حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

أولغا كوريلنكو:

غريزتي النسائية السادسة مصدر قراراتي

باريس - نبيل مسعد

 

اشتهرت الروسية أولغا كوريلنكو كعارضة أزياء بعدما فازت بجائزة أجمل سوبر موديل مبتدئة في العام 1996، وكانت لا تزال مراهقة. وها هي اليوم وقد تحولت «توب موديل» عالمية وممثلة تظهر في أفلام دولية كان أولها «إصبع الخاتم» للمخرجة الفرنسية ديان برتران، ثم «باريس أحبك»، وخصوصاً «كوانتوم أوف سوليس» المنتمي إلى أفلام جيمس بوند، والذي قدم للفنانة الشابة شبيهة بريجيت باردو في أوج مجدها، فرصة ذهبية لإثبات طاقتها الدرامية وقدرتها على التنويع في أدوارها.

كل من شاهد الفيلم الفرنسي «إصبع الخاتم» أول أعمال كوريلنكو السينمائية والأفلام الأخرى التي تبعته وبينها «كوانتوم أوف سوليس» إحدى مغامرات جيمس بوند، ثم آخرها «الأرض المدمرة» للمخرج الروسي ميشال بوغنيم، يسأل نفسه عما إذا كان مخرجو هذه الأعمال سيدخلون تاريخ الفن السابع من أوسع أبوابه، ربما ليس بفضل موهبتهم الفذة في الإخراج وإنما لكونهم من مكتشفي المواهب مثلما كان الحال بالنسبة إلى الراحل روجيه فاديم مكتشف بريجيت باردو في 1956 حينما كانت هذه الأخيرة مجرد ممثلة مبتدئة تشارك في أفلام خفيفة سطحية وذات مستوى متوسط فحولها في خلال عام واحد إلى أيقونة حية ملقبة بالحرفين الأولين فقط من اسمها أي «ب ب» BB.

وفي ما يتعلق بمخرجي أفلام كوريلنكو فهم منحوا بطولاتها النسائية إلى عارضة أزياء روسية تعمل في الغرب مثل عشرات العارضات الأوروبيات الشرقيات اللاتي يشكلن آخر صيحة في دنيا الـ «سوبر موديلز» ولكن من دون أن يحققن نجاح كيت موس أو ناومي كامبل أو ليتيسيا كاستا بأي شكل من الأشكال. وتتمتع كوريلنكو بشبه واضح مع بريجيت باردو، وإذا كان هذا الأمر لم يلفت انتباه أهل الموضة بطريقة واضحة إلا أنه لا يمكن أن يفوت المتفرج الجالس أمام الشاشة الكبيرة، إذ أن وجه الروسية بتعابيره وملامحه ونظراتها تذكر تماماً بما كانت عليه باردو في نهاية الخمسينات وبداية الستينات من القرن العشرين حينما كانت في أوج شهرتها ومجدها.

لمناسبة ظهور فيلم «الأرض المدمرة «الذي يروي مأساة تشرنوبيل، وقبل أن يخرج فيلمها المقبل «7 مجانين» الذي سبقته سمعة جريئة، التقت «الحياة» النجمة الروسية وحادثتها.

·     تظهرين في أفلام أميركية وأوروبية عادة، فما الذي جعلك توافقين على المشاركة في «الأرض المدمرة» للروسي ميشال بوغنيم؟

- نادراً ما أتلقى أي عروض عمل من روسيا مع أنها مسقط رأسي أصلاً، وذلك ربما لأنني أقيم في الغرب بين أوروبا والولايات المتحدة. لكنني ولسبب لا أعرفه في الحقيقة، عثرت على فرصة المشاركة في فيلم «الأرض المدمرة» ووافقت على العرض مباشرة لأن السيناريو يروي قصة تمسني عن قرب وهي مأساة تشيرنوبيل. وأفتخر بكوني أديت الدور الرئيسي في مثل هذا العمل الفذ والقوي.

·        هل غير جيمس بوند أي شيء في حياتك من خلال فيلم «كوانتوم أوف سوليس»؟

- نعم بالطبع، فهو جلب لي النجومية الدولية وسمح لي بفرض وجودي فوق الساحة السينمائية العالمية واختيار أدواري بحرية أكبر، ثم ارتفاع أجري بشكل كبير.

·     جاء إليك الفن السابع لأنك عارضة أزياء وامرأة جميلة تتميز بشبه مع بريجيت باردو لكنك عرفت كيف تستمرين فيه وتبنين لنفسك شهرة عريضة وعالمية، فهل كانت النجومية السينمائية طموحك في الأساس؟

- لا لأنني لم أحلم في لحظة واحدة من حياتي بالنجومية السينمائية أو حتى بالتمثيل واكتفيت بتقبل الواقع وانتهاز الفرص، ثم عندما بدأت أتلقى العروض الفنية رحت أتدرب بعض الشيء على الدراما حتى أحسن من مستوى أدائي، لكنني لا أزال حتى اليوم شبه جاهلة في أمور التمثيل الحقيقية ولا أعتبر نفسي موهوبة بل انسانة غريزية أعتمد في عملي وفي اتخاذ قراراتي على حاستي النسائية السادسة، وهي طريقة تناسبني وتجعلني أجيد التصرف في كافة المناسبات.

بطولة مرفوضة

·        وهل تختارين أدوارك في شكل غريزي عفوي أيضاً؟

- أقع في غرام السيناريو ككل أو لا أقع وبالتالي لا يهمني دوري بالتحديد. لذلك ظهرت في أعمال ممتازة لكن في أدوار متوسطة الحجم بينما رفضت البطولة في أفلام لم تعجبني حبكتها أو لم تناسب أفكاري والقيم التي أدافع عنها. فمثلاً وافقت على المشاركة في فيلم «الأرض المدمرة» على رغم أن الأجر الذي طرح علي لم يكن على علاقة بالحد الأدنى الذي أتقاضاه عن عملي في السينما الأميركية أو الأوروبية الغربية. ولم تلعب الناحية المادية دورها في الرد الذي منحته للمخرج ميشال بوغنيم والذي كان بالموافقة. وللرد على سؤالك في شكل دقيق أقول أنني أختار أدواري بطريقة غريزية عفوية بعيدة عن الدراسة والتحليل العميق.

·     أنت أديت لقطات جريئة في فيلمك الجديد الذي لم ينزل بعد إلى صالات السينما وهو «سبعة مجانين» وتعرضت لأكثر من هجوم إعلامي بسببها، فماذا فعلت بقيمك المذكورة إذاً؟

- أعيد القول بأن دوري لا يهمني بقدر ما أعير الحكاية الإجمالية عناية فائقة. صحيح إنني أديت شخصيات تتصرف في شكل جريء لا سيما في الفيلم الذي تذكره، لكن الأمر حدث في إطار حبكة تدافع عن القيم الصالحة في مضمونها. وإذا أدى الممثل شخصية تمارس الإجرام مثلاً، فلا يعني الأمر إن الفيلم يحبذ الجريمة. أما الإعلام الذي اختار أن يهاجمني بسبب لقطات جريئة فأنصحه بإعادة النظر في النقد الإيجابي الذي يوجهه لأعمال فنية تتضمن المشاهد العنيفة الصعبة التحمل، ونحن نرى تكاثر مثل هذه الأفلام في الزمن الحالي. وفي ما يخص «7 مجانين» فأنا أعتبره من أقوى أفلام العام المقبل 2013 وأتمنى أن يشاركني الجمهور العريض رأيي وهذا ما أترقبه بلهفة.

