حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

فريد الأطرش فى مارسيليا

محمد خان

25/12/2012 10:34 م

 

الحى القديم فى مدينة مارسيليا (توأم الإسكندرية بالنسبة لى) على الساحل الفرنسى يسمى بـ«بانييه» ويسكنه مجموعة مختلطة من الجنسيات.. فرنسيون طبعا وجزائريون وتوانسة ومغاربة وسنغاليون وقلة من المصريين. الحقيقة فى أول زيارة لى لمارسيليا كانت فى ٢٠٠٢ وتعرفت حينذاك على المصرى الوحيد الذى كان يقطن فى هذا الحى، وأصبحنا أصدقاء منذ ذلك الحين.

فى أحد ميادين هذا الحى الصغير والطريف الذى يحمل اسم «ميدان الوافدين» تقوم البلدية فى ليالى الصيف بإقامة عروض سينمائية فى الهواء الطلق وبالمجان، منها أفلام من غانا وجنوب إفريقيا إلى جانب الأمريكية والفرنسية طبعا إضافة أحيانا إلى أفلام مصرية قديمة وبالذات أفلام المطرب فريد الأطرش الذى اكتشفت لها وله جمهورًا كبيرًا. ويا لها من متعة ونشوة أن أسمع صوته وأراه يغنى ويدوى وسط الميدان، بينما ينصت إليه وباستمتاع ملحوظ تلك النخبة المتنوعة من البشر.

حينما أخبرنى صديقى المصرى بأنه سيعرض فيلم يوسف شاهين «أنت حبيبى» (إنتاج ١٩٥٧ وبطولة فريد الأطرش)، كنت من الأوائل فى ميدان الوافدين بعد الغروب أتابع وصول سيارة النقل التى تحمل آلة العرض على ظهرها وأراقب نصب الشاشة الضخمة وسط الميدان بينما بعض الشباب كان يرقص على موسيقى الراب، وحين تساءلت عن متى سيبدأ العرض، جاءنى رد هادئ بدا منطقيا وعاكسا روح عطلة الصيف، وهو «حين يكتفى الشباب من الرقص».

بدأ الميدان يمتلئ تدريجيا، هناك من يبحث عن مكان على الأرض أو من أحضر معه كرسيا صغيرا أو شلتة وبدأ يطل سكان الميدان من الشبابيك والبلكونات ليرحب الجميع لحظة ظهور فريد الأطرش على الشاشة إما بالتهليل أو التصفير أو حتى التصفيق، فهى مظاهرة حب تلقائية وحقيقية. ثم ساد الصمت والانتباه ليتابع الجميع حدوتة شادية العروس الرافضة الزواج من فريد العريس الرافض هو كذلك الزواج إلى أن تذوب القلوب على الرغم من محاولات هند رستم بإيحاءاتها كمارلين مونرو الشرق أو انفجارات بنت البلد الغيورة التفرقة بينهما. مع كل أغنية فى الفيلم يرافقها بعض الحاضرين الذى يعرفها من قبل وبحماس شديد ويتراقص معها الآخرون منتشين باللحن الشرقى الجميل. المؤكد أن الكل سواء يفهم العربية أو يعتمد على الترجمة الفرنسية أو مجرد متابع لما يدور على الشاشة، فالمتعة كانت تشع على وجوههم مثل القمر الكامل الذى حلق فوقهم تلك الليلة. 

وراء إنتاج فتاة المصنع

محمد خان

23/12/2012 10:06 ص

«فتاة المصنع» زُرعت بذوره منذ ثلاث سنوات ليتطور من مجرد فكرة مطروحة إلى قصة وسيناريو وحوار بقلم وسام سليمان، التى أخذت على عاتقها خوض التجربة فكريا وجسديا بالتحاقها أولا بأحد مصانع الملابس الجاهزة كعاملة مصنع لمدة قصيرة ومحدودة، وبالاتفاق مع صاحب المصنع تم إخفاء حقيقة وسام عن بقية العاملات. الغرض وراء هذا القناع لم يكن بأى حال من الأحوال للتجسس على حياة العاملات بل معايشة واقعهم داخل المصنع، وأصبح لا مفر من أن تصبح العاملات مصدر إلهام لخلق عمل فنى ذى مصداقية. دورى كمخرج مع هذا الورق الكنز أن أحاول خلق واقع منه على الشاشة يحمل رؤية خاصة بعالَم البسطاء الذى طالما أحببته وأحببت مشاركة طموحاته وأحلامه. فلا أنكر أن «فتاة المصنع» بدا لى فى لحظة أنه حلم كاد لا يتحقق فى مناخ سينمائى يرفض نوعيته تماما. الدراما الحقيقية كانت مع بريق حصوله على دعم وزارة الثقافة، حتى إذا كان الدعم وحده لا يكفى لتغطية ميزانية الفيلم. بالتالى أصبحت رحلة البحث عن منتج شريك مُلِحة للغاية. لكن إذا كانت وزارة الثقافة تهدف إلى أن تدعم إنتاجًا سينمائيًا رفيعًا فهذا بعيد كل البعد عن أهداف شركات الإنتاج المحلية اليوم، وهى تكاد تُعد على أصابع اليد وتكتفى بتمويل سينما سائدة تعتمد كلية على نجوم الشباك، وتهرب صراحة من أى طموحات فنية، هذا إلى جانب سيطرتها على منافذ التوزيع لامتلاكها معظم دور العرض مما يُعد تعديًا صارخًا على قانون الاحتكار. ربما فأل الخير الحقيقى كان تزامن تحقيق حلم «فتاة المصنع» مع قيام ثورة تدعو إلى الحرية والعدالة الاجتماعية. هذا لا يعنى بالضرورة أن الفيلم سوف ينتهز ويستغل الثورة بأى شكل إضافى سوى أن أحداث الفيلم يتزامن حدوثها من بعيد، إخلاصا مع واقع نعيشه وبالتالى تعيشه فتاة المصنع دون ادعاء أى نضال ثورجى اجتماعى خصوصا أننى طالما تجنبت المواعظ والخطابة فى أعمالى وعدم المباشرة سمة حرصت الحفاظ عليها دائما.

