حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

بعد خمسين عاما على ظهوره

إعادة إحياء "لورنس العرب" (1)

أمير العمري

 

خمسون عاما مرت على ظهور الفيلم الملحمي الكبير "لورنس العرب" Lawrence of Arabia للمخرج البريطاني الراحل ديفيد لين، هذا الفيلم الذي يعتبره الكثير من النقاد وخبراء السينما في العالم، أفضل الأفلام التي حصلت على جائزة الأوسكار لأحسن فيلم، منذ ظهور تلك الجوائز عام 1927 وحتى يومنا هذا

بمناسبة مرور نصف قرن على ظهوره عرضت نسخة جديدة (كاملة مستعادة) من الفيلم في شهر نوفمبر- تشرين الثاني 2012 بعد جهود متوالية لاستعادة النسخة القديمة وإعادتها إلى بهائها الزائل، رونقها القديم

أنتج فيلم "لورنس العرب" عام 1962، ورشح بعد ذلك لعشر من جوائز الأوسكار، فاز بسبع منها هي أحسن فيلم وأحسن إخراج وأحسن موسيقى وأحسن تصوير وأحسن مونتاج وأحسن ديكور وأحسن صوت.  

استغرق تصوير الفيلم 280 يوما، وصور في المواقع الطبيعية في إسبانيا والمغرب والأردن، وتكلف إنتاجه 12 مليون دولار، وهو رقم كبير بمقاييس تلك الفترة

وقد عرض الفيلم أولا في العاشر من ديسمبر- كانون الأول 1962 في لندن، في نسخة من مقاس 70مم، وفي السادس عشر من الشهر نفسه، أي بعد ستة أيام فقط، بدأت عروضه في الولايات المتحدة. إلا أن النسخة الكاملة من الفيلم التي كانت تقع في 222 دقيقة، شهدت الكثير من الحذف والاختصار وتعرضت على المدى الطويل للتلف، بل وكادت النسخة السلبية الأصلية من الفيلم,من النيجاتيف، أن تتآكل وتتلاشى بعد أن فقدت الكثير من ألوانها الأصلية، واختفت أجزاء كثيرة من شريط الصوت

قبل مرور شهر واحد على بدء عرض الفيلم عروضا عامة، أي في  يناير – كانون الثاني 1963 استبعد صناع الفيلم منه عشرين دقيقة لأسباب مختلفة، منها الضغوط الرقابية التي كشف عنها الستار فيما بعد، في أواخر الثمانينيات، والتي تعرض لها سام شبيجل، منتج الفيلم، لكي يستبعد منه كل ما يشير إلى التواطؤ بين بريطانيا وفرنسا أي الإشارة إلى  الاتفاقية التي وقعت بين الدولتين عام 1916 أي قبل نهاية الحرب العالمية الأولى، والتي عرفت بـ"اتفاقية سايكس- بيكو"، وبموجبها اتفقت الدولتان الاستعماريتان على تقسيم مناطق النفوذ فيما بينهما في الشرق الأوسط ، على الرغم من الوعود البريطانية للشريف حسين، شريف مكة، بضمان الاستقلال عن الدولة العثمانية مقابل أن يساعد العرب بريطانيا في الحرب ضد تركيا. وهذا الموضوع تحديدا يمثل إحدى الركائز الدرامية المهمة في فيلم "لورنس العرب" كما سنرى. وكان الهدف من الحذف عدم إثارة غضب الدول العربية الحليفة لبريطانيا في ذلك الوقت. وكانت بعض مقاطع الحوار في الفيلم هي المشكلة الأساسية التي أدت إلى استبعاد بعض اللقطات

وقد طلبت الرقابة البريطانية أيضا استبعاد لقطات من المشهد الأول في الفيلم وهو مشهد مصرع لورنس في حادث سقوط دراجته النارية، مثل اللقطة القريبة لنظارته معلقة بين أفرع شجرة بعد سقوط الدراجة في منعطف، ولقطة الدراجة النارية وهي تطير وتصطدم بالأرض، فقد وجد أن تركيب المشهد يسبب الصدمة للمتفرجين

وفي أواخر السبعينيات طلب منتج الفيلم سام شبيجل من مخرجه ديفيد لين حذف 15 دقيقة أخرى لخفض زمن عرض الفيلم حتى يصبح 187 دقيقة من أجل بيعه إلى محطات التليفزيون. وقد وافق لين لكنه اشترك على شبيجل عدم عرض النسخة الجديدة المختصرة في دور العرض السينمائي، لكن شبيجل لم يحترم هذا الشرط، وأصبحت النسخة المتداولة في دور السينما هي نفسها النسخة التي تقع في 187 دقيقة من أجل ضمان عددا أكبر من العروض اليومية

ومع مرور الوقت اندثرت كل النسخ الموجبة (التي كانت تعرض حول العالم) أي النسخ الطويلة الأصلية (222 دقيقة) وحلت محلها النسخة المختصرة (187 دقيقة). ولم يكن لدى شركة كولومبيا الأمريكية التي تملك حقوق توزيع  للفيلم،  نسخة موجبة محتفظة بالزمن الأصلي، ولا سجلا تفصيليا يوضح بدقة، تتابع المشاهد في النسخة الأصلية.  

ويجب أن نوضح أن النسخة السلبية هي أصل الفيلم السينمائي، ومنها تصنع النسخ الموجبة (أو الإيجابية) التي تعرض في دور السينما، وتظل النسخة السلبية محفوظة، ويجب أن يكون مكان الحفظ صالحا حتى لا تتحلل مادة "السيلولويد" التي يصنع منها الشريط السينمائي. والنسخة السلبية تتكون في الحقيقة من شريطين: واحد للصورة والآخر للصوت، وعند استنساخ نسخ موجبة للعرض، يتم مزج الإثنتين معا في معامل الطبع والمكساج أي مزج الصوت مع الصورة

في ديسمبر- كانون الأول 1987 قام الباحث السينمائي وخبير الأرشيف البريطاني روبرت هاريس، الذي كان قد اشترك في إنقاذ واستعادة فيلم "نابليون" الشهير الصامت للمخرج الفرنسي أبيل جانس (من عام 1926 ويقع في نحو أربع ساعات)، بزيارة إلى شركة كولومبيا وعرض على المسؤولين فيها  ترميم وإستعادة النسخة الكاملة الـ70مم من فيلم "لورنس العرب". وقد حذره المسؤولون من صعوبة المهمة بل واستحالتها تقريبا، إلا أنه قبل التحدي وشرع في العمل.  

