حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

حاتم علي‏:

‏لا وجه للمقارنة بين المنتقم والدراما التركية

أجري الحوار‏:‏ أحمد سعد الدين

 

كثير من المخرجين العرب لهم تجارب فنية في مصر تبدو في مجملها مغايرة لما هو سائد في الدراما المصرية علي مستوي المعالجة والتكتيك والتصوير‏, بعض منها حقق نجاحا محدودا والبعض الآخر مر مرور الكرام, لكن يبقي للمخرج السوري' حاتم علي' بريق خاص عند الجمهور المصري الذي تابع أعماله السابقة يشغف شديد كما جاء في' التغريبة الفلسطينية',' ملوك الطوائف' ومن قبلها' صلاح الدين الأيوبي' و'الزير سالم'و' صقر قريش' ومرورا بـ' الملك فاروق'الذي كان جواز مروره لقلوب المصرين ثم من بعده في رمضان الماضي قدم مسلسل' عمر بن الخطاب' الذي كان له السبق في ظهور الخلفاء الراشدين علي الشاشة لأول مرة في التاريخ, وأخيرا تجربته الجديدة في مسلسل' المنتقم' الذي يذاع حاليا علي إحدي الفضائيات ويلعب بطولته عمرو يوسف وحورية فرغلي وسامح الصريطي ومحمد أبو داود.
وتعدت حلقاته الــ120 بمثابة محاكاة عربية جديدة للمسلسلات الأجنبية, ما جعل البعض يربط بينه وبين المسلسلات التركية, ومن هنا إلتقت' نجوم وفنون'حاتم علي هامش المؤتمر الصحفي الذي أقامته أسرة المسلسل بمناسبة إنتهاء التصوير الأسبوع الماضي, وبدقة متأنقة كعهده دائما جاءت ألفاظه عما يقصده وبدت كلماته نابضة بالحيوية والحضور, وتلك صفة من يكره أساليب اللف والدوران ولا يتعاطي مع الدبلوماسية ولا يخشي خوض غمار الحقيقة مهما كانت مرارتها, ومع ذلك لا يميل إلي المصادرة في الحديث بقدر ما يعشق المواجهة التي يراها دائما كاشفة للجوهر الحقيقي للناس كما يبدو من السطور القادمة.

·     اختيارك مسلسل' المنتقم' بعد' الفاروق عمر' كان بمثابة مفاجأة أو صدمة للجمهور.. ألا تشعر بذلك ؟

الموضوع ليس اختيار مسلسل بعد آخر, وإنما هناك عمل يحمل قضية معينة تثير بداخلي تحديا خاصا في كيفية تقديم هذا العمل وخروجه بشكل مختلف عن العمل الذي سبقه, لذلك لا يوجد بين العملين أي تشابه, فالأول مسلسل ديني يدور في فترة زمنية بعيدة ويظهر الصحابة المقربين لأول مرة علي الشاشة وقد انتهيت من تصويره منذ أكثر من عام كامل, بعد ذلك فكرت في تقديم عمل اجتماعي تدور أحداثه في الوقت الحالي ويحمل بداخله قضية مهمة حول فكرة الانتقام, وهل يستطيع الشخص المنتقم أن يسير علي وتيرة واحدة أم لا.

·        لماذا لم تنتظر حتي تعرض هذه التجربة أو المسلسل في رمضان ؟

القصة لا تصلح للعرض الرمضاني, وشركة الإنتاج أرادت عرض الحلقات الــ120 متتابعة يعني سوف يظل المسلسل يعرض لمدة أربعة شهور متواصلة, لذلك فضلنا عرضه في توقيت آخر يستوعب هذا العدد الكبير من الحلقات, أضف إلي ذلك أن شهر رمضان أصبح به تخمه من الأعمال الدرامية التي يصعب علي المتفرج متابعتها في وقت واحد, وعلينا أن نصنع مواسم أخري تستوعب الأعمال الأخري, وتوفر لها نسبة عالية من المشاهدة.

·        هناك من يري الجانب السلبي في المسلسل وهو فوز المنتقم علي طول الخط ؟

ليس من واجب الدراما أن تقدم الصورة الوردية للمجتمع فقط, وإنما قد تضع يدها علي بعض السلبيات وتعرضها بشكل مختلف حتي ينتبه المجتمع للظواهر الموجودة به ويعمل علي إصلاحها, والمسلسل به خطوط درامية عديدة لكن الخط الرئيسي يشير إلي أن الانتقام لا يمكن أن يكون الخلاص لأي شخص لأنه لا يصح إلا الصحيح, لذلك ستجد في نهاية المسلسل أن القانون هو المنتصر, ليس لأنه الحق وإنما لأن من سمات المجتمع الأساسية هي الاتفاق علي القيم الإنسانية التي تنظم التعامل بين الشعوب.

·        هناك من يري تشابها بين هذا المسلسل نظرا لطول حلقاته وبين الدراما التركية ؟

أعتقد أن هذا الربط جاء بسبب عدد الحلقات الكثيرة التي تقدمها الأعمال التركية مؤخرا, مما جعل البعض يقول أن هناك تشابها رغم اختلاف الموضوعات التي نتناولها في المسلسل المأخوذ عن رواية فرنسية تم تعريبها, لكن المشكلة الكبري تكمن في أن العالم العربي مصاب بآفة النسيان فنحن لم نتعلم الدراما من الأتراك, بل كانت لنا أعمال كبيرة ورائدة بأجزاء عديدة فعلي سبيل المثال من يتذكر مسلسل' ليالي الحلمية' يجد أنه قدم ما يقرب من150 حلقة علي خمسة أجزاء, والفارق الوحيد في أن المسلسل تم تصويره علي5 أو6 سنوات, لكن تطور الزمن جعلنا نصور120 حلقة في عام كامل, وعن نفسي أعتقد أننا لابد أن نقاوم الغزو التركي بأعمال جيدة حتي يعود المشاهد العربي إلي ثقافته مرة أخري, فالدراما التركية نفسها نهجت نفس طريق الأعمال الأمريكية والمكسيكية والأرجنتينية, ونحن لنا طابعنا الخاص وموضوعاتنا التي تتناسب مع ثقافتنا, لذلك لابد من التركيز علي عودة المشاهد العربي إلي حضن الأم مرة أخري.

·     تعودنا علي وجود مخرج واحد للعمل لكن وجدنا عددا من المخرجين بجوارك كيف تم التنسيق بينكم ؟

المسلسل يعتبر شكلا جديدا علي الدراما العربية لأنه من الأنواع الدرامية الطويلة, لذلك فكرنا في عمل فريق إخراج متعدد يعمل تحت إشرافي وهذا شيء متعارف عليه في الخارج, حيث المسلسلات الطويلة يتناوب علي إخراجها عدد كبير من المخرجين وقد يصل معدل التصوير إلي حلقة لكل مخرج, لكننا اكتفينا باثنين فقط, هما' علي محيي الدين وأحمد فوزي', لكن كان التحدي الأكبر في كيفية ظهور الحلقات بشكل واحد بحيث لا يشعر المشاهد معه بتغير, وقد استدعي ذلك وضع رؤية إخراجية واحدة تم الإتفاق عليها بيننا ثم بدأت أنا التصوير وجلسا الإثنان بجواري في الأسبوعين الأولين, ثم بدأ كل واحد منهما في شق طريقه في الحلقات بعد ذلك, ولا أنكر أن لمسات كل مخرج كانت واضحه في بعض اللقطات وهذا شيء طبيعي لكن المحصلة جاءت ممتازة في النهاية.