أصبح الحل يقع فى اللجوء إلى سُبل دعم أخرى وعديدة للفيلم من الخارج، سواء من الإمارات عبر المهرجانات السينمائية أو التسويق للحصول على منحة من بلد أوروبى تشجع السينما فى أى مكان بالعالم. إذا دققت اليوم فى عناوين أى فيلم أوروبى أو مستقل ستكتشف قائمة طويلة لأسماء شركات أسهمت أو اشتركت فى إنتاج الفيلم. 

عم رمضان

محمد خان

11/12/2012 10:21 م

كنت أول تلميذ يعدى عليه أوتوبيس المدرسة فى الصباح وآخر واحد يرجعه آخر النهار، ده أيام لما سكنا فى أرض شريف (لغاية دلوقتى مش عارف مين هوّه شريف اللى سمو الأرض على اسمه) المحاط جغرافيا بميادين العتبة وباب الخلق وعابدين. كنا من أوائل سكان الحى، عمارة رقم «١٠»، فى ظهرها يقع حى درب المهابيل، ويمينها يؤدى إلى شارع محمد على، ويسارها مؤدى إلى شارع عبد العزيز، وفى المواجهة شارع مؤدى إلى قصر عابدين، ده غير السينماتين الصيفى «كرنك» و«بارادى»، والعمارة المجاورة كان يسكنها الخواجة آرتين وبناته فيروز وميرفت ونيللى. طبعا فيروز عرفناها من أنور وجدى فى فيلم «دهب» وأفلام أخرى، وميرفت شاركت إخواتها فى فيلم واحد «عصافير الجنة»، أما نيللى فلمعت بفوازير رمضان غير بطولاتها السينمائية. خط الذهاب إلى مدرستى النقراشى بحدائق القبة كان عن طريق شارع الجيش والعباسية وسائق الأوتوبيس عم رمضان كرارة كان قلبه طيبا يسمح لى عند المرور بسكن الأخوة محمد وعمر باجنيد بالعباسية أن يتركنا نلعب كرة فى حوش المبنى ليعود إلينا بعد أن يلتقط تلاميذ آخرين بالمنطقة. لكن عم رمضان كان عنده حساسية مفرطة ضد الضوضاء التى يصدرها ركابه الصغار، خصوصا بعد يوم دراسى طويل، كان يفرمل الأوتوبيس فجأة وينزل منه ليقف على الرصيف مشترطًا صمتنا جميعا قبل أن يواصل توصيلنا إلى منازلنا. إلا أن شياطين الأوتوبيس، وكنت من ضمنهم وجدنا فى الحصالة، وهى السلمتين عند الباب المغلق وسط الأوتوبيس مأوى خفى نواصل فيه ضوضاءنا. فى إحدى المرات انفجر عم رمضان غضبا، وقرر أن يحرمنا من هذا المخبأ فتجرأت بأن أناوله شلوتا (ركلة فى المؤخرة) فور أن استدار بظهره لنا. فاجأنى رد فعله الهادئ مكتفيا بمجرد نظرة عتاب، هذا إلى أن وصلنا إلى منزلى، وأصر أن يصعد معى إلى الدور السابع ويطلب مقابلة والدى الذى حين علم بفعلتى المشينة صفعنى صفعة قوية أمام عم رمضان لم أنسها حتى اليوم بل شكرته فى ما بعد بينى وبين نفسى، لأنه زرع فى احترام الغير أيا كانت الفروق الاجتماعية.بالمناسبة عم رمضان فى ما بعد عين من ضمن

سائقى رئاسة الجمهورية، وأشيع فى كواليس زملائى النقراشية أنه أصبح السائق المفضل للزعيم جمال عبد الناصر.

