حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

"علي جثتي".. أقل أفلامه إثارة للضحك

أحمد حلمي..طار فوق أفيش الإعلانات وهبط علي كومة من الخيالات والهلاوس

خيرية البشلاوى

 

الفانتازيا والمرض النفسي. مختلطان ومتلازمان هنا في آخر أعمال الممثل أحمد حلمي "علي جثتي".

الخيال والتخيل متداخلان أيضا في هذ العمل.. وبوضوح أكثر.

"رءوف" "أحمد حلمي" بطل هذه التجربة. إنسان مريض بالبارانويا يشك في زوجته. وموظفيه وحتي ابنه الصغير.. ما تقوله الزوجة بسلامة نية يتم ترجمته بصريا داخل عقل رءوف وأمامنا نحن المتفرجين من خلال صور تعني الطمع في ثروته. أو الرغبة في اعتلاء مكان داخل شركة الأثاث التي يملكها أو بدوافع جنسية لإثارة الموظفين العاملين بها.

نفس الشيء بالنسبة للموظف أو الموظفة التي تقدم اقتراحا. أو تطلب نقلها من القسم الذي تعمل فيه إلي قسم آخر. يتم تجسيده في أشكال تكشف عن سوء الظن والشكوك الداخلية المسيطرة علي خياله ووعيه الباطن.

هذه الشخصية التي تحتل واسطة المشهد ومركزه موضوعيا ودراميا يوحي مظهرها أحياناً بالصرامة والحدة والنزعة العملية والانضباط الشديد في العمل. وأحيانا مثلما نري في المشهد الأول من الفيلم يوحي بالخفة والاستظراف.. الأمر الذي يعد بجرعة كبيرة من الكوميديا وهو وعد لم يتحقق بقدر توقعات المتفرج.

ورءوف شخصية مُضطربة. قلقة. مُنشطرة لا يتصالح مع ذاته. مظهره المتواضع يقول انه رجل "دقة قديمة" ملابسه شنبه تسريحة شعره وأداؤه. التفاصيل الظاهرية لا تنبيء بمظاهر الأبهة والفخامة البادية في معرض الأثاث العصري الذي يملكه ولا مكتبه المجهز بأحدث أدوات التواصل الاجتماعية وكذلك الفيلا الفخمة والأثاث الأنيق والتحف.. إلخ..

هذا التناقض الكبير بين المظهر والمخبز. بين الاضطراب والانضباط المفرط بين الشكوك المعششة في ذهنه ويترجمها خياله. إلخ..

هذه "الكومة" من التناقضات لم يُخضعها المؤلف لرؤية ما ولم يتم "عجنها" دراميا في كتلة متجانسة داخل تصميم فني متكامل البناء يخرج منه المتفرج برسالة أو رسائل محددة تمنح معني أو جوهرا لهذا الاضطراب شكلا ومضمونا.

وعلي مستوي الفانتازيا -الخيال يشطح رءوف في عالم من صنع أوهامه وشكوكه المرضية عندما يصاب بغيبوبة كاملة بعد حادثة غرق بالسيارة أثناء بحثه ليلا عن طبيب بيطري يعالج كلبه "روكي".

وفي هذا العالم الوهمي يلتقي رءوف برجل آخر "نوح" يؤدي دوره حسن حسني. وهذا الرجل يعمل مستشارا وقاضيا. وبسبب غيبوبة مشابهة خرج هو أيضا من عالمه المادي الواقعي. إلي عالم الخيال. قد خلق اللقاء بين هذين الرجلين صداقة. فكلاهما مجرد روح لا تظهر للآخرين. وصوت لا يسمعه أحد سواهما. وخيال لا ينعكس في المرآة ووجود في كل الوجود دون أن يشعر بهما أو يراهما أحد!! وبهذه الحالة يزور رءوف عالمه الذي غاب عنه من دون أن يتعرف عليه لكنه يسمع بأذنه ويري بعينه حقيقة مشاعر الناس تجاهه. بما فيهم زوجته وابنه وموظفوه..

ولكن هل هذا الذي يراه حقيقة؟! أم أنه مازال مجرد وسواس وضلالات لا أساس لها من الصحة؟!!

فكرة مفقودة

إذن رءوف رجل الأعمال صاحب الشركة ونوح رجل القانون التقيا في الخيال أثناء غيبوبة مرضية. وكان من الممكن أن يولد من هذا اللقاء الخيالي الذي منحه الفيلم وجودا ماديا بقوة خارقة وهمية. كان من الممكن أن يصبح خيطا دراميا بارزا في تدعيم "رؤية" ما يقدم عليها الفيلم لو كانت هناك رؤية أو قضية وفكرة فلسفية ميتافيزيقية من الأساس..

