حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

سعيد بانضمامه إلى "الشرقاوي"

طلعت زكريا: لست نادماً على موقفي من "الثورة"

القاهرة - حسام عباس

 

يخوض الفنان طلعت زكريا مغامرة فنية مع المخرج المسرحي الكبير جلال الشرقاوي على مسرحه، حيث يقدمان معا مسرحية “الكوتش” في ظروف استثنائية صعبة في مصر، لكنه تحمس للتجربة لحماسته الشديدة لقضية العرض ورسالته في تلك الظروف ولرغبته الشديدة في التعاون مع واحد من عمالقة المسرح العربي هو جلال الشرقاوي، وهو رغم ما تعرض له من مواقف صعبة بعد ثورة يناير/كانون الثاني 2011 يراهن على وعي الشعب والثوار الحقيقيين بعدما سرقت منهم الثورة كما يقول ويحلم بعودة الفن إلى حاله ونشاطه، وفي هذا اللقاء معه يتكلم عن “الكوتش” والثورة وجديده في الفن .

·     ألا ترى أن تقديم عرض مسرحي في هذا التوقيت مغامرة كبيرة خاصة أن المسرح قريب جداً من ميدان التحرير؟

- بكل تأكيد مغامرة كبيرة لكنها أولاً، من المخرج الكبير جلال الشرقاوي لأنه صاحب المسرح ومنتج العرض وقد تعاونت معه لرغبتي الشديدة في العمل مع مخرج من أهم كبار مخرجي المسرح في الوطن العربي ورصيده يشهد بذلك، وكان لا بد أن نغامر لإنقاذ المسرح المصري من الانهيار وتوصيل رسالة العرض في هذا التوقيت .

·        وماذا عن رسالة العرض تحديداً؟

- مسرحية “الكوتش” تتناول الواقع بعد الثورة وتؤكد أهمية احترام القانون وحماية القضاء، لأن ما حدث بعد الثورة وحتى بعد انتخابات الرئاسة يدمر الدولة والنظام .

·        في رصيدك الفني عروض مسرحية عديدة، ما خصوصية تجربة “الكوتش” مع جلال الشرقاوي؟

- الحقيقة أنني تعلمت الكثير من مدرسة جلال الشرقاوي التي تعلمت فيها تقديس خشبة المسرح والانضباط الشديد في المواعيد، إضافة إلى تكنيك الحركة والفنيات الضرورية في تقديم الشخصية، وأنا فخور بانضمامي إلى فرقة مسرح جلال الشرقاوي التي جمعت قبلي أسماءً كبيرة في تاريخ المسرح المصري .

·        وماذا عن الإقبال الجماهيري على العرض في تلك الظروف الصعبة؟

- مسرح جلال الشرقاوي له جمهوره، وبكل تأكيد هناك تراجع في إقبال الجمهور على المسرح بصفة عامة في مصر لصعوبة الأوضاع الأمنية والاقتصادية أيضا، لكننا في المسرح نلتزم بالعرض مهما قل العدد وهذه سياسة مسرح جلال الشرقاوي .

·        بعد ثورة يناير وموقفك منها سافرت لفترة طويلة إلى الكويت وقدمت أعمالاً فنية هناك فماذا عنها؟

- استكملت هناك فيلماً سينمائياً بعنوان “نزلة السمان”، كنا قد بدأنا تصويره قبل الثورة، وهو فيلم مصري كويتي مشترك يناقش قضية زواج رجال الأعمال العرب من فتيات مصريات ما يؤدي إلى مشكلات عديدة منها اختلاط الأنساب، كذلك شاركت النجم الكويتي داوود حسين بطولة عرض مسرحية بعنوان “وبعدين” لفرقة الخليج العربي المسرحية .

·        ماذا حمسك للعرض وهل وجدته مناسباً لك؟

- العرض بكل تأكيد يناقش قضية كويتية وخليجية، وكانت تحديداً قضية الخصخصة، لكن فكرة العرض أعجبتني كثيرا وتحمست للتعاون مع داوود حسين، لأنه نجم مسرحي كبير، والعرض ينتمي إلى كوميديا الكباريه السياسي وقد سعدت بأن يكون لي جمهور في الكويت أيضاً .

·        المسرح الكويتي من أكثر المسارح ازدهاراً هل لمست ذلك؟

- بكل تأكيد الحركة المسرحية في الكويت منتعشة جداً ولديهم مسرح متقدم ومتطور، والدليل أنك تجد 60 عرضاً مسرحياً في بلد صغير مثل الكويت، والجميل أن منها 40 عرضاً للأطفال و20 عرضاً فقط للكبار، وهذا يؤكد دور المسرح في التربية والترفيه والتثقيف هناك وهذا من جانب أحزنني على حال المسرح المصري .

·        وهل تأثر حضورك الفني سلبياً في مصر بعد ثورة يناير؟

- بل تأكيد خاصة على مستوى السينما بعدما كنت قد خطوت خطوات كبيرة فيها، لكني شاركت في مسلسل “جوز ماما” مع هالة صدقي ومعطل لي أكثر من مشروع فني بسبب ظروف الإنتاج الصعبة مؤخراً لعدم وضوح الرؤية السياسية والأمنية والاقتصادية في مصر .

·        بصراحة، هل ندمت على موقفك من ثورة يناير وتصريحاتك المسيئة للثوار في ميدان التحرير؟

- لست نادماً على شيء وأنا لم أسئ للثوار الحقيقيين المحترمين، لكنني تحدثت عن حالات فردية لدخلاء على الثورة أساءوا لمن في ميدان التحرير، وأعتقد أن هناك دلائل كثيرة أثبتت صحة كلامي بعد ذلك، كذلك لم يكن مطلوباً مني أن أهين الرئيس السابق، وكان له فضل كبير بعد الله عز وجل في نجاتي من أزمة مرضي الخطر .

·        وماذا عن أعمالك الجديدة للتلفزيون؟

- هناك مسلسل “المزرعة”، الذي ثارت حوله مشكلات رقابية في العام الماضي، وسوف نقدمه في رمضان المقبل إن شاء الله كذلك هناك مسلسل “عائلة حاحا” مع انتصار ورجاء حسين وابنتي أميمة وابني عمر، للمخرج رائد لبيب، ولديّ حماسة شديدة لمسلسل “الشاويش عطية” عن الفنان الراحل رياض القصبجي .

