حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مغامرات آل باتشينو في السينما والمسرح

قال لـ «الشرق الأوسط»: «علي واجباتي كممثل ولا أستطيع فرض رغباتي على الآخرين»

محمد رُضا

 

·        هل ما زال ممكنا تقديم آل باتشينو؟

* ترعرعنا على أفلامه وانطبعت في أذهاننا تلك الصور السينمائية الأولى له: الشاب القلق الباحث عن مستقر نفسي في عالم متقلّب كما في «ذعر في نيدل بارك» و«الفزاعة» والمنتقل من المراهقة إلى النضج ومن الضعف إلى القوّة في الجزأين الأوّلين من «العرّاب». ثم هو التحري غير الممتثل لقانون زملائه في «سربيكو» والمجرم المكسيكي اللاجئ في «الوجه المشوّه» وهذا كلّه وسواه الكثير، في غضون سنواته الخمس عشرة الأولى على الشاشة.

باتشينو، الذي يبلغ الثانية والسبعين سنة حاليا والذي يعود في فيلم جديد بعنوان «فتيان المواجهة» The Stand - up Guys خبر كل شيء: الأدوار البطولية والأدوار الشريرة. الأفلام الرائعة والأفلام الرديئة. الشخصيات السينمائية الخالدة وتلك التي تمر سريعا، كما أفلام الدراما والعنف لجانب الأفلام الاجتماعية والعاطفية والكوميدية. وفي معظم كل هذه الأفلام كان الوهج الذي يضيء عتمة الصالة فعلا. أكثر من ذلك، أن خبرته المسرحية لم تضمحل بسبب سنوات الشهرة والنشاط على الشاشة الكبيرة، بل ما زالت متأصلة في أعماله: بعد «تاجر البندقية» وفيلمين من إخراجه يبحثان في أوسكار وايلد ووليام شكسبير يعود إلى المسرح قريبا وعلى نحو يفاجئه كما يذكر في هذا الحديث الخاص.

·     فيلم «فتيان المواجهة» هو واحد من أفلام الصحبة. مجموعة من الأصدقاء يلتئمون لمهمة أخيرة. ماذا تعني الصداقة بالنسبة إليك؟

- أعتقد أن هناك صداقات مختلفة. هناك صداقات تنمو معك. رفاق من الماضي تكبر معهم أو يشاركونك المدرسة أو الرحلة ولو إلى حين لكن الأيام لا تمحي الصداقة التي تنشأ بينك وبينهم. هناك الصداقات التي تأتي لاحقة ومصدرها المهنة ذاتها. تتعامل مع الكثير جدا من الناس لكن ترتبط بصداقة مع قليلين منهم فقط. هناك أشخاص كثيرون يحبّونك لكنك لا تستطيع أن تبادلهم المحبّة لأسباب بعضها غريب. هذا يحدث معنا.. في أحيان نحب أشخاصا لكنهم لا يقابلون هذا الحب بحب من طرفهم. أعتقد أنني كنت محظوظا أنني وجدت أصدقاء عدّة من أزمنة وأماكن مختلفة عبر تاريخي الشخصي والمهني. الصداقة ليست سهلة وتتطلب وقتا لكي تنضج.

للفيلم نكهة كوميدية غالبة. إنه ليس مجرد قصة بوليسية المنحى.. أشكرك لانتباهك. كثيرون يحكمون على الأفلام هذه الأيام من خارج الصدفة.

·        سؤالي هو لماذا لا نراك في أدوار كوميدية بما فيه الكفاية. لعبت كثيرا من الأفلام الجادّة؟

- في الحقيقة بدأت كوميديا. ربما لا تذكر. أفلامي الأولى كانت كوميدية، لكن المنحى التراجيدي هو الذي غلب. لكني أيضا أعتقد أن الكثير من الشخصيات التراجيدية التي مثّلتها كانت الكوميديا مجبولة فيها على نحو عميق. حتى شخصية مايكل كارليوني في «العراب». هذه شخصية تراجيدية تماما لكن تستطيع أن تنظر إليها لتجدها تكاد تسخر من نفسها أو بالتأكيد تعكس قدرا من السخرية. من هذا المنظور الكثير من الأفلام التي مثلتها مثيرة للضحك (يضحك).

·     هذا الفيلم، «فتيان المواجهة» يبقى من ناحية أخرى عملا من النوع الذي على أبطاله القيام بعملية أخيرة.. هل شاهدت أفلاما أخرى من هذا النوع؟

- أعلم بوجود أفلام أخرى من هذا النوع لكني لم أشاهد أيا منها. لا أذكر أني فعلت. لكني أعلم أن هذا الموضوع عادة ما هو مرتبط بالسن. عندما تكبر في مهنة ما تريد أن تأخذ منها المزيد. وإذا كبرت عليها تريد أن تنجز عملية جديدة تكون الأخيرة. شاهدت - أذكر الآن - فيلما قديما لستانلي كوبريك هو «القتل» حيث سترلينغ هايدن يجمع فريقا من المتخصصين لعملية أخيرة. لكن ذلك الفيلم ليس بالضرورة عن رجال مسنين.

·        ما الذي يعنيه السن بالنسبة إليك؟

- سؤال صعب. إنه ظاهرة كبيرة وليست حكرا على ممثلي السينما بل تصيبنا جميعا إذا ما تجاوزنا العقود الخمسين الأولى أو الستين الأولى من حياتنا. كيف أشعر حيال ذلك؟ إنه سؤال مركّب ومعقّد. لكن سأذكر لك شيئا: قبل سبع سنوات كنت أحمل أطفالي وأركض بهم في الحديقة. الآن لا أستطيع أن أفعل ذلك. لا أعتقد لأني لم أجرّب.. طبعا ازدادوا وزنا وهذا سبب مهم.. لكن هناك أشياء تنمو داخل الإنسان تجعله غير آبه لتحدّي نفسه جسديا. لماذا؟ كما قال أوسكار وايلد مرّة: لا تستطيع أن تتغلّب على الزمن. حين أرغب في ممارسة الرياضة هذه الأيام استلقي على الأرض حتى تغيب عني تلك الرغبة (ضحك).

