حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

العذراء، الأقباط و أنا

عدنان مدانات

 

يحقق فيلم" العذراء، الأقباط و أنا" تجربة جديدة في السينما التسجيلية العربية بمزجه مادة فيلمه التسجيلي الطويل بمقطع روائي هو من صلب المادة التسجيلية. يحكي الفيلم عن ظاهرة تكررت عدة مرات في مصر وهي ظاهرة الحديث عن ظهور السيدة مريم العذراء أمام جماهير من المؤمنين بها. يبدأ الفيلم بتعريف المخرج المقيم مع عائلته في فرنسا عن نفسه وعن أصوله القبطية. ثم ينتقل بسرعة للحديث عن دعوة عشاء في منزله ذكرت فيها ضيفة أن العذراء ظهرت في مصر مؤخرا و شاهدها الناس وأن بحوزتها شريط فيديو عن هذا الحدث الجلل. يعرض المخرج بعد ذلك هذا الشريط المصور والذي تظهر فيه حشود من البشر المنبهرين بالمشهد الليلي.  لا تبين العذراء في هذا الشريط، مع ذلك فإن والدة المخرج والتي سبق لها أن شهدت حدثا مماثلا قبل سنوات تعلن وحدها أنها شاهدت العذراء في الشريط. حينها، كما يقول المخرج، قرر صنع فيلم عن هذه الظاهرة، مع أنه، و كما سيعترف لاحقا غير مؤمن. لا يوضح المخرج السبب في قراره صنع فيلم عن هذه الظاهرة و ما الذي يبتغيه من وراء الفيلم، فهل سيسعى إلى تأكيد هذه الظاهرة أم أنه سيعمل على إثبات عدم صحتها؟.

العمل على هذا الفيلم كان يعني بالنسبة للمخرج الذهاب إلى مصر التي لم يزرها منذ خمسة عشر عاما. في القاهرة يلتقي المخرج مع أناس مختلفين من الأقباط و يسألهم عن رأيهم في هذه الظاهرة، ويتبين من محمل الأجوبة أن لا أحد شاهد العذراء فعليا مع ذلك لم يعدم وجود من يصدق هذه الظاهرة من بين من طرح عليهم سؤاله. لكن أجوبة الناس لا تشفي غليله، فيلجأ إلى نشر إعلان في الصحف يطلب فيه ممن يملكون أية وثائق أو صور تؤكد وجود هذه الظاهرة أن يتصلوا به. وهذا ما يحصل إذ تعرض علية امرأة صورا قديمة متوفرة لديها تظهر فيها جموع الناس وهم يتفرجون على المشهد وتظهر في إحدى الصور بقعة ضوء من المفترض أنها هالة من النور تحيط بجسد العذراء، غير أن الجسد نفسه يظل غير مرئي. هكذا مرة ثانية لا تسعف الصور المخرج في العثور على إجابة يقينية تؤكد أو تنفي حقيقة هذه الظاهرة. أخيرا يقرر المخرج الانتقال من القاهرة إلى الريف بحثا عن مزيد من الإجابات حول الموضوع الذي يشتغل عليه وينتهي به الأمر في القرية التي يعيش فيها أقرباء له.

في كل اللقاءات التي يجريها يبدو المخرج مجرد شخص يطرح أسئلة، وخلال أحداث الفيلم كله لا يقوم المخرج بأية عملية تحليل لهذه الظاهرة و لا يعلن موقفه الشخصي منها، وتظل عملية تناول هذه الظاهرة طافية على السطح بدون أي تعمق فيها، هكذا يمر الوقت ويتخطى الزمن المحدد للتصوير و لا يصل المخرج إلى إجابة شافية وفي النتيجة يشعر أنه بات في مأزق.

عند هذه اللحظة يخطر على بال المخرج الحل السحري وهو تنفيذ مشهد تمثيلي يجسد ظهور العذراء أمام جمع من الفلاحين. بعد أن يتمكن المخرج من إقناع أقربائه بالتمثيل معه في القرية ويعثر على الفتاة الملائمة للعب دور العذراء. بعد ذلك يشرع المخرج في تدريب الفلاحين على أداء ادوارهم، وأخيرا، يقوم بتصوير المشهد. يصور المخرج ردود فعل الممثلين على ظهور العذراء و يصور العذراء نفسها معلقة في الهواء على خلفية ستارة خضراء( لأن الستارة الخضراء تستجيب لتقنية في التصوير الرقمي تسمح باستبدالها بأية خلفية أخرى يرغب المخرج في وجود العذراء أمامها فتظهر العذراء في النتيجة واقفة على حافة سطح إحدى الكنائس). بعد إتمام تصوير المشهد و المونتاج نرى في الفيلم مجموعة الفلاحين في لقطات قريبة وهم يتفرجون على أنفسهم في الفيلم، بعضهم يتفرج مندهشا و بعضهم يضحك.