·        ما هي أحلى ذكرياتك المهنية؟

- فيلم «الأرض المدمرة» بلا شك لما تتميز به حكايته من علاقة وطيدة مع الأحداث الواقعية التي عاشها الشعب الروسي، ثم إن مخرجه ميشال بوغنيم عرف كيف يحسن التصرف معي ومع الممثلين عموماً في أثناء التصوير. أنا أعترف بأن هذا العمل زاد في نفسي حب مهنتي الفنية وفتح شهيتي أكثر فأكثر على الأداء التمثيلي أمام الكاميرا لا سيما في أفلام قوية تتعدى عنصر التسلية وتأتي بمعلومة إلى المتفرج أو على الأقل تدفع به إلى التفكير في ما يراه فوق الشاشة. لكن السيناريوات التي تتصف بمثل هذه القوة لا تتوافر بكثرة للأسف الشديد.

·        أنت من نجمات وسفيرات علامة الجمال «لوريال» ولكن ما هو سرك للحفاظ على جمالك المميز؟

- لا أدري إذا كنت فعلاً أتمتع بجمال مميز لكنني أحافظ على ما ورثته من الطبيعة بطريقة سهلة تتلخص في النوم ثماني ساعات في كل ليلة والتقليل من السهرات خارج المنزل وعيش حياة هادئة إلى حد ما، وهذا كل ما في الأمر.

هالي بيري

·        هل أنت راضية عما توصلت إليه حتى الآن في عملك؟

- أتباهى بشيء واحد أساساً هو كوني الفنانة الروسية الأولى التي تم نشر صورتها على غلاف مجلة «سبورتس إيليوستريتد» الشهيرة، وفي هذه النقطة أقارن نفسي بالممثلة هالي بيري التي هي أول امرأة سوداء حصلت على جائزة الأوسكار في هوليوود.

أن مثل هذه الأشياء تتميز بأهمية كبيرة بالنسبة إلى المستقبل لأنها تكسر قاعدة موجودة وتأتي بتفتح جديد على مستوى الأذهان.

·        كيف تعيشين حكاية المقارنات المستمرة بينك وبين بريجيت باردو منذ أن صرت ممثلة؟

- أنها مقارنة سخيفة مبررها الوحيد أنني قريبة إلى بريجيت باردو بعض الشيء في ملامح وجهي، وأنا إن كنت أحب باردو كممثلة وأقدرها كامرأة ذكية عرفت كيف تنجز كل ما أرادته في حياتها وتتحول إلى أسطورة حية، لا أعتبر نفسي مثلها أو أقدر على تولي خلافتها الفنية بأي حال من الأحوال، لكن الإعلام في حاجة مستمرة إلى إجراء المقارنات.

·        هل تفكرين في العمل المسرحي؟

- لا لأنني أعتبر نفسي ممثلة سينمائية والمسرح يخيفني بعض الشيء فأفضل تركه لأصحاب الشهادات من خريجي مدارس الدراما الكـبيرة في لندن وباريس ونيويورك.

الحياة اللندنية في

21/12/2012

«آخر فالنتاين في بيروت» ... انتحار

بيروت - محمد غندور 

في أولى تجاربه في مجال السينما الروائية الطويلة، يختار المخرج اللبناني سليم الترك، سيرة جولييت بائعة الهوى ليدخل بها عالم السينما. موضوع جذاب ومثير للاهتمام، خصوصاً أن جملة «ممنوع دخول دون 18 سنة» كفيلة في أن تكون دعاية مجانية للعمل.

«احتشام»

المعالجة التقليدية لهذه الفكرة سينمائياً، اقتصرت في عدد من الأعمال العربية والغربية، على النبذ الاجتماعي والإتهام بقلة الحياء وتصوير ما تتعرض له فتاة الهوى من ظلم وخشونة من بعض الزبائن، مع ارتباط ذلك باعتداء من أحد الأقارب في الماضي، ما يدفع الفتاة الى الانحراف.

«آخر فالتناين في بيروت» (75 دقيقة)، اقترب كثيراً مما تقدّم، ولكن من دون البحث عن معادلة سينمائية جديدة في الموضوع. فحياة فتاة الليل، مليئة بالإثارة والتشويق الاجتماعيين، وآلاف القصص التي لم ترو بعد. إذاً مسألة التركيز على بعض الجوانب الحياتية ومع من تقضي الفتاة لياليها «الحمر»، ليس بجديد. من هنا لتقديم جديد ربما كان واجباً على الترك البحث أكثر في الشخصية وتقديمها في تفاصيل حياتها اليومية، ومعرفة وجهة نظرها مثلاً في الأمومة وإنجاب الأطفال والرضاعة، وأعمال المنزل، وآرائها السياسية وتحليلها للوضع العام، ومعرفة مشاكل غريبة يعاني منها بعض زبائنها.

الحكاية بدأت حين كان الترك يصوّر إعلاناً، حيث التقى بجولييت (لورين قديح)، وعرف منها أنها بائعة هوى، فقرّر تصوير فيلم عن حياتها. وافقت ورحبت بالفكرة. زرع المخرج كاميرات في منزلها والكابريه لالتقاط ما يحدث، بيد أن التصوير الواقعي لم يدم طويلاً، لانتحار جولييت مخلفة وراءها تفاصيل مثيرة.

الجميل في العمل، أنه يصوّر فيلماً داخل الفيلم، مع بعض الرسائل السياسية غير المباشرة من قبل المخرج ضمن إطار كوميدي، حول ما يجري من أحداث في لبنان، إضافة الى تصويره لقطات طويلة من دون تقطيع أو مونتاج. والعمل هو أول فيلم لبناني بتقنية الأبعاد الثلاثة، لكن ذلك لم يُميّزه كثيراً عن غيره.

وعلى رغم أن العمل يتناول حياة بائعة هوى، الا أنه لم يقدّم مشاهد إباحية، أو أكثر مما نشاهده في أفلام مماثلة، واعتمد المخرج قوالب فنية لإخراج كادراته المثيرة، ما بيّن جمالياتها وموّه اغراءات الممثلة. ولكن الفيلم يعاني مشاكل جمّة في الحبكة والسيناريو، اذ يشعر المشاهد أن العمل غير متماسك، وكأنه فيديو - كليب طويل، ولكل مشهد روايته. مهما يكن من أمر لا تبدو مشكلة السيناريو مستغربة في الآونة الأخيرة في لبنان، اذ لا يتوقف السينمائيون الجدد عن تصوير أعمال بصور جميلة ولكنها تعاني ضعفاً في الحبكة والحوار، نتيجة قلة كتّاب السيناريو المحترفين، وإفتقار البرامج الأكاديمية الى تدريس هذا الفن.

حياة واسعة

في اختصار إذاً، تناول «آخر فالنتاين في بيروت»، قصة مثيرة، ولكنها لم تعالج بطريقة صحيحة، فالمشاهد لم يتابع جولييت إلا بملابس مثيرة أو في غرفة النوم، أو لدى تلقيها اتصالاً للاتفاق مع زبون على موعد. حياة بائعة الهوى أوسع بكثير من سرير أو وسادة أو رجل. ومحاولة المزج ما بين الواقع والخيال في بعض المشاهد لم تكن موفقة، لخروجها عن الإطار العام للعمل.