·        على ذكر أوسكار وايلد.. لم يعرض فيلمك «وايلد سالومي» بعد في الولايات المتحدة؟

- ولم يعرض خارجها أيضا. على نحو ساخر أقول إن ذلك الفيلم ليس للعرض التجاري.

·     هو فيلم مثير جدّا للإعجاب كونك تتعامل فيه مع جوانب كثيرة منها ما هو مسرحي وما هو أدبي وتاريخي يخص الكاتب أوسكار وايلد وتاريخ يخصّك أنت.. هل عليك أن تلجأ إلى المسرح لكي تقدّم عملا سينمائيا جيّدا هذه الأيام؟

- يبدو كذلك. لقد مثلت ما يكفيني من الأفلام التي حقيقة لا تعني لي الكثير. امتثلت إليها لأنني ممثل قبل كل شيء علي واجباتي ولا أستطيع أن أجبر الآخرين على التفكير تبعا لمنهاجي الفني أو أن أفرض على أحد الإعجاب بالأعمال المسرحية أو الأدبية التي تثيرني كشخص. الفيلم الذي تذكره هو من إخراجي وإنتاجي وكتابتي وهو لا يمكن أن يتوجه إلى جمهور كبير. هذا صعب، بل مستحيل. ما هو سهل بالمقارنة هو أن تقدم على تحقيق ما تريد بنفسك ومن دون التفكير باحتمالات النجاح.

·     شاهدت لك أيضا فيلما تسجيليا آخر أقدم هو «البحث عن رتشارد». كلاهما بحث مضنٍ عن حقائق في الشخصيات الواقعة والمتخيلة. ماذا يثيرك في هذا الاتجاه؟

- تماما ما ذكرته: البحث عن حقائق في تلك الشخصيات. كل من هذين الفيلمين بالنسبة لي هو أشبه بمقالة تكتبها بحثا عن حقيقة في عمل معروف. ربما تريد البحث في حياة قائد سياسي أو عسكري أو فنان أو أديب.. تكتب ما تريد البحث فيه ثم تبحث وتكتب حصيلة بحثك. لكن «البحث عن رتشارد» هو طموح أصغر قليلا من الطموح الذي حمله «وايلد سالومي».

·        كمادة سينمائية هو أكثر تجريبا من الفيلم السابق.

- صحيح. لكن كما ذكرت هو فيلم تصنعه لنفسك ولمن حولك. طبعا لا تمانع في أن يشاهده كل الناس لكن هذا ليس واقعيا.

·        أعتقد أنك ستعود إلى المسرح قريبا؟

- لقد عدت. عندي الآن مسرحية «غلندغاري غلنروس» التي سبق لي أن مثّلتها فيلما. لقد كُتبت كمسرحية ثم صوّرت فيلما والآن تعود إلى المسرح. موافقتي على تمثيل المسرحية فاجأتني كما فاجأني من قبل تمثيل مسرحية «تاجر البندقية» بعدما قدّمتها في فيلم.

·        هل لديك الرغبة في العودة إلى شكسبير؟

- كثيرا. أحب تقديم دور الملك لير في «الملك لير».. أعتقد أنني مستعد للمهمّة.

جولة بين الأفلام الجديدة

الكل يريد أن يبقى

* ما حدث مع «الوقفة الأخيرة» في الأسبوع الماضي عندما جاء ترتيبه عاشرا على قائمة الأفلام التي يرتادها الجمهور في الولايات المتحدة، طالما أن هناك أملا ما في أن يُثير هذا الوجد ما يكفي من رغبة الجمهور الذي تجاوز الثلاثين من العمر الإقبال على أفلامهم. تجربة شوارتزنيغر المخفقة تلك لن توقفه. ربما ستشكل تحدّيا صعبا أمام فيلمه المقبل «عشرة» المبرمج للعرض بعد عام من اليوم، لكن من المبكر التفكير بأن «الوقفة الأخيرة» هو «وقفة أخيرة» بالفعل.

* سلسفستر ستالون هو التالي في هذا الامتحان الذي، كما تعوّدنا القول حين كنّا صغارا، يكرم المرء فيه أو يُهان. ذلك لأن صالات السينما هذا الأسبوع ستشهد انطلاق عروض فيلم جديد له هو «رصاصة إلى الرأس» Bullet to the Head. فيه يؤدي ستالون شخصية قاتل محترف اسمه بوبو (كاملا جيمي بوبو) يقبل الاشتراك مع تحري ينتمي إلى شرطة المدينة (سانغ كانغ) لمعرفة من يقف وراء مقتل شريكه. المخرج هو وولتر هيل، وهو منفذ سينمائي جيّد وذكي وكان تعامل مع أفلام لها بطولات ثنائية حينما قدّم «24 ساعة» و«24 ساعة أخرى» مع نك نولتي (الأبيض) وإيدي مورفي (الأسود). هنا في «رصاصة إلى الرأس» ستالون أبيض والتحري الذي يشاركه البطولة كوري! التوليفة ذاتها لكن هل سيكون الجمهور حاضرا لها؟

* هذا الأسبوع ليس ستالون وحده الذي يمني نفسه بنجاح جديد (يأتي في أعقاب نجاح «المستهلكون 2» قبل أشهر قليلة، بل هناك آل باتشينو وكريستوفر وولكن وألان أركن. ثلاثة ممثلين أكبرهم أركن وأكثرهم شهرة باتشينو لهم باع طويل في السينما وعليهم إثبات أن الجمهور حاضر لهم اليوم كما كان حاضرا لهم من قبل. مهمة صعبة ربما تصلح لأن تكون موضوع فيلم توم كروز المقبل «مهمّة مستحيلة 6». ما يجعلها أكثر صعوبة أن الموضوع الذي تتداوله أفلام العودات هو تقريبا واحد: مهمة أخيرة لهؤلاء «الشيوخ» قبل أن يتقاعدوا. كيرك دوغلاس وبيرت لانكاستر فعلاها في فيلم رديء عنوانه «رجال أشداء» سنة 1986. كلاهما وُلد حين كانت السينما صامتة سنة 1916 واشتركا في بطولة عدّة أفلام في الخمسينات ثم حاولا العودة لتجسيد مفهوم البطولة القديم على نحو لا يخلو من المرح عندما بلغ كل منهما سبعين سنة من العمر.