يأتي هذا المشهد الطويل نسبيا في الربع الأخير من الفيلم، وهو مشهد ممتع في تفاصيله، لكنه بدوره لا يقدم للمخرج إجابة تتعلق بصحة هذه الظاهرة أو عدم صحتها، فالمشهد التمثيلي الروائي لا يمكن أن يحل محل الواقع أو يجيب على أسئلة عجز التصوير الوثائقي على شكل مقابلات حية عن الإجابة عليها

المخرج

هذا المشهد الروائي المبتكر جديد من نوعه على السينما التسجيلية العربية، و على الأغلب جديد على السينما الأجنبية أيضا، لكنه في الحقيقة لم يحقق الحل السحري المرجو. وبالنسبة لي شخصيا تفكرت كثيرا في دلالة هذا المشهد من الناحية البنائية و تنازعتني تفسيرات متنوعة بعضها لصالح وجود هذا المشهد في الفيلم وبعضها الآخر لا يجد تبريرا له و لم أتيقن من واحدة منها. من بين التفسيرات المتناقضة بدا لي أن المشهد كان حلا سرديا لا للإشكلية المطروحة في الفيلم، بل لمأزق المخرج المتمثل في عدم وضوح الفكرة من وراء هذا الفيلم الذي ينتهي بجملة تقول أن هناك من يرونها وهناك من لا يرونها و أن المهم هو القناعة.

لا ينتقص هذا الكلام من قيمة الفيلم الذي يحتمل قراءته و مقاربته من زوايا مختلفة تسمح بتحليل كل المضامين المطروحة فيه والتي تجد فيه ما هو أبعد من مجرد معالجة ظاهرة ظهور العذراء، وما هذا الكلام المدون أعلاه إلا محاولة لمقاربة الفيلم من زاوية واحدة هي زاوية مبرر وجود المشهد الروائي بالشكل الذي ظهر فيه في الفيلم.

الجزيرة الوثائقية في

20/03/2013

 

انطلاق افلام الوثائقية في قاعات ابوظبي ودبي

دبي - حسن المرزوقي

تم مساء امس الثلاثاء بمول الامارات – قاعة الفوكس ، افتتاح التظاهرة السينمائية الوثائقية المشتركة بين قناة الجزيرة الوثائقية وشركة فوكس السينمائية .

افتتح التظاهرة الاستاذ المخرج احمد محفوظ مدير عام قناة الجزيرة الوثائقية الذي رحب بالضيوف والشركاء  شاكرا الجهود المبذولة من الجميع ومعرفا بالتظاهرة التي ستستمر عشرة اسابيع بواقع فيلم كل اسبوع يعرض في ثلاث صالات تابعة لفوكس في دبي وصالة رابعة في العاصمة ابوظبي، كما شكر الاستاذ محفوظ شركة فوكس وحياها لقبولها الاشتراك في هذه المغامرة السينمائية حيث ان الفيلم الوثائقي يحضى بعدد اقل من المشاهدين في العادة .

كما استعرض محفوظ بعض المحطات من سيرة قناة الجزيرة الوثائقية ودعمها للفيلم الوثائقي، وصرح بأن قدرة القناة الانتاجية قد وصلت الى 1000 ساعة انتاج من الفيلم الوثائقي، واوضح محفوظ ان مشروع القناة له ابعاد ثقافية ومعرفية وحضارية وليس مقتصرا فقط على الناحية الاعلامية، حيث تدعم القناة المبدعين وتعمل على تأسيس مدونة نقدية للفيلم الوثائقي وتنشر الوعي السينمائي بالخصوص ولها عدة انشطة اخرى تصب في هذا المجال.

وقد اعتبر محفوظ هذه التظاهرة لحظة فارقة في تاريخ السينما الوثائقية، حيث يتم اخراج الفيلم من العرض التلفزيوني الى صالات العرض السينمائي وهي خطوة جديدة في عالم السينما العربية، متمنيا ان تتوفر الظروف الملائمة كي تستطيع الوثائقية وكل المهتمين بهذا النوع من السينما البناء والتطوير على هذه الخطوة الجريئة.

وبعد كلمة الاستاذ احمد محفوظ  تم عرض فيلم الافتتاح (بيونس آيرس – بيروت – بيونس آيرس) الذي تم في الصالات الاربع في نفس الوقت بين دبي وابوظبي، وبعد العرض كان هناك بعض الكلمات من الاعلاميين والحاضرين من نقاد وضيوف مهتمين.

الناقد والروائي شاكر نوري اعتبر ان هذه التظاهرة هي عمل رائد ومهم وفرصة لجمهور الصالات ليتعرف عن قرب عن الفيلم الوثائقي الذي وصفه بالمظلوم في السينما العربية.

وعن الفيلم المعروض في الافتتاح قال شاكر نوري انه فيلم جيد شكلا ومضمونا، وبه الكثير من المواقف القوية سينمائيا، وان مضمونه يحث على مفهوم ان الهوية العربية يجب ان تكون فوق كل العراقيل الطائفية والسياسية والعرقية ...

اما الناقد بشار ابراهيم فقد وصف التظاهرة بأنها نقطة انطلاق يجب البناء عليها للتعريف بالفيلم الوثائقي، خاصة العربي منه ‘وطالب بشار بكسر الصورة النمطية عن الفيلم الوثائقي مشيرا الى ان هذا النوع من الافلام غالبا ما يدرج في الوقت الضائع من اللبث التلفزيوني كمكمل وليس كعمل مستقل يحمل مضامين واشكال فنية جديرة بالتأمل والمتابعة.

الناقدة منى سعيد اعتبرت بدورها ان التعاون بين الجزيرة وشركة فوكس سينما يكسر الحواجز في العمل السينمائي والاعلامي، وتحدثت على ضرورة الانفتاح على التكنلوجيا في القطاع السمعي والبصري.

وكان قد اقيم حفل استقبال قبل تدشين التظاهرة وبعد العرض الافتتاحي تم توزيع بعض الهدايا التذكارية على الضيوف ، وسط اهتمام من قبل العاملين بشركة فوكس الذين كانوا في مستوى الحدث، وبذلوا جهودا كبيرة من اجل تحقيقه.