في مشهد المحاكمة يمر السيناريست سريعا علي فكرة تطبيق القانون ونصه الحرفي المجرد. الفكرة وإن كانت عادية ودارجة إلا انها بدت في سياق الحبكة مُعلقة في الهواء مثل "الريشة" التي كان ينفخها "نوح" في الفيلم في مشهد لم أفهم محتواه ولا علاقته بمسار الأحداث غير كونه نكتة أو طرفة لإثارة الضحك.

كذلك فكرة الموت التي تتوارد علي عقل رءوف الغائب وروحه المعلقة بين الحياة والموت. وكانت بدورها أقرب إلي مونولوج داخلي. فلسفي وجودي عابر ويبدو بدوره غريبا أو نشازا في إطار تطور هذه الشخصية غريبة الأطوار.

وما أردت أن أقوله في هذا السياق ان حبكة فيلم "علي جثتي" مثل الشخصية التي يتمحور حولها. لا يتكيء علي منطق يحكم العملية السردية. ولا خيط رئيسي يمكننا الإمساك به وتتبعه للوصول إلي نهاية مقنعة تتوافق مع منطق ولست أدري في الواقع ما هي خلاصة هذا الذي يدور أمامنا سوي طرافة الممثل وقبوله التلقائي لدي المتفرج وتواصله السريع معه.

لم أخلص إلي فكرة واضحة في ذهن المؤلف ولا يوجد ذروة لا نقطة تنوير ولا ترابط عضوي بين كثير من التفاصيل التي لم يتحقق من ورائها سوي التسلية.. وإن كنت لم أتسل شخصيا وأيضا الغزل المباشر لنجم الأكشن أحمد السقا. والحشر المصطنع لخالد أبوالنجا الذي أدي نمرة استعراضية تافهة أمام غادة عادل التي لعبت دور "سحر" زوجة رءوف دون تأثير ملموس.

شخصية رءوف عجزت عن إقامة علاقة مع المتفرج أثناء الفرجة. لا تعاطف. ولا رفض. ولا ضحك كثير يبسط الجمهور. فقط الاشتباكات الحوارية بين رءوف و بعض الشخصيات التي ظهرت في الفيلم مثل شخصية عسكري المرور استطاعت أن تثير فضول المتفرج والحوار العبثي في بداية الفيلم بين العسكري وبين رءوف يدل علي عبثية الكثير من أشكال التحاور بين الناس بعضها مع بعض حيث كل واحد في واد بعيد عن الآخر. وقد كتب الحوار بحرفية وذكاء.

دلالة هذا الحوار الضاحك مع أول مشاهد الفيلم جعلنا نتوقع اننا بصدد كوميديا ذهنية -إن صح التعبير- بجرعة كبيرة من الفكاهة علي غرار كثير من أعمال أحمد حلمي. ولكن خابت توقعاتنا بكل أسف.

ورأيي الشخصي أن فيلم "علي جثتي" أقل أفلام هذا الممثل الموهوب إثارة للضحك. وأكثرها ابتعادا عن روح الفكاهة المصرية وعن حساسية المتلقي الذي اعتاد علي فكاهة مباشرة تشبعه بالصخب والمواقف الضاحكة الصريحة والمرح علي الطريقة المصرية الشعبية.

الاقتباس والإنتاج المحلي

"الموضوع" .. في أعمال أحمد حلمي بما فيها الأعمال المقتبسة مثل هذا الفيلم يكون في الأغلب حاضرا وجادا في جوهره وله قوام. وليكن بداية ووسط ونهاية. أو رأس وذيل وجسد أو أيا كان شكل التكوين الفني.. وفي هذا الفيلم يوحد مفردات لموضوع لم يصنع فيها المؤلف جُمل درامية مفيدة. وتوجد امكانيات لخلق شخصية محورية تحمل جواز مرور مصري بدلاً من "رءوف" الذي لم يكن مصريا سوي في مظهره كشخص ومن دون مَخبَره كرجل أعمال يقيم في مصر.

كما توجد في هذه التجربة نفسها فرصة لعدم الابتذال علي طريقة الأفلام التجارية التي اعتدناها. ولكن كيف يتأتي ذلك؟ فالمؤكد انه "مش مصري" ولن يجد من يغامر بتمويله.. والملاحظة التي لا أمل من تكرارها أن المسافة تتسع أكبر وأكبر بين الانتاج المصري بما في ذلك الأفلام المقتبسة من أصول غربية وبين الانتاج الغربي الذي أصبحنا نستقبله في بلادنا في نفس توقيت عرضه في أوروبا وأمريكا ونشاهده في نفس المجمع التجاري.