* على الشاشة الصغيرة يشعر الممثل جان - كلود فان دام بأن الوقت حان لعودته هو أيضا. يقول للإعلامي جاي لينو في برنامج «ذ تونايت شو» بأن نجاح «المستهلكون 2» الذي اشترك بتمثيله لجانب نخبة مماثلة من أبطال الأمس مثل تشاك نوريس ودولف لندغرن بالإضافة طبعا لستالوني وشوارتزنيغر، هو ما يفتح الباب حاليا لعودته. وهو انتهى فعلا من تصوير «مرحبا في الأدغال» ويباشر تصوير «الأعداء أقرب».

* هل تعلمون ما تنضوي عليه كل هذه المحاولات المجهدة؟ إنها، وباستعارة ذلك العنوان، وقفة أخيرة لممثلي أدوار القوّة أمام غزو الجيل الجديد من الممثلين الذين تبتلع وجودهم على الشاشة المؤثرات الخاصّة. البطولة البشرية ضد الكومبيوتر غرافيكس في عالم يبدو أن كل ما هو بشري فيه مهدد على نحو أو آخر.

* بعيدا عن هذا كله، لا يزال هناك وجود لسينما لا تقوم على العضلات ولا على المؤثرات منها «لينكولن» الذي عرض للنقاد اللبنانيين قبل أيام وخرجوا يوم أمس الخميس يعلنون إعجابهم به. في مصر يحط «حياة باي» (محاطا بإعجاب كبير أيضا) في المركز الثاني بعد الفيلم المصري «على جثّتي».

بين الأفلام

بروكن سيتي Broken City إخراج: ألن هيوز

أدوار أولى: مارك وولبرغ، راسل كراو، كاثرين زيتا - جونز تقييم الناقد: (3*) (من خمسة).

عروض: دولية «إنه ظرف خطر» تقول كاثرين زيتا - جونز لمارك وولبرغ بعدما اكتشف خيانتها المشينة لزوجها.. مع فارق أنها لا تعتبرها مشينة بل تقول له في مشهد سابق: «أنت لا تفهم الصورة». ومارك وولبرغ جيد جدا في تشخيص رجل لا يفهم الصورة كاملة بل يتدرّج الفهم لديه حتى إذا ما سطعت شمس المعرفة أدرك في أي وضع صعب هو فيه.

راسل كراو هو محافظ المدينة المحبوب والمثير للجدال في الوقت ذاته. يذكّر المواطنين بأنه قدّم خدمات جليلة لمدينة نيويورك. يذكّر بخطابه ذاك كل خطاب أورده سياسي حقيقي من بلومبيرغ إلى جيولياني ومن قبلهما كوتش. على الرغم من ذلك تدرك في ثنايا اللقاء الأول بينه وبين التحري الخاص مارك وولبرغ أن وراء ابتسامته اللطيفة شخصية وثّابة. تدرك ذلك لكن التحري لا يعرف شيئا بعد. كل ما هو مطلوب منه هو أن يعرف مع من تخون زوجة المحافظ زوجها. لكن عوض أن تكون هذه المعرفة الغاية النهائية للبحث، تتبدّى كبداية لفصل أخطر يتعرّض هو، قبل سواه، لخطورته.

هذا هو الفيلم الأول منفردا لآلان هيوز، الذي عمل سابقا مع شقيقيه على تقديم بضعة أفلام جيّدة، ولو على نحو متفاوت آخرها كان «كتاب إيلي» وقبله «من الجحيم». ومثل بعض سواه، يسعى المخرج لتقديم «فيلم نوار» شائك قائم على دخول علاقات لشخصيات فوق مستوى الأرض التي نعيش عليها وانعكاس ذلك على التحري البسيط الذي يتم جلبه لحل ليجد نفسه وقد صار جزءا من المشكلة.

أحدهم يسأل في الفيلم: «هل ما زال التحريون الخاصّون موجودين في الحياة». الحقيقة أنهم موجودون، ليس بالكتابة الرومانسية التي أنجزتها أعمال رايموند تشاندلر ولا بالبطش الذي عرفته كتابات ميكي سبيلان ولا طبعا بصياغات أدباء مطلع القرن الماضي، لكنهم موجودون. ما هو غير موجود جمهور يكترث لهم. لذلك، لا يهم كم «مدينة مكسورة» جيّد في منحاه وأسلوبه وقضيّته، كل ما يعرضه يفضح حب مخرجه لعالم أصبح في قاع الحياة وليس فوقها.

رغم ذلك، لا يمكن للمرء نقد فيلم بناء على متغيرات الزمن، أو لوم مخرج يعيش في الماضي ويحلم به، خصوصا إذا ما كان الناقد يعيش أيضا في الماضي ويحلم به. لذلك حين يتابع المرء توالي المفاجآت المكتوبة في سيناريو جيّد (العمل الأول للكاتب برايان تاكر) من الممكن أن يتجاوز مشكلة تأقلم الموضوع مع الحياة المعاصرة متلقّفا - كتعويض - الحديث عن فساد الأشخاص والمؤسسات على حد سواء.