يقول الترك في مقابلة ان ايقاع اللقطات الواقعية التي صوّرها «أبطأ واقسى مقارنة بالفيلم الحالي، والناس غير مجهزين لأن يروا الحقيقة التي تجرح، لذلك لم استعن بمشاهد سبق ان صورتها مع جولييت الحقيقية». هنا تكمن ادانة الترك، لامتلاكه كنزاً واقعياً لم يُحسن استخدامه، والواقع دوماً أقوى من التمثيل، مهما كانت براعة المؤدي أو المؤدية. لو استعمل الترك بعض المشاهد الحقيقية التي صوّرها سابقاً، او طعّم بها فيلمه، لكان العمل أخذ منحى أكثر جدية وواقعية في التعاطي، ما كان سيؤثر أيضاً على السيناريو والحوارات والحبكة الدرامية.

لماذا قرّرت جولييت الإنتحار؟ لم يتقبل بعد المجتمعان العربي واللبناني فكرة أن «بيع الهوى» قد يكون مهنة اللواتي لا مهنة لهن، على رغم ما فيها من خدمات إجتماعية للمكبوتين، لذلك من الصعب تقبّل هذه الفتاة خارج إطار السرير. والصداقة بينها وبين الطرف الآخر صعبة جداً من دون خدمات.

ملاحظة أخيرة: بعدما اكتشفت جولييت أنها تعاني من سرطان الرحم، لم تجد من يقف إلى جانبها في محنتها، خصوصاً من أبرز زبائنها، فقررت الانتحار والاســتعانة بشركة تقدم خدمات ما بعد الانتــحار. استلقت على أريكة وتنـــاولت حــبة أوقفت نبضها. ولكن موتها لم يــوقف جاذبيتها، فأثارت الرجل الذي أتى لانقاذها. إغتصبها لم يغتــصبها... القــرار في مخيلة المشاهد.

الحياة اللندنية في

21/12/2012

«أرواد» ...

الهوية والغربة والانتماء بين جزيرتين

مونتريال - «الحياة» 

يقوم السينمائي الكندي السوري سامر نجاري بوضع اللمسات الأخيرة على فيلمه الجديد «أرواد» الذي سيصبح جاهزاً للعرض داخل كندا وخارجها خلال العام المقبل. ألفيلم من إنتاج كندي وهو من النوع الروائي الدرامي الطويل، مدته حوالى ساعتين، وناطق باللغتين العربية والفرنسية. أما السيناريو والإخراج فهما لنجاري المولود عام 1967 من أب سوري وأم لبنانية، والمقيم في مونتريال منذ عام 1994. ونجاري حائز على بكالوريوس في فنون الإخراج والإنتاج السينمائي من جامعة كونكورديا في مونتريال. وفي رصيده السينمائي فيلمان قصيران: «عصفور صغير سينطلق» و «الثلج يحجب ظلال شجر التين». وعرضا في مهرجانات كندية وعربية.

يشترك في أداء الفيلم وأدواره ممثلون وممثلات كنديون وسوريون بارزون أمثال الكوميدية المشهورة فاني ماليت والمخرجة جولي ماكلمينس (زوجة نجاري)، والمسرحي الفرنسي السوري رمزي شقير وغيرهم.

أما وقائع التصوير فاستغرقت أكثر من شهرين. وجرى بعضها في مونتريال وبعضها الآخر، في تونس بمدينة «المدية» ذات الشبه الشديد بجزيرة أرواد نظراً للظروف الأمنية في سورية. وهذا الأمر، يقول نجاري في لقاء مع «الحياة» «ترك في نفسي مرارة مؤلمة تتردد أصداؤها في كثير من وقائع الفيلم».

بين ولاءين

يستوحي الفيلم موضوعه من قصة حقيقية تتناول حياة عائلة سورية هاجرت من جزيرة أرواد إلى كندا. فيكبر الأولاد فيها. ويتزوج البكر فيهم (علي وهو بطل الفيلم) من كندية. ويحرص على احتضان أبنائه وتحصينهم بتنشئة وطنية وتعليمهم لغتهم العربية الأم. وكغيره من مهاجري أبناء الجيل الثاني، لم يتخل عن منظومة القيم التي نشأ عليها ولم يستبد به التغريب.

وفي المقابل فهو مرغم على التكيف والتأقلم والاندماج في المجتمع الكيبيكي الذي يقوم على التنوع والتعدد، ويحفظ للمهاجر البقاء على ثقافته ولغته وعاداته وتقاليده من دون أية إجراءات يمكن أن تؤدي إلى تذويبه وانصهاره. ومع ذلك يقول نجاري: «يقع علي بين خياري العودة والبقاء، وكلاهما أمرّ من الآخر، والتوفيق بينهما قلما يكتب له النجاح».

تتوفى جدة علي فيصاب بالحزن والإحباط. ويقرر العودة إلى أرواد مسقط رأسه لإحياء جذوة الهوية والانتماء لوطن الآباء والأجداد. ويترك وراءه زوجة وعشيقة وأولاد، ويتخلى عن حبهم لمشيئة الأقدار.

تتداخل في الفيلم عدة مشاهد تكشف بعض الجوانب الحياتية والجمالية في كل من جزيرتي أرواد ومونتريال. وتتميز، كما يقول نجاري «ببعدها عن السرد الممل، وبنفحتها الشاعرية التي لا تخلو من خيال، وبسمو ما تتضمنه من مشاعر إنسانية، ويتجسد ذاك كله بموسيقى تصويرية وجدانية». فأرواد، (قام نجاري بزيارتها عام 2009 وقابل عدداً من سكانها واطلع على أوجه الحياة فيها ونمط عيشهم ومشاعرهم) هي، كما تبدو، في بعض المشاهد، قطعة من البحر، ساحرة هادئة، وجزء لا يتجزأ منه. فالبحر لسكانها رفيق حياة، وملعب لأولادهم، وموطن أحلامهم وذاكرتهم. «فمن ثماره يعتاشون، ومن صخوره يشيدون منازلهم، ومن أمواجه يستمدون صمودهم». وخلافاً لهذه اللوحة الشاعرية، تبدو مونتريال، في المقلب الآخر من الأرض، أشبه بهيئة أمم شعبية، تعج بكل أصناف البشر، ومدينة كوسموبوليتية تضج بالنشاط والحركة والاحتفالات صيفاً وشتاء.

أما نهاية الفيلم فتختتم بمشهد سوريالي عاطفي يتضمن شريطاً من الرؤى والأفكار والمفاهيم حول قضايا الهجرة والهوية والأصل والانتماء والخيانة والهروب مع ما يتفرع منها من نزوع فلسفي عن الحياة والموت. وفي غمرة كل ذلك، تتردد من خلف الشاشة أكثر من مرة عبارة «أين وطني؟»، «أين أولادي؟»

وهي على حد تعبير نجاري «لسان حال غالبية المهاجرين الذين يعيشون مر الغربتين».

