كلاهما في الموت والميلاد وظروف الحياة المرة المضطربة سواء, فلم
تكن رحلة حياتهما سوي سلسلة من الهضاب الوعرة ومنحنيات الطريق المعبدة
بالأشواك والآلام المبرحة وأيامهما المفعمة بالجراح والشقاء والعيش بنصف
قلب ونصف جسد منهك.
حار فيهما الأطباء وأعيتهم كل سبل العلاج دون جدوي, ومن هنا
يبدو التشابه كبيرا حتي في سمرة' العندليب'عبد الحليم حافظ' وفتي الشاشة'
أحمد زكي' واللذين تحل ذكراهما في هذه الأيام العصيبة التي تشبه مسيرتهما
في الإبداع والكفاح والشقاء والوطنية أيضا, وبالمصادفة الأثنين من أبناء
الشرقية.
فالأول كان رمزا للرومانسية بجدارة في زمن الحب الجميل, وهو الذي لم
يتذوق طعمها يوما بقدر ما احترق بنار هواها, ومع ذلك بقي كالنهر الجارف
بالعاطفة التي تربت عليها أجيال تلو الأخري, علي الرغم من عذابات الحب التي
لامست شغاف قلبه, ولوت عوده النحيل, واعتراه الألم الذي اعتصر فؤاده, وظل
يطارده كشبح جاثم علي أنفاسه في النوم واليقظة, ولم ييأس أو يتوقف لحظة
واحدة في أن يغزل من فيض روحه أجمل قصص الحب العاطفية, حتي وهو غارق في
بحار الرومانسية العميقة, يتنفس من تحت الماء كي ينقذ الحياري والحزاني في
دنيا الهوي والغرام.
وتبقي في ذاكرتنا الحية من سحر ثناه روائعه من'لحن الوفاء' في'أيامنا
الحلوة' وأجمل' موعد غرام' وأطيب' ليالي الحب' وبعض من' أيام وليالي'
لاتخلو من بهجة تسكن نفوسنا بأريج عطرها الفواح, ومع' دليلة' قدم لنا شكل
وملامح' بنات اليوم'ورغم' الوسادة الخالية' التي كانت رفيق دربه الطويل فقد
نجح في أن يكون' فتي أحلامي' أنا وأنت وهي وهو في' شارع الحب' عبر ماقدم
من' حكاية حب' حلوة المذاق يلهو بها ومعها في' البنات والصيف' وفي' يوم من
عمري' ورغم' الخطايا' التي كانت تحيط به من صوب وحدب أطل مع' معبودة
الجماهير' لينثر بذور الحب العذري في تجلياته الرومانسية الجملية, ليبقي
شاخصا في حياتنا علي الرغم من36 عاما علي الرحيل.
أما الثاني لم يكن عبقري التمثيل في زمن الفتوة الفنية فحسب, بل أستاذ
التجسيد بامتياز, وفي الوقت الذي كان فيه الكبار في أوج عظمتهم حقق زكي
نجومية هائلة كسر بها نموذج البطل شديد الوسامة, فوجد فيه الكثيرون نموذجا
للشاب المصري العادي الذي استطاع أن ينطلق في عالم السينما, ويغير الكثير
من قواعده القديمة, وقد تميز بأداء صادق وتقمص كامل لكل شخصية قام بتجسيدها
علي النحو الصحيح وبمقاييس كتاب التمثيل, فتمكن من الوصول إلي كل المشاهدين
علي اختلاف ثقافاتهم, وظل طوال مسيرته الفنية نجما من طراز خاص, فأحاسيسه
مرهفة وإرادته صلبة, وكان شديد العذوبة في الحديث حتي في لحظات إفاقته من
فوق السرير الأبيض قبل الرحيل حين كان يسرق لحظات الإفاقة من المرض, وكأنه
طفلا يرنو لحياة جديدة, وحين تشتد به نوبات الألم يسلم جسده النحيف
للأقدار, وعندما يفيق مرة أخري يبدو قويا ومشاكسا وصاحب نكتة, وهو من'
أبناء الصمت' الذين صنعوا المعجزة في تخطي الحواجز والحدود ليصبح' صانع
النجوم' من خلال شخصيات سكنت النفوس وتعلقت بها القلوب وأسرت العقول قبل أن
تصبح علامات بارزة في أرشيف السينما المصرية, فمع' شفيقة ومتولي' أدرك أن'
العمر لحظة', فسار' طائر علي الطريق', وبـ' عيون لاتنام' غاص في أعماق'
الباطنية' لايبالي بما تلقيه' الأقدار الدامية' في طريق الرحلة الوعرة كان
شعاره' الاحتياط واجب', ورغم أن'درب الهوي' فيه' المدمن'و'الراقصة
والطبال', لكنه كان يشبه' سعد اليتيم' ذلك' البرئ' الذي سار طويلا في' أرض
الخوف' ورغم تلك' الليلة الموعودة' استطاع' النمر الأسود' أن يكون' البرنس'
الذي يعبر' شادر السمك' بعيدا عن' التخشيبة' ليحقق' أحلام هند وكامليا'
بمزيج فريد من شخصية' البيه البواب' مع' ولاد الإيه' ومواطنين آخرين من
أبناء' الدرجة الثالثة' ويلعب بـ' البيضة والحجر', ومع أنه ذلك' الراعي
والنساء' وفي حياته' امرأة واحدة لاتكفي' استطاع' سواق الهانم' الذي سمي
فيما بعد' حسن اللول'' أن يصبح' الأمبراطور' و'البطل' الذي يدخل بنا بوابة
الخلود مع' ناصر56, و'أيام السادات' وقبل أن يمضي مهيض الجناح بفعل السرطان
الذي غيب جسده في موت بطئ ترك لنا جملة تحمل في طياتها كل مواطن الأمل
والبهجة اسمها' اضحك علشان الصورة تطلع حلوة'.
رحم الله رفيقي درب الألم' حليم وزكي' الموعودان بالعذاب والحب
والشقاء, مبعث الرومانسية والفتوة في التجسيد الدرامي الحي, واللذين تركا
لوحات فنية رائعة ملئها الحب والوفاء والوطنية بقدرة الرجال السمر الشداد
في زمن يندر فيه الرجال.
العندليب في ذكري صوت الحب والثورة الـ36 ننفرد بنشــــر
تفاصيل:
6 سنوات منسية و40 أغنية مجهولة في حياة حليم
أحمد السماحي
كان مرآة' أيامنا الحلوة', تلك نستعيدها الآن مثل حلم ليلة صيف
عابر, ثم نعود ونشتاق إليها كلما هبت الذكري وأمطرت علينا جوانب من
أغنياته التي تدور معانيها حول الحب والعشق والحنين, وتهبط علينا كهديل
حمام مع إشراقة شمس عفية من حقبة رومانسية كانت الأجمل في تاريخ الأغنية
المصرية المعاصرة.
هو عبدالحليم حافظ' أيقونة الرومانسية' الذي غني للحب أجمل خفقات
القلب, وأنشد للمجد والحرية أغلي معاني الوطنية, مشي علي أشواك الألم,
وتجرع مرارة المرض العضال, وما بين الحب والحرية كان مشواره الممزوج بالألم
والأمل في ترابط عضوي يندر تكراره.
في الذكري36 علي رحيل العندليب نزيح الستار عن'6 سنوات منسية في حياة
العندليب', لم يقترب منها أحد, سواء في الصحافة أو في الأعمال الفنية
الكثيرة التي تناولت حياته, وقد يكون السبب في إخفاء هذا الجانب الذي لا
يعلمه أحد علي الإطلاق هو عبدالحليم نفسه, والذي كان يعمل علي إخفاء هذا
الجانب حتي لا يكون جزءا من تاريخ حياته, رغم أنه جانب مشرف لا يقلل من
عظمته, ولا أحد يدري حتي الآن سر إخفاء حليم لهذه السنوات الست الفنية التي
بدأت عام1948 وانتهت عام1954, ربما لأنه في هذه السنوات لم يحقق أي نجاح
يذكر, لكنه علي العكس حقق تواجدا مهما ووضع الأساس الذي جعله اسما معروفا
في الوسط الفني الغنائي.
