حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

حورية فرغلي‏:‏

المنتقم وراء بكائي الدائم

حوار‏:‏ إنجي سمير

 

حققت الفنانة حورية فرغلي نجومية متميزة بالرغم من قصر عمرها الفني حيث كان اول أعمالها فيلم كلمني شكرا‏,‏ بعدها قدمها المخرجون في ادوار متميزة ومختلفة الأنماط‏..‏ حورية أعربت عن سعادتها بنجاح مسلسلها المنتقم الذي يعرض حاليا علي الفضائيات مضيفة الي أنها تسعي الي العمل المتميز سواء كان في السينما أو التليفزيون وأنها ترفض تصنيفها كممثلة إغراء بسبب مشهد واحد فقط قدمته وتريد ان يري المشاهد اعمال التراجيديا ويعلق عليها بدلا من هجومها دون سبب‏.‏حول أعمالها الجديدة ومشروعاتها القادمة كان الحوار مع الأهرام المسائي.

·        ماهي ابرز ردود الأفعال التي تلقيتيها عن مسلسل المنتقم؟

‏**‏ هذا العمل حقق نجاحا كبيرا وتلقيت افضل ردود فعل عنه حيث عملت فيه لمدة عام وتقرب فريق العمل من بعضه كثيرا وبالتالي يجد الجمهور ان كل المشاهد بين فريق العمل حقيقية وشخصيتي في المسلسل زوجة نكدية بسبب الاحداث التي كانت تمر بها لدرجة أني كنت ابكي في حياتي الطبيعية من كثرة تأثير الدور علي شخصيتي وبالفعل نجح واقنعت المشاهد بدوري خاصة وانني قدمته بطريقة طبيعية‏.‏

·        ‏*‏ هل ترين أن عملك لمدة عام في مسلسل واحد هل هذا مرهق؟

‏**‏ بالفعل هذا مرهق كثيرا ويكفي انني لم اقدر علي تطويل شعري لمدة عام كما انني كنت اصور عملين اخرين وهما سيدنا السيد وحكاية بنات وبالتالي كنت اصل لمرحلة عدم عودتي للمنزل لمدة اسبوع وتعب وارهاق حتي ظهر ذلك في بعض مشاهد العمل‏.‏

·        ‏*‏ وماذا عن العمل مع المخرج السوري حاتم علي؟

‏**‏ العمل معه ممتع للغاية ولا يوجد دلع ويأخذ كل مشاهد العمل بجدية وتعلمت منه الانضباط والالتزام ويحترم جدا مواعيد التصوير وكان يوجهني كثيرا داخل التصوير سواء في الملابس او المكياج او الاداء‏.‏

·        ‏*‏ لماذا اتسمت اعمالك في الفترة الاخيرة بالتراجيديا؟

‏**‏ لا اعرف ولكن المخرجين يروني متميزة في المشاهد التراجيدية التي يوجد بها بكاء او ألم وهذا لم يتعبني كثيرا لانني اعتبر من الفنانات اللاتي دمعتهن قريبة كما انني افضل الاعمال التي تقدم قدرات موهبتي حتي يبدو حقيقيا فيقتنع به الجمهور‏.‏

·        ‏*‏ هل تنوين تغيير هذا النمط في الأعمال المقبلة خاصة انك قدمت من قبل تنوعا مميزا؟

‏**‏ قررت تغيير جلدي الفني وسأقدم الفترة المقبلة فيلما كوميديا اجتماعيا وهو نظرية عمتي ويشاركني البطولة حسن الرداد وايناس كامل وهالة صدقي وتأليف عمر طاهر واخراج اسلام خيري وهو عمل رومانسي كوميدي‏.‏

·        ‏*‏ لماذا تحرصين دائما علي ظهورك في شهر رمضان؟

‏**‏ لأنه أفضل شهر في العام الذي يلتزم به المشاهد بالتواجد دائما في المنزل وهنا يعرفني المشاهد جيدا فالدراما تدخل كل بيت في هذا الشهر‏.‏

·        ‏*‏ هل ترجحين كتابة أعمال سينمائية او درامية علي ثورة يناير؟

‏**‏ لا أفضل ذلك لان المشاهد بالفعل مل من الاحداث الحزينة التي اصبح يراها ويسمعها يوميا ومن المفترض ان تكون السينما اوالدراما الشئ الذي يرفه به عن نفسه بالاعمال الكوميدية والاجتماعية اكثر من السياسية‏.‏

·     ‏*‏ تردد انك ندمت علي تعاملك مع المخرج خالد يوسف لانه اظهرك في فيلم كلمني شكرا بمشاهد اغراء‏..‏هل هذا صحيح؟

‏**‏ هذا الكلام عار تماما من الصحة وبالفعل غضبت من الصحافة الصفراء التي رددت شائعات خاطئة تماما خاصة وانني بعد فيلم كلمني شكرا لم اقدم اي فيلم به اغراء واحزن انه يقال عني ممثلة إغراء‏,‏ ولماذا تمحي الصحافة كل اعمالي المتميزة وتتمسك فقط بمشهد واحد في فيلم وهذا ادي الي مشاكل بيني وبين خالد يوسف وانا حاليا اعتذر له عما بدر مني عن طريق الشائعات الخاطئة التي تريد افساد علاقتي به لانه بالفعل استاذي وله فضل كبير في دخولي مجال الفن وكل ماحدث في هذا الموضوع ان احدي الصحف سألتني لو رجع بك الزمن للعمل في هذا الفيلم مرة اخري هل كنت ستوافقين؟ كانت اجابتي ممكن افكر قبل تقديمي هذا المشهد ولكن لم اخطأ في حق اي شخص‏.‏

·        ‏*‏ ما الجديد خلال الفترة المقبلة؟

‏**‏ بجانب فيلم نظرية عمتي وافقت علي فيلم لخبطة مع محمد رمضان ولكنه لايزال في مرحلة الكتابة وهو مختلف تماما عن عبده موتة وفيلم سري للغاية مع عمرو سعد واخراج محمد دياب وفيلم مراتك مراتي مع حسن الرداد كما اعقد حاليا جلسات عمل مع المؤلف وحيد حامد للعمل معه في مسلسل بدون ذكر اسماء ويشاركني البطولة أحمد الفيشاوي وروبي وعبد العزيز مخيون وسلوي خطاب ومحمد فراج واخراج تامر محسن ومن المقرر ان يبدأ تصويره في فبراير المقبل‏.‏