·        وأين السينما؟

- هناك مشروع فيلم “حارس الرئيس” للكاتب يوسف معاطي، الذي قدمت معه فيلم “طباخ الرئيس” وحقق نجاحاً كبيراً .

الخليج الإماراتية في

30/01/2013

 

يُعرض في صالات السينما يوم 6 فبراير

نبيل عيوش.. المخرج الذي تثير أفلامه الجدل

عبد الرحيم الخصار 

بعد عرضه في مهرجان كان، ومشاركته مؤخرا في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للسينما بمراكش، يعرض بدءا من 6 فبراير فيلم "يا خيل الله" للمخرج المغربي نبيل عيوش في الصالات الوطنية. في هذا الفيلم يعود عيوش إلى الأحداث الإرهابية التي وقعت في المغرب قبل عشر سنوات، ويتخذ من الحي المهمش "سيدي مومن" بالدار البيضاء مسرحا لأحداث الفيلم، وهو الحي ذاته الذي خرجت منه سنة 2003 مجموعة إرهابية قامت بتفجيرات انتحارية أودت بحياة 45 شخصا وإصابة العشرات بجروح وإعاقات.

يحكي الفيلم قصة مجموعة من الشباب المهمشين الذين يعيشون وأسرهم في أحياء القصدير العشوائية ظروفا اقتصادية واجتماعية سيئة، حميد أحدهم، وفور خروجه من السجن سيتشبع بالفكر "الجهادي" وسيدعو أصدقاءه وإخوانه إلى الانضمام إلى الجماعة التي يقودها "الإمام أبو الزبير"، هذا الأخير سيحول الشباب إلى مجموعة جهادية عليها أن تنتقم من الظلم الطبقي ومن كثرة "الفساد" في البلاد، لذلك ستختار الليل لتفجر مجموعة من الأماكن الحساسة: فندق، نادي اسباني، مطعم إيطالي، مركز اجتماعي يهودي.

ولأن الدولة أدركت أن الفقر والتهميش الفوارق الطبقية غذت التطرف لدى هؤلاء فقد انتبهت لحي سيدي مومن وحولت القصدير إلى عمارات ومبانٍ سكنية جديدة، مما جعل عيوش يحمل كاميراته باحثا عن حي آخر يشبه ما كان عليه سيدي مومن قبل عشر سنوات، وجد ضالته على بعد دقائق من المكان الذي خرج منه "الجهاديون"، صوّر الوقائع في الحي الثاني، بعدما أصغى لمحكيات الساكنة في الحي الأول، لكنه اعتمد بشكل أساس رواية الكاتب ماحي بن بين "نجوم سيدي مومن" المكتوبة بالفرنسية لينقل لجمهور السينما الأسباب والتفاصيل التي فرّخت الإرهاب.

ممثلون من الواقع

لم يختر عيوش نجوما لتشخيص الأدوار، بل لجأ كعادته إلى أشخاص ينتمون إلى الواقع الذي يقدمه الفيلم/الحي الشعبي المهمش نفسه: عبد الحكيم رشيد (طارق أو ياشين، نسبة إلى الحارس السوفياتي)، عبد الإله رشيد (حميد)، حمزة اصويدق (نبيل)، أحمد الإدريسي أمراني (فؤاد).

الفيلم من إنتاج مشترك ما بين المغرب وفرنسا وبلجيكا، مدته 115 دقيقة، ويستمد عنوانه من حدث وقع في بداية الدعوة الإسلامية جعل الرسول ينادي "يا خيل الله اركبي" داعيا أصحابه وأتباعه إلى الجهاد، هذه الجملة ستصدر أيضا ضمن أحد بيانات تنظيم القاعدة في سياق أحداث 11 سبتمبر. ويروي المخرج أنه تعرض لمضايقات كثيرة خلال عملية التصوير، فبعض المحسوبين على الجماعات الدينية حاولوا منعه أكثر من مرة، بل إنه كان يتعرض رفقة فريقه للرشق بالحجارة من طرف مجهولين، كما أن جزءً من سينوغرافيا الفيلم تعرض للاحتراق.

"يا خيل الله" كان مرشحا بقوة للجائزة الكبرى في المهرجان الدولي لمراكش في دورته الأخيرة، المتخصصون في السينما أشادوا بالجانب التقني للفيلم، فعيوش متمكن بشكل كبير من تقنيات الإخراج هو الذي بدأ مساره بفيلم "مكتوب" سنة 1997 الذي اختير رسميا في أوسكار 1998، و سيقدم بعده بثلاث سنوات عمله اللافت "علي زاوا" الذي يسرد تفاصيل حياة أطفال الشوارع، و سيحصد هذا الفيلم بالتحديد 44 جائزة دولية. وفي 2003 سيخرج "لحظة ظلام" الذي سيمنع من العرض بعد أن رفض المخرج حذف لقطات وصفت بأنها "جريئة"، وبعده "ما تريده لولا" سنة 2008، و في 2011 أخرج شريطا توثيقيا عنوانه "أرضي"، و هو عبارة عن حوارات أجراها في الأراضي الفلسطينية ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين بلبنان.

حاز نبيل عيوش العديد من الجوائز بالمغرب ومصر وفرنسا والنرويج والسويد وألمانيا وإيطاليا وغيرها، وغالبا ما تترك أفلام هذا المخرج الكثير من النقاش والجدل بعد عرضها في الصالات.

السفير اللبنانية في

30/01/2013

 

أثار جدل السياسيين ومرشح لخمس جوائز أوسكار

«القاعدة» وأميركا في ميزان «زيرو دارك ثيرتي»

دبي ـ غسان خروب 

أخيراً كان الجمهور العربي على موعد مع فيلم المخرجة كاثرين بيغلو «زيرو دارك ثيرتي»، الذي أشعل فتيل الجدل بين النقاد وأقطاب السياسة الأميركية على حد سواء، حيث اتخذ الفيلم من أسامة بن لادن وعملية اغتياله، محوراً أساسياً لأحداثه، ورغم قوة الفيلم واستعراضه لعضلات الاستخبارات الأميركية، إلا أنه بدا وكأنه وضع القاعدة وأميركا في كفتي ميزان.