المشكلة الأساسية، من ناحية فنية صرفة، تكمن في أن الفيلم يستجيب لدواعي الحكاية أولا غافلا التوقف جيّدا عند النواحي الدرامية. لذا يبدو الفيلم بلا جوهر أو صلب حسّاس. لمن شاهد أفلاما سابقة من هذا النوع يعلم أن الكثير منها، لجانب طرح مواضيع تتعلّق بفساد الذمم (الذي هو ليس أمرا جديدا أبدا)، لديه قدرة على التنقيب في الشخصيات بحثا عما ليس ظاهرا. وهذا غائب هنا للأسف.

شباك التذاكر

هنسل وغريتل شخصيّتان تبحثان عن السحرة لقتلهم لكنهما ليسا بحاجة للبحث عن جمهور فهو مقبل بوفرة واضعا فيلما عاديا فوق الريح. فيلم «باركر» البوليسي - العاطفي يحط خامسا وفيلم كوميدي ركيك بعنوان «فيلم 43» ينجز وضعا ركيكا أيضا (السابع).

1 (-) Hansel & Gretel: Witch Hunters: $18,840,157 (1*) 2 (1) Mama: $12,766,190 (2*) 3 (3) Silver Linings Yearbook: $10,101,225 (3*) 4 (2) Zero Dark Thirty:

$9,825,400 (4*) 5 (-) Parker: $7,147,629 (2*) 6 (7) Django Unchained:

$5,005,717 (4*) 7 (-) Movie 43: $4,988,320 8 (4) Gangster Squad: $4,802,520 (2*) 9 (5) Broken City: $4,222,062 (3*) 10 (8) Les Miserables: $3,805,040 (3*)

سنوات السينما 1931 |

القاتل «ميم» M هو عنوان الفيلم الذي أخرجه الألماني فريتز لانغ وفيه نتعرّف على مجرم (بيتر لوري) اعتاد خطف البنات والاعتداء عليهم. وهو يحمل على سترته من الخلف حرف «م» من دون أن يعلم. والبوليسي يسعى لمعرفته بالطبع لكنه يتّكل على صغار المجرمين واللصوص القابعين في قاع المجتمع لمساعدتهم على ذلك. مثل أفلام ألمانية أخرى خرجت ما بين الحربين الأولى والثانية يقف الفيلم كعاكس لمجتمع مضغوط عليه. يقبع تحت ملامح غامضة غير معروفة.

هو أيضا فيلم جيّد جدّا لدارسي السينما. مخرجه أمّ كتابة السيناريوهات سنة 1914 ومع نهاية العقد الأول من القرن العشرين أصبح مخرجا. حقق فيلمين آخرين بعد هذا الفيلم في ألمانيا، ثم واحدا في فرنسا قبل لجوئه إلى هوليوود حيث فتح صفحات نجاح أخرى.

الشرق الأوسط في

01/02/2013

 

"المستحيل":

الفيلم الذى يخاطب حواسك الخمس

إسراء إمام* 

عادة عندما تشاهد أفلام الكوارث الطبيعية تلمس تلك المعادلة التقليدية التى تتعثر بعناصرها تباعا بين المشاهد، مثل التفانى فى ابراز لقطات الدمار والخراب والمراهنة على الدفع بتقنياتها إلى الذروة لتخلب الألباب وتعمى الأبصار أحيانا عن القيمة السينمائية المٌقدمة إليك وسط كل هذه الجلبة الرخيصة مثلما حدث فى أفلام من عينة "2012 " و"يوم الاستقلال" و "ما بعد غد".

أما فيلم "المستحيل" The Impossible وبغض النظر عن أنه مأخوذ من قصة حقيقية فهو يميل بك على ضفة الواقع قليلا ، لا يسهب فى مغالاة الوحشية الشكلية للمشاهد التى يضرب فيها الفيضان أرض بلد قررت أسرة أمريكية قضاء عطلة لطيفة بها، وإنما يتعمق فى تكثيف الإحساس النفسى الشديد البشاعة فى لحظات كتلك.

نحن مثلا نرى لقطة مروعة لإحساس الأم وهى فى قلب موجات الفيضان. لا ترى أنت شيئا بينما تستمع إلى ما تستمتع هي إليه من صوت المياه الذى ينقطع أحيانا ويتلاشى ليعود مرة أخرى مع صورة قاتمة مظلمة لا تبلث أن تظهر ومن ثم تختفى بدورها من جديد ، حينها يتجسد لك فرط معاناة اللحظة فلا تحتاج لأي خدع جرافيكية مصطنعة تنقل إليك هول المأساة وفجاعتها.

من بعدها تتابع رحلة الأم مع ولدها الذى تلاقيه مصادفة بين الأمواج. وعلى نفس الوتر يدق المخرج خونا أنطونيو بايونا Juna Antonio Bayona فهو يجسد لك المعاناة الانسانية فى شعورهما معا بعد أن تيقنا من أن البقية الباقية من العائلة تحت أنقاض الفيضان، إحساس فطرى يداهمك بالإنفعال والمؤازرة تجاه ما تراه بعينيك من دون أن يجتر صناع الفيلم انسانيتك جبرا.

حوار قليل، والصورة هى التى تقص عليك الأحداث وتبث لك قبلها المشاعر فى ايقاع متماسك ومعالجة محكمة، ينقسم فيها النصف الأول تقريبا من الفيلم لينقل لك خطوات الأم مع ابنها الأكبر وحثِها له على إنقاذ طفل صغير استمعا إلى صوته من بعيد. ورغم اعتراض الإبن فى البداية لأن ذلك سيخل بوقتهما إلا أنه يذعن فى النهاية لرغبة أمه ، يتسلق ثلاثتهم شجرة عالية تحسبا لمجىء ضربة أخرى من الفيضان وإثر آهات الأم الجريحة وهى تعتلى بصعوبة الفروع ترى الطفل الصغير الذى اصطحباه معهما يربت على شعرها وذراعها فى حنو بالغ يلطّف من فجاجة آلامها هى ومن توترك أنت جراء كل ما يحدث.