جدير بالذكر ان التظاهرة سوف تستمر لمدة عشرة اسابيع بواقع فيلم كل اسبوع، وسط آمال مشتركة بين الجزيرة الوثائقية وشركة فوكس بتحقيق ريادة في هذا المجال بعيدا عن الارباح التجارية..

ويأمل القائمون على هذه التظاهرة بعد النجاح الذي تحقق في الافتتاح ان يتم تعميمها مستقبلا على بلدان الوطن العربي، على ان يكون هذا هو الموسم الأول وسيعقبه موسم ثاني ابتداء من الشهر السادس هذا العام.

كما تم الاتفاق ان تعرض شركة فوكس في رمضان الكريم القادم انتاجات الجزيرة الوثائقية الخاصة بهذا الشهر في صالات الشركة بالأمارات.

وقد حظيت التظاهرة باهتمام اعلامي كبير، واجمع الاعلاميين الحاضرين على انها خطوة رائعة تستحق الدعم الاعلامي والنقدي وذلك بمتابعة الموسم اعلاميا ونقديا.

الجزيرة الوثائقية في

20/03/2013

 

كيف وقعت "فريديريك دوفو" في مرجل السينما التجريبية

ترجمة صلاح سرميني ـ باريس 

تُشير "موسوعة ويكيبيديا" التي تمتلك ذاكرةً متجددةً أفضل مني، بأنّ "فريديريك دوفو" مخرجةٌ فرنسيةٌ من أصولٍ جزائرية بربرية (والجزائرية من عندي)، وهي منذ عام 1980 تُخرج أفلاماً تجريبيةً، وتسجيلية

كتبت عدداً من المُؤلفات عن إبداعات الحركة الحروفية (أو الفنّ اللغويّ الحروفيّ) : حول السينما (السينما الحروفية 1990، معاهدة لعاب، وأبدية 1991)، الفوتوغرافيا، دراسات (مقابلة مع "إيسيدور إيسو"،1991 )، أو عن العلاقات بين إبداعات "إيسو"، والديانة اليهودية.

كما نظمّت عدداً وافراً من التظاهرات في المعارض الفنية،  والمتاحف، وساهمت لفترةٍ طويلة في نشر، وتوزيع الأفلام الحروفية، وعرضت أفلامها الخاصة في متاحف عديدة في أنحاء العالم.

ومنذ عام 2000، وبمُشاركة مع "ميشيل آمارحيه"(رفيق دربها الحياتيّ، والفنيّ) بدأت بإخراج سلسلةٍ بالفيديو بعنوان (Cinexpérimentaux) مخصصة للتعريف بمُبدعي السينما التجريبية (مارسيل هانون، مارتين روسيه، ستيفن دفوسكاين،...)، أو المؤسّسات التي تهتم بها (تعاونية Light Cone)، وفي عام 2010 أنجزت تجربة حول سياقاتها، وأساليبها تحت عنوان (سينماتٍ مختصرة).

هي واحدةٌ من الأعضاء النشيطين في تعاونية Light Cone، وتعاونية السينما الشابة، والمختبر البديل المُسمّى (L'Abminable).

وفيما يتعلق بالجانب الأكاديميّ، فهي تعمل محاضرةً في جامعة (Provence Aix-Marseille I)، وتهتم بالتحديد بالسينمات التي يُقال عنها هامشية (تجريبية، بربرية،...)، وبالتوازي، تُكمل نشاطها في إنجاز الأفلام.

وللتعرّف على مسيرتها السينمائية بإسهابٍ أفضل من موجز "ويكيبيديا"، أستعير هنا، وبالاتفاق مع " فريديريك دوفو"، وموافقتها، حواراً نُشر في عدد يناير 2002 من مجلة (Repérages) أجراه الناقد (وقتذاك)، والمخرج/المنتج (حالياً) "نيكولا شميركين".

***

حسناً، سوف أقذف نفسي في الماء، وأغرق في كتابة ردودٍ ذاتية على واحدٍ من أسئلتكَ الذي يمكن صياغته بالسؤال التالي:

ـ كيف وقعتُ في مرجل السينما التجريبية ؟

بدون شكّ، ومثل الكثيرين غيري، عندما كنت شابة أبحث عن طريقي، وصوتي أيضاً

في عام 1979 عملتُ صحفية بالقطعة لمجلة "سينما" التي اختفت بعد إلتفافةٍ سريعة في مجلة "دفاتر السينما" التي لم تعجبني، لأنني لم أجد فيها مكاني أبداً، ، حيث كانت الإدارة تطلب مني مقالاتٍ عن الأفلام، التجارية بالطبع.

وبالتوازي، كنت أتابع من بعيدٍ دراساتٍ سينمائية، أكملتها حتى حصلت على أطروحة الدكتوارة.