·        لماذا طالبت في وقت سابق بدبلجة الأعمال العربية بلغات مختلفة؟

نحن أبناء وطن واحد ولدينا لغة مشتركة ونمتلك كثيرا من العادات والتقاليد بل التاريخ المشترك أيضا, لذلك عندما نجد عملا جيدا في المغرب أو في مصر أو في سوريا يسارع المشاهدين من جميع أنحاء الوطن العربي لمتابعته ويساعده في ذلك أن اللغة العربية مفهومة للجميع ولم يكن المشاهد العربي يتابع الأعمال الأمريكية والأوروبية لعدم إلمامه الكامل باللغات الأخري, لكن خلال السنوات الماضية ظهرت علي السطح موضة جديدة وهي دبلجة المسلسلات المكسيكية وأعمال أمريكا اللاتينية باللغة العربية, إلي أن جاءت الأعمال التركية التي تعتمد علي جمال الصورة والحديث عن فترات زمنية مختلفة ومناقشة مشكلات اجتماعية معقدة فانتشرت بسرعة بعد دبلجتها ودخلت جميع البيوت العربية, وهنا يظهر علي السطح سؤال مهم وهو لماذا لا يتم دبلجة أعمالنا العربية وتصديرها لتركيا ودول أوروبا في إطار التبادل الثقافي بين الوطن العربي وبينهم ؟ ولماذا نظل دائما رد فعل ولا نفكر في المبادره بفعل جديد؟ علي الأقل سنفتح أسواقا جديدة, وننشر ثقافتنا العربية بقيمنا وعادات مجتمعاتنا ليتعرف عليها المشاهد التركي والأوروبي.

·     في النهاية: ما رأيك فيما يحدث في الشارع العربي الآن وهل تستطيع الدراما معالجة ذلك من خلال المسلسلات ؟

الشعب العربي لديه كل الحق في البحث عن الحرية والمتابع للثورات العربية يجد أن من قام بها هم شباب في بداية حياتهم يحلمون بحياة كريمة ويمتلكون القدرة علي التغيير وهذا حقهم, فالتاريخ دائما ما يعطينا أمثلة خاصة في فترات زمنية متباعدة, فمثلا ثورة يوليو بقيادة جمال عبدالناصر كانت في منتصف القرن الماضي لكنها غيرت من تاريخ المنطقة وأحيت الأمل عند الشعوب العربية التي غيرت كثيرا من أنظمتها, لكن خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات حدث خمول للشعوب العربية إلي أن جاء جيل آخر يستطيع حمل الراية مرة أخري وما يحدث حاليا هو حق مشروع, أما بالنسبة للدراما فحتي الآن الثورات لم تكتمل بمعني أنها لم تحدث التغيير المطلوب, وهناك سخونه واضحة في قلب الساحة السياسية علي مستوي الوطن العربي كله, لذلك فمن الممكن أن تناقش الدراما بعض الأسباب التي أدت لقيام هذه الثورات, لكنها لا تستطيع أن تقدم عملا كاملا لأن النتائج لم تظهر حتي الآن, والجهة الوحيدة التي تستطيع نقل الواقع حاليا هي السينما الوثائقية لأنها تنقل حدثا ولا تنظر للنتائج بشكل عام.

أحمد عز‏:‏

حزني علي البلـد ســرق فرحتـي

محمود موسي  

واحد من النجوم الشباب القلائل الذين تحصد أفلامهم الملايين في أيام معدودات‏,‏ ليس لوسامته فحسب أو أنه واحد من نجوم الصف الأول‏ ولكن بقدر ما يبذل من طاقة هائلة للحفاظ علي الاستمرار في النجاح, ونتاج موهبة تربت في كنف نوعية من الأفلام التي تخاطب جيله من الشباب الطامع نحو الرومانسية تارة, وأخري نحو أفلام الحركة الأكشن التي تحتاج للياقة بدنية وقدرة علي الإقناع في قوالب سينمائية محببة.

إنه أحمد عز الذي برع في ضبط الحركة والإيقاع بحنكة وخبرة واضحة في فيلمه الجديد الحفلة الذي يشاركة بطولتة النجوم محمد رجب وجومانا مراد وروبي ومن تأليف وائل عبدالله وإخراج أحمد علاء الديب, والذي ثبت أقدامة كواحد من نجوم السينما المصرية ذهب بكامل ارادته الي مدرسة الافلام التي تعيش في ذاكرة الناس, وليس إلي أفلام الوجبات السريعة التي تنتهي بخروج المتفرج من صالة العرض ولهذا فهو يحرص علي أن تعيش افلامه بمضونهاالجيد وأحداثهاالمثيرة وجديتها في عرض القضايا عبر قصص تلمس مشاكل الناس, وهو مابدا واضحا في فيلم الحفلة والذي يناقش قصة خطف زوجتة بعد ثورة يناير وما ترتب علي ذلك من انفلات وحدوث شروخ وتصدعات في وحدة الشارع المصري.

وهنا يقول: كلنا نعاني من حالة الاضطراب وهناك مآس يومية كثيرة مست المجتمع جراء الاضطرابات, ورغم ذلك فإن الجمهور المصري يحب الحياة وعشقه للفن يظل في وجدانه رغم كل الظروف والدليل أنه ذهب للسينما في عتمة الأحداث المؤسفة, والحمد لله أن الفيلم حقق النجاح والايرادات واشاد به الجمهور, ورغم سعادتي بالنجاح إلا أنني مهموم ومكئتب وحزين بسبب الأحداث التي تشهدها بلدي الآن, وما يحدث من اضطرابات نجم عنها القتل والدماء التي سالت ضيع طعم فرحتي بنجاح الحفلة.

وردا علي سؤال حول: هل يسعي حاليا لتحقيق الإيرادات أم القيمة الفنية؟ أجاب: مع كل فيلم اقدمه أتمني ان يحقق نجاحا أكثر من الذي سبقه سواء علي مستوي الايرادات أوالاداء, لكن ما يهمني بصدق أن اتقدم كممثل من فيلم لآخر, ولهذا اختار الأفلام التي تعيش, ويكون لها تاثير في الجمهور ويعاود مشاهدته بعد10 سنوات ويجد فيها ذات المتعة والقيمة, نحن كجيل تربينا علي ما حققة نجومنا الكبار من فن عاش من زمن الأبيض والأسود التي لاتزال تحتفظ ببريقها الآخاذ رغم مرور السنين والأيام لذا أحرص أن تعيش أفلامي للأجيال تلو الأخري ولا تكون مجرد موضة بحكم انتمائي لمدرسة المتعة السينمائية الخالصة.

عن إصرارالمنتجين علي عرض الأفلام الحالية رغم الاضطرابات قال لابد أن نوجه التحية لكل منتج سينمائي يعمل ويصر علي العمل والإنتاج, ولا بد أن نشجع كل انسان تكون لديه رغبة العمل في هذا التوقيت لأن ذلك من صميم العمل الوطني, والبلد لن يتقدم الا بالعمل في كل المجالات لأن هذه بلدنا ووطننا الذي نسكنه ويسكن فينا, فضلا عن أن السينما صناعة ثقيلة كبيرة ويعمل بها آلاف العاملين البحاثين عن أكل العيش وهو مايتطلب منا جميعا التكاتف والعمل, لذلك أثمن المبادرة التي اتفق عليها النجوم الكبار من أصحاب الأجور العالية علي تخفيض أجورهم دعما لاستمرار الصناعة, فتلك مسؤليتنا جميعا لان السينما المصرية هي السينما العربية وهي التي كانت وستظل رائدة ومستمرة ولكن استمرارها لن يتحقق إلا باستقرار البلد وهو ما نتمني أن يتحقق قريبا.