استعان هاريث بفريق من الخبراء والمتخصصين من هوليوود مثل جيم باينتين الذي رافقه في استعادة فيلم "نابليون"، وخبير الصوت ريتشارد أندرسون، وخبير إعادة تسجيل ومزج الصوت جريج لاندكر، كما استفاد من خبرة اثنين من خبراء مونتاج الحوار، وعدد كبير من الخبراء في معامل الألوان في شركة مترو، والمونتيرة الأمريكية آن كوتس، وقبل هؤلاء جميعا مخرج الفيلم ديفيد لين.  

وكان يتعين على هؤلاء جميعا، إجراء العديد من الأبحاث الصعبة المعقدة التي تشمل تعقب أي مادة من المواد الباقية من الفيلم الأصلي على مستوى العالم، وفحص ما يوازي أربعة أطنان من المواد المصورة والصوتية، قبل أن تبدأ عملية إعاد بناء الفيلم.  

الجزيرة الوثائقية في

17/01/2013

 

اللامع المنسي دائماً: جاك تاتي

محمد رُضا

مشاهدة ماراثونية جديدة لأفلام جاك تاتي لا زالت قادرة على إطلاق المزيد من الإكتشافات الخاصّـة بسينما مخرج كان مختلفاً عن كل أترابه في زمنه ولا زال إلى اليوم.

في أيامنا هذه من السهل التنقيب عن تاريخ حياة جاك تاتي أو سواه ممن هم أقل تأثيراً منه بكثير. الصعب هو ربط تلك الحياة بما أفرزته من نتائج على الشاشة. هذه لا يمكن للوكيبيديا ولا لأي إنسايكلوبيديا أخرى الإقدام عليه لاختلاف مناهج مثل هذه المراجع عن البحث السينمائي في حياة أي مخرج وهو البحث الذي لا يمكن القيام به من دون مشاهدة فعلية لأعماله. على الأقل مرّتين، مرّة للتعرّف ومرّة للتعمّـق.

مقارنة

كل عمالقة الكوميديا من بَستر كيتون إلى تشارلي تشابلن ومن الفرنسي ماكس ليندر إلى مواطنه جاك تاتي إعتمدوا على الحركة كمصدر رئيسي للتسبب في النكتة. هذا صحيح لما بعد الخمسينات عندما أوجد الأميركي بوب هوب مساحة أكبر للنكتة المعتمدة أكثر على الموقف والحوار، وهذا التزاوج مورس بعد ذلك من قِـبل وولتر ماثاو، جاك ليمون، فرنانديل وآخرين. الإستثناء عن القاعدة قبل الخمسينات إنحصر تقريباً بالأخوة ماركس. أعلم أن مكانة الأخوة ماركس كبيرة بين النقاد، لكن هذا لا يجب أن ينفي أن تشخيصهم الكوميدي اعتمد أسلوباً مسرحي الأداء (مُـستنتج من خلفيّـتهم المسرحية) ومبالغ في الإعتماد على الحوار. نعم الحركة كانت موجودة، لكنها لم تكن حركة المبدع الذي يريد التعبير عنها لأنها تحل محل الكلمة، وكل ما هو يحل محل الكلمة هو أنقى تعبيراً لأن السينما فن صورة أولاً وأساساً، بل حركة مسكوبة في إطارها المسرحي التام ومٌعـالجة، كتكنيك تنفيذ ومونتاج، على هذا الأساس في معظم الأحيان.

جاك تاتي ينتمي بشدّة إلى السينما الصامتة، تلك التي لم يكن ممكناً إثارة النكتة الا بالحركة. عندما يسحب شخص يلعب الورق مع بَـستر كيتون مسدّسه ويصوّبه إلى رأس الكوميدي كان لابد من معرفة السبب. هنا تظهر عبارة: "إضحك" وترد عليه بطاقة حوار أخرى: "لا أعرف كيف". لكن قدّم بطاقتي الحوار من دون الصورة فإنها لن تفعلا أي شيء يذكر. لن تثير أي رد فعل من أي حجم كونها غير مسنودة بالحركة التي قد لا تزيد عن وجه الشرير المقتضب ووجه كيتون الذي، عن قصد، ضد حمل أي تعبير.

جاك تاتي المولود سنة 1907 (والذي توفى بعد 75 سنة) لم يحقق أفلاماً صامتة. عندما قام بتحقيق أول فيلم له سنة 1947 كانت السينما شبعت نطقاً. وكان يعتاش من وراء أدوار صغيرة (أحياناً بدون ذكر إسمه من شدّة صغر الدور) لكي يعيش ويؤمّـن إدمانه على الكحول. تشارلي تشابلن بدوره لم يكن في أفضل حالاته. في تلك السنة كتب وأنتج وأخرج فيلماً متوسّـط القيمة (والبعض يعتبره أقل من ذلك) بعنوان «مسيو فردو». وسيكون هذا الفيلم هو وحيده حتى العام 1952 عندما عاد بفيلم أفضل نوعاً هو «أضواء المسرح» جلب له بَـستر كيتون ليسند إليه دوراً مسانداً بدا فيه إنه نوع من إظهار سيادة الأول على الثاني.

جاك تاتي أخذ من كيتون ولم يأخذ من تشابلن لكن حتى مع ذلك، ما أخذه هو تمهيد لتكوين جديد. نعم وجه جاك تاتي لا يحمل تعبيراً، كما كان وجه كيتون، وصحيح أن الحركات تتشابه في أسبابها (صدفية تضع بعض أدوات الحياة في طريق الكوميدي ليستغلّـها على النحو الذي يُريد)، لكن تاتي بلور ما يكفي من صياغة وشخصية بحيث أن الناظر إلى أفلامه لا يستطيع أن ينزع منها "تاتيّـتها" مطلقاً.

 II  أعمال

أول فيلم لجاك تاتي، بعد سلسلة من الأفلام القصيرة التي مثّـل أو كتب معظمها من العام 1939 كان «يوم العيد» Jour de fête سنة 1949. تقع أحداثه في محيط بلدة فرنسية تقليدية. فرنسوا (تاتي) هو ساعي البريد نراه ينتقل في يوم تشهد فيه البلدة إحتفالاً كبيراً، لتسليم البريد في موعده المحدد. في الواقع ما نتابعه ليس فرنسوا فقط بل الحياة من خلال فرنسوا أيضاً. هذا المنوال متوفّر في أفلام تاتي اللاحقة، فعين المخرج (تاتي) على المحيط الذي يمرر به الشخصية الرئيسية التي يقوم بها بنفسه. هنا أسمها فرنسوا وفي باقي أفلامه، بإستثناء آخرها (وهو تلفزيوني الإنتاج بعنوان «إستعراض» قام بتحقيقه وتمثيله سنة 1974) هو مسيو هولو (بالإنكليزية) أو "أولو" (بالفرنسية). 

