؤ بمواضيع الأفلام المقبلة، ذلك أن قرار المنع جاء من الدولة من دون أي سبب واضح.

أما الناقدة خيرية البشلاوي فترى ضرورة النظر إلى المسألة من منظار أوسع، موضحة: «سبق أن صرحت الرقابة بعرض الفيلم في الأسبوع الأوروبي الذي تديره ماريان خوري وتحضره فئات معينة، ما يعني ألا  مشكلة فيه رقابياً، ولكن الأزمة في العرض الجماهيري الذي قد يحدث بلبلة وأزمة سياسية نحن في غنى عنها، كون طبيعة الفيلم مثيرة للجدل».

تلاحظ البشلاوي أن إخراج الفيلم أكثر من رائع، ويتضمن عناصر أساسية لازمة لأي عمل سينمائي ناجح ومبذول فيه جهد، «فهو يصوّر اليهود المصريين الذين سافر كثر منهم إلى باريس ولديهم حنين إلى مصر، إنما لا يمكنهم اعتبار أنفسهم مصريين لأنه هُجروا وفُرض عليهم التنازل عن جنسيتهم، وبات من غير الممكن دخولهم إلى مصر، لذا يشعرون بالغيرة من اليهود الإسرائيليين الذين يفترض أنهم أعداء العرب، مع ذلك يصولون ويجولون في البلد بحرية».

 تنصح البشلاوي بعرض الفيلم على الصحافيين والإعلاميين فحسب الذين يستوعبون القضية التي يتناولها بحق، على الأقل في هذه الفترة الساخنة سياسياً واجتماعياً، وإمكان طرحه في ما بعد حينما تكون الظروف ملائمة.

تؤكد أن يهوداً كثراً أضافوا إلى الفن المصري في السينما والتلفزيون والموسيقى والتمثيل لأنهم كانوا جزءاً من الحياة، لذا يستحقون الطرح والتناول شرط اختيار توقيت عرض ملائم.

الجريدة الكويتية في

05/04/2013

 

بطولة توم كروز وإخراج جوزيف كوزنسكي

«النسيان».. ماذا بعد دمار الكون؟!

عبدالستار ناجي 

«النسيان» تحفة سينمائية جديدة ضمن افلام الخيال العلمي سيكون الموعد معها في ابريل الحالي في حدث سينمائي سيؤسس لمرحلة جديدة من تاريخ صناعة السينما.

الفيلم مقتبس من المجموعة المصورة التي تحمل ذات الاسم ابتكرها رسام الكاريكاتير العالمي جوزيف كوزنسكي والذي قام ايضا بمهمة اخراج الفيلم والمشاركة في انتاجه من بطولة النجم الاميركي توم كروز وأولغا كيرلانكو واندريا روزبيرغ والنجم القدير مورغان فريمان ومعهم ميساليو.

ونشير هنا الى أنه كان من المقرر ان يتم عرض الفيلم في العاشر من يوليو المقبل، الا ان ظروف برمجة عرض فيلم «جوراسيك بارك» (بالأبعاد الثلاثية) جعل كثيرا من شركات التوزيع تبتعد عن هذا الموعد، فكان أن تم استبداله الى ابريل الحالي، وقد بدأت الحملة الاعلامية والترويجية للفيلم بجولة انطلقت من بوينس ايرس (الارجنتين) بحضور نجوم الفيلم الذين سيتوقفون في 15 عاصمة ومدينة حول العالم.

اعترف شخصيا، انني حينما خرجت من الفيلم الذي عشت خلال احداثه صدحت في مخيلتي كمية من الاسئلة، بالذات، حول مصير الكون.. فنحن أمام فيلم يتحدث عما بعد دمار الكون.. والهجوم عليه من قبل قوى خارجية تدمره بالكامل.. ويتم قبلها بلحظات نقل كمية من سكان الارض الى الكواكب القريبة، ولا يبقى على وجه الارض الا قائد بحرية سابق هو «جاك هاربر» (توم كروز).

الأحداث تجري في عام 2073 حيث نشاهد الدمار الذي لحق بالأرض بعد غزوها قبل 60 عاما تقريباً، كجزء من عملية واسعة النطاق لاستخراج الموارد الحيوية على كوكب الأرض.

وحيدا يبقى ذلك القائد، يتأمل كل ما لحق بالكون من دمار وتخريب.. ويتواصل مع فتاة تعيش خارج الكون تنسق له جميع تحركاته وتزوده بالمعلومات.

