حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

رأيت الغجر البؤساء

فصل في حياة جامع الحديد

أمير العمري

 

غابت الأفلام الكبيرة الضخمة الإنتاج التي تتكلف الملايين من مسابقة مهرجان برلين الـ63، فحتى ما عرض في المسابقة من أفلام أمريكية لم يكن من ذلك النوع، بل ربما يكون الفيلم الألماني "ذهب" من أكثرها تكلفة من الناحية المالية. لكن فيلم "فصل من حياة جامع الحديد" للمخرج دانيس تانوفيتش هو بلاشك أقل هذه الأفلام كلها في الميزانية، بل ربما يكون من أقل الأفلام تكلفة في العالم خلال السنوات العشر الأخيرة، فقد أعلن المخرج في المؤتمر الصحفي الذي أعقب عرض الفيلم في برلين، أن ميزانية فيلمه لم تتجاوز 40 ألف يورو، وكان منتجا الفيلم يجلسان إلى جواره وصدقا على تصريحه هذا.

لكن الأفلام لا تصنع بالمال فقط بل بالموهبة وبالجرأة وبالقدرة على إقتحام مناطق جديدة وصعبة، والقدرة على التعبير عن الحياة الإنسانية بصدق، ومن خلال أسلوب فني رفيع، وهذا تحديدا ما يميز فيلم "فصل من حياة جامع الحديد".

لقد إلتقط تانوفتيش (كاتب سيناريو الفيلم ومخرجه) موضوعه من الأخبار والتحقيقات التي تنشرها الصحف. وقد ذاعت قصة ذلك العامل البسيط "نظيف" الذي يقيم مع أسرته (زوجته سينادا وإبنتيه ساندرا وسمسه) في قرية نائية في مقاطعة توزلا بإقليم البوسنه والهرسك، بعد أن تعرضت زوجته لمشكلة صحية كادت أن تودي بحياتها بسبب غياب العدالة في المجتمع بعد كل ما تعرض له الناس هناك من عيش تجربة الحرب المريرة، خاصة وان نظيف نفسه قضى أربع سنوات في "الجبهة"!

المخرج تانوفيتش يجلس مع الأسرة ويستمع إلى قصتها التي كادت أن تنتهي إلى مأساة، ويكتب سيناريو في صفحات محدودة، ويصوره بكاميرا فيديو في تسعة أيام، ويخرج بتحفة بصرية وإنسانية من الطراز الأول. لقد كان هذا الفيلم تحديدا من أكثر الأفلام التي تركت تأثيرا وجدانيا على جمهور مهرجان برلين في أيامه الأخيرة. إنه نموذج للبساطة الآثرة البليغة التي تتجاوز كل التعقيدات السينمائية، والألاعيب البصرية، ومحاولات التفلسف الزائف التي شاهدناها مثلا في الفيلم النمساوي "الجنة: الأمل" كمثال.

نظيف يعمل مع زملائه في تكسيروتفكيك السيارات القديمة وتحويلها إلى حديد (خردة) يباع لتجار يبيعونه من أجل إعادة هيكلته أو استخدامه. وهو يعيش مع زوجته وإبنتيه في جو عائلي هاديء، وهو يمتلك سيارة صغيرة قديمة. والأسرة تنتمي إلى الغجر الذين يطلق عليهم مجتمع "روما" Roma community أي مجتمعات الغجر الذين ينتشرون في أوروبا الشرقية والذين يقال إن أصولهم هندية

ورغم ما يتمتع به نظيف من علاقات طيبة تربطه بجيرانه إلا أنه ليس لديه- هو وأسرته- تأمين أجتماعي أو صحي ولا يتمتع بأي غطاء يؤمنه في حالةالبطالة أو يحميه من إصابات العمل.

زوجته سينادا حامل في طفلهما الثالث. يعد ذات يوم ليجدها تنزف. يحمل نظيف زوجته ويضعها في سيارته ويدير محركها ويقودها إلى  البلدة القريبة طلبا للمعونة الطبية، لكن الأطباء هناك يرفضون تماما التعامل مع حالةسينادا لأنها لا تحمل بطاقة للتأمين الصحي. يتوسل إليهم نظيف، ويشرح لهم الحال، يطلبون منه مبلغ 980 فرنك بوسني (حوالي  675 دولار). يشرح لهم حقيقة وضعه، وعمله، فمن أين يمكنه أن يأتي بهذا المبلغ الضخم وهو العامل الفقير الذي لم يتمكن من دفع فاتورة الكهرباء. لا فائدة. يعود نظيف وزوجته إلى القرية لكي يجدا ان شركة الكهرباء قد أرسلت من قاموا بقطع التيار الكهربائي عن ذلك الكوخ البدائي الذي يقيمون فيه في تلك القرية التي غطتها الثلوج فأصبح التحرك فيها شبه مستحيل.

تتدهور الحالة الصحية لسينادا.. يقنعها نظيف بضرورة العودة للمحاولة لكن المسؤولين هناك يصرون على ضرورة الدفع: إذا لم يكن هناك تأمين صحي فلا أحد يمكنه تحمل تكاليف العلاج. إنها في حاجة إلى عملية كحت وتفريغ للرحم حتى يتوقف النزيف، وإذا تركت هكذا قد تتعرض لعدوى التسمم وتقضي نحبها.