ومثل الجميع في تلك المرحلة من العمر كنت غير راضية، ولا أعرف عن ماذا أبحث بالضبط، ولهذا، واظبتُ على مشاهدة كلّ الأفلام، الردئ منها، والجيد، كلّ ما تعرضه الصالات على شاشاتها في تلك الفترة

على سبيل المثال، شاهدت في عام 1979 أفلام "غريغوري ماركوبولوسو" التي لم أفهم منها شيئاً، كما حال أفلاماً أخرى أيضاً، أعتقد لـ "دافيد ريمير")، وكان ذلك غريباً بالنسبة لي، لأنّ أحداً لم يتحدث عنها، أو يعرف مخرجيها، ولم أكن أدرك  وقتها ماذا تعني تلك الأفلام، ومع أيّ نوع من السينما تتوافق

في مارس عام 1980، وبطلبٍ من مجلة "سينما" التي إختفت ذهبت إلى "مركز جورج بومبيدو" لمشاهدة فيلم لـ"موريس لوميتر"، وهناك انتابني إحساس بأنني بدأت أفهم أخيراً، ببساطة، أدركت أنه بإمكاني إنجاز أفلاماً بدون  الكثير من المال، وفريق عمل ثقيل، وملفاتٍ ضخمة، فقط مع أفكار، أبهرتي تلك الفكرة، وأجريتُ مقابلةً مع "موريس لوميتر" لم تُنشر أبداً، وخلال السنوات اللاحقة، بدأت أشاهد كلّ ما يُعرض هنا، وهناك،  وفي نفس الوقت كنتُ أنجز أفلاماً شخصية (يعود تاريخ إنتاج فيلمي الأول إلى عام 1980).

جعلني هذا الأمر أتساءل إلى درجة رغبت بأن أفهم ماذا تعني "الحروفية"، وهكذا شاركت في نشاطات تلك الحركة حتى عام 1994، بدون  أن أتفق مع مواقفها، وجدالاتها، وغالباً مع الفنانين الذين شكلوا تلك المجموعة مع أنها مثيرة في أفكارها.

إتهمني هؤلاء  بأنني تسللتُ إليهم كي أنجز أبحاثي، هذا صحيحٌ إذا كان الواحد منا سلبيّ، سطحيّ، وحاقد، وخطأ عندما نعرف الأسرار التي تحيط غيرةً بهذه الحركة.

إذاً، أخرجت عدداً من الأفلام، حتى وصلت إلى مرحلةٍ لم تعد المختبرات التقليدية ترغب بنسخها(مازلت أحتفظ في أدراجي بأفلامٍ من تلك الفترة لم تُنسخ بعد)، وبما أنني لم أعد أستطع عرضها (لا يمكن عرض النسخ الأصلية)، في غضون ذلك، إستفدتُ من خبراتي لكتابة مؤلفات (حول فيرتوف، أو الحروفية بشكلٍ خاص، وإستغرق مني ذاك الأمر 10 سنواتٍ من البحث)، كما عملت أيضاً، ولمدة 6 سنوات، في قسم السينما التجريبية لمجلة (Kanal Magazine) ومنحتني تلك المسؤولية إمكانيات اللقاء مع السينمائيين كانت في بعض المرات مهمة للغاية، بالتوازي مع تلك النشاطات، وبدءا من عام 1982، أسّست مع "ميشيل أمارجيه" (زوجها) مهرجاناً أسميناه "المهرجان الدولي للطليعة"، وكان يجمع مصوري فوتوغرافيا، سينمائيين، فيديويين، وباحثين، وبدون خطأ، نسيان، أو رفض قاطع من الفنان المعنيّ، فقد برمجنا أفلام كلّ السينمائيين التجريبيين الفاعلين في فرنسا وقتذاك، ونظراً للجهد الذي تطلبه العمل (في البداية كانت مدة المهرجان ثلاثة أسابيع)، فكرنا بأن نتوقف، ومن ثمّ، بسبب مجموعة من الظروف رُبما لا تهمّ أحداً اليوم، إتصلت بـ"رافائيل باسان"(ناقد، ومؤرخ سينمائيّ)، وأبدى إهتمامه بالمُشاركة، وإلتحق بنا "جاك كيرمابون"(ناقد، ومؤرخ سينمائيّ)، هذان الرفيقان (وخاصة رافائيل) جلبا معهما إنفتاحاً على أوروبا : على سبيل المثال، كانت برمجة أفلام "ستيفن دفوسكاين" فكرة من طرف "رافائيل"، وهو الذي قدم في عام 1986 مساهمة كبيرة في تنظيم البرنامج الإستعادي عن سينما الأندرغراوند الأمريكية (بتصريحات السينمائيين أنفسهم، وبعض النقاد اليوم، كشف ذاك البرنامج عن سينما كانت مجهولة تقريباً في تلك الفترة).

إستمر المهرجان بنجاح في صالات سينمائية مثل "ستوديو 43" التي إختفت، أو "أولومبيا" التي إختفت أيضاً، وكان يمتلكها "فريديريك ميتران"، وحاز المهرجان على تغطية صحفية جيدة، وجاء الوقت الذي كان علينا الاختيار: إما الإهتمام تماماً بالنشاط المهرجانيّ، أو التوقف،  وبعد فترة ترددٍ طويلة، قررنا بأن نتفرع لأعمالنا السينمائية الشخصية.

بعد هذا المهرجان الذي تطلب منا جهوداً مُعتبرة (وكنا وقتذاك شباباً)، وخلال سنوات لم تظهر في فرنسا مبادراتٍ أخرى مماثلة، وكان ذلك، بلا جدال، أحد اسباب التعتيم المنهجيّ على تلك السنوات الخمس، وحتى تجاهلها في المطبوعات التي تدّعي بأنها موضوعية، وعلى الرغم من ذاك التوقف، أكملنا بإنتظام عرض أفلام تجريبية في فرنسا، وخارجها (مازلتُ أحتفظ في أرشيفي بتفاصيل البرامج التي قمنا بتنظيمها)، حيث كان جوهرياً، بالنسبة لنا، أن نقدم للآخرين الدوافع التي جعلتنا نختار في البداية هذه الدروب من السينما.

