حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

تفاوت الإقبال على أفلام تظاهرة «جولة السينما العالمية»

هل السياسة وراء الاحتفاء بالفيلم الإيراني «وداعاً»؟

نديم جرجورة

 

ما الذي يدفع بـ140 شخصاً إلى صالة سينمائية لمُشاهدة فيلم لا يُعرض تجارياً، بينما يجذب فيلم ثان، مشارك في التظاهرة السينمائية نفسها، 17 مُشاهداً فقط؟ ينطبق السؤال على فيلم ثالث، شاهده 56 شخصاً. الأفلام الثلاثة هذه عُرضت أيام الخميس والجمعة والسبت (14 و15 و16 شباط 2013) في صالة «سينما متروبوليس» (أمبير صوفيل، الأشرفية)، في إطار تظاهرة «جولة السينما العالمية» (بالتعاون مع «شبكة شاشات «آرت ـ هاوس العربية»). الأفلام الثلاثة هذه منتمية إلى ثلاثة أساليب مختلفة في صناعة الصورة السينمائية. إلى ثلاثة بلدان متفاوتة الحضور السينمائي، محلياً ودولياً. من إيران، البلد الغزير الإنتاج السينمائي، اختير «وداعاً» لمحمد راسولوف. في اليوم التالي، عُرض «كينغ ناكي والحوافر الهادرة» للجنوب أفريقي تيم ويجي. مساء أمس الأول السبت، عُرض الفيلم الصربي «تيلفا روس» (إنتاج صربي هولندي مشترك) لنيكولا ليزايفيتش.

إلى أين تؤدّي معطيات كهذه، في فهم علاقة المُشاهد اللبناني بالسينما المقبلة إليه من دول العالم؟ هل تؤثّر السياسة في حثّ لبنانيين على الذهاب إلى صالة سينمائية لمشاهدة هذا الفيلم أو ذاك؟ هل يطغى الجانب السياسي على ما عداه في اختيارهم فيلماً لمشاهدته؟ هل تلعب السينما، كنتاج إبداعي صرف ومتكامل، دوراً في هذا كلّه؟ لا يُمكن حسم المسألة. السياسة فعل يومي وعميق التأثير في خيارات لبنانيين عديدين، في أنماط الحياة كلها. للفيلم الإيراني، عامة، سحرٌ خاص. الفيلم الإيراني المناهض للنظام السياسي الحاكم أكثر الأفلام الإيرانية سحراً وتأثيراً. الأسباب عديدة: جماليات الصناعة البصرية. المواضيع المختارة. أساليب المعالجة. الشخصيات. الفضاء الدرامي. إلخ. «وداعاً» أنجزه مخرج مقيم في صدام مع السلطة الحاكمة. موضوعه مستلّ من وقائع العيش في قلب المواجهة والتحدّي (محامية شابّة وحامل تبحث عن منفذ للخلاص من بلدها، وزوجها الصحافي متخفّ لأسباب سياسية). ربما لهذا، توافد 140 شخصاً لمشاهدته. ربما لأن «وداعاً» افتتح التظاهرة. هذا لا ينطبق على الفيلم الثاني. قصّة سائس أحصنة وساع إلى تحقيق أحلامه الخاصّة جذبت قليلين للغاية. جذبت 17 مشاهداً فقط. جنوب أفريقيا غير معروفة لبنانياً. سينما هذا البلد أيضاً.

سؤال علاقة المشاهدين اللبنانيين بالسينما معلّق. لا يمكن طرح أجوبة أكيدة. هناك من يعتبر السينما «واجهة اجتماعية». يأتي البعض إلى الصالة لأغراض لا علاقة لها بالسينما. للقول مثلاً في سهرات اجتماعية إنه شاهد هذا الفيلم أو ذاك. 17 مشاهداً لـ«كينغ ناكي والحوافر الهادرة» في مقابل 140 مشاهداً لـ«وداعاً». الفيلم الإيراني «أفضل» (سياسياً واجتماعياً) لسهرات كهذه. هناك من يُعتبر «سينيفيلياً». هناك من يثابر على مشاهدة الأفلام كلّها. يثابر على إثارة سجالات حولها، للنقاش والتحليل. 56 مشاهداً لـ«تيلفا روس». حسنٌ. المواضيع سببٌ للمشاهدة أحياناً. البلد أيضاً. المخرج، إن كان معروفاً أو مشهوراً. «نيلفا روس» مختلف تماماً عن الفيلمين السابقين. صداقة تقف على تخوم انهيار وشيك. أو ربما على بداية طريق جديدة. أو مرحلة جديدة. صداقة تأخذ الصديقين إلى تخوم المعرفة الإضافية. معرفة كل واحد منهما للآخر. معرفة كل واحد منهما لنفسه. تدخّل طرف ثالث تحدّ لهما. محاولة لفهم الأشياء والحالات والانفعال. محاولة لتمتينها ربما. السياق المندرج فيه نزاع الصداقة مرسوم بصُوَر متداخلة بين الذاتي الحميميّ والخارجيّ المفتوح على فضاءات الذات والروح والتفاصيل.

الأيام الثلاثة الأولى من تظاهرة «جولة السينما العالمية» (مستمرّة لغاية الأربعاء المقبل) قدّمت حالات إنسانية عكست وقائع العيش في قلب الغليان. غليان بيئة ومجتمع (وداعاً). غليان فرد في مواجهة حلم (كينغ ناكي والحوافر الهادرة). غليان علاقة وسط تحوّلات ذاتية (تيلفا روس). الأيام الثلاثة الأولى أعادت رسم خرائط الاجتماع البشري في دوائر منغلقة على نفسها، داخل بؤر الخراب والخوف والقلق والارتباك. داخل لحظات انتظار خلاص ما، أو مزيد من الخراب.

