حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

جومانا مراد:

المنتج يحدد توقيت عرض الفيلم

كتب الخبرأمين خيرالله

 

رغم أن مشاركاتها السينمائية قليلة جداً مقارنة بأعمالها التلفزيونية فإنها نجحت في تثبيت مكانتها على الساحة. إنها الفنانة جومانا مراد التي يعرض لها حالياً فيلم «الحفلة» الذي تقتسم بطولته بمشاركة النجمين أحمد عز ومحمد رجب. عن الفيلم كان هذا اللقاء.

·     للمرة الأولى تشاركين أحمد عز ومحمد رجب في عمل واحد، كيف كانت علاقتكم أثناء التحضير والتصوير؟

فعلاً إنها المرة الأولى التي ألتقي معهما من خلال عمل فني واحد، لكن عز ورجب تعاونا سابقاً وتربطهما علاقة صداقة قوية، ورغم ذلك لم أشعر بأنني دخيلة عليهما وشعرت بارتياح شديد جداً أثناء التصوير وأصبحنا أصدقاء وعائلة واحدة. وللعلم، ارتبطت بهذا الثنائي جداً وأصبحت علاقتنا جيدة، فأحمد عز شخص مثالي وأقدره كثيراً ومحمد رجب رجل مصري شهم وجدع.

·        لكن انتشرت أخبار أن فريق العمل لم يكن على وفاق وحدثت مشادات بينكم أثناء التصوير؟

على العكس تماماً. سادت بيننا روح الحب والتفاهم والمودة، وهذا ما سيلاحظه الجمهور بشكل واضح على الشاشة. كذلك حصلت بيننا مواقف طريفة كثيرة أثناء التصوير، وأعتبر أن أي كلام خلاف ذلك يأتي في إطار الإشاعات المغرضة التي يرددها البعض حولي وحول فريق العمل كي ينال منا.

·        ما رأيك في توقيت عرض الفيلم؟

المنتج هو الذي حدد توقيت عرض الفيلم وأنا لا أملك رفاهية الموافقة أو الاعتراض على الموعد لأني في النهاية ممثلة أؤدي الدور المطلوب مني، ولا أحب التدخل في ما لا يخصني مثلما لا أحب أن يتدخل في عملي أحد.

·        هل كانت لك ملاحظات على السيناريو قبل الموافقة عليه؟

إطلاقاً. لم يتضمن السيناريو أي مشاهد مقحمة أو أي مبالغة، بل كان يسير وفق تسلسل طبيعي بلا معوقات، ما دفعني إلى قبوله فوراً من دون تردد.

·     هل أردتم أن تلامسوا الواقع في الفيلم والإشارة إلى ثورة 25 يناير وما تلاها من أحداث بجزئية الاختطاف التي رأيناها في الفيلم؟

«الحفلة» لا علاقة له بالثورة المصرية، لكن قصة الفيلم تدور في مرحلة ما بعد الثورة، وذلك من خلال الانفلات الأمني عبر الزوجة التي تتعرض للاختطاف. عموماً، يركز الفيلم على جانب أبطاله الاجتماعي ولا علاقة له بالحالة السياسية التي نمر بها.

·        هل أخذ فيلم «الحفلة» وقتاً كبيراً في تصويره؟

فعلاً، لكن الوقت الأكبر تطلبته فترة التجهيز عموماً. شخصياً، أحرص على تجهيز أعمالي بتمعن وروية، كي تتسنى لي دراسة السيناريو جيداً وتقمص الدور من دون تعجل.

·        رغم اشتغالك في التمثيل منذ فترة طويلة إلا أنك لم تقدمي أية أدوار كوميدية، لماذا؟

لا أجد نفسي في الأدوار الكوميدية، وإذا قررت خوض هذه التجربة يجب أن يساعدني النص ويقدمني في صورة لائقة، فلا يجوز لي أن أجتهد في سيناريو ضعيف، لا سيما أنها ستكون المرة الأولى، بالإضافة إلى أنني لا أحب المغامرة في السينما ولا بد من أن تكون النتائج محسوبة جيداً.

·        لكن الفنان مغامر بطبعه، فكيف تخشين من المجازفة؟

لا أختلف معك في أن الفن في حد ذاته مغامرة، لكني عندما أدخل في مجازفة أحب أن تكون محسوبة وأعلم عواقبها مهما كانت، فالمرء يجب أن يحسب خطواته جيداً وليس المهم أن يتخذ الخطوة بل أن يفهم مداها أولاً.

·        ما دمت تخشين تغيير الأدوار، فما الجديد الذي تقدمينه في «الحفلة»؟

لا تحفظات لدي وأتمنى تقديم أي لون جديد شرط أن أكون مجددة فيه. مثلاً، أظهر خلال أحداث الفيلم بشخصية جديدة تماماً لم أقدمها سابقاً.

·        لماذا ابتعدت فترة طويلة عن التلفزيون والسينما؟

بعد مسلسل «مطلوب رجال» الذي تألف من 120 حلقة، كان عليّ أن أنتظر فترة كي لا يمل الجمهور مني وكي أفكر في خطواتي المقبلة.

·        لكنك مقلة في أعمالك السينمائية بشكل واضح، لماذا؟

أؤمن بأن العمل في السينما صعب ولا يحتمل أي أخطاء مقارنة بالدراما التلفزيونية التي تتكون من 30 حلقة، ويمكنك أن تتدارك أخطاءك دائماً. ولكن العمل في الفن السابع يحتاج إلى التركيز والتدقيق بدءاً من اختيار السيناريو. في جميع الأحوال، أريد أن أقدم عملاً يحسب لي لا عليّ.

فجر يوم جديد: جمال الروح... وغواية الجسد

كتب الخبر مجدي الطيب 

لماذا يتجه القيَمون على السينما المصرية إلى الاستعانة بالفتيات الحسناوات اللائي حصلن على لقب «ملكة الجمال» كبطلات على الشاشة؟

إذا سألت المخرجين أنفسهم فلن يتردد واحد منهم في التأكيد بحسم أن واحدة منهن لا تملك موهبة من أي نوع، لكن جمالهن يشفع لهن عند المنتجين الذين تصوروا أن الجمال يكفي كجواز للوصول إلى الجمهور، واختراق النقاد!