يعود بمفرده في اليوم التالي لمحاولة إقناع المسؤولين في العيادة الصحية بخطورة حالة سينادا. تعود معه إحدى الممرضات لكي تأتي بسينادا لكن كبرياء سينادا تمنعها من العودة مصرة على انها لن تعرض نفسها للمهانة مرة أخرى

يتشاور نظيف وسينادا ويقنعها بالحصول على بطاقة التأمين الصحي الخاصة بشقيقتها. ويكون عليهما أن يقطعا الطريق صباح اليوم التالي بسيارة أحد جيرانهما بعد أن تعطلت سيارة نظيف وفشلوا في إصلاحها. يمران أولا على منزل والدة سينادا ومعهما الطفلتان علىالمقعد الخلفي للسيارة. ويحصلان على البطاقة الصحية وينجحان أخيرا في إجراء العملية المطلوبة لسينادا وينتهي فيلم إنساني مؤثر بسيط في تكوينه، كبير في مغزاه وأسلوبه.

في الطريق إلى البلدة يمر نظيف بالسيارة على مصانع يتصاعد الدخان السام من مداخنها في إشارة من الفيلم إلى ذلك التلوث البيئي الذي لا تفعل الحكومة شيئا من أجل وقفه بما يسببه من إنتشار للأمراض، تماما كما يهجو الفيلم بوضوح تقاعس الدولة عن النظر بعين الرحمة إلى الفقراء البؤساء خاصة من الغجر، الذين تركوا هكذا بدون أي نوع من الضمانات الإجتماعية.

الحب الصامت بين الرجل والمرأة هو أقوى ما في الفيلم، فنظيف يترك كل شيء من أجل إنقاذ زوجته. ويصور الفيلم ايضا كيف يتضامن السكان والأقارب مع بعضهم البعض. إن نظيف لا ينجح في سداد فاتورة الكهرباء وإستعادة الضوء إلا بعد أن يقوم بتكسير وتفكيك سيارته بمساعدة رفاقه، وبيعها بملغ زهيد يكفي لسداد الفاتورة المتأخرة، وشراء الأدوية المطلوبة لسينادا.

الفيلم يقول أيضا إن الصدق لا يكفل النجاة، فالأطباء يرفضون تقديم المساعدة لسينادا لأنها لا تملك بطاقة تأمين صحي، وبالتالي يدفعونها إلى الكذب والتحايل باستخدام بطاقة ليست لها، وبذلك تحصل على ما أرادت

هذا ليس فيلما من أفلام "الغجر السعداء" التي يصنعها بعض المخرجين تمتليء عادة بالموسيقى الصاخبة والرقص المجنون والعربدة. فحياة الغجر كما يقدمها لنا تانوفيتش هي حياة حزينة كسيرة، مليئة بالفقر، الناس تتساند مع بعضها البعض، ويستعينون على قسوة الحياة وبشاعة الطبيعة، بالدفء الإنساني والحب.

أسلوب تانوفيتش في الفيلم هو أسلوب الدكيو- دراما او الدراما التسجيلية حيث يعيد المخرج بالتعاون مع الشخصيات الحقيقية في الحدث، تمثيل ما وقع في الحياة الحقيقية لهم أمام الكاميرا بعد سلسلة من التدريبات بالطبع. وجميع من يظهرون في الفيلم من غير الممثلين المحترفين. الأسرة بأفرادها الأربعة، والجيران، والأطباء في المصحة، والممرضة، والسائق

إيقاع هاديء رصين في ذلك الفيلم الذي لا تزيد مدة عرضه عن 75 دقيقة.. إضاءة طبيعية تماما.. كاميرا تركز أساسا على الأشخاص.. لقطات طويلة للطبيعة.. للثلوج وقد انتشرت في كل مكان.. لعامل الكهرباء وكيف يتسلق عامودا مرتفعا لكي يقوم بإعادة توصيل الأسلاك في ظروف قد تؤدي إلى إنزلاقه وسقوطه لكنه إبتكر حيلة مدهشة للتغلب على الإنزلاق من على ذلك العامود.

ويمكن القول إن الأداء التمثيلي لنظيف وسينادا يبدو وجلا، مترددا، بل إن سينادا تبدو في بداية الفيلم خجولة بعض الشيء، تتضاءل أمام الكاميرا، لأن المخرج لم يشأ أن يجعلهما "يمثلان" بل تركهما يؤديان بتلقائية حتى لو جاء الأداء مفتقدا كما لاحظنا، إلى إظهار المشاعر الحارة.

لذلك كان من المفاجيء أن يحصل نظيف على جائزة أحسن ممثل في ختام مهرجان بريل، ولاشك لدينا في تأثر أعضاء لجنة التحكيم بدور نظيف الحقيقي في الحياة كزوج مخلص رائع، فعل كل ما يمكن من أجل إنقاذ زوجته، وإدخال بعض السعادة على أبنائه.

بقى أن نقول إن نظيف قال في المؤتمر الصحفي للفيلم في مهرجان برلين، إن الفيلم لم يؤد إلى أي تقدم في حياته وأسرته، فهم مازالوا يعانون وهو لم يحصل بعد على عمل دائم بل يعمل يوما بيوم، ولم يتمتع بعد بتأمين صحي له ولأسرته!

الأفلام إذن لا تغير الواقع ولكن الواقع يتغير طبقا لحرجة التغيير الحقيقية في داخله.