حتى يأتي اليوم الذي يقرر به الالتحاق ببقية البشر الذين يعيشون خارج الارض عندها يتم القبض عليه من قبل مجموعة متمردة بقيادة مالكوم الزان (عمر 102 عاما) يقوم بالدور مورغان فريمان.. حيث يعرف القائد جاك تلك المجموعة وكأنها تعيش في جمهورية بوليسية.

بدأ هذا المشروع، في اغسطس عام 2010 مع طرح السلسلة الكارتونية في مزاد لشراء حقوقها لتحويلها الى عمل سينمائي وفازت بالحقوق ستديوهات يونيفرسال بيكتشرز، مع طلب باعادة النظر ببعض المضامين، كي يتسنى أن يكون الفيلم لجميع افراد الأسرة ورغم التغييرات، تم تصنيفه لمن هم فوق 13 عاما. وبحسب السيناريست كارل جيرسيك الذي قام بتغييتر الكثير من الشخصيات والاحداث، وان ظل محافظا على المسار العام للشخصية المحورية.

كما نشير الى توم كروز تدخل في جميع الموضوعات الخاصة بهذا المشروع اعتبارا من السيناريو الى اختيار نجوم ونجمات العمل (ثم تغيير اكثر من كادر) بالإضافة الى الازياء والديكورات وايضا الاكتشافات في العمل، وبالذات (الطائرة الفقعة) التي تمثل اكتشافا حقيقيا تجاوزت كلفة تصميمه وانجازه اكثر من 5 ملايين دولار.

وقد بدأ الانتاج الفعلي للتصوير في 12 مارس 2012 واختتم في 14 يوليو 2012 وقد صورت مشاهد الفيلم في كل من باكون بروح ونيواورليانز ولويزيانا.

جوزيف كوزنسكي يقدم فيلمه الروائي الثاني، بعد تجربته في فيلم «ترون: لايجاس».

في الفيلم كم من الاسماء الكبيرة يتقدمهم توم كروز في واحدة من التجارب السينمائية التي تؤسس لمرحلة جديدة من افلام الخيال العلمي، خصوصا، اذا ما عرفنا ان وراء انتاج هذا الفيلم ذات المنتج التي أنتج فيلم «كوكب القردة».

مع توم كروز كل من مورغان فريمان واولغا كيرلانكو وميلسا ليو وأندريا روزبزع...

كما يتفرد الفيلم بالديكورات والمؤثرات والأزياء... والتي ساهمت برفع القيمة الاجمالية للانتاج الى (120) مليون دولار، وهذا يعني ان الفيلم حتى يبدأ بالربح، عليه ان يتجاوز حاجز (150) مليون دولار، اذا ما تم حساب قيمة النسخ.

سينما تحبس الأنفاس منذ اللحظة الاولى، وتجعل المشاهد يطوف في خيالات، وعبر شخصيات وأحداث، وعوالم صممت ونفذت بعناية وحرفية عالية المستوى. كما ان هذا العمل يؤسس لتجارب سينمائية... ولربما سلاسل جديدة، واذا كانت بعض الشخصيات تمت استعادتها مثل «رامبو» و«روكي» و«جيمس بوند» فان شخصية «جاك هاربر» التي يقدمها توم كروز في الفيلم قابلة للاستعادة... والاعادة مجددا... ولربما خلال وقت قصير، كل ذلك يعتمد على «الضجة» التي سيحدثها هذا الفيلم الذي يستعد لغزو صالات العالم.

ويبقى ان نقول...

النسيان... يفتح الباب على مصراعيه امام أسئلة كبرى... حول ما بعد الدمار الذي سيحل بالكون!؟.

anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

04/04/2013

«ديزني لاند» خاصة بماو في الصين

{السياحة الحمراء} كنز من ذهب 

رد القادة الصينيون على تراجع الاهتمام بالجانب الإيديولوجي عبر إنشاء صناعة واسعة اسمها {السياحة الحمراء}. يحتفل هذا القطاع بأهم أعضاء ولحظات الحزب الشيوعي في الصين ولكنه يساعد الاقتصاد في الوقت نفسه. {شبيغل} تابعت الموضوع.

أكثر ما يستفيد منه وو يونغ تانغ وجود شامة على ذقنه، في المكان نفسه تقريباً مثل ماو تسي تونغ. يمسك ذلك الممثل الذي يبلغ 56 عاماً الضمادة التي تغطي تلك المنطقة من وجهه ثم يقشرها بحذر ويلمس الشامة بطرف إصبعه. كان قد قصد الطبيب لتقليص حجم الشامة فأصبحت الآن بحجم شامة ماو نفسه. يشعر وو بالسرور، فهو يشبه ماو ويتكلم مثله وقد تكون شامته الميزة التي ستضمن فوزه بأدوار سينمائية لأداء شخصية ماو. يرتفع الطلب على شكل ماو (إنه شكل شائع في الصين)، لا سيما في الوقت الراهن. يقول وو: {يكنّ الناس مشاعر عميقة تجاه الرئيس}.