«يوم العيد» حمل لجانب ذلك مزايا أخرى مهمّـة في طليعتها أن بطله لا يحب الكلام كثيراً. وسيحب الكلام أقل بكثير لاحقاً. المشكلة التي واجهت هذا الفيلم هي أن تصويره وقع قبل عامين من عروضه التجارية. سنة 1947 أخرجه تاتي ليكون فيلماً ملوّناً، لكن النظام التقني الذي اتبعه الإنتاج لم يثمر عن نوعية جيّـدة فأنتهى إلى الأبيض والأسود. لو تم لتاتي ما أراد لكان فيلمه هو أول فيلم ملوّن فرنسي النشأة. لكن السبب في أنه لم يجد موزّعاً لا علاقة له بالألوان، فكل الأفلام الفرنسية آنذاك (وكثير منها لسنوات عديدة بعد ذلك) كانت غير ملوّنة. ما كان غريباً على الموزّع الفرنسي التعامل مع كوميديا ناطقة تعتمد أسلوباً صامتاً في صياغتها. وفي الحقيقة لم ير الفيلم نور العرض في فرنسا الا من بعد أن عرض في لندن سنة 1949 بنجاح باهر.

بعد ذلك غاب المخرج حتى العام 1953 حين قدّم أوّل "هولو" عبر فيلم نيّـر، وبل رائع أسمه «عطلة مسيو هولو" وفيه نرى تاتي وقد أتى بشخصية جديدة ومفاجئة. إنه رجل عادي يرتدي معطفاً كبيراً (في عز الصيف) ويدخّـن الغليون وينزل في فندق صغير في مواجهة شاطيء البحر. معه في ذلك الفندق (وهو فندق لا يزال موجوداً لليوم) نزلاء آخرين. تاتي يتقصّـد نبش المفارقات التي تكشف عن نقده لنظام إجتماعي دفين في عمق مشاهده. يحوم مصوّراً ما لا يزيد، في بعض الأحيان، عن هفوات لينفذ منها إلى قعر المشكلة كما يراها: علاقة مثيرة للجدل بين الكبار والكبار كما بين هؤلاء والصغار. تاتي، إذا ما لاحظنا، كان قليل الثقة بذكاء الناضجين من الناس. دائماً ما هم شكليون متمسّكون بتصرّفات من يخشى السقوط عن كرسيه إذا ما غيّـر جلسته.

لاحقاً في «عمي» (عن هولو العائد من أميركا لضيافة شقيقه) سنة 1958 سينتقل إلى نقد العصرنة كما العائلة. هولو يصل إلى منزل تم تصميمه لكي تعمل بعض أدواته تلقائياً (نافورات المياه في حديقة المنزل مثلاً) ومع وصوله يبطل مفعول عمل كل تلك الأدوات على نحو أو آخر. في الوقت الذي كان يُـجيّر تاتي هذا الوضع لصالح مواقف كوميدية شبه صامتة، كان لا يزال يراقب التكوين العائلي التقليدي في جموده. البرجوازية الفرنسية المقطوعة من جذور الحياة كما يجب أن تكون.

هذا الفيلم شهد نجاحاً تجارياً عالمياً ونال الأوسكار كأفضل فيلم أجنبي. مناسبة استغلها تاتي لكي يطلب من الأكاديمية تدبير زيارات للقاء لثلاثة كوميديين من عباقرة الأمس هم ماك سانيت وستان لوريل وبَستر كيتون. هذا الأخير إعتبر أن عمل هذا الأخير على الصوت هو إمتداد حقيقي للسينما الصامتة.

بعد ذلك أنجز تاتي تحفتين لاحقتين هما «زمن اللهو»  Playtime  العام 1967 و«حركة مرور» Traffic سنة 1971. هذا الثاني كان، إلى حد، ترداداً لصدى «زمن اللهو» الذي حاول فيه تاتي التخلّـص من شخصية هولو بدمجها بين شخصيات أخرى. الجمهور لم يرغب بذلك، لكن الجمهور كان يريد لهولو أن يستمر في الواجهة. وهذا ما اضطر تاتي لتحقيقه في «حركة مرور». بالنسبة لكثيرين هولو أصبح الوحش الذي ابتدعه فرانكنستاين، لكن هذا حتى ولو كان صحيحاً، لا ينفي أنه كان وحشاً جميلاً.

الجزيرة الوثائقية في

17/01/2013

 

الحرب الخفيّة على الجنديات الأمريكيات

محمد موسى 

تتجه عديد من الأفلام التسجيلية من السنوات العشر الأخيرة، وبالخصوص تلك التي تَهدف لتغيير مزاج الرأي العام وتنبيه والضغط على أصحاب القرار الرسمي، لنقل مَظلوميّة القضايا التي تُقاربها إلى فضاء أوسع، حيث وجدت في شبكة الإنترنيت ومواقع التواصل الإجتماعي بالتحديد المجال الأمثل، لإطالة عمّر النقاش الذي تطرحه تلك الأفلام، وإشراك أكبر قدر ممكن من الجمهور وجذب الأتباع. ولعل الضجة التي تثيرها أفلام القضايا هذه، تؤثر في الغالب على قراءة متأنية لها ولإسلوبيتها الفنية، بل إن وسمّها بأفلام "الحملات"، يُصنفها سريعا ضمن فئة خاصة من الأفلام التسجيلية التي تمثل لِكُثّر، مجرد "شَكوى" يتم تنفيذها بشكل فيلم او تحقيق تلفزيوني لغرض انساني او بيئوي واضح المعالم، وإنها بعيدة بالمطلق عن التجديد الفني او الإسلوبي. هذه التعميمات تغفل إن جوهر أي عمل فني هو التأثير في المُتلقي، وإن الأفلام من التي يطلق عليها "أفلام الحملات"، يمكن أن تَتضمن إضافات إلى الحركة الفنية المبتكرة للسينما التسجيلية المعاصرة

من أفلام القضايا الإنسانية التي أثارت الإهتمام في العام الماضي فيلم " الحرب الخفيّة" للمخرج الأمريكي كيربي ديك، والذي فاز بجائزة الجمهور في الدورة الأخيرة لمهرجان سنداس السينمائي الأمريكي. الفيلم يوجه الإنتباه للجرائم الخطيرة ( أطلق الفيلم وصف الحرب الخفية عليها) التي تواجهها المُجَندات الأمريكيات في الجيش الأمريكي من قبل زملائهن، والتي تترواح بين التحرشات الجنسية إلى الاغتصاب. كما يسلط الفيلم الإنتباه على الإهمال الرسمي وأحيانا التواطيء الذي تمارسه قيادات رفيعة في الجيش الأمريكي، لمنع معاقبة مرتكبي هذه الجرائم من الجنود الأمريكيين.

