"هذه صورتي وأنا ميت" عنوان صادم للفيلم التسجيلي الذي أخرجه المخرج
الفلسطيني الأردني محمود المساد. في هذا الفيلم الذي يبلغ زمن عرضه 81
دقيقة، يلتقط المساد خيطا دقيقا لشخصية من الشخصيات المنسية، من فترة
النضال الفلسطيني في السبعينيات، هي شخصية مأمون مربش، الذي كان أحد
المناضلين في صفوف المقاومة المسلحة في حركة فتح في بيروت.
هذا الرجل الذي ساهم في الكثير من عمليات المقاومة بل، وأشرف أيضا على
الإعداد لعمليات بطولية منها عملية المناضلة الشهيدة دلال المغربي كما يظهر
في الفيلم، أي مأمون مربش، ترصد له عملاء الموساد، إلى أن تمكنوا من
اغتياله في أثينا التي كان قد لجأ إليها بعد خروج المقاومة الفلسطينية من
بيروت عام 1982، وأطلقوا عليه الرصاص من مسافة قريبة وهو داخل سيارته عام
1983، وكان يجلس إلى جواره ابنه الطفل الذي لم يكن قد تجاوز سنواته الأربع
في ذلك الوقت.
ما حدث أن الرصاص الكثيف الذي انطلق من السلاح القاتل الذي تمكن من
اللحاق بالسيارة بدراجة نارية، أصاب أيضا الطفل "بشير"، ونقلت الأنباء
وقتذاك أنه قتل مع والده في العملية.
لكن بشير نقل الى المستشفى حيث تلقى العلاج، ونجا من الموت، وهو يعيش
بيننا اليوم بعد أن بلغ التاسعة والعشرين من عمره وأصبح هو بطل هذا الفيلم.
المخرج محمود المساد، يقتنص أولا بذكاء وفطنة كبيرتين، هذه الفكرة
التي ترتبط بالذاكرة، بالماضي، لكي يصنع منها نسيجا بصريا متشابكا مؤثرا،
حول زمن البطولة والتضحية والثمن الذي كان يتعين أن يدفعه الذين وهبوا
أنفسهم لقضيتهم الوطنية، وأيضا لكي يجسد أيضا الفرق بين ما كان في الماضي،
وما أصبحنا عليه اليوم، بين زمن النضال، وما انتهت اليه القضية اليوم من
اقتتال الشركاء، اي الفصائل الفلسطينية، وأساسا، فتح وحماس.
يتوقف المساد بكاميرته أمام الكثير من العلامات، ومن جوف الصورة تبرز
التساؤلات المعذبة القلقة حول كيف كان هذا ممكنا، وما الذي حدث، وما مغزاه،
وهل كان هناك خطأ ما، هل كان طريق النضال المسلح، طريقا خطا، وهل كان هناك
طريق آخر، وكيف يمكن أن يصل الوضع اليوم الى ما وصل إليه، وغير ذلك الكثير.
المدخل الدرامي إلى الفيلم هو حادث الاغتيال، ووجود الإبن الصغير
"بشير" في مقدمة الصورة. والصورة، أو تلك اللقطة تحديدا، وهي مصورة بالأبيض
والأسود، تتكرر كثيرا بالحركة البطيئة عبر الفيلم، باعتبارها اللقطة
المركزية التي تتدفق منها الذاكرة: ذاكرة بطلنا بشير الذي عاد اليوم لكي
يبحث عن تاريخ والده، من خلال التفتيش في ذاكرة أصدقائه: الحلاق والطبيب
والرسام وغيرهم.
في الفيلم صور وشهادات، مزيج من الخاص والعام، ومن الذاتي والموضوعي،
من الصورة الداخلية والحكايات الشخصية عن "مأمون البريش" الذي طويت صفحته
تقريبا منذ وفاته رغم كل ما قدمه للقضية من تضحيات هائلة، والبحث الشاق عن
المعرفة والتذكر من جانب الإبن "بشير" الذي يروي له الطبيب كيف أن والده
أنقذ حياة زعيم الكتائب اللبنانية خلال الحرب الأهلية عندما اعتقلته قوات
حركة فتح، لكنه أمر باطلاق سراحه، فنجا الجميل بذلك من الموت. وهي معلومة
مهمة لا يعلمها المشاهدون. وقد جاء موقف المأمون ردا على اطلاق بشير الجميل
سراحه في الماضي بعد أن وقع أسيرا في أيدي قوات الكتائب وكاد أن يلقى
مصرعه. هذه القصة نفسها تعكس مغزى انسانيا كبيرا عن فرقاء الحرب الذين
يكنون الاحترام لبعضهم البعض. وقد جاء الاسم الذي أطلقه الرجل على ابنه
فيما بعد، أي "بشير"، تيمنا باسم بشير الجميل الذي سيعود ويلقى حتفه في
عملية فدائية هائلة قيل إنها كانت من تنفيذ وتخطيط عناصر فلسطينية مسلحة.
أما اقتتال اليوم في غزة والفضة الغربية، فيبقى في الفيلم صورة مشبعة
بنوع من السيريالية أو التجريدية العبثية التي تدعوك إلى التشكك فيما آلت
إليه مسيرة النضال من أجل إقامة الدولة، حينما انتهت الى دويلتين محاصرتين
متصارعتين، وهي نهاية ما كان يحلم بها أكثر المناضلين تشاؤما في عصره!
ايقاع الفيلم متدفق يتسم بالقوة والتماسك، لكنه يسمح بنوع من التأمل
مع مساحة جيدة من الصورة التي تظهر في معظم الأحيان، في لقطات متوسطة
الحجم، صور مدهشة، وعلاقة خاصة بين الشخصية الرئيسة التي تستخدم لصنع
القالب "الدرامي" او المدخل "الروائي" إلى الفيلم إذا جاز التعبير، وقدرة
هائلة من جانب المخرج وفريق مساعديه على اقتناص الشهادت وتصويرها بكل تلك
التلقائية والتدفق مع التحكم في زوايا الصورة، واعادة بناء حادث الاغتيال
باستخدام الأسلوب التجريدي نفسه، بحيث تتكرر لقطة إطلاق الرصاص على الرجل
في السيارة، وتعود الينا بين حين وآخر، في سياق الشهادات ورحلة البحث عن
الحقيقة، ودون أن يتسبب الإخراج في إرباك الشهود الذين يقصون ذكرياتهم على
الإبن، ودون أن يبدو أننا نتفرج على مشاهد مصممة ومتفق عليها سلفا، حيث
يعتمد الفيلم على فكرة "اعادة التجسيد" مع الابقاء على المباشرة الحميمية
التي تميز أسلوب "سينما الحقيقة".
هذا الفيلم دليل آخر على قدرة السينما التسجيلية على تطوير نفسها،
والاستفادة من الأساليب الروائية، والاعلاء من شأن العنصر الدرامي في
الصورة، من أجل بلوغ أعلى تأثير ممكن على المشاهد، الأمر الذي يردنا إلى
التأمل في أصل السينما: ما هي، وكيف نشأت، وما الهدف منها، وكيف يعبر
السينمائي عن العالم من خلال الكاميرا، وما هي حدود قدرته على خدمة موضوعه.