"ياخيل الله" :

تراجيديا مهداة لأبناء مدن الصفيح

طاهر علوان

..في عمق الحالة وفي قلب الأزمة سيكون السينمائي امام مسؤوليته وقدره وامانته في صوغ الحقيقة ونقل صورة الواقع ،ذلك الواقع الذي ابت السينما في احد انواعها البازانية "نسبة لأندريه بازان " المبكرة ان تتعرض للتزيين والتعديل والتغيير حتى وجدت نفسها وهي تتغير وتتجمل ثم يجري استنبات وتحوير  قصصها في مئات بل قل عشرات مئات التجارب السينمائية حول العالم ، ونحن لسنا في معزل عن هذا الجدل والسجال لاسيما وان واقعنا العربي متفجر ومليئ بالقصص بل هو انطولوجيا قصصية لاتنتهي فمابالك ونحن ننحو منحى انتقائيا في نقل صور الواقع فتارة لأسباب تمويلية واستجابة لبيت المال الذي يغذي الفيلم في صيغة منتجين ومنتجين مشاركين وهو السبب الغالب ، فقد درج كثير من المخرجين على تقديم صورة وواقع حياة كثير من البلاد العربية بما يرضي المنتج ويشجعه مباشرة على دعم هذا الفيلم او ذاك ..واحيانا مايكون المخرج معذورا بسبب قلة بل انعدام الداعمين الكبار في العالم العربي الذين بأمكانهم ان يرصدوا عدة ملايين من الدولارات سنويا لدعم السينما ولكن ليس الا القليل ..

مناسبة هذا المدخل هو الحديث عن تجربة المخرج المغربي " نبيل عيوش " في فيلمه الأخير الذي اطلق له عنوانا ملفتا للنظر في منظومة المقدس والموروث  الديني الا وهو " ياخيل الله" ..فأين تراها تلك الخيل  في فيلم عيوش وكيف قرأها وجسدها ؟ حيث علينا ان  نبحث عن حوافرها وصهيلها وفرسانها في احياء  الصفيح والعشوائيات " لسيدي مؤمن " في ضواحي الدار البيضاء حيث تقع احداث الفيلم علنا نعثر على مبتغانا .والمناسبة الأخرى هي عرض الفيلم هذه الأيام في الصالات الأوربية بعيد مشاركته في الدورة الأخيرة للمهرجان الدولي لسينما المتوسط في بروكسل.

في المقترب الفكري – العقلاني 

في البدء ومادام المخرج قد قرر الخوض في منظومة متكاملة للوعي ، وعي تلك الشخصيات التي تعيش على الهامش ، فأن السؤال يتعلق بالقضية والفكر الذي اراد الفيلم مناقشته من جهة وطرح ماهو مواز له من جهة اخرى . وقبل المضي في قراءة هذا المقترب المهم لابد وان نمر على القراءة التبسيطية التي انتشرت كثير جدا في وسائل الأعلام ابان قبول الفيلم ليعرض ضمن تظاهرة " نظرة ما " لمهرجان كان الأخير ، فالكل تقريبا لخص لنا ان هذا الفيلم يعرض للفقر والحرمان والتشرد الذي كان سببا وراء انحراف ثلة من الشباب ليتحولوا الى " ارهابيين " وانتحاريين وليقوموا بتفجيرات الدار البيضاء في العام 2003 .لكن المسألة تتعدى ذلك الى كون الفيلم مأخوذ عن رواية " نجوم سيدي مؤمن " للكاتب ماحي بنيبين  فيما كتب السيناريو  جمال بلماحي وعلى هذا فنحن امام متن سردي روائي يقابله نظيره السينمائي وهذا مالايحتمل القراءة التبسيطة لبعض ماكتب في الصحافة اليومية العابرة .

لعل المقترب الفكري العقلاني يقودنا الى النظر جديا في ازمة وشلل واحتباس تعيشه شخصيات تنخرط ضمن الهامش المألوف الممثل في الطبقات المسحوقة والمنسية هي كل شخصيات عيوش التي قدمها ،الآن وفي افلام سابقة ،  فشخصيات هذا الفيلم كلها شخصيات نمطية مألوفة تماما ولايتعدى فعلها حدود البديهيات اذ انها صورة نمطية شائعة عربيا لسكان العشوائيات وتجمعات الصفيح ومنهم سكنة ضواحي سيدي مؤمن الشاسعة على فرض انهم هكذا لكنك سرعان ماستسمع صرخات انكار تقول ان هذه ليست هي الحقيقة ، وان اولئك القوم ليسوا بذلك السوء الذي يظهرون عليه عبر وسائل الأعلام والأشاعات ، وعلى هذا وجدنا ان الأساس الذي قام عليه السرد الفلمي هو ان هذه الشخصيات اسيرة واقعها القاتم وستبحث لنفسها عن مخرج وحل وحياة موازية بديلة عن هذه الحياة المشلولة لكن المعالجة الفيلمية تنأى بنفسها لتقدم ولو نموذجا واحدا فيه بصيص امل ، فالحب مثلا مقتول تماما في الفيلم ولا توجد اية صلة طبيعية بين اي  رجل وامرأة من الممكن ان تمثل بديلا لحياة جديدة ، الحب في هذا السرد القلق والرجراج يجد له بديلا ممثلا في الشذوذ الجنسي الذي يقدم بصورة ثقيلة الوطء من خلال مشهد اعتداء صبي ثمل على آخر اشد ثمالة ومواقعته وسط تشجيع الصبيان الآخرين في مشهد مفتعل تماما ومحشور حشرا فرض على اولئك الصبيان ان يحتسوا الخمر ويدخنوا السجائر ويمارس اثنان منهما ذلك الفعل الشاذ دون ان يتكرر مشهد تعاطيهم الخمر مرة اخرى مثلا استنادا لما شهدناه من معاقرة الخمرة كما يتعاطى البالغون هذا اذا اضفنا ان مثل هذه المشاهد ليست بغريبة على  افلام عيوش السابقة .