السفير اللبنانية في

18/02/2013

 

زوم

صدقيّة من أجل التاريخ تطبّقها أميركا على نفسها فقط

بقلم محمد حجازي

فيلم مُصوَّر لمخرج كبير بحجم سبيلبرغ، يعترف كاتب نصّه السيناريست طوني كوشنر بخطأ تاريخي استغرق على الشاشة ١٥ ثانية فقط، ويتعلّق بتصويت نائبين من ولاية كونيكتيكت ضد مشروع إلغاء العبودية في أميركا ضمن أحداث فيلم «لنكولن» أحد حاملي الترشيحات الكثيرة للفوز بالأوسكار، وكان تمنٍّ تغيير هذا الوقت القصير والموقف للنائبين في نسخ الـ «DVD» من الشريط.

نائب من الولاية اعترض، فسارع السيناريست إلى الاعتراف بأنّه أخطأ وهو خطأ مدّته قصيرة، ومادّته ليست مؤذية، لكنه اعترف بما حصل قبل أكثر من مائتي عام، في محاولة لتصويب التاريخ ومنع أي خطأ قد يرد فيحفظه الجيل الأميركي لاحقاً أو أنّ الباحثين خارج أميركا يتلقّفون معلومة غير صحيحة وإنْ تعلّق الأمر بنائبين قالا نعم لإنهاء العبودية، وقدّمهما الفيلم رافضين للمشروع من أساسه.

التاريخ..

إذاً هذا هو السبب، ويبدو أنّ هذا الأمر يقتصر على كل ما يتعلق بأميركا فقط، وما يرتبط بها على نحو عضوي، وهو ما جعل فيلماً هوليوودياً ظهر قبل سنوات وحكى عن سفينة تائهة في عرض المحيط، أنقذها بحّارة أميركيون بينما كان على متنها بحّارة إنكليز، لكن إنكلترا لم تمرِّر هذه الواقعة وأصدرت الخارجية البريطانية بياناً أشارت فيه إلى أنّ لـ هوليوود خيالاً رحباً كي تتخيّل ما يحلو لأميركا، أما الحقيقة فهي غير ذلك، ولم يكن هناك أميركيون في تلك المنطقة ابلحرية الاستراتيجية طوال الحرب الثانية.

هذا جانب..

يحتمل التاريخ إضافة أحداث إيجابية عليه، لكنّه لا يحتمل إنقاص شيء منه، وهذا ما حصل في الصورة المقدّمة عبر فيلم Lincolin لـ سبيلبرغ، ولو أنّ القوانين تُحاسِب لكانت هوليوود ربّما توقّفت عن الإنتاج خصوصاً في ما يتعلّق بالحرب الثانية والحكايات المُصاغة عن هتلر والرايخ الألماني، وجبن الجندي الألماني في المعارك، كل هذا كان يُمرَّر في الأفلام الاميركية، جنود ألمان يحرسون مواقعهم ويمر بطل أميركي فيذبح ويقتل ويدمّر ثم يبقى حيّاً، تاركاً وراءه العديد من الجثث، هذا إضافة إلى ما كان يتم تلفيقه عن الوقائع وتقديم روايات متخيّلة لا علامة لها بالحقائق التاريخية، ولو أنّ الشاشة الكبيرة راجعت نفسها لانتبهت إلى أنّ المئات من المخالفات، والمغالطات، والافتراءات ارتُكِبَتْ بحق الألمان دون أنْ ترد أي عبارة عتاب من الحكومة، ربما لأنّ هتلر لن يجد مَنْ يدافع عنه.

هذه مشكلة حقيقية وفعلية.

السينما تبلغ أبعد مكان في البسيطة، وبالتالي فإنّ ما تعمّمه من معلومات يصبح خطيراً على أي قضية، وأي خطأ سيصير مدمِّراً في حال كان حسّاساً واستراتيجياً، لذا فإنّ وجود مصفاة في بيوتات النصوص السينمائية لتقديم مراجعات والخضوع لآراء خبراء في التاريخ والاجتماع وسواها من المناخات التي تحكم البشر في يومياتهم.

الاعتداء أمر رائع، لكن الصورة بدت كذلك لأنّ المسألة أميركية مئة في المئة وبدا الجميع معها شفّافون، عندهم ميل قوي لأن يصوّبوا الخطأ، بينما تشتغل المصالح بعمق لتجاوز أخطاء مقصودة يتم تمريرها خدمة لألف سبب وسبب.

ربما العرب أدركوا بشكل جيد ومنذ وقت قريب أهمية وفاعلية السينما في العالم، لكنّهم حتى الآن لم يتّخذوا القرارات المناسبة لحفظ حقوقهم في أشرطة، وتناولها في أخرى ما يُتيح لهم فرصة ذهبية كي يعرضوا قضاياهم بتفاصيلها على العالم من دون عقبات أو موانع، فالإنتاج عربي، ولسان الفيلم عربي وقضيته عربية... وكل ما فيه من الفساد وإلى الضاد، وبالتالي لا خوف على إبعاد غير مفهومة، بل ضمان كامل لمؤدي ما يقدّم في الأفلام.

يصعب تخيّل حجم الإحباطات التي تلف أمّتنا لأنّ أحداً لا يصوّب ولا يعترض، بل كل فريق منّا يريد كتابة التاريخ على ذوقه، ومزاجه، وهذه حالنا في لبنان فلسنا قادرين على اتفاق يصدر معه كتاب عن تاريخ لبنان يوافق عليه كامل الفرقاء، لذا فالصورة محصورة في زاوية.. أو زوايا قليلة، أمّا باقي المشهد، فالله أعلم ما هي مقوّماتها.