بدأ عبدالحليم مشواره الفني عام1945 من غرفة بسيطة في شارع سلامه
حجازي المتفرع من بركة الفيل في السيدة زينب, كانت الغرفة تجمعه مع شقيقيه
إسماعيل ومحمد شبانه, وفي هذا الوقت التحق بقسم الأصوات بمعهد الموسيقي
العربية, وقبل أن ينتهي من عامه الدراسي الثاني فتح المعهد العالي للموسيقي
المسرحية, ونصحه كثير من المقربين منه ومنهم شقيقه المطرب إسماعيل شبانه
بالالتحاق بالمعهد الجديد كعازف كلارينت, وبالفعل دخل المعهد, لكن نصحه
الراحل' محمد حسن الشجاعي' رئيس لجنة القبول بالمعهد بدراسة آلة' الأبوا'
لأن قسم' الكلارينت' فيه' وحوش' مثل:' ميشيل يوسف وحلمي عبده', وفي المعهد
تعرف علي زملائه الجدد' فايدة كامل, عبدالعظيم عبدالحق,أحمد فؤاد حسن,علي
إسماعيل' وغيرهم فضلا عن صديقه' كمال الطويل' الذي تعرف عليه في معهد
الموسيقي العربية, وانتقل معه للمعهد الجديد.
مرت سنوات الدراسة سريعا وخلال هذه السنوات توطدت علاقته بزميله كمال
الطويل, الذي كان يراه يوميا حتي في أيام الإجازات, وبعد تخرج حليم في
المعهد العالي للموسيقي المسرحية عام1948 بتفوق, كان ينتظر سفره لإيطاليا
لاستكمال دراسته لآلط' الأبوا', والتي كان الأول في دراستها- آنذاك- لكن
البعثة التي كان من المفروض أن يسافر فيها تم إلغاؤها, وبدلا من سفره
لإيطاليا فوجئ بتعيينه في ثلاث مدارس للبنات دفعة واحدة, يومان في طنطا,
وفي أحد الأيام كان يزور صديقه كمال الطويل في الإذاعة في' مبني الشريفين',
ويومها عرض عليه الطويل بحماس شديد العمل في' أوركسترا الإذاعة الجديد'
كعازف علي آلة' الأبوا' نظير مبلغ25 جنيها, عندئذ طار حليم من السعادة,
وقدم استقالته من التدريس غير آسف عليه, والتحق بأوركسترا الإذاعة, وكانت
هذه الفترة فرصة ليعرف أسرار نجاح وفشل المطربين الذين يعزف خلفهم, حيث عزف
مع كل مطربي مصر باستثناء' أم كلثوم وعبدالوهاب', وكان يدندن طول الوقت
ببعض أغنيات مطربه المفضل محمد عبدالوهاب, وكذلك بعض أغنيات أم كلثوم, حتي
اشتهر صوته بين زملائه.
مديحة وقصيدة' لقاء'
وبحكم الصداقة التي كانت تربطه بالملحن كمال الطويل كان يحفظ كل ما
يلحنه, وفي أحد الأيام لحن الطويل قصيدة' لقاء' لتغنيها المطربة' مديحة
عبدالحليم', لكن نظرا لأن القصيدة قام بتوزيعها' فؤاد الظاهري', فشلت
المطربة الشابة صاحبة الصوت العذب في غنائها, حيث كان التوزيع الموسيقي
غريبا علي آذنها, وحاول الطويل مع المطربة أكثر من مرة لكنه فشل, وهنا تقدم
حليم واقترح غناء القصيدة علي أن يغنيها بعد ذلك مطرب معروف ومعتمد في
الإذاعة, وفوجئ الطويل بأن صديقه عازف' الأبوا' يغني القصيدة الموزعة
بطريقة جيدة ومن المرة الأولي, مما جعله يقول له:' اسمع يا عبدالحليم أنت
عندك استعداد رائع للغناء',ولم يكتف بذلك وبنفس الحماس الذي أبداه لعمل
صديقه في أوركسترا الإذاعة, بدت عليه بوادر حماس آخر أن يتجه حليم للغناء,
وكتب له طلبا لاعتماده في الإذاعة كمطرب, وتقدم عبدالحليم لكنه فشل واعترضت
اللجنة علي طريقة أدائه, خاصة' مصطفي رضا' مدير معهد الموسيقي العربية,
الذي طلب منه الابتعاد عن غناء الخواجات وأن يقدم غناء شرقيا خالصا, كذلك
نقيب الموسيقيين' عبدالحميد عبدالرحمن', ولكن لم ييأس الطويل ووجد نفس
الحماس عند حافظ
عبدالوهاب, فطلب من حليم أن يتقدم مرة أخري إلي لجنة الاستماع, وفي المرة
الثانية كانت لجنة الاستماع مكونة من' محمد عبدالوهاب, أم كلثوم, محمد
القصبجي, رياض السنباطي, حافظ عبدالوهاب', وأثني الجميع علي موهبة وإحساس
المطرب الجديد' عبدالحليم شبانة' الذي سعد بالنجاح, وكان لابد أن يغير
اسمه, نظرا لوجود شقيقه المطرب' إسماعيل شبانة' ووفاء منه وتقديرا لمساعدات
حافظ عبدالوهاب, غير اسمه إلي' عبدالحليم حافظ', وبدأ مشواره مع الغناء,
وكانت قصيدة' لقاء' هي أول قصيدة يغنيها بعد اعتماده في الإذاعة, بعدها غني
لحنا آخر لصديقه كمال الطويل بعنوان' أشكي' كلمات إبراهيم رجب يقول مطلعه'
أروح لمين واشكي/ أروح لمين وأبكي/ انت منايا/ وأنت هنايا',ثم قدم دويتو من
ألحان كمال الطويل أيضا مع' سعاد مكاوي' بعنوان' أنا ولا أنت', وكان من
الصعب أن يعتمد علي ملحن واحد هو كمال الطويل خاصة وأنه' موسوس', وشخصية
قلقة جدا, ولا يرضي بسهولة عن ألحانه فكان عليه البحث عن ملحنين آخرين.
أغنيات نادرة لا تذاع
تم اعتماد عبدالحليم حافظ كمطرب في الإذاعة وحاول كمال الطويل أن يقنع
بعض الملحنين بأن يعطوا صديقه المطرب الجديد ألحانهم, لكنهم في معظم
الأحيان كان يهربون ويماطلون ويتفننون في الاعتذار إلا عددا قليلا منهم
الموسيقار' علي إسماعيل' زميلهم في معهد الموسيقي, الذي أعطي عبدالحليم
العديد من الألحان التي طبعتها شركة صوت القاهرة منذ سنوات قليلة هذه
الألحان هي' يا مغرمين يا عاشقين- أصيل ونحيل- الجدول- مركب الأحلام- في
سكون الليل- العيون بتناجيك' وجميعهم من كلمات الشاعر' إمام الصفطاوي'
و'فرحتي وهنايا' لمحمود علي اسماعيل,'ماتصدقنيش'لإبراهيم كامل,' حبيبي في
عينيه' كلمات إبراهيم رجب, لكن هذه الألحان الجديدة المبتكرة التي لايتعدي
اللحن فيها عن ثلاث دقائق لم تحقق أي نجاح, وفي نفس الفترة قدم له الملحن'
خليل المصري' لحنا بعنوان' بيني وبين قلبي حكاية', وقدم له الموسيقار
عبدالحميد توفيق زكي ألحان' ياللي أنت نجوي حياتي' كلمات إبراهيم محمد
نجا,' هل الربيع' كلمات إبراهيم رجب,' الأصيل الذهبي' كلمات عبدالرحمن
الخميسي,' أنشودة الحياة' كلمات مرسي جميل عزيز, وكل هذه الألحان لم تحقق
أي نجاح.