الساحة الفنية تفقد اثنين من كبار نجومها

رحيل وحيد سيف ونبيل الهجرسي

محمد عبد العلي ـ مني شديد 

في يوم حزين علي الساحة الفنية‏,‏ فقدنا أمس من نجوم الكوميديا اثنين من كبار نجومه‏,‏ برحيل الفنانين الكبيرين وحيد سيف ونبيل الهجرسي‏,‏ إذ أن تشييع جنازة الفنان وحيد سيف في مدينة الإسكندرية اليوم‏,‏ بينما تشييع جنازة الفنان نبيل الهجرسي من مسجد السيدة نفيسة في القاهرة‏,‏ وسيقام عزاء الراحلين مساء الخميس المقبل‏24‏ يناير في مسجد الحامدية الشاذلية بالمهندسين‏.‏

الفنان وحيد سيف رحل عن عمر يناهز‏79‏ عاما‏,‏ بعد مشوار فني حافل بدأه بالمسرح أثناء دراسته الجامعية وقدم العديد من الأعمال منها حسن ومرقص وكوهين واشترك مع فرقة الريحاني في مسرحية انهم يدخلون الجنة‏,‏ شارك في العديد من الأعمال الفنية في السينما والمسرح والتليفزيون وتميز بخفة ظله وحضوره علي الشاشة وعلي خشبة المسرح‏.‏

ومن اشهر المسرحيات التي شارك فيها دول عصابة يا بابا مع محمد نجم قشطة وعسل‏,‏ شارع محمد علي مع الفنان فريد شوقي وشريهان وهشام سليم‏,‏ ربنا يخللي جمعة ومن مسلسلاته الناجحة المال والبنون‏,‏ وسامحوني ماكانش قصدي‏,‏ ورحلة السيد أبو العلا البشري مع محمود مرسي‏.‏

وبدأ طريقه مع السينما في عام‏1971‏ بفيلم زوجتي والكلب‏,‏ ومن أفلامه أيضا الحفيد والكرنك آه وآه من شربات وتجيبها كده تجيلها كده هي كده وسواق الاتوبيس وغريب في بيتي وابو العربي وجاي في السريع وسيد العاطفي وعلي سبايسي وعايز حقي ومحامي خلع وآخر افلامه الفرقة‏16‏ إجرام وعبده مواسم في‏.2006‏

بينما رحل الفنان نبيل الهجرسي عن عمر يناهز‏76‏ عاما إثر هبوط حاد بالدورة الدموية‏,‏ وهو حاصل علي بكالوريوس الفنون التطبيقية وتزوج في بداية حياته من الفنانة إسعاد يونس وهي في بداية عملها كمذعة ثم انفصلا‏.‏

وقدم الفنان الراحل العديد من الأعمال الفنية علي خشبة المسرح منها أصل وصورة‏,‏ وأنا ومراتي وجوزها‏,‏ والصعلوكة‏,‏ ومقالب محروس والطرطور‏,‏ وغيرها من الأعمال‏,‏ وكانت آخر أعماله في التليفزيون سيت كوم بيت العيلة وسيت كوم التنين وسيت كوم في العلالي‏,‏ كما قدم عشرات الأعمال التلفزيونية والسينمائية والإذاعية‏,‏ منها العمدة هانم وحضرة الضابط أخي والحساب وفيلمليلة سقوط بغداد وعلي سبايسي الذي شاركه فيه الفنان الراحل وحيد سيف‏.‏

الأهرام المسائي في

20/01/2013

 

لـعـبـا مـعـاً ورحـلا فـي يـوم واحـد

وحيد سيف ونبيل الهجرسي.. زمن الكوميديا الأبيض

نديم جرجورة 

في يوم واحد، رحلا. اختارا موعداً مع الموت، تاركَين خلفهما تاريخاً من الحكايات الضاحكة. تاركَين خلفهما أفلاماً وأعمالاً تلفزيونية ومسرحيات ساهمت، بطريقة أو بأخرى، في كتابة فصل من تاريخ فن وبلد وتحوّلات. وُصفا بأنهما ممثلان كوميديان. التمثيل الكوميدي الجدّي بات نادراً في اللحظة الراهنة. التمثيل الكوميدي السليم، المبني على ركائز ثقافية وفنية وتقنية، تُحوّل الحركة إلى ضحكة، وتجعل الكلام تلاعباً بديعاً بالكلمات والجمل، من أجل انتزاع ضحكة من مُشاهد أو أكثر. أساساً، هما لا ينتزعان الضحكة، لأنهما بارعان في صناعتها من دون جهد. الجهد، هنا، معقودٌ على بناء هذا التاريخ الكوميدي في الفنون البصرية والمسرحية المصرية، وإن شهدت المرحلة الأخيرة من صناعتها هبوطاً حادّاً في إنجاز أعمال راقية وسوية

في يوم واحد، رحلا. الممثلان الكوميديان المصريان وحيد سيف (74 عاماً) ونبيل الهجرسي (76 عاماً) اختارا يوم السبت الفائت ليغادرا معاً عالماً غارقاً في تخبّطاته المأساوية، العاجزة عن إعادة تطهير الكوميديا والضحك من أدران التسطيح والتهريج والتفريغ الإبداعي. ليغادرا معاً صناعة مصرية أنتجت روائع، وأفرزت حالات غريبة من التجاريّ الباهت. ليغادرا معاً بيئة معجونة بالقلق والتمزّق، بعد أن عاشت (هذه البيئة) محطّات متناقضة بين رخاء وشدّة، وبين عطاء جدّي وآخر سطحيّ. الممثلان الكوميديان وحيد سيف ونبيل الهجرسي عاينا زمناً أبيض للفن السابع المصري، واختارا منذ البداية تلك الطريق الأصعب في التمثيل: الكوميديا. لم يؤدّيا أدواراً أولى أو أساسية، مع أنهما كانا في واجهة المشهد. لم يكن وقوفهما «وراء» الممثل «البطل» تقليلاً من شأن إبداعي، أدركا تحويله إلى بهجة سينمائية أو تلفزيونية أو مسرحية. أدركا وسمه بطابعيهما، المرتكز على بساطة اللغة في القول، وعلى رهافة الإحساس في تقديم الشخصيات، وعلى ابتكار حراك، في اليد أو الجسد أو الوجه، يذهب بالمُشاهد إلى ضحك مريح وممتع