لم تصلنا شفافية سيناريست لنكولن بعد، لا بل لم نبلغ في ثقافتنا ما بلغه الأميركيون من قدرة على وضع تصوّر نهائي للأمور يكون على خاطر الإدارة الأميركية ورغبتها.. وإذا لم يكن كذلك فيكون هناك خلل.. وعندما لن يحتمل أحد التداعيات.. وسيذهب الجميع.

فيرث - دياز في كوميديا ظريفة على خلفية ترويج اللوحات العالمية المزوّرة

اللبناني «قصة ثواني» يتمدَّد على شاشاتنا بدءاً من ٢١ الجاري وهو جدير بالمشاهدة

حبٌّ غير مستحيل بين خارقة وبشري يبتعدان قسراً لكنّها تحميه من الأذى

أسبوع حافل بالعديد من الأفلام الجديدة والمتميّزة بضخامتها، والكل ينتظر معظمها، في وقت لا تزال تُعرض بشكل مُمدّد الأشرطة المتبارية لنيل الأوسكار وليلته ستكون الأحد المقبل بعد منتصف الليل بتوقيت بيروت، ويسبقه بيومين الفائزون بجوائز السيزار الفرنسية.

بداية مع الفيلم العربي أو المصري: «على جثتي» لـ أحمد حلمي، الكوميدي الذي عوّدنا على أشرطة هادفة وإنْ على متن قارب الكوميديا، لكنه وبعد عدة نماذج ناجحة أطلق عمله الجديد، وعندما وجد قلّة إقبال عليه في الصالات المصرية، ليس بسبب الأحداث، بل بفعل مستواه تجرّأ وأعلن عن أنّه مقتنع بالفيلم بنسبة ثلاثين في المئة فقط، وهذا الكلام يبرّئ مَنْ كتبوا ضد الفيلم، ومَنْ سوّقوا في جلساتهم الخاصة ناصحين بعدم مشاهدته لأنّه متواضع ولا يشبه أفلام حلمي.

قصة ثواني

أول فيلم طويل للمخرجة لارا سابا (المفترض أنْ تكون قد ولدت مع صدور المقال) شاهدناه لأوّل مرّة في افتتاح مهرجان بيروت السينمائي الدولي ١٢ في الثالث من تشرين الاول/ أكتوبر الماضي، وقلنا فيه كلاماً إيجابياً جداً، بعدما استوقفنا نصّه الذي وضعته وأنتجته نبال عرقجي شركة Dream Box وهو مُؤسَّس على مجموعة من القضايا الاجتماعية الحياتية على خلفية وطنية من صناعة لبنانية مطلقة.

ساعة ونصف الساعة على الشاشة مع فريق خدم الفكرة كثيراً: كارول الحاج، الفتى علاء حمود، غيدا نوري، شادي حداد، ليلى حكيم، كارولين حاتم، وشربل زيادة وأربعة ضيوف شرف: المخرج بهيج حجيج، ماريول باسيل، طوني أبو جودة وبوب أبو جودة.

الشريط قُدِّم في عرض خاص يوم ١٢ الجاري على أنْ يباشر عروضه الجماهيرية في ٢١ الجاري أي الخميس المقبل (بعد ثلاثة أيام) وعن نماذج من لبنان، ومن كل الطبقات أعطتهم الحياة من ناحية، وأخذت منهم أو حرمتهم من الناحية الأخرى، وبالتالي فإن تواصلهم في يومياتهم محفوف بالمفاجآت وعدم الاستقرار.

نور (غيدا) فقدت ذويها في حادث سيارة فباتت لوحدها وتبدّلت ظروفها من الأساس، وإنديا (كارول) في حياتها كل ما تريده من مال وعز، لكنها محرومة من الأطفال، مروان (علاء) فتى في الثانية عشرة من عمره (حاز جائزة أفضل ممثل من مهرجان بروكسل للسينما المستقلة) يعيش مع أم غير مبالية، مدمنة على كل شيء من المشروبات إلى المخدرات والجنس، ما يدفعه لأن يترك كل شيء من حوله ويهرب كي يعيش متشرّداً مع رفاق السوء ممَّن هم قطاع طرق ولصوص.

شريط أجمل ما فيه أنّه كالقصيدة الجميلة معناها في مضمونها وعلى الذي يسمعها أنْ يعطيها كامل العلامة من الاعجاب.

Gambit

لـ مايكل هوفمان، عن نص للأخوين المعروفين إيثان وجويل كوين، في شريط رشيق سريع، مضحك، من خلال فكرة بسيطة تعمد إليها عصابة صغيرة مؤلّفة من ثلاثة أشخاص: سائق قلّما يتكلم، خبير لوحات لا علاقة له بهذا العمل إلا من باب التسويق والترويح يدعى هاري ديف (كولن فيرث)، ومعه الجميلة التي تغوي الضحايا وتجعلهم يشعرون بالراحة مع بي جي دوز نوسكي (كاميرون دياز) ويجسّد دور الثري الضجة في لعبة الفيلم ليونيل شهبندر (آلان ريكمان)، بينما يقع مزور آخر حاول الدخول على الخط لأخذ العرض من دين، هو مارتن زايدنويبر (ستانلي توكشي)، والذي يكشفه هودين نفسه، عندما يحكم مارتن على لوحة الحصاد أمامه بأنها لـ مونيه وهي حقيقية، فيعمد دين إلى حف جانب من اللوحة بخرقة، فتظهر في أعماق الصورة أو اللوحة، صورة رسمية للملكة البريطانية.