أغنيات وأعمال مجهولة
وفي فترة البدايات هذه كانت الإذاعة تقدم كثيرا من الصور الغنائية
والأوبريتات فشارك عبدالحليم في العديد منها, ومن الأعمال التي لا يعرف أحد
عنها شيئا ونذكرها هنا للمرة الأولي مسرحية' مجنون ليلي' تأليف الشاعر
الكبير أحمد شوقي, تمثيل' أمينة رزق, حسني الحديدي, محمد الطوخي, محمد
السبع, محمد توفيق' وغناء' كارم محمود, عباس البليدي, إبراهيم حمودة, نجاة
الصغيرة' ووضع لها الألحان' عبدالحميد عبدالرحمن', كما قام بغناء الصورة
الغنائية' أبناء الفنون' تأليف الشاعر' أحمد مخيمر',ألحان' محمود كامل',
توزيع' فؤاد الظاهري', إخراج' السيد بدير', غناء' عباس البليدي, كارم
محمود,فايدة كامل, سيد إسماعيل', ومن الصور المجهولة له أيضا' الباني طالع'
تأليف إبراهيم رجب, ألحان أحمد صبره, توزيع فؤاد الظاهري, إخراج عثمان
أباظة, غناء الشيخ يوسف البهتيمي, ومديحة عبدالحليم, وفي مجال الألحان نذكر
هذه الألحان التي لحنها له الموسيقار'عبدالحميد توفيق زكي' بعضها كان
لإذاعة القاهرة, والبعض الآخر لإذاعة' صوت أمريكا', والثالث لـ'إذاعة الشرق
الأدني' والأخير لـ' إذاعة باريس', فلإذاعة القاهرة قدم دويتو' ما أحلاها
الدنيا' مع فايدة كامل,كلمات عبدالفتاح عبدالمقصود,' لو كنت تقدر تنساني
يوم' كلمات محمد قاسم,' نشيد مصطفي كامل' كلمات صالح جودت,' نشيد محمد
فريد' كلمات المستشار عبدالوهاب الحناوي,' أنت حبي' قدمها بالاشتراك مع
المطربة نادية فهمي, كلمات محمد جلال الدين, ومع نفس المطربة قدم' العهد
الجديد' كلمات محمود عبدالحي, ولإذاعة' صوت أمريكا' غني أوبريت' غيبة
الشاعر في موكب الربيع' تأليف الدكتور'محمد عبده عزام', وأغنية' أصيل
ونحيل'كلمات' إمام الصفتاوي' وقد قام بتلحينها علي إسماعيل أيضا,' ناوي
تعاتبني' كلمات الدكتور محمد جلال الدين,' أصلحك في سكون الليل' كلمات'
عبدالله أحمد عبدالله', ولإذاعة' الشرق الأدني' دويتو' ليلة في الصحراء' مع
المطربة التونسية' حسيبة رشدي', كلمات إبراهيم محمد نجا,' يا عيوني' كلمات
الدكتور' محمد متولي', ولإذاعة باريس' الذكري أبقي لي' كلمات المذيع' حسن
عبد الوهاب', ولا تقتصر الأعمال المجهولة علي هذه الألحان, فهناك العديد من
الثنائيات الغنائية التي قدمها مع مطربات غير معروفات مثل' أنا أهواك' مع'
برلنتي حسن', و' دايما طمني'' شجرة الود'' ما أحلي القمر',' الحلوة' مع'
يسر توفيق', ولا أحد يعرف من هي هذه المطربة ولا متي ظهرت ولا أين أختفت؟!
مع محمد الموجي
ومرت السنوات منذ تخرج عام1948 ووصولا لعام1953, ورغم غزارة ما قدمه
عبدالحليم حافظ وتعاونه مع كل الملحنين الموجودين علي الساحة باستثناء
عبدالوهاب وأحمد صدقي وزكريا أحمد, إلا أنه لم يحقق أي شهرة, كل ما حققه هو
معرفة الوسط الغنائي به, وبدأ يضيق ويمل مما يقدمه, لكن كان لديه إصرار علي
النجاح, وفي وسط هذه الدوامة يقابل أبوه الروحي' حافظ عبدالوهاب' الذي يطلب
منه مقابلة ملحن شاب يدعي' محمد الموجي' في ركن الأغاني الشعبية, أعجب
بصوته وهو يغني قصيدة' لقاء' لكمال الطويل, ويذهب حليم لمقابلة الملحن
الشاب الذي يتميز بالطيبة والأدب الجم, ويسمعه الموجي لحنا شعبيا بعنوان'
عين يا عيني', لكن اللحن لا يعجب المطرب الطموح, لكنه يشعر أن وراء هذا
اللحن ملحن موهوب ونغمة جديدة عن كل النغمات التي استمع إليها من قبل,
فيسأله: هل لديك ياأستاذ موجي ألحان أخري؟ فيرد الملحن الطيب عندي ألحان
كثيرة عاطفية وليست شعبية, فيطلب العندليب أن يستمع إليها فيغني له لحنه'
صافيني مرة' كلمات' سمير محبوب', وينال اللحن إعجاب حليم, ويطلب سماع ألحان
آخري فيسمعه' يا تبر سايل بين شطين يا حلو يا أسمر' لنفس الشاعر,' وظالم'
و' بتقولي بكره', ويقرر حليم أن يكون ثنائيا مع هذا الملحن الموهوب.
علي قد الشوق
وفي نفس الفترة الذي غني فيها' صافيني مرة' غني أيضا لصديقه كمال
الطويل لحنه الجديد' علي قد الشوق' ليغزو عبدالحليم بهذين اللحنيين عالم
الغناء, ويصبح بين ليلة وضحاها النجم الأسمر ويصعد لسلم المجد بسرعة
الصاروخ, بعد ست سنوات من الشقاء والتعب, ويصبح اسم عبدالحليم مرادفا
للنجاح بعد ارتباط اسمه بالموجي وكمال الطويل وبعدهم منير مراد وبليغ حمدي
إلي آخر من تعامل معهم من الملحنين والمؤلفين الذين صاغوا أسطورته
الرومانسية في الغناء حتي رحيله يوم30 مارس.1977
العبقرى بعد8 سنوات علي الرحيل:
حكايات الحب والنجاح في حياة أحمد زكي
محمود موسي:
حلت أمس الأربعاء27 مارس2013 الذكري الثامنة لرحيل عبقري السينما
المصرية النجم والإنسان والصديق أحمد زكي الذي لن يملأ مكانه ومكانته أحد
سواء بادائه أو اختياراته.
8
سنوات وهو يعيش داخلي بحبه وحكايته وشخوصه ووطنيته ومواقفه
ونقاء قلبه, ومازلت افتقده لأنني وبكل فخر واعتزاز أستطيع القول بأنني كنت
صديقا له, ومن هذا الذي لايفتخر بقربه وحبه لواحد من أهم نجوم السينما فعلا
وقولا وبالتالي كنت محظوظا لقربي منه حتي آخر نفس, وخلال السنوات الثماني
السابقة وأنا انتظر في كل عام يوم فراقه كي أثبت له أنني علي العهد والحب,
وهو ما يجعلني في ورطة الكتابة والكآبة, فكلما كتبت عنه ولو سطرا واحد
تنهمر دموعي مصحوبة بذلك الحنين إلي رقتة وانسانيته وعذوبة مشاعره
خلال سنوات قربي وقرابتي الروحية والأخوية منه شاهدت أحداثا كثيرة,
وبالتحديد آخر10 أعوام في حياتة, والتي كنت فيها شاهدا علي حكايات طريفة
ومواقف مؤلمة وأحداث كثيرة أتذكر بعضها رغم سقوط بعض تفاصيلها من الذاكرة,
ولكن لايمكن أن أنسي أبدا يوم أن ودعته قبل ساعات من رحيله لحظة دخولي غرفة
العناية المركزة وهو في كامل الغيبوبة, دخلت عليه وهو لايملك إلا أن يتنفس
هذه اللحظة بعناء, لن أنساها ولن تغب يوما عن ذاكرتي, فهي اللحظة الأشد
قسوة في سنواتي الأخيرة, فهل هناك قسوة وألم من أن تعرف أن صديقك الصدوق
سيرحل بعد ساعات في لحظة الوداع الأخير, ولم أكن وقتها أملك إلا البكاء
وقراءة القرآن والدعاء.
رحل احمد زكي وترك ميراثا سينمائيا رائعا, مخلفا لأهله ومحبيه قيمة
فنية كبيرة وإنسان كان الكرم عنوانه, والبحث عن الصدق غايته واسعاد الآخرين
هدفه, وحالة التقدير التي كانت ومازلت تحيط الراحل العظيم أحمد زكي سببها
قدرته علي التنوع في الاختيار, عبر أفلامه التي لامست قضايا وطنية وإنسانية
ورومانسية وحياتية, فجميع الفئات والمهن اقترب منها ومن همومها من الرئيس
إلي الوزير, ومن الباشا إلي البواب ومن العسكري إلي الضابط.
إنه أحد أولئك الفنانين القلائل الذي استطاع أن يوازن بين النوعية
التجارية والفنية, وحسب قوله لي إنه كان يقصد هذا التنوع:' عندما أوافق علي
فيلم أدرك تماما قيمته, فعندما قدمت' الراعي والنساء', كنت أعرف أنه لايحقق
نفس النجاح الجماهيري الذي يمكن أن يحققه' كابوريا' أو' الأمبراطور',
وعندما قدمت' زوجة رجل مهم' و'البريء' كنت أدرك أنهما لا يحققان نفس النجاح
الجماهيري لأفلام مثل' شادر السمك'' البيه البواب', أحيانا أشعر بأن هذا
العمل أو غيره' هيعجب' الناس, ولهذا كنت أحرص علي أن يكون العمل الذي يليه
لابد وأن' يعجب' الفنان الموجود داخلي, ولقد سعدت بكل أعمالي التي حققت
نوعا من النجاح الجماهيري, وتلك الأفلام التي حققت هامشا من النجاح البسيط
لأنها أسعدتني كفنان, خاصة أن هذه الأفلام صنعت لي تاريخا, والأخري التي
حققت النجاح الكبير الذي صنع نجوميتي.