وهي تساؤلات ممتدة بامتداد تاريخ الإبداع السينمائي نفسه!
عين على السينما في
03/01/2013
بحب "السيما":
عندما كان أبي يصلي داخل دار السينما!
سامي البحيري
مع الإعتذار لعنوان الفيلم "بحب السيما" لكني لم أجد أفضل من هذا
العنوان لكي أعبر عن حبي وعشقي للسينما، ولست أدري لماذا كنا نطلق كلمة
السينما "السيما" في حي مصر القديمة الذي نشأت فيه وغيره من الأحياء
الشعبية المصرية وذلك بحذف النون فتصبح "سيما"، وأعتقد أن هذا تم بغرض
تخفيف النطق على أولاد البلد.
ولست أدري ولا أتذكر على وجه التحديد متى كانت أول مرة شاهدت فيها
السينما، ولكني أعتقد أن أول مرة كانت عندما كنا نزور بعض الأقارب والذين
كانوا يسكنون في حي منيل الروضة على النيل أمام سينما الجزيرة الصيفية
مباشرة، وكنت أسعد جدا بزيارتهم حيث كنا نأكل العنب البناتي المثلج في
البلكونة صيفا ونشاهد فيلما ببلاش..وبالرغم من بعد المسافة عن الشاشة إلا
أننا كنا نسمع الصوت واضحا، وأعتقد أن أول فيلم كان فيلم فريد الأطرش
"تعالي سلم" ومازلت أذكر أغانيه مع رقص سامية جمال، وكنت دائما أحب زيارة
هؤلاء الأقارب واسعي لها ولم يعرف أبي وأمي أبدا سر غرامي بزيارة هؤلاء
الأقارب بالرغم من أنه لم يكن لديهم أطفال من سني (سبع سنوات وقتها)
وأعتقدوا أنني ولد نجيب أحب صلة الأهل والأقارب!!
في مصر القديمة
ومنذ ذلك العمر المبكر (سبع سنوات) عرفت طريقي للسينما، وكان حي مصر
القديمة الشعبي الذي ولدت به يقع بالقرب من حي الطبقة الوسطى،حي منيل
الروضة حيث كانت هناك ثلاث دور سينما صيفي هي: الجزيرة وجرين بالاس والروضة
ودار سينما شتوي هي سينما ميراندا وهي الأقرب لنا وهي الوحيدة التي مازالت
موجودة حتى الآن وتغير إسمها إلي سينما فاتن حمامة. وكنت أذهب لمدرستي في
حي السيدة زينب حيث كان هناك ثلاث دور سينما شتوي سينما الشرق وسينما
الأهلي (ميدان السيدة زينب) وسينما إيزيس بجوار مسجد أحمد بن طولون، وكانت
هناك سينما قريبة أخرى في حي المدبح إسمها سينما إبن البلد (وكنا نطلق
عليها سيما بنت البلد!! ربما لأننا كنا نعتقد أن "السيما" مؤنث)!
وفي هذا الوقت تعرفت إلي سلسلة أفلام إسماعيل يس في: (الجيش – البوليس
– الطيران – الأسطول – في مستشفى المجانين) وكنا ونحن أطفال نموت على
أنفسنا ضحكا علىتلك الأفلام،ورحم الله إسماعيل يس والذي وضع ضحكات الطفولة
على شفاهنا في وقت مبكر جدا بالرغم من أن قيمتها الفنية قليلة بالقياس
لأقوال النقاد، وكان أحد أسباب الأفلام العسكرية لإسماعيل يس هو محاولة
الحكام العسكر في تحبيب الشعب المصري في جيشه بكافة فروعه، ولا أنسى أبدا
الشاويش عطية (رياض القصبجي) الذي كان في كل أفلام إسماعيل يس العسكرية،
حتى أنه في فيلم إسماعيل يس في الأسطول وهو فيلم تالي لفيلمه الأول
"إسماعيل يس في الجيش" قال قولة مشهورة صارت مثلا: (هو ..هو بغباوته ووشه
العكر) ويمكن مشادة المشهد على الربط التالي:
http://www.youtube.com/watch?v=18vX83PQJFM
اسماعيل يس
وبعد حقبة إسماعيل يس إكتشفت سينما إيزيس بالسيدة زينب وكانت تعرض فقط
أفلاما أمريكية قديمة، وهناك فتحت لي طاقة أشبه بطاقة ليلة القدر، فشاهدت
أفلاما بمستوى آخر تماما، وكنت أشاهد ثلاثةأفلام في نفس البروجرام، وهناك
تعرفت على شارلي شابلن ولوريل وهاردي وكلارك جيبل وجون واين وإنجريد برجمان
ومارلين مونرو وهمفري بوجارد وجريجوري بيك وجاري كوبر، ووقعت في غرام أفلام
الكاوي بوي ثم انتقلت إلي مرحلة الأفلام الموسيقية الغنائية الإستعراضية
وحلمت بأن أرقص مثل فريد إستير وجين كيلي وجنجر روجر وأغني مثل ودرويس داي.
وفي مرحلة الجامعة تعرفت إلي دور سينما وسط البلد في القاهرة: سينما
مترو وسينما كايرو وسينما راديو وسينما قصر النيل وسينما أوبرا وهناك شاهدت
أفلاما عظيمة مثل لوارنس وفيلم مدافع نافرون وطفل روز ماري وسيدتي الجميلة
وصوت الموسيقى وأفلام جيمس بوند ووقعت في غرام نجوم مثل جاك ليمون ووالتر
ماثاو وشيرلي ماكلين وجولي أندروز وشون كونري، ثم كانت مرحلة الإعجاب مرة
أخرى بأفلام الكاوي بوي عند إكتشافي ل كلينت إيستوود.
ثم بدأت رحلة أفلام الخيال العلمي مع حرب النجوم وإي تي والقائمة
تطول، وأنا أعتقد أن السينما هي أعظم الفنون لأنها تضم كل الفنون: الأدب
(القصة) الموسيقى والتصوير والتمثيل والإضاءة والماكياج والملابس والديكور.
ولقد نشأت في أسرة شديدة التدين وكانت السينما في منزلنا من
الممنوعات، وأذكرأن والدي الأزهري قد حكى لنا أنه دخل السينما مرة واحدة في
حياته وذلك بإيعاز من الشيطان وبصبحة صديق سوء (على حد قوله) ، ووصف شعوره
أنه عندما دخل السينما وتم إطفاء الأنوار شعر بإكتئاب شديد ولم يعجب أبدا
بالفيلم المعروض، وعندما حان وقت صلاة العشاء ترك مشاهدة الفيلم وفرش على
ممر السينما الجريدة وبدأ في الصلاة حتى أن الناس في دور العرض تركوا
مشاهدة الفيلم وأخذوا في مشاهدة والدي وهو يؤدي صلاة العشاء في ممر
السينما!