ولأن الجيش الأمريكي كمؤسسة عسكرية كان قد رفض التعاون بالكامل مع الفيلم، إتجه فريق الإنتاج للبحث عن نماذج من العسكريات المتعاقدات، واللواتي تركن الجيش الأمريكي للحديث عن تجاربهن المؤلمة، وأحيانا المروعة أثناء خدمتهن، كما قام الفيلم بإستضافة نساء من منظمات المجتمع المدني وناشطات نسويات، من اللوتي كَرسّن سنوات طويلة من حياتهن للدفاع عن مظلومية الجنديات الأمريكيات.

تكشف الأرقام والإحصائيات التي قدمها الفيلم، والمأخوذة من سجلات الحكومة الأمريكية، عن جدية المخاطر التي تواجهها العسكريات الأمريكيات، فحوالي 20% منهن تعرضن في سنوات خدمتهن إلى تحرشات جنسية. كما قدم الفيلم التسجيلي لقاءات مع جنديات خَدمّن في الجيش الأمريكي في السنين الأربعين الاخيرة،  والتي أظهرت إن المضايقات التي تتعرض لها النساء في المؤسسة العسكرية الاقوى في العالم، بدأت مع بدايات إنخراط النساء في الجيش الأمريكي قبل نصف قرن من الزمان، وهي متواصلة لليوم، هذا رغم المكاسب الكبيرة للحركات النسوية في العقود الثلاث الأخيرة، وعلى الرغم من شيوع وسائل الإعلام الحديثة ( إنترنيت ومواقع التواصل الإجتماعي)، والتي تُسهل كثيراً من وصول شكاوي ناس عاديين الى الإنتباه العام.

في مقابل الإحصائيات والتحليلات التي قدمها خبراء وخبيرات عن موضوعة المراة في الجيش الأمريكي، أفرد الفيلم مساحة واسعة لشهادات مؤثرة لجنديات مررن بتلك التجارب المؤلمة، والتي زاد من فداحتها هو الظلم الكبير الذي تعرضهن له من الجيش الأمريكي كمؤسسة رسمية عريقة، إذ عاملهن كعاهرات، وعاقبهن  أحيانا بسبب فعل الجنس مع جنود متزوجين، وهي جريمة يعاقب عليها القانون الأمريكي، رغم إن "فعل الجنس" ذاك تم بالإرغام. لكن وبسبب عدم الرغبة في تسليط الضوء على الفضائح المستمرة، اختار عدد كبير من مسؤولي هذا الجيش أن يلقيّ اللوم على الجنديات.

يركز الفيلم على جندية أمريكية سابقة، تعرضت إلى الإغتصاب والضّرب، الأمر الذي ألحق إصابات بدنيّة مزمنة. فيرافقها الفيلم في حياتها اليومية والتي تدور في فلك الشكوى التي قدمتها ضد مغتصبها، كما يقدم الفيلم مشاهد مؤثرة عن الثمن الذي مازالت هذه الجندية تدفعه، فالاخيرة تخضع لعلاج نفسي وبَدني للمساعدة في التخلص من أثار التجربة العنيفة. كما إن وضعها النفسي يهدد حياتها الزوجية وعلاقتها مع إبنتها الصغيرة.

كما يُبرز الفيلم في حَيز منه، الخيبة الكبيرة لعسكريات سابقات من الجيش الأمريكي وقيادته. فهؤلاء اللواتي إلتَحّقن بالجيش للمشاركة في حمايته وخدمة بلدهن، إكتشفن سريعا جدا، وعبر تَجارب مؤلمة للغاية، إن العقلية الذكورية المتطرفة، وأحيانا المنحرفة، هي التي تتحكم بهذا الجيش. فينظم الفيلم في هذا السياق رحلة لبعض الجنديات السابقات، لنصب تذكاري يحتفل بمشاركة المرأة في الجيش الأمريكي. الرحلة هذه سَتُعيد تَذكير نساء الفيلم، بما فعلته تجربة الجيش بِهن، كما إنها ستكشف عن المسافة التي صارت تُفصلهن عن الجيش كمؤسسة رسمية.

يُطلق الفيلم حملة عبر الأنترنيت لجمع تواقيع من أجل الضغط على الحكومة الأمريكية لتشديد عقوباتها على العسكريين المتورطين، وهي الحملة التي حققت بعض النجاح، لكنها مازالت بعيدة عن إحداث تغييرات جوهرية. على الجانب الفني، الفيلم نجح في اقناع نساء عديدات للبوح بتفاصيل تَجاربهن المؤلمة في الجيش، لكنه لم يخرج عن إطار الشكل التلفزيوني التحقيقي السائد، وبدا إن قضية الفيلم فرضت الإتجاه الاسلوبي له، والذي لم يتجرأ على الاقدام على مغامرات فنية تَبتَعد عن المسّار التقليدي الذي إتبعه.

الجزيرة الوثائقية في

17/01/2013

 

السينما المصرية تدخل النفق المظلم 

تحقيق‏:‏ علا الشافعي 

يعد عام‏2102‏ من أسوأ الأعوام الأخيرة سينمائيا‏,‏ ليس علي مستوي تراجع الإنتاج فقط‏,‏ وزيادة عدد نسخ الأفلام الأجنبية مقابل المصرية‏, وخوف عدد كبير من المنتجين من المجازفة, وإنتاج أفلام سينمائية جديدة.

ولكن يأتي ذلك كله جراء عدم استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية, وتراجع الإيرادات وقصرها علي التوزيع الداخلي بعد أن تدهورت أيضا الأوضاع السياسية في معظم الدول العربية مما أدي لانغلاق السوق الخارجية أمام الفيلم المصري وغياب عدد كبير من النجوم السوبر ستارز عن المنافسة, ومنهم عادل إمام أحمد مكي وأحمد حلمي, والأهم هو حالة الحصار التي فرضت مؤخرا علي المبدعين والفنانين من جانب بعض المتشددين, والذين تجاوزوا حدود النقد المحترم فخاضوا في السمعة والشرف, وخلطوا بين ما يقوم بعض هؤلاء النجوم من أدوار علي الشاشة وواقعهم الحياتي مثلما حدث مع النجم عادل إمام والهام شاهين ويسرا وهالة فاخر, إضافة إلي رفض تصوير بعض الأفلام ومهاجمة صناعها من قبل المتطرفين, مثلما حدث في واقعة فيلم فرش وغطا لآسر ياسين.