وعن رؤيتة كنجم شاب في كيفية استقرار الوطن حاليا قال أحمد عز: البلد ستستقر عندما يشعر كل واحد منا أن هذه بلده, فليس من المعقول بعد ان حدثت ثورة وعلي مدي عامين يحدث هذا التراجع في كل مجالات الحياة تدهورالاقتصاد وارتفاع الأسعار وتوقف السياحة وانتهكاك حريات المبدعين, وفوق كل ذلك ظواهر غريبة علينا تصيبنا بالصدمة والحزن فكيف يقتل مصري آخاه في الوطن؟, فلم يكتب يوما أننا شعب دموي, ما الذي حدث للشخصية المصرية, و لمصلحة من كل هذه الدماء؟

وهنا أصرخ بأعلي صوتي بأني ضد أي تصنيف يقسم الوطن لأننا شعب واحد وأهل وأقارب يجمعنا الحب والوحدة علي مر الزمان, ولا يجب أن يكون الحكم والبحث عن المناصب هو الهم الأساسي, ولا يجوز أن يكون الاستحواذ منهجا وهدف فئة أو جماعة, وإنما الهدف الأسمي أن تكون مصر هي الأساس دون اقصاء, وفوق ذلك أن نحب وطننا ونتمني وتعود مصر كما كانت للجميع وبالجميع.

قبل أن يصرخ الجمهور في وجهك‏: BadLuck‏ يـابااااااااسم

محمد حبوشة  

في كتابه الشهير‏:ThePhysiologyoflaughter‏ يقول هربرت سبنسر‏:‏ إن الضحك هو مجرد فائض للطاقة الإنسانية وعلي المرء أن يجد له متنفسا ليخرج هذه الطاقة من جسده‏,‏ والطاقة الفائضة التي يثيرها الإحساس بالسرور والبهجة لابد أن تبحث لها عن منفذ من خلال الظاهرة الصوتية المتعلقة بعملية التنفس والتي نطلق عليها الضحك ومن أجل ذلك ستجد أن الثقافة الشعبية المصرية مفعمة من الناحية الفكاهية بالمواقف الطريفة بالأقوال والحكم وهي ظواهر صوتية تبدو مؤلمة تارة ومضحكة تارة أخري, ولعل ذلك يعد السبب الجوهري في أن الشعب المصري هو بالسليقة ابن نكتة ومما لاشك فيه أن' باسم يوسف' عبر برنامجه' البرنامج' قد حقق كثيرا مما أشار إليه' هربرت سبنسر' في استخراج تلك الطاقة الهائلة من قلب الأزمات الطاحنة في حياتنا المصرية الحالية, رغم مايكتنف سماء الوطن من سحابات ملبدة بغيوم قاتمة, ولعله أيضا بما يملك من حس كوميدي وقدرة علي تبسيط أعقد المواقف في جملة أو كلمة أو مشهد صغير وهو مايمكنه بالضرورة من رسم بسمة أمل علي وجوه الناس حتي صار الجمهور المصري علي موعد أسبوعي معه في الحادية عشرة مساء من كل جمعة, وهو لقاء يشبه إلي حد كبير البرنامج الإذاعي الفكاهي' ساعة لقلبك' الذي يعد من كلاسيكيات القرن الماضي والذي كان يقدمه' أبو لمعة والخواجة بيجو' ويتناوب علي كتابته ظرفاء ذلك الزمان' يوسف عوف, أحمد طاهر, أمين الهنيدي, أنورعبد الله, محمد يوسف, عبدالمنعم مدبولي, محمد يوسف' وكان علي ذات الوتيرة من الاهتمام ونفس الهدف لإسعاد الناس في أعقاب ثورة23 يوليو1952 م.

وعلي الرغم من الدقة الشديدة والمجهود الضخم الذي يبذله فريق الإعداد فإنه وللأسف الشديد حاد' باسم' عن الهدف قليلا عندما بدأ يستخدم العديد من الإيحاءات التي توصف بالإبتذال وخدش الحياء العام, فضلا عن ألفاظ وتعبيرات لم تعد تقبلها الأسرة المصرية التي كانت تعتبر' البرنامج' متنفسا أسبوعيا يعيد البسمة لتلك الشفاه المكلومة التي يشقيها التعب اليومي جراء التصريحات المحبطة والتحليلات العقيمة, ونزق السياسيين وفائض الطاقة الهائلة عند كثير من الزملاء الإعلاميين الذين ينفثون سمومهم في وجوهنا مستغلين حالة الاستلسام اللذيذ لسحر الشاشة بعد أن أصبحت الفضائيات تلعب دورا مهما في حياتنا, ونفضت عنا غبار' الوصاية' التي كان يفرضها الإعلام الرسمي. كثيرون من محبي' باسم يوسف' غيري أصابتهم الصدمة والرعب والخشية من فساد تلك' التجربة الكوميدية' التليفزيونية الوحيدة حاليا, والتي كادت ترسخ في وجدان المصريين الذين هم بالسليقة' ولاد نكتة' بل أن' النكتة' تعد من أهم الموروثات لدي الشعب المصري, والتي يجد فيها فرصة لمعارضة الحكام علي مر السنين, خصوصا أن معظم من تولي حكم مصر عبر التاريخ كان بعيدا عن معاناة الشعب الحقيقية وتفصله بطانة تعزل الشعب عن الحكام.

فالملاحظ أن الحلقات الأخيرة جنح فيها' باسم' نحو حافة المبالغة في استخدام اللفظ والإيحاء الخادش علي حساب المضمون الجيد مقلدا نجوم التليفزيون الامريكي ديفد لترمان وجاني لنو ونجون ستيورت وجيمي افلونمشاهير هذا اللون من البرامج التي تمزج بين السخرية والخروج علي المألوف في إطار كوميدي لايخلوا من بهارات حارقة.

والحقيقة أن هناك جهد مبذول في إنتاج وجبة كوميدية دسمة لها تأثيرها الفعال علي منتقديه قبل محبيه, ولولا تلك الهنات لكان يمكن له أن يتربع برنامج باسم علي عرش الضحك بجدارة, وتلك والله مهمة شاقة الآن في تلك الأرض المزروعة بأشواك السياسة القاتلة التي عصفت بحياة الناس رغم أنهم قاموا بثورة في مثل هذه الأيام قبل سنتين طامحين نحو تحقيق أبسط قواعد الإنسانية في' العيش والحرية والعدالة الاجتماعية'. ولأن أحلامهم كلها قد تسربت فيبقي من العدل المطلوب الآن أن يحافظ' باسم' علي برنامجه بقليل من البهارات حتي يظل الجمهور متعلقا بهذه البوابة المشرعة علي صناعة الأمل الأسبوعي, وذلك بالتركيز علي المواقف الدراماتيكية في حياتنا والتي تتسع لها مجلدات من كوميديا الموقف' حكومة ومعارضة' والتي يعجز عنها الخيال الدرامي والسينمائي, لكن برنامج' البرنامج' يستطيع أن يصوغها في قالب فلسفي ساخر بما يملك صاحبه من موهبة وقدرات فريق إعداده علي صناعة هذا اللون بحرفية ومهنية عالية, ساعتها سوف يصفق الجهمور بحماس أكبر مرددا'Goodluck' ياباسم.

منافسة شرسة بين نجوم هوليود الكبار في دورتــــــه الـ‏58‏

علا الشافعي  

يظل يوم توزيع جوائز الأوسكار‏,‏ واحدا من أهم الأيام في حياة صناع السينما ليس علي مستوي أمريكا فقط ولكن علي مستوي العالم‏,‏ فحفل توزيع جوائز الأوسكار يتابعه الملايين سنويا علي مختلف الشاشات, ويبدو أن المنافسة ستكون شديدة في الأفرع المختلفة للجائزة وتحديدا علي مستوي التمثيل والإخراج, وهذا ما أكدته الترشيحات النهائية للجائزة في الدورة الـ85 والتي أعلنتها' أكاديمية العلوم والفنون' هذا الأسبوع, لم تختلف التوقعات كثيرا عما ذهب إليه النقاد والمتابعون للإنتاجات الأمريكية, ومن المقرر أن يقام الحفل في لوس أنجلوس24 فبراير المقبل, وتأتي قوة المنافسة هذا العام لأنها تضم نجوما بحجم وثقل' دينزل واشنطن ودانيال دي لويس', والأخير حصل فيلمه' لينكولن' علي أعلي نسبة ترشيحات للجوائز في عدد كبير من عناصر العمل الفنية وصلت إلي12 و'روبرت دي نيرو, وناعومي واتس وهيلين هانت وآنا هاثاواي', وأفلاما لـ' راسل كرو وليونارد دي كابريو', ومخرجين مثل' ستيفن سبيلبرج, وانج لي, وكوانتين تارانتينو'.