شيء مقدس
وعندما كنت أذهب للسينما كنت كأنني أذهب لأداء شئ مقدس أو كأنني ذاهب
لمقابلة محبوبتي، وفي معظم الأحيان كنت أذهب بدون أخذ أذن من والدي،
والقاهرة كانت مدينة شديدة الأمن والأمان حتى أنني بدأت الذهاب للسينما
بمفردي أو مع زملاء من عمري ولم أتجاوز سن العاشرة وفي المرات القليلة التي
أستأذنت والدي للذهاب إلي السينما كنت أقول له أنني أريد مشاهدة فيلم "ظهور
الإسلام" وكان يسمح لي بالذهاب وكنت أعتمد على أن ذاكرته ضعيفة بعض الشئ،
ولكنه ضبطني في مرة من المرات بعد أن تكرر موضوع "ظهور الإسلام" فقال لي
مرة:"هو السينما إللي بتروحها دي مافيهاش إلا فيلم ظهور الإسلام"، وبعدها
تغيرت قصتي مع والدي وبدأت أقول له :"أنا ذاهب لمشاهدة فيلم الناصر صلاح
الدين" وأعتقد أن والدي رحمه الله كان "ياكلها بمزاجه"!!
وعندما تخرجت من كلية الهندسة فكرت في دخول معهد السينما لدراسة كتابة
السيناريو، ولكنني جبنت أن أواجه والدي واسرتي وأكتفيت بالعمل كمهندس
ومشاهدة الإفلام.
وعندما هاجرت إلي أمريكا إستمر ولعي بالسينما الذي إنتقل لحسن حظي
لإبنتي الكبرى والتي درست السينما في جامعة فلوريدا وتعمل حاليا في نيويورك
في طريقها بأول السلم لكي تصبح مخرجة ومنتجة وأنا أرى حلمي في السينما
يتحقق فيها بشكل لم أكن أحلم به.
وللسينما الفضل الكبير في تكويني الثقافي فقد جعلتني أحلق في أنحاء
العالم وفي الخيال قبل إختراع الإنترنت بكثير، جعلتني أحب الحياة وأحب
الفكاهة وأحب الرومانسية، خلقت لدي عالم ممزوج من الواقع والحلم وجعلتني
أؤمن بأن الخير سينتصر أخيرا دائما مثلما يحدث في الأفلام، حتى لو بدا أن
الشر أقوى من الخير، ولكني وبفضل السينما فعلت وسأفعل الخير دائما حتى
ينتصر "شجيع السيما" دائما وقبل ظهور كادر النهاية السعيدة.
في غزة
في عام 1994 كنت أذهب كثيرا إلي غزة للعمل كمدير مشروع لبناء مجمع
سكني ممول من الحكومة الأمريكية في منطقة جباليا، ولأول مرة كنت أتجول في
وسط غزة شاهدت مبنى وعليه آثار حريق، وسألت صديق فلسطيني: ما هذا المبنى؟
فقال: تلك كانت دار السينما الوحيدة في غزة؟ فسألته وكيف حدث الحريق؟ فقال:
جماعة من حماس قاموا بحرقها! ولم يجرؤ أحد بعدها على إصلاحها. فقلت له:
البلد التي لا يوجد بها دار سينما لن تعرف الرومانسية ولا الفن وتقع خارج
التاريخ.
عين على السينما في
03/01/2013
أفلام 2012:
محاولة للإلمام بروح العام سينمائيا (3 من 3)
المتدارك من الأفلام
هند هيثم
وإذن، يكاد العام يُلملِم حاجياته وينصرف، ويبقى في جُعبتي أربعة
أفلام: "هِتشكوك"، "أنّا كارنينا"، "الهوبِت"، و"جانغو طليقاً"، أنوي
مُشاهدتها - بإذن الله - إذا كُتِبت لي السلامة بعد موسم ألعاب الجوع الذي
يُعرَف اصطلاحاً بالامتحانات النهائية.
ثمة أفلام أخرى لم أتحدّث عنها عمداً: "لِنكِن" و"أرغو" و"صفر تظليل
ثلاثين". بخصوص "أرغو"، فليس للمرء سوى مرارةٍ واحدة، وهذا الفيلم من أشد
ما أنتجته السينما الأمريكية خبالاً وسعاراً واستغباء للمشاهِد.
و"لِنكِن"، الفيلم الذي يُزايد بِه سبيبلرِغ مُنذ ما يزيد عن عقد، وقد
تمكن من صُنعِه أخيراً - ولستُ أدري من كان يمنعه! - عن المُجادلات التي
أدّت إلى إقرار التعديل الرابع عشر للدستور الأمريكي المُتعلِق بإلغاء
العبودية. الفيلم يدور على خلفية السنة الأخيرة من الحرب الأهلية
الأمريكية، لكنَه يتعلق بالمُماحكات السياسية أكثر، وبدانييل داي لويس الذي
يبدو أنّه الممثل المُعتمد للشخصيات الأمريكية من القرنين الثامن عشر
والتاسع عشر. الفيلم ممل للغاية، وثمة الكثير من نِقاط الخِلاف مع ما
يعرضه. أمَا "صِفر تظليل ثلاثين" فمزيد من الاستغلال للهياط الأمريكي الذي
تمارسه كاثرين بيغلو، وتُحوِل فيه العالم الإسلامي إلى خلفية لعرض براعة
مدير تصويرها في تصوير العبث بحيوات هذه الشعوب.
هُناك أيضاً فيلمان فرنسيان، أو فرنسي-إيراني: "دجاج بالخوخ"،
وكندي-فرنسي: "مسيو لزهر"، لا أرغب في الحديث عنهما لنفس السبب الذي لا
أرغب معه بالحديث عن الفيلم الإيراني "انفصال نادر وسيمين". الفيلم الأول،
"دجاج بالخوخ"، فيلم يعتمد على الخيال والتصوير الشاعري، ويجنح إلى
الميتافيزيقيا أحياناً، فيما الفيلمان الآخران واقعيان بشكلٍ شِبه تسجيلي.
"شكل" فيلم "دجاج بالخوخ" أحسن من شكل الفيلمين الآخرين، لكنّه جزء من
بُكائيات إيرانيي المهجر التي تدخل كُلها في خانة: "يا ويلاه! مُنذ قامت
الثورة والباسيج يمنعونني من شُرب كأسٍ في حانة المجوس!" كما يقول القارئ
الشعبي. الفيلمان الآخران فيهما الكثير من السياسة، بحيث أن الحديث عنهما
سيكون مُجرد تمرين في السياسة الدولية.
وفيلمان نحيتهما جانبان: "مملكة ضوء القمر" لوِس أندرسُن، وفيه تُقال
مُعلقات. في الواقِع، كُنت قد كتبت مقالاً عن هذا الفيلم، ثُم نحيته
جانباً - مؤقتاً.
الفيلم الآخر، "حياة باي"، لي معه خلافٌ فلسفي ليس من العملي شغل جمهور
النقد السينمائي به.