رسالة قديمة

حتى اللحظة، حقق الفيلم إيرادات تجاوزت 77 مليون دولار، ورشح لخمس جوائز أوسكار، من بينها أفضل فيلم، وقد حمل بين مضامينه رسالة قديمة، طالما روجت لها السينما الأميركية، تتعلق بأهمية الأميركي، وتبرز مدى حرص قيادته للمحافظة على سلامته أينما وجد، وهو ما يبرز بين تفاصيل الفيلم، الذي يبدأ بمشهد قاتم تهيمن عليه أصوات استغاثة بثت أثناء وقوع تفجيرات 11 سبتمبر، لتدخلنا مخرجته كاثرين بيغلو من بعدها في معمعة أروقة الاستخبارات العسكرية والسجون، وما يصاحبها من تعذيب، وتطلعنا على تفصيلات غريبة، تعطينا إحساساً بأن كلا الطرفين لا يستحقان المحبة أو التعاطف، سيراً على قاعدة أن الحقوق البشرية تضيع بمجرد بدء القتال.

مسافة واحدة

على عكس فيلمها السابق «خزانة الآلام»، بدت بيغلو تقف هنا على بعد مسافة واحدة من الطرفين، وتحاول جاهدة أن ترى الأمور بأكثر من عين، وهو ما يفسر الهجوم الذي تعرضت له من قبل مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، الذين رأوا أن الفيلم يظهر أن الأميركيين وصلوا لابن لادن بواسطة التعذيب الذي مارسوه ضد أبناء تنظيم القاعدة، ويبدو أن بيغلو قد توقعت مسبقاً هذا الهجوم على فيلمها الذي يكشف، ودون إرهاق لعين الجمهور، عن مجموعة أساليب تحقيق سادية مورست ضد أبناء القاعدة، والظروف السيئة التي يعيشها المعتقلون في أماكن غير معروفة.

ولذلك نجدها قد أشارت بطريقة عابرة لا تخلو من الاستهزاء، بإظهارها الرئيس الأميركي باراك أوباما وهو يقول في خطاب له إنه «يجب أن نعيد لأميركا أخلاقها».

في المقابل، أظهر كاتب الفيلم مارك بول، ذكاءً ملحوظاً في طريقة ربطه بين الأحداث وعميلة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «مايا» (جيسيكا شاستين) تلك الشابة الجميلة والذكية، ما ساهم في إخراج الفيلم من أسلوب التقريرية إلى الحياة الاجتماعية دون الخروج عن التفصيلات التوثيقية.

عنصر الإثارة

في هذا الفيلم، عادت بيغلو مجدداً لتثبت جدارتها في تقديم المؤثرات والتفجيرات، مع إضافة عنصر الإثارة والتشويق والتلاعب بالأعصاب، والتي زادها قوة استخدامها لموسيقا تصويرية أشبه بموسيقا ألعاب القتال الإلكترونية، والتي أدت دورها بشكل جيد في تحقيق الترابط والانسجام بين الأحداث والمتلقّي، وقد ساعدها في ذلك حركة الكاميرا المحمولة، وباهتزاز الصورة عند التفجيرات وكأنها تقتلع الشاشة، وطريقة المزج الصوتي التي بدت رائعة بحق، والذي ساهم في إخراج الفيلم من حالة الجفاف الذي يولده اعتماد وجهة نظر واحدة.

بيغلو قدمت لنا فيلماً متميزاً، يمتد على أكثر من ساعتين ونصف، يتوزع على ثلاثة أقسام رئيسة، يبدأ بمقدمة قصيرة تجمل الأحداث، وتلاحقها التحقيقات والتوقعات، وتختتم في عملية إقناع القيادة باقتحام البيت ومباغته ساكنيه، وتصوير لحظات الهجوم التي بينت فيها خلو جنود الوحدة التي نفذت الهجوم من الرحمة في تعاملهم مع سكان بيت ابن لادن من النساء والأطفال أثناء الهجوم عليه.

قاسم مشترك

حرص الأميركيين على وطنهم وأرواحهم كان قاسماً مشتركاً، جمع فيلمي بيغلو الحالي والسابق (خزانة الآلام) الذي أثار الجدل إبان عرضه، وحاز على الأوسكار، ففي هذا الفيلم، يبدو أن بيغلو اعتمدت كثيراً على هذا القاسم، لتبرير استخدامها لمشاهد التعذيب، وعبارات مختلفة مثل «الجهاديين» و«الإرهابيين» ومجموعة الأسماء العربية التي ترد في الفيلم.

في رحاب الإعلام

حصل الفيلم على تغطية إعلامية واسعة حول العالم، ونال استحسان النقاد بشكل لافت، وهو ما أهله للترشح لخمس جوائز أوسكار، من بينها أفضل فيلم، وأفضل ممثلة، وأفضل سيناريو، وكانت مجلة «هوليود ريبورتر» قد قالت فيه: «تجنب الفيلم عرض الخلفية السياسية، ليركز بدلاً من ذلك على «مايا» عميلة CIA، والتي تمكنت بمثابرتها من تعقب زعيم تنظيم القاعدة الراحل، ما أدى إلى الهجوم الذي شنته قوات خاصة لأسره أو قتله، وليس هناك أي ذكر لبوش أو تشيني أو حرب العراق أو أوباما، وهو يعلن نجاح هجوم الثاني من مايو 2011 على مجمع «ابن لادن» في باكستان».

البيان الإماراتية في

30/01/2013

 

بعضها عانى من تأجيل عرضه بسبب الأحداث

«6» أفلام مصرية تتنافس موسم «إجازة منتصف العام»

القاهرة - أحمد الجندي 

بسبب الأحداث السياسية المتشابكة التي مرت بها مصر في الفترة الأخيرة والتي عانى منها المجتمع على جميع مستوياته ومنها بالطبع المستوى الفني وبتحديد أكثر السينما، لذلك فإن صناع السينما في مصر أصبحوا ينتهزون أي هدوء للأوضاع لكي يصوروا أفلامهم التي عانت طويلاً من تأجيل عرضها خلال الفترات الماضية التي شهدت فيها البلاد حالات الارتباك السياسي، لهذا بدأ موسم إجازة منتصف العام الدراسي الذي يعد من أهم المواسم السينمائية على مدار العام، بدأ صناع السينما الموسم مبكراً هذا العام عن موعده الطبيعي في نهاية يناير، حيث تم طرح فيلمي «سبوبة» و»حفلة منتصف الليل» في الأسبوع الأول من العام الجديد مستغلين حالة الهدوء التي تسود الشارع، ودون أي انتظار لحين بدء الموسم فعلياً، خصوصاً أن هذين الفيلمين ينتظران العرض منذ شهور طويلة.