ويتنافس علي جائزة أحسن ممثل عدد من نجوم هوليوود المتألقين ويأتي علي رأسهم' دينزل واشنطن' عن فيلم'Flight', و'برادلي كوبر' عن فيلم'SilverLiningsPlaybook', و'دانيال دي لويس' عن فيلم'Lincoln', و'هيو جاكمان' عن فيلم'LesMisrables', و'خواكين فينيكس' عن فيلم'TheMaster'.

أما جائزة الأوسكار لأفضل ممثل مساعد فيتنافس عليها النجوم' آلان أركين' عن فيلم'Argo', و'كريستوف والتز' عن فيلم'DjangoUnchained', و'روبرت دي نيرو' عن فيلم'SilverLiningsPlaybook', و'فيليب سيمور هوفمان' عن فيلم'TheMaster', و'تومي لي جونز' عن فيلم'Lincoln'.

ويتنافس علي جائزة أفضل ممثلة النجمات' إيمانويل ريفا' عن فيلم'Amour', و'جنيفر لورانس' عن فيلم'SilverLiningsPlaybook', و'جيسيكا تشاستين' عن فيلم'ZeroDarkThirty', والطفلة' كوففينزهان ويلز' عن فيلم'BeastsOfTheSouthernWild', و'ناعومي واتس' عن فيلم'TheImpossible'.

أما جائزة أفضل ممثلة مساعدة فيتنافس عليها النجمات' آن هاثاواي' عن فيلم'LesMisrables', و'إيمي أدامز' عن فيلم'TheMaster', و'هيلين هانت' عن فيلم'TheSessions', و'سالي فيلد' عن فيلمLincoln, و'جاكي ويفر' عن فيلم'SilverLiningsPlaybook'.

وفي الترشيحات النهائية لجائزة أفضل صورة جاء فيلم'Amour'' حب' للمخرج' مايكل هانكه', وفيلم'Argo'' أرجو' من إخراج وبطولة النجم' بين أفليك' وهو الفيلم الذي حقق إيرادات وصلت إلي108 ملايين دولار, والفيلم بطولة' ريان كرانستون', و'آلان أركين', و'جون جودمان', وإنتاج النجم' جورج كلوني', وفيلم'DjangoUnchained' بطولة' ليوناردو دي كابريو', وتدور أحداث الفيلم في الغرب الأمريكي حول صائد جوائز يساعد رجلا يدعي' دجانجو' ليخلص زوجته المحتجزة في إحدي المزارع, ومن تأليف وإخراج' كوينتن تارانتينو', وفيلم'LesMisrables' بطولة' راسل كرو' و'هيو جاكمان وآن هاثاواي وهيلانا بونهام كارتر وساشا بارون كوهين', وإخراج' توم هوبر', ووصلت إيراداته إلي66 مليون دولار, وفيلم'LifeOfPi' بطولة' توبي ماجواير', وإخراج' آنج لي', وفيلم'Lincoln' للمخرج الكبير' ستيفن سبيلبرج' وبطولة' دانيال داي لويس وسالي فيلد وديفيد ستراثيرن وجوزيف جوردون ليفيت', وفيلم'ZeroDarkThirty' الذي يروي قصة اغتيال زعيم تنظيم القاعدة' أسامة بن لادن' ومن إخراج' كاثرين بيجلو', وفيلم'BeastsOfTheSouthernWild' للمخرج' بينه زيلتين', وفيلم'SilverLiningsPlaybook' من تأليف وإخراج' ديفيد أوراسيل', وبطولة' جنيفر لورانس وبرادلي كوبر وروبرت دي نيرو وكريس توكر وجوليا ستايلس وجون أورتيز'. وينافس علي جائزة أفضل مخرج' آنج لي' عن فيلم'LifeOfPi', والفيلم ينافس علي11 جائزة وستيفن سبيلبيرج عن فيلم'Lincoln', و'مايكل هانكه' عن فيلم'Amour', والمخرج' ديفيد أوراسيل' عن فيلمSilverLiningsPlaybook', والمخرج' بينه زيلتين' عن فيلم'BeastsOfTheSouthernWild'.

أما جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة يتنافس عليها الأفلام'Brave', و'Frankenweenie', وParanorman'', و'ThePirates!InAnAdventureWIthScientist, كما رشحت الأكاديمية5 أفلام للفوز بجائزة أفضل فيلم أجنبي, هي' حب' من النمسا, و'كون تيكي' من النرويج و'لا' من تشيلي و'الشؤون الملكية' من الدنمارك, وأخيرا ساحرة الحرب من كندا و'Wreck-it-Ralph, ولا يوجد بين هذه الأفلام فيلم واحد ينتمي للمنطقة العربية ولا حتي إسرائيل.

بعد بيع سبعـة ملايين نسخـة:

حيـاة بي الإنبهـار بملكـوت الله فـي ليـل المحيط

أحمد سعد الدين  

يعد فيلم‏'‏ حياة بي‏'‏ المأخوذ عن رواية أدبية للكاتب‏'‏ يان مارتل‏'‏ والتي طبع منها نحو‏7‏ملايين نسخة‏,‏ وصيغ منها أصعب سيناريو في تاريخ السينما تم تلخيصة في بضع كلمات لاتتجاوز أصابع اليد الواحدة حالة سينمائية خاصة, حيث تتلخص القصة كلها في غرق باخرة في المحيط الهادي لم ينج منها سوي شاب في مقتبل العمر بداخله وازع إيماني ومعه نمر بنغالي متوحش علي قارب صغير وسط أمواج المحيط.

''.. الفيلم يحكي قصة صراع الإنسان مع الطبيعة للحفاظ علي بقائه حيا, وهو بطولة' سوراج شارما' و' عرفان خان', سيناريو' ديفيد ماجي' وإخراج' أنج لي', ويتلخص التحدي الكبير أمام صناع هذا الفيلم في ثلاث نقاط مهمة, النقطة الأولي هي كيفية التعبير عن الإضطراب النفسي الذي ينتاب الطفل الصغير في رحلة البحث عن الله' عز وجل' داخل جميع الأديان الموجودة في الهند, والنقطة الثانية هي كيفية امتلاك عين وعقل المشاهد لمدة تزيد علي90 دقيقة يظهر فيها شخص واحد فقط بمصاحبة نمر متوحش دون لغة حوار مشتركة بينهما, وكيفية تقديم صورة منطقية للعلاقة بين الإنسان وأشرس الحيوانات رغم وحدة المصير التي تجمعهما, أما النقطة الثالثة فتمثلت في عنصري الإخراج والتصوير والذي جاء مبهرا إلي حد كبير خاصة باستخدام تقنية الـ3D والتي جعلت من المتفرج مشاركا في الأحداث, بل ويشعر بما يحدث أمامه علي الشاشة باعتباره جزءا منها.

تدور أحداث الفيلم في مرحلة السبعينيات في منطقة' بونديتشري' الناطقة بالفرنسية داخل القارة الهندية, حيث يبدأ المشهد الأول بطريقة' الفلاش باك' فنري' بي' وهو رجل ناضج في نهاية الثلاثين من العمر يحكي لأحد الكتاب الذين جاءوا لكتابة قصة حياته منذ نشأته في الهند وكيف كان والده مولعا بحب الحيوانات ويمتلك حديقة كاملة بها جميع أنواع الحيوانات من مختلف البلدان, لكن الطفل' بي' منذ نعومة أظافره وهو يعيش في حالة صوفية تتنقل به بين جميع الديانات الموجودة في الهند لكنه يؤمن بأن وراء هذا الكون مالك لابد أن نخضع له أو نحبه لكن أين هو وما مقدار قوته؟.