وبمناسبة الاقتباس فإن نسبة كبيرة من الأعمال المصرية إما مقتبسة أو مستوحاة من الأعمال الأمريكية. حتي تلك الأعمال المأخوذة من روايات روسية أو أوروبية مثل "الأخوة الأعداء" وأنا كارنينا والبؤساء.. إلخ" فالاقتباس في مصر يتم مباشرة من شريط الفيلم السينمائي وليس من الرواية الأصلية التي اعتمد عليها. ليس هناك وقت لا للقراءة ولا الأصالة إلا فيما ندر.

سحر ورفعت

لعبت غادة عادل شخصية "سحر" زوجة رءوف وبدورها كانت شخصية مضطربة علي مستوي الكتابة رغم اجتهادها كممثلة. أعني بسبب القصور في عنصر التشخيص ورسم الشخصيات والتناقض غير المبرر إلا علي مستوي الخلل العقلي بين الخيال والواقع. وبين الظاهر والباطن.. والخلط بين الفانتازيا والهلاوس.

إذ كيف -علي سبيل المثال- لزوجة مطيعة. مُحبة. تلتزم حرفيا بأوامر زوجها. وتتقبل ذوقه السقيم وغلظته و... ثم تتراءي له في الخيال كزوجة لعوب. خائنة. جشعة.. ونفس الشيء بالنسبة للابن رفعت الذي لعب دره جيدا الطفل "اعتذر بقوة عن عدم تذكر اسمه" رفعت تلميذ نابه يحصل علي درجات شبه نهائية. يعلق في حجرته صورة أينشتين التي لا يعرفها معظم المتفرجين علي الفيلم. ويقرأ للشاعر العربي "البحتري".. إلخ. ثم يظهر عبر خيال الأب كطفل كاره ومنتقم وعدواني.. إلخ.

ونفس الأمر بالنسبة لجميع الموظفين في معرض الأثاث الذي يملكه رءوف.

ورغم أي شيء لعب جميع الممثلين دورهم المرسوم بدقة لكنهم لم يستطيعوا أن يمنحوا "روحا" لمن لا روح له في الأساس المكتوب.. الوحيد الذي أضفي علي الشخصية قبساً من تمرسه الطويل. وتمكنه من هضم الشخصية هو حسن حسني الذي جعل من "نوح" شخصية مقبولة ومنسقة وليست بالخلل غير المنطقي لشخصية رءوف. والشخصيتان "رءوف ونوح" طارت فوق اعلان فودافون الصريح الذي تكرر في أكثر من مشهد وأخل قطعا بمستوي الفيلم وكرامة الفن من حيث كونه فنا.

الاعلان الصريح هكذا لم يكن سوي اعلان ضمني عن قصر الانتاج والخلط بين الفن والاعلان شيء مرفوض لاشك.

محمد بكير المخرج في هذا العمل السينمائي الأول في قائمة انجازاته. لم يترك علامة بارزة توحي بامكانياته القوية التي ظهرت في الدراما التليفزيونية "طرف ثالث" وإن احتفظ بحسن إدارة الممثل وهندسة الايقاع فلم يبد مضطربا ضمن الاضطرابات العديدة التي شابت الفيلم.. ومن الموضوعية أيضاً الاشارة إلي اختيار المناظر وأماكن التصوير شهدت كادرات عديدة علي حسه التشكيلي من خلال تكوينات جمالية لا تخطئها العين.

رنات

إحسان شحاتة

خيرية البشلاوى

لا أعتقد ان عرض فيلم "القاهرة 30" صباح أمس السبت علي قناة "ام بي سي مصر" مجرد مصادفة ولو كان كذلك إذن "رب صدفة خير من ألف ميعاد".

هذه المصادفة أجلستني أتابع الفيلم في الصباح مع فنجان القهوة قبل النظر في أي أخبار.. الأخبار هذه الأيام كارثية الإفلات منها مستحيل توجع القلب والضمير وتؤجج المشاعر.. ولا وقت للأفلام في هذا الوقت ومع ذلك لم أقو علي تحويل القناة جرف الفيلم إلي مونولوج طويل..

احسان شحاتة "سعاد حسني" فتاة مصرية القلب والقالب والطلعة عفة. حالمة. تحلم بالحرية وبمصر جديدة تؤمن بأفكار علي طه "عبدالعزيز ميكوي" الشاب المستنير الوطني الذي يقاتل ضد الاستبداد والفقر والاستعمار والتبعية ويواجه التنكيل والاضطهاد.

وإحسان فريسة زمن فاسد وأسرة طحنها الفقر ومجتمع منافق يرزخ تحت سطوة رجال نخر سوس الفساد عظامهم. "رجال يلحسون أقدام الوزير والوزير يلحس أقدام الملك والملك يلحس أقدام الانجليز"!