الأرهابيون وخيل الله 

اما اذا انتقلنا الى القصة الثانية بعدما تمت المعالجة الفيلمية وسط تلك البيئة  القاحلة والروح القاحلة ، فهي قصة التطرف والأنخراط في " الدعوة السلفية الجهادية" وهنا يمنح الفيلم شخصياته مساحة واسعة لتكرار الخطاب المعتاد والمعروف  الى درجة الفجاجة والملل والى درجة الأجترار الذي اعتادت وسائل الأعلام تسويقه من خلال صورة نمطية لهؤلاء الذين انخرطوا في هذا المسار فما هو الجديد في  شخصيات منحرفة وجانحة كلها تقريبا ولايوجد من بينها من تجد  فيه بذرة خير ؟ اذ تجد المخرج وكأنه يعود بنا مجددا الى فيلم سابق له وهو " علي زاوا   2000" الذي اساس بناءه وقصته السينمائية اطفال الشوارع وهاهو يبدأ بأطفال الشوارع ايضا في هذا الفيلم ، وتكون كرة القدم اللعبة الأكثر شعبية في هذه الأماكن هي ميدان تتكشف فيه طباع الشخصيات العدوانية وعلى رأسها حميد (عبد الله رشيد) طفلا ومراهقا وشابا فهو قادر على الحاق الهزيمة بخصومه لينتهي به المطاف في السجن وليتم تجنيده هناك للأنخراط في جماعات القتل والتفجير .ورغم ان الفيلم استند الى الشقيقين حميد وطارق الا انك تستطيع ان تتلمس البطولة الجماعية لأبناء تلك الضواحي المبتلاة بظلم اجتماعي فادح  ولايستحقون الأدانة فقط بل اعادة قراءة الواقع المريرالذي يعيشونه .

العنف والعنف المضاد بديلا

كأن لاحل امام الشخصيات سوى اللجوء الى العنف ، حيث يجري دفع الشخصيات دفعا الى هذا القدر الدامي والا مالذي يجعل انسانا مسالما مثل طارق ان ينحو هذا المنحى ، فهو الذي يشعر بميل لاخت صديقه سرعان مايجري تهميش هذا الدافع وطمره تحت ركام الكراهية المستعرة تجاه حياة المدينة ، والملفت هنا ان تلك الفتاة غير متحجبة تماما ولا منقبة بل ان الزينة واضحة على وجهها وليس غير اطراف اصابعها تلامس اطراف اصابع طارق ، اما المدينة فلااحد يريد الأقتراب من ايقاعها او الأستفادة من الحياة فيها ولكن يجري انتقاء النادي الليلي فقط ليجري تفجيره ، طارق يتعرض للأهانة والضرب ولا يرد ، ثم يضطر لقتل الميكانيكي الذي يعمل معه لأنه بدأ بالتحرش الجنسي بصديقه ثم لاحقا يتحول الى انتحاري وكذلك الحال مع شقيقه حميد والآخرون .

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو : اين يكمن صراع ابناء ضواحي الصفيح مع المدينة ؟ اذ الملفت للنظر ان المدينة لاتظهر في الفيلم الا في شكل بنايات عاليه في اثناء المرور العابر للسيارة التي تحمل الأرهابيين ، فأين ياترى اعداؤهم الأفتراضيون الذين اشعلوا في صدورهم كل هذا الحقد ؟ لم يظهر ولا نموذج بشري واحد يذكي ذلك الصراع القائم على الكراهية وكأن صراع ابناء سيدي مؤمن المهمشين كان يجري مع اشباح لا مع كائنات حقيقية هي ند لهم مما يدفعهم الى استهدافهم فيما بعد وليس غير تتابع نمطي لشتائم واساءات يتحدث بها هؤلاء ضد الديانات الأخرى ويسمونهم بالكفار وهو مايتكرر مرارا في منظومة وعي الشخصيات

البناء الصوري والشخصيات

مما لاشك فيه ان الفيلم استند الى بناء صوري مميز برزت فيه مهارات مدير التصوير (هشام علوي ) سواء على صعيد اختيار اوقات التصوير والزوايا وتوظيف الأضاءة بالأضافة الى حركة الكاميرا التي شكلت اضافة نوعية مميزة اثرت الفيلم جماليا واسست بشكل منطقي ومقنع لجغرافية المكان على مدى 115 دقيقة هي وقت الفيلم ، من خلال اللقطات العامة والبانورامية يضاف الى ذلك مهارة ملحوظة في المونتاج (المونتير المبدع : داميان كييو ) من خلال القطع في اللحظة المناسبة فيما تكون بعض اللقطات قاب قوسين او ادنى من الترهل لاسيما بسبب كثرة الحوارات في الفيلم .من الجانب الآخر يحسب للفيلم حسن اختيار الشخصيات الحقيقية التي جرى تدريبها جيدا وكذلك اختيار وتدريب الأطفال وفي المجمل فأن اغلب الشخصيات ادت اداءا مقنعا ومميزا سواء الأم او الأخ المعاق او افراد الخلية الأرهابية ولكن وبكل تأكيد يطغى على الجميع الأداء المتميز للشقيقين طارق وحميد .