الحياة اللندنية في

21/12/2012

«الجمهور» لكينغ فيدور:

إنه الحلم الجميل فمن أين يأتي الحزن؟

إبراهيم العريس 

في معرض تحليله للمناخ الاجتماعي الاميركي الذي يكمن خلف ذلك النجاح الذي حققه فيلم «الجمهور»، نقدياً على الأقل، عند نهاية عشرينات القرن العشرين، كتب الناقد الفرنسي الراحل كلود بيلي: «كانت الولايات المتحدة عرفت خلال سنوات العشرين، نهوضاً اقتصادياً، سيأتي انهيار وول ستريت في العام 1929 ليضع حداً له. وقبل الانهيار، كان الزمن لا يزال زمن التفاؤل، وإن كانت معالم قسوة الحياة ظاهرة للعيان»، ومن هنا، كانت هناك أفلام عدة أُنتجت في هوليوود، وجعلت من نفسها «صدى لذلك الازدهار المهدد»: «متسولو الحياة» لويليام ويلمان، «في ظل بروكلين» لآلان دوان، «الصاعقة» لكلارينس بادجر وخصوصاً «الجمهور» لكينغ فيدور.

> وعلى هذا يكون «الجمهور» لكينغ فيدور واحداً من أول وأهم الافلام التي غاصت في الواقع الاجتماعي في العالم الجديد مباشرة، ووقفت تتساءل عن الحلم الأميركي الذي كان لا يزال في ذلك الحين مزدهراً. ولم يكن التوجه بالجديد في ذلك الحين على مخرج الفيلم وكاتبه كينغ فيدور، الذي حقق خلال سنوات سابقة فيلماً ضد الحرب بعنوان «العرض الكبير» لقي نجاحاً هائلاً، واعتبرته شركة «مترو غولدوين ماير» المنتجة واحداً من أكبر أفلامها وأكثرها اجتذاباً للجماهير. وهكذا، مسلحاً بالنجاح الذي حققه، قرر فيدور ان يدلي بدلوه في الموضوع الاجتماعي وأن يقول رأيه، بصرياً، هو الذي كان واحداً من أول الذين آمنوا بقوة الصورة، وخصوصاً بأهمية ان تكون للسينما خصوصيتها البصرية ولغتها المفصولة عن لغة الأدب. في ذلك الحين، 1928، كان العهد لا يزال عهد السينما الصامتة، حيث يفترض بالعنصر البصري ان يقول كل شيء. ويمكننا القول هنا انه قد أتيح لكينغ فيدور عبر هذا الفيلم ان يطبّق نظرياته، وحتى حدود التجريب، ذلك ان الشركة المنتجة وفرت له ما يريد، فكان أن حقق «الجمهور» عبر وسائل لم تكن، في ذلك الحين، تقليدية على الاطلاق، بل كانت تعتبر من «سمات السينما الاوروبية الفقيرة»: تصوير في الديكورات الطبيعية، كاميرا خفية تغطى لئلا تحدق فيها عيون السابلة، ممثلون لم يكونوا بعد محترفين، وموضوع مستقى من الحياة الحقيقية، مع اصرار على التخفيف من البعد الدرامي حتى الحدود الدنيا. ونعرف طبعاً ان هذه الوسائل ستكون هي نفسها التي يلجأ اليها لاحقاً رواد المدارس الطبيعية والواقعية، في «الواقعية الجديدة» الايطالية، كما في «السينما الحرة» البريطانية، و «الموجة الجديدة» الفرنسية، وصولاً الى كامل التلمساني وكمال سليم وصلاح ابو سيف وتوفيق صالح في مصر. ومن هنا، يعتبر كينغ فيدور من جانب المنصفين، احد أبرز رواد «الواقعية - الطبيعية» في تاريخ السينما العالمية، وإن كان حقق في مسيرته المتعرجة أعمالاً تنفي عنه هذه الصفة، وأتت تقليدية تماماً.

> ما يهمنا هنا، طبعاً، هو فيلم «الجمهور»، ذلك الفيلم الرائد والبسيط، والسيئ الحظ كذلك. اذ إنه كان، في زمنه، من آخر الأفلام الصامتة، ما جعله يُنسى لفترة طويلة من الزمن، قبل ان يعاد اكتشافه منذ أواسط سنوات السبعين من القرن العشرين، ويعاد اليه اعتباره، ويبدأ حسبانه في لائحة الأفلام العشرين الأكثر أهمية في تاريخ الفن السابع.

> في اختصار شديد، يمكن ان تقول عن «الجمهور» انه فيلم جعل همّه ان يقدم حياة مواطن أميركي بسيط، وحياة زوجته خلال مرحلة شديدة الصعوبة من تلك الحياة. أما كينغ فيدور، فإنه يصف فيلمه على النحو الآتي: «الصورة الأولى في الفيلم ترينا مجموعة من اناس يخرجون من، أو يدخلون الى، بناية نيويوركية ضخمة. ثم تنتقل الكاميرا لترينا مجموعة كبيرة من النوافذ، لتظهر بعد ذلك ناطحة سحاب تستعرضها الكاميرا طولاً وعرضاً قبل ان تتوقف عند نافذة معينة، يمكننا ان نشاهد من خلالها مئات المكاتب والموظفين المنكبّين على عملهم. ثم تجمد الكاميرا أمام واحد من هؤلاء: إنه بطلنا الذي يقوم هنا بعمل رتيب. والحال ان حركة الكاميرا هذه انما تصور ما أردت التعبير عنه، هذا «البطل» انما هو فرد من بين الجموع».

> وهذا «الفرد من بين الجموع» هو جون الذي سرعان ما نعرف خلال الفيلم انه ولد لعائلة فقيرة في ديترويت، ثم تيتّم وهو في الثانية عشرة من عمره، ليقرّر ان يشق طريقه بقوة وسط هذا العالم العدائي. وهكذا ينتقل لاحقاً الى نيويورك حيث يعثر على عمل كمستخدم بسيط في مكتب... وتمر عليه السنون، حتى يلتقي ذات يوم في كوني آيلند بالحسناء - العادية مثله - ماري، فيقع الاثنان في الغرام ويتزوجان، ليمضيا شهر العسل - مثل معظم الاميركيين المنتمين الى طبقتهما - عند شلالات نياغارا. بعد ذلك يرزق الزوجان، السعيدان أول الأمر، طفلين، في وقت كان فيه وضعهما الاجتماعي والمادي قد بدأ يتدهور... بخاصة ان جون، اذ يبدأ سأمه من حياته الرتيبة المنتظمة، يصاحب رفقة سوء. وتلي ذلك سلسلة من الكوارث الاجتماعية والشخصية: اذ انه يفقد عمله في شكل مباغت، ثم تموت ابنته الصغيرة في حادث سير حيث تصدمها شاحنة... وتسوء العلاقة أكثر فأكثر مع زوجته. وهو حين يفقد كل أمل يتأبط طفله الصغير الذي تبقّى له ويحاول الانتحار، لكنه يفشل في انتحاره، كما كان فشل في كل ما أقدم عليه من قبل. ويقرر، إثر هذا الفشل الجديد، ان يعود الى البيت. وفي طريقه الى هناك تحدث «المعجزة الصغيرة»: يجد عملاً. صحيح انه عمل تافه طبعاً، لكنه عمل والسلام: صار «رجلاً سندويتشاً»، أي من أولئك الذين يحملون لوحات دعائية يسيرون بها وهم يقرعون الأجراس. إنه، في المقاييس الاجتماعية، واحد من أحقر الأعمال التي يمكن ان يمارسها انسان، ولكن لا بأس طالما انه عمل يسمح لجون بأن يربح بعض الدولارات تعينه على العيش وتكسبه حب زوجته من جديد. ويتحقق له هذا لنرى الزوجين في النهاية ذاهبين لحضور حفلة، ويضحكان للمرة الأولى بينما تبتعد الكاميرا لتجعل منهما «فردين عاديين وسط الجموع».