هذا الخط الدرامي يفسر تصرفات هذا الفتي الصغير, ففي رحلة البحث عن مالك الكون نجده يمارس الطقوس الهندوسية ويذهب للتعبد في المعابد اليهودية والكنسية ثم الصلاة في المسجد, ويتعامل مع أحد النمور الشرسة التي يمتلكها والده بلطف, لكن الوالد يعنفه ويخبره أن الحيوان يختلف في طبيعته عن الإنسان, و ما أن وصل عمره إلي الخامسة عشرة حتي قررت الأسرة الهجرة إلي كندا واصطحبت معها بعض الحيوانات علي ظهر باخرة شحن يابانية وأثناء الرحلة هبت عاصفة كبيرة أغرقت الباخرة وما عليها ولم ينج منها سوي قارب صغير عليه الشاب' بي' الذي يكتشف أن معه علي نفس القارب أربعة حيوانات هي حمار وحشي وقرد وذئب ونمر, وهنا يظهر الخط الدرامي الرئيسي في الفيلم في كيفية التعايش مع حيوانات مفترسة وسط الأمواج فلأول وهلة يقتل الذئب الحمار الوحشي ثم القرد فيأتي النمر ليتخلص من الذئب وتبقي العلاقة ثنائية بين شاب لايمتلك سوي بضع وجبات صغيرة من الطعام وكتاب يتحدث عن وسائل الإنقاذ وطرق البقاء علي قيد الحياة وسط المحيط وبين نمر بنغالي شرس قد يفتك بهذا الشاب الصغير إن شعر بالجوع للحظة ما جعل' بي' يعيش في عوامة صغيرة بجوار القارب ويعمل علي صيد الأسماك ليطعم النمر الشرس كي يأمن شره, وهنا تبدأ علاقة جديدة بين الاثنين قائمة علي ترويض هذا الحيوان المفترس كي تستمر الحياة, أيضا يتدخل كاتب السيناريو ليجعل من صوت' بي' الكبير تفسيرا للأحداث التي تدور بين كائنين مختلفين في اللغة وهو ما جعل المشاهد يتفهم ما يحدث أمامه دون ملل من رؤية شخص واحد علي الشاشة قرابة ثلثي الفيلم, هذه العلاقة تمثل لـ' بي' عمق إيماني داخلي ظل يفكر فيه حتي بعد أن أصبح رجلا ناضجا, فهذا النمر يعطي دلالة واضحة بأن هذه اليد المتوحشة ستكون سببا في إنقاذه, فهل أرسلها الله سبحانه وتعالي ليبقي علي قيد الحياة؟ حتي عندما قذفته العواصف إلي جزيرة يعيش عليها نوع واحد من الحيوانات هو' السنجاب' فقط عاد الاثنان إلي القارب مرة أخري لاستحالة الحياة علي أرض هذه الجزيرة, لكنه بعدها بأيام قليلة ومن شدة التعب يستسلم للموت وينام فيستيقظ ليجد نفسه علي شاطيء المكسيك, وهنا تنتهي العلاقة بين الرفيقين فيذهب النمر إلي الغابة دون أن يودع صديقة الذي رافقه قرابة7 أشهر وكأنه أدي دوره في إنقاذ حياة' بي' الذي جاءه شخصان من شركة الملاحة ولم يصدقا الرواية الحقيقة فحكي لهم حكاية أخري حتي يتم غلق المحضر الذي يمكن أن يدين الشركة.

علي المستوي البصري, نجح المخرج' آنج لي' في عمل كادرات ممتازة بألوان مختلفة فجاءت الصورة ثرية وجذابه خاصة في المناظر الطبيعية, وكان بارعا في استخدام تقنية البعد الثالث3D, كا اختار دائما ساعات العصر في المحيط حتي يبتعد عن تعامد الشمس علي الماء, وجاءت مشاهد العاصفة وغرق المركب بشكل ممتاز نتيجة للمؤثرات البصرية والجرافيك الذي وصل إلي قمته في مشاهد قناديل البحر المضيئة ليلا في المحيط, وكذلك مشاهد السمك الطائر ثم تأتي الموسيقي معبرة عن البعد الروحي أو تشير إلي ذلك الصفاء النفسي داخل الرحلة, واستطاع' آنج' أيضا ضبط أداء الممثلين بشكل جيدا, بداية من' عرفان خان' الذي تميز وجهه بالجمود والحديث بذهول, ويبقي الجانب الأكبرفي التميز للنجم الشاب' سوراج شارما' الذي جسد شخصية' بي' في فترة ضياعه في المحيط, وفي النهاية لعب المكياج دورا جيدا في تحول الشخصية من لحظة لأخري ومن يوم لآخر.

الأهرام اليومي في

31/01/2013

السينما ترفع الراية البيضاء

أميرة العادلي 

تمر السينما المصرية بأزمة طاحنة يقف أمامها الجميع مكتوفي الأيدي‏,‏ كل يحمل المسئولية علي الأخر‏,‏ وعلي حالة الانفلات الأمني في الشارع‏,‏ وعدم الاستقرار اسياسي والاتصادي مما جعل المنتجين يعزفون عن الانتاج السينمائي‏,‏ ولجأ البعض منهم علي استحياء إلي الانتاج الدرامي‏.‏

مرت السينما المصرية في المائة عام الماضية بعصور إزدهار حيث وصل انتاج السينما المصرية في الخمسينات‏,‏ والستينيات إلي‏100‏ فيلم في العام الواحد‏,‏ وكانت الدولة ترعي الإنتاج السينمائي وظهر هذا جليا في إنتاج مجموعة من اهم كلاسيكيات السينما‏,‏ وفي السبعينيات والثمانينيات بدأ إنتاج السينما يقل نظرا لظروف الحرب‏,‏ وتغير المناخ السياسي فوصل الانتاج إلي‏50‏ فيلما في العام الواحد‏.‏

وفي التسعينيات واجهت السينما موجة جديدة وتعثرا آخر مع ظهور المشاكل الاقتصادية‏,‏ وأفلام المقاولات وإهمال الدولة للسينما‏,‏ فازدهر الإنتاج الدرامي‏,‏ ولم يتجاوز الإنتاج السينمائي‏12‏ فيلما في العام الواحد‏,‏ وسيطر عليها كبار النجوم‏,‏ وفي بداية‏2000‏ ظهرت موجه سينمائية جديدة تعتمد علي الشباب‏,‏ والأفلام الكوميدية فأنعشت كثيرا الانتاج السينمائي‏,‏ وأعادت الجمهور للسينما‏,‏ غير أنه في السنوات الماضية بدأت السينما تواجه تعثرات جديدة مع انتشار القرصنة‏,‏ وارتفاع أجور النجوم ليتضاءل إنتاجها مرة أخري ويصل إلي‏8‏ أفلام في‏2012.‏

المنتجون يتحدثون عن الظاهرة وأسباب عزوفهم عن الانتاج وإتجاه البعض للإنتاج الدرامي يقول المنتج جمال العدل‏:‏ أعتقد أن اتجاه بعض المنتجين إلي الإنتاج الدرامي شيء طبيعي بعد أن أصبح الإنتاج السينمائي مليئا بالمخاطر‏,‏ فالكثير من المنتجين تكبدوا خسائر كبيرة في العامين الماضيين بسبب تباطؤ القنوات الفضائية في دفع مستحقاتهم عن عرض الأفلام‏,‏ وهذه المشكلة تواجه أيضا منتجي الدراما حيث ان بعض القنوات الفضائية لم تسدد جميع مستحقات المسلسلات‏.‏ وتقول المنتجة إسعاد يونس‏:‏ إن السينما المصرية تواجه تحديا كبيرا فهناك ضعف في الإيرادات ليس سببه فقط عدم الاستقرار‏,‏ وتقلب مزاج الجمهور‏,‏ والإنفلات الأمني‏,‏ بل كذلك إغلاق السوق الخارجي أمام الفيلم المصري‏,‏ بسبب القرصنة علي الانترنت‏,‏ وعلي الدولة أن تتدخل وتجد آلية لضبط الأمور‏.‏