أول فنان يمثل الرؤساء.. أتذكر يوما سألته عن إصراره علي تقديم فيلمي'
ناصر56' و'أيام السادات' حين قال لي: أنا مواطن أولا, ومهموم بوطني, ومهنتي
التمثيل, وإذا كنت قد تعرضت في كثير من أعمالي لمشاكل الرجل والإنسان
البسيط, وألقينا الضوء علي ماكبر وصغر شأنه,, فما بالك بأصحاب القرار من
الزعماء, وأحمد الله أنني تشرفت وقدمت هذين العملين واعتبرهما خطوة كبيرة
في حياتي, لأننا فتحنا من خلالهما لأول مرة الحديث عن الزعماء والرؤساء
بالأسماء الحقيقية, ونجحنا في إظهار الحقائق للأجيال بعيدا عن المهاترات
السياسية, وخلال اقترابي منه شعرت أن ما حققه بتقديمه لفيلمي' ناصر'
و'السادات' من نجاح لمسه بشده' فأنا ابن الثورة, سعدت لانتصارها, وتجرعت
مرارة هزائمها, والبعض هاجموني, وهناك شخصيه كبيرة وقريبة من الرئيس عبد
الناصر كتب لي رسالة تقول: دخلت فيلم ناصر56 وأنا غير مقتنع, وخرجت وأنا
مقتنع' هذه الجملة اسعدتني كثيرا', وبالنسبة للسادات فهو بطل الحرب والسلام
ولانستطيع أن ننسي أمجاده وإنجازاته,' المهم أنا حاسس بأنني باعمل حاجة زي
الوحدة الوطنية, بمعني أنك لو رجعت إلي التاريخ ستجد ان جمال عبد الناصر
ورفاقه تعلموا من سعد زغلول, لأن سعد زغلول ورفاقة هم الذين شكلوا وجدان
هؤلاء الشباب, وكانوا كارهين للاحتلال, والسادات كان لصيقا بعبد الناصر
وهذا يؤكد أن الجميع هدفهم الأساسي هو صالح هذا الوطن وهذا الشعب, رغم
اختلافنا أو اتفاقنا علي بعض القرارات.
أحمد زكي في الأهرام.. نجاح فيلم' أيام السادات' الجماهيري والنقدي,
وما أحدثه من ضجه عالمية لما يحويه من أحداث وحقائق وقيمة وطنية كان وراء
دفع الرئيس' حسني مبارك' لتكريم أحمد زكي بالإضافة لأبطال الفيلم' ميرفت
أمين ومني زكي وأحمد السقا', ومؤلفه الأستاذ' أحمد بهجت' ومخرجه' محمد
خان', وذلك في سابقة تاريخية لم تتكرر بأن يقوم رئيس الدولة بمنح الأوسمة
لهم تقديرا لدورهم في تقديم عمل فني له قيمته التاريخية للأجيال. أحمد زكي
عبر كثيرا عن سعادته بالتكريم في معظم وسائل الإعلام, ولكن يبدو أنه وبعد
أن ارتاح من التعبير عبر كلمات فورية يوم تكريمه أراد أن يقول للرئيس حسني
مبارك شكرا بطريقته, و فوجئت به يتصل بي هاتفيا يوم3 يوليو2001 ويطلب حضوري
لـ الأهرام ويومها كانت انتخابات' نقابه الصحفيين' ويوم افتتاح المبني
الحالي للنقابة, فقلت إنني موجود في الانتخابات, فقال لي إنه في طريقه
للأهرام, و طلب مني مقابلة مسئولي الإعلانات لنشر إعلان في الصفحة الأولي
نظير مبلغ مالي كبير, ويومها قال لي إنني أردت أن أقول للرئيس كلمة حب من
قلبي, وذلك عبر إعلان بالصفحة الأولي, وبالفعل نشر الإعلان يوم4 يوليو تحت
عنوان' تلغراف' السيد الرئيس محمد حسني مبارك, شعرت في اللحظة التي منحتني
فيها الوسام أنني حصلت علي أجري عن عمري الفني كله, حصلت عليه في لحظة
واحدة, أشكرك وأؤيدك وأحبك...'.
مؤامرة ضد السادات.. ما لايعرفة كثيرون أن أحمد زكي عاني بشدة جراء
تصديه لإنتاج' أيام السادات' علي المستويين' المادي والنفسي' لأنه واجه
ضغوطا من بعض الشركات التي عزفت عن إنتاجه, ولكنه أصرعلي التجربة ونجح وحقق
ما أراد, ولكن أيضا بعد عرضه تعرض الفيلم للسرقة, ويومها أتذكر أنه أعلن
اعتزاله إرضاء لمافيا الفيديو والـDVD,
وقال لي:' أنا قعدت بجوار الفيلم4 سنوات ورفضت العديد من
الأفلام وعندما نجح الفيلم بدأت الحرب ضدي بهدف إحراجي وعدم قدرتي علي سداد
ديوني التي اقترضتها من البنوك لإنتاج الفيلم, وهذا سيدفعني للهروب بعيدا
عن الفن. ورغم احتياج أحمد زكي للأموال لتغطيه ما قام به من تكاليف ضخمة
فإنه كشف لي مرة عن أنه رفض بإباء ما عرضته عليه إحدي الشركات أو أحد
الأفراد من توزيع أو شراء الفيلم, شرط حذف جزء من خطاب الرئيس السادات في
الكنيست الإسرائيلي, وذلك نظير مبلغ كبير, كان هذا المبلغ كفيل بإعادة
التوازن المادي له, ولكنه رفض بشدة وقال' أشرف لي أن أخسر من أن ابيع ضميري
ووطنيتي في لحظة أغير فيها تاريخ بلدي' وأضاف: إنهم يريدون حذف الخطاب الذي
أكد فيه الرئيس الراحل أنور السادات أن مصر لم تقم بعمل سلام منفرد, وأيضا
أرادوا حذف الجزء الخاص من نفس الخطاب الذي أكد فيه أن القدس عربية
بالإضافة إلي كل ما جاء في الخطاب من كلمات تؤكد أن مصر دائما مع السلام
العادل مع الشعب الفلسطيني. هذا الموقف وغيره من المواقف يؤكد علي أن احمد
زكي فنان لديه حس وطني بلا مزايدة, وهو موقف نابع من إحساسه بالدور الكبير
الذي لعبته مصر دائما لمصلحة الشعوب العربية.
ساندرا وجيهان السادات.. قبل أيام كنت مع المخرجة ساندرا- وهي
بالمناسبة صديقة عائلة أحمد زكي- كشفت لي لأول مرة عن أن أحمد زكي في أحد
اللقاءات عام1994 القت به مع الكاتب والاعلامي' إبراهيم عيسي' الذي أسند له
كتابة أيام السادات في البداية, طلب منها زكي أداء شخصية' جيهان السادات'
بل إنه طلب تبنيها فنيا, وأخرجت ساندرا الصورة التي تجمعها بأحمد زكي
وإبراهيم عيسي, لقد كان أحمد زكي صاحب بصيرة ومعرفة بمن يملكون المواهب
وسعي بالفعل لتشجيع ومساندة ساندرا, و لهذا لم يكن غريبا أن يطلب مني تبني
ساندرا فنيا وإنسانيا, بل وصل الأمر إلي أنه أمسك بالورقة والقلم وكتب
شهادة في حق ساندرا نصها:' أعلنت أنا أحمد زكي تبني ساندرا نشات فنيا
وسينمائيا وانسانيا, ويسعدني ويشرفني أن تقوم بدور جيهان السادات فهي أحسن
من رأيت لتقوم بتجسد شخصيتها, موقعا في نهاية الورقة: أحمد زكي ممثلا منتجا
ومتفرجا.