تلك الحالات من الإساءات المتعمدة وحصار المبدعين, جعلت البعض يفكر في ترك مصر والبحث عن بلد ثان يقيم فيه مثلما حدث مع الفنان عمرو دياب والفنانة غادة عبدالرازق, وهناك قائمة تضم العديد من الأسماء في طريقها للبحث عن خروج آمن من القاهرة لتتمكن من مواصلة إبداعها بعيدا عن أية قيود أو ضغوط, في حين يصر البعض علي البقاء ومواجهة كل ما يمكن أن يفرض علي حرية الإبداع في المرحلة المقبلة, ولكن يظل الأمل قائما مع وجود محاولات من شباب السينما المستقلة والذين يعملون علي تقديم تجارب مميزة ومنها: الشتا اللي فات للمخرج إبراهيم بطوط, بطولة عمرو واكد وفيلم عشم لماجي مرجان وهي الأفلام التي مثلت مصر في مهرجانات عدة, فالأول شارك في مهرجان فينسيا وغيره من المهرجانات العربية, والثاني بمهرجان الدوحة وحققا ردود أفعال إيجابية علي المستوي النقدي,إلا أنها لم تعرض عرضا تجاريا حتي الآن.

الهجرة الثانية

وإذا كانت السينما المصرية قد شهدت موجة من الهجرة الأولي في السبعينات وتحديدا بعد نكسة يونيو, حيث تعرض العديد من النجوم لحالة من الحصار من قبل أحد الأجهزة السيادية ومطاردات أخري, مما اضطر عدد من النجوم والمخرجين للذهاب إلي بيروت, والعمل هناك لفترة من الوقت, وقام بعضهم بتقديم أفلام أطلق عليها أفلام المايوهات نظرا لخفتها الشديدة, وغلبة الصبغة التجارية علي معظمها, والتي لم يعش أغلبها في الذاكرة, ورغم اختلاف الظرف السياسي والتفاصيل, إلا أن هناك حالة التضييق علي المبدعين ربما تحد من المد السينمائي, وهو ما قد يضطر بعضهم إلي التفكير في الهجرة مرة ثانية, في حين أن الكثير من النجوم ومنهم النجمة ليلي علوي التي أكدت أنها لن تغادر مصر مهما كانت الظروف, خصوصا بعد أن تردد أنها في طريقها للإقامة في دبي, ونفس الحال بالنسبة للنجم الكبير عادل إمام والذي قال: لن أغادر مصر مهما كانت الظروف, فأنا ولدت وعشت و ذكرياتي كلها في مصر, فكيف لي أن أغادرها؟. وهناك الكثير من مبدعي السينما الذين أكدوا عدم تركهم لصناعة السينما, وأنهم سيعملون مهما كانت الظروف والضغوط, فتلك مهنتهم والتي تعد من أقدم الصناعات في مصر, مؤكدين أن مصر طوال تاريخها كانت قبلة الفن والفنانين, وهي من أوائل الدول التي شهدت أول عرض سينمائي في الإسكندرية بعد باريس, وعاش فيها الفنانون من جميع الجنسيات, وقدموا إبداعهم علي مدار تاريخ السينما, والذي يتجاوز آلـ100 عام, فكيف لنا أن نترك كل هذا الزخم الفني والسياسي ونستسلم بهذه السهولة موضحين أن صناعة السينما المصرية كانت إحدي الصناعات الثقيلة, والتي تساهم في الدخل القومي بشكل كبير.

30 فيلما تحقق185 مليون جنيه

بالنظر إلي انعكاس أجواء عدم الاستقرار السياسي وما تشهده مصر من حالة غليان علي الوضع الاجتماعي والاقتصادي, وبالتبعية علي حال الفن بشكل عام, والسينما بشكل خاص,وهو ماأثر بشكل سلبي حيث تراجعت معدلات الإنتاج, واقتصرعدد الأفلام التي عرضت في2012 علي30 فيلما فقط, معظمهما من إنتاج الأخوين سبكي وتفاوت المستوي الفني لهذه الأفلام تفاوتا كبيرا, وغلبت الصبغة التجارية علي معظم الأفلام التي عرضت في الفترة الأخيرة, ومن هذه الأفلام المصلحة لأحمد السقا, وأحمد عز, وتيتة رهيبة لمحمد هنيدي وعمر وسلمي3 لتامر حسني, وعبده موتة لمحمد رمضان, والآنسة مامي لياسمين عبدالعزيز, ووصلت إجمالي الإيرادات لهذا العام185 مليون جنية حصيلة إيرادات30 فيلما سينمائيا تم عرضها بدور العرض السينمائية خلال عام2012, واستطاعت أفلام موسم الصيف وموسم عيد الفطر والأضحي تحقيق النصيب الأكبر من هذه الإيرادات, وتراجع إجمالي إيرادات السينما هذا العام قياسا عن الأعوام السابقة, حيث كانت آخر إيرادات مرتفعة حققتها السينما المصرية عام2010 حيث وصلت إلي مايقرب من250 مليون جنية من التوزيع الداخلي فقط.

ومع استمرار مرور مصر بالعديد من الأحداث السياسية, وإلغاء حفلات الثانية عشرة نصف الليل في أحيان كثيرة, وإغلاق دور العرض في مناطق وسط المدينة والقريبة من الأحداث كل هذا انعكس علي بداية العام الماضي, حيث بدت الإيرادات قليلة جدا, مثلا حقق فيلم ركلام بطولة غادة عبد الرازق, إيرادات بلغت4 مليون و750 ألف جنيه, وفيلم حظ سعيد بطولة أحمد عيد2 مليون و500 ألف جنيه,ولم يحقق فيلم جدو حبيبي بطولة محمود ياسين, ولبني عبد العزيز سوي مليون و260 ألف جنيه, وحقق فيلم علي واحدة ونص150 ألف جنيه, وتميز فيلم عمر وسلمي3 بطولة مي عز الدين وتامر حسني, عن بقية أفلام بداية الموسم بوصوله لرقم16 مليونا و600 ألف جنيه, وحقق فيلم رد فعل بطولة حورية فرغلي, مليون ونصف المليون جنيه, فقط, وبلغت إيرادات فيلم واحد صحيح بطولة رانيا يوسف وهاني سلامة,4 ملايين و700 ألف كما حقق فيلم بنات العم بطولة الثلاثي هشام ماجد وشيكو وأحمد فهمي إيرادات وصلت لـ13 مليونا و250 ألف جنيه.ربما عرف الاستقرار طريقه إلي السينما تدريجيا مع بداية دخول موسم الصيف والإجازات عام2012 حيث زادت نسبة الإقبال الجماهيري قياسا إلي باقي أشهر السنة, بينما جاء عرض فيلم المصلحة بطولة أحمد السقا وأحمد عز ومنذر رياحنة ليحقق نقلة حقيقية في إيرادات السينما المصرية واحتل صدارة إيرادات العام بتحقيقه22 مليون جنيه في الموسم الصيفي, ووصلت إيرادات فيلم غش الزوجية بطولة رامز جلال, لـ8 ملايين و700 ألف جنيه, وفيلم حصل خير بطولة سعد الصغير لـ6 ملايين و620 ألف جنيه, وفيلم جيم أوفر بطولة يسرا ومي عز الدين, لـ6 ملايين و843 ألف جنيه, وفيلم الالماني لـ مليون جنيه. كما حقق فيلم حلم عزيز بطولة أحمد عز إيرادات بلغت9 مليون و350 ألف جنيه,