يا واد يا مدمر!
وإذن، فخِتام أفلام السنة سيكون كُله مُخصصاً للأفلام "الهايفة".
وأولها "رالف المُدمر" أو "رالف دمرها!" هذا واحدٌ من الأفلام التي
انتظرتها - ويبدو أنني سأكف عن انتظار الأفلام، فكُل موسم هذا العام، والذي
سبقه، كسر - من إستوديوهات والت ديزني. والت ديزني قررت أن تتبادل الأدوار
مع بيكسار، فصنعت بيكسار فيلم "شُجاعة" الأقرب إلى كانُن ديزني، وفي
المُقابل، صنعت ديزني "رالف المُدمر" الأقرب إلى كانُن بيكسار.
بيكسار قامت بعملٍ جيد مع "شجاعة"، فالفيلم يجعل مُشاهديه يشعرون
بشعورٍ جميل، ورسم الفيلم جميل، حتى أن شخصية مِيريدا وحدها تستحق أن
يُشاهِد المرء الفيلم في قاعة السينما. في المقابل، فيلم "رالف المُدمر"
يفشل في كُل المستويات. القصة تبدو واعدة، فرالف شخصية شرير في لعبة أركيد
يقوم بتدمير المبنى ليُصلحه اللاعب مع شخصية فِكس ات فيليكس الابن (فيليكس
صلحها، فيلكيس المُصلِح، وللمزيد من الترجمة: سعيد صلحها الابن. في الواقع،
أتخيل الدبلجة المصرية: رأفت هِدها، وسعيد صلحها). يُريد رالف أن يصير
بطلاً، لذلك ينضم إلى لعبة أخرى، ويفوز بميدالية فيها، ثُم يسقط في لعبة
ثالثة، حيث يتعرف على شخصية هي "غلِتش" glitch في
اللعبة - أي لاعب ألعاب فيديو يعرف أن الغِلتشات جزء لا يتجزأ من تجربة
الألعاب.
ثمة أيضاً شخصيات مساعدة، مثل طقم أشرار الألعاب المعروفين، وشخصية
قائدة الجنود العصبية والعدوانية - يبدو لي أن مشهد الزفاف إشارة ساخرة إلى
لعبة "ميتل غير سولِد". وملك أرض الحلوى الذي يبدو ساذجاً، وضُباط أمن
مملكة الحلوى الحمقى. ثمة ما يبدو أنّه مقومات فيلم جيد، لكن الفيلم لم يكن
جيداً. رُبما كان لديهم فيلم جيد، و"استخسروه" في الجمهور، فعرضوا بدلاً
عنه شيئاً كريهاً، خاوياً، والرسوم فيه كئيبة للغاية.
القصة مليئة بالثقوب بشكلٍ غير مسبوق في أفلام ديزني النهضة، وفي
أفلام بيكسار. وشخصياتها مُتوقعة، كما أن دعابتها سمجة، ولسببٍ ما فقد
اعتقدت ديزني أن مستوى ذكاء الجمهور قد هبط كثيراً، فشرحت كُل نكتة لفظية
استخدمتها في الفيلم بالتفصيل الممل - مع أن جمهور ديزني متعود على لعبها
بالألفاظ في أفلامها، حتى أن واحدة من أشهر أغنياتها من العهد السعيد
القديم، "تقرير الصباح" من فيلم "الأسد الملك"، قائمة بالكامل على الألعاب
اللفظية.
عاطفياً، كذلك، فإن الفيلم فارِغ. لكن طِفلاً صرخ فجأة، في مشهد تحطيم
السيارة، وبكى بحرقة وهو يصيح: "لا! لا!" ويبدو أن أحد إخوته قد حطم لعبة
له أو ما شابه. انتقم الطفل من عائلته بأكملها، فالجمهور قد التفت ليشاهدهم
بدلاً عن مشاهدة الفيلم.
طِقن! طِقن!
كانت الليلة "خربانة" عموماً، ففيلم "رالف المُدمر" قد عكر مزاجي،
لذلك شاهدتُ فيلماً آخر بعده مُباشرة، وبما أن المزاج كان عكِراً، فقد قُلت
لأركبن قطار الهيافة إلى آخره، وأشاهِد فيلم "تيكن - 2"، أو "المخطوفة" كما
يُترجم البعض عنوان الفيلم الأول. الفيلم الأول كان ناجحاً تجارياً،
ونقدياً - إلى حدٍ ما - إذ أنّه يُخفي جيداً كُل ثيماته المُريبة تحت حدث
اختطاف الفتيات لتمويل شبكات الإتجار بهن في أوروبا.
الفيلم الثاني كان "هايف" لدرجةٍ تجعل المُشاهِد لا يلومَن إلا نفسه
على أن قلَ عقله ودخله. غير أن حظي قد جعلني أجلس بجوار فتاة فرنسية
ورفيقها ومجموعة من أصدقائهما الآخرين، وقد كان بينهما رهان مُنذ بداية
الفيلم: هل شخصية ليام نيسُن في الفيلم مُجرد غريب أطوار مُصاب بوسواس
قهري، أم مُنحِرف والعياذ بالله؟
المشهد الذي "يطب" فيه على ابنته وصديقها جعل الفتاة تحوز قصب السبق
على رفيقها، فهي كانت من أنصار أنّه رجل منحرف لديه تعلق مُريب بابنته، ومن
يُشاهِد الفيلم الأول يجد لما تقوله الفتاة الفرنسية صدى. وطوال الفيلم،
كانت الكفة تميل ناحية الفتاة الفرنسية، وكان الجمهور من الشباب والمراهقين
ينضم شيئاً فشيئاً إلى حلقة التعليق على الفيلم.
الفيلم يدور في تركيا، والأشرار فيه هُم الألبان والأتراك، وهم مسلمون
عموماً. كما أن فيه مشاهِد تدور في السوق الكبير خلف مسجد السلطان أحمد،
ويبدو أن تركيا تخلو من أي أماكِن أخرى. أو أن الغربيون لا يرون في الشرق
غير البازارات - هناك مشهد بازار في فيلم "أرغو". وعلى يساري كانت عائلة
أمريكية من حُمران الرِقاب، تقودها سيدة حازمة كانت شديدة الانزعاج من
تعليقات الشباب "اللي زي الورد" الذي يجلس عن يميني، وكانت تبدي ضيقها بكل
الطرق، وتحاول أن تتجاوزني لتزجرهم، لكن، على من؟ هُم من يهونون الفيلم
علّي، ولا يُمكِن أن أسمح لها بزجرهم.
حُمران الرقاب يعتقدونه فيلماً وثائقياً عن الإسلام في تركيا،
ويعاملونه على أنّه كذلك، مما يُذكرني بالإعلان الساخر في لعبة "جي. تي.
إيه: سان أندرياس" الذي يعرض فيه متجر للأسلحة فيلم "الفجر الأحمر" على
أنّه فيلم وثائقي - بالمناسبة، ثمة إعادة صنع له قادمة في 2013، من بطولة
كرِس هِمزوورث. نقتبس من أحمد زكي هذه المرة: "وآدي كرِس هِمزوورث مالناش
دعوة بيه!"