احسان يشتريها قاسم بك المسئول النافذ ويحولها إلي عشيقة مقابل المال ويبعها الأب والأم بقلب بارد من أجل الخبز لأولاد صغار يتضورون جوعا ويتزوجها محجوب عبدالدايم "حمدي أحمد" ويرضي أن يكون مجرد ساتر يداري علي جريمة قاسم بك مقابل وظيفة وزواج وشقة وحياة بلا كرامة. بلا رجولة. بلا نخوة. بلا ضمير.

العشيق والزوج يتناوبان علي احسان ينهشان جسدها وروح احسان مازالت تتوق للحرية. تحلم بتحقيق أحلام علي طه وتحرير اشقائها الصغار من نفس المصير.

مظاهرات الشباب لإسقاط الملك والانجليز وتطالب بالعودة إلي دستور 1923 تملأ الشوارع وتخلف قتلي وكذلك المنشورات في كل مكان.

ذلك كان زمن الاستعمار.. والملكية الفاسدة ابان الثلاثينيات من القرن العشرين والفيلم أخرجه صلاح أبوسيف عن رواية لنجيب محفوظ كرم الله روح الاثنين ورحمهما رحمة واسعة.

عرض الفيلم في عام ..1966 أي بعد ثورة 1952 المباركة وحلم الحرية والعيش والكرامة الانسانية يفترض انه تحقق في زمن عبدالناصر.

أتساءل وأنا مستغرقة في تأمل الفيلم أين احسان الآن؟ وماذا كان مصير سعاد حسني أيقونة السينما المصرية الجديدة التي بشرت بقاهرة أخري ومصر مختلفة؟

رحلت احسان الصورة واغتيلت سعاد حسني الأصل اغتالها قاسم بك آخر بعد أنهك روحها وبدد أحلامها. اغتيلت في قاهرة التسعينيات وما بعد الألفية الثالثة ومازالت تغتال وتسحل في المظاهرات وأثناء بحثها عن الخبز والحرية والكرامة الانسانية.. ومازال محجوب عبدالدايم حاضرا بالآلاف في زمن ما بعد الثورة ثورة 1952 وثورة اسموها التصحيح وابان أزمنة الزعماء الوطنيين الذين توافدوا علي الحكم وحتي زمن ما بعد ثورة مصرية شعبية خالصة قامت في 25 يناير .2011

ماذا يجري الآن في مصر؟ في القاهرة والسويس والاسماعيلية وبورسعيد والمحلة والزقازيق والاسكندرية والعريش.. الخ.

صحيح ان احسان لم تعد واحدة بل مئات الآلاف لسن مكسورات وانما متظاهرات من أجل الخبز والحرية والكرامة الانسانية وصحيح انهن يخرجن إلي جانب المظاهرات في جنازات لتوديع أبنائهن إلي مثواهم الأخير الذين قتلوا برصاص في المخ والقلب والصدر.

وصحيح ان علي طه وأمثاله مازالوا يقاتلون من أجل الحلم نفسه.. والقاهرة مازالت تعاني وتنزف وتحترق.

أما محجوب عبدالدايم فهو مثل "أم أربعة وأربعين" مخلوق سام. انتهازي. يرتدي بالذات موديلات مختلفة حاضر أبدا كطرف ثالث وفي الصفوف الأولي والثانية.. الخ.

وعبدالدايم الأب ازداد وعيا وصلابة وان ظل يتألم بقوة انه قليل الحيلة أحيانا. الأمواج الرجعية العاتية أقوي من قدرته علي التصدي حتي اشعار آخر.

المظاهرات ممتدة من الثلاثينيات وحتي بعد انتهاء العشرة الأولي من سنوات الألفية الثالثة!! ولم تعد بالآلاف وانما ملايين.. وقاسم بك مازال يتنفس ويشتهي السلطة والحريم حتي وان ارتدي قناعا آخر.

هل استرسل أم أحول القناة السعودية لمعرفة أخبار مصر اليوم؟؟

المساء المصرية في

03/02/2013

 

أسامة الشاذلي يكتب :

ما بين تارانتينو وكوين وجو...البيضة ولا الفرخة  

نعاني جميعاً تلك الايام، يتمنى بعضنا لو ولد قبل هذا بخمسين عاماً وعاش ثلاثينيات واربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، يشعر البعض بالظلم الشديد ويعتبر جيله جيلا منحوساً كتبت عليه الحياة أن يحيا اسوأ ما فيها، ويعتبره جيلاً أخر السبب الرئيس فيما نحيا فيه.