مشاهد مكتوبة بعناية

أقل مشاهد فى الفيلم مكتوبة بعناية ومُتضمنة تفاصيل تخدم الدراما الصامتة التى تحدث وتحافظ عليك داخل الايقاع باحكام، ففى وقت تطلب فيه الأم من ابنها وهى على سريرها بالمستشفى المزدحمة بضحايا الفيضان أن يُقبل على تقديم المساعدة لأى منهم فإذا به يجوب أروقة المستشفى بالفعل فى محاولة لتجميع بعض الأفراد التى شتت شملها الفيضان معا مرة أخرى، ورغم تعدد المحاولات لم تنجح سوى واحدة يراقبها الولد من خلف النافذة على مبعده فيرى الأب وولده وقد وجد كل منهم حضن الآخر وفى الوقت الذى يهرول فيه فرحا ليُخبر والدته يكتشف أنها نُقلت من مكانها لينتهى به المطاف فى خيمة يُلصق علي ملابسه فيها اسمه وبياناته بين عدد غيره من الأطفال التى لم يُستدل على أهاليها. هذه النقلة النفسية القوية بين الهدوء والراحة التى تشعر بها مع الولد وهو يشاهد الطفل فى حضن والده وبين الذعر والهلع والغربة التى انتهى إليها تُحدث تباينا يدفع بحواسك كلها للتيقظ وانتظار الآتى بدون إلحاح ولا فرد عضلات.

وعلى هذا المنوال يرأف السيناريو بك فمن بعد الظلمة التى تعميك عن الرؤية أحيانا يأتى النور ليذيقك أملا جديدا فينتقل بك السرد فى النصف الثانى من الفيلم إلى الأب والولدين الباقيين لتكتشف أنهم على قيد الحياة ، وتمضى مع الأب فى رحتله وهو يبحث عن بقية الأسرة.

من اللفتات الرائعة لقطات "الفتومونتاج" التى تتوازى فيها ذاكرة الأم وقت تداهمها موجات الفيضان تفصيلا بين لقطات إجراء العملية الجراحية لها، لوهلة سيفضى بك هذا التوتر الدرامى إلى التصديق بأن الأم ستلقى حتفها.

"المستحيل" فيلم يسرد لك المستحيل بدون أية مغالاة على الرغم من انه يخاطب اكثر من حاسة تملُكلها، فيضعك فى اطار إنساني تارة وأخرى ينتشلك إلى حالة من التشويق وتارة ثالثة يجعلك شاهدا على بصريات كارثة طبيعية حقيقة، وفى رأيى هو من أفضل الأفلام المُرشحة لهذا العام.

آخر كلمتين

* اللقطة التى يجتمع فيها شمل العائلة والتى تسبقها عدة لقطات شديدة التشويق يُمكنها أن تنال من أعصابك وقدرتك على المتابعة الكثير ومن بعدها تحوز على دموعك.

* فى أكثر التفاصيل روعة إصرار الولد على إخبار والدته فى نهاية الفيلك أنه شاهد الطفل "دانيال" الذى أنقذه بامر منها فى أول الفيلم بين يدى والده سعيدا يبتسم .

* نعومي ووطس وإيوان ماجريجر وأداء الأطفال كان أكثر من ساحر.

* صحفية وناقدة من مصر

عين على السينما في

01/02/2013

 

لا أختار أدواري وفقاً لمساحتها أو نوعيتها

أحمد عز: «الحفلة» تجربة خاصة جداً

كتب الخبررولا عسران 

مع كل تجربة جديدة يحرص على الظهور بشكل مختلف شكلاً ومضموناً، ما يفسر سر تكتمه في خطواته. يطل الممثل أحمد عز على جماهيره بفيلمه الجديد «الحفلة» بمشاركة كل من محمد رجب وجومانا مراد وروبي.

يطرح الفيلم في موسم إجازة منتصف العام، ويتحدث عنه عز في اللقاء التالي.

·     في فيلمك الأخير «الحفلة» ترفع راياتك على جبهة مشاهد الحركة للمرة الأولى بشكل صريح، ما يدخلك في منافسة مع من يقدمون هذه النوعية، أليس كذلك؟

لا أنافس أياً من الممثلين الذين قدموا مشاهد الحركة، وفي مقدمهم السقا أكثر نجوم التمثيل إتقانا لهذه النوعية من الدراما بعدما أظهر مهارة وتقنية عاليين في أعماله كافة. أما على مستوى اختياري الشخصي، فتحكمني طبيعة الفيلم والسيناريو، سواء كان حركة أو رومانسياً أو غيرهما، وحينها أحدد إن كنت سأقوم به أم لا. بمعنى أدق، لا أقرر نوعية الفيلم الذي سأقدمه، والفيصل في اختياري دوماً يرجع إلى جودة السيناريو ومدى ملاءمته لي، إضافة إلى المخرج الذي سأعمل معه.

·        تعمل للمرة الثانية مع المخرج أحمد علاء، كيف سارت الأمور؟

المخرج أساس العمل الفني، فهو الذي يحدد مسار الفيلم وفقاً لرؤيته ووجهة نظره. بالنسبة إلي، كان التعامل الثاني مع المخرج أحمد علاء رائعاً، خصوصاً أن لديه فكراً كبيراً ورؤية خاصة تتعلق بتقديم المشاهد بشكل مختلف، لا سيما أن هذا الفيلم يتميز بطبيعته الخاصة، وأنا على ثقة بأن الجمهور سيرى تجربة سينمائية مختلفة عما سبق وقدمته.