الفيلم الأول «سبوبة» من إخراج بيتر ميمي في تجربته السينمائية الأولى وبلغت ميزانيته ما يقرب من 6 ملايين جنيه وتقوم ببطولته راندا البحيري وخالد حمزاوي وعدد من الوجوه الشابة وتدور أحداثه في إطار من التشويق والإثارة وهو يصنف كفيلم «أكشن»، وهو نفس الإطار الذي تدور فيه أحداث الفيلم الثاني «حفلة منتصف الليل» التي قامت بإنتاجه الشركة العربية وبلغت ميزانيته 9 ملايين جنيه والفيلم تم تصويره منذ ما يقرب من عامين وهو من أكثر الأفلام التي عانت كثيراً من تأجيل عرضها وتقوم ببطولة الفيلم رانيا يوسف والتونسية درة، وتدور الأحداث حول جريمة قتل غامضة يتورط فيها العديد من شخصيات الفيلم دون وجود أدلة حقيقية على أي منهم وتحاول أجهزة الأمن البحث عن لغز هذه الجريمة وخلال ذلك تنكشف العديد من المفاجآت الدرامية المثيرة، وهناك فيلم ثالث تدور أحداثه في نفس عالم الإثارة والتشويق وهو فيلم «كريسماس» الذي تقوم ببطولته علا غانم وبلغت ميزانيته 7 ملايين جنيه وهو من الأفلام المؤجل عرضها وسيتم عرضه مع بداية الموسم فعلياً نهاية يناير الحالي. وإذا كان الموسم كاملاً سيضم 6 أفلام فإن ثلاثة منها انتهجت أسلوب التشويق والإثارة واتخذت قالب «الأكشن» كما أشرنا، فإن الثلاثة أفلام الأخرى اتخذت قالب الكوميديا كأسلوب وإطار تدور من خلاله أحداثه وفي مقدمة هذه الأفلام، فيلم نجم الكوميديا أحمد حلمي «على جثتي» وتشاركه البطولة غادة عادل، وهو من إنتاج شركة «فيو سينشري» بالتعاون مع شركة «شادوز» التي أسسها أحمد حلمي مؤخراً، والفيلم تتجاوز ميزانيته الـ 20 مليون جنيه وتدور أحداثه في إطار أقرب إلى الفانتازيا من خلال روح أحد الأشخاص المعلقة بين السماء والأرض وتريد معرفة رأي المحيطين بها عنها بعد وفاتها، والفيلم من تأليف تامر إبراهيم ومن إخراج محمد بكير والاثنان يخوضان تجربتهما السينمائية الأولى تأليفاً وإخراجاً، لكن أحمد حلمي يراهن على إمكانياتهما الفنية، وسيعرض الفيلم من خلال 80 نسخة تم طبعها لتشغل 90 دار عرض في القاهرة والأقاليم، ويتوقع صناع السينما المصرية أن يكتسح أحمد حلمي وفيلمه إيرادات هذا الموسم، خصوصاً أن الساحة تكاد تكون خالية من النجوم الكبار الذين قد يمثلون له منافسة حقيقية، والذين فضلوا أن يكون الموسم السينمائي الصيفي التقليدي هو الأنسب لعرض أفلامهم، ويرى الكثيرون في الوسط السينمائي أن حلمي استطاع بذكاء أن يبعد نفسه عن المنافسة الحقيقية مع أحمد مكي والسقا ومحمد سعد وأحمد عز وهاني سلامة وهاني رمزي المتوقع أن يشتعل موسم الصيف بالمنافسة بين أفلامهم، هذا رغم أن أحمد حلمي يحتل مقدمة السباق والمنافسة طوال السنوات الأخيرة، لكنه آثر أن يعرض فيلمه خلال موسم منتصف العام بعيداً عن صخب المنافسة.

أما الفيلمان الأخيران فهما «فبراير الأسود» من تأليف وإخراج محمد أمين، وهو من الأفلام الجيدة المستوى وكان مرشحاً بقوة للمشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي الأخير لكن الشركة العربية المنتجة للفيلم رفضت مشاركته في المهرجان حتى لا تتأثر إيراداته أثناء عرضه الجماهيري إذا لم يحصل على جائزة في المهرجان، والفيلم من نوعيات أفلام الكوميديا السوداء التي يقدمها الكاتب والمخرج السينمائي محمد أمين في معظم أفلامه تأليفاً وإخراجاً، والفيلم من بطولة خالد صالح وبلغت ميزانية إنتاجه 13 مليون جنيه وهو من الأفلام التي تعطل تصويرها أكثر من مرة بسبب صخب الأحداث السياسية في مصر خلال العام الماضي، وهو أيضاً من الأفلام الجيدة المستوى كسائر أفلام محمد أمين، حيث إن هذا الفنان السينمائي رغم أنه مقل في إنتاجه إلا أنه يحرص دائماً على الدقة والجودة، ويطرح العديد من المشكلات السياسية والاجتماعية في مصر في أفلامه بجرأة وسخرية وفي إطار كوميديا سوداء راقية وشجية، ويبقى السؤال الذي يتردد بقوة على الساحة هل يكون هذا المستوى الجيد للفيلم مؤشراً على تحقيقه للإيرادات والنجاح الجماهيري؟، بالطبع هذا ما يتمناه صناع الفيلم وأبطاله وتيمناً أيضاً عشاق وجمهور السينما الراقية.

أما الفيلم الأخير من أفلام موسم إجازة منتصف العام فهو «كلبي دليلي» بطولة سامح حسين وإخراج إسماعيل فاروق وإنتاج أحمد السبكي، وميزانيته 6 ملايين جنيه، وهنا سؤال يطرح نفسه أيضاً: هل يعوض سامح بهذا الفيلم الإخفاق الذي كان عليه فيلمه الأخير «30 فبراير» الذي عرض منذ شهور قليلة؟، لا شك أن سامح كنجم كوميدي صاعد يتمنى أن يؤكد مكانته على الساحة من خلال هذا الفيلم وبالطبع يراهن عليه، من أجل الاستمرار والتواجد.