تتبادل الأجيال الاتهامات، ويبقى السؤال حائرا دون اجابة، الحياة أم الذي يحياها، البيضة أم الفرخة، وعلى الشاشة الفضية نجح البعض في الوصول لإجابة، بينما استمر البعض الخر في طرح الأسئلة

*****

في تنظيرة عبقرية للمخرج كونتن تارانتينو في الجزء الثاني من فيلمه الأهم Kill Bill على لسان بطله يقول أن "سوبر مان" هو بطله الخارق المفضل، لأنه على العكس من سبايدر مان وبات مان، شخصيته الحقيقية هي الشخصية الخارقة، بينما هم أدميين عاديين في شخصياتهم الحقيقية بينما شخصياتهم البديلة هي الشخصية الخارقة، ثم اضاف تارنتينو على لسان بطله، أن الشخصية البديلة لسوبر مان هي عبارة عن بشري ضعيف مهزوز الثقة متواضع الذكاء، وهو ما يعكس نظرة البطل الخارق لبني البشر الذي لا ينتمي لهم.

وهو ما يعكس الرؤية الشخصية لتارانتينو شخصيا لبني البشر، لهذا يقتل الكثيرون منهم في أفلامه ويستهين بهذا الدم السائل المتفجر، الذي يلون افلامه بعنف يعتبره البعض مبالغ فيه، حيث يرى المخرج الكبير أن هذا ما يستحقه البشر، بل أن هذا افضل ما يمكن تقديمه لهم.....وربما تلك هي نظرته الشخصية نتيجة ما عاناه من البشر في مجتمعه حتى وصل إلى ما وصل إليه، ممتنا بما منحته له الحياة، غاضبا مما قاساه من البشر، في الحقيقة يبدو محقاً للغاية في ظل ما نحيا ونشاهد هذه الايام.

*****

على العكس من تارانتينو يرى الأخوان كوين البشر بمنظور أخر حيث يلقيان بكل ما نواجهه إلى أزمة وجودية، وعبثية هذه الدنيا التي لا تطاق، حيث نشاهد فس أكثر افلامهم عنفاً No.Country For Old.Men، نهاية عبثية جدا للأحدث جديرة تماما بهذه الدنيا وغير جديرة بتلك الحياة، بينما في فيلمهم The Big Lebowski يراهن الأخوان كوين على هذا البطل الساذج في مواجهات كم التشوهات التي في الحياة، ذلك البطل الذي يشغله تبول أحدهم على سجادة صالته،ولا يزعجه تهديده بالقتل، ويجبره بعد ذلك على خوض قصة لا تخصه من قريب أو من بعيد، يعود منها كما كان هما ببساطة يريان الجنس البشري داخل اختبار شديد العبثية، فعليهم ألا ينتحلوا شخصيات لا تمثلهم، عليهم أن يخلعوا الأقنعة ويواجهوا الحياة كما هي بوجوده عارية وايد أشد عرياً لأنها لا تستحق.

وربما كان فيلمهم O Brother, Where Art Thou? هو الصراع الأكثر جمالاً في معاندة تلك الحياة، واثبات الطبيعة الطيبة للإنسان حتى لو كان مجرماً.

الأخوان كوين يعتبان على الحياة، لأنهما يعملان سويا، لا يعيران اهتماماً لكل ما يحيط بهما من بشر، يتقبلان النتائيج بثقة مبهرة، لهذا يريان العيب في الحياة ذاتها.. ربما ..من يدري؟

*******

يختلف يوسف شاهين تماماً عن كل ما سبق، فصاحب فيلم الاختيار الذي شغله مشوار حياته فقدمه في عدة افلام مثل اسكندرية ليه، واسكندرية كمان وكمان، واسكندرية نيو يورك، كان يبحث عن الذات، عن السبب فيما صارت إليه الحياة دون إيماناً مسبق بالسبب، لا هو اختار البشر مثل تارانتينو ولا هو اختار الحياة مثل الأخوين كوين، هو فقط طرح الأسئلة وأستمر في البحث عن إجاباتها.

قدم جو فناً عظيما هو الأخر، واتاحت له تلك المعضلة اختلافاً ملحوظاً وتنوعاً بين افلامه، وسقطت ببعضها بالفعل وصعدت بالبعض الأخر إلى قمة النضج.

لكن بقي أعظم مخرج عربي بلا إجابة حقيقية، وسار على دربه المخرجون الحقيقيون في هذا الوطن، مثل محمد خان وداوود عبدالسيد وعاطف الطيب، استمروا في طرح الأسئلة بحثاً عن إجابات، قدموا فناً عظيماً لكنهم لم يرسوا على بر.