> ان رسالة هذا الفيلم واضحة. ولكن هل تراه كان حقاً يحمل تلك الشحنة من التفاؤل التي ألصقت به؟ من ناحية مبدئية أجل. ولكن الصورة تبدو مغايرة ان نحن تمعّنا فيها. فالعمل الذي يجده جون يبدو تافهاً - كما أشرنا - وموقتاً ايضاً. ومن هنا، فإن السعادة التي يستعيدها موقتة كذلك. وما حدث له سيحدث من جديد، وللجمهور كله، فأين هو الحلم الاميركي المنشود، في ذلك كله؟ الحال ان بعض الذين تنبهوا الى ذلك الالتباس، بين التفاؤل الظاهر والتشاؤم الحقيقي في الفيلم وآخذوا كينغ فيدور عليه، سوف تأتي الاحداث والانهيارات الاقتصادية التالية لتجعلهم يعيدون النظر في موقفهم واكتشاف كم كان المخرج محقاً في وضعه شخصياته على الحبل المشدود.

> حين حقق كينغ فيدور (1894-1982) «الجمهور» كان في الرابعة والثلاثين من عمره، وكان حقق شهرة ومكانة في عالم الفن السابع الذي انتمى اليه باكراً، ومنذ كان شاباً، في مسقط رأسه بلدة غالفستون في ولاية تكساس. فهو بدأ عامل عرض وقاطع تذاكر في دور السينما قبل ان يتحول الى مصوّر يهتم بالأخبار السينمائية المصورة. وفي عام 1915 نراه يتوجه الى هوليوود حيث يحاول فرض نفسه كاتب سيناريو، لكن كل السيناريوات التي يعرضها، اول الأمر، على الشركات ترفض، حتى أتيحت له بداية، بالصدفة، في العام 1919، حيث حقق فيلمه الاول «منعطف الطريق». ولم يتوقف بعد ذلك، اذ ظل داخل المهنة، مخرجاً وكاتباً ومنتجاً حتى العام 1959 حين دفعه فشل فيلمه «ملكة سبأ» الى الاعتزال، وهو خلال مسيرته الطويلة حقق عشرات الافلام، بعضها ناجح جماهيرياً لا أكثر، وبعضها سيّئ السمعة، لكن البعض الآخر يعتبر علامة في الفن السابع مثل «الجمهور» و «العرض الكبير» و «هللويا» (1929، وكان أول فيلم يمثله الزنوج) و «البطل» و «القلعة» و «خبزنا كفاف يومنا» (1934)، وبخاصة «صراع تحت الشمس»... والنسخة الاميركية من «الحرب والسلام» (1956).

alariss@alhayat.com

الحياة اللندنية في

21/12/2012

 

السينما في عهد الإسلاميين 

الأفلام الفاضحة تقوي المتطرفين

محمد بنعزيز 

يتضح، من خلال تجارب تونس ومصر والمغرب، أن التنظيمات الإسلامية تتقدّم شرعياً لتحتل مقدمة المشهد السياسي، ولمدّة طويلة. في المغرب، فاز الإسلاميون بأغلبية الأصوات، وهي أعلى بكثير من عدد المقاعد. سيحاولون وضع بصمتهم على مختلف مناحي الحياة. لديهم الوقت والقوّة، لأن السياق التاريخي ومزاج الرأي العام يخدمانهم. هذا حقّهم. هذه قواعد الديموقراطية. لكن، كيف ينعكس ذلك على الحركة السينمائية؟ 

تاريخياً، كان "المركز السينمائي المغربي" قلعة للإبداع الحر. ثمرة حركة ثقافية سينمائية، نشّطها مثقفون رفيعو المستوى. عمل في هذا الحقل رجال من جيل له خلفية سوسيولوجية نقدية يسارية. الآن، تغيّرت الظروف. سينمائيو سبعينيات القرن العشرين، الذين تشكّل ذوقهم الفني في أجواء ثورة الشباب في 1968، سيجدون صعوبة في التكيّف مع هيمنة الإسلاميين على الحكومة. سيتعرّضون لاستفزاز. طبعاً، المركز حصن تجب المحافظة عليه. لكنّ تمويله من المال العام يلزمه احترام توجّه التيار المركزي في الرأي العام الوطني. تيار يتبنّى النظرة المحافظة، والنزعة الأخلاقية شفهياً، وربما عملياً.

هذا أمر واضح في الحياة العامة للإسلاميين. سينقلون نزعتهم المحافظة إلى تدبير شؤون الدولة، سواء بإجراء إداري أو بضغط إعلامي وسياسي من خارج المؤسّسات. لكن، في مجال الفن، والسينما خاصّة، سيكون الأمر مثيراً للحساسية. لأن الفن ليس ملزماً تحديد الصحّ والخطأ، والحلال والحرام. فهذه مهمة الفتاوى

في مصر، حوكم عادل إمام. وصرّحت صابرين، التي أدّت دور أم كلثوم فنجحت وتحجّبت، بأنها تخشى "صعود التيارات الدينية للتسلّط على الفن". إلهام شاهين تنفي اتهامات شيخ لها بأن هناك من اعتلاها باسم الفن. من الآن وصاعداً، سيندّد الإسلاميون بكل فيلم فيه قبلة، أو فخذ يظهر من تنورة مفتوحة، باعتبار أنه تحريض للعامة على الفسق والفجور. مع تصوّر كهذا، يُفترض أن الرذيلة في المجتمع سببها الأفلام لا طباع البشر الشهوية. هذه ديماغوجية تفترض أن إغلاق كل قاعات السينما سيجعل الفساد الأخلاقي والجنسي يختفي من مجتمع نصفه عازب.

لا يهدف هذا المقال إلى الدخول في جدل فكري، ولا إخضاع الفن للأغلبية الأخلاقية. بل هو يقترح الاستنارة بتجربة مفيدة في هذا المجال: تجربة الإيرانيّ عباس كياروستمي، الذي تحدث عن وضع السينما الإيرانية بعد الثورة الإسلامية في العام 1979. حينها، كادت تلك السينما تموت بسبب تشدّد أتباع الإمام الخميني. عن سؤال: هل تعرفون ممن جاء الحلّ؟ قال كيروستامي: من رجال دين يعشقون السينما، لذلك أنشأوا "مؤسّسة الفارابي"، التي تموّل الأفلام، وتمنح مدفوعات سابقة على الإنتاج. وبما أن المؤسّسة تطبّق الشريعة على السينما، فهي تموّل أفلاماً ذات سقف أخلاقي معين. (من كتاب "عباس كيارستامي: سينما مطرزة بالبراءة"، ترجمة وإعداد أمين صالح. وزارة الثقافة البحرينية. الطبعة الأولى، 2011). وعن كيفية تعامله مع هذا، قال: "عادة، أختار المواضيع التي تفلت من مقصّ الرقيب. لا أحاول التعامل مع مواضيع يمكن أن تثيرهم وتستفزّهم" (ص. 177). أضاف إنه لا يحتاج إلى التباهي، لأن الرقابة منعت فيلمه. يعترف أنه يعمل في شروط مقيّدة، ويستخدم نظرية الكبح لتجنّب المشاكل، ويبدع بدلاً من أن ينشغل بما هو مسموح وبما هو ممنوع: "أظنّ أن تمويل الدولة يُجنِّب السينمائيين القلق بشأن شبّاك التذاكر، أو بشأن استخدام العنف لجذب الجماهير. لهذا السبب، نحصل على نتائج جيدة".