الناقدة ومديرة مهرجان تاورمينا الإيطالي

ديبورا يونغ: سينما المرأة العربية مرآة إلى العالمية 

تعتبر الناقدة الاميركية ديبورا يونغ واحدة من اكثر المتابعات والراصدات للانتاج السينمائي العربي حيث تعود علاقتها بالسينما العربية الى مرحلة مبكرة من مطلع الثمانينيات من القرن الماضي وهي تؤكد بأن الانعكاس، تعبير جيد لمفهوم المرأة في قدرتها على قراءة الواقع بين مصداقية وخيال المشاهد، خاصةً في عالم الفن السابع، والدليل الموضوعي للطرح السابق، هو ردود الفعل المتجددة للمختصين في مجال صناعة السينما والمتابعين في تفاصيل هذا الانعكاس، أثناء تغطياتهم المستمرة للملتقيات السينمائية العربية والعالمية.

ذلك ما أكدته الناقدة السينمائية العالمية، ومديرة مهرجان تاورمينا السينمائي الإيطالي ديبورا يونغ قائلةً: «تظل السينما انعكاسا للذات الإنسانية، في تطلعاتها لملامسة التفاصيل، ببعد لا يستطيع الحس الاعتيادي واليومي الكشف عنه، وسينما المرأة العربية انكسار هذا الانعكاس عبر الصورة».

وإعادة لرسم مشاركتها وفعلها الاجتماعي، الذي ظل عربياً ولا يزال في منطقة رمادية، فأطروحات مخرجات السينما استفهام يدفع بأجوبة تقودها تطلعات عالمية لمعرفة المزيد، بسبب الهالة الإعلامية الاستهلاكية لنمطية صورة المرأة، وإعاقته لقراءة قدراتها وخيالها.

إذا أفلام المخرجات العربيات، تقف أمام مخاض معرفة جديدة للمرأة في الوطن العربي، إيضاح جاء في حديث ديبورا، التي تناولت قراءة الإنتاجات العربية بين 50 إلى 20 سنة ماضية، دعمها مشاركتها في أوائل التسعينات في مهرجان القاهرة السينمائي، الذي أثمر بلقاء نخبة من المخرجين المصريين ومنهم يوسف شاهين.

إلى جانب عملها على مدى 30 عاماً في مجال الكتابة الصحافية، انتقالاً إلى النقد السينمائي وإدارة المهرجانات. ديبورا أميركية الجنسية، عاشت سنوات طويلة في إيطاليا مترصدةً الصناعة السينمائية هناك، عملت مستشاراً في مهرجان ترايبيكا السينمائي في نيويورك، وادارت مهرجان «أحداث السينما الايطالية الجديدة. «مشوق» وصف موضوعي لآراء يونغ حول السينما العربية، بعد تواجدها في الكثير من الملتقيات السينمائية على مدى سنوات، مصنفةً مهرجان دبي السينمائي بالمفضل لديها، ومنوهةً الى أن السينما العربية أخيراً بدأت تقدم نماذج عديدة لصناعة المرأة العربية في السينما من مثل «وجدة « للمخرجة السعودية هيفاء المنصور، و«هرج ومرج» للمخرجة نادين خان، لفتت حولها: «هناك ما هو مختلف في طرح المرأة في السينما العربية، وأعتقد أن بروز هذه الأعمال، لعب دوراً في الكشف عن تفاصيل قضايا المرأة العربية وتطلعاتها بشكل يحتمل اعتباره قراءة تحليلية، كونها أفلاما تكشف وجدان المرأة دون تقليدية الإعلام، إلى جانب أن وصول تلك العروض للملتقيات الدولية، جدير بتغير مسار المناقشة في عملية مستقبل الصناعة السينمائية في العالم العربي». أعجبها الاهتمام والاحتفاء المتفرد لمهرجان دبي السينمائي بالسينما الهندية، وأن هناك ما هو غير متعلق بتجارية «بوليوود»، وأهمية الاستثمار بالفن السابع بعيداً عن أسماء أو نجوم، وتحتفي بالقصص الإنسانية.

ومن خلال تجربتها الطويلة، وصلت إلى قناعة مفادها أن تحويل فيلم المهرجانات إلى استثمار تجاري مرتبط بصالات العرض، يظل أملا ضعيفا تحقيقه، لذلك أيدت المزج بينها، حيث قدمت فيلم «هيتشوك» للمخرج ساشا جيرفاسي، مثال عملي حول ذلك، مرجحةً تفعيل عمل الأفلام المستقلة إلى المهرجانات وقالت حول ذلك: «أمر مضحك، ولكننا في النهاية نبدأ بالاقتناع أن الفيلم المستقل ثقافة تتبناها مهرجانات السينما، وهو دورها في صياغة حوار يفعّل المعرفة بين صناع الفيلم والجمهور، ويلقى المخرجون والكتاب التقدير والاحترام المعنوي». بين الفيلم الوثائقي والروائي، تخصصت ديبورا في الكتابة النقدية للأفلام الروائية، لأنها عملت في صحف ومؤسسات اهتمت بشكل أكبر في هذا الجانب. وأوضحت أن «دبي السينمائي» شكل تنافسية بين المهرجانات العربية، عبر التصدر لاستقطاب الأفلام النوعية، وهو بحد ذاته يعد إنجازاً، حيث قدمت ديبورا لسيرتها الفنية إخراجها لفيلم سينمائي، نوهت حوله أنها أرادت عيش تجربة صناعة فيلم، وتدرس الصعوبات التي يواجهها المتخصصون في هذا المجال، وتوصلت إلى أن التمويل يعد المعوق الأساسي لأكثر الأفلام، مبينةً أنها لو أرادت فعلاً اتخاذ السينما كمستقبل، لبحثت عن فرص صناعتها من خلال السفر، بين بلدان لم تتأثر بشكل أساسي بالأزمة الاقتصادية، التي لعبت دوراً في تقليص الاهتمام بتمويل الأفلام.

ويبقى ان نقول بانها محاولة لقراءة السينما العربية من خلال عيون ناقدة كبيرة هي ديبورا يونغ .