أمضى وو موسماً مسرحياً كاملاً مؤدياً دور ماو على مسرح في الهواء الطلق في مدينة يانان الواقعة في وسط الصين ويصفها السكان المحليون بـ}الأرض المقدسة للثورة الصينية}. يانان هي المكان الذي شهد انتهاء {المسيرة الطويلة} في عام 1935، أي التراجع العسكري الذي طبع وصول ماو إلى السلطة، وهي المكان حيث أسس الحزب الشيوعي الصيني مقره في مقاطعة شنشي. في كل صباح، يمكن أن يشاهد الزوار الأداء الذي يُسمّى هنا {الدفاع عن يانان} مع دبابات مزيفة وأحصنة حقيقية. حتى إن نموذج طائرة يهبط من السماء في نهاية العرض ويعمد الحضور إلى تصوير تلك اللحظة بكاميرات الهواتف الخلوية.

كانت الحكومة الصينية أطلقت اسم {السياحة الحمراء} على هذا العرض وكانت تريد بذلك الرد على أزمة الهوية التي يعيشها الشعب وعلى درجة معينة من الفراغ والتهميش. ما هي الأمور التي يجب أن يؤمن بها الشعب الصيني في هذه الأيام؟ من لا يزال مهتماً بالإيديولوجيا فعلياً؟ طبّق الحزب الشيوعي مقاربة استباقية لمعالجة هذه المسائل، فقرر تجسيد تاريخه الخاص على المسرح لنشر عوامل تذكّر الجميع بالثورة في مختلف الأماكن داخل البلد، فضلاً عن تكريم جميع المواطنين الصينيين الذين جعلوا بلدهم عظيماً. أنشأت الحكومة أيضاً {فريق التنسيق الوطني للسياحة الحمراء} وعقدت {مؤتمرات للسياحة الحمراء} وقد حرص عضو من المكتب السياسي على حضورها أيضاً.

لكن ثمة أمر يجعل هذه المقاربة مختلفة عن الحملات المشابهة في الماضي. هذه المرة، تقضي الفكرة بأن يستمتع الشعب الصيني مع حزبه السياسي وأن يمضي وقتاً ممتعاً في مدينة ملاهي مدهشة للشيوعية. الصينيون مدعوّون للاحتفال وتناول اللحم المطبوخ ببطء، وهو طبق ماو المفضل، في مسقط رأس الزعيم في شاوشان. يمكنهم أن يشربوا من البئر الذي حفره ماو نفسه كما يُقال في رويجين أو أن يحملوا بنادق مزيفة على متن لعبة الأفعوانية في {المنتزه الثقافي لجيش الطريق الثامن} حيث يمكنهم إعادة شن حرب ضد اليابان. نشأت أيضاً {ألعاب حمراء وطنية} تشمل عمليات مثل {اقتحام المنزل الخشبي} و}رمي القنابل اليدوية}. ترسل مراكز التدريب الحزبية والشركات أعضاء منها إلى هذه الوجهات كجزءٍ من العطلات التثقيفية. شهدت الصين قدوم أكثر من نصف مليار {سائح أحمر} في عام 2011 وحده.

مسقط رأس رأسمالي

وو نينغ رجل أعمال قَدِم إلى يانان مع إحدى المجموعات التي تقوم بتلك الجولات. فوّت لتوه رؤية النسخة الأخرى من وو، أي شبيه ماو، لأن الفنانين الثوريين يأخذون استراحة في فصل الشتاء. جاء وو نينغ بدعوة من الحكومة المحلية في شنغهاي مع مجموعة من الباحثين والأطباء والأساتذة. طوال خمسة أيام، من الساعة الثامنة والنصف صباحاً إلى السادسة مساءً، يتعلم هؤلاء الرأسماليون معلومات عن {روح يانان} وحكمة ماو.

حين سُئل وو نينغ عن عبارة ماو المفضلة، ابتسم وابتلع ريقه والتزم الصمت ولم يتمكن من إعطاء جواب مناسب. يبلغ وو 42 عاماً وهو مدير شركة للتكنولوجيا الحيوية. يرتدي معطفاً إنكليزياً أنيقاً ويملك هاتفين ذكيين وكان قد حصل على شهادتين من جامعات بريطانية. ليس من النوع الذي يحفظ كلمات ماو، لكنه لا يستطيع الاعتراف بذلك هنا في يانان. لذا اكتفى بقول: {ماو تاريخ بحد ذاته}.