لكن، على الرغم من براعته الكوميدية، قدّم وحيد سيف أدواراً مزجت شيئاً من الكوميديا بنوع من الدراما، في أفلام صُنّفت سياسية أو اجتماعية. أفلام ناقشت بؤس المجتمع، أو قذارة الأمن، أو أزمة الضمير. فهو شارك في «زوجتي والكلب» (1971) لسعيد مرزوق، و«الكرنك» (1975) لعلي بدرخان، و«التخشيبة» (1984) لعاطف الطيّب، من بين أفلام كثيرة. أي أن سيف لم يكن مجرّد «كوميديان»، بل ممثل امتلك خاصيّة الكوميديا من دون أن يتخلّى عن تقنية التمثيل وطقوسه وقواعده ونُظمه. ابن المسرح الكلاسيكي، الذي درس التاريخ، انتقل إلى الشاشتين الكبيرة والصغيرة من دون أن يبتعد عن المسرح. من شكسبير إلى مخرجي السينما الواقعية والاجتماعية والسياسية، الذين واجهوا أنظمة الفساد والقمع والنهب بلغة سينمائية فاضحة، عاش وحيد سيف مراحل التحوّلات المصرية منذ العام 1965، أي قبل عامين على هزيمة «حرب الأيام الستة»، التي (الهزيمة و/ أو الحرب) أطلقت موجة سينمائية انتقادية وكاشفة وقائع وتفاصيل، استمرّت لغاية الثمانينيات المنصرمة، أو إلى ما بعدها بقليل. بهذا المعنى، بدأ وحيد سيف حياته المهنية في لحظة تأسيسية أثمرت هذه الموجة المتحوّلة، بفضل براعة سينمائيين عديدين، إلى حالة متماسكة، جعلت الصورة مرآة بلد وناس

من جهته، حافظ نبيل الهجرسي على تمثيل كوميديّ بحت، وإن تخلّل حياته المهنية بعض التنويع. عمل مع وحيد سيف في أعمال عدّة، منها مسرحيتا «الزنقة» و«قانون الحبّ»، اللتان أخرجهما الهجرسي نفسه إلى جانب مسرحية ثالثة بعنوان «موعد مع الوزير». في هذه الأخيرة مثّلت إسعاد يونس، التي تزوّجته في بداية شبابه، قبل أن تنفصل عنه لاحقاً. ما جمعه بوحيد سيف يتعدّى مجرّد الزمالة في مهنة تتطلّب جهداً جسدياً واجتهاداً عقلياً لتطوير كياناتها التقنية والفنية. عملا معاً. اشتغلا في عدد كبير من الأعمال البصرية والمسرحية. تألّقا في أزمنة مختلفة. عاصرا استبداد سلطة وقيام ثورة. غابا في لحظة انكشاف مزيد من الاهتراء في جسم المهنة وروحها. نبيل الهجرسي بدا، بوقوفه في الصفّ الثاني، مراقباً يحلّل حضور الشخصيات الرئيسة، فيبرع في اختزال المسافة بينها وبين شخصياته. هذا عمل صعب ومعقّد، في الكوميديا كما في التراجيديا، وإن مالت كفّة الكوميديا في السجل التمثيلي لنبيل الهجرسي، الحافل بأدوار وحكايات. مثّل بإدارة حسن الإمام في «القضية المشهورة» (1978)، كما بإدارة حسن حافظ في «فيفا زلاطا» (1976). فيلمان منجزان في حقبة واحدة، يفترقان في مادتهما وأسلوب عمل مخرجيهما. من فعل الجريمة وسؤال الخطأ والخطيئة ومعنى البراءة والذنب في الأول، إلى ذروة الإضحاك في لعبة منسوخة عن «فيفا زاباتا» (1952) لإيليا كازان، بهدف تحميل النصّ المصري مواقف ضاحكة، ابتعدت كلّياً عن جمالية الأصل الأميركي في الثاني. اختيار هذين الفيلمين من السيرة الفنية لنبيل الهجرسي تأكيد على حرفية الراحل في استخدام مخيّلته الذاتية لإضفاء طابع حميميّ على دور أو شخصية أو حالة. تأكيد على التناقض الواضح بين الفيلمين/ النمطين، القادر على إثارة حماسة الممثل في إيجاد معطيات أدائية لائقة به وبالصنيع الفني، وإن غاص بعض الأعمال في تهريج الكوميديا، لا الكوميديا الصرفة. تأكيد على أن نبيل الهجرسي التقط اللعبة السينمائية بتناقضات أنواعها وأساليبها واشتغالاتها، كما فعل وحيد سيف أيضاً

في يوم واحد، رحلا. ممثلان كوميديان برعا في الإضحاك، ونجحا في تفعيل الحضور التمثيلي التراجيديّ، وسط انقلاب الأزمنة المصرية، سينمائياً وسياسياً واجتماعياً

السفير اللبنانية في

21/01/2013

 

وحيد سيف ونبيل الهجرسي: مصر تودّع جيل الظرفاء

 محمد عبد الرحمن/ القاهرة 

ينتمي الراحلان إلى جيل واحد. ورغم أنّ سيف قدم أعمالاً جمعته بالشباب، انحسر نجم الهجرسي مكتفياً بأدوار لا تناسب موهبته. ويوم الخميس، تودّعهما القاهرة في عزاء مشترك يقام في منطقة الجيزة

يبدو أنّ عام 2013 سيكون تكملة للعام الذي سبقه لناحية غياب الفنانين. أول من أمس، انضم إلى قافلة الرحيل الممثلان وحيد سيف ونبيل الهجرسي. ينتمي الراحلان إلى جيل فنيّ واحد؛ فالهجرسي عرفه الجمهور المصري في النصف الثاني من ستينيات القرن العشرين، بينما سيف (اسمه الحقيقي مصطفى سيد أحمد سيف) حقق نجومية لافتة تفوق ما حققه زميله الراحل. توفي سيف عن 74 عاماً، ورغم أن بداياته الفنية كانت متعثرة، إلا أن نجوميته سطعت رويداً رويداً، حتى إنّ بعضهم توقّع له أن يكون نجمه امتداداً لعبد السلام النابلسي الممثل الكوميدي الذائع الصيت في مصر خلال حقبتي الخمسينيات والستينيات.