وبالعودة إلى مرجلي، مع أنني لم أتوقف أبداً عن التصوير، وإنجاز الأفلام (أنجزتُ أفلاماً تسجيلية، وأخرى تجريبية خلال تلك الفترة)، إذاً، عدتُ إلى إنجاز كلّ أفكار الأفلام التي كانت تحوم في رأسي عندما ظهر في باريس مختبر بديل (l'Abominable) ـ وتعني المقيت، أو المكروه ـ كان حلماً بالنسبة لي، وهنا أنتهز الفرصة كي أعبر عن إمتناني لهذا المكان، ومؤسّسيه، لأنه، بدونهم، كنت سوف أستمر بسؤال نفسي ماذا يتوجب علي فعله كي أنتهي من إنجاز أفلامي المُعلقة، وعرضها على الجمهور (كانت عادةً تتكوّن من 3-4-5 وأحياناً 6 طبقات من الشرائح الفيلمية الحساسة).

إذاً، لم يكن إختياري للسينما التجريبية ضدّ السينما التجارية، حيث أعارض بشدة كلّ التصنيفات التي تمنح صورة للسينما التجريبية بأنها ضدّ (أيّ تتعارض مع)، فهي، من جهةٍ، تمتلك تصنيفاتها، قيودها، وإنفتاحاتها الخاصة، ومن جهةٍ أخرى، هي السينما أيضاً، والتي تتعارض مع الأخرى، أن نجعل السينما التجريبية الطفل الضعيف من العائلة، فإننا بهذه الطريقة نمنح ضماناتٍ لما نُسميه بالسينما السائدة، كانت إختياراتي من أجل، ونحو إختيارات إيجابية

من جهةٍ أخرى، منذ سنواتٍ طويلة، أهتمّ بتدريس السينما التجريبية في بعض المدارس العليا، والمعاهد، والكليات، وأحاول طوال هذه الفترة كلها بأن أمنح طلبتي رؤية إيجابية في حدّ ذاتها عن السينما التجريبية، ويبدو بأنني نجحت في ذلك، حيث أجد عدداً منهم (ولنقل بمتوسط 5 من مجموع 35 في السنة) يتابعون بإنتظام عروض السينما التجريبية حيث ألتقي بهم دائماً ببهجةٍ كبيرة.

وهكذا، من خلال ما يبدو للقارئ بأنها سيرة شخصية، فقد لخصتُ بدايات تاريخ يمكن أن نجد أنفسنا جميعاً فيه، حيث نتلاقى، ويعثر أحدنا على الآخر.

وبدون شكّ، وعلى الأقلّ في جزءٍ منه، أتوقف عند فكرة أتشارك بها مع آخرين كثيرين، بمعنى، الوعيّ الإقتصادي : فجأة، أصبحنا نشاهد، ونعلم بأننا نستطيع التعبير بحرية، وبدون المرور في دروبٍ، وآلياتٍ ثقيلة، ومعطلة لصناعة، وتجارة لديها سلبياتها أيضاً.

ومن ثمّ، مرجل التجريبيّ هو، بالنسبة لي، مشاهدة الأفلام

إنجاز أفلام، ومشاهدة، مشاهدة، وإنجاز أفلام بخطى متساوية في مسيرتي الإحترافية، الواحدة تُرافق الأخرى، وبالعكس، أرغب دائماً بمشاهدة أكبر عدد من الأفلام التي ينجزها الآخرون من المُعاصرين، وتلك التي أنجزها السابقون، وهنا، رُبما أشير إلى "صراع" أجيال، لأنّ البعض من طلبتي، يعتقد بأنه يمكننا التغاضي عن معرفة تاريخ السينما، وإنجاز أفلاماً جيدة جداً.

على أيّ حال، أشكّ في صحة هذا الإقتناع، وأوجه إلى الجميع سؤالاً :

ـ أين تضعون أنفسكم بالعلاقة مع هذا الأمر ؟ هل تؤمنون بالإبداع الفنيّ المنطلق من لا شيئ، أيّ من الفراغ ؟ وهل يجب علينا المرور بثقافةٍ من أجل الدخول إلى نفس الثقافة ؟

لديّ بالطبع الكثير من الأفكار كي أحكيها، ولكن، اليوم، أترك الكلمة لمن يشاء.

هامش :

دوفو، وميشيل أمارجيه يكشفان عن سينماتٍ مختصرة 

http://doc.aljazeera.net/cinema/2011/06/201168122258294463.html

الجزيرة الوثائقية في

20/03/2013

 

حراس إسرائيل: فشل السياسة الإسرائيلية

الفيلم الذي رشح للأوسكار واثار سجالا في إسرائيل

ندى الأزهري 

حراس إسرائيل الذين يسهرون على أمنها، قرروا الاعتراف. في مراجعة ذاتية وجماعية  لممارسات الشين بيت والسياسة التي اتبعتها الحكومات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، يكشف ستة من الرؤوساء السابقين لهذه الوكالة الاستخبارية الإسرائيلية في الفيلم الوثائقي" حراس البوابة"(The gatekeepers) خبايا سياسة مكافحة "الارهاب" التي اتبعتها دولتهم منذ حرب الايام الستة

فيلم الإسرائيلي درور موريه، الذي رشح للأوسكار هذا العام وأثار سجالا في إسرائيل حين عرضه، يقدم كشفا جريئا للعمليات التي قادها هؤلاء الستة، نجاحاتهم واخفاقاتهم ويطرح رؤية معمقة لمسؤولين في موقع القرار واعترافهم الصريح بأن امن إسرائيل في خطر، ليس بسبب الفلسطينيين كما يقال في العادة، بل بسبب قادتها و لغياب الاستراتيجية عن السياسة الإسرائيلية في تعاملها مع القضية الفلسطينية. إنهم يعلنون فشل السياسة الحالية والوصول إلى حالة من الشلل السياسي والاستراتيجي تستدعي الجلوس حول الطاولة والتفاهم.  