التورية

حقّقت السينما الإيرانية نتائج باهرة في الأعوام العشرين الماضية، وتُوِّجت في أكبر المهرجانات الدولية. هذه نتائج تؤكّد أن الكبح وتجنّب استسهال الفضيحة يحرّضان على الابتكار الفني. أنا أساند نظرية الكبح لأسباب فنية لا سياسية. فالإبداع يتمّ بالتلميح والتورية لا بالتصريح. انتقلت هذه النظرية من الشعر إلى السينما. أكّد رولان بارت أننا نتشوّق لما نرى منه القليل أكثر من تشوّقنا للمكشوف، مُقدِّماً مثلاً على ذلك: متابعة ساق يظهر ويختفي من فتحة تنورة. أي أن المتفرّج بصاص أساساً. هذه أطروحتي. مع ذلك، أتفهّم محاولة المخرج، بغرض الشهرة، في عمله الأول خاصة، استخدام الفضائحيّ لجلب انتباه الجمهور والمنتجين. لكن، حين تصير الفضائحية ملتصقة به، فهذا يطعن في شرعيته الفنية. تصوير الصدور والأفخاذ لا يحقّق المجد الفني. حينها، فقط، يبحث عن كيفية تطوير أفلامه، من دون الاصطدام بالوجدان الشعبي لسبب فضائحي. الهدف أن يتخلّص من تهمة تبرّر شهرته بالفضيحة لا بالموهبة. أتفهّم أيضاً شعار الحرية الإبداعية، خاصة حين يكون المخرج المُصاب بالإسلاموفوبيا غاضباً في مواجهة معلّقين يفسّرون كل شيء بالأحاديث النبوية. أتفهّم تلك الحرية والغضب. لكن، على الفنانين تفهّم المرحلة التي تقتضي مقاربة غير صدامية مع الإسلاميين المعتدلين.

بهدف خدمة البلد، أجدّد دعوتي إلى استخدام نظرية الكبح. احترام الإسلام الوسطي ليس بدعة. ومن خالف نردّ عليه بنماذج مخرجين كبار: تدور تحفة فيديريكو فيلّيني "ليالي كابيريا" حول الدعارة. لكن، ليس فيه إلا قبلة واحدة. وحديثاً، تعبّر أفلام ستيفن سبيلبيرغ عن احترام شديد لاعتقادات وتقاليد المجتمعات. هو يكبح نفسه، ولا ينجرّ للاستفزاز المجاني. بعد أفلام "كازا نيغرا" (2008) لنور الدين لخماري و"حجاب الحب" (2009) لعزيز السالمي و"شقوق" (2009) لهشام عيّوش، بلغنا السقف في العري والكلام البذيء، وليس هناك ما بعده إلاّ الشذوذ، الذي تناوله فيلم لنبيل عيوش وآخر لشقيقه هشام. من أراد أن يزيد عن هذا السقف، ليُصوِّر أفلامه من ماله الخاص، وليس من المال العام. عندها، تكون له الحرية الكاملة

نظرية الكبح فنية أكثر منها سياسية. الكبح يساعد على التكثيف والإيجاز والتلميح والتورية بفضل التشبيهات والاستعارات والأليغوريا. هذه قمّة الصُوَر الشعرية التي تحلم السينما بالوصول إليها. ستكون لنظرية الكبح فوائد سياسية أيضاً. فبتجنّب الأفلام الفضائحية، سيتمّ قنص عصفورين بحجر واحد: أولاً، سيتجنّب التيار العلماني السلوك الاستفزازي الذي سيزيد من عزلته في المجتمع. فمن ينكر هذا، ليقم بزيارة قصيرة إلى الحرم الجامعي: إنه "تيرموميتر" مغرب المستقبل. ثانياً، سيُسهّل ذلك عمل الإسلاميين المعتدلين في مواجهة المتشدّدين، الذين سيبدأون قريباً باتهامهم بعدم تطبيق الشريعة. أقترح على شيوخ السلفية تزويج نصف المغاربة ليزول الزنى. أقترح على رئيس الوزراء عبد الإله بنكيران إرسال عشرة سلفيين للإقامة ستة أشهر في السعودية، ليعاينوا تطبيق الشريعة والعدل الذي ترتّب على ذلك، ثم يعودوا ليخبرونا: هل يريدون المغرب مثل السعودية؟ 

من باب النزاهة الفكرية التي تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، أعتبر تسليط الأضواء على الإفطار في رمضان علناً، والشذوذ الجنسي، وتخفيض صوت الآذان، والصُوَر الجنسية الفاضحة، بمثابة قضايا هامشية تقوّي المتطرّفين. لذلك، يجب التعامل مع حضور الإسلاميين المعتدلين في مجال السياسة والفن بتفتّح، تجنّباً للصدامات، وذلك على طريقة كياروستامي، لأن الصدامات تبذر طاقات الشعوب

(كاتب وسينمائي من المغرب)

السفير اللبنانية في

21/12/2012

 

في فيلم «زيرو»:

لغة صادمة للمنظومة القيمية المغربية تدين النفاق الاجتماعي وتنتصر للإرادة الإنسانية

كوثر الحكيري 

قدر كثير من السينمائيين أن يعيشوا ليبدعوا ويتفوقوا، فالخطأ غير مسموح بالنسبة إليهم، ولهذا مثلا يتجنب المخرج الأمريكي «تيرينس ماليك» _الحاصل على سعفة كان 2011 بفيلمه «شجرة الحياة»_ وسائل الإعلام، فآخر صورة له التقطت منذ أكثر من ثلاثة عقود، يتواصل مع النقاد والجمهور بأفلامه فقط، وهو لا يحتاج إلى التخفي إذا تعثرت خطاه... أما «مايكل هاينكيه» فالتمثيل أمامه مضن جدا كما قال الممثل الفرنسي الكبير وبطل آخر أفلامه «حب» «جون لوي ترانتيان» لأن الرجل لا يتسامح مع منجزه، وهو يدرك أن العيون تتجه نحوه ويقول النقاد إن فيلما من تدبير «مايكل هاينكيه» يعني بالضرورة فيلما مثيرا للجدل...

قدر "مايكل هاينكيه" أن يكون متفوقا ولهذا اقتنص سعفة كان في مناسبتين (عن فيلميه الشريط الأبيض وحب)، والقدر نفسه يلاحق الكثيرين غيره مثل "الأخوان داردين"، "أمير كوستاريكا"، "لارس فان ترير"، "كاين لوتش"، "ناني مويتي"، "آكي كيوريسماكي"، "ألمودوفار" (الذي يشارك منذ سنوات طويلة في مهرجان كان السينمائي ومازال يلاحق سعفته الأولى)، "إيليا سليمان" وغيرهم...

والتفوق أيضا قدر يلاحق كثير من المخرجين في تونس والوطن العربي من بينهم المغربي "نور الدين الخماري" الذي نال أكثر من 21 جائزة عن فيلمه "كازانيكرا"، وبه مثل المغرب في جوائز الأوسكار سنة 2010، وتحمل بعده عبء أن يكون سينمائيا متميزا...