جاء رحيل سيف ليؤكد أنّ العبرة في الخواتيم كما يقول الحكماء. بدأ سيف مشواره من مسارح الإسكندرية حيث ولد، وكان على وشك الاعتزال المبكر بسبب فشله في تحقيق النجاح الذي يضمن له البقاء تحت الأضواء، حتى قدم شخصية عباس في مسرحية «حضرة صاحب العمارة» أمام تحية كاريوكا وزوجها في ذلك الوقت المخرج فايز حلاوة. ظهر عباس على خشبة المسرح لدقائق فقط، عاكساً شخصية الموظف المتردّد الخائف من كل شيء، ليفجّر ضحكات الجمهور ويكتب اسم وحيد سيف بين نجوم الكوميديا الجدد، وهو الذي ظلّ وجوده في أيّ فيلم أو مسرحية يشارك فيها، علامةً مميزةً مهما كانت مساحة الدور. منذ «حضرة صاحب العمارة»، لم يحصل الراحل على إجازة من التمثيل، إلا في السنوات الأربع الأخيرة بسبب مرضه. لكن بين نهاية الستينيات وحتى آخر أعماله مسلسل «دموع في حضن الجبل» عام 2008، قدّم سيف عشرات المسلسلات والأفلام والمسرحيات أبرزها على الإطلاق «شارع محمد علي» التي يحفظها الجمهور باسم الراحل، رغم مشاركة أسماء عملاقة إلى جواره مثل فريد شوقي وشريهان وهشام سليم والمنتصر بالله.

على مستوى السينما، قدم النجم أدواراً مميّزة على مرحلتين: الأولى في مرحلة الشباب مثل أفلام «خلي بالك من زوزو» مع سعاد حسني وتحية كاريوكا، و«الحفيد» مع عبد المنعم مدبولي، بالإضافة إلى أفلام عدّة أهمها: «المذنبون» و«ممنوع في ليلة الدخلة» و «الكرنك» و«اخواته البنات» و«ليلة بكى فيها القمر» و«سواق الأتوبيس». كحالة معظم فناني جيله، انسحب سيف من السينما في مرحلة التسعينيات، ما عدا بعض الأفلام التجارية التي لم تكن تصل أصلاً إلى صالات العرض، بل توزَّع في الخليج على شرائط فيديو كاسيت، قبل أن يعيد جيل الفنانين الكوميديين الجدد اكتشافه ويظهر في العديد من الأفلام، أبرزها مع هاني رمزي في فيلمين هما «السيد أبو العربي وصل» و«عايز حقي»، فيما كانت آخر مسرحياته «ربنا يخلي جمعة» مع أحمد آدم قبل خمس سنوات. وسيقام عزاء سيف يوم الخميس المقبل في «مسجد الحامدية الشاذلية» في الجيزة، وسيكون عزاؤه مشتركاً مع عزاء الفنان نبيل الهجرسي (1937). يذكر أنّ الأخير لمع في شخصية الشاب الخفيف الظلّ في سنواته الفنية الأولى، وخصوصاً في مسرحية «الدلوعة» مع نيللي وفريد شوقي. تزوّج باكراً الفنانة إسعاد يونس قبل أن تحقق هي شهرتها الحالية، لكنّه سرعان ما تراجع واكتفى بأدوار لا تناسب موهبته، ولو كان أهمها في السنوات الاخيرة شخصية الطبيب النفسي في فيلم «ليلة سقوط بغداد».

العبودية بين هذيان تارانتينو وواقعية سبيلبرغ

 فيصل عبد الله 

فيلم تاريخي يتتبع الأشهر الأخيرة من حياة الرئيس السادس عشر ونضاله من أجل قانون إلغاء قانون الرق، وآخر يقدم عملاً غير واقعي مليئاً بالعنف والسخرية والمطاردات. بين «لينكولن» و«دجانغو الطليق» رابط مشترك... والكثير من الجدل

كل على طريقته، يسترجع شريط «لينكولن» لستيفن سبيلبرغ، والمرشح لـ 12 جائزة «أوسكار»، والمرشح الآخر لأكثر من جائزة أوسكارية «دجانغو الطليق» لكوينتن تارانتينو، حِقبة مهمة وعصيبة من تاريخ الولايات المتحدة الأميركية. ما يجمع الشريطين، هو ذلك الفصل العصيب والعنيف وما شهده من صراع إرادات سياسية واجتماعية وفكرية عُمِّدت بالدم.

الخيط الرابط بين الشريطين يتعلق أساساً بـ«العبودية»، ذلك الموضوع المؤرق والمثير للجدل منذ أن وضعت الحرب الأهلية أوزارها في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. منذ تلك الفترة المضطربة، استعار سبيلبرغ، ومثله تارانتينو موضوعاً ظل مؤرقاً لأجيال كاملة، أو بما يمكن وصفه بـ«التابو». يقتفي سبيلبرغ الأشهر الأربعة الأخيرة من حياة لينكولن (1809 ــ 1865) التي شهدت تحدياً كبيراً للرئيس السادس عشر، متمثلاً في لملمة مآلات تلك الحرب بين الولايات الشمالية «الليبرالية»، إن صحّت التسمية، والولايات السبع «المتزمتة» الجنوبية. ومثلما كان على الرئيس المنتخب لولاية ثانية مواجهة إعادة الثقة بنظام الكونفدرالية الأميركي، كان عليه أيضاً أن يواجه تحدياً لا يقل أهمية عن الأول، تمثل في إمرار قانون إعلان إلغاء العبودية. ذلك أنّ حياة الرئيس لينكولن ــ كما يعرضه سيناريو الشريط الذي كتبه توني كوشنر ــ هي محاولات بدت أقرب إلى ليّ الأذرع مع أعضاء طاقمه الحكومي من جهة، ومع خصومه السياسيين من جهة ثانية. نتابع هنا العقبات السياسية والاجتماعية والقانوية، والصفقات التي كان على وزير الخارجية وقتها وليم سيروارد (ديفيد ستراثايرن) أن يذللها بصفقات وراء الكواليس، ومن خلال الاستعانة بخبرات النواب الشرسين من أمثال جون هاوكس، وتيم بليك نيلسون، وجيمس سبادر، وصراعهم المرير في مجلس النواب لإمرار إعلان الرئيس بأي وسيلة. وكان رأس حربتهم المشرع ثاديوس ستيفنس (أداء رائع لتومي لي جونز) المدافع العنيد والمتحمس لإلغاء العبودية، ما يدفع النائب فيرناندو وود (لي بيس) إلى الانفجار وسط فوضى المجلس والشتائم المتبادلة بين أعضائه.