وفي موسم عيد الفطر السينمائي حقق فيلم تيتة رهيبة لمحمد هنيدي14 مليونا و800 ألف جنيه, وحقق فيلم بابا بطولة أحمد السقا إيرادات12 مليون جنيه, وفيلم مستر أند مسز عويس بطولة حمادة هلال,5 ملايين و100 ألف جنيه, وفيلم البار إخراج مازن الجبلي مليون جنيه, ولم يحقق فيلم بعد الموقعة بطولة منة شلبي سوي مليون جنيه فقط, خلال فترة عرضه بدور العرض السينمائية.

وجاءت إيرادات موسم عيد الأضحي, لتعيد الانتعاشة لإيرادات السينما من جديد, حيث شهد الموسم طفرة في أرقام شباك التذاكر بتحقيق فيلم عبده موته بطولة دينا وحورية فرغلي, إيرادات وصلت21 مليون جنيه, وحقق فيلم الآنسة مامي بطولة ياسمين عبد العزيز إيرادات16 مليون جنيه, ووصلت إيرادات فيلم30 فبراير بطولة سامح حسين3 ملايين, وفيلم مهمة في فيلم قديم بطولة فيفي عبده2 مليون ونصف المليون جنيه, وحقق فيلم ساعة ونصف بطولة سوسن بدر وسمية الخشاب9 ملايين جنيه, وفيلم برتيتا بطولة كندة علوش مليونا و200 ألف جنيه, وجوة اللعبة بطولة مصطفي قمر500 ألف جنيه وفيلم لمح البصر بطولة حسين فهمي,56 ألف جنيه فقط, وفيلم مصور قتيل بطولة درة, وإياد نصار700 ألف جنيه.

هذه هي الأرقام التي استطاعت السينما المصرية تحقيقها من التوزيع الداخلي, ومع تطور الأحداث السياسية أيضا في معظم الدول العربية لم تعد هناك سوق خارجية للفيلم المصري, وهو ما انعكس بشكل كبير علي إجمالي ما يمكن أن تحققه السينما المصرية, إضافة إلي عدم شراء القنوات الفضائية حق عرض الأفلام, وهو ما أصبح يهدد صناعة السينما بشكل حقيقي في ظل ثبات حالة الارتباك السياسي الحالية, فضلا عن تراجع الأداء الاقتصادي الذي يؤثر بالضرورة علي تدخل الدولة لإنقاذ صناعة السينما في ظل هذه الظروف العصيبة. فالذي يبدو واضحا للعيان أن هذه الصناعة تعتمد في إيراداتها وتمويلها علي التوزيع الداخلي والخارجي وحق العرض علي الفضائيات, ومع تجاهل أو تراجع تدخل الدولة غير المفهوم للصناعة, وعدم التفكير في دعمها بأي شكل في ظل هذا التدهور الحاد الذي تعانيه, خاصة أن الدولة ممثلة في وزارة الثقافة تبدو لا علاقة لها من قريب أو بعيد بتلك الصناعة, والتي تشهد تراجعا حقيقيا حسبما يري العديد من المنتجين والموزعين في السينما المصرية. وعلي مستوي الحلول الفردية يقول المنتج وائل عبدالله في هذا الصدد أنه نظرا للظروف شديدة الصعوبة التي تمر بها السينما المصرية فإنه سيلجأ إلي العمل بنظام المسرح بمعني أن النجوم سيحصلون علي أجورهم بالنسب, ومن خلال ما يحققه الفيلم من إيرادات في شباك التذاكر, في حين يري المنتج محمد العدل أنه من الضروري أن يجتمع كل العاملين في صناعة السينما, أومن يمثلونهم في كافة فروعها من إنتاج وتوزيع وتأليف وإخراج وتصوير ومونتاج وديكور, والعمالة أيضا لبحث آليه مختلفة تعمل بها صناعة السينما, خصوصا مع التدهور الحاد في الصناعة والتضييق الذي تشهده صناعة السينما,لأنه لو لم يحدث ذلك فستتوقف الصناعة وتعاني انهيارا كاملا.

الأفلام التجارية شعار المرحلة

رغم سيطرة الأفلام التجارية علي مجمل الأفلام التي عرضت في عام2012, حيث تنوعت الألوان مابين الكوميدي والإثارة والدراما الاجتماعية, وتقاسم الأخوين السبكي نسبة كبيرة من إنتاج هذا العام واكتفي العديد من النجوم بعضهم بتقديم تجارب درامية مثل النجم عادل إمام, والذي اكتفي بمسلسله الرمضاني فرقة ناجي عطا لله وغاب عن السينما في هذا العام, وأيضا النجم أحمد حلمي والذي اكتفي بالإعلانات وغاب عن السينما كأنه كان في حالة ترقب, خصوصا وأنه شارك في كثير من التظاهرات السياسية. ونفس الحال للنجمة مني زكي والنجم أحمد مكي, إلا أن هناك العديد من التجارب التي عرضت مؤخرا وينغي التوقف أمامها خاصة أنها أثارت الكثير من الجدل, علي مستوي الرؤية الفنية والطرح, ومن هذه الأفلام ساعة ونص للمخرج وائل إحسان, والذي استطاع حصد9 ملايين جنيه إيرادات, إلا أن فيلم بعد الموقعة للمخرج يسري نصرالله والذي لم يحقق سوي مليون جنية في شباك التذاكر, لكن يحسب له أنه الفيلم الذي أعاد مصر إلي مهرجان كان بعد غياب عن المسابقة الرسمية لأكثر من15 عاما, كما أنه مثل مصر في العديد من المهرجانات العربية والدولية, وأثار الفيلم جدلا شديدا في رؤيته السياسية, خصوصا وأنه ناقش جانبا من الأحداث التي وقعت أثناء الثورة وما بعدها, وتحديدا من موقعة الجمل والانقسامات التي شهدها المجتمع المصري.