التحرير المصرية في

11/12/2012

 

 

الكريســـماس في الطريق إليك 

كتبت:أميرة أنور عبد ربه 

انتهي المخرج محمد حمدي من تصوير ومونتاج ومكساج فيلمه الجديد الكريسماس ويقوم حاليا بعمل الافيش الخاص للفيلم ومن المقرر عرضه الشهر المقبل.

بعد ان كان مقررا عرضه هذا الشهر ولكن نظرا للظروف التي تمر بها البلاد تم تأجيله.

الفيلم بطولة علا غانم وادوارد وسامي العدل ومروة عبدالمنعم ومن تأليف سامح أبوالغار ومصطفي التريكي, وتدور الأحداث في إطار من الإثارة والتشويق حول مقتل سيدة اعمال تجسد دورها علا غانم بطلة العمل وتبدأ رحلة البحث عن الجاني والشك في عدد من الشخصيات القريبة منها.

ويقول مخرج الفيلم: ليلة الكريسماس عمل مختلف وهو من افلام التشويق, ولقد صورنا معظم احداثه خارج القاهرة في منطقة مرسي علم والسويس.

وحول ما تردد عن عرضه خلال هذا الشهر, نفي ذلك وأكد انه تلقي من الشركة المنتجة موعدا للعرض خلال الشهر المقبل, وهو سعيد بهذا التوقيت لاقتصار افلام العيد علي الكوميديا التافهة. وحول شخصيات الفيلم يقول المخرج تلعب علا غانم دور نورا سيدة اعمال تتعدد الزيجات في حياتها.

اما ادوارد فيجسد دور رستم ضابط الشرطة الذي يبحث عن القاتل, ولاول مرة سيراه الجمهور في شكل مختلف عن ادواره السابقة, حيث يقدم دور الضابط الجاد في عمله ويتمتع بالذكاء والدقة في العمل.

ويلعب سامي العدل دور رجل أعمال يمتلك احدي الشركات الكبري وتربطه علاقة عمل بالمجني عليها وتجسد الفنانة مروة عبدالمنعم دور صديقة البطلة منذ ايام الجامعة وتجعلها الذراع اليمني لها في الشركة الخاصة بها.

الأهرام اليومي في

12/12/2012

 

عودة الإثارة والرومانســية‏..‏ في الفجر المشرق 

كتبت:هناء نجيب 

الجزء الثاني من فيلم الفجر المشرق‏,‏ هو الأخير من سلسلة أفلام الجميلة ومصاصي الدماء‏,‏ التي حققت نجاحات هائلة وإيرادات مرتفعة في مختلف بلاد العالم‏,‏ لما تتضمنه من إثارة وتشويق بالإضافة إلي الرومانسية‏..‏

تدور الأحداث دائما بين عائلتين من مصاصي الدماء وهما عائلة( كولينز) و( الفولتوري) ينشب بينهما الصراع والمواجهات.. الفيلم من إخراج بيل كوندون وسيناريو ميلسيا وزينزج وبطولة كريستين ستيوارت( بيلا) روبرت باتينسون( إدوارد) وتايلور لوتنير( جاكوب) وماكينزي فوي( رينسمي).

تبدأ الأحداث حيث انتهي الجزء السابق بتحول( بيلا) إلي مصاصة دماء بينما يحاول زوجها وحبيبها( إدوارد) أن يهديء من سرعتها وقوتها التي استطاعت بجدارة أن تسيطر علي نفسها لتكون مصاصة دماء ولكنها نباتية مثل عائلة زوجها.. بينما لايزال( جاكوب) صديقهما مرتبطا بهما بعد أن صار واقعا في حب طفلتهما( رينسمي), هذا المخلوق الغريب الذي يجمع بين صفات البشر وصفات مصاصي الدماء, ولكنها تبدو غريبة في حجمها سريعة النمو, ولكن العائلة كلها تلتف حولها بحنان, الخطر يأتي عندما تقوم إحدي صديقات العائلة بنقل معلومة خاطئة إلي( الفولتوري) بأن الطفلة هي طفلة خالدة وهذا يعني لدي مصاصي الدماء أنها تحولت عن عمد إلي مصاصة دماء وهو أمر غير مسموح به في عالمهم, لذا قد حكموا علي عائلة( كولينز) بالإعدام. وتعمل الأخيرة بمحاولة إثبات عكس ذلك ومن هنا يبدأ الصراع..