لكي يخرج المشاهد من تلك النقاشات العاصفة، كان على سبيلبرغ تطعيم شريطه بلقطات من أرض المعركة، حيث يتولى الجنرال أوليس غرانت (جارد هاريس) مباحثات السلام. فيما أبقى المخرج الرئيس لينكولن (دانيال داي لويس) قابعاً في مكتبه في البيت الأبيض حيناً، وبين خطاباته المتعلقة بالدستور والقوانين المتفرعة عنه في الكونغرس حيناً آخر. لم يغفل المخرج حياة الرئيس الشخصية عبر المرور بعلاقته بزوجته (أداء سالي فيلد) وابنه البكر (أداء جوزيف غوردن ــ ليفيت) لإضفاء مسحة إنسانية على محرر «العبيد» الذي دفع حياته ثمناً لقناعة ما زالت أميركا الحديثة تعيش تفاصيل استحقاقاتها. لقد تصدى سبيلبرغ لـ«أسطورة رئيس الرؤساء» عبر فيلم تاريخي يخاطب الذكاء ويرصد نضاله الملحمي في واشنطن من أجل إلغاء قانون العبودية في أداء رائع لدانيل داي لويس الذي يستحق جائزة أوسكار ثالثة عن تجسيده شخصية الرئيس الأميركي.

على عكس صاحب «جوراسيك بارك»، يذهب كوينتن تارانتينو إلى تقديم فيلم تاريخي بأسلوب لاواقعي، مازجاً بين الكلاسيكية والحداثة، موجهاً تحية إلى السينما الإيطالية وصنّاع أفلام الـ Spaghetti Western على رأسهم سيرجيو كوربوتشي (فيلم «دجانغو» للسينمائي الإيطالي 1966) و Blazing Saddles لميل بروكس. لم يتتبع مخرج «اقتل بيل» ذلك المفصل التاريخي المهم، بل حاك حبكة شريطه بخفة أثارت ــ وما زالت ــ ردود فعل صاخبة وعنيفة في الأوساط السياسية والاجتماعية والثقافية. اتُّهم تارانتينو بصنع «محاكاة ساخرة وفاقعة» من موضوع جدي هو العبودية. حتى إنّ المخرج الأميركي سبايك لي كتب على حسابه على تويتر: «العبودية في الولايات المتحدة لا تشبه أفلام الـ«سباغيتي الويسترن» على طريقة سيرجيو ليوني. لقد كان هولوكوست، وأجدادي كانوا عبيداً». «دجانغو الطليق» يحوي كل مكوّنات سينما تارانتينو: جرعات عالية من العنف، وسخرية، وكاريكاتورية فاقعة، وفكاهة، وإحالات إلى أفلام وسينمائيين ومرجعيات كثيرة وتحيات مخبأة هنا وهناك في ثنايا العمل من بينها تحية إلى الكسندر دوما وأوروبا، وموسيقى تصويرية مذهلة (بلوز، هيب هوب، كلاسيك، فولك...).

في «دجانغو الطليق»، يتابع المشاهد مطاردات تعود فصولها إلى عام 1858 قبل سنتين من الحرب الأهلية الأميركية من خلال طبيب أسنان ألماني سابق مثقف ذي شخصية ساحرة وفريدة يدعى كينغ شولتز (كريستوف وولتز) يتحول إلى صائد طرائد. يشتري شولتز حرية «العبد» دجانغو (جيمي فوكس) الذي كان ضمن مجموعة من «العبيد» الذين يباعون في مزاد علني في ولاية تكساس. يصبح دجانغو صائد طرائد أيضاً، وينخرط الاثنان في رحلة لتحرير زوجة دجانغو (كيري واشنطن) التي يشتريها صاحب مزرعة قاسٍ يدعى كالفن كاندي (ليوناردو دي كابريو). فريق ممثلين مذهل، وخصوصاً دي كابريو الذي يتجاوز نفسه في كل عمل ومشاهد ومطاردات وديناميت في الغرب الأميركي وفكاهة معطوفة على الضخامة في الإخراج. مع ذلك، فإنّ تارانتينو لم يستخف بجدية الموضوع المطروح (العبودية). تمثل ذلك في مشاهد قوية وعنيفة للمصير الذي يلقاه «العبد» حين «تنتهي صلاحيته» كمشهد الكلاب التي تنهش أحد «العبيد» في الفيلم، أو السلاسل والأغلال التي ينوء بعضهم تحتها، أو مشاهد الـ«ماندينغو» الأشداء (مسابقة تقضي بتقاتل «عبدين» حتى الموت). اللافت في العمل شخصياته المركبة، وخصوصاً جيمي فوكس الذي نرصد تحولاته من «عبد» يرتجف تحت البرد إلى «كاوبوي» قاسٍ يركب حصانه ويقتل سامويل آل جاكسون الخادم الأمين والوفي عند كاندي. جسّد جاكسون شخصية الخادم الأسود الذي يتعاطى مع «العبيد» بمنطق الرجل الأبيض، إنّه ضد عرقه وبني قومه، تبنّى لغة الجلاد وسلوكه، لكنه يلقى حتفه على يد دجانغو.

من المآخذ التي وجِّهت إلى تارانتينو أنّه جعل الثأر الأعمى رداً وحيداً على عبودية الرجل الأبيض. في أحد المشاهد التي يعرض فيها شولتز على دجانغو العمل معه صائدَ طرائد، يجيب: «أقتل البيض وأحصل على مكافأة مالية؟ هل هناك أروع من ذلك؟!». لكن نقاداً آخرين دعوا إلى التعامل مع الشريط عبر إفساح مكان لفن الاستفزاز الذي اشتهر به تارانتينو، فـ«مصدر الإزعاج أنّ تارانتينو أراد أن يصدم المشاهد تماماً كما فعل مع Inglorious Bastards» وفق ما قال جان ماري فيفالدي من «معهد الدراسات الأميركية الأفريقية» في «جامعة كولومبيا».