ولد "نور الدين الخماري" سنة 1964، انتقل إلى فرنسا لدراسة الصيدلة لكنه سرعان ما تخلى عنها ليتحول إلى السينما بدعم من زوجته السابقة التي يذكر فضلها إلى اليوم ويتحدث عنها بالكثير من الاحترام...

اقترح سنة 2005 فيلمه الأول بعنوان "النظرة"، وبعده بثلاث سنوات أثار جدلا واسعا بفيلمه "كازانيكرا"، ليعود هذا العام بفيلم جديد يحمل عنوان "زيرو" سبقته انتظارات كثيرة... فهل كان الفيلم _الذي عرض للمرة الأولى في مهرجان مراكش السينمائي، وفي مناسبة ثانية في مهرجان دبي السينمائي_ في حجم هذه الانتظارات؟

التفاصيل في الورقة التالية:

سخرية سوداء ولغة صادمة للعقل الجمعي

يسعى "نور الدين الخماري" في فيلمه الجديد "زيرو٬ الذي يجمع في الكاستينغ نخبة من الممثلين المغاربة المعروفين أمثال محمد مجد وسعيد باي وصلاح الدين بنموسى وعزيز داداس ورفيق بوبكر وراوية وبشرى أهريش ومريم الزعيمي ووداد إلما، إلى الإعلاء من شأن الإرادة الإنسانية في الوصول إلى الخلاص من واقع اجتماعي صعب.

وللاحتفاء بهذه القيم اختار الخماري قصة شرطي بسيط يدعى أمين برطال يلقب بـ "زيرو" (يونس بواب) يعيش حياة روتينية ومبتذلة يقضيها في تلقي شكايات المتظلمين أو التجول في شوارع مدينة الدار البيضاء رفقة (ميمي) يعملان معا على ابتزاز شيوخ ترافقهم حبيبته ويستوقفه هو بصفته شرطيا لإدانته بتهمة مرافقة قاصر قيد التفتيش البوليسي.

تطبع حياة زيرو اليومية أشكال من المعاناة تتمثل في صراعه الدائم مع والده المعوق وفي ضغوط يمارسها عليه مديره الذي يتقاسم معه غنيمة ابتزازه اليومي للعالقين بحبيبته...

وأمام هذا الوضع المأساوي٬ يقرر "زيرو" بعد لقائه بالدكتورة (كنزة)٬ التي أوقدت فيه حبا حقيقيا، مختلفا، لم يعرفه من قبل تدشين مرحلة جديدة والقطع مع الماضي الموسوم بالخوف والعجز والدونية٬ في رحلة حافزها الروحي عشق غير متوقع ٬ للبحث عن فتاة في الخامسة عشر اختفت في "المدينة الوحش"٬ ليبدأ بذلك صراعا ضاريا ضد عالم بلا رحمة.

بتقنيات تعتمد التشويق والسخرية السوداء وتوظيف لغة حوارية "سوقية مبتذلة وبذيئة وصادمة للعقل الجمعي"٬ وشخصيات تستمد خصوصيتها من عمقها الإنساني وثقافتها المحلية٬ يبرز الخماري٬ عبر خطاب نقدي لـ "واقع اجتماعي بائس"٬ الضرورة الحيوية للأمل والإرادة لحث الشباب على التحرر من أسر الخنوع والتشاؤم٬ والتطلع للعيش بشكل أفضل

هذه الخصوصية هي أسلوب سينمائي للمخرج "نور الدين الخماري" واصل ترسيخها في فيلمه الجديد من خلال الغوص في غياهب "الفيلم الأسود" البعيد عن الخطاب "الأخلاقي"٬ وقد أثارت نقاشا نقديا في مهرجان مراكش بين رأي اعتبر أن الفيلم "غرق في لغة مجانية مبتذلة تخدش الحياء العام، ولا تراعي الخصوصيات الثقافية والقيمية للمغاربة٬ ولا تستدعيها حتى المواقف الدرامية للشخصيات بغرض تجاري صرف٬ يراهن على النجاح الذي حققه فيلمه الأول (كازانيكرا)"٬ وبين رأي مخالف يرى أن الفيلم "كان جريئا وكسر تلك الطابوهات التي لا تعدو كونها نفاقا اجتماعيا ومحاولة يائسة لإخفاء واقع يفقأ العين"
نعود إلى السؤال الأول هل كان "زيرو" في حجم الانتظارات؟؟

حقيقة كان الفيلم أقل من الانتظارات خاصة في الثلث الأخير منه بعد موت الأب وانغماس "أمين برطال" في مغامرة البحث عن فتاة الخامسة عشرة داخل وكر للدعارة وهي كلها تفاصيل تحول معه "زيرو" إلى فيلم مصري خف بريقه، وصار همه الخروج بالبطل بطلا لا علاقة له بالكائنات التي يصنعها عالم "الخماري"

لم يتوج "زيرو" بأي جائزة في مهرجاني "مراكش"، و"دبي" ولكنه في النهاية يقدم من جديد مخرجا مختلفا عن غيره، متمكن من لغة الشارع بمفرداتها السوقية وقباحاتها الجميلة... مخرج متفرد لا يشبه غيره كانت لنا معه درشة قصيرة بعد مشاهدة فيلمه نختصرها في السطور التالية.

الصريح التونسية في

22/12/2012

 

نقابة السينمائيين واتحاد المنتجين العرب يتولان إنتاج الفيلم

توثيق حياة الصحافي أبوضيف في فيلم مدته "45 دقيقة"

القاهرة - مروة عبدالفضيل  

قرّر الصحافي الشاب هاني سامي توثيق حياة الصحافي الحسيني أبوضيف، الذي لقي حتفه في اشتباكات قصر الاتحادية متأثرا برصاصة أصيب بها، في فيلم وثائقي يطلق عليه عنوان "شهيد الكلمة" يرصد حياته كيف كانت، وذلك بالاستعانة بأهله وأصدقائه وكل من عملوا معه وخطيبته، فكل هؤلاء لا يزالون يتذوقون مرارة فراقه.

"العربية.نت" التقت هاني سامي لمعرفه تفاصيل فيلمه الوثائقي الذي يتم الإعداد له حالياً، وقال إن مدة الفيلم ستكون 45 دقيقة، وسيتم خلاله الاستعانة ببعض التصريحات من أهله والمقربين له، بالإضافة إلى أصدقائه في صحفية "الفجر"، حيث يرصد الفيلم كيف كان الحسيني مناضلاً حتى وهو لا يزال طالباً في الجامعة، حيث ثار ضد زيادة المصروفات الدراسية، وشاركه الكثيرون في ثورته وبالفعل حصل على حكم قضائي بعدم زيادة المصروفات.

هذا.. ويوثق الفيلم كذلك اللحظات الأخيرة في حياته، وهو واقف بجوار الفنان التشكيلي محمود عبدالقادر ليريه ما قام بتصويره أمام قصر الاتحادية، ليشاهد عبدالقادر - وهو صديقه المقرب - لحظات موت أقرب الناس إليه، فحمله دون أن يعلم من أين جاءت إلى صديقه تلك الرصاصة الغادرة.

التكلفة 30 ألف جنيه

وأوضح هاني أن هذا الفيلم هو أقل شيء يمكن أن يتم تقديمه لهذا الصحافي بعد مماته، وأوضح أنه اتفق مع المخرج رمضان صلاح أن يتم السفر إلى سوهاج (مسقط رأس الحسيني)، ليتم تصوير غرفته وتسليط الضوء على حياته الأسرية بشكل كبير.