لكن، "ذنب تركيا على جنبها" ما دامت تريد الدولارات فقط، ولا تكترث
للمحتوى "البيئة" للأفلام التي تُصوَر فيها. ما يُهمني في الفيلم أن
تعليقات الجمهور البديعة عليه قد حسنت مزاجي، ومحَت تماماً عُكارة فيلم
"رالف المدمر". وهذه، بالفعل، الوسيلة الوحيدة للتعامل مع مِثل هذه الأفلام.
بيلة ووليفها عدوار
العام الفائت كتبتُ مقالاً طويلاً، مُفصلاً، ودقيقاً - ما أمكنني ذلك
- عن فيلم "الشفق: بزوغ الفجر - 1". هذه السنة، لا أشعر بأي رغبة في كتابة
مقالٍ طويل يُناقِش صنعة الفيلم وثيماته وكُل هذا الكلام المُعقد. الفيلم
"شِعبي" جداً، للناس "اللي تحب تروق الدي وتكبر الجي"، فحسب. هذه المرة،
شاهدت الفيلم في نيويورك سيتي، وتذاكر السينما في نيويورك سيتي مُرتفعة
الثمن للغاية عنها في سِنتر فالي - المدينة التي فيها سينما ريف، حيث بيت
لحم لا تحتوي سينما تجارية، إذ أنها بلدٌ مؤمن ليس فيه غير كازينوهات ساندز
التي تجعل أسعار بيت لحم فلكية وكأنها مانهاتن. مع ذلك، لم أتذمر من
التذكرة، فقاعة السينما كانت من عصر الفضاء، والديكورات رائعة، والمقاعِد
مُريحة، والشاشة من أعرض ما رأيت. كما أن البرد في الخارج كان قارساً لدرجة
أن المرء يُحِس بأن ضلوعه قد تحولت إلى كهفٍ جليدي وقلبه فيه كأنّه حيوان
بري على وشك الدخول في سبات شتوي، مما زاد السينما دفئاً على دفء، وجمالاً
على جمال.
وإذن، "بزوغ الفجر - 2". الفيلم لا يُتعِب مُشاهِده، وفيه كُل
"العِبر". كُنت قد قرأت مقالاتٍ تتذمر من الحوار الافتتاحي للفيلم بين بيلا
وجيكُب المستذءب - خصوصاً في نيويورك تايمز - وتقول إنّه غير مفهوم. لم
أقرأ الكُتب، ولست من هواة السلسلة، ومع ذلك، فإن الحوار مفهوم للغاية،
وهذه ترجمته لمن لم يفهم:
بيلا: (بغضب) "تريّل" على بنتي يا كلب يا ابن الكلب!
جيكُب: افهميني! دي حاجة رجالي!
بيلا: بنتي لسه في اللفة يا كلب!
جيكُب: أبوها راضي!
بيلا: الكلام ده يرضيك يا إدوارد؟
إدوارد: الدستور ع يقول كده يا بيلة، البنات مالهاش إلا الستر. كيفك
نخلي البنية تراهق وتجيب لنا العار كيف أمها؟ وجالها عريس جاهز من عيلة أبو
قويلييت، خيرة أعيان فورقص. أقول لع؟ ديب بشري، خابر، بس مين ع يتجوز
قاصرات غير الديابة؟ انتهينا يا بيلة!
ومن ثم ينطلق الفيلم، فيعرض المباهج الأرضية للتحول إلى مصاصي دماء.
ويبدو أن مصاصي الدماء لا يفعلون شيئاً في حيواتهم المديدة سوى "قِلة الحيا"
وارتياد المدارس الثانوية إلى نهاية الدهر. وحتى لا يعرف سُكان البلدة بما
حل ببيلا، يُقرر أهل زوجها، آل كولن، من أعيان بلدة فوركس، أن يهجروا
البلد، فيغضب جيكُب المستذءب، ويذهب إلى أبي بيلا، فيحدث مشهد آخر من عجائب
الفيلم الذي لم يجُد الدهر بمثيله:
يشرع جيكُب في خلع ملابسه، فيعترض أبو بيلا: "اللي بتطلبه ده عيب
وحرام وتتهز له سبع سماوات وأنا ف سن أبوك يا ابني!" فيقول جيكُب: "لازمن
أقلع وتشوف بيلة فاتت إيه لجل عود الخلة عدوار، والجمهور الأهطل اللي ع
يتفرج علينا ده جه يشوفني قالع خلاقاتي."
أبو بيلا: وطيت راسي بين أهل البلد وأنا شيخ الغفر!
جيكُب: اللي وطى راسك في البلد جوازة بنتك المهببة. جلبت العار وكلام
العُزَل على كل أهالي فورقص!
أبو بيلا: مالها بنتي؟ قول يا يعقوب الهباب!
جيكُب: بنتك ع تُفجُر ويّا الفمبيرة يا شيخ الغفر تشارلي! وع يسرحوا
بيها ف قبلي وبحري!
فيتجه تشارلي، رئيس شرطة فوركس، إلى دار آل كولِن ويطالب برؤية ابنته،
التي تُخفي عنه أنها صارت مصاصة دماء. كما يُطالِب برؤية حفيدته، وحفيدته
عبارة عن صورة مُجسمة لانحدار مستوى تنفيذ الغرافِكس في الفيلم، فيُعلِق:
"كبرت!" فعلاً، مستوى ذكاء تشارلي لا يزيد عن مستوى ذكاء أي شيخ غفر في أحد
المُسلسلات العنصرية التي يُنتجها أفندية القاهرة عن الصعيد. وسُرعان ما
يجد لنفسه امرأة تُلهيه عن بيلا وما يحدث لها، وحفيدته رينيزمي، وما يحدث
في البلد من تجمع مصاصي الدماء من عشائر مختلفة.
حتى يصل الفيلم إلى نقطة تجمع مصاصي الدماء، فإنّه يمر بمختلف
التفاصيل المُرهقة والتافهة، ويُمكِن للمرء أن يقرأ كتاباً فيما الفيلم
يحدث، ويعود لمشاهدته من أي نقطة من دون أن يفوته شيء. هناك أيضاً المشهد
الشهير من التريلر، حيث بيلا تترصد غزالة لتصطادها، ثم تصطاد أسداً جبلياً
كان يُريد أن يأكل الغزالة، ورُبما المخرج يضحك في سرور: "هع هع هع! عليكم
واحد!" ثم تأخذه نوبة سعال كأي شديدة "معلم" في مسلسل من مسلسلات أفندية
القاهرة. طبعاً، تنفيذ الغرافِكس في الفيلم مضرب المثل في الرداءة. والفيلم
كله مثالُ على البلاهة المستمرة المُدرة للمال.