أكرة حب الشفقة.. تربيت في بيوت الأسرة كلها تقريبا' الأخوال
والأعمام', ومنذ صغري وعندي عقدة أن يقول أحد عني يتيما, كما أكره التعبير
بوضوح عن ألمي أو عندي عملية جراحية هنا مشيرا إلي ذراعه, هكذا قال لي أحمد
زكي مشيرا إلي منطقة أخري' هذه حقنة بلهارسيا وأنا عيل, الراجل أعطاني حقنة
في الوحدة الصحية وهو بيكلم صاحبه, ضرب الحقنة فخرجت من الناحية التانية
وذراعي بقه كده', كان الألم شديدا بشكل لاتتخيله, ومش عاوز أقول آه عشان
محدش يقول لي معلهش يا حبيبي', أنا اكره حب الشفقة, كنت أحب أن أجلس مع
أصحابي عشان لايقتربون مما يضايقني كوني يتيما, وأحب كل حاجة بجد وصدق'
اللي يقولي مبروك أو اللي يوجهني, ومن هنا كرهت الشفقة وبدأت أغرق في
تأملاتي مع نفسي وذاتي.
تعالوا نحب بعض.. نحن موجودون في الحياة بعمر افتراضي فلماذا لا يحب
بعضنا البعض الآخر,' لماذا لانبسط بعض, ونطبطب علي بعض, محدش بيعمل حاجة
ربنا سبحانة وتعالي هو الذي يعمل كل شئ', لذلك أتمني أن نعيش سويا بلا حروب
وبلا مشاكل, بالحب وحده نحقق كل شئ في هذا الوجود.
مفاجأة.. حقوق أفلام عبد الحليم وأم كلثوم وفريد وأحمد
زكي تنتهي في مايو!
كتب طارق رمضان:
كشفت مصادر مطلعة لـ'نجوم وفنون' أنه بانتهاء شهر مايو القادم
يكون قطاع التليفزيون المصري ممنوعا تماما من عرض أي افلام للعندليب
عبدالحليم حافظ حيث تنتهي جميع حقوق الأفلام المتبقية في التليفزيون, بعد
انتهت بالفعل حقوق عرض سته أفلام هي' أيام وليالي, معبودة الجماهير,
الوسادة الخالية, موعد غرام, شارع الحب, بنات اليوم', ولم يتبق لدي
التليفزيون إلا أفلام' فتي أحلامي, ليالي الحب, لحن الوفاء,
الخطايا' وهي الأفلام التي ستعرض علي الشاشة في ذكراه38 فقط والتي تحل
غدا الجمعة.
وقال مصدر مسؤل أن حقوق أفلام الراحل فريد الأطرش ستنتهي في نفس
الموعد, بالاضافة إلي عدم وجود أية حقوق لجميع أفلام سيدة الغناء العربي أم
كلثوم علي الإطلاق ولايجوز للتليفزيون المصري بقنواته الثلاث الاولي
والثانيه والفضائية عرضها حاليا, خاصة أن آخر فيليمن لها قد تم انتهاء حقوق
استغلالهما, وأضاف المصدر أن أفلام الراحل أحمد زكي لايوجد منها سوي
الأفلام التي انتجها قطاع الإنتاج مثل' ناصر'56 وافلام جهاز السينما التابع
للاتحاد مثل' معالي الوزير, أيام السادات اضحك الصورة تطلع حلوة' هي فقط
التي يقوم التليفزيون بعرضها ولم يتبق له أي افلام سوي' المدمن والحب فوق
هضبة الهر'م اللذين يتواجدان من ضمن قائمة طويلة جدا للفنان الراحل
وأكد المصدر أنه بالسنبة لفيلم العندليب الاسمر' أبي فوق الشجرة' فلم
يتم شراء حق استغلاله علي الإطلاق, ولم يتواجد في التليفزيون المصري نظرا
لعدم جواز عرضه رقابيا لأن به محذوفات كثيرة ولا يعرض منه سوي أغانيه فقط.
الأهرام اليومي في
28/03/2013
حنان مطاوع "ثورجية". "قبل الربيع"
اميرة العادلي
تعيش الفنانة حنان مطاوع حالة من النشاط الفني حيث تبدأ تصوير مشاهدها
في الفيلم الجديد "قبل الربيع" في شوارع المعادي، ووسط البلد، وتقول أنها
سعيدة بترشيحها للدور، وأن جميع الفنانين يجب أن يعملوا حتي تدور عجلة
الصناعة المتوقفة.
وعن دورها قالت: أجسد شخصية دعاء فتاة من حي شعبي، ثورجية، تشعر
بالظلم والقهر وتتفاعل مع الأحداث، وجذبني للشخصية أن بها خطا كوميديا،
بالإضافة إلي السيناريو الجيد، والفيلم يتحدث عن الشهور السابقة لاندلاع
ثورة 25 يناير، وكيف كانت عاملا مؤثرا في حدوث الثورة، ويشاركني بطولة
الفيلم هنا شيحة، واحمد وفيق، ومني هلا، وعمرو ممدوح، بالإضافة إلي انه
التعاون الثاني مع المخرج احمد عاطف بعد فيلم الغابة، والفيلم إنتاج مشترك
مع المركز القومي للسينما. وعن خوضها للبطولة الجماعية خاصة أن فيلمها
الأخير "حفلة منتصف الليل" لم يحقق إيرادات كبيرة قالت: بالتأكيد كل فنان
يتمني البطولة المطلقة، لكني أفضل الجماعية لان الجمهور نفسه يحب أن يري
عددا كبيرا من الفنانين في فيلم واحد، وهذا يخلق مباراة فنية، والدليل نجاح
فيلم "ساعة ونص"، أما الإيرادات فأعتقد أنها مناسبة في ظل الظروف التي
نعيشها فمجرد نزول الجمهور لمشاهد فيلم وسط هذه الأحداث فهو في حد ذاته
نجاح كبير. وعن أعمالها القادمة قالت: انتظر عرض فيلم بعض الطوفان، كما
أقوم بتصوير مسلسل "شمس الأصيل" حيث أجسد شخصية فتاة متحررة تتعرض لظروف
قاسية فتصبح داعية إسلامية، والمسلسل يناقش علاقة المسلمين والمسيحيين بشكل
حقيقي، ويرصد تغييرات المجتمع من الستينيات والثمانينيات، وأواخر
التسعينيات.
الأهرام المسائي في
28/03/2013
زوجة رجل مهم
أحمد بيومى
كم كنت أرغب فى لقاءه، فقط لأداعبه قائلا أننى شاركته يوما بطولة أحد
أهم أفلامه »زوجة رجل مهم«، رغبتى القاتلة فى رؤية تعابير وجهه، تمنحنى
يوميا قدرا كبيرا من الخيال لرسم المشهد الذى لم يتحقق. كان بالضرورة سيرفع
حاجبيه بدهشة قائلا: كيف؟ مستحيل؟، كنت سأحكى له عن تفاصيل ذهابى إلى نادى
الشرطة فى مدينة المنيا أثناء تصويره فيلم »زوجة رجل مهم« وكيف أننى كنت
أجلس فى الطاولة الملاصقة لميرفت أمين وهى تحاول تقطيع استيك اللحم، إلى أن
يتدخل بإشارة من يده ليتم إستبدال الطبق، وهى الإشارة نفسها التى يستخدمها
- بعدما يفقد منصبه - وتحقق نفس المراد. كان عمرى عاما واحدا، إلا أنها تظل
الذكرى الأعلى فى حياتى ، وكلما يعاد الفيلم أظل جالسا منتظرا ظهورى على
الشاشة، إلى جانب الصور التى احتفظ بها وأنا بين أيدى ميرفت أمين وبجوارى
أحمد زكى.
هشام ضابط المباحث، مهووس السلطة داخل وخارج نطاق العمل، حتى مع زوجته
عاشق صوت عبدالحليم حافظ. استطاع محمد خان فى فيلمه أن يغوص داخل أعمقا
شخصياته، كما سخر كاميرته لتكون بالمرصاد لكافة المتغيرات والتحولات
الإجتماعية والسياسية التى جرت فى مصر.
هى: تكتشف بعد زواجها منه بأنها ليست سوى قطعة جميلة من ديكور المنزل،
اقتناها لاستكمال وضعه الأسرى والاجتماعى، وأنها بذلك قد فقدت شخصيتها
وهويتها كامرأة وإنسانة لاتقوى على مقاومته. كما تجد نفسها معزولة حتى عن
العالم الخارجى المحيط بها. هو: بكتشف - وبشكل مفاجىء- بأن السلطة قد تخلت
عنه وأحالته للمعاش، وذلك إثر تحقيقات النيابة ومحاكمات القضاء فى قضية
أحداث 18 و 19 يناير 1977، لم يكن يستطيع أن يتصور - إطلاقا - الخروج من
إطار السلطة ليعيش كمواطن عادى، ولايكنه أن يتصور أيضا بأن الأيادى التى
كانت ترتفع تحية له، توشك الآن أن تصفعه.