النهار الكويتية في

30/01/2013

رائعة ديكنز مازالت ملهمة لخيال السينمائيين

«آمال عظيمة».. مخيب للآمال

شريف صالح 

لا أدري هل هي مجرد مصادفة أن تعود السينما العالمية في التوقيت نفسه، إلى روايتين شهيرتين جداً، كتبتا قبل نحو 150 عاماً، الأولى هي «البؤساء» للفرنسي فيكتور هوغو والتي قدمت برؤية موسيقية نالت الاستحسان وحصة وافرة من الجوائز والترشيحات.. والرواية الأخرى هي «آمال عظيمة» أو Great Expectations للروائي الإنكليزي الأشهر تشارلز ديكنز.

المعروف أن ديكنز نشر الرواية مسلسلة عام 1860 ثم نشرت للمرة الأولى عام 1861، وهو عادة في رواياته يتمتع بالقدرة على مزج تجاربه الذاتية في صلب أعماله إلى جانب التحليل الذكي للمجتمع البريطاني وطبقاته وتأثيرات الثورة الصناعية، بأسلوب مرح رغم ما يتمتع به من عمق وإدراك للعاطفة الإنسانية وتعقيداتها، والحرص على التشويق ومتانة الحبكة.

والفيلم الجديد يحمل توقيع المخرج مايك نويل صاحب فيلم «أربع زيجات وجنازة»، كتب السيناريو ديفيد نيكولز. وبرغم الطاقم البريطاني تقريباً، إلا أنه ليس من السهل تقديم قصة تم استلهامها أكثر من 250 مرة، وقدمتها هوليوود أكثر من مرة، منذ العام 1934 لكن أشهر نسخة قدمت كانت عام 1946 بتوقيع المخرج الشهير ديفيد لين الحائز على الأوسكار مرتين، وقد رشح الفيلم بالفعل لخمس جوائز أوسكار، نال منها اثنتين. وكان من بطولة جون ميلس، وفاليري هوبسون. فما الجديد في النسخة الجديدة إذا كانت لم تحظ بمثل هذا الاحتفاء الذي حظيت به نسخة الأربعينيات؟ أم الأمر لا يعدو مجرد «الحنين» والاستفادة من التطور التكنولوجي في إعادة بناء المجتمع الإنكليزي كما تبدى قبل مائة وخمسين عاماً؟!

الفيلم، وكما هو معروف من الرواية الأصلية، يتناول قصة الصبي «بيب ـ جيرمي إيرفيد» اليتيم ابن الأعوام السبعة، الذي يعيش في كنف أخته وزوجها الحداد، يقوده حظه العاثر عشية عيد الميلاد وخلال زيارة قبر والدته أن يتلقي بهارب من العدالة هو « ماغويتش ـ رالف فينيس» فيطلب منه طعاماً و«مبرداً» لقطع أغلاله، ويفي الصبي بالوعد، لكن الشرطة تنال منه، بعد أن يكون هذا الهارب الغامض قد علم اسم الصبي.

وستمر بنا النقلات الزمنية، التي تستغرق حوالي ساعة، أي نصف مدة الفيلم تقريباً، حيث نتابع صداقة «بيب» مع «زوج أخته» ثم تقديم الأخت عرض له كي يذهب كي يلعب ويلهو عند سيدة موسرة تعيش في قصرها العتيق ولا ترى الشمس، وتبدو أقرب إلى المختلة عقلياً وهي «السيدة هافيشام ـ هيلينا بونهام كارتر»، التي ترعى بدورها طفلة في عمر «بيب» تقريباً، تدعى «ستيلا ـ هوليداي غرينجر» وتدربها على احتقار الرجال وأن تعيش بلا قلب.

ثم تموت الأخت، وتقطع «هافيشام» علاقتها بالصبي لأنه بنظرها لن يكون سوى حداد، ولن يصبح نبيلاً من طبقتها. وتمر سنوات قليلة، وقد أصبح الصبي شاباً يافعاً لكن قلبه معلق ب «ستيلا» وهنا يحظى عن طريق المحامي «جاغيرز ـ روبي كولتران» بعرض غامض كي يسافر إلى لندن، ويعيش حياة النبلاء مع التكفل بكافة مصاريفه، على أن يحتفظ باسمه «بيب» كما هو.. فيذهب «بيب» إلى السيدة «هافيشام» للسلام عليها واستئذانها في السفر، ظناً منه أنها وراء هذا العرض السخي كي تؤهله للزواج من «ستيلا»، خصوصا أنها بدت على علم بكل تفاصيل هذه الصفقة.

في لندن يتحول «بيب» إلى حياة النبلاء، ويلتقي أخيراً بحبيبته «ستيلا» لكنها لا تتجاوب معه، وتحذره من تحطيم قلبه، وأخيراً تتزوج من أحد أثرياء لندن.

هذا التوالي التاريخي للقصة، لم يكن مشوقاً ما يكفي، ورغم التساؤلات الكثيرة التي قد ترد على ذهن المتلقي، عن سر احتفاظ «هافيشام» بزفاف العروس إلى الأبد، وسفرة حفل الزفاف بكل ما عليها، وعما إذا كانت تحب هذا الصبي وتسعى كي يتزوج حبيبته أم لا؟ إلا أن هذه التساؤلات لم ترتفع بإيقاع الفيلم، حتى الثلث الأخير الذي حدثت فيه سريعاً جداً عمليات الكشف وربط الشخصيات ببعضها البعض.

في لحظات النهاية يكتشف «بيب» أن من يقف وراء إعداده كنبيل من نبلاء لندن، هو الهارب القديم «ماغويتش» الذي اعتبره ابناً له، ورأى فيه إمارات النبل حين أنقذه من الموت قبل سنوات، وقد هرب وكون ثروة أنفقها تقريبا لإسعاد «بيب». ورغم خطر الحكم عليه بالموت عاد إلى لندن كي يلتقي ابنه، لكن «بيب» وجد صعوبة في مبادلته تلك المشاعر.