* Django Unchained: «غراند سينما» (01/209109)، «أمبير» ( 01/616600)، سينما سيتي» (01/8999993)

* «لينكولن»: ابتداءً من 31 ك2 (يناير) في الصالات اللبنانية

مصدر الإلهام

في إحدى مقابلاته، قال كوينتن تارانتينو إنّ مصدر وحيه الرئيسي في فيلمه «دجانغو الطليق» كانت أفلام «نيفادا سميث» (1966) لهنري هيثواي، و«يوم الغضب الأخير» (1967) لتونينو فاليري، و«الرجل بلا نجمة» (1955) لكينغ فيدور: «في هذا النوع من الأفلام، هناك عملية التعلم والتحوّل. هذه العلاقة ألهمتني كثيراً، وخصوصاً في الجزء الأول من شريطي حين تتعارف شخصيتا كريستوف وولتز وجيمي فوكس قبل أن يخوضا رحلتهما المشتركة».

أشباح ألان رينيه إنسلّت إلى بيروت

 يزن الأشقر 

في «متروبوليس أمبير صوفيل»، انطلقت أمس تظاهرة تستعيد أحد آباء الحداثة في السينما الأوروبية. مخرج تجريبي بامتياز، مثّلت الذاكرة والزمن ثيمتين دائمتي الحضور في أعماله

«السينما مقبرة حيّة» وصف مرة ألان رينيه الفن السابع. عميد المخرجين الفرنسيين تحتفي به جمعية «متروبوليس» بالتعاون مع «المعهد الفرنسي في لبنان»، في تظاهرة استعادية انطلقت أمس في «متروبوليس أمبير صوفيل». من خلال تسعة أفلام من أعمال المعلم الكبير (1922)، يمكن المشاهد الاطلاع على تجربة رينيه التي يجري الاحتفاء بها «لالتزامه بالحداثة واسهاماته الفنية والاستثنائية في تاريخ السينما».

أحد أبرز وجوه الموجة الفرنسية الجديدة لم يكن ضمن نقاد مجلة «دفاتر السينما». أسلوبه يبتعد عن زملائه في الموجة، فقد حُسب على مجموعة «الضفة اليسرى» التي تميزت بالتزامها بالحداثة والخط السياسي اليساري، مع زميليه كريس ماركر وأنييس فاردا. الذاكرة والزمن ثيمتان دائمتا الحضور في أعمال رينيه. وبالاعتماد عليهما، بنى مسيرته السينمائية بطرق سردية حداثية ومتجددة. «أبحث دائماً عن لغة خاصة غير واقعية وموسيقية». إنّه مخرج تجريبي بامتياز، أغنى الصورة السينمائية بحفّها بالأجناس الإبداعية الأخرى من الأدب، والمسرح، والموسيقى والرسم، وحتى الرسوم المتحركة. وتهجس أعماله بالموت والأشباح، أكان من خلال شخصياته (فيلم «العام الماضي في مارينباد») أو من خلال استعارة من التاريخ (هيروشيما حبيبتي).

بعد عمله في المونتاج في الأربعينيات، أخرج أعمالاً قصيرة عدة، قبل أن ينتقل الى السينما الروائية. في الشريط الوثائقي القصير «التماثيل تموت أيضاً» (1953 ــ 22/1) الذي أخرجه مع زميله الراحل كريس ماركر، يستكشف الاثنان الفن والثقافة الأفريقية وكيفية تلقيهما عند الاستعمار والكولونيالية الأوروبية. هنا، اتخذ البحث ثيمة رئيسية كي يمسي العمل أنثروبولوجيا سينمائية تحمل الهم السياسي من نقد للحضارة الغربية. رغم حصول الشريط على «جائزة جان فيجو» عام 1954، إلا أنّ رقابة فُرضت عليه في فرنسا بسبب نقده الكولونيالية الفرنسية، وحُظر نصف الشريط الثاني لأكثر من عقد. عام 1956، أخرج رينيه شريطه الوثائقي القصير «ليل وضباب» (22/1) أحد أول الأعمال التي تناولت فظائع معسكرات الاعتقال النازية. يعود رينيه في الشريط إلى معتقلي أوشفيتز وماجدانيك بعد عشر سنوات من تحريرهم، ليصور بعدسته أبنيتهم الفارغة، منتقلاً أيضاً إلى العهد النازي باستخدام اللقطات الأرشيفية، ليخرج بوثيقة تدين تاريخ النازية وفظائعها. لم يسلم الفيلم أيضاً من الرقابة، بل حاولت السفارة الألمانية منعه من العرض في «مهرجان كان». بعد النازية، انتقل رينيه ليضع كارثة أخرى خلفيةً لمشروع آخر. في 1959، أخرج أحد أهم أعماله «هيروشيما حبيبتي» (21/1) وأحد أبرز أفلام الموجة الفرنسية الجديدة. يحكي العمل، الذي كتبت له السيناريو الكاتبة والمخرجة الفرنسية الشيوعية مارغريت دوراس، قصة علاقة ممثلة فرنسية ومعماري ياباني أثناء تصويرها فيلماً ضد الحرب في هيروشيما من خلال محادثة طويلة، يتناقش فيها الاثنان عن الحرب والذاكرة والنسيان. استخدام رينيه الـ «فلاش باك» كي ينتقل بين الحاضر والماضي والذاكرة كان ثورياً، ما وضعه والفيلم في مكانة ريادية، قبل أن يعود عام 1961 في سيناريو لألان روب غرييه رائد الرواية الفرنسية الجديدة، إلى ثيمة الذاكرة والنسيان. في لغزه الجدلي الشهير «العام الماضي في مارينباد» (23/1) علاقة محيرة أخرى بين رجل وامرأة ربما التقيا مسبقاً. يتنقل بنا رينيه بين الماضي والحاضر والحلم، في محاولة لاستكشاف هذه العلاقة من خلال الـ «فلاش باك» والتنقل عبر الزمن، مثبتاً مكانته المؤثرة في سينما الحداثة، من خلال السرد التجريبي للفيلم. انتقل بعدها إلى الخيال العلمي في «أحبك، أحبك» (1968 ــ 24/1)، حيث اختار رجلاً لتجربة آلة زمن فيعلق في الماضي ويعيد استكشافه من دون ترتيب. في «ستافيسكي» (1974 ــ 25/1)، يترك رينيه تجريبيته ليروي في هذه الدراما السياسية قصة المختلس الفرنسي اليكساندر ستافيسكي وعلاقته الفضائحية مع النخبة المالية والتجارية حتى وفاته الغامضة.