ختاما يقول المخرج في تصريحات صحافية :" ان تفجيرات الدار البيضاء لا تهمني بقدر ما تهمني سيرة هؤلاء الشبان وما قادهم الى ارتكاب فعلهم. اردت ان اعبر الى الجانب الآخر ، ان احكي التاريخ الشخصي لهؤلاء" . فهل تراه عبر حقا الى الجانب الآخر ام بقي مراقبا انتقائيا ...؟

الجزيرة الوثائقية في

21/03/2013

 

من أفلام الأقصر:

"اليوم" لآلان جوميز وفن تقديس الحياة

أحمد شوقي 

في دورته الثانية بدأ مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية يتخذ خطوات نحو احترافية أكبر، ونحو إيجاد هوية واضحة تغلب على كل أنشطة المهرجان واختياراته. ومن أبرز سمات هذا النضج العدد الكبير من الأفلام الجيدة المشاركة في مسابقة المهرجان الرسمية، وهي مسابقة كبيرة تضم 18 فيلما متباينة المستويات، لكن ثلثها على الأقل أفلام متميزة تعد من أفضل ما أنتجته السينما الأفريقية خلال العامين الأخيرين.

من أبرز الأفلام المشاركة في المسابقة فيلم "اليوم" Today  للمخرج آلان جوميز، وهو مخرج فرنسي من أصل سنغالي، ولد في باريس بعدما هجر والداه وطنه الأم، ليصنع ثلاثة أفلام طويلة حتى الآن عرضها المهرجان كلها (فيلمين في قسم الدياسبورا بالإضافة لفيلمنا هذا). وفي أفلامه الثلاثة تلمح تيمات الاغتراب والبحث عن الهوية والعودة للوطن، وهي تيمات ترتبط كما هو واضح بحياة المخرج نفسه وانقسامه بين الوطن الذي ولد ونشأ فيه والوطن الذي ينتمي له بحكم اللون والثقافة والتاريخ.

فيلم "اليوم" الذي عرض في مسابقة مهرجان برلين العام الماضي يجمع كل هذه التيمات، ولكن ليس بشكلها المعتاد الذي كثيرا ما تتناوله السينما الأفريقية، بل يرتقي بها إلى مستوى أكثر عمقا وإحكاما سواء على صعيد الطرح الفكري أو على صعيد الأسلوب الذي تم من خلاله تقديم هذا الطرح. ليلقى الفيلم تساؤلات أكثر إنسانية تتعلق بعلاقة الإنسان بنفسه وبالعالم من حوله وبفكرتي الحياة والموت.

بداية مقتحمة

الفيلم يبدأ بشكل صادم يقتحم عقل المشاهد من اللحظة الأولى، عندما يتم إبلاغ البطل ساتشيه أن اليوم هو آخر أيام حياته وأنه سيموت في نهايته. اقتحام الخبر للمشاهد لا ينبع من كون البطل شابا يعد موته مفاجأة، ولكن من تجريد المعلومة من أي سياق يفسرها، فالبطل لن يموت لأنه مريض أو لأنه سيضحي من أجل أهله أو لأي سبب آخر من التي يمكن تصور إنهاءها لحياة شاب. إنه سيموت فقط، معلومة يذكرها له أحد الرجال لينطلق كل من حوله في تهنئته بموته الوشيك ومنحه هدايا كثيرة ليستخدمها ويستمتع بها في يومه الأخير على قيد الحياة.

الأزمة الإنسانية المجردة من أي تبرير ميلودرامي أو معلومة نعرفها عن سانشيه تبدأ تلقائيا في توليد تساؤلات في ذهن المشاهد حول حقيقة ما يحدث، محاولا فهم أي شيء عن حياة البطل الذي لا نعرف عنه أي شيء بخلاف معلومة عابرة ذكرها من أنبأه بموعد موته وهي أنه قد عاد للسنغال بعد دراسته في الولايات المتحدة (وهي ظلال من تيمة العودة للوطن التي تسيطر على أفلام جوميز). الأمر الذي يخلق أيضا تساؤلا عما إذا كان البطل قد عاد لوطنه كي يموت فيه بعدما ضحى بفرصه للبقاء في العالم المتقدم.

أغرب ما في تتابعات البداية هي تلك الحفاوة الضخمة بالموت، فالجميع يهنئون سانشيه وكأنه مقدم على حدث سعيد، بينما يبدو هو مصدوما ومأخوذا قبل أن يندمج في الجو هو الآخر ويحتفل مع المحيطين به، قبل أن يتركهم ليبدأ خوض رحلته الوجودية التي يقطعها خلال يومه الأخير على قيد الحياة.

علاقات وإحالات

سانشيه الذي احتفل مع الناس بخبر موته الوشيك يقوم خلال اليوم بزيارة ثلاثة أماكن مختلفة، في كل منها أشخاص لهم قيمة ضخمة في حياته أراد مقابلتهم قبل أن يودع الحياة. المثير في طريقة السرد البصري في الفيلم أن المخرج لا يلتزم بطابع واحد في مراحل الرحلة، بل على العكس يقوم بتعديل إسلوب الإخراج تماما في كل جزء من اليوم طبقا لما يمثله المكان داخل ذهن البطل.