اليوم السابع المصرية في

17/01/2013

 

رغم المخاوف من أحداث 25 و26 يناير:

7 أفلام.. في موسم إجازة نصف السنة

ياسمين كفافي 

رغم التخوفات من حدوث اعمال عنف قد تصاحب الذكري الثانية لثورة يناير ومحاكمة قتلة شهداء الالتراس يوم 26 يناير الا ان شركات الانتاج قررت استغلال موسم اجازة نصف العام بقوة لطرح العديد من الاعمال منها الجديد ومنها المؤجل بدأ الموسم بجس النبض عبر طرح 3 اعمال. هي "مصور قتيل" بطولة اياد نصار ودرة وعمر السعيد للمخرج كريم العدل وهو من افلام التشويق ثم فيلم "حفلة منتصف الليل" بطولة رانيا يوسف. ودرة. وعبير صبري. وأحمد وفيق. وإدوارد. وحنان مطاوع. ورامي وحيد. ومني هلا. وعمر حسن يوسف. ومن تأليف محمد عبد الخالق وينتمي إلي أفلام الإثارة والغموض. وتدور أحداثه حول جريمة قتل يتهم فيها كل من يحضر حفل الزفاف.. ويناقش الفيلم من خلال 4 أسر طبقات اجتماعية مختلفة قضايا الفقر والفساد. 

كما تم طرح فيلم "سبوبة" الذي يعتبر تجربة سينمائية شبابية. ويقوم ببطولته أحمد هارون وراندا البحيري وخالد حمزاوي وشريف سمير وضياء الميرغني. وتأليف وإخراج بيتر ميمي وتوزيع محمد حسن رمزي...كما قررت نفس الشركات التحدي بكبار النجوم.. وذلك من خلال عرض فيلم "علي جثتي" لأحمد حلمي وغادة عادل يوم 15 يناير الفيلم يدور حول شاب يموت وتظل روحه عالقة ليشاهد رد فعل من حوله لموته. 

أما فيلم "الحفلة" لأحمد عز وروبي فتقرر عرضه حتي هذه اللحظة يوم 23 يناير وهو نفس موعد عرض "365 يوم سعادة" قبل عامين قبل احداث الثورة. 

فيلم "الحفلة" يدور حول زوجة رجل اعمال يتم اختطافها للمطالبة بفدية. 

أما "فبراير الاسود" فهو أحدث اعمال خالد الصاوي والمخرج محمد أمين ويطرح يوم 25 يناير ويناقش الفيلم أحوال العلماء في مصر وهل نحن في دولة تقدر العلم ام تدعو للجهل والضياع.. كما تقرر طرح فيلم المزة والصاروخ "تراللي" سابقا لرانيا يوسف وروان الذي اثارت المشاكل بينها ضجة قبل عرضه. 

للكبار.. والشباب نعمل اللي علينا 

هذه عينة من الافلام التي ستطرح بمناسبة اجازة نصف العام 2013. فهل ستأتي الرياح لصالح مركب الفن واهله؟ 

رشا الحامولي المسئولة الاعلامية لشركة "دولار" منتجة فيلم أحمد حلمي "علي جثتي" قالت موعد العرض تم بالاتفاق بين الشركة وأحمد حلمي. عملا بنظرية "نعمل اللي علينا والباقي علي ربنا".. وأضافت: المواسم السينمائية كلها اصبحت تتعرض لأحداث مفاجئة تسد نفس المشاهد عن الدخول لدور العرض ولكن العجلة يجب ان تدور ماذا نفعل؟.. وأشارت إلي أن سبب طرح "علي جثتي" يوم 15 يناير. السبب وراؤه إتاحة فرصة أكبر للمشاهدين اصحاب المراحل العمرية من 25 سنة وأكثر لأن هؤلاء لا يرتبطوا باجازة نص العام التي تزدحم فيها دور العرض بالشباب صغير السن.. وكل ما نتمناه ان تمر ذكري الثورة علي خير. 

الموزع محمد حسن رمزي رئيس شركة النصر للانتاج والتوزيع.. قال: طرح الافلام الآن مخاطرة لاشك فيها وهناك احتمال ان يؤجل البعض كما فعلت شركة اوسكار "وائل عبد الله" منتجة "الحفلة" عندما قررت عرض فيلم عز أول فبراير حتي تتضح صورة البلد ويمر تاريخ الثورة بدلا من تكرار مأساة فيلم "365 يوم سعادة" قبل عامين وللاسف وائل عبد الله لديه دور عرض بها عمال يجب ان تدفع اجورهم.. لذلك يجب طرح افلام لتدور العجلة. 

اضاف رمزي ان الحياة مخاطرة والمنتج والموزع يجب ان يخاطر.. وبشكل عام السينما مدمرة منذ قيام الثورة في ..2011 والعام الماضي تخوف المنتجون من طرح افلامهم في يناير ورغم ذلك مرت الاحداث علي خير. 

اضاف رمزي علي الجميع ان يرحموا البلد بدلا من تدميرها سواء من يروا انفسهم ثواراً او من في الحكم .واكد رمزي ان الافلام التي عرضت وهي "سبوبة" و"حفلة منتصف الليل" لم تحقق نجاحا كبيرا وايرادات..اشار إلي ان ان فيلم "المزة والصاروخ" سيشهد نجاحا لانه فيلم خفيف يليق بموسم الاجازات. 

فبراير الأسود 

المخرج محمد أمين صاحب الافلام المتميزة "فيلم ثقافي" و"ليلة سقوط بغداد" و"بنتين من مصر" ومؤلف ومخرج "فبراير الاسود". 

قال احداث البلد طوال العامين الماضيين متحركة جدا ولن نستطيع ان نوازي بين ظروف البلد وطرح الأفلام كما أن توقع الاحداث في مصر اصبح مستحيلاً وأعظم محلل سياسي لن يتمكن من تنبؤ ما تحمله الاحداث بعد يومين وشهر يناير ارتبط باجازة نصف العام لذلك يعتبر موسماً مهم والبديل هو الجلوس في المنزل. 

المزة والصاروخ! 

النجمة رانيا يوسف.. قالت: للاسف فيلم "حفلة" منتصف الليل تأخر عامين في العلب وعندما طرح اهملت الشركة المنتجة في الدعاية والاعلان لم يوضح أحداث الفيلم وجاء توقيت العرض مبكراً لانه وقت امتحانات نصف العام مما يعني انه وقت ميت بلغة السوق 

وبالنسبة لفيلمها الآخر "المزة والصاروخ" قالت رانيا: انا نجمة لن يوقف مسيرتها فيلم المخرج حسني صالح الذي الغيت مشاهدها فيه لصالح الممثلة روان.. لذلك انا لا أهتم بموعد عرضه اصلا واعتبر "المزة والصاروخ" فيلم ويعدي. 