لقد أبدع بيل كوندون مخرج الجزءين من فجر مشرق, فهو مخرج متمكن حاصل علي جائزة أوسكار, فكان له نهج مختلف عن باقي مخرجي السلسلة, فرغم أنه مخرج الجزء الأول فإن الجزء الأخير جاء مختلفا تماما عن السابق لأن تحويل( بيلا) من فتاة هادئة رقيقة لتكون مصاصة دماء لديها قدرات خارقة لم يكن سهلا, كما أن الممثلة( كريستين) قد أثبتت جدارتها في هذا الدور وأقنعت المتفرج تماما بتحويل الشخصية دون مبالغة, وكانت( بيلا) في هذا الجزء الشخصية المحورية التي تدور حولها الأحداث عكس الأفلام الأربعة السابقة, حيث كان الأبطال جميعا يتقاسمون الأدوار.. كما جاء التحدي الأكبر وهو اختيار وتدريب الممثلة الطفلة علي أداء دورها حيث انه يحتاج متطلبات خاصة لسرعة نموها تجعل من الصعب الاعتماد علي ممثلة واحدة ولكن الطفلة نجحت تماما في اجتياز هذا الاختبار الصعب من الدراما الثقيلة حيث إنها كانت سبب المشكلة والصراع بين العائلتين لقد دارت معارك كثيرة في الأجزاء السابقة, ولكنها لم تكن ضخمة مثل المعركة الهائلة الحاشدة بين العائلتين.. جاء التصوير والمؤثرات البصرية مؤثرا في سباق الأحداث بفضل( جون برونو) و(تيري وينسيل) حيث كانت المشاهد سريعة ومتلاحقة خاصة في مشاهد المعركة ورحلة الصيد..

بالإضافة إلي المؤثرات الصوتية وتحديدا في المعركة التي أعطت شحنا هائلا نظرا لقوتها.. لانستطيع أن نقلل من أهمية مصمم الأزياء( مايكل ويلكنيسون) الذي جسد الشخصيات المتحولة لمصاصي دماء بنجاح من حيث الماكياج أو الأزياء.. أما الكاتب( ماير) فأتقن كتابة الشخصيات وخاصة الشخصية الرئيسية( بيلا). كما خففت الرومانسية التي أضيفت في هذا الجزء بالذات من حدة الصراعات الدموية ومشاهد العنف بالفيلم.

تركت هذه السلسلة بالتأكيد من نوعية الأفلام لمصاصي الدماء أثرا طيبا لدي المتفرج في العالم كله وهو العاشق لهذه النوعية والتي لايستطيع أحد أن يقدمها سوي السينما الأمريكية.

الأهرام اليومي في

12/12/2012

 

المخرج فاروق القيسي.. اغتيال مع وقف التنفيذ

قحطان جاسم جواد  

بعد غياب عن السينما لفترة طويلة يعود المخرج المبدع فاروق القيسي إليها بعد أن اسند إليه مهمة إخراج فيلم جديد بعنوان (اغتيال مع وقف التنفيذ) ضمن مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية عام 2013.

الفيلم روائي سينمائي قصير يقدم رسالة لجميع العراقيين وبكل طوائفهم بأن يتوحدوا ويعملوا من اجل وطنهم العراق، ونبذ التفرقة الطائفية والعنصرية والوقوف بحزم تجاه الإرهاب الذي لا يميز بين الجميع.

في لقاء مع المخرج فاروق القيسي قلت له:ـ

·        حدثنا عن الفيلم؟

- فيلمنا من إنتاج دائرة السينما والمسرح وبتمويل من وزارة الثقافة ضمن مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية عام 2013. وهو فيلم روائي سينمائي قصير بعنوان(اغتيال مع وقف التنفيذ) وطوله نصف ساعة كتبه مدير السينما قاسم محمد سلمان وسيناريو سمير النجم وإخراجي.

·        من يجسد أدواره؟

- هناك مجموعة من الفنانين منهم طه علوان وطه المشهداني وزهرة الربيعي وهناء محمد وفلاح إبراهيم وفلاح هاشم.

·        ماذا يتناول؟

- يتناول قضية شاب مسيحي يستهدف من قوى تعبث بالأمن في البلاد. يمثله الشرير الفنان فلاح إبراهيم. لكن شابة من عائلة مسلمة تحتضن الشاب المسيحي (طه المشهداني) وتساعده في تخطي ما يضمره له الأشرار.

·        ما الغاية من العمل؟

- أردنا أن نقول للناس إن العراقيين ما زالوا متآلفين ومتحابين في جميع الطوائف. ولا فارق بينهم لذلك يسعى المسلم لمساعدة المسيحي والكردي يحتضن المسلم العربي وهكذا أنها دعوة للوحدة الوطنية.

·        أسلوب الإخراج؟

- لأني مخرج سينمائي فأتبع نفس الأسلوب في هذا الفيلم والتصوير بكاميرا واحدة والاعتناء بالمشهد وإعطاء الممثل الحرية في الأداء والتعبير، وتقطيع الحركة والمشهد.

·        لماذا لا تستخدم أكثر من كاميرا؟

- أسلوب السينما يكون بكاميرا أفضل أما أكثر من كاميرا فهو يقيد حركة المخرج ويؤثر في المشهد ويقلص الحركة فيه كما يؤثر في الإضاءة أيضا.

·        أين ومتى يعرض الفيلم؟

- ليس مهمتي أن اعرف متى وأين يعرض الفيلم لأنها مسؤولية دائرة السينما والمسرح. وربما يعرض أثناء احتفالات بغداد بمشروع اختيارها عاصمة الثقافة العربية في العام المقبل. وربما يعرض هو وأفلام أخرى في المسرح الوطني لتوفر شروط العرض السينمائي في المسرح.