ربما هذا هو الفارق بين العوالم، بين ذلك الذي وصل إليه الغرب، وبقينا نحن فيه، فالفن مرآة الشعوب، ونحن شعوب أرهقتها الأسئلة لأنها أمتنعت عن طرحها منذ مئات السنين.

ربما ...

البداية المصرية في

03/02/2013

 

نورالشريف:

برامج التـوك شـو تمسح ذاكرة الشعب وتصيبنى بالاكتئاب!

أكد النجم الكبير نور الشريف أنه لم يسبق له الإحساس بكل هذا القدر من الإحباط، حتى بعد نكسة 67، لأنه كان متيقناً أن الشعب المصرى العظيم سيتجاوز هذه الأزمة وينتصر على العدو الخارجى، أما هذه المرة فالعدو «منا فينا»-على حد تعبيره-.

يقول نور: عمرى ما تخيلت للحظة أن نصل إلى هذا الحد من كراهية بعضنا البعض، هل يجب أن يخرب البلد لنتجمع ونصل لنقطة التقاء؟.. هل يعقل أن يكون هذا هو أملنا الوحيد فى الاتحاد؟ فكل شخص مقتنع برأيه.. وأنه هو الصواب ومن دونه مخطئ.. طيب نمشى البلد ولو اقتصاديا كتجربة تركيا مثلا عندما بدأ التيار الإسلامى.. حاول أربكان الانقلاب على الجيش ولم يستطع، وكذلك أردوغان حاول أيضا عمل انقلاب على الجيش ولم يستطع فلجأ إلى العمل على الاقتصاد وحقق درجة من الرفاهية للشعب التركى وأصبحت لديه قوة اقتصادية فأصبح له دلال على الشعب.. والديمقراطية ليست كلمة بل هى سلوك، وهذا للأسف الشديد لا يحدث فى مصر وأنا أعيش فى حالة ترقب للأيام القادمة.

وأضاف الشريف: معظم الفنانين أعربوا عن خوفهم من الإخوان، والإخوان كانوا قد صرحوا بوقوفهم مع الفن والسياحة، والتيار السلفى تجاوز بعض أعضائه بتصريحاتهم حول هدم أبو الهول والتماثيل الفرعونية وما يمثل حضارتنا الفرعونية، وهذا طبعا مرفوض من العالم كله، لأن تلك الآثار هى تراث الإنسانية ومن المستحيل أن نهدم تراث الإنسانية من أجل خلاف فى الرأى أو خلاف دينى، أما حالة الترصد بالفنانين فهو موجودة منذ الأزل وفى كل العصور.. وقد يرجع هذا إلى تمتع الفنانين بشعبية كبيرة فتتم تدبير فضيحة كبيرة مفتعلة لشغل الرأى العام عن كارثة أخرى تحدث فى المجتمع، وحدث هذا فى أكثر من نظام وأكثر من عصر، وللأسف الشديد سيزداد هذا فى الأيام القادمة، لأننا أصبحنا فى زمن الإثارة، بالإضافة إلى أننا شعب يحب النميمة بطبعه، وقد يغضب رأيى هذا الكثيرين، ولكن هذا هو الواقع والحقيقة فكل واحد يسمع شائعة يؤكد أنها حدثت أمامه بالتفصيل ويضيف عليها، وللأسف بعد اكتشاف الحقيقة لا يتم تجسيدها إعلاميا بالشكل الموازى للفضيحة.

وقال نور: هناك رواية أقرأها حاليا اسمها «باب الخروج» للكاتب «عز الدين شكرى فشير»، وتدور أحداثها حتى عام 2020.. وتحكى عن أن هناك رئيسا سيأتى وفى لحظة لإنقاذ نفسه سيدخل فى حرب مع إسرائيل وستأخذ إسرائيل جزءا من سيناء مرة أخرى وسندخل فى دوامة من جديد.. وهذا أصابنى بالإحباط وفيها تحذير مخيف، فما يحدث فى سيناء الآن غير مفهوم، فهناك أقمار صناعية لديها القدرة على كشف أى عناصر أو تدخلات فكل السبل التكنولوجية الآن تسهل الكشف عن هذه التفاصيل، فمثلا الأسلحة التى تهرب للمقاومة أو التطرف فى أى بلد كيف تدخل ومن يمولها وكيف تعيش هذه التنظيمات السرية، كل هذه أسئلة لا نجد إجابات لها.