عندها يطلب شهبندر من دين أن يعتبر نفسه موجوداً في المشروع وفي الوظيفة وكأنّما شيئاً لم يكن، لكن دين أسف منه حين أبلغه بأنّه لا يريد العودة الى العمل معه، وطلب منه بي جي، كي تغادر معه، ومعهما كان المبلغ المرقوم لسعر اللوحة الاصلية لـ مونيه، ومع المشهد الختامي للشريط كلام عن الضحية التالية، عن دونالد ترامب، وحبه للوحات بيكاسو، وإمكانية الدخول عليه من هذا الباب.

٨٩ دقيقة لفيلم صُوِّر في لندن، ومطار هيثرو وكان عرضه الاول في كندا يوم ٢١ تشرين الثاني/ نوفمبر المنصرم.

Beautiful Creatures

شريط في ساعتين وأربع دقائق للمخرج ريتشارد لاغرافينينر الذي كتب السيناريو استناداً الى كتاب وضعته كامي غرسيا، ومارغريت ستول، ويتناول عائلة ترث الجينات غير البشرية أباً عن جد، وممنوع على أفرادها التواصل مع البشر، الوقوع في حبهم أو إقامة علاقات معهم أو الزواج بهم.

ويحصل أنّ لينا (آليس انغليرت) من هذه العائلة تقع في غرام شاب صغير من البلدة يدعى إيثان وات (آلدن ايهرنرايش) الذي يدرك أنّ عندها قوة خارقة تستطيع استحضارها في الوقت الذي تريده، لكنه يصر عليها لأنّها تصوره مطابقة كانت تتراءى في ذهنه، وأمامه على الدوام، لا بل هو عمد الى رسمها اكثر من مرة وعندما رآها لاول مرة في المدرسة ذهل انها هي التي يتخيّلها ويعرف منها لاحقاً انه هو ايضاً كان يتراءى لها في لحظات معينة.

الاثنان ارتباطا بحب غريب، ومتين، ومع تدخّل خال الفتاة ماكون رافنوود (جيريمي آيرونز) ووالدتها سارافين (ايما تومبسون) لردعها عن جلب بشري الى العائلة المعروفة بقوتها واسرارها، لم يتغير شيء، فالحب بقي بينهما حباً، وعندما طلبت لينا من إيثان ان يغادر، فعلا غادر وراحت تحميه عن بُعد، بحيث ترسم من حوله طوقاً من القوى التي تمنع عنه اي تأثير او اذية، حتى ماكون، ظهر على صورته لك يحميه عندما اطلقت النيران عليه فأصيب ماكون وظل ايثان على حاله.

الفيلم مادة سينمائية ليست مختلفة كثيراً عن السائد في سوق العروض لافلام الرعب، مثل توايلايت، لكن له خصوصية التركيز في عرض الاحداث.

اللواء اللبنانية في

18/02/2013

 

لارا سابا مدينة المصائر الـ«مبعثرة»

فريد قمر  

تخوض المخرجة اللبنانية مغامرة حقيقية. باكورتها الروائية الطويلة من الأفلام الدرامية السوداء التي تنقل المشاهد إلى عالم مأسوي... بعدما حقّق «قصة ثواني» حضوراً في المهرجانات العالمية، هل ينجح في امتحان شباك التذاكر؟

هذا الأسبوع، ينطلق في الصالات اللبنانية عرض فيلم «قصة ثواني» للمخرجة لارا سابا (1979). الشريط الذي سبق أن شاهدناه في عرض بيروتي يتيم خلال افتتاح «مهرجان بيروت الدولي للسينما» (الأخبار 3/10/2012)، شارك في بعض المهرجانات الدولية، منتزعاً جائزة وحيدة كانت من نصيب الممثل الفتى علاء حمود.

يكمل «قصة ثواني» (سيناريو نبال عرقجي) مشواره اليوم كما كان مخططاً له، منتقلاً من المهرجانات إلى الصالات التجارية. بعدما كوفئت المخرجة معنوياً، جاء دور الاختبار الحقيقي عند شباك التذاكر. تجربة الأفلام اللبنانية في الصالات المحلية لا تزال مغامرة؛ فالمنافسة ليست متكافئة مع الأفلام الهوليوودية المتسلحة بميزانية تبلغ عشرات الملايين من الدولارات، وخصوصاً تلك المدعمة بجوائز «غولدن غلوب» وترشيحات «الأوسكار» التي يتزامن عرضها في لبنان مع فيلم لارا سابا. لكن من ناحية أخرى، أسّست التراكمات السينمائية المحلية نوعاً من الثقة بالإنتاج الوطني، يمكن فيلم «قصة ثواني» الاعتماد عليه، هو الفائز حديثاً بجائزة أفضل ممثل خلال الدورة الـ39 من «المهرجان الدولي للسينما المستقلة» في بروكسل.

لم تكن سابا تعرف أنّ علاء حمود، فتى النراجيل الذي قابلته مصادفة خلال بحثها عن موقع لتصوير شريطها، سيقودها إلى هذه الجائزة، وسيكون النجم الذي سيغطي على كامل أبطال الشريط ويحقق لها جائزتها اليتيمة في باكورتها السينمائية الطويلة. حمود ابن الاثني عشر ربيعاً، تألق في دور مروان، وبرع في تجسيد شخصية غير عادية، هو الذي واجه ضغوط الحياة باكراً بعدما ترك مدرسته ليعمل في محل للنراجيل في منطقة برج حمود في بيروت.