فعندما كان يسير وسط المحتفلين جاءت الموسيقى الصاخبة والأداء المبالغ فيه والرقصات أشبه بأفلام الكوميديا الموسيقية المعروفة بأفلام "الغجر السعداء". ولكن بمجرد وصوله لأول مكان يزوره ليلتقي بأصدقاءه يتغير أسلوب الإضاءة والقطعات المونتاجية والجمل الحوارية لتكون أشبه بأفلام العصابات، مما يجعل الأصحاب أنفسهم والعلاقات بينهم أشبه بما اعتاد المشاهد رؤيته في هذه النوعية من الأفلام. التعديل يستمر عندما يزور البطل عشيقته ليتحول الأسلوب إلى ميزانسين مسرحي ما بعد حداثي، بإيقاع رومانسي ناعم يرسخ لحب سانشيه لهذه المرأة، قبل أن يتغير الإسلوب لمرة أخيرة نحو الواقعية عندما يذهب البطل في نهاية اليوم لمنزل زوجته وأبنه وابنته الذين يعيشون بعيدا عنه بعدما انفصل عنهم.

التغيير المستمر للأسلوب ليس استعراضا من المخرج لقدراته، ولكنه اختيار واع مرتبط بطريقة السرد داخل الفيلم، فآلان جوميز يقوم بتوظيف ذاكرة المشاهد لتكون جزءا من البناء الدرامي لفيلمه، وبدلا من أن يذكر الكثير من التفاصيل بالطرق الكلاسيكية عن طبيعة حياة البطل وعلاقته بأصدقاءه وأسرته وشكل العالم المحيط به، يكتفي في كل مرة بتعديل الإسلوب البصري ليجعل المشهد الذي قد لا يقدم في مضمونه المجرد معلومات وافية محملا بإحالات بصرية وإسلوبية من عشرات الأفلام التي شاهدها المتفرج من قبل تجعله تلقائيا يعرف الكثير من المعلومات المسكوت عنها، أي أن المخرج يستخدم ذاكرة المشاهد نفسها كأداة سردية تتفوق في قوتها عن أي تعبير مباشر بالطرق الاعتيادية.

نعم للاحتفاء بالحياة

خلال رحلة البطل الأخيرة لا يحدث الكثير من التحولات في حياة البطل الخارجية، لكننا نعلم يقينا أن التحول قد جرى داخله ليغير الطريقة التي ينظر بها للحياة وللموت. فسانشسيه هو ابن تلك الثقافة الشرقية التي احتفلت بنبأ موته في بداية الفيلم، بالضبط كما احتفى تاريخ الشرق على امتداده بالموت الذي منحه قدسية أكثر من الحياة نفسها. ولكن رحلة سانشيه جعلته يكتشف حقيقة الأمر. فالتشبث بالرأي والكرامة لدرجة تؤدي لصدام مع صديق أمر لا يساوي مهما كان على حق لحظة واحدة من السعادة تقضيها مع هذا الصديق (مثلما يحدث في مشهد لقاءه بالأصدقاء)، واحتفاء الإنسان بحياته وحرصه على الاستمتاع بها قيمة أكبر بكثير من الموت مهما كان مقدسا.

سانشيه يكتشف خلال تنقله من مكان لمكان قيمة الحياة التي فاته أن يعيشها، ويدرك أهمية اللحظات التي تركها تمر من يديه دون أن يتذوق فيها حلاوة التقرب لأطفاله وزوجته وأصدقاءه. وعند لحظة الاكتشاف تلك يتمكن من الانتصار على الموت، ليخبرنا آلان جوميز بلقطة ذكية أن البطل لم يمت كما قيل له، ولكنه عاش سعيدا مع زوجته وأبناءه حتى رآهما يكبران أمامه محققين له متعة يتذوقها في كل يوم، وهذه هي نوعية الحياة التي يمكن أن نحتفي بنهايتها ليس لأنها تنتهي بالموت ولكنها كانت حافلة بالحياة.

عين على السينما في

22/03/2013

 

عبد الفتاح القصرى

صاحب صفايح الزبدة السايحة درسته وأتمنى تقديم قصة حياته 

بمجرد أن يذكر اسم عبد الفتاح القصرى لابد أن يقترن ذلك بالضحكة التى تخرج من القلب لدى الصغار والكبار ومع هذا فإن هذا العملاق بدأت حياته بضحكة وانتهت بألم.

فقد ولد القصرى سنة 1905 لأب ثرى يعمل فى تجارة الذهب بحى الحسين والذى الحقه بمدارس «الفرير» الفرنسية لكن حبه للفن كان مستوطناً بداخله وبدأ مشواره فى عام 1935 من خلال فيلم «المعلم بحبح» ينطلق بعدها ويقدم عشرات الأعمال السينمائية مثل «عنتر ولبلب» و«الآنسة حنفى» و«الأستاذة فاطمة» و«ابن حميدو» و«سكر هانم» وغيرها وقدم فيها افيهات خالدة مازال يتداولها الناس فهو صاحب «يا صفايح الزبدة السايحة» و«نورمندى 2» وبرغم الابتسامة التى رسمتها اعماله على شفاه المعجبين لكن القدر لم يجعل له نصيباً من هذه الابتسامة ففى نهاية حياته التى كتبت بشكل مأساوى وعندما اصيب بالعمى وهو يقف على خشبة المسرح وبعدها بأيام فارق الحياة فى الثامن من مارس عام 1964 دون تكريم من الدولة أو من الفنانين وحتى الآن لم يخرج عمل فنى يجسد سيرته الذاتية بالرغم من حياته الدرامية.