أحدث ملكة جمال استعانت بها السينما المصرية في الفترة القليلة الماضية هي سارة شاهين، ملكة جمال مصر العام 2001، التي تحمس لها المخرج أحمد علاء الديب وقدمها في فيلم «الحفلة»، ولم يمانع بالطبع المنتج وائل عبد الله، وأبليت بلاءً حسناً ولكن أحداً لا يعرف أنها خاضت سابقاً تجربة التمثيل في فيلم تلفزيوني بعنوان «خمس نجوم» (2007)، ويومها لم تلفت أنظار الجمهور، ولا اهتمام حاتم موسى مخرج الفيلم نفسه!

لا يمكن القول إن الظاهرة جديدة؛ فقد عرفتها السينما الإيطالية عندما احتفت بالفتاة الشابة كلوديا كاردينالي المولودة في تونس لأب إيطالي وأم فرنسية، عقب فوزها بلقب أجمل فتاة إيطالية في تونس لتصبح واحدة من أهم نجمات لسينما الإيطالية ثم العالمية، وتكرر الأمر مع حسناوات كثيرات من بينهن كيم باسنجر، التي فتح لها لقب «ملكة جمال ولاية جورجيا» باب الأضواء والشهرة؛ إذ انهالت عليها عروض الأزياء والإعلانات، قبل أن تتجه إلى السينما، لتصير واحدة من أشهر نجمات هوليوود، وأبرزهن في سلسلة أفلام جيمس بوند. أما هالي بيري أجمل نجمات هوليوود وأجرأهن، فقد عرفت الأضواء والنجومية بعد حصولها على لقب «ملكة جمال أوهايو»، ووصيفة ملكة جمال الولايات المتحدة.

من ناحيتها، وجرياً على عادتها، استعارت السينما المصرية الظاهرة، وقدمت مريم فخر الدين (أجمل وجه حسب اختيار مجلة «ايماج» الفرنسية العام 1950) وليلى فوزي (في أربعينيات القرن الماضي اختارتها مجلة أميركية كإحدى أجمل حسناوات عصرها) وزبيدة ثروت (اختارتها مجلة «الجيل كأجمل مراهقة واختارتها مجلة «الكواكب» كأجمل فتاة في الشرق العام 1955). لكن الملحوظة الجديرة بالتنويه أن وجود مخرجين يملكون قوة شخصية واستقلالية حال دون هيمنة المنتجين، واختيارهم «ملكات جمال» حسب «المزاج» و»الأهواء الشخصية»، ونجح مخرجو تلك الحقبة في تغليب جمال الروح على غواية الجسد، والانتصار للموهبة على حساب الجهل والدلال الزائد!

مع عام 1971 اتخذت الظاهرة منحى آخر حيث انتهزت شركة أفلام جمال الليثي فرصة الإعلان عن حصول اللبنانية جورجينا رزق على لقب ملكة جمال الكون، وسارعت بالتعاقد معها على بطولة فيلم «غيتار الحب» (1973) إخراج محمد سلمان، وبعدها بعامين (1975) اختارها المخرج الكبير عاطف سالم لبطولة فيلمي «باي باي يا حلوة» و»الملكة وأنا». ولكن الظاهرة تراجعت قليلاً قبل أن تعود العام 2000 مع تقديم المخرج رأفت الميهي لعارضة الأزياء الشابة داليا البحيري (ملكة جمال مصر العام 1990) في فيلم ‹›علشان ربنا يحبك››، لكنه اختارها أثناء عملها كمقدمة برامج على شاشة الفضائية المصرية، بعد عملها كمرشدة سياحية، ويبدو أن داليا وجدت ضالتها في السينما، فما كان منها سوى أن نحت جمالها ولقبها ومن فيلم إلى آخر نجحت في صقل موهبتها، وتعددت مشاركاتها السينمائية والتلفزيونية على عكس أخريات تصورن أن لقب «ملكة الجمال» يكفي، وفرضن أنفسهن بعيداً عن الموهبة، لكن الجمهور قال كلمته عندما رفضهن بالإجماع، وأغلق الأبواب في وجوهن، مثلما فعل مع داليدا (ملكة جمال مصر العام 1951) في فيلم «اليوم السادس» إخراج يوسف شاهين، وإنجي عبد الله (ملكة جمال مصر العام 1999) في فيلم «بدر» بطولة يوسف منصور وإخراجه وكررها مع نور السمري (ملكة جمال مصر العام 2003) التي لا يتذكر أحد أنها شاركت النجم نور الشريف في مسلسل «العطار والسبع بنات» والفنان حمادة هلال في فيلم «الحب كده»!

الرفض نفسه واجه هبة السيسي (ملكة جمال مصر العام 2004) وفوزية محمد (ملكة جمال مصر العام 2006) التي أدركت أن فشلها في مجال التمثيل محتوم ولكنها بعد أن تزوجت كاتب سيناريو، أصبحت القاسم المشترك في بطولة الأعمال كافة التي يكتبها!

تعكس ظاهرة تحول «ملكات الجمال» إلى «ممثلات» فساداً وإفساداً للحياة الفنية عموماً؛ لأنها تؤكد الرغبة اليائسة من المنتجين في الثراء السريع، والسعي المرضي من المراهقات والحسناوات، في الاستحواذ على المال والشهرة، فضلاً عن البريق والنجومية بأقل مجهود، وبدلاً من تحقيق أطماعهن بأساليب ملتوية، وعبر أبواب خلفية مشبوهة، اخترن تحقيقها عبر بوابة الفن والتمثيل!

بعد فيلم أحمد حلمي «على جثتي»

الاقتباس في السينما... استسهال أم استثمار نجاح؟

كتب الخبرهند موسى 

أثار عرض فيلم «على جثتي» (من بطولة أحمد حلمي وغادة عادل وإخراج محمد بكير) جدلاً واسعاً، واتهم النقاد مؤلفه تامر ابراهيم باقتباس فكرته من الفيلم الأجنبي just like heaven. ترتسم هنا علامات استفهام حول تعريب الأفلام الأجنبية في السينما المصرية، وحدود الاقتباس، وسبب ازدياد الأفلام المقتبسة في الفترة الأخيرة.

يعترض المؤلف تامر ابراهيم على مصطلح «مقتبس»، معتبراً أن العبارة الأدق هي «مستوحى من»، موضحاً: «إذا كان فيلم «على جثتي» مسروقاً بالكامل لتمحورت قصته حول فتاة تخشى عيش قصة حب، لكنها عندما تدخل في غيبوبة نتيجة حادث سير تتحول إلى شبح وتغرم بمستأجر شقتها وعندما تستيقظ تستمر قصة حبها له وتتزوجه، بينما أحداث  «على جثتي» مختلفة تماماً»، لافتاً إلى أنه ليس ضد فكرة الاقتباس عموماً.