الدور الذي برع فيه علاء ليس دوراً مهذباً لفتى البيت المنمق الذي شاهدناه غالباً في أفلام لبنانية تقليدية، بل أدى شخصية طفل ترعرع في بيئة عاطلة، تحتاج إبداعاً وممثِّلاً يعرف كيف ينقل عفويته من الشارع إلى الكاميرا. مروان، الشخصية التي جسدها علاء حمود، يعيش مع والدته السيئة السمعة والسلوك، ويتعرض للاغتصاب المنظم من عشيقها قبل أن يتمرّد عليها ويخرج إلى الشارع. بدا مقنعاً إلى درجة فوزه بالجائزة المذكورة، ما أسهم في رفع حظوظ الشريط اللبناني الذي حاولت مخرجته الاستثمار في قصة الفيلم والممثلين بسبب شحّ التمويل والإنتاج المحليين، إلاّ لمن استطاع إلى التمويل الأوروبي سبيلاً.

بنت سابا قصتها على ثلاث شخصيات تشكّل كل منها محوراً مستقلاً، لا يربط بينها إلا المدينة الواحدة بما تحويه من مآسٍ وألم كأننا في ثلاثة أفلام ضمن فيلم واحد، ما يذكّرنا بأعمال المكسيكي اليخاندرو غونزاليس إيناريتو. بالإضافة إلى قصة مروان، يلاحق الفيلم قصة نور (غيدا نوري) التي تفقد عائلتها في حادث سير، فتواجه الفقر المدقع واستغلال الآخرين لفقرها وحاجاتها، وصولاً إلى انديا (كارول الحاج) المرأة التي تمتلك كل ما تريده في الحياة باستثناء الأمومة، فتعيش في غصّة لا تقوى على تخطيها. تتخذ الأحداث في الفيلم منحى درامياً أسود حتى تتقاطع القصص الثلاث جغرافياً وزمنياً من دون أن تلتقي؛ إذ فضلت المخرجة عدم الدخول في بناء علاقة جدية بين الشخصيات أو ترك رابط درامي في ما بينها، ولو فعلت ذلك، لاستطاعت منح الفيلم قصة أفضل وأكثر عمقاً.

يُعَدّ العمل من الأفلام الدرامية السوداء التي تنقل المشاهد إلى عالم مأسوي، فتتعمّد المبالغة في العقد الدرامية لإيصال الرسالة. غير أنّ هذا النوع من الأفلام هو امتحان صعب لفيلم محلي... فهل تنجح لارا سابا في كسب معركة شباك التذاكر بعد فوزها بمعركة المهرجانات؟ فلننتظر ونرَ.

«قصة ثواني»: بدءاً من 21 شباط (فبراير) في صالات «غراند سينما»، و«أمبير»

الحرب الأهلية علاجها... بالرقص!

زينب حاوي  

Liban, des Guerres et Des Hommes «لبنان، حروب ورجال» وثائقي طويل للمخرج والمنتج الفرنسي فريديريك لافون، الذي عايش فترات متعددة من الحرب الأهلية اللبنانية. الفيلم الممتد على ثلاثة أجزاء (مدة كل جزء 52 دقيقة) عرضته قناة «فرانس 5» أخيراً. كان لافتاً احتواء الشريط على أرشيف نادر وغني للأحداث التي لا تنقطع الا لتمرير مقابلات حية شملت أناساً عاديين، واستبعدت الشهادات التقليدية للزعماء السياسيين.

الجزء الأول (1975ــ 1982) يروي بدايات الشرخ بين المسيحيين والفلسطينيين «المدعومين من اليسار». ترافق ذلك مع شهادات من الطرفين، بينما تتجول الكاميرا في أمكنة مختلفة، ونستمع إلى شهادة من سائق بوسطة عين الرمانة، وشهادة من المعمارية والناشطة منى حلاق أمام «مبنى بركات» أو ما يعرف بالبيت الأصفر المدروز بالرصاص في منطقة السوديكو. تُستعاد أسماء المجازر من الدامور إلى تل الزعتر، ودخول الجيش السوري، وينتهي بالاجتياح الاسرائيلي عام 1982. يبدأ الجزء الثاني (1982- 1990) من صور هذا الاجتياح من دون أن يظهر غطرسته، ويؤرخ لنشوء «حزب الله» و«دخول إيران على المشهد اللبناني»، ويعرض لضرب القوات الفرنسية والأميركية اللتين كانتا «ضحية الحرب»، بينما يغفل «حرب الإلغاء» بين ميشال عون وسمير جعجع، و«حرب التحرير» بين عون والنظام السوري. ويبدو ذلك غريباً مقارنةً باستفاضة الفيلم في الحديث عن الفلسطينيين والاحزاب الإسلامية. أما الجزء الثالث (1990ــ 2012)، فيبدأ بتوقف الحرب، وإعادة إعمار وسط بيروت على يد رفيق الحريري «المقاول الذي بنى ثروته من السعوديين»، ويعرّج على غياب قصة هذه الحرب عن الصروح التعليمية، ويقفز الى عام 2005 حيث انقسم اللبنانيون من جديد بين 8 و14 آذار، وتبدأ الشهادات القائلة بأنّ «الربيع العربي» بدأ من ساحة الشهداء في تظاهرة 14 آذار، وخروج القوات السورية «بعد 20 عاماً من الاحتلال» مع تغييب التظاهرات الأخرى، واستبعاد الكلام عن الطرف الثاني، والتركيز على ما فعلته الاستخبارات السورية بمعارضيها اللبنانيين، بينما تمرّ حرب تموز 2006 مرور الكرام من دون ذكر المجازر والفظاعات التي حصلت. ثم يدخل المشاهد الى معهد رقص، حيث يعلّمنا الراقص كيف نخرج من ويلات الحرب ومعالجة ذواتنا عبر هذا الفن! ويستكمل المخرج حديثه عن السوريين و«تورطهم» في الاغتيالات، وفي أحداث طرابلس الأخيرة بين موالين ومعارضين لهم.