طلعت زكريا: تخرجت في مدرسته واتمني تقديم قصة حياته

كشف الفنان طلعت زكريا عن رغبته الشديدة فى تجسيد حياة الراحل عبد الفتاح القصرى فى عمل فنى نظراً للدور الذى لعبه كواحد من ملوك الكوميدية فى تاريخ السينما فى فترة الأربعينيات وحتى وفاته فى مطلع الستينيات حيث يرى زكريا أن كونه صنع لنفسه شخصية مستقلة ومدرسة على الرغم من أن عصره شهد منافسة من اسماعيل يس واستيفان روستى وشكوكو وعبد السلام النابلسى ومع هذا حقق نجاحاً منقطع النظير وقال زكريا: أهم الصفات التى أعشقها فى عبد الفتاح القصرى هو خفة دمه وحضوره الطاغى وهذا جعله يلفت الأنظار فى الأفلام التى شارك فى بطولاتها أكثر من الأبطال أنفسهم فمثلاً فيلم «ابن حميدو» الذى لا اعتبره بطولة مطلقة لإسماعيل يس بقدر ما اعتبره بطولة لعبد الفتاح القصرى فمن ينسى لازمة «نورماندى 2» و«هتنزل المرة دى» وشاهين الزلط فى فيلم «سكر هانم» لذلك عندما عرض على بطولة المسرحية التى حملت نفس الاسم اخترت أن اقدم شخصية عبد الفتاح القصرى.

محمود قاسم: الجمهور أجبره على ارتداء الجلباب بسبب ملامحه الشعبية

الناقد محمود قاسم قال لدى عبدالفتاح القصرى موهبة فنية فذة أهلته لأن يصبح واحدًا من أهم نجوم الكوميديا فى تاريخ السينما المصرية على الرغم من أنه لم يقدم بطولات مطلقة تحمل اسمه باستثناء بعض الأفلام فى بداية حياته خلال فترة الأربعينيات مثل «لو كنت غنى» مع بشارة واكيم «والمعلم بحبح» لكنه لم يحقق نجاحًا كبطل لفيلم لذلك تم إسناد الأدوار المساعدة له.

وأشار قاسم إلى أنه بالرغم من أن عبدالفتاح القصرى نشأ فى عائلة ثرية وتعلم فى مدارس لغات إلا أن الجمهور أجبره على خلع الملابس الارستقراطية وارتداء الجلباب الشعبى بعدما نجح فى أداء شخصية «المعلم» الذى ينتمى للحارة ويمتهن مهنة «الجزار» و«المقاول» و«الصياد» و«النجار» وغيرها من المهن البسيطة فمن ينسى دوره فى «الآنسة حنفى» مع إسماعيل ياسين و«ابن حميدو» و«عنتر ولبلب» و«حماتى قنبلة ذرية» وغيرها من الأفلام.

وأضاف قاسم أن القصرى كان له تاريخ مسرحى حيث شارك فى بطولة العديد من مسرحيات إسماعيل ياسين وشكوكو لكن هذا التراث ضاع بسبب عدم تسجيل هذه المسرحيات حيث كان على أيامه لم يظهر التليفزيون فمن مسرحياته «30 يوم فى السجن» و«الدنيا لما تضحك» و«الشايب لما يدلع».

وأكد قاسم أن عبدالفتاح القصرى لم يكن فقط تعليمه فرنساوى لكن ثقافته أيضًا وسلوكه فرنسى فى التعامل برقى واحترام مع الآخرين وهذا ذكر فى كتب المؤلفين الذين عاصروا فترته.

مجدى الطيب: سجنه فى الأدوار الكوميدية ظلم موهبته

الناقد محمود الطيب يؤكد أن عدم تكريم عبدالفتاح القصرى بالشكل الذى تستحقه موهبته سواء بإنتاج أعمال عن سيرته الذاتية أو تكريمه فى المهرجانات السينمائية ناتج عن الشروط العقيمة التى يضعها القائمون على هذه المهرجانات لتكريم الفنانين مثل أنه يكون على قيد الحياة.

وقال الطيب: حياة وتاريخ عبدالفتاح القصرى مليئة بالدراما التى تتنوع بين الكوميديا والتراجيديا فيكفى نهايته المأساوية عندما فقد بصره بشكل مفاجئ وهو يقف على المسرح وكان وقتها يشارك إسماعيل يس بطولة إحدى مسرحياته وفجأة وهو يمثل أحد المشاهد فقد بصره وعندما حاول أن يستغيث ظن الجمهور أن هذا جزء من أحداث المسرحية وكان هذا آخر مشهد فى حياة عبدالفتاح القصرى الفنية. وأعتقد أنه إذا حاول أى مؤلف أن يضع نهاية درامية لأعظم الأفلام السينمائى فإنه لن يبتكر نهاية مأساوية مثل نهاية عبدالفتاح القصرى.

وأشار الطيب إلى أن أبطال الدور الثانى مثل القصرى وزينات صدقى ورياض القصبحى لم يأخذوا حقهم فى أعمال تحمل اسمهم لأن المنتجين عندما يختارون بطلاً لفيلم سينمائى يضع فى اعتباره العامل الشكلى أولاً وهذا جعل القصرى وجيله يتم تصنيفهم فى إطار معين من الأدوار لا يخرجون عنها وهذا ظلم موهبتهم والدليل أن عبدالفتاح القصرى عندما قدم دور الشر فى فيلم «سى عمر» مع نجيب الريحانى وشخصية اللص البلطجى نجح جدًا لكنه بعد ذلك لم يعرض عليه إلا نوعية الأدوار التى تم تصنيفه فيها وهى الأدوار الكوميدية.