الفيلم : محاور

ينطلق الفيلم، الذي أنتجته فرنسا وإسرائيل، من عدة قضايا رئيسة كعناوين يقوم ستة من الرؤوساء السابقين للشين بيت، الوكالة الاسرائيلية المكلفة بالأمن الداخلي ومكافحة "الارهاب"، الذين تناوبوا على رئاستها من  1980 إلى  2011  بالتعليق عليها كل على حدة. ويعتمد صورا وأفلاما من الأرشيف كثير منها لم ينشر قبلا.

ينطلق الفيلم من الموقف من "الارهاب" وبدء العمليات الفلسطينية ضد الإسرائيليين. عمليات أتاحت لهم على ما يبدو نسيان القضية الفلسطينية بحسب تعبير ابراهام شالوم رئيس الشين بيت من 1980-1986 "سمح لنا تطور الارهاب بالتوقف عن التفكير بالدولة الفلسطينية". وينتقد شالوم سياسة مكافحة الارهاب التي اتبعتها الحكومات الإسرائيلية فهي "تكتيك وليست استراتيجية" معتبرا أن كل رؤوساء الحكومات" لم يكترثوا بالشعب الفلسطيني من مائير إلى بيريز الذي لم يفعل شيئا هو الآخر..  " الأرقام كانت همهم و في العمق كان ثمة غياب لأي استراتيجية". كما تناول هذا المحور طريقة حصول الشين البيت على المعلومات من الفلسطينيين وتفاصيل طرق التعذيب الوحشية كإحدى هذه الوسائل لاسيما في سجن القدس " اسوأ ما عرفت" وفق كارمي غيلون(1994-1996)، فمن يخطو عتبة هذا السجن الذي يعود إلى الفترة العثمانية " سيكون مستعدا حتى للاعتراف بأنه قتل المسيح"!

وعاد الفيلم في محوره الثاني إلى عملية الباص(300)  المختطف عام (1984) ومقتل اثنين من الفلسطينيين أثناء الهجوم من قبل قوى مكافحة "الارهاب" وآخرين بعد القبض عليهما. وتكمن اهمية هذا المحور في الكشف عن الخلاف الذي بدا بالظهور بين الحكومة والشين بيت.  فالجدل الذي أثير حول مقتل الفلسطينيين ضربا واتهام الشين بيت بعدم احترام الشرعية والقوانين دفع ابراهام شالوم رئيس الشين بيت حينها إلى عدم الثقة بالسياسيين " إنهم يدعونك جريحا في ساحة المعركة" فبعد عام من محاولات تطويق القضية معه صرحوا" لم نكن على علم بها"! ويعترف شالوم هنا بأن "لا اخلاق في مكافحة الارهاب". 

ويسرد الرؤوساء الستة في المحور الثالث مواقفهم من الانتفاضة الأولى1987 واتفاق اوسلو. وعن الانتفاضة يعترفون" فجرت مكاتبنا... الشعب ينهض لم نر هذا قبلا.. أي استخبارات لا تستطيع التنبؤ بحدث تاريخي كبير" يقول ياكوف بيري(1988-1994)، لقد كانت عفوية  من" شعب أراد الثورة ووضعنا خارجا". ويروون حيرتهم في قمعها " لم يكن ممكنا إيقافها إلا بطلقات حقيقية" أو بالاعتقال. وباتت لديهم "اطول لائحة أسماء مطلوبين في كل أنحاء العالم". لقد قادت الانتفاضة إلى اتفاقات أوسلو ولم يكن هذا سهلا عليهم فها هو ايفال ديسكين(2005-2011) يقر" كيف أجلس مقابل من كنت ألاحقهم؟ إنهم ارهابيون! ولكن الفلسطيني ينظر لك ويقول" انت أيضا ارهابي!" وحينذاك يكتشف ديسكين "أن الارهاب من وجهة نظر أحدهم هو مقاومة من وجهة نظر الآخر".

ويثير المحور الأخير ظهور المتطرفين الإسرائيليين وقتل رابين  ومشاكل الاستيطان وبروز اسئلة جديدة بعد غزة" كيف نواجه الارهاب ولم نعد على الأرض؟" واستهداف زعماء حماس بعمليات القتل ويعطي مثالا اغتيال يحيى عياش

أخطاء وشعور بالذنب 

وعند كل محور كانت ثمة عملية مراجعة للسياسات الإسرائيلية واستنتاجات مثيرة للاهتمام من نوع المبالغة في القتل تحت عنوان الامن، وعدم إمكانية صنع السلام بوسائل عسكرية، والدعوة إلى إقامة علاقات ثقة مع الفلسطنيين(آفي ديشتر 2000-2005) إذ لا يمكن لاسرائيل أن تتغاضى عن التفاوض مع أعدائها إنها "غلطة". وطالب شالوم بالحوار مع الجميع حتى مع أحمدي نجاد! فلا خيار آخر.

كما لم تخلو الاعترافات من ثمة شعور بالذنب" نجعل حياة ملايين الناس غير محتملة ونترك جندي جديد يقرر ما يجوز وما لا يجوز. هذا يجعلني مريضا" كما قال غيلون.