السيناريست خالد دياب الذي اقتبس فكرة فيلمه «ألف مبروك» من فيلم groundhog day لا يمانع من اقتباس أفكار أفلام أجنبية شرط أن تظهر من خلالها قدرة المؤلف والمخرج على الابتكار، لافتاً إلى أن جوائز أوسكار تمنح للأفلام المقتبسة وتحديداً المختلفة عن الأفلام الأصلية، ما يعني أنها ليست ضعيفة.

شرف الاعتراف بالاقتباس

يرى السيناريست نادر صلاح الدين ألا حدود للاقتباس من الأفلام الأجنبية، موضحاً: «عندما تعجبني فكرة فيلم أجنبي أتلاقى معها ذهنياً وأكتبها من وجهة نظري وبما يتناسب مع العرض السينمائي المصري».

يضيف أن ثمة فرقاً بين النقل والاقتباس؛ فالأول يعني نقل أحداث وشخصيات وتتابع مشاهد، بينما الثاني هو اقتباس علاقات وأماكن مع تغيير الأحداث، لتحقيق أغراض مناسبة للقصة الجديدة وملائمة للعرض العربي.

من جهتها لا تمانع الناقدة ماجدة موريس من الاقتباس شرط ذكر المصدر في شارة الفيلم من باب تعريف المشاهد بذلك، وهو ما يسمى بـ «شرف الاعتراف بالاقتباس». تضيف: «لا بد من أن يراعي المؤلف ظروف البيئة المصرية؛ فإذا استطاع تحقيق معادلة موضوعية فتظهر القصة الغربية من صميم الواقع المصري من خلال إيجاد خط مشترك بين المجتمعين العربي والغربي فسيكون بالتأكيد عملا ناجحاً».

تأخذ موريس على فيلم «على جثتي» ليس كونه مقتبساً من فيلم أجنبي بل افتقاده إلى المنطق في تتابع أحداثه وعدم وضوح فكرته، إذ لم تتبين طبيعة المرض الذي يعانيه البطل، هل هو الألزهايمر أم حالة نفسية؟ وهل علاقته بالشخصية التي يجسدها حسن حسني هي تلاقي أرواح بعد الموت أم مجرد علاقة خيالية؟

وتلفت إلى أن المشاهد لم يخرج بأي معلومة كاملة من الفيلم، مشيرة إلى أن تصريح المؤلف بأنه مقتبس عذر أقبح من ذنب لجأ إليه بعدما فشل في توضيح أجزاء غامضة في الفيلم، وتبرير اختفاء بعضها الآخر.

تعتبر موريس أن كثرة الأفلام العربية المقتبسة تدل على استسهال المؤلفين واستغلالهم لنجاح الفيلم الأجنبي وتقديمه بنسخة عربية، من دون أن يكلفوا ذهنهم عناء التفكير في استخراج فكرة من مجتمعهم أو حتى طرحها برؤية جديدة.

تمصير أم سرقة؟

يشترط الناقد رفيق الصبان تمصير الفكرة الغربية عند تناولها في السينما المصرية، فتظهر كأنها خارجة من أدق تفاصيل حياتنا، «لكن للأسف، ثمة نقل كامل للأفلام وهذه سرقة».

ويعزو هذه الظاهرة إلى أسباب أهمها «عقدة الخواجة»، إذ يعتقد المؤلف أن الأفكار الأجنبية متميزة ورائعة وتستحق التقديم من خلال فنانين عرب، علماً أن ثمة أفكاراً أجنبية سيئة وأخرى جيدة، «في حين أنه يفترض الاعتماد على ذاتنا في أفلامنا، ذلك أن السنوات الأخيرة أفرزت أحداثاً يمكن استخراج قصص كثيرة منها، لماذا الاقتباس إذاً؟»

يذكر الصبان مجموعة من الأفلام العربية التي اقتبست من أفلام أجنبية وتم تمصيرها بشكل جيد، من بينها: «البؤساء» و»نهر الحب» و»أمير الانتقام» الذي عُرضت أحداثه بشكل مقنع كما لو أنها كانت في عهد المماليك.

بدورها تلفت الناقدة حنان شومان إلى أن تاريخ السينما المصرية قائم على الاقتباس بل أعظم أفلامها مقتبس من أعمال  أجنبية، على سبيل المثال: أعمال المخرج حسن الإمام مأخوذة من الأدب الفرنسي، أعمال كثيرة للمخرج كمال الشيخ مقتبسة، كذلك روائع يوسف وهبي ونجيب الريحاني، ومعظم أفلام الستينيات الكوميدية من بينها: «صغيرة على الحب» لسعاد حسني، قصته مقتبسة من فيلم أجنبي، إنما تم التعامل معه من منطلق الواقع العربي فخرج بصورة لا يمكن لأي مشاهد اعتبارها غير مصرية، كذلك «آه من حواء» من بطولة رشدي أباظة ولبنى عبد العزيز، وهو مأخوذ عن رواية «ترويض النمرة» لشكسبير.

تضيف شومان أن السينما الأميركية ذاتها تقتبس من أفلام يابانية، لا سيما أفلام الرعب وتعيد إنتاجها بشكل سلسلة أفلام، وتوضح أن «الاقتباس  بحد ذاته ليس عيباً ولا شيء يمنعه، لكن مع الأخذ في الاعتبار ألا يشعر المشاهد العربي بأن الفيلم بعيد عن مجتمعه، مثل العلاقات بين الشباب والفتيات وحدودها وغيرها من أمور نختلف فيها عن المجتمع الغربي. باستطاعة المؤلف الاستعانة بقصة أجنبية، لكن مع إضافة طابع محلي  في عرض الأحداث ولغة الحوار أيضاً».

تؤكد شومان أن المعيار الحقيقي لصحة الاقتباس هو الفيلم في شكله النهائي، وغالباً لا تنجح الأفلام المتطابقة مع أعمال أجنبية، «حتى إن حققت نجاحاً جماهيرياً فسيبقى في الذهن أنها قصة مسروقة أو مقتبسة حسب طريقة تعامل المؤلف معها».

تدعو شومان إلى الاقتباس من الأدب المصري والعربي الذي غالباً ما تخرج منه أعمال عظيمة، وإن كان فيلم «عصافير النيل» المأخوذ عن رواية بالاسم نفسه للكاتب إبراهيم أصلان قد فشل جماهيرياً، لكنه يندرج ضمن حالات استثنائية.