في الختام، نشاهد انقساماً في الآراء بين امكان حمل السلاح مجدداً، والاعتذار من المتضررين في هذه الحرب العبثية التي «لم يعرف كيف بدأت وانتهت وهل رسا السلام فعلياً». يقفل الفيلم كما بدأ على إعادة مشاهد الازدهار اللبناني بالأبيض والأسود في حقبة البحبوجة والعيش المشترك كأنّها أمنية يطلقها المخرج الذي لا ينجو من الانحياز لطرف ضد آخر.

شيء من هيتشكوك في «سايكو»

فوزي باكير  

ليس الفيلم الذي يؤدي بطولته أنتوني هوبكينز سيرة لسيّد أفلام الرعب. العمل الذي أخرجه ساشا جرفازي، يقدّم شخصية السينمائي البريطاني من خلال شريط واحد طبع تاريخ الشاشة الفضية

ليس فيلم أنتوني هوبكينز «هيتشكوك» الذي أخرجه ساشا جرفازي، سيرة سينمائية لسيّد أفلام الرعب والتشويق ألفريد هيتشكوك (1899 ــ 1980). لقد تم تقديم شخصية هيتشكوك من خلال عمله على أحد أهم أفلامه («سايكو» 1960) الذي ترك علامة في تاريخ الشاشة الفضية.

شاركت هيلين ميرين في بطولة الفيلم مع هوبكينز، مجسّدةً دور زوجة هيتشكوك ألما التي رافقته طوال مسيرته. يبدأ العمل بإظهار طبيعة علاقتهما التي ينتابها شيء من الفكاهة الدرامية، فكلاهُما مسنّ، يشفق على نفسه، وعلى الآخر، خصوصاً هيتشكوك الذي يحاول أن يكون متصابياً أحياناً، فلا يمتنع عن شرب الكحول كما يأمره الطبيب، ولا عن تناول الأطعمة التي تزيد بدانته، والأهم أنّه لا يمتنع عن مغازلة بطلات أفلامه، وهذا ما يثير حفيظة الما التي تغار وتشعر أنّها كبرت، ولم تعد تلفت زوجها.

يتعرّف هيتشكوك إلى رواية «سايكو» للأميركي روبرت بلوتش، وهنا تبدأ رحلته مع الفيلم الذي لم تقبل به شركات الإنتاج، إذ لم ترق لها فكرة الرواية التي تتحدث عن قاتل متسلسل ومريض نفسياً يُدعى اد جين. لكن هيتشكوك ذا الشخصية العنيدة يصرّ على إكمال العمل، لينتجه كفيلم على نفقته، رغم اعتراض من حوله بمن فيهم زوجته. يخطّط صاحب «الطيور» لفيلمه، يختار الممثلين الرئيسيين، كالبطلة التي تموت في الثلث الأول من «سايكو»، وهي جانيت لاي، وقد أدت دورها سكارليت جوهانسون. وحين يلتقيها هيتشكوك وزوجته، يذهب لمغازلتها مقارناً في سرّه، بين ألما وجانيت، ثمّ يشرح لها الدور ويتفقان على العمل.

أمّا القاتل إد جين، فكان يسكن هيتشكوك، ويشكّل هاجساً له، كأنّ هيتشكوك يرى شيئاً من نفسه في هذا القاتل، فالشكوك التي كانت تساوره تجاه زوجته الما وعلاقتها بالكاتب التي انشغلت معه في كتابة سيناريو فيلم ما، كان يعزّزها إد جين. وهنا تظهر علاقة المخرج بشخصيات النص، أو التشابه بينهما، فـ «إد جين» لم يكن سوياً، ولعلّ هيتشكوك انتبه إلى أنّ القاتل يعبّر عن جزء ما من شخصيّته، فراح يتخيّل نفسه معه، يجالسه ويتحدّث إليه ويشكو له. نرى علاقة هيتشكوك مع الرقابة الأميركية التي كانت صارمة آنذاك يعبّر عنها ساخراً «الذهاب إلى طبيب الأسنان، أهون من لقاء الرقيب». يذهب صاحب «فيرتغو» ليلتقي بلجنة الرقابة التي تضيّق الخناق عليه طالبةً منه حذف العديد من المشاهد المهمة مثل المشهد الذي أسس لأفكار عديدة في السينما لاحقاً، وهو مشهد قتل البطلة في حوض الاستحمام الذي ظهر للمرة الأولى في فيلم «سايكو». من خلال مزاحه وردوده الساخرة، حاول هيتشكوك التحايل على الرقباء بالفكاهة علّهم يخفّفون من صرامتهم لكن من دون جدوى، بل هدّدوه بإيقاف العمل كاملاً.