·        هل قصدتم طرح إشكاليات «البورصة» عبر هذا الفيلم أم أن المسألة مجرد صدفة؟

لا يناقش الفيلم البورصة فحسب، بل الواقع الذي يعيشه المصريون في الوقت الحالي، كحالات الاختطاف في الفترة الأخيرة داخل المجتمع المصري، ولأنني أجسد دور شخص يعمل في البورصة كان من الطبيعي أن يتناول الفيلم طبيعة البورصة ومشاكلها وكل ما يتعلق بها، والتي كانت أيضاً جزءاً من أحداث الفيلم.

·        تتعامل مع محمد رجب للمرة الثانية بعد فيلم «ملاكي إسكندرية»، كيف ترى التعاون بينكما؟

محمد رجب ممثل موهوب للغاية وقد أثبت أنه ممثل متمكن، وصاحب شخصية في أدائه، وأنا سعيد جداً بالتعاون معه وأتمنى أن يتكرر، خصوصاً أن الممثل الموهوب يجعلك تشعر دائماً بأن عليك أن تخرج أقصى ما لديك من طاقة، على عكس الممثل المتواضع الإمكانات الذي ينزل بمستواك إلى أسفل. وفي الحالات كافة، لا أهتم بأن أكون أنا النجم.

·        ماذا عن التعاون مع باقي الأبطال؟

أتعاون مع جومانة مراد للمرة الأولى، وأراها صاحبة أداء مختلف للغاية، وكنت سعيداً للغاية بما قدمناه سوياً. كذلك كانت التجربة مع روبي ودينا الشربيني على قدر الثقة التي وضعها صانعو العمل فيهما، وكنت سعيداً ومرتاحاً للغاية بالتعاون معهما.

·        هل صحيح أنك تتدخل في اختيار أبطال الفيلم؟

لا يمكن أن أكون صاحب القرار في اختيار الأبطال، فهذه قضية تخص المؤلف والمخرج في الأساس. لكن لا أنفي أنه قد يكون لي رأي استشاري، أو بتوصيف أدق مجرد اقتراحات أقدمها لهم، في إمكانهم الأخذ بها أو رفضها، ما يعني أنني لا أختار طاقم الفيلم الذي أشارك فيه.

·        لماذا توافق على تقديم البطولة الجماعية، وهل ما تمر به صناعة السينما هو السبب؟

لم لا تكون البطولة جماعية؟ فالفيلم الجيد تحركه أحداث مصاغة بشكل جيد، وتلك تدفع من يتصدى لها إلى بذل أقصى ما لديه من جهد لتحقيق النجاح. وكما أشرت سلفاً، الممثل الجيد أمامك ينعكس عليك إيجاباً، لذلك تسعدني دوماً المشاركة بتجارب على هذا القدر من الثراء.

يحدد السيناريو الأبطال، فثمة سيناريوهات تحتمل أكثر من بطل وسيناريوهات أخرى تتطلب بطلاً واحداً. بالتالي، الأقاويل حول أن حال صناعة السينما هي ما يدفعنا إلى البطولات الجماعية لا أراه منطقياً، لأن موضوع الفيلم يحدد البطولة الجماعية من البطولة المطلقة، والدليل فيلم «المصلحة» الذي شمل عدداً كبيراً من النجوم.

·        هل وقعت خلافات بينك وبين السقا بسبب ترتيب الأسماء في «المصلحة»؟

الأخبار كافة التي ترددت لم تكن صحيحة على الإطلاق، وعلاقتي بالسقا تتعدى الزمالة فهو بالنسبة إلي في مكانة شقيقي، فكيف أختلف معه على ترتيب الأسماء؟ فضلاً عن ذلك، لم يأتِ الفيلم مصادفة بل بعد رحلة طويلة حاولنا خلالها البحث عن سيناريو يناسبنا، أي أننا اخترنا أن نتواجد معاً.

فجر يوم جديد: صانع الظلام

كتب الخبر مجدي الطيب 

أمر طيب أن يعترف الشاب تامر إبراهيم، كاتب سيناريو فيلم «على جثتي» من بطولة النجم أحمد حلمي، عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» بأن الفيلم «مسروق» من فيلم الخيال العلمي الكوميدي الرومانسي الأميركي Just like Heaven (2005)5 من بطولة ريز ويزرسبون ومارك روفالو وإخراج مارك ووترز، لكنه بدا مثيراً للشفقة عندما قال إن الكلمة الأدق هي «مستوحى من»، ثم استدرك بأنه «ليس ضد الاقتباس»، وكالغريق الذي يتعلق بقشة راح يتمسح بالمخرج الأميركي الكبير مارتن سكورسيزي فاتهمه بأنه «حصل على أول «أوسكار» في حياته عن فيلم مقتبس»!

لم يكن إبراهيم مثيراً للشفقة فحسب، بل غريقاً بالفعل، عندما أراد أن ينفي عن نفسه التهمة فكشف عن جهل صارخ باتهامه المخرج الكبير مارتن سكورسيزي أنه اقتبس فيلمه الأول؛ فالفيلم الذي يُشير إليه وعنوانه بالإنكليزية The Aviator 2004)4) أو «الطيار»، حسب العنوان التجاري، هو أحد الأفلام التي تنتمي إلى السيرة الذاتية، كونه يتناول حياة البليونير الشهير هوارد هيوز، الذي جسد شخصيته ليوناردو دي كابريو، ويرصد الفترة من آواخر العشرينيات حتى مطلع الخمسينيات، التي عمل فيها في الشركة التي ورثها عن أبيه، وتخصصت في إنتاج معدات الصناعات البترولية، ثم انتقل إلى إخراج الأفلام الهوليوودية وإنتاجها، وتطوير الطائرات واختيارها، وعُرف عنه حبه لمواعدة أجمل نساء هوليوود.