الجريدة الكويتية في

11/02/2013

 

مانو خليل يحصل على الجائزة الكبرى في مهرجان سولوثورن للسينما

بسار فائق/ أربيل:  

حصل فيلم المخرج الكردي السوري مانو خليل "طعم العسل" على الجائزة الأولى في مهرجان السينما الوطنية السويسرية وهو مهرجان سولوثورن للسينما لعام 2013. وقال مانو خليل في تصريح لموقع إيلاف، أن فیلمه الذي نال جائزە سولوثورن السويسرية "سيعرض على شاشات السينما في الاشهر القادمة، وهو من إنتاج شركة فرام فيلم، وهو إنتاج دولي سويسري، الماني وفرنسي مشترك، حيث أنتج بمشاركة قناة تلفزيون ارتي الفرنسي الالماني وقناة التلفزيون السويسري. وذكر أن جائزة مهرجان السينما الوطنية في سولوثورن "هي أكبر جائزة تقدم لاي فيلم في سويسرا".

وأضاف أن فيلمه طويل ومدته 107 دقائق، مصور على الهاي دفينشن ويعرض من خلال نظام السينما العالمي الجديد (DSB) وهو باللغتين الكردية والالمانية، مشيرا إلى أن الفيلم يتحدث عن "حياة مربي نحل كردي من كردستان تركيا، فقد كل شيء في اتون الحرب الدائرة في كردستان تركيا بعد أن كان واحدا من أكبر منتجي النحل في تركيا وكردستان ليخسر ليس فقط نحله وأملاكه بل زوجته وأطفاله ويصبح مطاردا في الجبال الى أن يصل به الحظ الى سويسرا كلاجئ ويبدأ من جديد بتربية النحل، ولكنهذه المرة في جبال الالب.

وأفاد مانو إن لجنة التحكيم عللت لإعطاء الجائزة الكبرى للفيلم لبعض الاسباب منها، "بالرغم من كل المأسي التي اصابت الشخصية الرئيسية في الفيلم، فانه يملك طاقة مذهلة من التفاؤل والايجابية بدون أن يصبح بمثابة محكمه تصدر الحكم على من هو الظالم ومن هو المظلوم، المعتدي والضحية، بل على العكس ان نظرة الفيلم المليئة بالانسانيهة وحب الحياة هو الموضوع الاساسي في هذا الفيلم وحبكتة الدرامية". مضيفا أن الفيلم "يمتلك قدرة هائلة على حب الانسان للإنسان والتفاؤل، والتعايش المشترك والاحترام المتبادل بين البشر، حيث تختفي من بين ثنايا الفيلم أي رغبة أو إحساس بالحقد او الضغينة والثأر، إنه فيلم عن الحب والتسامح".

ومانو خليل من مواليد كردستان سوريا، بدأ بدراسة التاريخ والحقوق في جامعة دمشق وفي العام 1986 انتقل إلى تشيكوسلوفاكيا السابقة ودرس الإخراج بتركيز على الأفلام الروائية السينمائية ليتخرج عام 1993 بدرجة امتياز وحصل على رسالة الماجستير في الاخراج السينمائي و التلفزيوني. عمل في التلفزيون التشيكوسلوفاكي كمخرج، حتى تم تقسيم تشيكوسلوفاكيا، واستمر بعد التقسيم في العمل في التلفزيون السلوفاكي. ما بين العامين 1990 ـ 1996 شارك في العديد من الأعمال الدرامية كممثل ولكنه بعد تخرجه ومنذ العام 1994 و إلى اليوم صور أكثر من الف ريبورتاج تلفزيوني أو فيلم اعلاني. كان يقوم بإخراج برنامج في التلفزيون السويسري لمدة خمس سنوات يدعى بارتي بيوبل و يشارك في تصوير برنامج اخر هو كلانز و كلوريا. الآن متفرغ بشكل تام للسينما و التلفزيون حيث يمارس العمل السينمائي كمخرج منتج ومدير تصوير مستقل لأفلام وثائقيه وروائية

مانو مقيم منذ العام 1996 في سويسرا، وأخرج حتى الآن 14 فيلماً، كان آخرها فيلمي الأنفال (2005) ودايفيد توليهلدان (2006) وزنزانتي، بيتي (2009)، جنان عدن (2011) وطعم العسل (2010).

أفلام مانو خليل تنتج وتمول حصريا من قنوات التلفزة الأوروبية التي تعرض تلك الأفلام أيضا ونال العديد من الجوائز في سويسرا و خارجه.

إيلاف في

11/02/2013

 

نبيل عيّوش يستعيد ألق البدايات

«إرهابيو» سيدي مومن تحرروا من الكليشيه

محمد الخضيري / الدار البيضاء 

ما هي منعطفات الحياة التي تحوّل الفرد إرهابياً؟ كيف انتقل شباب من حيّ «سيدي مومن» الشعبي البسيط في الدار البيضاء إلى أجساد انفجرت في المدينة، منذرةً بنهاية حلم «التسامح المغربي»؟ الشبابُ ليسوا سوى قمة جبل من التطرف في بلد تغلغلت فيه الخلايا الإرهابية ذات الفكر الوهابي السعودي، فحوّلوا أجسادهم إلى قنابل بشرية في 16 أيار (مايو) 2003.

نبيل عيوش (1969) التقط هذه اللحظة، هو الذي صوّر «علي زاوا» (2000) في حيّ «سيدي مومن». أدخله فيلم أطفال الشوارع إلى عالم الشهرة، لكن أيضاً إلى فهم واقع حي الصفيح الهامشي والتعرف إلى شبابه، ما دفعه إلى مقاربة قضية الإرهابيين المنحدرين من الحي سينمائياً. بعد التفجيرات الإرهابية، أراد المخرج المغربي تسجيل حوارات مع عائلات الضحايا كي يوثّق الحدث، لكن «تنبّهت إلى أنّ علينا نحن المخرجين خلق مسافة بيننا وبين الحدث». هكذا، انتظر أكثر من سبع سنوات للشروع في تنفيذ شريط عن الانتحاريين. صحيح أنّه استلهم من رواية «نجوم سيدي مومن» لماحي بنبين، إلا أنّه اعتمد أيضاً الكثير من المصادر في رسم بورتريهات الجهاديين. استعان بخبراء في علم الاجتماع والإسلام السياسي لفك شفرة الإسلاميين. حتى أنّ مَن راجع سيناريو الفيلم هو الشيخ السلفي محمد الفيزازي الذي اعتقل لسنوات بوصفه أحد رموز الفكر الجهادي في المملكة. انتقل صاحب «كل ما تريده لولا» إلى بيوت الانتحاريين الحقيقيين وحاور عائلاتهم. هذا ما جعل «يا خيل الله» مختلفاً عن الأفلام التي غرقت في الكليشيهات حول الفكر الجهادي.