·        كم ممثلاً في الفيلم؟

- هناك عشرة ممثلين في الفيلم.

المدى العراقية في

12/12/2012

 

"آنا كارنينا" لجو رايت ...

مسرح وموسيقى وأدب وتمثيل بارع

عمّان/علي عبد الامير عجام  

ما الذي يعنيه ان تقدم عملا سينمائيا مقتبسا عن رواية سبق أن قدمت أكثر من عشر مرات؟ هذا هو السؤال الجوهري الذي عاينه المخرج البريطاني جو رايت وهو يتصدى لإخراج رائعة الروائي الروسي الشهير ليو تولستوي "آنا كارنينا" في فيلم بدأت عروضه على الشاشة الكبيرة في صالات مدن أوروبا وأميركا والشرق الأوسط ومنها العاصمة الأردنية عمّان.

ومن هذا السؤال انطلق صاحب الإخراج اللافت لرواية "فخر وكبرياء"، ليجد من النص السينمائي الذي وضعه توم ستوبارد، صاحب السيناريو المدهش لفيلم "شكسبير العاشق" وبه نال عنه جائزة الأوسكار، ما يوفر له قراءة معاصرة ومختلفة للنص الكلاسيكي الذي يحتفي بمصير امرأة تذهب مع عاطفتها إلى آخر الشوط حتى وان يبدو "آثما" بل اقرب إلى الفضيحة، لاسيما ان علاقتها العاطفية مع فارس وضابط شاب رغم انها متزوجة من ضابط وسياسي كان ينتظره مستقبل ما في الإمبراطورية الروسية القيصرية، لتجد نفسها لاحقا بلا زوجها الذي يغفر أكثر من مرة لها حماقاتها وخيانتها، وبلا عشيقها الذي يهجرها إلى غيرها، فتصبح عجلات القطار وهي تسحق جسدها انتحارا، نتيجة طبيعية لذلك السلوك الآثم.

القراءة المعاصرة والمختلفة للمخرج رايت، تأتي من استخدام تقنيات المسرح القديم لتكون الشكل المناسب لا لسرد الحكاية وإنما للانتقال بالمشاهد، حد أن ذلك الاستخدام يكون قد حقق انسجاما بين النسيج الاجتماعي للرواية وبين المشاهدين للفيلم، فيصبح الجميع شهودا ومشاركين في الأحداث ومعطياتها الجمالية والأخلاقية، مثلما وفرت تلك التقنية انتقالا سلسلا من مشهد حكائي إلى آخر.

وغالبا ما كان الانتقال إلى خارج المسرح، تعميقا للصورة وجمالياتها، خذ مشهد العاشق الخائب وريث الإقطاعيات الضخمة "ليفين"، وهو يخرج من عمق المسرح ليدفع ببابه الخلفي خروجا الى حقل ثلجي، ليصبح الانتقال من مدار خيبته العاطفية في عمق المسرح الداكن الى حقل الثلج بلونه الواحد والعاصف، تأكيدا لطريق عليه ان يعود من خلاله الى حياته الثقيلة الرتيبة.

ومثل هذا الانتقال بين حدود المكان "المسرحي" والعالم الخارجي يتكرر اكثر من مرة، بل إن الفيلم ينتهي بمثله ولكن هذه المرة بالعكس، اي من الخارج الطبيعي الفسيح الى حدود المسرح العتيق، فمشهد الزوج المتسامح "كارنين" (لعب دوره باتقان بارع الممثل جود لو) الذي يحيط بابنه من "انا كارنينا" ( الممثلة كيرا نايتلي) وابنتها من عشيقها فرونسكي ( الممثل الشاب آرون تايلور جونسون ) وهم وسط مرج من نبات اخضر فسيح، يتحول من الخارج الطبيعي الى داخل خشبة المسرح، ثم يمتد نزولا ليتحول الحقل الى فضاء يمتد ملغيا الابطال جميعا ليصل الى مشاهدي الفيلم في قراءة تنتصر لقيم المستقبل العابر في نموه للضغائن والخيانات والموت (الانتحار).

وفي حين اشرنا في أول هذا العرض النقدي الى استخدام المسرح في صنع هذه القراءة السينمائية، فإننا اشرنا أيضا الى الموسيقى، فالفيلم بدا في أحيان عدة وكأنه عرض مسرحي – غنائي، تلعب فيه الموسيقى دورا بارزا، وهو كذلك فعلا، فموسيقى المؤلف الايطالي داريو مارينيللي، حلقت بالمشاعر حين امتدت من أقصى الإثارة الحسية الى أقصى الانكسار النفسي في مشهد واحد، هو مشهد الرقص في حفلة فخمة شهدت محاولة إغواء بين "آنا كارنينا" والكونت الشاب "فرونسكي".