لقد سرد هؤلاء أمام العدسة تجاربهم وأساليبهم ووجهة نظرهم في السياسة الحالية التي يعتبرونها غير أخلاقية ولا فعالة. إنهم يعلنون فشلهم في اتباع هذه السياسة الانتقامية "الضربات القاضية للفلسطينيين تستدعي الكره وسلسلة من عمليات الانتقام في المستقبل"، وهم يطالبون كجنود متقاعدين بضرورة "الجلوس حول الطاولة والتفاهم" لأن أمن إسرائيل في خطر  وبلدهم يتعامى ويتخبط في سياساته خاصة منذ موت رابين.

تكمن قوة الفيلم وأثره في المفاجأة لاسيما للمشاهد العربي. فصحيح أنه ليس بالكلام وحده تتغير الصور لكن هذا الذي طالما سمع عن وحشية هؤلاء يراهم بوجوههم وأصواتهم هم الذين كانوا يتراءون له كاشباح بل كعفاريت يثير مجرد النطق باسم مؤسستهم، الفزع والرهبة

وما هو مهم في الشريط ليس المعلومات عن جرائمهم وفظائعهم وندمهم والتدليل على أن هناك إسرائيليين مصدومون بما تفعله دولتهم...  فهذا بات معروفا، إنما المهم من يقوله: رجال قرار وليس نظريات على معرفة عميقة ببلدهم ويهتمون بمنفعته ويدركون جيدا عما يتكلمون، إنهم منتصرون من الناحية التقنية ولكنهم مقتنعون بالعكس. وهم ينبهون: إسرائيل لن تنقذ هكذا وإن لم تعتمد استراتيجية فهي في خطر، فإذا لم يكن هناك مخرج للفلسطينيين فلا مخرج للإسرائيليين

قوة هذا الفيلم الوثائقي في مضمونه إنه مباشر صريح مفاجئ وقد يكون في هذا ما يكفي.

الجزيرة الوثائقية في

20/03/2013

 

أزمة فيلم عن يهود مصر تتواصل

أميرة العادلي 

تتصاعد أزمة فيلم‏'‏ يهود مصر‏'‏ للمخرج أمير رمسيس والذي عرض من قبل في أسبوع الفيلم الأروبي بتصريح من الرقابة علي المنصفات الفنية‏,‏ حيث يقيم المخرج مؤتمرا صحفيا غدا في نقابة الصحفيين يناقش الازمة‏.‏ ويقول د‏.‏ عبد الستار فتحي القائم بأعمال رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية‏:‏ أنه لا يوجد منطق فيما يحدث فالفيلم سبق وان حصل علي تصريح عرض في باتوراما الفيلم الأوربي ولكن هناك فرق بين التصريح للعرض في مهرجان والعرض العام‏,‏ والأسبوع الماضي قابلت منتج الفيلم وطلبت منه بعض الأوراق والتنازلات اللازمة للحصول علي التصريح‏,‏ وقال لي أنه سيحضر الاوراق المطلوبة‏,‏ مؤكدا أنه لا علاقة للأجهزة الأمنية بالموضوع‏,‏ وأنها لا تتدخل في عمل الرقابة‏,‏ وما يحدث طبيعي فاقوانين الرقابة تنص علي منح التصريح في مدة شهر وقد تمتد إلي‏3‏ أشهر‏,‏ مضيفا منذ يومين أستقبلت المخرج امير رمسيس في مكتبي بالرقابة وسلم لي بعض الاوراق المطلوبة ولم يتبقي سوي ورقة واحدة قال انه سيقدمها خلال‏24‏ ساعة‏,‏ وسيحصل علي التصريح خلال ايام قليلة‏,‏ وما طلبتههو الاطار القانوني للتعامل مع أي فيلم حتي يحصل علي تصريح عرض‏,‏ ولا صحة لكل ما يقال عن تدخل الأمن الوطني في منع عرض الفيلم‏.‏ أما المخرج أمير رمسيس فأكد ان‏:‏ الرقابة شاهدت الفيلم مرتين‏,‏ وأعطته كافة التصاريح‏,‏ وحي قابلت د‏.‏ عبد الستار قال لي أن الرقابة يجب ان تشاهد الفيلم مرة اخري وترفع له تقرير عنه‏,‏ والمنتج هيثم الخميسي أثناء حديثه مع مديرة الأفلام العربي بالرقابة قالت له ان أوراق الفيلم جاهزه عندها‏,‏ والأمر كله متوقف علي توقيعها هي ورئيس الرقابة‏,‏ وأعتقد أن المماطلة الان هي محاولة لإخفاء تدخل أمن الدولة‏,‏ وهناك إرتباك واضح‏,‏ فا د‏.‏ عبد السنار هو من قال منذ ايام في مداخلة هاتفية في احد القنوات أن الامن الوطني طلب تقرير عن الفيلم‏,‏ وهنك تقرير موقع من موظف في وزارة الثقافة أسمه هشام فرج عن الفيلم‏,‏ والان يصدر بيان ينفي هذا‏,‏ ويقول ان المشكلة في الأجراءات‏,‏ وانها تحتاج‏10‏ أيام في الوقت الذي يحصل فيه السبكي وغيره علي تصريح عرض في‏24‏ ساعة‏,‏ وباللأضافة إلي طلب وزير الثقافة مشاهدة الفيلم بشكل شخصي‏,‏ وحين سألت د‏.‏ عبد الستار قال أنه يطلب ذلك بشكل شخصي‏,‏ وهذا مالا أقبله لأنه ليس من حقه ان يشاهد الفيلم‏,‏ حتي قصة النسخ هي غير حقيقية لاني قدمت النسخ المطلوبة‏,‏ مضيفا هناك ضغوط من خارج الرقابة من الامن ومن الوزارة لتعطيل عرض الفيلم وإضاعة فرص توزيعة بعد ان تم تحديد موعد لعرضه في‏31‏ مارس الجاري‏,‏ ولا ألوم د‏.‏ عبد الستار‏,‏ و معركتي ليست الحصول علي تصرح عرض وممتدة حتي يتم القضاء علي ك هشام فرج داخل الوزارة‏,‏ وسأعرض فيلمي الاسبوع القادم علي حائط الامن الوطني‏,‏ وسأنشره علي اليو تيوب‏,‏ فلا احد يستطيع منع عرض فيلم‏,‏ والوقوف أمام حرية الإبداع‏.‏