في «يا خيل الله» الذي نزل قبل أيام إلى الصالات المغربية، نرى أخوين ينحدران من «سيدي مومن». يصيران الخيط الناظم الذي ينتقل بنا في أجواء الحي ومتاعبه وفقره وجرائمه الصغيرة. ياشين (عبد الكريم رشيد) وحميد (عبد الإله رشيد) نموذج للكثير من أطفال الأحياء المهمشة في الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للمغرب. يرغب ياشين الطفل في أن يصير نجم كرة قدم. أما حميد فهو «فتوة» الحي. يكبران وتكبر مشاكلهما. تنتقل أمامنا بورتريهات أشخاص آخرين: الأم، والأب، وأصدقاء «الدرب» (الحي) وكرة القدم. يفشلان في الحب والزواج والعمل. يدخل حميد السجن. وبعد عامين، ينهي محكوميته ليتخذ الشريط منحى مختلفاً. يصير التصوير أكثر برودة. ندخل عالم استلاب الشباب، والانتقال بهم إلى سجن الأفكار الجهادية. تصير المشاهد أكثر ثقلاً، وجدية، وتندر الحوارات. يقنع حميد أخاه بدخول مجموعة جهادية مع شباب آخرين. لكن ياشين يصير الأقرب إلى قلب أمير الجماعة أبو الزبير. وهنا نرى طرق استقطاب الشباب إلى الإرهاب وكيفية غسل دماغهم. عيوش واضح في هذه النقطة: «بعد أبحاثي، لاحظت أنّ هؤلاء الشباب ليسوا إرهابيين محترفين دربوا في العراق أو أفغانستان. مَن قاموا بالتفجيرات هم مجرد صبيان ترعرعوا في الحي الصفيحي».

اختار عيوش الشباب من سكّان الحي الصفيحي فعلاً. هذا ليس غريباً على المخرج الذي لجأ في «علي زاوا» إلى الاستعانة بأطفال الشوارع في شريط يعتبر أحد أصدق الأعمال المغربية تعبيراً عن الأطفال بلا مأوى. أبطال «يا خيل الله» هواة، والأخوان ياشين وحميد هما أخوان في الحياة فعلاً.

المقاربة الواقعية، واللجوء إلى ممثلين هواة، خلقا لمسة واقعية في فيلم عيوش. واقعية كادت لتوقعه في فخ «الوثائقي» لولا خبرته في حبك القصة والسيناريو. عمد المخرج إلى هندسة سردية دقيقة رافق عبرها الشباب في مختلف مراحلهم العمرية. ورغم أنّه مرّر فكرته بأنّ المذنب هو ضحية غالباً، إلا أنّنا لا نتلمّس ذلك صراحةً في الفيلم. نحن هنا أمام استعراض لحياة شباب ضلّوا طريقهم إلى الجنة. عرض «يا خيل الله» في العديد من المهرجانات وحصد جوائز عدة وأعاد عيوش إلى ألق البدايات... فهل ينجح في امتحان شباكات التذاكر؟

شريط وثائقي: حكاية سراب

مصطفى مصطفى / رام الله 

عام 1962، إنشقوا عن الحزب الشيوعي الإسرائيلي الذي "كان تنظيماً صديقاً للإتحاد السوفيتي، وليس حركة ثورية هدفها تغيير المجتمع". لم تتقاطع نظرته إلى الصراع العربي الإسرائيلي مع نظرتهم التي رأته "صراعاً كولونيالياً ودولة إسرائيل هي دولة استيطان" كما يقول أحد مؤسسي «المنظمة الاشتراكية الإسرائيلية» في فيلم "مَتْسْبِين: إسرائيليون ضد الصهيونية" (Matzpen: Anti-Zionist Israelis، 2003، 53 د)، للمخرج الإسرائيلي إيران توربِنير. الشريط الذي عُرض أخيراً في «المركز الثقافي الألماني الفرنسي» في رام الله يحكي من خلال مؤسسي "مَتْسْبِين" حكاية هذه المنظمة، التي راح أعضائها يفضحون الوجه الاستعماري للمجتمع الإسرائيلي، ويقيمون علاقات "رفاقية" مع فصائل من منظمة التحرير الفلسطينية، والحركات اليسارية في أُوروبا، عرفت أوجها بين أعوام 1962-1970. و"مَتْسْبِين" هي اسم جريدة «المنظمة الاشتراكية الإسرائيلية» التي كانت تُصدرُ أساساً بالعبرية، إلى جانب بعض الأعداد والصفحات الأخرى بالعربية. يقول الكاتب الإسرائيلي عكيفا أُور أحد مؤسسي المنظمة في الشريط: "دولة إسرائيل قائمة على غسل العقول"، ويرى في منطق "الضحية" الذي صرّحت به غولدا مائير، وهو بـ"أننا لن نسامح العرب لأنهم جعلونا نقتل أطفالهم" منطقاً يتبعه "اليسار الصهيوني" في سياسته.

قبل حرب عام 1967، كان عدد أعضاء هذه المنظمة لا يتجاوز العشرين، يطرحون قضية عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى قراهم ومدنهم في جريدتهم ومؤتمراتهم. عودة اللاجئين، ومقاومة مصادرة أراضي الفلسطينيين الذين كانوا يخضعون للحكم العسكري في فلسطين التاريخية من القضايا التي نَشَطَ من أجلها أعضاء "مَتْسْبِين" في السنوات الأولى لتأسيس المنظمة، وكانوا يجابهون بـ"الضحك والاستهزاء، وعدم أخذنا على محمل الجد" كما يقول أحد المؤسسين الكاتب الإسرائيلي حاييم هَنِغبي.

لكن بعد احتلال ما تبقى من فلسطين عام 1967، تحوّل "الضحك والاستهزاء" إلى الضرب والتحقيق والاعتقال، وإلى حملة تشويه شنّها الإعلام الإسرائيلي ضد هذه المنظمة التي راحت تطالب بـ"الانسحاب الفوري من المناطق المحتلة" و"إنهاء الاحتلال الآن"، بينما كان المجتمع الإسرائيلي مزهواً بنتيجة حرب 67. وعليه، ففي عام 1968 انتقل نشاط المنظمة إلى مدينة لندن، حيث راح أعضاء "مَتْسْبِين" يلقون الخطابات عن الصراع العربي الإسرائيلي في الجامعات والإذاعات والنوادي اللندنية، ما دفع السفارة الإسرائيلية آنذاك، إلى إصدار كتيب يتضمن "أسئلة وأجوبة عن كيفية التعامل مع اليسار العدائي" وزّعته على الطلاب الإسرائيليين ليردوا على أعضاء "مَتْسْبِين". وفي لندن أيضاً، التقى الأستاذ والناشط الفلسطيني خليل هندي بأعضاء "مَتْسْبِين" بتكليف من نايف حواتمة، الأمين العام للجبهة الديمقراطية الذي رأى في "مَتْسْبِين تنظيماً رفيقاً".