أخبار النجوم المصرية في
28/03/2013
"أبي
يشبه عبد الناصر" لفرح قاسم
تسجيلي يعيدنا إلى ذواتنا في "أيام بيروت"
درويش درويش - بيروت
يجافيه النومُ العنيد، ذلك الطاعن في السن، غير العابئ بشيء، والعابئ
بكل شيء معاً، كما يقول، يختزن الكثيرَ في ذاكرته ومخيلته في بيتٍ طرابلسي
ساكن إلا من جلبته المرحة. نتعرف إليه بين جدرانه العابقة بضغط الذكرى
والأحداث.. هو مصطفى. والد "فرح قاسم" مخرجة فيلم "أبي يشبه عبد الناصر".
تلتقط له كاميرا "فرح" تفاصيل دقيقة تعرفها جيداً. ليس فقط لكونه
والدها ولأنها تعرفه. بل أيضاً لأن هناك ما يعتمل في نفسها، سراً خفياً،
سيجذبها ويفضي بها إلى إنجاز هذه التجربة السينمائية.
غالباً ما لا تتطابق الصورة المتحركة في هذا الفيلم مع "شريط" الصوت
المرافق. عملت فرح على تحديد هذا "الفصل" ونحته ليقول وليوصل المعنى، ما
يصعب على وسيلة أخرى قوله وإيصاله: إذ يخدعنا ويأخذنا عنوان الفيلم بدايةً،
ثم الرصد "المباشر" للشخصية الآسرة، لمصطفى السبعيني، الممتلئ حيويةً،
وقلقاً. كما "تخدعنا" لقطات "فرح" القريبة لوالدها، لوجهه، أثناء نومه،
ويقظته، شعره الشائب المقصوص المتناثر على كتفيه، عند الحلاق، من كان يسرد
بين يديه رغبة ابنته في تزويجه مرة أخرى. نتماهى مراراً لتقطع المخرجة هذا
التماهي على الدوام، وبجرعات متزايدة قدماً مع التدفق الزمني للفيلم،
بالفصل المتعمد بين الصوت والصورة، وفي لحظات تبدو أحياناً صادمة ومفاجئة،
وهي جريئة بلا شك. أهم تلك اللحظات تغييب الصوت المباشر لإنشاد مصطفى
لأبيات شعره المقفى، بينما كان مستعداً لذلك ومستلهماً من الكتاب المفتوح
بين يديه. كأنما لتقول أن القضية في مكان آخر.
هكذا تمهّدُ فرح للولوج أعمقَ، في ملاحقتها وتلمسها لدواخلها، بجرأة
المستكشف. بأن تبدأ "بالتسلل" إلى "الفيلم" بعبارات تنطقها من وراء
الكاميرا، تبدو غير مرتبطة "بموضوعه"، كاتصالها الهاتفي مع صديقتها "أنجي"
بينما الكاميرا ترصد الأب بين جدران منزله الحميمة، أو تبدو مرتبطة
بالموضوع؛ كأن تخبر والدها بأنه يشبه عبد الناصر. ثم بجدالها المتصاعد معه،
لتتخلى رويداً رويداً عن دور المخرجة فقط، وليزداد –في المقابل- حضورها
كشخصيةٍ وموضوعٍ معاً، بادئةً بالحضور الصوتي، المتعاظم وجوده مع تقدم
الجدال المذكور، ووصوله إلى مرحلة "صدامية" عندما تسأله عن أي الأشخاص
يتمنى لقاءه أولاً في العالم الآخر فيجيب أنها والدته فترد "لا تكذب عليّ"
ليرد عليها بغضب "الوالد" اللائم. يجري ذلك عبر رحلة يُذكر فيها العالمُ
الآخر وما يتوقعه مصطفى "هناك" بعد رحيله، في فضاء من إضاءة خاصة، وحضور
كثيف لجوّ بين النوم واليقظة، يَفرض بذاته مناخ الحلم الضاغط على صاحبه
وعلى من "يتابعه" بلقطات قريبة أيضاً وبفضاءات ضيقة تحدها وتحددها جدران
"منزل العائلة".
حتى ننتقل أو "ننزاح" إلى "برزخ" آخر، مرحلةٍ أخرى ندرك عندها أن
شخصية الأب ليست فقط ما يريد الفيلم تناوله، هذه المرة بحضور شخصية فرح
"بالصوت والصورة" أمام الكاميرا، عندما تصورها يد الخادمة العجوز، وتسألها
عن أمها وهل تفكر بها، ولا نسمع إلا الصمت من فرح. عند هذا الانزياح الكبير
والسلس معاً، وفي هذه اللحظة بالذات، تصبح فرح شخصية محورية، ووسيط سينقلنا
من شخصية الأب إلى شخصية الأم التي ستحتل كـ "حاضرة غائبة" مساحة كبيرة من
بقية الفيلم، صلة الوصل بينهما، وليكون لهذا الحضور "حضور فرح" بعداً
دلالياً واسعاً، كنقطة واصلة وفاصلة بين الحياة والموت، وكذاتٍ مفكرة تحاول
فكفكة الذاكرة والمعنى.
لا يدع الفيلم لنا بعد ذلك، ولا تسمح فرح لنا بالشرود أو بالتراخي،
وتستمر في شدّنا إلى منطقة مجهولة، تزيد من إثارة القلق لدينا، و التوغل في
توريطنا، وتقريبنا من البؤرة. نحن المشاهدين، من تَسَرَّبَ إليهم شعورٌ
خفيٌ، بإمكانية "انتقالنا" أيضاً أمام كاميرا لنصبح الموضوع والهدف في آن؛
وهو شعور لابد ناتجٌ هنا عن أمرين، الأول هوَ اللعبة التقنية المشار إليها
آنفاً، انتقال المخرجة/المصورة، من وراء الكاميرا إلى أمامها. والثاني هو
قدرة الفيلم/السرد الفيلمي، المتزايدة على الانفلات من "الشخصي" دون التخلي
عنه، وصولاً إلى طرح التساؤلات الوجودية الأعم: لقد دفعتنا فرح مجدداً إلى
عتبة جديدة، بتجسيد شخصية أمها الراحلة بالكلام المنطوق أولاً، واصفةً
الذكرى المؤلمة لرحيلها بتفاصيلها عندما كانت فرح في الثامنة عشرة، متحدثة
عن نفسها، وعن والدتها التي أبى جثمانها الخروج من باب الغرفة لتشييعها،
إلا بعد محاولات عدة، ذلك الباب الذي لطالما كانت الأم وهي على قيد الحياة
تخطر عبره، مهيئةً نفسها ومتأنقة للخروج في نزهة ما، مع صوت طقطقة الحذاء
الجميل على البلاط. ثم تنهي فرح هذا التجسيد بمشاهد قديمة مصورة، تظهر فيها
امرأة تشبهها، جميلة ومترعةً بالحياة والمرح. تلك المرأة التي لا يزال
زوجها يرثيها شعراً حتى اليوم.
"أبي يشبه عبد الناصر" لفرح قاسم، فيلمٌ رغم إيغاله في الذاتية،
إلا أنه استطاع مطاولة أحاسيسنا العميقة، وهزها من الداخل، بخبرة العارف،
بلغةٍ سينمائية متماسكة.
يوميات سائق سيارة اسعاف:
كثافة المادة الوثائقية
طاهر علوان
عزف على ماض قريب ، مراجعة لصفحات ماضية ولكن أي ماض هو ؟ وأي زمن
وأية شخصيات؟ شخصيات تتشابه في ما عاشته وكلها تتعامل مع واقع صار اسمه
ماض تولى، هو صورة يوغسلافيا السابقة قبل ان تدور الدوائر وتتشظى أعراقا
واثنيات بعد صراع طائفي وعرقي وحرب أهلية (1992-1995) ما بين البوسنة
والهرسك وجمهورية الصرب والجبل الأسود وكرواتيا وتداخل دولي تمثل في قصف
الناتو مطلع التسعينيات وحيث شهد العالم افضع المجازر وحيث بلغ عدد ضحايا
هذه الحرب قرابة 200 الف قتيل واكثر من مليون مشرد واغتصاب اكثر من 30 الف
امرأة .هذا المشهد الكابوسي المرير هو الذي ينطلق منه هذا الفيلم
.