كما أكد المنتج والموزع محمد حسن رمزي‏:‏ أن إضطراب الأوضاع في مصر يفسر سبب ضعف الإنتاج السينمائي‏,‏ فكل من ينتج فيلما يتكبد خسائر كبيرة فمثلا فيلم المصلحة وغيره من الأفلام الكبيرة لم تغط ميزانيتها لعدم وجود سوق خارجي‏,‏ وضعف الإقبال علي السينما بسبب الاحوال السياسية والانفلات الأمني خاصة في حفلات‏9‏ مساء وحفلات منتصف الليل‏,‏ وهناك من يختار من المنتجين أن يقدم أفلاما بنجم كبير ليضمن الجمهور‏,‏ أو يقدم فيلما قليل التكلفة بوجوه شابة حتي لا يخسر أمواله‏,‏ ولجوء البعض للدراما التليفزيونية منطقي لضمان بيع المسلسل‏,‏ ولعدم سرقته علي الانترنت‏.‏

ويقول المخرج والمنتج هاني جرجس فوزي‏:‏ الانتاج في مصر يواجه مشكلة بشكل عام فمنتجو الدراما أيضا يواجهون أزمة التسويق مع القنوات الفضائية‏,‏ خاصة وأن ميزانية إنتاج مسلسل ضخمة جدا‏,‏ في ظل وجود نجوم كثيرة‏,‏ بالاضافة لارتفاع أسعار أماكن التصوير‏,‏ السينما تواجه أزمة وهي لم تظهر فجأة لكنها موجودة منذ فترة طويلة‏,‏ وازدادت حدتها مع تباطؤ القنوات الفضائية في شراء الأفلام بسبب انتشار أكثر من قناة تعرض الأفلام المعروضة في السينما‏,‏ والقرصنة‏,‏ وعدم وجود سوق خارجي جيد للفيلم المصري‏,‏ بالاضافة للمناخ العام‏.‏

أما المنتج كريم السبكي فيقول‏:‏ ان هذه الازمة حدثت من قبل‏,‏ وأن عدم استقرار الأوضاع جعلت عددا كبيرا من المنتجين ينتظرون‏,‏ لأن إنتاج الأفلام الضخمة يعد مغامرة‏.‏ ويؤكد المنتج تامر المرسي‏:‏ ان الانتاج الدرامي ليس فيه مغامرة السينما‏,‏ فبعض المنتجين يعتمدون علي أسماء النجوم في بيع المسلسلات للقنوات الفضائية‏,‏ وأزمة السينما كبيرة ويجب أن تتدخل كل الأطراف لحلها منتجين‏,‏ وفنانين‏,‏ بالاضافة لدور الدولة التي يجب أن تتدخل في وقت الأزمات وترعي وتحمي الثقافة والفنون‏.‏

الفنانون يرفضون الانفلات الأمني والسياسي

مني شديد ـ إنجي سمير 

فيما رفض الاعلاميون أداء عدد كبير من القنوات الفضائية متهمين إياها بالإثارة‏,‏ مشيدين بالاعلام الرسمي الذي جاء متمايزا ومتوازنا ومساندا لفكرة مصر فوق الجميع‏.‏ أبدي عدد من الفنانين استياءهم من حالة العنف والانفلات الامني التي سادت شوارع القاهرة الأمر الذي جعلهم يشعرون بالخوف الدائم ويخشون حدوث مكروه لهم كما يشعر آخرون منهم بحالة اكتئاب شديدة نتيجة حدوث كثير من الكوارث اليومية علي حد وصفهم ووفاة شباب ليس لهم ذنب سوي سلمية التظاهر ففي البداية قال الفنان كمال ابو رية ان الانفلات الامني الذي يحدث يوميا في شوارع القاهرة أصبح شيئا عاديا ولابد من إيقافه كما يجب ان يحدث وفاق وطني بين القوي السياسية والحكومية والتصالح بينهم شيء مهم من اجل مصلحة الوطن التي أصبحت مهددة دون سبب واذا تمت تهدئة الأوضاع المتوترة بين الاحزاب المعارضة والسياسة فمن الممكن أن تعود الحياة الهادئة مرة اخري موضحا انه ليس طبيعيا الفوضي التي تحدث في كل لحظة لانه من المؤكد أن الذين ينشرون هذه الفوضي هم مأجورون ويريدون تخريب البلد وتهديد أمنها وسلامتها ولابد ان تواجههم الحكومة بكل قوتها ويعرفون من هم هؤلاء البلطجية الذين يهددون استقرار البلد‏.‏

وقال الفنان صلاح عبد الله انه مستاء بدرجة كبيرة من حالة الفوضي التي تعم البلد وتؤدي الي كثير من الحوادث مثل القتل والسرقة موضحا انه من اكثر الفنانين الذين اثرت عليهم حالة الفوضي بالسلبية حيث انتشرت مؤخرا شائعة وفاته مما جعل عائلته تغضب وهذا الخبر أحزنه شخصيا مؤكدا ان وراء هذه الشائعة الانفلات الاخلاقي من اشخاص لايجدون مسئولا يخشون منه وبالتالي يجب القضاء علي هذه الفوضي وتكفي الخسائر التي حدثت حتي الان‏.‏

وأوضح الفنان ماجد المصري أن حالة الانفلات الأمني والسياسي التي تمر بها البلد حاليا اصبحت شيئا مأساويا ولابد من إيجاد حلول جذرية لهذا الانفلات وإلا ستحدث مجازر وحشية مثلما يحدث في سوريا وستكون مصر ليست لها اي معالم تعبر عنها وتكفي صورتها السيئة امام العالم وبالتالي علي السياسة الحاكمة أن تري حلولا لأنها هي المسئولة عن أي شيء يحدث في البلد وواجب عليها ان تفرض الامن والامان وتعرف من هي العناصر الفاسدة التي تريد ان تكون مصر في آخر مرتبة بين دول العالم‏.‏

ويضيف الفنان مجدي كامل أن مايحدث في الشوارع اصبح شيئا مخيفا فالامن المفقود في جميع انحاء القاهرة يخلق الخوف والقلق في كل بيت مصري فأصبح الرجال يخشون علي عائلاتهم وابنائهم وزوجاتهم من اي مكروه يحدث لهم ومن المفترض ان ثورة يناير قامت لكي نعيش في استقرار وليس في انفلات مثلما يحدث الان ويجب علي الحكومة ان تحد من هذا الانفلات وتعرف من هم الاشخاص البلطجية الذين يريدون ان يشوهوا صورة مصر امام العالم العربي كما يجب التفاهم بينهم حتي تحل المشاكل الكبيرة والصغيرة ويجب ان يعود الامن والاستقرار والهدوء للبلد‏.‏