في 15 أيار (مايو) 1974، نفّذ ثلاثة فدائيين من الجبهة الديمقراطية عملية في مستوطنة معالوت. لم تؤيد "مَتْسْبِين" هذه العملية التي استهدفت مدرسة إسرائيلية. "هذه عملية لم تكن موجهة ضد قوة احتلال أو رموزه. نحن ضد تفجيرات الباصات والأسواق. لكن أي عملية سواء مسلحة أم غير مسلحة، ضد قوة الاحتلال ورموزه ومكاتبه الحكومية، هي مقاومة شرعية" يقول عودِد بِلافسْكي أحد المؤسسين، ويضيف: "العملية أيضاً حصلت داخل حدود إسرائيل". ولعلّ حدود "مَتْسْبِين" في "نضالها" مع القضية الفلسطينية تنتهي عند "شرعية" هذه العمليات المسلحة التي تستهدف مدنيين إسرائيليين، وتلك التي تقع "داخل حدود إسرائيل". الخطاب الشفوي في "مَتْسْبِين" دفع المناضل الشيوعي داود تركي من حيفا إلى الانشقاق مع رفاق آخرين من "مَتْسْبِين" في أواخر الستينيات لتأسيس "الشبكة اليهودية العربية"، التي خططت لعمليات مسلحة ضد أهداف إسرائيلية، وأقامت اتصالات مع المنظمات الفلسطينية في سوريا، قبل أن يعتقل داود والشبكة التي ضمّت فلسطينيين ويهود عام 1972.

بعد عام 1970 استمرت "مَتْسْبِين" ضعيفة ومتفككة من دون قاعدة سياسية واجتماعية بسبب صهيونية المجتمع الإسرائيلي. "هذه الصهوينية التي تهدد مستقبل أولادنا" يقول ميشيل فارشافسكي عضو في "مَتْسْبِين" الذي تحدثنا معه في سياق آخر: "مَتْسْبِين بدأت بحافز من السؤال عن مستقبل أولادنا. لم نؤسس المنظمة من أجل الفلسطينيين بل من أجلنا نحن، ومن أجل أولادنا الذين لا نريدهم أن يكونوا لاجئين في أوروبا وفي أميركا. نريد أن نكون جزءاً من هذه المنطقة ليس مثل مملكة صليبية. نريد أن نكون عرباً وليس أوروبيين بين العرب".

شاشات العالم تلتقي في «متروبوليس»

فريد قمر  

مرة جديدة، تخطو «متروبوليس أمبير صوفيل» خطوة إضافية في وضع أفلام من العالم في متناول المؤمنين بالسينما كمساحة للجدل والإبداع. تحت عنوان Cinema Mondial Tour، تقدّم الصالة أسبوعاً تعرض فيه أفلاماً من مختلف القارّات، بعضها نال إعجاباً عالمياً، وبعضها اتخذ طابع المواجهة التي أدّت إلى محاكمات رأي مثل «وداعاً» (2011 ــ 14/2). أخذ العمل مخرجه الإيراني محمد روسولوف إلى تظاهرة «نظرة ما» في «مهرجان كان»، وإلى السجن لأنه عُدّ خارقاً للقانون بتصويره سراً.

يتناول فيلم روسولوف، قصة محامية شابة من طهران تسعى إلى الخروج من العاصمة والتفلّت من الرقابة الصارمة المفروضة عليها بسبب نشاطات زوجها الصحافي المطلوب من السلطات. لكن البطلة تفشل في ذلك، ويكون الوداع وداعاً للأمل، لا وداعاً للبلاد. من جنوب أفريقيا يُعرض «كنغ ناكي والحوافر الهادرة» (2011 ــ 79/2) للمخرج تيم ودج. يتحدث الفيلم عن تعلّق البطل بأحد الأحصنة، دافعاً كل ما يملك للحصول عليه، ما أدّى إلى اتهامه بالتهوّر والجنون. ومن صربيا، يقدّم نيكولا لزايش «تيلفا روش» (2010ــ 16/2) الفائز بجائزتي أفضل فيلم وأفضل ممثل في «مهرجان سراييفو». يتحدث الفيلم عن قصة مراهقَيْن تصطدم صداقتهما بحبهما للفتاة نفسها، حيث يُظهر المخرج الصراع الداخلي ليوميات مشتركة مع أشخاص آخرين، والضريبة العاطفية المدفوعة مقابل ذلك.

ومن سوريا، يشارك فيلم «امرأة من دمشق» (2008 ــ 17/2) للسورية ديانا الجيرودي. الفيلم سابق على الوضع الحالي في سوريا، يروي حكاية امرأة تحاول التوفيق بين حاجات عائلتها وطموحها في مجتمع ذي تقاليد صارمة. ومن تشيلي يشارك «من الخميس إلى الأحد» (2012 ــ 18/2) لدومينغا سوتومايور التي نالت عليه «جائزة النمر» في «مهرجان روتردام». من خلال الطفلة لوسيا، تُظهر المخرجة مأساة تفكك العائلة، وتداعياتها على الأطفال. ومن الصين، يعرض وثائقي «القطار الأخير إلى المنزل» (2009 ــ 19/2) لليكسن فان الذي يتابع النزوح السنوي الأكبر في التاريخ، حيث يضطر أكثر من 130 مليون صيني للعودة إلى قراهم النائية، لقضاء العطلة قبل العودة إلى أعمالهم في المدن! وأخيراً يطل عدي رشيد بـ«كرنتينا» (2010 ــ 20/2) الذي يقدم العراق اليوم كـ«حجر صحي مغلق»، بينما شخصياته غارقة في أزمات نفسية سببتها حالات القتل والاغتصاب منذ الاحتلال حتى اليوم.