تكتشف قريبة آل كولِن الحقود - ابنة ليام نيسُن من فيلم "تيكن" - أن
لبيلا ابنة، وتشتعل الغيرة في قلبها، فقد كانت ترسم على إدوارد ليتزوجها،
ثم جاءت بنت شيخ الغفر وخطفته منها، وهكذا تذهب لـ "تفتن" عليهم عند عشيرة
الفولتوري، وعشيرة الفولتوري بمثابة العائلة المالكة لمصاصي الدماء، ومقرهم
إيطاليا. ويبدو لي أنهم يسكنون قبو الفاتيكان، لكن هذا سيكون من قبيل سوء
الظن، إذ يفترض في سلسلة "توايلايت" الذكاء، والعياذ بالله. قبو مصاصي
الدماء هذا يشبه أفلام "العالم السفلي"، حتى أن أرو فولتوري "يرسم منظر"
بشكلٍ مُقتبس من "منظر" بِل ناي، رغم أن مايكل شين (أرو) ممثل ممتاز. ومن
عجائب تصاريف القدر في يتيمة الدهر، "بزوغ الفجر -2"، أن قريبة آل كولِن
الحقود تصل إلى الفولتوري في غمضة عين، بينما الفولتوري يستغرقون الدهر
بأكمله ليصلوا إلى فوركس.
ابنة بيلا وإدوارد تكبر بمعدلٍ سريع، ويُفترض أنها ستملك جسد مراهقة
في السابعة عشرة حين تبلغ السابعة، ومن ثم يتوقف نموها. وهذه حالة نادرة في
عالم مصاصي الدماء، إذ أنهم لا يُنجِبون، وإنمّا يفجرون فحسب. لذلك،
يفترضون أن الطفلة عِبارة عن "طفلة خالدة"، وهم شخصيات أقرب إلى كلير دينز
من فيلم "مقابلة مع مصاص الدماء" (1994). وتقرر عشيرة الفولتوري إفناء
عشيرة كولِن عقاباً لهم على تحويل طفلة بشرية إلى طفلة مصاصة دماء، فيُقرر
آل كولِن جمع شهود من مصاصي الدماء الآخرين حول العالم.
وتبدأ رحلة جمع الشهود، واستعراض مهارات مصاصي الدماء العجيبة. ويذهب
آل كولِن إلى مصر للمجيء بمجموعة من أصدقائهم المصريين، الذين صدف أنهم
يلبسون ملابس هندية، ويبدون هنوداً. من الطبيعي الخلط بين الهند ومصر،
فالهند تشتهر بحية الكوبرا بينما تشتهر مصر بأفعى الناشر، التي تُعرّف
أحياناً على أنها من فصائل الكوبرا. ويأتون بمصاصي دماء قرويين للهزء بهم،
وبمصاص دماء مورموني مؤيد لتعدد الزوجات، ومصاصات دماء من الأمازون يعملن
في أوقات الفراغ عارضات ملابس داخلية لمجلة "فوغ" في البرازيل وكومبارس
نافي في فيلم "أفاتار". كُل هذا، فيما الفولتوري يمشون على أقل من مهلهم من
إيطاليا إلى أمريكا الشمالية، حيث ظهر المسيح للمورمون - ستيفاني ماير،
كاتبة السلسلة، مورمونية.
في تلك الأثناء تختفي أخت زوج بيلا، وصديقتها الحميمة، ألِس، وليفة
جاسبر ، وألِس هذه "مجذوبة"، وترى ما لا يراه الآخرون، فترى زحف الفولتوري،
وتهرب مع وليفها، تاركة رسالة مُشفرة بحيث لا تقرأها إلا بيلا. من نافل
القول إن تشفير الرسالة من أبله ما يُمكِن، فمن يدخل الفيلم يستحق ما يحل
به، ونحن في زمن "إيه اللي وداها هناك؟".
تقرأ بيلا الرسالة، فتكوم الدولارات التي يُخفيها آل كولِن الأثرياء،
وتضعها في حقيبة، وتأمر جيكُب بأن يأخد ابنتها بعيداً عن الفولتوري،
ويتزوجها حين تكبر. وتذهب بعد ذلك مع آل كولِن وضيوفهم لمقابلة الفولتوري،
الذين يصلون إلى فوركس أخيراً، ويواجهون عشيرة كولِن وحلفائهم على الثلج،
فيحدث - أخيراً - شيء في الفيلم.
مشهد المعركة النهائية بين مصاصي الدماء من عشيرة فولتوري ومرتزقتهم،
وبين عشيرة كولِن وأحلافهم من مصاصي الدماء وأصهارِهم من ذئاب الكويليييت،
المشهد الوحيد الذي يستحق المشاهدة في الفيلم، ويعود ذلك إلى زاوية تصوير
يأخذها المخرج بيل كوندون، ومن ثم يسحب الكاميرا من تلك الزاوية في "بان" pan جميل،
وإن كان غير جديدٍ ولا مُبتكر. هذا الشي الوحيد الذي يصلح للمشاهدة للفيلم،
أمّا بقية المعركة ففك رقبة - حرفياً، إذ أن مصاصي الدماء لا يملكون أي
أسلحة أخرى. وبعد أن يقتل أرو زعيم الفولتوري كارلايل كبير آل كولِن، يُقرر
بيلا وإدوارد الانتقام منه، وتدميره، فيرمي إدوارد ببيلا على أرو وكأنهما
الأخوان شوقي في مسلسل "الكابتن ماجد".
قبل مقتل أرو، تُقتل جين فولتوري (داكوتا فاننغ) التي لا تفعل غير أن
"تبحلق" في من حولها، وتسير صامتة، لكن جمهور "توايلايت" يكرهها لسببٍ ما،
إذ يُصفِق بسرور حين يفتك بها ذئب من آل كويلييت، وبينما كان الذئب يفتك
بها، سمعتُ فتاة تجلس قريباً مني - وتغطي عينّي شقيقها الصغير كُلما
اقتُلِع رأس أحدهم - تشرح له: "جين فولتوري تموت الآن!" فيرد: "دعيني
أرى!". ثُم، حين يطير رأس أرو، يصيح مَن حولي: "retreat! retreat!" أو "إهرب! إهرب!" وفعلاً، يتضح أن كُل ما حدث كان رؤيا جاءت بها
المجذوبة ألِس لتُثني أرو عن مُقاتلة آل كولِن. ولئلا يشيع بين الفمبيرة أن
أرو فولتوري كبير أعيان الفمبيرة قد رضي من الغنيمة بالإياب، وآثر السلامة
على وقفة العِز والكرامة، فقد جاءت بشاهِد هندي أحمر، وخالته - ولو أنها
تبدو، أستغفر الله العظيم، وليفته - يقول إنّه نتاج تزاوج مصاص دماء مع
بشرية، وأنّه كبر بسرعة وأتم نموه في السابعة، وجرى عليه ما يجري على
الفمبيرة، وأنّه حول خالته إلى فمبيرة لأنها رعته، ولم يكُن يُريد لها أن
تشيخ. فيرضى أرو، ويعود بمرتزقته.