مشاكل تقنية تعطل عرض الأفلام‏..‏ ومانموتش

مني شديد 

واجهت عروض افلام مسابقة الافلام الطويلة في اول ايام مهرجان الاقصر للسينما الافريقية عدد من المشاكل التقنية‏,‏ التي تسببت في خلل بالبرنامج واصابة اعضاء لجنة التحكيم بالضيق‏,‏ حيث توقف عرض اول فيلم في مسابقة المهرجان وهو السنغالي‏'‏ الشعيرة والمجنونة وانا‏'‏ قبل انتهاءه بنحو ربع ساعة نتيجة لخطأ في‏'DVD'‏ العرض وانتظر القائمين علي العرض نصف ساعة لحين وصول‏'DVD'‏ اخر‏,‏ وهو ما ادي الي تأخر عرض الفيلم الثاني‏'‏ سر اطفال النمل‏'‏ للمخرجة الفرنسية كريستين فرونسوا اكثر من نصف ساعة‏.‏

اما الفيلم التونسي‏'‏ مانموتش‏'‏ للمخرج نوري بوزيد فتاخر عرضه في المساء نصف ساعة ايضا بسبب غياب الترجمة عن النسخة المعروضة‏,‏ وتدخلت الفنانة ليلي علوي والمخرج محسن احمد اعضاء لجنة تحكيم المسابقة لحل المشكلة بعد ان طالت فترة الانتظار‏,‏ ولاقي الفيلم اعجاب الحضور حيث انه يناقش حرية المرأة وصراع الصديقتين زينب وعائشة بعد الثورة مع الافكار الرجعية التي تحاول السيطرة علي المجتمع وترفض عمل المرأة ومساواتها بالرجل‏.‏

وحصل المخرج التونسي نوري بو زيد علي جائزة أفضل مخرج عربي في الدورة الاخيرة من مهرجان ابو ظبي الدولي عن هذا الفيلم‏,‏ الذي منع من العرض علي الجانب الاخر في مهرجان أيام قرطاج السينمائية في نوفمبر من العام الماضي رغم اختياره في مسابقة الافلام الروائية الطويلة في المهرجان وتحديد موعد للعرض انتظره الجمهور‏,‏ وعللت ادارة المهرجان ذلك بان اسباب تقنية حالت دون عرضه‏.‏

والغيت ندوة الفيلم التونسي لغياب المخرج‏,‏ وكذلك الغيت ندوة فيلم السنغال‏'‏ الشعيرة والمجنونة وانا‏'‏ بسبب تاخر موعد العرض‏,‏ وقالت المخرجة الفرنسية كريستين فرنسوا ان فيلمها‏'‏ سر اطفال النمل‏'‏ هو اول عمل سينمائي يطرح هذه المشكلة ويناقش قضية اغتيال الاطفال في افريقيا التي لم يعد من الممكن انكارها بعد الان‏,‏ مشيرا الي أن الفيلم مثير للجدل وقد واجه عدد من ردود الافعال العنيفة بعد عرضه في عدد من المدن الكبري في بنين التي تقع فيها احداث الفيلم‏.‏

وتدور احداثه حول قصة سيسيل الفرنسية التي حضرت لبنين في زيارة لصديقها وتفاجيء بسيدة تلقي ابنها الرضيع امام سيارتها وتطلب منها أخذه وعندما تحاول البحث عن اسرته يرفض اهالي القرية مساعدتها لاعتقادهم ان هذا الطفل تتلبسه روح شريرة‏,‏ وتقرر تبنيه الا انها تعود بعد‏8‏ سنوات للبحث عن اسرته لتعرفه عليهم‏,‏ وتكتشف السر وراء تخلي عائلته عنه وهو ايمانهم بمعتقدات غربية تجعلهم يقتلون الاطفال من مواليد الشهر الثامن وكذلك من تنمو اسنانهم بشكل غريب اعتقادا منهم انهم ارواح شريرة ومبعوثي الشيطان‏,‏ وتكتشف ان حياة ابنها المتبني معرضة للخطر في هذا البلد‏.‏

واكدت كريستين انها تتبعت اكثر من‏200‏ حالة تبني فرنسيين لاطفال من افريقيا واجرت العديد من الابحاث والتحقيقات حول هذه الحالات واعتمدت في كتابتها علي‏3‏ حكايات رئيسية اهتمت بشكل اساسي بالتركيز علي شخصية الام التي تخلت عن ابنها تحت ضغوط والام الثانية التي تبنته واصرت علي حمايته تحت الضغوط ايضا‏,‏ لذلك اهدت فيلمها لشخصية اليس البطلة الحقيقية لقصة التبني‏.‏

الأهرام المسائي في

20/03/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)