وطالب الشريف الأحزاب الدينية بأن تدرس لشبابها وتنظيماتها علماء الإسلام الذين أثروا الحضارة الإنسانية فى الفلسفة والطب وعلم الاجتماع وغيرها من علوم فهؤلاء أجدر بتدريس سيرتهم وإنجازاتهم للإشارة إلى نقطة مهمة جدا وهى أنه لا خلاف بين العلم والدين، أنا أضع فى مكتبى مقولة للإمام الغزالى «من لم يشك لم ينظر، ومن لم ينظر لم يبصر، ومن لم يبصر يبقى فى العمى والضلال» أنا مؤمن بأنه من حقى كمسلم أن أشك.

وهاجم الشريف البرامج الحوارية «التو شو» قائلاً: عمر هذه البرامج يتناقص..أنا منذ ستة أشهر لا أشاهد أى برامج حوارية، فقد أصابتنى بالاكتئاب.. فأنا أنظر للشاشة وأكلمها ولا أحد يرد على.. وأصبحت مشاجرات وشتيمة ويخلص البرنامج ليبدأ آخر.. ولم يعد لدينا مكان فى الذاكرة وهذا ما يمارسه الإعلام الآن وهو مسح للذاكرة.. ولكنها إلى الزوال وهذا طبيعى عندما يحدث تشبع والناس أيضا بدأت تكفر من تعدد الآراء واختلافاتها والانشقاق وعدم الاستقرار، وعدم التحيز أصبح جزءا من ميكانيزم الإعلام الحديث».

نادية لطفى من سرير المرض:

مشكلة ثوار يناير أنهم بلا رأس! 

رغم استمرار آلام العمود الفقرى التى تعاودها من حين لآخر.. وتمنعها من مغادرة الفراش الخشن الذى تنام عليه، حتى بعد خروجها من غرفة العناية المركزة التى قضت بها عدة أيام بسبب إصابتها بأزمة تنفسية حادة.. فإنها لا تتوقف لحظة واحدة عن متابعة ما يحدث فى مصر من أحداث واضطرابات ومظاهرات.. وأكثر ما يقلقها ويزيد إحساسها بالخوف والهلع هو الانقسامات التى شقت صف المصريين ووحدتهم وتكاتفهم وإنسانيتهم.

وقالت وهى على سرير المرض : «قلبى مش متطمن وخايفة على البلد.. حاسة إن كل واحد عايز يخطف منها حتة ويجرى، مفيش حد بقى قلبه على البلد، كلهم مش هاممهم غير مصالحهم الشخصية.. والفارق بين ثورة 23 يوليو وثورة 25 يناير.. إن ثورة يوليو كانت رأسًا بلا جسد، الرأس هم الضباط الأحرار الذين اصطحبوا الجسد- إللى هو الشعب- فيما بعد ولذلك نجحت الثورة، خاصة أن أهدافها كانت واضحة ومحددة، أما ثورة يناير فهى جسد بلا رأس، ولذلك تجد كل واحد من أصحاب المصالح الشخصية هو إللى عايز يبقى الرأس»..

ونادية لطفى لم تكن نجمة عادية، بل كانت من النجمات القليلات اللاتى يتمتعن بحصيلة معرفية وخلفية ثقافية واسعة، والأكثر من ذلك عشقها للعمل الاجتماعى التطوعى العام، فهى التى شاركت فى حملات المجهود الحربى عقب نكسة 67.

وهناك ثلاثة أنواع من الحيوانات تحتل مكانة كبيرة فى وجدانها لدرجة أنها كانت تتعايش وتتصرف معهما كأنهما بشر تفهمهما ويفهمونها، تطمئن إليهما ويطمئنون إليها، تكلمهما ويكلمونها.

الحيوانات الثلاثة هى: الكلاب، عشقها الأول، ويكفى أن كلبها «باتشو» عندما مات ظلت حزينة عليه حزنًا شديدًا، وكأنه واحد من أعز أصدقائها أو أقرب أقربائها، وبالفعل كان يحتل الصدارة فى قائمة الأصدقاء والأقارب فى حياتها وكانت تحبه بجنون.

تأتى فى المرتبة الثانية الخيول فقد كانت فارسة من الدرجة الأولى، وتعلمت الفروسية فى الإسكندرية عندما انتقلت للعيش هناك مع والدها وفقًا لمقتضيات وظيفته، والتحقت بمدرسة للفروسية كان يملكها وقتها اللواء «سلطان» والد الموسيقار «محمد سلطان»، ومن شدة حبها للخيل اشترى لها والدها جوادين كانا كل حياتها فى تلك الفترة.

ورياضة الفروسية أفادت نادية لطفى كثيرًا، خاصة عندما كانت تؤدى أدوارًا تتطلب ركوب الخيل وأبرزها دور «لويزا» فى فيلم «الناصر صلاح الدين».