ثمة فارق كبير لم يفطن إليه إبراهيم، بين «الاقتباس» واستلهام «السيرة الذاتية»؛ فالفعل الأول يمثل جريمة اعتداء على حقوق الملكية الفكرية، في حال عدم الإشارة إلى مصدر الاقتباس، بينما يمكن استلهام «السيرة الذاتية» بعد الاتفاق مع الورثة أو مرور عدد من السنوات يسقط بعدها حق الورثة في احتكار الراحلين من المشاهير، لأنهم يتحولون وقتها إلى شخصيات عامة، وليس «تركة» أو «كنزاً» يتاجر بهما الورثة!

اللافت أن تامر إبراهيم أكد أنه نوه إلى اسم الفيلم الأجنبي الذي استوحى منه أحداث فيلمه الأول «على جثتي» على غلاف السيناريو، لكنه لم يبرر أسباب عدم الإشارة إلى هذا في «تترات» الفيلم، ولم يكن موفقاً عندما أقر بأن النقل عن أفلام أخرى «لا ينتقص من الفكرة، لأن توارد الأفكار وارد، والتيمات أيضاً»!

هنا استعيد سراً مثيراً خصني به السيناريست الشاب وليد يوسف (مؤلف مسلسل «الدالي»)، في محاولة من جانبه لتبرئة نفسه، بعدما اتهمته بأنه غرر بمشاهدي فيلمه الأول «ليه خلتني أحبك» (2000) من بطولة منى زكي عندما أخفى اقتباسه من الفيلم الأميركي My Best Friend's Wedding 1997)7)، الذي عُرض تجارياً تحت عنوان «أعز صديقاتي» من بطولة جوليا روبرتس، فأكد لي أنه أشار إلى الحقيقة بالفعل في السيناريو الذي كتبه، غير أنه فوجئ بالرقيب يُطالبه بألا يُقدم على خطوة من هذا القبيل، وإلا صار على الشركة المنتجة للفيلم أن تُسدد حقوق الملكية الفكرية للشركة الأميركية المنتجة ولمؤلف الفيلم نفسه، فما كان من الشركة المنتجة للفيلم المصري سوى أن تجاهلت الإشارة إلى المصدر الأجنبي!

«توارد الأفكار أمر عادي ومسموح به تماماً في الدراما»، مقولة أخرى كررها تامر إبراهيم مؤلف المجموعة القصصية «حكايات الموتى» في أحد أحاديثه الصحافية، والإلكترونية الكثيرة التي أدلى بها عقب عرض فيلمه الأول «على جثتي»، وكل ما أخشاه أن تُصبح حجة يستمرئ بعدها «السطو» على أفكار الآخرين، والنقل عن الأفلام الأجنبية، بذريعة أنه حق مشروع أو «توارد خواطر»، مثلما فعل عندما أنكر في حديثه إلى «الجريدة» مشاهدته للفيلم الشهير «بابا أمين» (1950) من إخراج يوسف شاهين، رغم تماثل الفكرة الخيالية التي تدور حول موظف يعود من حلمه «الكابوسي»، الذي يتخيل فيه أنه مات تاركاً عائلته في مواجهة محنة مالية طاحنة، ومحاولات للتغرير بابنته المراهقة، ويعود من الموت الذي تحول في فيلم «على جثتي» إلى غيبوبة، في صورة «شبح»، ليراقب الموقف المتردي، ويتأسى على ما وصلت إليه أحوال عائلته!

«صانع الظلام» إحدى روايات الرعب التي تخصص فيها تامر ابراهيم، الذي بدأ في نشر أعماله عام 2000، وتفرغ تمامًا للكتابة بعد تخرجه في كلية الطب في جامعة عين شمس عام 2003، حتى أصبح أحد أفضل كتاب روايات الرعب في العالم العربي، قبل أن يتجه إلى كتابة سيناريو فيلمه الروائي الطويل الأول «على جثتي»، الذي عانى مشاكل جمة، أرجع بعضها إلى المخرج، ويتحمل مسؤولية بعضها الآخر. غير أن ما يطمئن في الأمر أنه لم يُكابر أو تأخذه العزة بالإثم، واعترف أنه تعلم من التجربة كثيراً، واستفاد مما كُتب عنه، وهي بداية طيبة تؤكد أن إبراهيم سيتجاوز عثرته، ولن يكون في السينما «صانع الظلام».

ثورة 25 يناير لم تكتمل واقعياً وسينمائياً 

كتب الخبرهند موسى 

اهتم صانعو السينما في مصر برصد ثورة 25 يناير عبر عشرات الأفلام، ورغم اتفاقهم في مناقشة الحدث إلا أنهم اختلفوا في المعالجة، فما أوجه هذا الاختلاف؟ هل استطاع هؤلاء التعبير عنها كحدث شامل أم ينتظرون تحقيق أهدافها لعرضها كاملة؟ وما أبرز الصعوبات التي واجهتهم؟

في «الشتا اللي فات» يناقش المخرج ابراهيم البطوط قضية التعذيب التي تعرض لها بعض المتظاهرين وتأثيرها في نفوس النشطاء من خلال رصد آرائهم على مواقع التواصل الاجتماعي، موضحًا أن الفيلم يتجنب الحديث عن الثورة بشكل مباشر، بل يعرضها في خطّ متواز من القصص التي تحدث للشخصيات الرئيسة الثلاث، ذلك بداية من 2009 فترة الحرب على غزة وخروج الشباب في تظاهرات تضامنيّة معها من بينهم: مهندس ديكور (عمرو واكد)، ما يعرضه للتعذيب على يد ضابط أمن دولة الذي يتم الانتصار عليه في نهاية الفيلم مع انطلاق الثورة.

يضيف البطوط أن ميدان التحرير جمع أبطال الفيلم فقرروا تقديم عمل عن الثورة، من هنا تضمنه قصصًا حقيقية، أضيفت إليها ضرورة درامية لتتماشى الأحداث مع العرض السينمائي الذي يستمد روحه من الواقع ولا ينقله كما هو.