وحين يواجه «هافيشام» تخبره بأنها لم تقل له إنها هي صاحبة العرض السخي، لكنه صدق ما أراد أن يصدقه. وخلال تلك المواجهة تسقط شمعة تؤدي إلى احتراقها ووفاتها. الكشف الآخر الأكثر أهمية أن «ماغويتش» هو نفسه الرجل الذي حطم قلب «هافيشام» عندما دبر مع أخيها عملية الزواج منها للاستيلاء على ميراثها، رغم أنه كان متزوجاً ولديه طفلة. وفي يوم الزفاف خذلها، ولاحقاً انقلب عليه أخوها ليعيش حياته سجينا هارباً، لا يحلم سوى بقتل أخيها. ثم كشف ثالث، بأن المحامي الذي يرعى «بيب» وهو نفسه محامي «هافيشام»، كان أيضا محامي «ماغويتش» قبل سنوات، وقد رعى زوجته التي تعمل لديه، وأخبره أن طفلته قد ماتت بداء السل، خلافا للحقيقة، فما أقنع الزوجة بالتخلي عنها للسيدة «هافيشام» لتربيتها. وهنا يكتشف بيب» أن «ستيلا» في حقيقة الأمر هي ابنة الرجل الذي عطف عليه. وقد ربتها المرأة وحطمت قلبها في الوقت نفسه، المرأة التي حطمها هذا الرجل نفسه! وأخيراً يموت «ماغويتش» عقب مطاردته الأخيرة لشقيق «هافيشام» وعلى فراش الموت يخبره «بيب» أن ابنته شابة جميلة وعلى قيد الحياة. فيما يموت زوج «ستيلا» التي سددت ديون «بيب» وعادت إليه في نهاية رومانسية، بعد أن أخبره المحامي أنه لا داعي لإخبارها عن أبيها الحقيقي. إنها شبكة من تعقيدات العلاقات الإنسانية، وأغوارها النفسية، كانت كفيلة جداً، بإنتاج فيلم عظيم، لكن رتابة العرض، وهبوط الإيقاع في النصف الأول، مقارنة باختزال عمليات الكشف لآخر مقطع فيلمي، كل ذلك أضعف حبكة الفيلم وقدرته على التشويق. ورغم خبرة الممثلين خصوصا رالف فينس وهيلينا بونهام كارتر، إلا أن البطلين الشابين، لم يكونا مقنعين كثيرا في تجسيد العلاقة الرومانسية المعقدة بينهما. وليس غريباً أن يحظى الفيلم بتقييم متوسط على موقع IMDB لأنه بالفعل كان مخيباً للآمال، على الأقل آمالي أنا كمشاهد، لأنه عندما تعيد قصة بحجم «آمال عظيمة» من الضروري أن يكون لديك ما تضيفه وإلا فما الداعي؟!

Sherifsaleh2000@gmail.com

الاختراق مؤشر لانهيار صناعة السينما في مصر

تسريب فيلم «على جثتي» قبيل 24 ساعة من عرضه رسمياً 

مجددا يأتي حادث تسريب واحد من اهم النتاجات السينمائية الحديثة ليشكل علامات استفهام كبيرة تشير بما لا يقطع الشك بان هناك جهات تعمل على تدمير صناعة الفن السابع في العالم العربي وفي مصر على وجه الخصوص فقد جدد تسريب فيلم «على جثتي» لأحمد حلمي قبل مرور 24 ساعة فقط من طرحه بدور السينما، مخاوف السينمائيين من التعرض لخسائر فادحة جراء تعرض الأفلام للقرصنة المتتالية، ما يؤثر على حجم الايرادات. وبعد ساعات قليلة من بداية عرض الفيلم، تم تسريب نسخة وصفت بالجيدة، عبر تداول روابط تحميل الفيلم على اليوتيوب والمنتديات والمواقع. أثارت الواقعة غضباً واسعاً في أوساط السينمائيين، وخاصة أسرة الفيلم التي سارعت الى التواصل مع موقع «يوتيوب» لحذف النسخة، كما طلبت مساعدة وزارة الاتصالات لحذف النسخ المسروقة من على المنتديات والمواقع، وهددت الشركة المنتجة برفع دعاوى قضائية ضد كل من يعرض الفيلم بشكل غير قانوني

وطالب هاني عادل جمهوره ومحبي الفن الراقي بمشاهدة الفيلم في السينما، وعدم مشاهدته على الانترنت للمحافظة على الفن الهادف، وتشجيع الفنانين على صنع فن جميل ونظيف. وكتب على صفحته بموقع «فيسبوك» لمحبي الفن المحترم، «رجاء خاص يا جماعة فيلم حلمي الجديد «على جثتي» «اتسرق ونزل على النت أرجوك اتفرج عليه في السينما علشان المتعة تبقى أكثر، وتشجع حلمي وكل الذين يقدمون فناً محترما».

أما تامر ابراهيم مؤلف الفيلم، فقلل من أهمية التسريب وتأثيره على الايرادات وقال: هذا يحدث مع كل شيء في مصر، سواء الكتب أو الأفلام أو حتى الألبومات الغنائية. مشيرا الى ان أحمد حلمي يتمتع بجماهيرية واسعة، ولن يؤثر تسريب الفيلم على حجم الاقبال عليه.

فيلم «على جثتي» يشارك في بطولته غادة عادل وخالد أبو النجا وحسن حسني، ويظهر فيه أحمد السقا كضيف شرف واخراج محمد بكير. وتدور أحداثه في اطار اجتماعي كوميدي، ويجسد أحمد حلمي فيه شخصية صاحب محل أثاث يصاب في حادث ليعاني غيبوبة طوال أحداث الفيلم ويكتشف حقيقة نفوس من حوله دون ان يدري أحد به من خلال الأحداث. ورغم ان عمليات القرصنة تعود الى سنوات طويلة سابقة، لكنها زادت على نحو ملحوظ خلال العامين الماضيين، وبلغت ذروتها خلال موسم عيد الفطر الماضي، حيث تم تسريب ثلاثة من أفلام العيد، هي - مستر أند ميسز عويس، وتيته رهيبة، وبابا.

وجاء في مقدمة الأفلام الأكثر تحميلاً طبقاً لعدد مرات التحميل من قبل المتابعين لعمليات القرصنة الفنية في مثل تلك المواسم، فيلم «مستر أند ميسز عويس» الذي وصل عدد مرات تحميله الى 98486 مرة، وهو الفيلم الذي يقوم ببطولته حمادة هلال وبشرى وهناء الشوربجي وتيتيانا ولطفي لبيب.