في كل صباح، تجلس المجموعة ضمن صفوف طويلة في {أكاديمية القيادة التنفيذية الصينية}، أحد أهم المراكز لتدريب كوادر الحزب في البلد. ثم في فترة بعد الظهر، يعاني الأعضاء بسبب الهواء القارس فيما يجلسون على مقاعد بلاستيكية ألوانها مشرقة خلال جلسات في الهواء الطلق تكون مخصصة لقراءة الأساطير التي تحيط بتأسيس الحزب الشيوعي.

ثم يقصدون كهفاً عاش فيه ماو لرؤية الظروف الصعبة التي نشأت منها روح الثورة في البداية. يمكن اختصار جذور الشيوعيين في الصين بثلاثة عوامل: سرير خشبي وحوض غسيل ومكتب.

اليوم، يتقابل المسؤولون الحزبيون في يانان في فندق خمس نجوم حيث ينجزون أعمالهم في غرفة مؤتمرات ويسترخون في الردهة. توفر اللافتات المضاءة في حانة الفندق {بهجة الرفاهية} و}شعور النبيذ الأحمر}. بالنسبة إلى جماعة وو نينغ أيضاً، تتعلق الصعوبة الوحيدة في هذا المكان بغياب الكاريوكي في الأمسيات.

يشعر كثيرون ضمن مجموعة وو بأن الحملات التسويقية مفرطة هنا في يانان. يمكن أن يشتري الزوار صور ماو الباهتة والمقتطعة من الصحف، أو سجادات ماو، أو نسخة مصنوعة من نسيج البلش من مهر ماو الأبيض، بحجم حقيقي، مقابل 6800 يوان (حوالى 840 يورو أو 1080 دولاراً). أمام كهف ماو، يدفع أعضاء الحزب الممتلئون 15 يواناً (1.80 يورو) للحصول على شرف ارتداء زي الجيش الأحمر واللعب بمسدسات بلاستيكية قبل التقاط الصور هناك.

صرخ رجل كان يرتدي حذاء {نايك} تحت سترته الثورية: {أحتاج إلى الجزء العلوي من الجسم}. وجّه رجل آخر صديقه الواقف أمام الكاميرا قائلاً: {احمل علم الحزب بكل إحساس}. هكذا هو الوضع طوال اليوم هنا في {ديزنيلاند} الخاصة بالحزب الشيوعي الصيني.

يقول وو نينغ إنه يجد هذا الجو كله {غريباً جداً} ولكن {ممتعاً} أيضاً. لا أحد ضمن مجموعته أراد استئجار زي معين، وقد جرّب رجل فقط رداء ماو.

عيش على الحنين

لا شك في أن هذه التوعية الثورية كلها تفيد اقتصاد البلد. وفق صحيفة الحزب، وفرت «السياحة الحمراء» ملايين الوظائف وبنت طرقات سريعة على طول آلاف الكيلومترات وشيدت مطارات جديدة عدة. سيتمكن الوطنيون الصينيون قريباً من السفر إلى الصحراء حيث اختبرت الصين أول قنبلة نووية لها في عام 1964.

يكسب الممثل وو يونغ تانغ 10 آلاف يوان، أي حوالى 1200 يورو، في الشهر مقابل عروضه بدور ماو، فضلاً عن علاوة لأنه يؤدي الدور بشكل يومي. لن يسهل استبدال وو وقد يفرض بعض الموارد المحدودة سعراً أعلى، حتى هنا في سوق ماو. لكن لا يحب وو التحدث عن المال. بل إنه يوضح أن ماو يظهر له في أحلامه ويعتبر أن الأمر يعني أنه {يريدني أن أؤدي دوره}.

قبل إيجاد دور حياته، كان وو قد عمل كسائق لصالح الجيش أولاً ثم داخل مصنع. تفوق على مرشحَين لأداء دور ماو في المقابلة الأولى لأن طولهما اقتصر على 1،7 متر، وهي قامة قصيرة جداً لتجسيد دور ماو فقد كان طول هذا الأخير 1،8 متر.

منذ أن فاز وو بالدور، يقصد الحلاق يومياً للحصول على قصّة شعر ماو مقابل 10 يوان (1،25 يورو). يدخن مثل ماو ويضع السيجارة بين إصبعه الثاني والأوسط. كذلك يمشي مثل ماو بوتيرة بطيئة ومقصودة، ويشبك يديه وراء ظهره، ويرفع صدره، ويحرص على استقامة ظهره، ويحدق نحو الأمام، ملتزماً بهذه الوضعية حتى لو أراد قطع مسافة قصيرة إلى حمّام أحد المطاعم.