 يلفت إلى أنه حاول ابتكار حوار خاص بكل شخصية من خلال الارتجال الذي يعتمده الأبطال بعد معرفتهم لما يدور في ميدان التحرير ثم إعادة بلورته، رافضًا وضع نهاية لأفلام الثورة لأن الثورة لم تكتمل بعد.

تغيير آتٍ

في «مولود في 25 يناير» يهتمّ المخرج أحمد رشوان بالأحداث التي وقعت بعد 18 يوماً من قيام الثورة من بينها: الاستفتاء، التحول في موقف المجلس العسكري، فض الاعتصامات بالقوة والمحاكمات العسكرية... منطلقًا من تنحي الرئيس مبارك، ومعتمدًا أسلوب حوار يقترب من المشاهد.

ارتأى رشوان أن تتوقف نهاية الفيلم يوم 27 مايو، إذ نودي فيه بالدولة المدنية وسط رفض التيارات الدينية، وبمشهد ولادة أطفال في أيام مختلفة من الثورة، في إشارة منه إلى أن هذا الجيل لن يصمت وسيحدث التغيير على يديه.

بدوره يهتم المخرج أحمد سوني في فيلم «18 يوم في مصر» بعرض وجهة نظر سينمائيين شاركوا في الثورة، معتبراً أنه أول فيلم وثائقي يعرض آراء هؤلاء الفنانين الذين غالبًا ما يكتفون بنشرها في الصحافة ووسائل الإعلام. يرصد الفيلم هذه المشاركات من خلال 23 شخصية سينمائية من بينها: المخرج علي بدرخان، المنتج محمد العدل، الممثلة نهى العمروسي، المخرج عمرو عابدين...

الأحداث التي شهدها شارع محمد محمود على مدى خمسة أيام ووقوع شهداء تشكل محور فيلم آخر لأحمد سوني بعنوان «عيون الحرية... شارع الموت»،  حيث يبرز الأسلوب الدموي الذي تعاملت فيه الشرطة  مع المتظاهرين.

يرى سوني صعوبة تقديم عمل كامل عن الثورة لأنها ما زالت مستمرة، لذا يعكف على تقديم فيلمين آخرين عن أحداث وقعت فيها: «بروفة ثورة» الذي يتناول أحداث ما قبل الثورة وصولاً إلى قصر الاتحادية، و»جيكا... حلم الثورة المصرية» الذي يعرض قصة الشهيد الشاب جابر صلاح جيكا.

يعتبر سوني أن أهم ما يميز أفلامه تركيزها على فكرة حقوق الإنسان من خلال تصوير كمّ الإهانات والمصابين والموتى الذين راحوا ضحية دفاعهم عن بلدهم.

أنا والأجندة

بعد معايشة المخرجة نيفين شلبي لمواطنين أصحاب حقوق مهدورة في مجالات مختلفة قررت أن تعكس اعتصاماتهم في عمل سينمائي بعنوان «الشارع لنا»، عرضت فيه نماذج من الفلاحين الذين يتم تهجيرهم من أراضيهم بالقوة لصالح مافيا الحكومة أو الشرطة، كذلك اعتصامات موظفي الضرائب العقارية، مقتل خالد سعيد والتصعيد الذي رافقه على المستويات كافة، انتهاء بقيام ثورة 25 يناير.

توضح شلبي أنها بعد مشاركتها في الثورة المصرية كمواطنة أغضبها مصطلح «الأجندة» الذي استخدمه بعض السياسيين في  مواجهة تظاهرات المصريين في ميدان التحرير، والادعاء بأن هؤلاء حصلوا على تمويل أجنبي، ما دفعها إلى تصوير فيلم ثان بعنوان «أنا والأجندة».

حول الصعوبات التي واجهتها تشير إلى أنها خشيت فقدان بطاقة الذاكرة الخاصة بالكاميرا التي تحوي صورًا وفيديوهات بذلت مجهودًا في التقاطها، معتبرة أن عدم ظهور أي من نتائج الثورة سبب رئيس لعدم توافر أعمال سينمائية تتناول هذا الحدث العظيم باعتباره كاملا، مؤكدة أن ثمة تطورات تقع يوميًا، لذا من الصعوبة بمكان تصوّر نهاية للثورة في الأفلام في ظل إصرار الثوار على استمرارها بمبادئها كافة.

تحت السيطرة

اكتفت المخرجة الجزائرية سهيلة باتو بأحداث يوم 28 يناير لعرضها في فيلم «صباح الخير يا مصر»، لأنه نقطة انطلاقة الثورة المصرية في رأيها، ولا يستطيع أحد ذكر هذا الحدث من دون التوقف عنده.

لفتت باتو إلى أن غياب سيناريو محدد للفيلم زاد من صعوبة التصوير، خصوصًا أنها كانت تلتقط صورًا بشكل يومي في مواقع مختلفة ولا تدري على أي نحو ستكون النهاية، وقد ساعدها في ذلك الشباب في ميدان التحرير.

تضيف باتو أنها حرصت على إظهار الشعر الأبيض في الميدان بعدما زعم كثر بأنها ثورة الشباب وحدهم، لذا تحدثت إلى المسنين من الرجال والنساء للتأكيد على دورهم فيها.

بدوره يرصد المخرج هاني فوزي في فيلمه «تحت السيطرة» (إنتاج 2011) أحداث السنة التي سبقت الثورة في الإسكندرية، من خلال عرض أحوال الطبقة الفقيرة والمتوسطة والأزمات الاجتماعية التي مرّت بها وأدت إلى ثورة الشعب، مشيرًا إلى أنه استوحى العنوان من ترداد المسؤولين عبارة «تحت السيطرة» عند سؤالهم في الإعلام عن الأحداث الجارية في البلد.

الجريدة الكويتية في

01/02/2013

 

 

المصرية في

01/02/2013

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)