وأضاف هاني أن الأستاذ مصطفى عمار، مدير تحرير جريدة الفجر، هو من سيتولى كتابة السيناريو والحوار، لأنه شخص صادق مع نفسه وكلماته تصل إلى القارئ بشكل سريع.

هذا وسيكون تمويل الفيلم من قبل جريدة الفجر بالتعاون مع نقابة السينمائيين واتحاد المنتجين العرب، والتكلفة الإنتاجية لن تزيد عن 30 ألف جنيه.

وأشار هاني إلى أن الفيلم كان من المزمع أن يعرض مع الذكرى الثالثة لثورة يناير، لكن لن يتم اللحاق بها الموعد، لذا تم تأجيله ليعرض في الذكرى الأولى لوفاة الحسيني أبوضيف.

العربية نت في

22/12/2012

 

1000 مبروك..

اليوم.. تكريم حسن يوسف وسعيد مرزوق وصلاح مرعى بـ"كام الدولى"

كتبت - هنا موسى 

يتم اليوم تكريم الفنان حسن يوسف، والمخرج سعيد مرزوق، ومدير التصوير سعيد الشيمى، واسم مهندس الديكور الراحل صلاح مرعى، والفنان طارق التلمسانى، فى حفل افتتاح الدورة الثانية من مهرجان كام السينمائى الدولى للأفلام الروائية والتسجيلية القصيرة.

ويمنح المهرجان جوائز ذهبية وفضية وبرونزية، إضافة لشهادات التقدير للفائزين بالمسابقة، فيحصل المركز الأول كأفضل فيلم فى المجالات الثلاثة «الروائى القصير والتسجيلى والتحريك» على أوسكار المهرجان الذهبى، إضافة لشهادة تقدير، أما المركز الثانى فيحصل على أوسكار المهرجان الفضى إضافة لشهادة تقدير، المركز الثالث يحصل على أوسكار المهرجان البرونزى إضافة لشهادة تقدير.

ومن المقرر أن يخرج محمد العدل حفل افتتاح الدورة الثانية للمهرجان بمركز الإبداع الفنى والذى تنظمه «الجمعية المصرية العربية للثقافة والإعلام والفنون» بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية، ويستمر من اليوم وحتى الخميس المقبل، وسيفتتح الحفل دكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة، ودكتور أسامة كمال محافظ القاهرة، ورئيس المهرجان المخرج محمد عبدالعزيز.

كما يحضر الحفل السفير الدكتور بركات الفرا، سفير فلسطين بالقاهرة، والمهداة لها الدورة، والسفير الدكتور رشيد الحمد، سفير دولة الكويت بالقاهرة، لاختيار دولته ضيف شرف بالمهرجان، ويبدأ حفل الافتتاح فى الساعة السابعة مساء بحضور المخرج علاء نصر، مدير المهرجان، وتقدمه الإعلامية هند القاضى، ثم يعرض الفيلم الفلسطينى «غزاوى» إخراج سميح النادى كما يتم تكريم أيضا السفيرين الفلسطينى والكويتى.

ويشارك بالمهرجان 44 فيلما قصيرا من مصر، العراق، الكويت، سوريا، المغرب، لبنان، اليمن، الأرجنتين، الهند، السويد وتضم أفلام بانوراما المهرجان 110 أفلام ومن دول مصر، الكويت، فلسطين، السودان، العراق، السعودية، المغرب، الأرجنتين، إسبانيا، الهند، الدنمارك.

ويعقد على هامش العروض ندوتان بقاعة المجلس الأعلى للثقافة، الأولى بعنوان «مستقبل السينما العربية بعد الربيع العربى» فى الثانية عشرة ظهر غد الأحد، يديرها الناقد السينمائى محمد عبدالفتاح ويشارك بها الناقد السينمائى محمد صلاح الدين، الفنان هادى الجيار والفنان العراقى حاتم عودة، متحدثاً عن السينما العراقية بعد 2003.

كما تعقد الندوة الثانية بعنوان «دور القنوات الفضائية العربية نحو إنتاج ونشر الأفلام القصيرة» فى الثانية عشرة ظهر الاثنين المقبل ويديرها الإعلامى إمام عمر، ويشارك بالندوة الإعلامى أشرف الغزالى رئيس قناة النيل الثقافية، والإعلامى محمد خضر مدير قنوات دريم والناقدة السينمائية ماجدة موريس.

وتبدأ عروض أفلام مسابقة المهرجان بدءا من غد الأحد، وتستمر أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء المقبلين فى الثانية عشرة ظهراً يومياً حتى الرابعة مساء بمركز الإبداع الفنى، كما تبدأ عروض بانوراما المهرجان من الخامسة مساء إلى التاسعة مساء، وتعاد العروض بقصر السينما «جاردن سيتى» من الساعة الرابعة حتى التاسعة مساءً، ويختتم المهرجان فعالياته مساء الخميس بعرض الفيلم المصرى «إلا رسول الله» للمخرج حسن صباح.

اليوم السابع المصرية في

22/12/2012

 

19 عامًا على رحيل صلاح ذو الفقار

كتب- أمجد مصباح

يمر اليوم 19 عامًا على رحيل فنان قدير بمعنى الكلمة. صلاح ذو الفقار الذي أعطى الكثير للسينما على مدى ما يقرب من 40 عامًا. وتنوعت أدواره بين الرومانسية والكوميديا والاجتماعية حتى الأدوار التاريخية. والدراما الاجتماعية.

بدأ مشواره السينمائى في منتصف الخمسينيات بعد استقالته من العمل في البوليس.

وكان أول أفلامه «عيون سهرانة» مع شادية رفيقة عمره. وحقق نجاحًا.

ثم تألق في فيلم «رد قلبي» في دور حسين ضابط الشرطة. وتألق أيضا في فيلم «الرجل الثاني» 1959. و«الحب كده» مع صباح.

وفي حقبة الستينيات قدم مجموعة كبيرة من الأفلام الرائعة، نذكر منها: الفيلم الرومانسى «أغلى من حياتي». ودور عيسى الغواص في فيلم «الناصر صلاح الدين». ثم قدم مجموعة من أدوار الكوميديا الراقية في أفلام «عفريت مراتي» و«مراتي مدير عام». و«صباح الخير يا زوجتي العزيزة» و«كرامة زوجتي» ولا ننسى فيلم «موعدفى البرج» مع سعاد حسنى «وزوج في إجازة» مع ليلى طاهر.

وفي عام 1970 شارك في بطولة فيلم «غروب وشروق» وفي نفس العام قام ببطولة فيلم «لمسة حنان» مع شادية.

وفي حقبة السبعينيات احتلفت أدواره ومن أبرز أفلامه في تلك الحقبة: «الكل يحب، المذنبون، الكرنك». ومسلسل مع ماجدة، و«الطاووس» مع نور الشريف وليلى طاهر.

وفي الثمانينيات قام ببطولة مجموعة من المسلسلات التليفزيونية أشهرها «عائلة شلش».

استمرت رحلة عطاء صلاح ذو الفقار رغم محنة المرض في السنوات الأخيرة، وآخر أفلامه كان فيلم «الإرهابي» مع عادل إمام، ورحل أثناء تصوير الفيلم يوم 22 ديسمبر 1993.

الوفد المصرية في

22/12/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)