مختصر القصة
يبدأ الفيلم بلقطات وثائقية لعمل سيارات الإسعاف في الخمسينيات من
القرن الماضي وطرق تسلم الطلبات والنداءات للإنقاذ من الحوادث، صور
وثائقية أرشيفية ليوغسلافيا –بلغراد السابقة في تلك الحقبة ثم لننتقل الى
بلغراد وكيف تطورت الحياة فيها ولنصل الى يوغسلافيا (سابقا) بعد حملات حلف
النيتو والصراع العسكري العرقي في مطلع التسعينيات الذي انتهى بانهيار
الاتحاد اليوغسلافي.
صربيا وهي تلعق جراحات الحرب وبلغراد وهي تخرج متهالكة من الصراعات هي
الخلفية التي تقع فيها الأحداث.
في كل يوم هنالك مظاهرات وتحت ظل نزعات قومية شوفينية لدى قادة الصرب
التي وصلت الى مستوى الفاشية بارتكابهم جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية ضد
مسلمي البوسنة ، تحت سمع العالم وسمع حلف الناتو وبصره.. التظاهرات
والصدامات مع الشرطة وحرق الممتلكات كل ذلك يخلف وراءه إحساسا بالإحباط
والعجز والكآبة تدفع كثير من الناس الى ردود أفعال شتى وذلك ما يدفع رجلا
خدم في الجيش عندما كانت مهمة الجيش والشرطة هي الدفاع عن الوطن وليست أداة
من أدوات القمع وإذكاء الصراعات العرقية ولهذا يقرر الانتحار ..ولكن كيف ؟
هو لا يملك الشجاعة لإطلاق رصاصة الرحمة على رأسه يذهب الى المقابر
حيث يشاهد تأبين أحد قادة الجيش وكيف يحتفى به بينما هو مهمل ومنسي وخلال
التظاهرات ضد الحكومة والتي تطال الصيدليات يجمع هو كميات هائلة من علب
الدواء لكي يبتلع شيئا منها خلال إقدامه على الانتحار، مشهد سريالي عندما
تدخل عليه الفتاة المعاقة التي تستخدم كرسيا متحركا عندما تنظر إليه وهو
ينظر إليها ليفتح خزانة مليئة بالأدوية فتتكوم عليه علب الدواء وهو يلفظ
أنفاسه لكنه قبل ذلك يتصل بالإسعاف ويسألهم كم حبة دواء علي أن أبتلع لكي
اموت فيجيبه الموظف : عليك ابتلاع علبة كاملة. فيرد عليه ولكنني ابتلعت
علبة كاملة و لم أمت فيجيبه : اذن عليك ان تستشير طبيبك
...
لا يبقى من العجوز العسكري المتقاعد الا مسدسه الذي يأخذه حفيده بينما
ابنة الرجل العجوز تناشد إخوتها لحضور الدفن لكن لا أحد يأتي وليس سواها
وسوى ابنها، كل ذلك يجري من وجهة نظر فيرا(فينسا تريفاليج) الطبيبة في
الإسعاف التي تشهد كل شيء والتي ستشهد أيضا اللحظات قبل أقدام الأم على
الانتحار .
كابوس الحرب، كابوس الخراب
في المقابل تمضي الإضرابات وصراعات السياسيين متصاعدة لتذهب فيرا
مستجيبة لنداء عاجل من اجل انقاذ رجل اقدم على الأنتحار وهو الأمر الذي
يتكرر من يوميات سايارة الأسعاف وطاقمها ، لكنها والى ان تصل الى المكان
يكون الرجل قد قضى منتحرا فتجده معلقا قرب احد المباني ليشاهده صبي في
حوالي العاشرة نعرف فيما بعد انه يبكي في كل يوم فقدانه لوالديه في الحرب
وهو يثير شفقة سائق سيارة الأسعاف وفيرا نفسها ..مشهد مؤلم ومأساوي هو ذلك
الذي يعبر فيه الصبي عن وحدته والمه حتى ان دموعه لاتتوقف فيأخذه سائق
سيارة الأسعاف للعلاج لآيقاف تدفق الدموع !!!.
الحياة الأنسانية الطبيعية اذ تمضي الا سرعان ماتتجمد وتتوقف..فسائق
سيارة الأسعاف ينظم الى برنامج للمعالجة النفسية والأجتماعية لطلاب المدارس
تنظمه احدى الجمعيات الأوربية وخلال القيام ببعض الألعاب يقوم سائق سيارة
الأسعاف السابق بالتصوير بالفيديو ومن ضمن برنامج اللعبة التي يقوم بها
الأولاد هي السرعة في خلع الملابس وارتداء الملابس الرياضية لكن ذلك الصبي
الذي فقد جده ومازال يحتفظ بمسدسه وخلال خلع الملابس يسقط المسدس المدسوس
تحت ملابسه وتتوقف الكاميرا ويتوقف سائق سيارة الأسعاف مشدوها ، وهو الذي
اراد في انضمامه لهذا البرنامج التخلص من كابوس القتل والرعب ، ثم يقوم
بمشاركة الأولاد لعبهم وفجأة يتسلل ذلك الصبي الى غرفة مكبرات الصوت ليوقف
الموسيقى الصاخبة ويبث من تلفونه المحمول تسجيلا لتضرعات صديقه الذي يبكي
والديه وصلاته اليومية قبل ان ينام من اجل ان يراهما . صدمة اخرى لسائق
سيارة الأسعاف تعيده الى قلب المأساة وهو يتأمل وجه الفتى البريء مغسولة
بدموع انتظار والديه .
صربيا التي تقترب من تخوم اوربا من جهة اهتمام اوربا بها ومساعدة
سكانها يصل اثرها الى سيارة الأسعاف التي يجري دعمها بشبكة الأنترنيت لم
تعتد عليها تلك الطبيبة وهي التي امضت كل سنوات الحرب منهمكة بالأستجابة
للحالات الطارئة وهي ترافق سيارات الأسعاف لأنقاذ الناس .خلال ذلك تتوثق
علاقتها بجارتها الشابة المقعدة (ندى)- الممثلة سونيا كولاكاريج- التي
تمضي اغلب وقتها في تصفح الأنترنيت للتعرف على الحالات المشابهة لمرضها .
لكنها تخبر فيرا وهما تتطلعان الى السماء المرصعة بالنجوم عبر التلسكوب ان
من المعجزات التي يجري الحديث عنها اليوم هي ان دموع طفل فقد والديه قابلة
لعلاج حالات مرضية عديدة وتريها الصحيفة التي نشرت صورة الفتى ومنها معالجة
الشلل الذي تعانيه ندى .
عزف متواصل على المأساة والألم والجراحات وحيث شيئان لايهدآن في صربيا
: هما : اصوات سيارات الأسعاف التي تسارع لنقل جثث المنتحرين والمصابين او
الموشكين على الأنتحار او ضحايا العنف العرقي والجرحى من جراء المصادمات مع
الشرط والثاني هو صوت التظاهرات وخطابات الساسة .
تراجيديا مروعة تم نحتها ببراعة وهي تفيض بالصور الوثائقية عن
التظاهرات والأحداث السياسية التي تم ادماجها بذلك البناء الدرامي الملفت
الذي صنعه هذا المخرج البارع وفريقه
.
البناء الفيلمي والشكل الوثائقي
مما لا شك فيه ان الخلفية الوثائقية التي اعتمدها المخرج قد بدت واضحة
جلية في هذا الفيلم بمعنى تكريس مساحة كبيرة من منجزه للسينما الوثائقية
على اعتبار ان فيلم سيارة اسعاف هو فيلمه الروائي الأول، فقد وظف الوثائق
الفيلمية التي تظهر الحياة في يوغسلافيا السابقة وخاصة العاصمة بلغراد على
نحو أسس أرضية مناسبة لشخصيات الفيلم وفي واقع الأمر إن الفيلم اقترب الى
حد كبير من فكرة (يوميات سائق سيارة الأسعاف) وهي يوميات متداولة للذين
يعملون في الحقل الأنساني في اثناء الأزمات وخاصة في اثناء الحروب . لكنه
وبالرغم من ثقل المادة الوثائقية المنتقاة بعناية ، الا انه مرر أفعال
شخصياته وجعلها تعيش (في حال الطوارئ) لأسباب شتى تفترق وتتعدد ولكنها
تجتمع عند مجتمع مأزوم عصفت به الحروب وخلفت جراحات غائرة ، فشخصياته تتنفس
حياة الممكن وتتحرك في فضاء المحدود ولاتمتلك ذلك الأفق وتلك الحرية التي
تحتاجها لكي تحلق وتنطلق، فمثلا فيرا هي مثال حي للشخصية التي نذرت نفسها
وحياتها لأنقاذ حياة الآخرين غير مبالية بأي شيء آخر كما انها تسكت أي
طموحات شخصية او دوافع او حاجات تتعلق بها كأنثى، وكل همها هو ان تكون هناك
في اللحظة الحرجة لأنقاذ شخص ما لاتعرفه لكنها ستبكي دون ان تظهر دموعا، هي
تبكي لسبب انساني لااكثر وتلك هي ميزة المعالجة الفيلمية ، هي تنقذ انسانية
معذبة ويقع في المقدمة ذلك الصبي الباكي بوجهه البريء الذي يحكي كل فصول
المأساة دون ان يقول كثيرا من الكلام
.