واشارت الفنانة سميرة احمد إلي انها تخشي الخروج من منزلها خوفا ألاتعود له مرة اخري فالشهداء الذين توفوا في الفترة الاخيرة كانوا يمارسون عملهم دون مشاكل وفي النهاية يكون جزاؤهم الموت دون ذنب ويدفعون ثمن أفعال أشخاص اخرين ويجب الاهتمام بأشياء اساسية مثل القمامة والبطالة والمرور والتعليم وكشف من وراء السرقات اليومية والقتل والفوضي حتي تعود مصر الي شكلها الطبيعي وهي بلد الأمن والأمان كما هو معروف عنها في الخارج ويشير المخرج ماهر سليم رئيس البيت الفني للمسرح إلي أن جميع عروض البيت الفني توقفت عن العمل لحين اشعار اخر‏,‏ بينما تم تأجيل العروض التي كان من المفترض افتتاحها خلال اجازة نص العام الدراسي‏,‏ وستعقد لجنة المهرجانات اجتماعا طارئا في أقرب وقت لتأجيل المهرجان القومي للمسرح ايضا لأجل غير مسمي‏,‏ مضيفا أن مصر الان في مأزق صعب جدا وهذه الحالة تصيب الجميع بالإحباط‏.‏

ويضيف أنه يشعر بالتوتر دائما ويخشي من تأثير الأحداث علي المسارح وعلي العاملين‏,‏ حيث أن الرؤية ضبابية والاعتراضات المستمرة علي كل القرارات أصبحت شيئا مقلقا وتساءل كيف من الممكن أن نقدم مسرحا في ظل هذه الظروف؟ المسرح يحتاج لمجتمع مستقر ليعبر عن كل جوانبه سواء سياسية أو اجتماعية‏,‏ ونحن نفتقد لهذا ونخشي علي اولادنا من الذهاب للمدرسة‏.‏

ويضيف أتمني أن تجتمع كل القوي السياسية الوطنية مع الحكومة والرئاسة وتتفق حتي ولو علي‏20‏ نقطة تنجينا من هذا الخراب‏,‏ وأن نضع نصب أعيننا هذا البلد وننسي الانانية والمطالب الفئوية لبعض الوقت‏,‏ حتي لانتحول لنسخة جديدة من سوريا والعراق أو لبنان في السبعينيات‏.‏

ويقول المخرج عصام السيد إننا جميعا نرفض العنف في الشارع المصري ولكن مع الاسف الشديد هذا العنف وليد سلسلة طويلة من سوء التصرف للنظام الحاكم بداية من الاعلان الدستوري الاخير والاثار السيئة التي ترتبت عليه‏,‏ وانتهاء بدستور لاترضي عنه نسبة كبير من الشعب المصري لانه ناتج عن جمعية باطلة‏,‏ بالإضافة إلي أن سلسلة العنف بدأت بموافقة النظام الذي سمح بمحاصرة المحكمة الدستورية ومنع اعضائها من الدخول ومحاصرة مدينة الانتاج الاعلامي ومحاصرة الاقسام للإفراج عن مجرمين‏,‏مشيرا الي أن كل هذا لايبرر العنف لكنه أعطي انطباعا للناس بانه الفيصل في النتيجة النهائية‏,‏ ولإصلاح هذا الخطأ لابد من العودة لنقطة البداية وهي احترام القانون الذي فقد مع الاعلان الدستوري المذكور‏.‏

ويقول الفنان محمود الحديني أن مصر في مرحلة حساسة جدا من تاريخ حياتها وحياة المصريين مشيرا الي أن هذه الافعال والتخريب لايمكن أن يصدر أبدا من ثوار حقيقيين وشرفاء بعد قيامهم بثورة مجيدة في‏2011,‏ وإنما من مجموعات تحركها أذناب خفية ولابد من كشف الغطاء عنها لانه من غير الطبيعي أن نظل نتحدث طوال الوقت عن الطرف الثالث المجهول وكأننا نعيش في كهف‏,‏ وتساءل‏:‏ أين دور الأجهزة الأمنية في مصر من كل هذا؟ المباحث وامن الدولة والمخابرات وغيرها ما الذي كشفت عنه تحقيقاتها بعد مرور سنتين من الثورة؟ هل سيظل الطرف الثالث مجهولا للأبد؟

ويري المخرج الشاب هاني عفيفي اننا نسير في طريق الاسوأ في كل شيء مشيرا الي انه لايفهم الصدام الواقع حاليا بين الشرطة والناس في ميدان التحرير وكوبري قصر النيل‏,‏ لكنه في نفس الوقت يرفض الحصار المفروض علي مدن القناة‏..‏ السويس وبورسعيد والاسماعيلية خاصة الاخيرة التي لم تشهد اضطرابات بدرجة تسمح بفرض الطواريء عليها واعتبره ظلما بينا لهذه المدن‏.‏

الإعلاميون‏:‏

الحكومي يتطور ‏..‏ والخاص يركز علي الإثارة‏!‏

شريف نادي 

في ظل انشغال عدد كبير من المصريين بالأحداث المشتعلة في المحافظات وبميدان التحرير كان هناك سباق من نوع خاص بين القنوات الإعلامية الخاصة المختلفة من جهة‏,‏ وبين الإعلام الرسمي من اتجاه آخر‏,‏ حول التغطية الإعلامية للأحداث التي شهدتها البلاد في الفترة الأخيرة‏,‏ حيث أكد عدد من الإعلاميين تطور التليفزيون في تغطية الأحداث حيث أصبح أكثر تفاعلا عما سبق‏,‏ ويعرض المظاهرات‏,‏ بينما رأي آخرون أن الإعلام الخاص أصبح يتسابق علي تقديم الانفرادات الإعلامية‏,‏ بينما أكد عدد أخر أن لغة الإعلام الخاص باتت مثيرة وأنه ينبغي أن تلجأ لإصلاح الأمور بدلا من إشعالها‏,‏ بينما رأي آخرون أن لغة الكلام المثيرة تتناسب مع ما يحدث في الشارع المصري‏.‏

يؤكد الإعلامي طارق حبيب أن الإعلام الرسمي بدا بشكل يختلف عما كان عليه حيث كان يظهر متحفظا‏,‏ ويحاول تعتيم الموقف بحيث لا يظهر بصورته‏,‏ أما الآن فأصبح ينقل المظاهرات والإضطرابات‏,‏ ثم تطور الوضع أكثر وأكثر حيث أصبح ينقل الأحداث بصراحة وموضوعية وشفافية‏,‏ وهو ما أصبحنا نلمسه جميعا من تليفزيون الدولة‏,‏ وهو امر يستحق التقدير‏.‏

ويضيف أما بالنسبة للقطاع الخاص فأحيانا يتفوق علي بعضه البعض في السبق الإعلامي أو استضافة الشخصيات ذات القامة والقيمة فاليوم‏ontv,‏ وغدا‏cbc,‏ أو الحياة‏,‏ ومن يتابع سيجد المشاهد يحتار من بين القنوات‏,‏ وذلك نتيجة المنافسة الشديدة مع ملاحظة أن كلهم في النهاية أصبحت في نبرة صوتهم لهجة متحيزة نوعا ما‏.‏

ويشير حمدي الكنيسي إلي أنه ينبغي أن نؤكد ان الإعلام مازال انعكاسا للواقع الذي نعيشه‏,‏ وبالتالي فإنه في ظل حالة ضبابية وقرارات متناقضة‏,‏ ومواقف مرتبكة فمن الطبيعي أن ينعكس ذلك عليه‏,‏ مشيرا إلي أن الإعلام الخاص قدم جهدا مضاعفا في تغطية المظاهرات يوم‏25‏ يناير‏,‏ وذكر عدد من الصحف والقنوات‏,‏ والإذاعات سلمية المظاهرات‏,‏ ولكن حينما بدأت أحداث العنف ارتبكت مواقف الإعلام ما بين رافض للعنف‏,‏ وما بين تفسير أسبابه‏,‏ ومنهم من قال هذا العنف نتيجة التعامل الأمني مع المظاهرات‏.‏

أما فيما يخص الإعلام الرسمي قال الكنيسي أنه مازال يسير وفقا للخط الكلاسيكي التقليدي‏,‏ وهو التحفظ في إظهار حجم المظاهرات‏,‏ والتحفظ في إظهار التعامل الأمني ثم وصلت إلي كثافتها مع أحداث مدن القناة‏,‏ وللأسف لم يسهم أحد من الاعلاميين في كشف الطرف الثالث‏.‏