وجاء في المرتبة الثانية فيلم «تيته رهيبة»، الذي وصل عدد مرات تحميله الى 42421 مرة، وهو الفيلم الذي يقوم ببطولته محمد هنيدي ومحمد فراج وايمي سمير غانم وسميحة أيوب، واحتل فيلم «بابا» الذي يقوم ببطولته كل من أحمد السقا ودرة وادوارد وسليمان عيد المرتبة الثالثة ووصل عدد مرات تحميله الى 29382 مرة. وبهذا يصل مجموع عدد مرات التحميل للأفلام الثلاثة الى أكثر من 170 ألف مرة وبتقدير متوسط سعر تذكرة السينما بـ15 جنيها، ويصل مجموع أقل خسارة للشركات المنتجة والموزعة للأفلام الى ما يتخطى حاجز 5.2 ملايين جنيه.

أما الواقعة التي سببت مشكلة كبرى فكانت لفيلم «بعد الموقعة» للمخرج يسري نصرالله، حيث استبعد الفيلم من المسابقة الرسمية لمهرجان أبوظبي الأخير، وتم عرضه خارج مسابقات المهرجان ردا على عرضه تجاريا في منطقة الخليج قبل بداية المهرجان بأيام قليلة، وهو ما يخالف لوائح المهرجان.

المثير في الأمر، ما كشفه حينها المخرج يسري نصر الله نفسه من ان الشركة المنتجة اضطرت الى الاسراع بطرح الفيلم تجاريا قبل الموعد المحدد سلفا بعد تسريب نسخة من الفيلم في مصر، موضحا ان تأجيل طرح الفيلم لحين انتهاء المهرجان كان سيتسبب في خسائر كبيرة للشركة المنتجة.

فرغت من كتابته زوجته الدكتورة لميس جابر

«محمد علي باشا» من مسلسل إلى فيلم سينمائي 

بعد أن اقترب الفنان يحيى الفخراني من أن يفقد الأمل تماماً في تصوير مسلسل «محمد علي باشا» وإخراجه إلى شاشة التلفزيون قررت كاتبة العمل وزوجة يحيى الفخراني الدكتورة لميس جابر أن تحول العمل مرة أخرى إلى فيلم سينمائي على أمل أن يخرج إلى شاشة السينما بشكل أسرع، وأقل كلفة من عمله على شكل مسلسل، خاصة بعد توالي المشكلات والأزمات الإنتاجية والتي تسببت في توقف العمل داخل المسلسل عدة مرات وانتهت بتأجيل التصوير لفترة طويلة، والذي كان من المفترض أن ينتهي العمل في المسلسل منذ عام تقريباً

بدأت القصة عندما قررت الكاتبة لميس جابر كتابة عمل سينمائي يتناول قصة حياه «محمد علي باشا» حاكم مصر والسودان ومؤسس دولة مصر الحديثة، منذ أكثر من 150 عاماً وتعتمد في ذلك على أهم الأحداث التي حدثت في عهد محمد علي وقضائه على حكم المماليك بما يسمى «مذبحة القلعة»، والتي قضى فيها نهائياً على أمراء المماليك بقتلهم داخل القلعة وأيضاً دوره في القضاء على الحركات الوهابية وغيرها من توسعات محمد علي العسكرية.

وتولت شركة «جود نيوز» إنتاج الفيلم وقررت تحويله إلى مسلسل ولكنها في النهاية تنازلت عن إنتاجه لشركة «كنج توت»، وتولى المنتج هشام شعبان إنتاج العمل وبدأ في تنفيذ ديكورات العمل بحسب قوله بتخصيص مساحة 13 فداناً بمدينة الإنتاج الإعلامي لعمل ديكورات المسلسل التي أسندها إلى مهندس الديكور عادل المغربي والتي توازي أحياء مصر القديمة وأيضاً لقصر محمد علي والتي أوشك أن ينتهي منها، إلا أن العمل توقف مرات عديدة وتم تأجيل التصوير فيه لفترات طويلة نظراً لضخامة تكلفة إنتاجه والتي تتعدى الـ 35 مليون جنيه، لأنه يتطلب تنفيذ ديكورات خاصة وتنفيذ حركات وأحداث تاريخية دقيقة.

وكان من المقرر أن يتولى المخرج حاتم علي إخراج المسلسل إلا أنه انسحب هو الآخر من إتمام المهمة لتزداد الأمور تعقيداً وتولى بعد ذلك المخرج شادي الفخراني مهمة إخراج المسلسل والذي أخرج مسلسل الخواجة عبدالقادر للنجم يحيى الفخراني في رمضان الماضي، وكان من المقرر أن يستمر العمل داخل المسلسل لمدة عامين وعرضه في الموسم الدرامي السابق إلا أنه حتى الآن لم يخرج المسلسل إلى النور.

وفي هذا السياق، أكد الفخراني أنه شعر بالاستياء لكل هذه الأزمات التي تسببت في إيقاف التصوير لمرات عديدة خاصة أنه كان متحمساً بشده لهذا العمل، مبدياً إصراراً شديداً لإتمام المسلسل، وعدم التوقف أمام تلك الأزمات الإنتاجية، ومشيداً في الوقت ذاته بجاذبية العمل وأهمية رصد الأحداث التي حدثت في تلك الفترة في مصر في مسلسل تاريخي، وخاصة في ظل تراجع دور الدراما التاريخية المصرية.

قالت كاتبة سيناريو «محمد علي» لميس جابر إن تكلفة إنتاج مسلسل تلفزيوني تاريخي بهذا الشكل في 30 حلقة سيكون أكثر تكلفة منه كفيلم سينمائي خصوصا بعد مشاهدتها مسلسل «نابليون والمحروسة» الذي قامت ببطولته الفنانة ليلى علوي وتم عرضه في الموسم الدرامي السابق، واضافت إن «محمد علي» سيحتاج تكلفة أكثر من «نابليون والمحروسة» بعد إضافة أجزاء دقيقة في الديكور وتصميم المعارك وحركات الأكشن، وإنها تعكف على عقد جلسات متعددة مع الفخراني من أجل الاستعداد للفيلم الذي يعرض فترة تاريخية مهمة ومزدهرة في مصر.

النهار الكويتية في

29/01/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)