النسيج الأجتماعي ودائرة الأزمة
هي دائرة الأزمة التي تدور في فضائها وفلكها الشخصيات ، لكنها وان
كانت تشتمل وضعا اجتماعيا كاملا بمعنى جنوح الفيلم الى التعميم إلا أن
السؤال هو : هل استطاعت الشخصيات أن تغطي مساحة اجتماعية كافية وأن تعبر عن
واقع اجتماعي هو هذا الذي تتردد في فضاءاته صرخات الحرب وما بعد الحرب
والانتقام العرقي والطائفي ؟ في واقع الأمر ان بضعة شخصيات ممثلة بالطبيبة
فيرا وبزميلها سائق سيارة الأسعاف والفتاة المعاقة (ندى) والكهل وابنته
يشكلون نسيجا اجتماعيا واسعا واستطاع كاتب السيناريو وتاليا المخرج ان يوجد
جسورا انسانية بين هؤلاء ليعكس كلا منهم جانبا من جوانب الأزمة ، فهم في
حياتهم شبه المقفرة شهود على واقع لا يملك الثبات، تعبر عنه حشود
المتظاهرين وخطابات الساسة المتوترين، وتبدو بلغراد في الخلفية بعماراتها
ومساكنها الشعبية صامتة واجمة وكالحة والشخصيات تحرص على ان تظهر في
الأماكن التي تمنح المشاهد مثل هذا الأنطباع حتى اذا ماانتقلنا الى الأماكن
الداخلية فلن نجد ماهو مدهش ، هنالك غرف كبيرة شبه خاوية والأثاث فيها قليل
ولايعبر عن الشخصيات ، ولايكشف عنها ، فكأنها شخصيات معومة وهائمة على
وجهها لاتجد وقتا لتترك بصمة على المكان فتنظمه وتمنحه شيئا منها ، مما
تفضل ان تراه من حولها ، فالشخصيات في حالة حراك متواصل : مجموعة
سيارةالأسعاف : فيرا وصديقها في حالة طوارئ وحركة دائمة لأنقاذ الناس،
الرجل الكهل يتنقل في مدينة شبه مهجورة لم يعد ينتمي اليها ولاتنتمي اليه ،
مدينة حزينة وكئيبة لايشده اليها شيء ولم يبق منها ذكريات تستحق التوقف
عندها
.
لعلها دراما هائلة وانسانية وعميقة الجذور تلك التي جسدها هذا الفيلم
المحمل بالكثير من الدلالات والذي تتجلى فيه مهارة مشهودة في عدم السقوط في
مطب المباشرة وتجاوز عقدة المادة الوثائقية اذ كانت فيرا وندى والآخرين
محطات لاتملك الا ان تتأمل ادائها وتعجب بعفويتها وتعجب بحسها الأنساني
المجرد الذي يدفع كل انسان يدرك ويعبر عن معنى الأنسانية ان يشارك فيما يرى
ويتفاعل مع الشخصيات ويتعاطف مع ماجرى في تلك البلاد من سقوط ضحايا وسقوط
قيم في آن معا .
مخرج جوران رادوفانوفج
من مواليد بلغراد 1957 ، درس الفلسفة في جامعة بلغراد ثم اكمل دراسته
في المانيا بمنحة من معهد جوته ليعود بعدها الى بلغراد ليشتغل في حقل كتابة
السينارية واخراج الأفلام ، وفي التدريس في مدرسة السينما والتلفزيون في
كوبا ،افلامه : الشرفة – قصير- 1991 ، كولومبا يوربيكا – قصير – 1994،
الدائرة الثانية – وثائقي – 1995 ، بلدي – وثائقي – 1999 ، دمية المنزل –
وثائقي- 2000، انقاذ صربيا –وثائقي – 2001 ، انتخابات الدجاج –وثائقي –
2005 .
الجزيرة الوثائقية في
28/03/2013
إيران تستدعى محامية فرنسية لمقاضاة فيلم «أرجو»
رشا عبدالحميد
تخطط الحكومة الإيرانية لمقاضاة منفذى فيلم «أرجو» الحاصل على جائزة
الأوسكار أفضل فيلم لهذا العام، مستندين فى ذلك على أن العمل السينمائى
يقدم صورة غير واقعية لإيران.
وذكرت الصحف الإيرانية أن المحامية الفرنسية إيزابيل كوتانت بيير حضرت
إلى إيران لمناقشة كيفية رفع هذه القضية مع المسئولين، لكن لم يتضح بعد إذا
كانت سترفع القضية على الشركة المنتجة أو مخرج الفيلم بن أفليك أو غيرهم من
طاقم الفيلم، لكن كل شىء وارد.
وجاء قرار السلطات الإيرانية برفع القضية بعد أن قام مجموعة من مسئولى
الثقافة الإيرانيين ونقاد السينما بعرض الفيلم فى مسرح طهران.
ومن الجدير بالذكر أنه فى يناير الماضى صرحت بعض المصادر أن الحكومة
الإيرانية تجهز لفيلم جديد يصور الأحداث المحيطة بإنقاذ الدبلوماسيين
الأمريكيين أثناء أزمة الرهائن عام 1979، وسيطلق على النسخة الإيرانية
«الأركان العامة»، وستخصص ميزانية الفيلم من مكتب الفنون التابع للحكومة
الإيرانية، ويكتب السيناريو عطاء الله سالمانيان وسيخرجه أيضا.
وأحداث فيلم «أرجو» الذى أثار هذه الضجة الإعلامية والأزمة
والانتقادات الإيرانية تدور حول ستة دبلوماسيين أمريكيين لجأوا إلى السفارة
الكندية بعد اقتحام متظاهرين إيرانيين للسفارة الأمريكية، وتفاصيل هذه
الأحداث هى التى رأت إيران أنها مغالطات تاريخية مقصودة.
شريف مندور:
السينما المستقلة لن تختفي
القاهرة - أ ش أ : أكد المخرج والمنتج شريف مندور أن أفلام السينما
المستقلة لن تموت أو تختفي، لأن في إنتاجها متعة، مستبعدا تكوين هيكل
تنظيمي أو نقابة للسينما المستقلة في الوقت الحالي .
وقال مندور "تشكيل نقابة أو كيان تنظيمي لأفلام السينما المستقلة أمر
بعيد عن الإطار في الوقت الحالي وصعب بسبب قلة عدد الأفلام التي تنتج ".
وأضاف "لا توجد مؤسسات ضخمة تتبنى هذا النوع من السينما، ويمكن في
المستقبل أن تصبح صناعة عندما تصير الظروف مناسبة لذلك من حيث عدد الأفلام
فضلا عن إمكانية عرضها في دور السينما عندها سيعرفها الجمهور ويقبل عليها "
وبشأن احتمال اختفاء السينما المستقلة، قال: "لا أعتقد أن يأتي اليوم الذي
تتوقف فيه صناعة هذه الأفلام لأن في صناعتها متعة سواء أدبية أو معنوية ".
وأشار إلى أنه رغم التجاهل والصعوبات التي تواجهها السينما المستقلة
إلا أنه أصبح لها جمهور في مصر والوطن العربي فضلا عن ظهور جيل أصغر بدأ
يهتم بهذه السينما، مؤكدا أن تطور التكنولوجيا تساعد على استمرار هذه
السينما ولن يجعلها حكرا على أحد، وعن المشاكل التي تواجه أفلام السينما
المستقلة قال مندور إن عدم وجود دار عرض متخصصة للأفلام المستقلة من أهم
العقبات، فضلا عن صعوبة تسويقها لأنه نادرا ما تجد قنوات فضائية تقوم بشراء
الأفلام المستقلة لأن الجمهور لا يقبل عليها.
وأضاف، أن إنتاج فيلم سينمائي مستقل يحتاج إلى تكلفة عالية ولا يحقق
العائد منه بسبب ارتفاع سعر عرضه في دور العرض وبالتالي يجب على المهتمين
بأقلام السينما المستقلة الاهتمام بتسويقها في المهرجانات التي تقوم بدفع
أموال لهذه الأفلام.
الشروق المصرية في
28/03/2013 |