Cinema Mondial Tour: من 14 حتى 20 الحالي ــ «متروبوليس أمبير صوفيل» (الأشرفية ــ بيروت) ــ للاستعلام: 01/204080 ــ العروض عند الثامنة

الأخبار اللبنانية في

11/02/2013

 

زوم
مواجهة ميدانية بين الشورى ومنابر التواصل والفضائيات

بقلم محمد حجازي

ينفتح المشهد الإعلامي على مداه في مصر حالياً بعد تطوّرات عديدة ومتلاحقة حصلت، ووصلت مؤخراً إلى صعود نجم رئيس مجلس الشورى أحمد فهمي (صهر الرئيس محمد مرسي) أولاً مع قراره بوقف عرض فيلم: «إمرأة زوجي» للمخرج محمود ذو الفقار (نيللي، نجلاء فتحي، وصلاح ذو الفقار) على شاشات طائرات «مصر للطيران»، لأنّه يتضمّن مشاهد لا تليق بالمجتمع المصري، ثم ثانياً بتشكيله لجنة من شيوخ الإعلام (لم تُعلن أسماؤهم) لبحث المعايير التي تعمل بها وسائل الإعلام، وكتابة تقرير عن مضمونها ومعرفة اتجاهها السياسي، متّهماً بعضها بالانفلات والإثارة.

لن ندخل أبداً في الشق السياسي من الموضوع، لكن مَنْ حمل راية الثورة في العامين المنصرمين لا يمكن أنْ يقبل بغير الحرية في التعبير والتفكير والقول والعمل سبيلاً لممارسة مهنة الإعلام، فالذين واكبوا أو شاركوا أو ضحّوا يستحيل وضعهم جانباً واستئناف سياسة النظام السابق معهم، وإلا فإنّ ما يجري اليوم يُعتبر طبيعياً في المسيرة لبلورة معالم الثورة التي كلّفت مصر أرواحاً، وطاقات ومقدرات وخسائر مادية كبيرة، لكنها كانت تطمح دائماً لأنْ يكون التعويض في مسألة الحرية، لا أنْ تؤخذ هذه اللؤلؤة أسيرة إلى سجون الفلول.

نعم، نحن ندرك أنّ مصر تمرُّ في مرحلة حسّاسة، والعيون كلّها شاخصة إليها لمعرفة إلى متى ستستمر هذه الأوضاع، وإلى أين ستصل في تدحرجها، فهل تكبر كرة النار؟، أم تتوقّف عند حدٍّ ما بفعل قرارات مصيرية حاسمة؟، فيما الإعلام يخوض معركة شرسة وغير مسبوقة في التحدّي والمواجهة وقول ما يرونه ويعرفونه كصدى لأصوات الناس في الشارع وفي التجمّعات على امتداد أرض النيل.

نقول هذا لأنّنا نحب مصر، وناسها وتاريخها، وما قدّمته للأمة العربية من حوافز قومية إبداعية لا يُعد، ولمَنْ يعتبرون أنّ الخِطاب الإعلامي يؤثّر من خلال الفضائيات العديدة جداً (CBC, القاهرة والناس، دريم, الحياة، التحرير, الحافظ، النهار، الناس)، ينسون أنّ مواقع التواصل الاجتماعي بكل صورها وأدواتها أخطر بكثير، وهو ما يلغي مبرّر استحداث لجنة تراقب وتحذّر وتمنع، فكل الكلام يُقال، وكل الذي تحذّر منه السلطات والمسؤولون صار مُباحاً وموجوداً في كل منزل.

والمشكلة الأولى في هذا السياق هي في خطاب التلفزيون الرسمي، الذي يواجه المحطات الخاصة، فهناك تناقص واضح، لا يغطّيه أي قرار مهما كان، وهذا الذي يجب العمل على معالجته، فطالما أنّ المتظاهرين يثورون ضد السلطة، فهذا يعني أنّ المواجهة الإعلامية موجودة ومفروضة، وبالتالي فإنّ الخطاب يجب أن يكون شفّافاً لدى الحكومة والمعارضة على السواء لمصلحة مصر التي تمر بأسوأ سيناريو لها طوال تاريخها وفق تعبير المخرج نادر جلال، في وقت أعلن الفنان يوسف شعبان عن أنّه لا يصدّق الحال التي بلغتها البلاد جرّاء حِراك العامين الأخيرين.

والحقيقة الغائبة عن بال كثيرين للأسف، مزدوجة: أولاً، إنّ الأوضاع في مصر تحتاج إلى قوانين تحمي العباد والبلاد، وثانياً، إنّ كل الفضائيات الخاصة سينتفي وجودها أو متابعة مسيرتها في حال استمرّت الأحوال على ما هي عليه، نعم فهي بالنهاية مشاريع تجارية لا تحتمل الخسائر المتلاحقة خصوصاً مع غياب عنصر الإعلانات عن الشاشات، التي تُعتبر عصب حياة هذه المنابر.

ربما يكون المطلوب تنظيم أو ضبط الإعلام وخطابه، لكن الإكثر إلحاحاً هو الانتباه إلى أمر أكثر أهمية ويتعلّق بقدرة الشارع على «تفريخ» ثورة من ثورة، طمعاً بجني الحرية التي دفعوا من أجلها كلّ غالٍ، لذا لا مجال لكسر إرادة الناس، بل لا بد من التجاوب مع الرغبات الهادرة والواضح أنّها لن تستكين حتى تنال مآربها من صورة الوطن: حرية، ديمقراطية، عدالة اجتماعية.. هكذا ينادون.. وهذا من حقّهم...

عروض

ستالون عاد إلى الشاشة بـ ٥٠ مليون دولار وبشريط على قياسه تماماً

أكشن خاطف.. عبارات قصيرة ضاحكة.. عضلات للنظر.. والفعل للمسدّس

يحضر سيلفستر ستالون من جديد.

يبدو هذا النجم وكأنّه لا يستطيع غياباً عن الشاشة حين يلتقي بعدد من سادة الأكشن (آرنولد، بروس ويليس، ستاثام وغيرهم) وحيناً آخر لا يبالي إنْ ظهر لوحده، وإنْ يكن بمعيّة ممثل آسيوي، ودائماً في شخصية رجل البوليس، أو صاحب السوابق الذي يرفض أن يهزمه أحد.

Bullet To The Head

جديد ستالون تحت إدارة والتر هال عن نص لـ آليساندرو كامون استناداً إلى رواية: رصاص في الرأس، لـ ألكسيس نولانت والعنوان جيد لرأس البطل جيمس بونومو (ستالون) الذي نراه كتلة واحدة متراصة ومنسجمة مع صوته الأجش والثابت منذ عرفناه جيّداً وسيّداً لأدوار التدمير والقتل وسحل الأعداء من دون رحمة.