وفي الأداء، كان المخرج رايت، تابع إسناد بطولة أفلامه نسائيا النجمة كيرا نايتلي، وهي وان بدت جميلة وأنيقة، غير أنها لم تكن على المستوى المتعدد شعوريا عند "آنا كارنينا"، لا سيما مستوى الانكسار النفسي والخيبة الذي قادها أخيرا الى الانتحار. على العكس من هذا جاء أداء الممثل جود لو، لشخصية الزوج "كارنين"، وكأنه الشخصية الحقيقية في خيبتها من مشاعر الخيانة تارة، وانشغالها عن مشاعر الزوجة المتمردة لضمان السلوك الرسمي الوظيفي، تارة أخرى.

وفي حين بدت النجمة نايتلي وهي اقل من الوصول إلى المستويات الشعورية المعقدة لشخصية "آنا كارنينا"، كان النجم الشاب آرون تايلور جونسون في أدائه لشخصية الضابط الفارس وعشيقها "فرونسكي" في المستوى الخارجي ذاته للأداء: أي المظهر الفاتن الغاوي لشاب جميل من أصول ارستقراطية.

القيمة الأدبية الرفيعة التي جسدها تولستوي في رائعته، صاغها ببراعة في سيناريو لا يقل عمقا في التحليل الاجتماع لروسيا أواخر القرن التاسع عشر، والصخب في المشاعر والرغبات الصاخبة، الكاتب ستوبارد، كأنه يقول: من قدم نصا سينمائيا بمستوى "شكسبير العاشق" لهو قادر على أن يقدم "آنا كارنينا" عبر عمل جديد لكنه يظل مخلصا لأعمق ما في النص الروائي الأصلي، وهو ما كان فعلا، ووجد فيه المخرج البريطاني الشاب رايت (تولد العام 1972) خير عون على تقديم تحفته الفنية الجديدة التي ستدفع باسمه مرة اخرى نحو التنافس على جوائز قيمة، إذ كان قد نال جائزة .

المدى العراقية في

12/12/2012

 

فيلم "الأستاذ" لبول توماس أندرسون..

عن اصول الحداثة الاميركية

ترجمة: عباس المفرجي  

·     مرة أخرى، يثبت بول توماس أندرسون تميّزه، إذ يربط بين طوّاف جواكين فينيكس وزعيم ديانة.

·        فيليب سيمور هوفمان في تحليل رائع، حزين عن أمريكا ما بعد الحرب

فيلم يول توماس أندرسون الجديد، "الأستاذ"، رائع، غامض وحزين على نحو لا يُحتمَل، في الشكل التقريبي للترتيب في السرد. إنها فقط تلك الروعة والتميّز الشكلي، سوية مع لمسة من زهو مفرط في العنوان، هما اللذان يمكن أن ينقسم حولهما المعلقون. فاجأنا أندرسون، فيما يُذكر، بأكبر عقدة مع فيلمه "سيكون هناك دم" في 2007، وما من مخرج جعل النقاد عصبيين أكثر من المخرج الذي صنع فيلمين استثنائيين على التوالي. وثانية أحسّ النقاد ببعض التردد بمنح الجائزة الكبرى، خائفين أن يبدوا متحمسين أو خصوما يسهل التغلب عليهم. شعروا بالحاجة الى تغيير المزاج، كي يعلنوا شرعية أصالة تقريظهم السابق. وأنا أعترف بأني بعد مشاهدة "الأستاذ" أول مرة في مهرجان فينيسيا السينمائي (المرة الثانية كانت في لندن قبل أسبوع)، واجهت لحظات مظلمة وجبانة من الضمير في هذا الموضوع، قبل أن ابلع كبريائي وأستجيب فقط لما كان أمامي: فيلم فائق الجودة.

مثل الكثير من أعمال أندرسون، هذا الفيلم حول روّاد، زعماء، وعائلات مختلة، ومثل "سيكون هناك دم" يدور حول أصول الحداثة الأمريكية، وحول نوع معين من التعويل على النفس والإيمان بها ما قبل تاريخي، مشاريعيا وانجيليا. في هذه الحالة، إنها السنة صفر لنظام عقيدة لم يبلغ حد العمر الذي يضع فيه لا عقلانيته فوق اللوم. فيلم "الأستاذ" هو عن الروحانية بيتية الصنع والفلسفة التافهة، عن بائع متجول متدين يبيع علاجا يشفي من كل الأمراض يقدم تطبيبا ذاتيا للعقل والجسد، يجذب إلى ديانته الجديدة الناس الوحيدين والضعفاء على نحو ميئوس منه. كل هذا يحدث في أمريكا ما بعد الحرب، مثل شيء خارج من صفحات شتاينبك أو دليللو، لكن مع مقاطع غريبة وغرابة قائمة خارج الأرض. تساهم في ذلك موسيقى جوني غرينوود المثيرة مساهمة قوية.