وتتذكر نادية لطفى دائماً تدريباتها على ركوب الخيل لزوم تصوير الفيلم فى أحد معسكرات الخيالة التابعة للشرطة بمدينة نصر بصحبة صديقيها الراحلين أحمد مظهر وصلاح ذو الفقار.

أما الحيوان الثالث فهو الحمار، بطيبته وقوة تحمله ونكرانه للذات وقدرته على القيام بالمهام الشاقة من أسباب حبها له لدرجة أنها سعت بالاتفاق مع مجموعة من رموز الفكر والفن والأدب فى مصر لتكوين جمعية أطلقوا عليها اسم «جمعية الحمير» فى أوائل السبعينيات وكان من ضمن أعضائها البارزين الكاتب الساخر الكبير الراحل محمود السعدنى.

أكتوبر المصرية في

03/02/2013

«the dark knight rises»..

رموز دينية وأفكار مشوشة ومختلطة!

محمود عبدالشكور 

جاء الجزء الأخير من سلسلة أفلام باتمان، الذى تكلف 250 مليون دولار، وأخرجه كريستوفر نولان، بعنوان «صحوة فارس الظلام»، مثقلا ومترهلا سواء من حيث زمن العرض (ساعتان و45 دقيقة)، أو من حيث الأفكار التى يناقشها، فبجانب الصراع التقليدى بين الخيروالشر، فإن شخصية باتمان نفسها تأرجحت بين الإنسان العادى المهزوم الذى يعتبر أن أى شخص يمكن أن يكون بطلاً، وبين صفاته الخارقة التى تكاد تقدم معادلاً رمزياً لشخصيات مقدسة تحقق معجزاتها، بدا الفيلم أيضاً تائهاً بين ثورة تريد تطهير مجتمع مدينة جوثام، التى تدور فيها الأحداث، من الفساد، وثورة اجتماعية تريد أن توقظ الأغنياء، وتحلم بإنصاف الفقراء، وإن كان عن طريق انقلاب إرهابى يستخدم قنبلة نووية، وفى الفيلم أيضاً طوفان من الأحداث والحبكات الفرعية التى تفصل بينها تتابعات حركية، يلعب فيها الجرافيك والدوبليرات دور البطولـــة، على حين لا نجد تميّزاً من أى نوع للنجوم الذين قاموا بأداء الشخصيات من كريستيان بل فى دور باتمان، وجارى أولدمان فى دور مفوض الشرطة، إلى ماريون كوتيارد فى دور ميراندا، وآن هاثاواى فى دور المرأة اللصة سيلينا كايل، وربما كان الوحيد الذى يستحق التنويه هو المخضرم مايكل كين فى دور ألفريد، الذى يمثّل بديل الأب فى حياة باتمان.

الحكاية لا تزيد على محاولة شرير الفيلم بن (توم هاردى)، أن يسيطر على مدينة جوثام مستخدماً قنبلة نووية بعد إجراء تحويلات فى مفاعل نووى للطاقة النظيفة يمتلكه رجل الأعمال (بروس وين)، الذى نعرف أنه ليس فى الحقيقة سوى باتمان، هذا هو الخط المحورى فى الفيلم الذى ينطلق الى اتجاهات متعددة سواء فى وصف حالة بروس الذى فقد حبيبته ريتشل، واتهم أيضاً باغتيال هارفى دنت، والأخير مجرم تم تحويله إلى بطل، لأن جوثام، كما يقول مفوض الشرطة، تحتاج إلى بطل، ولذلك يعيش بروس حزيناً مكتئباً، بصحبة ألفريد الذى سرعان ما يتركه، ويتوقف الفيلم أيضاً عند بن خصم باتمان، وهو رجل شرس كان عضواً فى عصابة الظلام ثم طرد منها، وتدخل الى عالم باتمان المرأة القطة، التى تلعبها آن هاثواى، وميرندا عضو مجلس الإدارة لمؤسسة وين وصديقته، والتى سنعرف فى النهاية أنها وراء دفع بن لتدمير جوثام.

تتداخل الخطوط والأحداث، لتنتهى بالطبع بقيام باتمان بإنقاذ جوثام عن طريق الخروج بالقنبلة، وتفجيرها فى الماء، وينتهى الفيلم بظهور جديد لباتمان فى فينسيا، ثم التمهيد لدور أكبر لرجل البوليس بليك الذى نكتشف أنه ليس سوى بن صديق باتمان القديم. من عناصر الفيلم المميزة جداً الموسيقى بأصوات الكورال. إنه مجرد فيلم آخر فى السلسلة يستخرج البطولة من قلب الألم، مستخدماً رموزاً دينية واضحة، ولكن وسط الكثير من التفاصيل والثرثرة الدرامية.

أكتوبر المصرية في

03/02/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)