السينمائي المسكون بالموت استحق لقب أحد آباء الحداثة الأوروبية في الفن السابع، على غرار روسيليني، وبرغمان وأنطونيوني، وما فتئ ينبش في التاريخ، والذاكرة، والحلم، والحزن، مستنبطاً كل مرة أسلوباً جديداً، حتى وصفه مرة الممثل الفرنسي بيار أرديتي الذي شارك في الكثير من أعماله: «ليس هناك ما هو أبعد من فيلم لألان رينيه إلا فيلم آخر لألان رينيه»! صحيح «لم تروا شيئاً بعد» وفق عنوان آخر أفلام رينيه الذي عرضته «متروبوليس» أمس.

«تظاهرة استعادية لألان رينيه: الذاكرة والخيالي»: حتى 30 ك2 (يناير) ــ «متروبوليس أمبير صوفيل» ــ جميع العروض عند الثامنة ـــ للاستعلام: 01/204080

«عمي» والآخرون

على برنامج تظاهرة «متروبوليس أمبير صوفيل» أيضاً، نشاهد فيلم «عمي الأميركي» (26/1) الحاصل على الجائزة الكبرى في «مهرجان كان السينمائي» عام 1980. يستكشف ألان رينيه هنا السلوك النفسي البشري انطلاقاً من نظرية الطبيب والكاتب هنري لابوري.

وفي عام 1986، اقتبس رينيه مسرحية هنري بيرنشتاين «ميلو» (27/1) عن علاقة تربط بين رومين وعازف الكمان مارسيل. ومن الميلودراما، ينتقل رينيه في «الأسطوانة القديمة نفسها» (1997 ــ 28/1) إلى الكوميديا والسينما الموسيقية، ليحكي قصة أوديل، التي تبحث عن شقة وشقيقتها كاميّ التي تقع في حب مارك، الوكيل العقاري لأوديل. ويستعيد الشريط أبرز الأغنيات الفرنسية الشعبية. وفي «قلوب» (2006 ــ 29/1)، يقتبس نصاً مسرحياً مرة أخرى عن ست شخصيات في باريس، وعن رحلة بحثها عن الحب.

من البرنامج

«هيروشيما، حبيبتي»: 21/1 ـــ 1959

في آب (أغسطس) 1957، في ظلمة إحدى الغرف، عشيقان عاريان، ممثلة فرنسية (ايمانويل ريفا) ومهندس معماري ياباني (إيجي أوكادا)، أحدهما يردد «لم تري شيئاً في هيروشيما». الفيلم المقتبس عن نصّ لمارغريت دوراس، يسلّط الضوء على نتائج وتأثيرات القنبلة الذرية الأميركية.

«العام الماضي في مارينباد» : 23/1 ــ 1961

خلال حفل في قصر فخم، يقترب رجل (جورجيو ألبيرتادزي) من إمرأة (دلفين سيريغ) ويحاول إقناعها بأنهما أقاما علاقة في العام السابق في مارينباد. لكنها تنكر. من خلال سيناريو وتقطيع أنجزه ألان روب غرييه، قدّم رينيه شكلاً جديداً للتعبير السينمائي تحرّر من الأنماط الكلاسيكية

«ستافيسكي»: 25/1 ــ 1974

يستند الفيلم إلى حياة اليكساندر ستافيسكي. المختلس والممول الشهير (جان بول بلموندو) الذي لعب دوراً في الأزمة الإقتصادية في ثلاثينيات القرن الماضي في باريس، كان «بطل» فضيحة عرفت باسم قضية Stavisky، ما أدى إلى أعمال شغب في باريس وتغيير الحكومة.

«عمي الأميركي» : 26/1 ـــ 1980

يترك رينيه (جيرار دوبارديو) مزرعة العائلة للعمل في شركة. وتترك جانين (نيكول غارسيا) أسرتها البروليتارية لتصبح ممثلة تخوض علاقة مع جان (روجر بيار)، ثلاث شخصيات تواجه خيارات صعبة في الحياة، تم إستخدامها لتوضيح نظريات الطبيب والفيلسوف هنري لابوري.

«قلوب» : 29/1 ــ 2006

ست شخصيات تعيش عزلة عاطفية، تتشابك حيواتها في باريس المعاصرة: دان (لامبرت ويلسون) العاطل عن العمل، وساقي الحانة ليونيل (بيار أرديتي)، ونيكول دان (لورا مورانتي)، وغايل (إيزابيل كاريه) الجذابة التي تعيش مع شقيقها تييري (أندريه دوسولييه) وشارلوت (سابين أزيما).

«الأسطوانة القديمة نفسها» : 28/1 ــ 1997

من خلال تيمة المظاهر، استند ألان رينيه هذه المرة إلى الكاتب دنيس بوتر الذي كان يدمج أغنيات كاملة في رواياته من أجل مقاربة المجتمع البريطاني. من خلال فيلم كتب له السيناريو جان بيار بكري وأنيس جاوي، نجح رينيه في تقديم كوميديا موسيقية تستعيد أغنيات فرنسية شعبية

الأخبار اللبنانية في

21/01/2013

 

رغم فوزها بجوائز دولية ومحلية عروض الأفلام التسجيلية للثورة .. سرية!!

زكي مصطفي 

** كانت ـ وما تزال ـ السينما التسجيلية والوثائقية هي الأسبق والأقدر علي معايشة ثورة 25 يناير ومتابعة أحداثها سواء في لحظة وقوعها أو بعدها بقليل من خلال المتاح من مادة فيلمية ووثائقية وصور فوتوغرافية متاحة علي شبكة الانترنت الدولية.. وما تزال هذه الأفلام تعرض في المهرجانات الدولية والإقليمية والمحلية وتحظي بجوائز عديدة وتقدير النقاد.. وما تزال أيضا بعيدة عن الجمهور العادي المستهدف من هذه الثورة وهذه الأفلام.

بذل العديد من المخرجين والفنانين جهدا كبيرا لتنفيذ أفلام تسجيلية ووثائقية وروائية قصيرة لتكون أفلام الثورة وتكون بعيدة عن النمطية والتقليدية والتوثيقية الرتيبية المملة التي اعتاد عليها المشاهد.

من هذه الأفلام: "أبي فوق الدبابة". "عودة النت". "المهندس والأجندة". "الرصاصة المطاطية لاتزال في جيبي". "في بيتنا بلطجية". "رد نتي". "ليلة القبض علي عز". "جاءنا الرئيس التالي". "نحن لا نرمي المولوتوف". "الريس عمر سليمان". "حرامية في لندن". "البحث عن دستور".