يقدم جواكين فينيكس أداءً قويا معذبا في دور فريدي كويل، الجندي المعوق الخارج من البحرية الأمريكية في 1945، مع انهيار عصبي، يتفاقم بإدمانه على خمرة المونشاين التي يصنعها بنفسه. وجهه محزز وهزيل يشبه وجه قديس من القرون الوسطى، يسير مغمغما ومقهقها على نحو غبي تقريبا، طائفا هنا وهناك وقبضتيه أسفل ظهره، ومرفقيه على خاصرته، مثل شخص في نقاهة من جرح رهيب – والذي هو بالطبع كذلك فعلا. (بالنسبة لي، كويل فينيكس يبدو بعض الشيء أشبه بنيل كاسيدي، الذي يؤدي دور دين موريارتي في فيلم كيرواك " على الطريق ". ) وهو الذي يحيا حياة قاسية، لائذا بالفرار، يجد نفسه مستخفيا على متن زورق بخاري كبير، غريب ومناف للعقل إلى حد ما.

المسؤول عن المركب هو شخص كاريزماتي يدعى لانكستر دود، يؤدي دوره فيليب سيمور هوفمان، خطيب مفوّه بوجه أحمر يلقب نفسه بـ ’’ الأستاذ ‘‘، بحركات مسرحية ومظهر ارستقراطي وطبع فولاذي. دور هو مزيج من أل رون هابارد، آين راند وديل كارنيجي. يؤمن في شفاء الأمراض الجسدية والنفسية من خلال اقتلاع الذوات السابقة والمتطفلين بين الكواكب من ملايين السنين، بواسطة استجوابات ومداواة مواجهية شبيهة بالتنويم المغناطيسي أو استعادة الذاكرة أو حتى العلاج بالصدمة الكهربائية التشنجية. يتسلى هذا الأستاذ بكويل، ويغدو من متذوقي خمرته، فيقرر أن يجعل منه حالة خاصة لعلاجه. فريدي هو فول [مهرج] لملكه لير، أو بطرس (أو ر بما يهوذا) ليسوعه. يعتزم الأستاذ أن يحطم فريدي ويعيد بناءه من جديد، وتمسي فوضى كويل وشعوذة دود حبيستان داخل رقصة موت – ايروتيكية وايروتيكية مثلية.

حين شاهدت "الأستاذ" أول مرة، شاهدته كدراما فصيحة من أفكار، كرواية فوكوية [نسبة الى فوكو] عن الجنون، تدور كلها حول رؤى عالمية مجنونة وهامشية مستبعدة من التواريخ السائدة للتنوير الغربي. في مشاهد ثانية، استجبت بإثارة أكبر للقصة الشخصية لكويل ودود، وقصة حبهما السخيفة، الشريرة والمدانة على نحو مؤثر. موهبة فريدي في تخمير المونشاين من أي شيء يقع في يده (محلول صبغ، سائل تحميض، فواكه، خبز)، وجعل نفسه حياة وروح الحفلة، هي ليست تفصيلا عَرَضيا. عبقريته المُسكِرة هي بالطبع هي النظير لموهبة دود في البلاغة المسكرة وفي الأفكار، اتحدا معا من مؤونة العلم والدين الرسمي. إنهما زوج متسم بالانسجام صُنِع في فردوس معتل اجتماعيا. كلاهما لهما باع طويل في الإدمان على زادهما الخاص، وربما كان كويل ودود سلفي الشووبيزنس؛ كلاهما يفهم كليا أفيون الشعوب، واختبراه على نطاق واسع على نفسيهما. لكن أكثر من هذا، يوحي أندرسون بأن كويل هو في النهاية أكثر حكمة من دود، وفَهِمَ أخيرا أن اجتماعه به كان رد فعل مباشر على حزنه الشخصي، على ضياعه لفرص وعلى ندم حياته. "الأستاذ" عمل واثق من نفسه الى أقصى حد، من صانع أفلام فريد، مختلف تماما عن معايير الإنتاج الهوليوودي: جريء لا يُفوَّت.

عن صحيفة الغارديان

المدى العراقية في

12/12/2012

 

 

ابن الأعيان الذي بدأ رحلته من المسرح العسكري

حسن عابدين . . نجومية ما قبل الرحيل

القاهرة - “الخليج”: 

الفنان حسن عابدين واحد من الفنانين المصريين، الذين إذا سألت الجمهور عن أعمالهم التلفزيونية المميزة، فلن يستطيع حصر العديد منها، ليس فقط بسبب قلّتها، ولكن بسبب دخوله عالم الشهرة في مرحلة عمرية متأخرة، الأمر الذي جعله يضع كل خبراته السابقة في سبيل الحصول على خيارات فنّية، ساعدته على تعويض أيام الظلّ، والبقاء تحت الأضواء طوال فترة نشاطه الفني الاحترافي، التي لم تزد على 20 عاماَ .