عبد الجليل حسن المتحدث الاعلامي للشركة العربية.. نفي عدم اهتمام الشركة العربية بالدعاية لفيلم حفلة منتصف الليل وأكد ان اعلاناته طرحت في معظم القنوات الفضائية. 

اما طرح فيلم "فبراير الأسود" 25 يناير السبب فيه هو الرغبة في الاستمرار لأن التخوف من طرح الافلام يعني توقف حركة الفن وكل شركة ورائها بيوت مفتوحة أجور موظفين في دور عرض وعمال وغيرهم.. ولذلك سنطرح الفيلم اجرنا علي الله وحول تقديم موعد عرض الفيلم أكد عبد الجليل ان الفيلم لن تنتهي اعمال المونتاج قبل 23 يناير. 

النشرات أهم! 

النجمة درة بطلة "حفلة منتصف الليل" قالت: الفنانون لا يملكواً القدرة علي تحديد ميعاد عروض الافلام والامر متروك لشركات الانتاج والتوزيع لانها صاحبة راس المال.. وبشكل عام الجمهور العربي ظل عامين ملتفاً حول النشرات الاخبارية فهي تعرض الأهم.. ولذلك حدث العديد من التخبط في مواعيد عرض الافلام.. واكدت انه فور استقرار الاحداث ستتحسن السينما بشكل تلقائي. 

ليل ونهار

التمثيل هو الحل

بقلم : محمد صلاح الدين 

* خايف أوعدك.. ما أوفيش.. أقولك فيه تلاقي مفيش.. وأخاف لو قلتي بردانة.. أغطيكي بإحساسي.. ما تدفيش!! 

* أحلي حاجة أن عيد "الفالنتين" قادم.. والحب والمحبة مقطعة بعضها في هذا البلد!! 

* يقولون ان "توم كروز" سيكون ثاني ممثل بعد ريجان يتطلع لرئاسة أمريكا في انتخابات الرئاسة القادمة.. يبدو أن التمثيل هو الحل! 

* لماذا الفقراء بالذات لهم الآخرة فقط؟!.. طب ادوهم حتة من الدنيا.. وخدوا منهم حتة من الآخرة!! 

* قيل لأحد الحكماء: من هو أسوأ الناس حالاً؟.. قال: من لا يثق بأحد لسوء ظنه.. ولا يثق به أحد لسوء فعله!! 

* قديماً غني سيد درويش: حاقولك ايه واعيدلك ايه.. كله له آخر.. دي خبطة جامدة وجت علي عينك يا تاجر.. يا وكستك دلوقتي لا وارد ولا صادر.. يحلها ألفين حلال.. ربك القادر. 

* لجنة الثقافة والإعلام والسياحة في مجلس الشوري مثل شقيقتها في مجلس الشعب المنحل.. ليست لها أي علاقة لا بالثقافة ولا بالإعلام ولا بالسياحة!! 

* تعجبني تلك المقاومة الذي يبديها المسرح والسينما في عز الأزمة هؤلاء يصرخون بأعلي صوت أن قوتهم "ناعمة"! 

* حتي الإشادة بمصر.. استوردنا لها شيوخاً من الخارج.. يبدو اننا فقدنا مهارة صنع أي شيء.. حتي بضاعة الكلام الوحيدة التي نجيدها!! 

* حزنت علي فراق صديقي الدكتور مدكور ثابت.. الذي طالما حكي لي كيف كان البعض يتفنن في تدميره كلما هم بنشاط جديد.. فعلاً حاجة هم!! 

* الطقس أصبح شديد البرودة علي جميع الأنحاء.. عندما رأنا نحن أيضا شديدي البرودة تجاه حل مشاكلنا! 

* من حوارات السينما المأثورة قول محمد المليجي في "اسكندرية ليه": كل ده وعايزيني اكسبها.. طب ازاي؟! 

Salaheldin-g@hotmail.com

فركش

بقلم :ضياء دندش 

* لا حول ولا قوة إلا بالله.. أقولها بمناسبة ما كتبته هنا علي مدار الأسابيع الثلاثة الماضية محذرا مشايخ الفضائيات الدينية الذين عملوا مذيعين فجأة من الوقوع في جريمة انتهاك الحريات.. ومنذ أيام قضت محكمة القضاء الإداري بوقف بث برنامج "في الميزان" تقديم عاطف عبدالرشيد - خريج الإعلام للأسف - في بلاغ يتهمه بانتهاك الدولة المدنية وحقوق المواطنين والإرهاب الفكري للمعارضين.. كما رفضت المحكمة وقف برنامج باسم يوسف وإغلاق قناة "cbc" وهي ضربة قاسية لهذه الفضائيات.. وهنا أكشف سر هجومهم الفظيع ضد خيري رمضان وهو أنه يستضيف علماء شبابا مثل أسامة أزهري ورمضان عبدالمعز اللذين كشفا ادعاءات معظم ضيوف الفضائيات الدينية.. ويا ريت الرسالة تكون وصلت بأن القضاء لا يهاب شيئا إلا الله ثم ضمائرهم.. وفي النهاية أقول "إنا لله وإنا إليه راجعون".. اسمعوا كلامنا تكسبوا.. ولا شماتة..!! 

* لو عاوزين تعرفوا أسامة الشيخ محبوب قد ايه هاتوا عدد مكالمات التهنئة التي تلقاها موبايله بعد أن فك الله أسره.. حمدا لله علي السلامة يا باشمهندس.. الظلم لا يطول.. وليموتوا بغيظهم..!! 

* يا جمال النبي علي حوار الشيخ المحلاوي مع مذيع شاب مهذب في قناة الناس.. ويا سلام علي كلام الشيخ عبدالفتاح مورو مع عماد الدين أديب..!! 

* مسئول في ماسبيرو بيخاف من خياله بيحسس علي أي حد تافه عشان مايهاجموش في أي لقاء أو اجتماع.. عرفتوه..!! 

* من لم يذاكر ويستفد من الحلقات الستة للأستاذ هيكل مع لميس الحديدي.. يروح يلعب بعيد أو يقعد في بيتهم أكرم له..!! 

* د.مصطفي الفقي: أنت أخطر "لاعيب" سياسة في مصر.. شهادة لله..!! 

* مظهر شاهين: أنت ممثل بارع لم تشهده شاشات السينما ولا التليفزيون.. ارحمنا بقي..!! 

*توفيق عكاشة: خف شوية يا "تيفة" ماتلعبش في كبس النور عشان الفولت المرة الجاية بيموت مش بيكهرب بس..!! 

الجمهورية المصرية في

17/01/2013

 

 

المصرية في

17/01/2013

 

 

المصرية في

17/01/2013

 

 

المصرية في

17/01/2013

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)