"متمضين" فيلم قصير يذكرنا بشهداء الثورة الذين استشهدوا من أجلك أنت استشهدوا لكي لا تسكت علي الفساد لكي لا تمضي.. الفيلم مدته 3 دقائق وهو إهداء لأرواح شهداء 25 يناير لكي لا تساهم ولا ننسي ما استشهدوا من أجله.. سيناريو محمد عبدالحميد وبطولة محمد النجار وأحمد سلطان وعمر الخطيب.. مونتاج أحمد سلطان وإخراج أحمد أبوالفتوح.. وقد يكون هذا أول فيلم عن الثورة.

الناشط السياسي أحد شباب الثورة وائل غنيم علق في صفحة كلنا خالد سعيد عن الفيلم ممتدحه: ياريت نشوفه خاصة اللي لسه مش عارف يحارب الفساد في مكان عمله أو دراسته.

قصور الثقافة

من أول العينات التي اهتمت بأفلام الثورة وعرضها وتكريم صناعها كانت هيئة قصور الثقافة حيث نظمت احتفالية "فنون السينما والتليفزيون" في مدينة الاسكندرية وشارك فيها رئيس الهيئة الشاعر سعد عبدالرحمن ونظهما إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي برئاسة محمود طرية.. أقيمت الاحتفالية بقصر تذوق سيدي جابر وعرضت أفلاما تسجل أحداث ثورة يناير ومنها: "ماسبيرو". "البلد لسه بلدهم" "هواه علي الطريق".. وقام رئيس هيئة قصور الثقافة بتوزيع شهادات التقدير علي الفائزين من أصحاب الأفلام المعروضة ومنهم: مؤمن عبدالسلام وإيناس شوقي وسارة نوفل وفاتن سيف الدين وحسين قدري.

"مولود في 25 يناير" للمخرج أحمد رشوان يرصد خروج العديد من الشباب للمطالبة بمدنية الدولة. بينما رفضت التيارات الدينية المشاركة في هذه المظاهرات. ويصور تطورات متلاحقة علي الساحة المصرية ويبشر باستمرار الثورة التي لم تكتمل بعد.

"ممنوع" للمخرجة أمل رمسيس و"أنا والأجندة" لنيفين شلبي و"ثورة شباب" لعماد ماهر و"18 يوماً في مصر" للشقيقين أحمد صلاح سوني ورمضان صلاح من الأفلام التي عرضت في مهرجان الإسماعيلية الدولي الخامس عشر للأفلام التسجيلية والقصيرة من 23 حتي 28 يونيو 2012. وكذلك مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 35 من 27 نوفمبر حتي 6 ديسمبر 2012 والذي خصص برنامجا لـ"سينما الثورة" لعرض هذه الأفلام.

جوائز وتكريمات

"التحرير 2011: الطيب والشرس والسياسي" من إخراج آيتن أمين وتامر عزت وعمرو سلامة. يعرض من خلاله مخرجوه الثلاثة لأحداث الثورة من وجهة نظرهم السينمائية.. حصل علي جائزة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة في مهرجان البندقية السينمائي الدولي. وجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان أوسلو وجائزة أفضل منتج عربي في مهرجان أبوظبي. وجائزة أفضل فيلم وثائقي طويل في مهرجان بيروت الدولي للأفلام الوثائقية.

"18 يوم في مصر" مدته 45 دقيقة من إخراج العمرو رمضان صلاح ويوثق للأحداث التي جرت منذ اليوم الأول للثورة وحتي تنحي مبارك مع التركيز علي يوم اندلاع الثورة في 25 يناير وجمعة الغضب في 28 يناير و 2 فبراير موقعة الجمل و10 فبراير قبل تنحي الرئيس السابق بيوم ويوم تنحيه في 11 فبراير. وصورت أحداث الثورة من وجهة نظر المخرجين اللذين شاركا في الثورة إلي جانب حشود المتظاهرين المصريين.

"برد يناير" من إخراج روماني سعد وهو فيلم روائي قصير مدته 12 دقيقة. ويحكي قصة أم فقيرة تعيش هي وأطفالها في حجرة بلا أثاث أو باب بعد أن باع الأب كل شئ. فتضطر أن تعمل بائعة أعلام أثناء الثورة حتي تستطيع أن تشتري باباً يحمي أطفالها من برد يناير.. حصل الفيلم علي جائزة الأولي كأفضل فيلم عن الثورة في مهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي وحصل علي عدة جوائز دولية شارك فيها.

"أنا والأجندة" من إخراج نيفين شلبي وهو وثائقي مدته 47 دقيقة. ويحكي أحداث الثورة من بدايتها وحتي نهايتها بشكل متواز مع عرض الأجندات وراء الثورة من فقر وفساد وسوء الأحوال الاقتصادية والاجتماعية للمتظاهرين في الميدان. وينقل تحليل وتحكم بعض تصريحات الاعلاميين ورجال السياسة المصريين وعلي رأسهم نائب الرئيس الراحل عمر سليمان الذي صرح أكثر من مرة بأن الثورة يعملون لحساب أجندات أجنبية!..

عرض الفيلم لأول مرة في افتتاح مهرجان الفيلم العربي بالترويج. ولاقي استحسان منقطع النظير. وعرض في مهرجان ساقية الصاوي. وفي افتتاح مهرجان الفيلم العربي في أوسلو ومهرجان روترادم ومهرجان الفيلم العربي "مالمو" في السويد.

نصف ثورة

"نصف ثورة" إخراج كريم الحكيم وعمر الشرقاوي وهو وثائقي مدته 72 دقيقة ويروي تجربة شخصية لمجموعة من الأصدقاء يقطنون وسط مدينة القاهرة. ويعمدون إلي البقاء معاً في الأيام الأولي للفوضي العارمة التي حلت في مصر مع بداية الثورة.. عرض الفيلم لأول مرة في مهرجان دبي السينمائي الدولي .2012

"في الطريق لوسط البلد" للمخرج شريف البنداري وثائقي مدته 70 دقيقة يقدم قطاعا عرضيا في الحياة اليومية للشخصيات ومن خلال تفاصيلها البسيطة والعادية جداً حتي وسط البلد وروحه الخاصة.. شارك في مهرجان الدوحة السينمائي الدولي وعرض في مهرجان الإسماعيلية الدولي.

المساء المصرية في

21/01/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)