ويفرح آل كولِن، ويسأل جيكُب إدوارد: "بقيت أبوي خلاص؟" فيقول له
إدوارد: "مش وقته يا بجم!" وترينا المجذوبة ألِس آل كولِن، إدوارد وبيلا،
وابنتهم المصون رينيزمي ووليفها المصون جيكُب سعداء على "البلاج"، والدنيا
حلوة و"الحياة بقى لونها بمبي"، خصوصاً وأن ستيفاني ماير قد توعدت بأن تعود
يوماً وتحكي قصة رينيزمي وجيكُب. ثم ينتهي الفيلم بألبوم أنيق فيه شخصيات
الفيلم كُلها مُنذ الفيلم الأول، وصولاً إلى بيلا. بعد أن كان قد حاول
الإتيان بتتابع عناوين فني أنيق في بدايته، ولعلّه كان يحاول التشبه بفيلم
"سكايفول"، لكنّه لم يفلح سوى في أن يرش الدم على الشاشة، ويأتي بأشجار،
وموسيقى لا علاقة لها بأي شيء. مع ذلك، الفيلم يحاول قدر جهده، ولم يحرم
مُشاهديه من أي شيء قد يرغبون فيه. ولسان حال صانعيه: "حد ليه شوق ف حاجة؟"
وهكذا، طُويت صفحة سلسلة "توايلايت" الأليمة، وطُويت صفحة المُتدارِك
من أفلام 2012 التي كانت موسماً سينمائياً مليئاً بالروائع - على طريقة حسن
الإمام. كُنت أريد أن أختم الأمر بتمنيات لموسم سينمائي أجمل في 2013، لكن
"الموسم يبان من تريلراته"، وحتى الآن، فإن كل التريلرات رديئة. مع ذلك،
تفاءلوا بالخير تجدوه. ولعل 2013 تكون أحسن مما سلَف.
عين على السينما في
03/01/2013
"كذب المنجمون.. ولو صدفوا"..
خبراء الفلك يكشفون الطالع للفنانين والمذيعين
طلاق تامر وهند.. زواج هيفاء وإليسا.. فشل مني وعمرو
وصالح.. اعتزال الصغير
مع بداية كل عام يتسابق خبراء الفلك في إعلان توقعاتهم لأبراج النجوم
خلال العام الجديد. حيث يتوقعون خلافات لعدد من الفنانين.وحسن الحظ لعدد
آخر وكذلك حالات الزواج والطلاق..ويظل الأمر"كذب المنجمون ولو صدفوا".
أول التوقعات أن زيجة المطرب تامر حسني من المغربية بسمة بوسيل ستنتهي
في 2013 حيث أن الفنان الشاب الملقب بنجم الجيل لن يكون موفقاً في عامه
الجديد سواء علي الصعيد الشخصي أو الفني. حيث سيفقد شخصاً عزيزاً وغالياً
لديه. وينفصل عن زوجته وتبدأ نهايته الفنية خلال العام الجاري.
سيعاني المطرب عمرو دياب من أزمات عدة خلال العام الجديد. حيث ستواجه
حفلاته الغنائية شبه الإلغاء ويفشل ألبومه الجديد. ويتعرض لحادث سير قد
يؤثر علي مسيرته الفنية. ليكون هذا العام الأسوأ بالنسبة له.
توقع بأن تدخل الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي عش الزوجية مجدداً. حيث
سيكون عام 2013 بداية لإرتباط عاطفي بينها وبين أحد الشخصيات المشهورة. رغم
أن حظها في هذا العام سيكون سيئاً والنصيحة لها بأن تقوم بالتأني والتريث
قبل اتخاذ أي خطوة جديدة.
¼ علي العكس. يتوقع أن يكون العام بالنسبة للفنانة ياسمين عبد العزيز
جيداً في العمل. حيث ستحقق نجاحات كبيرة وغير مسبوقة فنياً. ويقابلها تصاعد
في المشاكل بينها وبين زوجها. بينما يتوقع أن يكون الحظ أيضاً مرافقاً
للفنانة اللبنانية نانسي عجرم حيث ستعود للتألق من خلال عدة حفلات جماهيرية
ضخمة ناجحة.
يتوقع الخبراء أن تنفصل الفنانة هند صبري عن زوجها بعد زيجة استمرت 3
سنوات. بينما لا يؤثر ذلك علي مسيرتها الفنية حيث ستتألق تلفزيونياً.
أما المطرب محمد فؤاد فسيستمر في التراجع فنياً. حيث سيختفي من علي
الساحة بشكل كبير. وسيلازمه سوء حظ وسوء اختيار في أعماله. بالإضافة إلي
العاملين معه ومن يثق برأيهم ويعتمد عليهم.
الزواج سيكون من نصيب نجمتي الغناء إليسا وجنات. فبرج كل منهما حظه
ساطع بحسب فرعون الذي نصحهما بالإستفادة من هذا الحظ. كما أن جنات سيجعلها
الزواج تختفي عن الساحة الفنية.
المرض سيكون القاسم المشترك بين إثنين من كبار الممثلين الأول كوميدي
سيصاب بمرض يمنعه من إستكمال مسيرته الفنية وسيظل يلازمه سوء الحظ. بينما
سيصاب الثاني ¢العالمي¢ بمرض عضال مما يهدد حياته بشكل كبير قد يؤدي إلي
وفاته.
يلازم سوء الحظ الممثل محمد رمضان. حيث يتوقع سقوط نجمه سريعاً وبشكل
كبير ولافت.والتألق سيغيب عنه بدرجة كبيرة.
فنانة كبيرة يتوقع لها علماء الفلك أخباراً سيئة خلال العام الجديد.
حيث ستعاني من مشاكل صحية كبيرة وسيجانبها الحظ بحسب برجها. متمنيًا لها
السلامة ومرور العام بخير عليها.
يري الخبراءأن المطربة شيرين عبد الوهاب سيكون حظها جيداً خلال العام
الجديد وستعود لقفص الزوجية. علي عكس المطربة انغام التي ستعاني من تراجع
في شعبيتها بشكل لافت وستتراجع للخلف كثيرًا وتختفي عن الانظار وتمر بحالة
نفسية سيئة.
المخرج خالد يوسف حظه عالي في العام الجديد. سينجب طفلاً ذكراً من
زوجته وهو نفس حظ الممثلة منه شلبي التي يتوقع زواجها خلال العام الحالي. و
أن أعمال منه ستكون ناجحة وستلقي قبولاً لدي الجمهور.
خالد صالح..حظه غير موفق في العام الجديد وسيلاحقه الفشل وسوء الحظ في
أعماله الفنية الجديدة. وستكون لديه مشاكل أسرية أيضا لا أحد يعلم إلي أين
ستصل.
يحيي الفخراني..حظه ليس موفقاً حيث يفضل ألا يقدم أي أعمال. ولن تكون
تجربته المقبلة موفقة.
زينة..حظها لن يكون موفقاً مثلما كان خلال العام المنقضي. ويحذرها
الخبراء من صديقة قريبة منها للغاية. ناصحين إياها بالحذر في اختياراتها.