أهم أعماله

فيلم «سى عمر» انتاج 1941 بطولة نجيب الريحانى.

فيلم «ليلة الجمعة» انتاج 1945 بطولة اسماعيل يس.

فيلم «لعبة الست» انتاج 1946 بطولة تحية كاريوكا.

فيلم «ليلة العيد» انتاج 1949 بطولة شادية.

فيلم «فيروز هانم» انتاج 1951 بطولة فيروز.

فيلم «الأستاذة فاطمة» انتاج 1952 بطولة شادية.

فيلم «مليون جنيه» انتاج 1953 بطولة نعيمة عاكف.

فيلم «ابن حميدو» انتاج 1957 بطولة اسماعيل يس.

فيلم «سكر هانم» انتاج 1960 بطولة عبد المنعم إبراهيم.

روز اليوسف اليومية في

22/03/2013

 

المؤلفة تحدثت عن سيرة حياتها خلال الثورة الإسلامية عام 1979

احتجاجات بسبب منع رواية برسيبوليس في مدارس شيكاغو

عبدالاله مجيد 

أثار منع السلطات التربوية في مدينة شيكاغو رواية برسيبوليس المصورة من مدارس المدينة احتجاجات واسعة، واعتبر البعض الخطوة بمثابة مصادرة لحقوق الطلبة.

منعت السلطات التربوية في مدينة شيكاغو رواية برسيبوليس المصورة من مدارس المدينة في اجراء أُدين بوصفه خطوة "اورويلية".  

وتروي المؤلفة مرجانة ساترابي في برسيبوليس سيرة حياتها خلال الثورة الاسلامية عام 1979 والفترة اللاحقة بأسلوب تصويري ساخر

وأكدت مدارس في شيكاغو أنها أُبلغت رسميًا من الجهات المختصة بإزالة الرواية من المكتبات والصفوف.  وأعقبت القرار انتقادات واحتجاجات واسعة أجبرت السلطات التربوية في المنطقة على التراجع عن قرارها قائلة إنه لا يشمل إلا صفوف السنة الأولى من المرحلة الثانوية وليس المكتبات بسبب لغته المكشوفة وصوره غير الملائمة لمناهج هذه المرحلة من الدراسة الثانوية.  

وقالت مديرة تربية منطقة شيكاغو انيت غيرلي إن القرار يهدف الى "التوثق من أن ما يرسخ في ذهن التلميذ هو صورة ممارسات لاإنسانية، وليس صور شخص يتبول بأعضائه التناسلية المكشوفة على ظهر شخص ما أو صور شخص يتعرض للتعذيب". 

واضافت غيرلي: "نحن لا نحتج على قيمة هذا الكتاب بوصفه عملاً فنيًا بل نريد التأكد من أنه عندما نضع هذا الكتاب بأيدي الطلاب تكون لديهم الخلفية والنضج اللازم لتقديره".  

ولكن صحيفة الغارديان نقلت عن ستيفاني غادلين المتحدثة باسم نقابة المعلمين في شيكاغو رفضها موقف السلطات التربوية رغم تراجعها، وقالت "إنه لغة اورويلية مزدوجة"  مشيرة الى أن السلطات التربوية تعلم أن هناك 160 مدرسة ثانوية بلا مكتبات، وبالتالي فإن سحب الرواية من المكتبات لا يعني شيئًا. واضافت مسؤولة المالية في النقابة كريستين مايل "أن المكان الوحيد الذي سمعنا بمنع هذا الكتاب فيه هو ايران".  

وقالت مايل إن السلطات التربوية تخاف من كتاب كهذا لأنه يستهدف السلطة والبنى الطبقية والعنصرية والتمييز بين الجنسين

وقالت جمعية المكتبات الاميركية إن إبعاد رواية برسيبوليس عن متناول الطلاب "يمثل مصادرة فظة لحق الطلاب في الوصول الى المعلومات ، وينم عن فرض شكل من اشكال الرقابة".  

وأعلنت منظمات للدفاع عن حرية التعبير في رسالة وجهتها الى السلطات التربوية في شيكاغو أن منع الطلاب من امكانية الاطلاع على الرواية اجراء "مقلق" وأن ازالة الكتاب من الصفوف بسبب اعتراضات على محتواه تتعارض مع الدستور الأميركي.  واشارت الرسالة الى أن بطلة الرواية في عمر طلاب المرحلة الأولى من الدراسة الثانوية وقد يلامس ما ترويه عن خبراتها في الواقع حياتهم

ولفتت مديرة الائتلاف الوطني ضد الرقابة جوان برتين الى أن رواية برسيبوليس تحظى باحترام التربويين ودُرِّست بنجاح في مدارس اميركية مختلفة سواء في شيكاغو أو مناطق أخرى من الولايات المتحدة.  

ساترابي نفسها قالت في حديث لصحيفة شيكاغو تربيون إن القيود التي فُرضت على روايتها المصورة "مخزية" ورفضت تحفظ السلطات التربوية بشأن ما سمته "صور تعذيب قوية".  وقالت ساترابي "إن هذه ليست صور تعذيب... وأن الطلاب اصحاب عقول وهم يشاهدون شتى الأشياء في السينما وعلى الانترنت".  وتابعت أن الرسوم "هي بالأسود والأبيض وانا لا أعرض شيئًا فظيعًا.  إنها حجة باطلة وعليهم أن يقدموا تفسيرًا أفضل".  

موقع "إيلاف" في

22/03/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)