تتزايد شكوك هيتشكوك بعلاقة زوجته مع ويتفيلد كوك الذي تشاركه تأليف السيناريو، ويقترب من اليقين بأنّ خيانةً زوجيّةً تحصل، فيتّهمها بذلك. لكن الحقيقة أنّها لم تفعل، فانفجرت به برد قاس، مبيّنة له شقاءها وتفانيها من أجله، إلا أنه لا يكترث سوى لنفسه وشهرته، فلم يجد سوى الخجل والصمت كملجأ يأوي إليه، ومتابعة عمله على «سايكو». وهنا يبلغ الفيلم ذروته في أحد أجمل المشاهد التي أبدع فيها هوبكينز. حين كان هيتشكوك يصوّر مشهد الاستحمام، لم يعجبه أداء الممثلة وهي تصرخ خوفاً من الشخص الغامض الذي دخل عليها بسكين لقتلها، فقطع التصوير، واقتحم الحوض، فاتحاً الستارة عليها وهي عارية. حمل السكين وراح يطعن الهواء حولها، وأخذت تصرخ لكن ليس تمثيلاً بل خوفاً من سلوك هيتشكوك الجنوني. كان يفعل هذا وهو يتخيّل ويت والرقيب والمنتج الذي رفض دعم الفيلم، كلّهم في الحوض، كأنّ الطعنات تغرز في ظهورهم، حتّى انتبه لما يفعل، فهدأ وحدّق في ممثلته قائلاً: «هكذا أريد صراخك، كأنّ الأمر حقيقي»، ورمى السكين ومضى.

وبعد تحفّظ الرقابة مجدداً على بعض مشاهد الفيلم، استند هيتشكوك إلى ألما لتساعده في إعادة منتجته حتى خرجا بصيغة نهائيّة من «سايكو» حقّقت نجاحاً لم يتكرر ربما. هكذا يلخّص الفيلم طبيعة شخصيّة هيتشكوك، بتناقضاتها وجمالياتها وأعبائها النفسية والدرامية، وقدرته على المضي في عمله بإخلاص وتفان، ليكون واحداً من علامات السينما رغم أنّه لم يحصل على جائزة «أوسكار» واحدة.

«هيتشكوك» بدءاً من 14 آذار (مارس) في صالات «أمبير» و«غراند سينما»

شريط تسجيلي: صرخة «أهل الكهف»

نور الدين بالطيب / تونس 

خلافاً لما يتداوله التونسيون عن ثورتهم التي أبهرت العالم بسلميّتها كما يقولون، ترى مجموعة «أهل الكهف» الفنية أنّ الثورة التونسية ماتت يوم ١٤ كانون الثاني (يناير) ٢٠١١. من بين الأشرطة الوثائقية التي لفتت الانتباه أخيراً «ثورة غير درج» (الدرج في اللهجة التونسية يعني «خمس دقائق»). هذا الفيلم يقدم بورتريهاً لمجموعة «تحت الكهف»، وهي مجموعة فنية من بين تجمعات كثيرة ظهرت في تونس قبل الثورة وبرزت بعدها مثل «الزواولة» واتخذت من الجدران وسيلة للتعبير من خلال الغرافيتي. رضا التليلي مخرج الفيلم عاش مع هذه المجموعة التي بدأت بثلاثة فنانين من متخرجي «المعهد العالي للفنون الجميلة» في تونس واختاروا اسم «أهل الكهف» للإشارة إلى الطبيعة السرية لعملهم الفني عندما كان الرسم على الجدران ممنوعاً. وبعد الثورة واصلت المجموعة التنديد بالسلطة من خلال الرسوم على الجدران. هذه المجموعة لا تخفي انتماءها إلى أقصى اليسار التونسي، وتعتبر أنّ الثورة التونسية انتهت عشية فرار زين العابدين بن علي وأنّ «الإمبريالية الأميركية ومجموعات الضغط المرتبطة بجهات دولية وصهيونية والمدعومة بالمال الخليجي تدخّلت للحفاظ على بنية النظام القديم بوجوه جديدة».

هؤلاء الشبان الذين يعملون في الليل يحوّلون جدران المنازل المهجورة ومحطات النقل إلى لوحات فنية تتخللها قصائد درويش ونيرودا ولوركا وصور تشي غيفارا، تحولوا إلى ظاهرة في الشارع الثقافي التونسي؛ إذ حولوا الهامش إلى مركز قرار واستقطاب وكانوا حاضرين في كل التحركات الشعبية لفرض مطالب الديموقراطية والحرية والعدالة والدفاع عن الدولة المدنية. وهم لا يخفون عدم ثقتهم بالأحزاب والمنظمات، ويرون أنّ الثورة سرقت من البسطاء وحوِّل مسارها للحفاظ على مصالح الإمبريالية. خطاب هذه المجموعة يبدو غريباً بعد سقوط جدار برلين ونهاية الحرب الباردة واستفراد الولايات المتحدة بالقرار في العالم، لكنهم مصرون على مواقفهم وواثقون بأنّ المستقبل سيكون للفقراء. هذا الشريط التسجيلي (٧٥ دقيقة) أنجزه رضا التليلي بإمكانات متواضعة تماماً كما أنتج أفلامه الأخرى. وهو يلتقي مع «أهل الكهف» في الخروج عن السرب والمسارات التقليدية، وقد كان ذلك مربكاً للخطاب السائد الذي يتغنّى بالثورة بطريقة لا تختلف عن احتفاليات النظام السابق.

الأخبار اللبنانية في

18/02/2013

 

مشاهدون اعتبروا الفيلم «مكرراً».. ومنحوه من 5 إلى 8 درجات

«الخدعة».. كاميرون دياز بقعة الضــوء الوحيدة

علا الشيخ - دبي 

اعتبر مشاهدون لفيلم «ذا غامبيت» (الخدعة) الذي يعرض حالياً في دور السينما المحلية، الفنانة كاميرون دياز أبرز النقاط المضيئة في الفيلم، مشيرين الى أنها لاتزال قادرة على رسم الابتسامة على وجوه متابعيها عبر اداء ادوار كوميدية ضمن حبكة جادة.