تتعرض اللبنانية ميريام فارس لفضيحة مدوية ستهز العالم العربي. فيما
حذروها من شخصية قريبة منها جداً ستسبب لها الكثير من المشاكل.
نجم مني زكي سيكون في حالة سقوط مريع. وأعمالها لن تلقي نجاحاً وسوء
الحظ سيلازمها في أعمالها الفنية خلال العام الجديد.
حظ الفنان أحمد عز خلال العام الجديد سيكون مرتفعاً للغاية وسيكون
2013 من أفضل أعوام حياته. حيث سيقدم أعمالاً ناجحة علي المستوي الفني.
ولديه حظ كبير في الحب.
مشاكل لا حصر لها ستمر بها الفنانة التونسية دره بحسب فرعون وحذرها من
بعض الاشخاص الذين لا يريدون لها الخير. بالإضافة إلي تراجع مكانتها بشكل
لافت.
يتوقع الخبراء اعتزال المطرب الشعبي سعد الصغير الفن وابتعاده عنه.
وسيمر بالعديد من المشاكل الصحية. والمشاكل الحياتية.
يتوقع الخبراء أن يتألق الاعلامي إبراهيم عيسي رغم تعرضه لمشاكل
كبيرة. بينما ستعاني الإعلامية مني الشاذلي من بداية السقوط. حيث ستتعرض
لمشاكل عديدة وسيكون حظها سيئاً. فيما يعود محمود سعد للتألق مع عودة ثقة
الجمهور له. فيما سيكون حظ كل من عمرو أديب ولميس الحديدي وخيري رمضان
جيداً للغاية وسيكون طالعهم أفضل خلال العام الجديد.
رانيا يوسف وروان الفؤاد تتبادلان الهجوم بسبب فيلم "تراللي"
شهد الأسبوع الماضي فجأة تبادلاً للإتهامات بين الفنانتين رانيا يوسف
وروان الفؤاد ووصل الأمر إلي حد الهجوم العنيف..بسبب الخلافات في فيلم
"حالة نادرة".
"رانيا يوسف"قالت:وافقت علي الفيلم باعتباره نصاً جيداً سيضيف ليّ.
وتم الاستعداد للتصوير. ومن إنتاج لرجل أعمال مقاولات وشريكة أخري معه تدعي
"روان فؤاد" لم أكن أعرف انها بعد ذلك ستكون موجودة في بطولة الفيلم أو
انها طليقة المخرج حسني صالح". الي ان رحل المخرج محمد حمدي. وجاء بديلا
عنه حسني صالح بأمر من المنتجة "روان" في أول أعماله السينمائية. والذي قام
في البداية بتغيير أسم الفيلم من ¢حالة نادرة¢ الي "تراللي" وهو ما جعلني
أفكر في الاعتذار عن الفيلم ولكن صالح استعطفني في مكالمة هاتفية لاستكمال
التصوير خوفا علي اسمه. ثم بدأ يغير في السيناريو بما يضر بالسياق الدرامي.
ثم بدأ يتدخل في مشاهدي ويعدل فيها ويحذف بعضها ليجامل طليقته روان التي
قذفت علي الفيلم ب¢براشوت¢. ومجاملتها بعدد أكبر من المشاهد والتي كانت
مجرد 7 مشاهد فقط..
وجاءت الكارثة الكبري وهي قيامه بالاتفاق معي ومع روان علي تصوير
أغنية دعائية للفيلم ¢تريلر¢ ووافقت علي ذلك. الي ان فوجئت بحذف صوتي من
الأغنية والاستعانة بصوت مطربة أخري ردئ جداً رغم انه لم يحذف صوت طليقته ¢روان¢
التي شاركت في تصوير التريلر. وعندما اعترضت علي ذلك وجدته يقابل هذا
الاعتراض بالعنف والعناد وتوقف تصوير الفيلم..ورغم كل هذه المشاكل إلا انني
أردت استكمال تصوير الفيلم لاني لا أريد الضرر لكاست العمل وخاصة العمال
الذين يعملون بالأجر اليومي. والجميع يعلم ان هؤلاء العمال لو توقف التصوير
ليوم واحد سيؤثر عليهم بالسلب. وهذا ما دفعني علي تغلب بعض الصعاب مع حسني
صالح.
أضافت رانيا:أن ¢روان¢ أقتحمت مجال الفن وهبطت علينا ب¢الباراشوت¢
أما روان فقد أصدرت بياناً قالت فيه: آلمني جدا موقف الفنانة رانيا
يوسف من شخصي المتواضع ومن فيلم ¢ تراللي ¢ والمخرج حسني صالح فقد اخذت
الفنانة علي عاتقها خلال الفترة السابقة القيام بحملة تشهير واساءة بشكل لم
اقابله من قبل. ولقد اصدرت هذا البيان لتوضيح الامور لشعوري القاسي بالظلم
الكبير نالتني به رانيا يوسف اريد ان اوضح انني صاحبة فكرة التعاقد مع
رانيا يوسف للمشاركة في بطولة هذا الفيلم لاني اعمل مديرة تنفيذية للشركة
المنتجة للفيلم بالاضافة لان حسني صالح مخرج له ثقل وغني عن التعريف فبعد
اعتذار المخرج الاول محمد حمدي جاء حسني صالح واتفقنا علي كل الامور ولكن
رانيا تراجعت لسبب ما ولكني جلست معها واقنعتها بالعودة للفيلم وبعد بدء
التصوير فوجئت بها تتربص بي و تملأها الغيرة الشديدة حتي اذا اشاد بادائي
الحضور وعمال الاستديو وكانت تأكلها نار الغيرة بشكل لم اتوقعه منها لاني
كنت اعتبرها مثل امي لكني فوجئت بانها تردد بان عمري الحقيقي 45 سنة ولي
ابنة في الجامعة وهذا واني قمت بكثير من عمليات التجميل والحقيقة ان عمري
21عاماً تكتمل في أبريل القادم وأوراقي تثبت ذلك والحقيقة اني لم اكن انتوي
الحديث للاعلام الا ان ظلم رانيا الصارخ لي هو الذي دفعني لذلك. اما فيما
يخص ان رانيا يوسف لم تكن تعلم تغيير اسم الفيلم فاقول لها للاسف إن صور
افتتاح الفيلم بأسم ¢ تراللي ¢ مكتوب علي التورتة واريد القول ان رانيا
يوسف باتت فنانة مثيرة للمشاكل في الفترة الاخيرة وصارت تتفنن في خلق
المشاكل اما لجذب الاضواء اليها او¢ للتشنيع ¢علي العمل كوسيلة ضغط علي
فريق العمل لتنجيمها. واريد ان اضيف ايضا ان حسني صالح لم يحذف اي مشاهد
لرانيا يوسف كما ادعت بل اضاف لها خمسة مشاهد ولي مشهدان فقط والسيناريو
موجود لمن يحب الاطلاع.
الجمهورية المصرية في
03/01/2013 |