أعاد وو لصق صورة لماو وهي تفيده كثيراً في أدائه. لا يتحدث وو عن كل ما لا يتماشى مع تلك الصورة، مع أنه يتذكر جيداً ما عاناه في طفولته خلال الستينيات حين أغرق ماو البلد في المجاعة. يتذكر وو كيف أدى الجوع إلى تشويش نظره وكيف أكل لحاء الشجر وجذورها.

يقول وو: {في حقبة ماو، كان الناس فقراء ولكن أغنياء بروحهم}. حين يؤدي دور ماو، يتجمّع الجمهور من حوله. يشعرون بالخيبة والاستياء بسبب اللامساواة السائدة في الصين اليوم وبسبب الفساد المستفحل بين المسؤولين الحكوميين. يطلبون توقيعه ويدعونه لمشاركتهم وجبات الطعام. يعيش وو حرفياً على حنين أبناء وطنه الصينيين.

تطلع إلى المستقبل

رسمياً، يعتبر الحزب الشيوعي أن 70% من سياسات ماو جيدة و30% منها سيئة. مع ذلك، يبقى مؤسس الحزب جزءاً مهماً من صورته. تظهر صورة ماو على الأموال الصينية وتُعلَّق صورته على مدخل «المدينة الممنوعة» في بكين.

لم تكن الثورة الثقافية مذكورة كجزءٍ من المحاضرات التثقيفية التي حضرتها المجموعة التي شارك فيها وو نينغ في يانان. حتى ضمن تلك المجموعة، لم يكن هو والمسافرون معه يتحدثون بالموضوع. يقول وو: {كلنا نظن أن الثورة الثقافية كانت سيئة. لا نحتاج إلى مناقشة الموضوع}. في مطلق الأحوال، لا يمضي وقتاً طويلاً وهو يفكر بالماضي، بل يبدو وو أكثر اهتماماً بمعرفة كيف تتصور الحكومة الصينية مستقبل صناعة التكنولوجيا المتطورة. بعد تمضية أيام في يانان لتسجيل تاريخ الحزب الشيوعي بين عامي 1935 و1948 في مذكرته، تحدث وو على العشاء مع مسؤولين حكوميين من شنغهاي عن شركته والأمور السياسية. أصبح رجلان من المجموعة مدرجَين على لائحة أرقام رجال الأعمال الذين يتعامل معهم.

إذا كان وو معجباً بأحد فهو دنغ شياو بينغ، الزعيم الإصلاحي في الحزب بين أواخر السبعينيات وبداية التسعينيات. يقول إنه يدين بالشكر لدنغ على وجود شركته. يوضح وو الذي ليس عضواً في الحزب الشيوعي: {منح دنغ جيلنا فرصة التطور}.

على صعيد آخر، يقول الممثل وو يونغ تانغ: {لدي مسؤولية كبيرة لحماية صورة الرئيس ماو}. لكنّ أداء هذا الدور ليس سهلاً دوماً. في عام 2010، وجّه أصحاب المدونات الصينيون انتقادات لاذعة إلى تشانغ تيلين، ممثل وقّع عقداً لأداء دور ماو على التلفزيون، لأنه أخذ الجنسية البريطانية. شعر البعض بأن شخصاً مثل تشانغ يجب ألا يُسمَح له بتجسيد شخصية مؤسس الجمهورية الشعبية. أعلنت صحيفة {تشاينا ديلي} التي تديرها الدولة عدم السماح لممثل مرتبط بأي نوع من الفضائح بأداء دور ماو.

لا يزال وو يأمل أن يخترق عالم الأفلام. لكن خلال استراحة الشتاء في يانان، يدبر أموره عبر تقديم عرض في حفلات الأعراس. كل بضعة أيام، يتلقى اتصالاً من زوجين يريدان حجز ماو لزفافهما. فيرتدي وو زيه ويقرأ وثيقة الزواج ويتصور مع الثنائي. يقول إن الناس يحجزونه بسبب {الجو الإيجابي} الذي يضفيه على الحفلات.

بالعودة إلى يانان، يقف رجل مسنّ مع آلة موسيقية خارج مدخل نصب الثورة التذكاري. كان الرجل في السابق مزارعاً، وهو أحد الأشخاص الذين أراد ماو تحريرهم. اليوم، هو متسول يعيش على ما يجنيه من السياح القادمين لرؤية ماو.

الجريدة الكويتية في

04/04/2013

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)