أروع ما في النسخة الجديدة أنّ السيناريو مفصل على قياس ستالون بالتمام، فالعبارات قليلة، والجمل قصيرة، واللقطات الخاصة بالأكشن سريعة، خاطفة، ولا تتيح المجال لأي ملاحظة تُعطى على حركة البطل، وبرودة ضرباته، لذا اشتغل سادة المؤثّرات الخاصة والمشهدية بإدارة: جون، س. بابكر، وايران بارنايا، جيداً في هذا السياق كي تأتي النتيجة متكافئة مع الصورة المطلوبة جماهيرياً، مع وجود سبعة من مساعدي المخرج هال المعتاد في الغالب على مشاهد الحركة الخاطفة، لذا فإنّ اللقطات العادية لبطلنا تظهره بالكاد يتحرّك نافخاً صدره، ومقدِّماً عضلات ساعديه باتجاهين متعاكسين، فسنّه باتت ظاهره جداً (٦٧ عاماً) ما يعني أنّه ما عاد قادراً على إخفاء عبء السنوات عليه.

في المقابل، فرصة لتقديم عدد من المجرمين الدمويين الذين يقتلون بدم بارد جداً، ولا يهمهم امام مسدسهم أعداد المنافسين لهم.

الكل يسقط، اكثر من نموذج يكون على بطلنا بونومو ان يهزمهم، لا بل ان يرديهم بالرصاص اخيراً لأن السينما تريدنا ان نصدّق، فستالون راح في اكثر من اتجاه وهو يترنّح من الضربات القوية والمحطمة، لكنه واجهها كلها وكان عليه اخيراً لحسم الامر، استعمال مسدسه سريع الطلقات لإسقاط الخصم المدجّج بالعضلات والشباب، وعدم الاهتمام بالمخاطر.

سونغ كانغ، في دور التحري تايلور ناو، شاب وسيم يجيد تحريك اطرافه بالكاراتيه، لكنه حين تكون محاولات للغدر به، يتدخل بطلنا وينقذه.

الشريط صُوِّر في Kenner بـ لويزيانا، بميزانية ٥٠ مليون دولار لنحصل علي شريط في ٩٢ دقيقة، وكان ماهراً المخرج هال لجعلنا نصدّقه، ونضحك مع بطلنا.. وأحياناً عليه.

معه أيضا: سارة شاهي، ادو ال، اكينو اكباه، جايسون موموا، ودور ثانوي لـ كريستيان سلايتر، جون سيدا، وبرايان فولت هولت.

دورة
برلين ٦٣: للبنان حصّته

تستمر فعاليات الدورة ٦٣ من مهرجان برلين السينمائي الدولي والمستمر حتى السابع عشر من الجاري، بعدما افتُتِحَ يوم الخميس الماضي بفيلم لرئيس لجنة التحكيم وانغ كار واي، وفي العضوية:

المخرجة سوزاني بيار (دانمارك) المخرج اندرس درايسن (ألمانيا) المخرجة والمصوّرة الين كورس (اميركا) والمخرجة شيرين نشأت (ايران) الممثل تيم روبنز (اميركا) المخرجة والمنتجة اتينا تسانجاري (اليونان).

١٩ شريطاً تتنافس على جوائز الدب:

- السعادة والحياة الطويلة (روسيا)

- حلقة في حياة الحديد (فرنسا، سلوفيينا، البوسنة).

- كاميلا كلوديل (فرنسا)

- الطفل بوز (رومانيا)

- الستار المغلق (ايران)

- الدم الاسود (هولندا)

- غلوريا (تشيلي، اسبانيا)

- دروس الهارموني (كازاخستان - المانيا)

- لي إسم (بولندا)

- ليلى فوري (جنوب افريقيا، المانيا، فرنسا، وهولندا)

- قطار الليل الى لشبونة (ألمانيا، سويسرا البرتغال)

- هي وان ابنة لا احد (كوريا الجنوبية).

- في طريقي (فرنسا)

- أمل الجنة (النمسا، المانيا، فرنسا)

- الامير آفالانشامريك والراهبة (فرنسا، المانيا، بلجيكا)

- الآثار الجانبية (اميركا)

- قبل منتصف الليل (اميركا، اليونان)

- أرض الوعد (اميركا)

وللبنان حضور ضمن مسابقة مستحدثة بدءاً من هذا العام بعنوان «سامسونغ سمارت فيلم» بمشاركة ستة افلام تحت مسمى: اكتشف برلين عبر الافلام، هي:

- اللبنانية ميرنا معكرون.

- المخرجة دوندو كيليك.

- المخرج جان كروجر.

- المخرجة كلاوديا ليمان.

- ماغي شنايدر.

- جان سولدات.

المخرجون الستة طُلِبَ منهم منذ اواسط كانون الاول/ ديسمبر المنصرم الانطلاق في شوارع برلين وتقصّي اوضاعها وما يعجبهم تصويره فيها، على ان يصوّروا بواسطة هاتفهم المحمول شريطاً مدته لا تزيد على خمس دقائق.

سبق لـ معكرون ان انجزت شريطاً بعنوان: برلين بيروت، وتتحضّر لانجاز اول فيلم طويل من اخراجها بعنوان «زهري».

ابتداءً من التاسع من شباط/ فبراير الجاري بوشر عرض هذه الافلام للجمهور في المهرجان كي يباشر التصويت إلى أيّها مال اكثر على ان تُعلّق النتيجة يوم ١٧ الجاري في ختام المهرجان.

إدارة
مرجعية

هل تعود القيادة السينمائية في مصر الى المركز القومي للسينما برئاسة كمال عبد العزيز، خصوصاً الإشراف على مهرجان القاهرة السينمائي، بعدما قال المركز في اول اجتماع لاعضاء مجلسه الجديد بأنه لا يحق لاحد اتخاذ القرارات السينمائية، والتدخل في احد المهرجانات السينمائية حتى ولو كانت اللجنة العليا للمهرجانات.

يجيء هذا القرار بُعيد اعلان وزارة الثقافة عن أنّها ستُقيم ثلاثة مهرجانات هي:

- المهرجان القومي للسينما

- مهرجان الاسماعيلية

- مهرجان سينما الطفل

وماذا عن مهرجان القاهرة خصوصاً أنّ كمال عبد العزيز عين اعضاء مجلس ادارة المركز وهم: ليلى علوي، كاملة ابو ذكرى، سمير فريد، محمد معطي، محمد العدل، شريف مندور، خالد عبد الجليل، وعلي العازولي.

اللواء اللبنانية في

11/02/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)