بينما رأى آخرون أن قصة «الخدعة» مكررة، إذ عولجت كثيراً من قبل في أعمال سابقة، لافتين الى أن أهمية الفيلم الوحيدة تكمن في قدرته على اضحاك المشاهد، ومنحوا الفيلم الذي أخرجه ميشال هوفمان، وقام ببطولته كولين فيرث، وآلان ريكمان، علامة راوحت بين خمس وثماني درجات.

وبين اللكنة الإنجليزية ولكنة تكساس الأميركية، يعيش المشاهد أحداث فيلم تغلب عليه الكوميديا، في ظل قصة تدور حول أمين متحف يسعى الى الاحتيال على رجل ثري ببيعه لوحة فنية غير أصلية عن طريق «سائسة خيل» من تكساس جميلة ومثيرة.

استنساخ

يعد «الخدعة» نسخة حديثة من دراما الإثارة والعنف، ولعب بطولته كل من مايكل كين وشيرلي ماكلين عام 1966، إذ لم يضف جديداً إلى الفيلم، لكن جرعة الكوميديا فيه كانت جيدة، وهو ما بدا على مشاهدي الفيلم، إذ ضجت القاعة بالضحكات، فأمين المتحف الذي يحلم بالثراء وهو محاط بكمية أعمال فنية تبلغ قيمتها ملايين الدولارات، لكنه في الوقت ذاته يريد المحافظة على كونه أميناً على هذه الأعمال، يقرر أن يخدع أحد الأثرياء، عبر إقناعه بشراء لوحة قيمة.

وقال عمر علي (31 عاما) إن «الفيلم مضحك، ويخفف عن القلب كثيراً من التعب والحزن، لكنه ليس مميزاً»، مشيراً إلى أن العام الماضي كان حافلاً بأفلام مهمة، و«الخدعة» لا ينافسها بالمرة، مانحاً إياه سبع درجات.

في المقابل، قال أيبك إبراهيم (24 عاماً) إن «أهمية الفيلم ليست في قصته، بل في الكوميديا الخفيفة، وهذا ما أعجبني، لكنني لا أنكر أنني شعرت بالملل قليلاً»، معتبراً أن الفيلم لا يستحق إلا خمس درجات، فيما وصفت سمية حسين (37 عاماً) الفيلم بـ«السخيف»، موضحة «لم أعرف، عندما سمعت أنه كوميدي ذهبت لمشاهدته، لكنني فوجئت بكم الابتذال فيه»، مانحة إياه أربع درجات.

وفي اتجاه متصل، قال ميمو ديب (22 عاماً) إن «قاعة السينما كانت مليئة بسبب وجود كاميرون دياز، وليس من أجل الفيلم، وشعرت بالضيق من تعليقات البعض حتى إنني لم أكمل الفيلم»، على حد تعبيرها رافضة إعطاء أي نتيجة.

«سائسة خيل»

تظهر «دياز» سائسة خيل، بجسدها الرشيق وضحكتها الجميلة، على الرغم من تعديها الـ40، وتكون هي الوسيلة التي يريد من خلالها أمين المتحف الوصول إلى الثري وإيهامه بلوحة مقلدة على أنها أصلية، وأنه وجدها في منزل السائسة التي يغريها بالمال، وتستجب فوراً لتنفيذ الخطة.

اعترف محمد البلوشي (33 عاماً) بأنه جاء فقط لمشاهدة دياز، فهي بالنسبة له رمز الأنوثة، ولا أحد يضاهيها بالجمال، وعن الفيلم وقصته، قال بعد ضحكة طويلة «جئت من أجل دياز فقط».

بدورها، أثنت بدرية علي (27 عاماً) على حفاظ البطلة كاميرون دياز على رشاقتها الى الآن، وقالت إن «الفيلم لطيف، وأدى الممثلون فيه أدوارهم ببراعة»، مانحة اياه ثماني درجات.

«كولين فيرث، وكاميرون دياز، لا يمكن تخيلهما أمام بعضهما البعض، وقد فشلا في الفيلم على الرغم من خصوصية كل منهما على حدة»، هذا ما قاله بشير المواربي (38 عاماً)، مضيفاً أن «الفيلم ليس مقنعاً بسبب غياب الكيمياء بين ابطاله»، وأعطى الفيلم أربع درجات.

خدعة الخادع

يمر الفيلم بمشاهد كثيرة حافلة بالمغامرة، ويكاد السحر ينقلب على الساحر فيه، فمن هو المخادع، ومن وقع ضحية هذه الخديعة كلها أجوبة موجودة في نهاية الفيلم الذي يوصف بالخفيف، من دون مقارنته بأفلام كوميدية طرحت هذا العام.

«أسوأ شيء بالنسبة لي كمشاهد أن أكون أمام فيلم أتكهن نهايته في ربع الساعة الأولى منه»، هذا ما أكدته هالة عطيات (30 عاماً)، مضيفة «هذه الخاصية موجودة بكثرة في الفيلم العربي، لكنها قليلة في الفيلم الغربي، لذلك شعرت بالضيق، فقد توقعت كل الأحداث التالية من وقت مبكر من الفيلم»، مانحة اياه أربع درجات.

في المقابل، قالت سيلينا داوود (27 عاماً) إن «الفيلم خفيف الظل، إلا أنه لم يصل الى مرحلة التميز، ليجعلني أتحدث عنه بعد نهايته، وتبقى تفاصيله في ذهني»، مانحة اياه اربع درجات.

بدوره، قال إلياس داوود (40 عاماً) «وجود ممثلين كأبطال الفيلم، يعد في حد ذاته خديعة للمشاهد بأنه أمام فيلم مهم» مانحاً إياه ست درجات.

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

الإمارات اليوم في

18/02/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)