ويؤكد د‏.‏ سامي الشريف أنه كثيرا ما يوجه الاتهام للإعلام بأنه يشعل الأحداث‏,‏ والواقع أن هذا الأمر غير صحيح لأن الإعلام يعكس واقعا موجودا‏,‏ ويعبر عما يدور من أحداث‏,‏ وبالتالي فإن الإعلام يعبر عن حدث موجود ولا يصنعه‏,‏ ومن هنا لا نستطيع أن نطلب منه أن يكون محايدا أو موضوعيا لانها قضايا تهم البلاد‏,‏ وبالتالي تغلب علي التغطية نبرة الصراخ والعويل خوفا علي البلاد لأنها مشكلة كبيرة‏.‏

ويوضح الإعلامي محمود سلطان أنه من المفروض أن يلجأ الإعلام للتهدئة وإيجاد الحلول‏,‏ فمن غير المعقول أن نزيد الموقف اشتعالا ولا نلجأ لإطفائه‏,‏ فقبل الحوار لابد من اللجوء لحلول عاجلة‏,‏ مؤكدا أن الإعلام الرسمي كان يغطي الأحداث بشكل جيد‏,‏ وكان هناك مراسلون في كل مكان‏,‏ ويكفي انني كنت أشاهد قناة النيل للأخبار فأحصل منها علي جميع الأخبار‏.‏

فيما قالت الإعلامية د‏.‏ درية شرف الدين أنه لا ينبغي أن يلوم أحد علي الإعلام بشكل عام وتحديدا الخاص لأنه ينقل كل الموجود في الشارع وإن كان هناك من يميل إلي مناقشة الأمور بعمق وآخرون يرغبون في اشتعال الموقف فهناك مشاهدون أصبحوا ناضجين وقادرين علي التفرقة بين الإعلام المتحيز والإعلام المحايد‏.‏

وأضافت أنه لا يصلح وسط كل ما نراه من أحداث أن يكون الإعلام هادئا فكيف تحدث حرائق واشتباكات في الشارع بينما الإعلام هاديء‏,‏ مشيرة إلي أن الإعلام لا يختلق حدثا‏,‏ ولكنه ينقل ما هو موجود أمامه‏,‏ ويصبح هنا التحيز هو عدم نقل الموقف المشتعل‏.‏

أما فيما يخص الإعلام الرسمي فقالت درية انها لم تعد تتابع أي إعلام رسمي‏,‏ لانها بدأت تشعر بفقد الثقة فيه خاصة وانه من غير المعقول في ظل الأحداث الحالية أن أفاجأ بمسلسل معروض وكأن شيئا لم يحدث‏.‏

المثقفون يواجهون العنف ويدعون لإعادة وحدة الشارع

هبة إسماعيل 

أكد المثقفون ان هناك حالة من العنف أصبحت تسيطر علي الشارع المصري والتي لا ترتبط بفصيل معين ولا فئة محددة فهناك عنف متبادل وأحيانا بدون مبرر مصحوب بشيء من العند‏,‏ ورأوا أن الحل هو إعادة وحدة الصف للشارع المصري والبعد عن الانقسام‏,‏ واحترام القانون‏.‏

يقول الكاتب فؤاد قنديل أن العنف له أسبابه الكثيرة وليست مقصورة علي فصيل أو طبقة اجتماعية وانما تمثل ظاهرة بدأت تنتشر وتظهر أولا منذ عقود تصل إلي‏20‏ عاما فظهرت بالتدريج ثم تفاقمت بشدة في الفترة الأخيرة بعد ان أصبحت المادة اهم من الإنسان وأهم من الدم والقرابة والتعليم والقيم‏,‏ فظهر العنف بعد الإنفتاح الذي ترسخ في عهد مبارك ومن هنا ومع بدايته أصبح كل واحد يريد أن يقتنص الأشياء حتي التي لا تخصه ويهاجم ويعتدي علي من يريد أن يسرقه‏,‏ فالعنف الأكثر منه ناتج عن المادة‏,‏ لكن بعد الثورة هناك عنف اخر ناتج عن أن تصورات الشعب بعد الثورة لم تتحقق كما يريد‏,‏ ومن هنا بدأ التعبير بالغضب والاعتراض بالأسلحة وهذا لأن هناك حالة من التفسخ المجتمعي والذي له بعد اقتصادي أيضا‏.‏

ويضيف قنديل أن الانقسام الحادث وراء العنف‏,‏ وغياب هيبة الدولة‏,‏ فيجب أن تسيطر الدولة علي الوضع بالعقل والانضباط‏,‏ والنظر في مطالب الشعب التي تتعلق بلقمة العيش‏,‏ هذه فترة مؤقتة في ظني مرتبطة بالانقسام الحادث بالشارع المصري‏.‏

وقال الشاعر محمود قرني ان العنف الذي يسود الشارع المصري ليس مقدمة مفاجئة لتاريخ من القمع والفقر والمرض ومحاولات التجهيل المستمرة في قلب تحولات درامية في موازين القوي العالمية وعلي الصعيد الداخلي‏,‏ لا سيما تلك التغيرات الدرامية التي طرأت علي المجتمع المصري بعد ثورة‏25‏ يناير وصورة العنف في المجتمع الآن علي تعددها وتنوعها واختلاف مصادرها هي التفسير الواقعي لأزمة الثورة المصرية وهو أمر ليس غريبا علي الثورات بشكل عام لكنها في كل الأحوال قادرة علي تصحيح مساراتها شأن كل الثورات الشعبية في العالم فالعنف سيظل قائما طالما ظل الإحساس بانهيار العقد الإجتماعي قائما وسيبقي العنف طالما ظلت الثورة بعيدة عن شعارها الأساسي عيش‏,‏ حرية‏,‏ عدالة اجتماعية‏,‏ سيظل قائما طالما ظل الشعور بتهميش طبقات إجتماعية لصالح طبقات أخري‏.‏

وقال الكاتب يوسف القعيد أن العنف دائما يكون نتيجة لعنف أخر وتهديدات متواصلة من فصيل إلي فصيل‏,‏ فعندما يشعر الإنسان بالتهديد يواجه هذا بالهجوم والعنف‏,‏ فيجب أن نتمسك بالقانون كأفراد‏,‏ وعلي الدولة أن تبدأ بنفسها وتنهي كل أشكال العنف في الشارع المصري‏.‏

وأوضح الناقد د‏.‏ هيثم الحاج أن العنف يظهر عندما لاتوجد طريقة اخري للتعبير عن الرأي بشكل حر وسلمي والتعامل مع المعارض علي أنه عدو‏,‏ ولو هناك طرق ثانية للتعبير عن الرأي بحرية وبشكل سلمي وواضح دون تخوين لن يوجد العنف‏,‏ ويمكن أن نتصدي لهذه الحالة أولا بإتاحة الفرصة لمعارضة حقيقية دون تخوين وأن رأيي قابل للنقاش فالقاعدة تقول رأيي خطأ يحتمل الصواب‏,‏ ورأيك صواب يحتمل الخطأ وإن حدث هذا وبدأ حوار ونقاش وتقبل للآخر ستجد الجماعات التي تميل لاستخدام العنف نفسها بمفردها لوجود حوار سياسي دائر‏,‏ ولن يكون هناك غطاء سياسي لممارسة العنف‏,‏ كما أننا يجب أن نطبق القانون علي الجميع ولا تفرقة بين فصيل عن آخر فلا نصدق علي حكم ونقول ان القضاء شامخ وفي حكم آخر نقول أنه مسيس والقضاء مسيس فالقانون واحد علي الجميع يجب أن نحترمه في كل الأحوال والتعامل بشكل واحد مع كل الفصائل‏.‏

الأهرام المسائي في

31/01/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)