هو نموذج للفنان الملتزم بالمعنى الإيجابي للكلمة، الذي يعطي للجمهور ما يفيده ويمتعه، في قالب كوميدي أو حتى تراجيدي، بعيداً عن التوجيه المباشر، والحلال والحرام . فحينما تشاهده على خشبه المسرح تشعر للوهلة الأولى بأنك أمام شخص غير عادي، ذي إحساس عالٍ وتشعر معه كأنك تعايش الحياة اليومية للمواطن البسيط .

إنه الفنان حسن عابدين، الذي رحل عن عالمناً تاركاً مشواراً فنياً ليس بالطويل، وإن كانت أعماله مؤثرة جداً .

فقد كان حسن عابدين إنساناً محباً لفنه عاشقاً للأداء، حينما تراه يجسد شخصية يلفت انتباهك من الوهلة الأولى، وتضطر حينها للتركيز مع هذا الفنان ذي الحس العالي والأداء المتميز، فقد ترك بصمة في شخصيات بعينها لا تنسى حتى الآن، ومنها أدواره المهمة والجادة في المسرح السياسي، مثل “على الرصيف”، وغيرها من الأعمال الدرامية والسينمائية .

ترك حسن عابدين أداءً تمثيلياً خاصاً لكل المهتمين بهذا المجال الفني أن يتبعوا هذا المنهج في الأداء، وإن كان لم يأخذ حقه من الاهتمام الإعلامي أو حتى الثقافي أو التكريم من الدولة، لدرجة أنه لم يطلق اسمه على قاعة واحدة في أي مركز ثقافي أو حتى قاعة سينمائية أو أي مبنى يتبع وزارة الثقافة، فضلاً عن تجاهل المهرجانات الفنية المحلية له .

ولد الفنان الراحل حسن عابدين في الحادي والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول عام ،1931 في محافظة بني سويف، لأسرة مصرية عريقة من أعيان المدينة، لها علاقة بالفن من خلال التذوق والاهتمام به كثقافة رفيعة، كحال كثير من العائلات الكبيرة، ليعيش حسن طفولته وسط هذه الأجواء، فنشأ بداخله حب الفن من خلال الفرق الجوالة التي كانت تجوب المحافظات والقرى آنذاك، والفرق التي يحضرها والده في المواسم والأعياد والمناسبات، غير أنه لم يستطع أن يحقق ما يطمح إليه بالعمل بالفن، فعمل بعد تخرجه في مدرسة التجارة كموظف في وزارة العدل في “قلم المحضرين”، ولم يمر وقت طويل حتى التحق بالجيش المصري، حيث كانت الأجواء تنذر بحرب وشيكة بين العرب واليهود، وما أن اندلعت حرب فلسطين عام ،1948 حتى شارك فيها، وكان قدره أن أصيب أثناء القتال .

لم يدخل حسن عابدين عالم الفن بالصدفة، بل كانت هناك بيئة ثقافية حاضنة لموهبته، فوالده الحاج عبدالوهاب عابدين كان من أعيان بني سويف، وكان يهتم بالثقافة والفكر والسياسة، وكان يعقد صالوناً سياسياً وثقافياً يوم الخميس من كل أسبوع في منزله بالقرية، يجمع فيه أعيان بني سويف، وفي هذا المناخ تربى عابدين، وأحب التمثيل الذي كان موهوباً فيه، ولم يكن في ذهن والده أبدا أن ابنه سيحترف الفن . فقد كان الوالد يرى التمثيل عيباً جداً، ولا يليق باسم العائلة، وتحايل حسن على ذلك بنقل وظيفته من بني سويف إلى القاهرة، حيث أصبح رئيس “قلم محضرين”، وأفادته هذه الخطوة بأن دفعت به لأحضان المسرح العسكري، بتشجيع من زملاء دفعته وأصدقائه الفنان حسن حسني والفنان إبراهيم الشامي .

بدأ حسن عابدين المشوار من المسرح العسكري بعد ثورة يوليو ،1952 غير أن حبه للفن جعله ينخرط سريعاً في المسرح العسكري، الذي كانت مهمته تقديم الأعمال الفنية لأبناء القوات المسلحة، لكن بعيدًا عن الأضواء والصحافة، بحكم القواعد الصارمة للعمل العسكري، بعدما أدّى مهمته على أكمل وجه، وشارك في حرب يونيو 1967 .

خرج حسن عابدين للجمهور الكبير في بداية السبعينات، ليقدّم الكثير من الأعمال التي حوّلته إلى “أب” لكل المشاهدين في تلك الفترة، حيث لم يظهر عابدين في شخصية الشابّ الرومانسي، حتى عندما وقف على خشبة المسرح مع الفنانة سهير البابلي، جسّد دور والدها، ولم يجد غضاضة في تحمُّل مسؤوليات الأب في أعماله الفنية مبكراً، سواء مع سهير البابلي أو ميمي جمال وليلى علوي، وغيرهن، ليس فقط على خشبة المسرح، بل عندما اتجه إلى التلفزيون الذي أعاد اكتشافه من خلال عدد من المسلسلات التلفزيونية التي لعب فيها دور الأب والموظف المطحون الشريف الذي يحارب الفساد مهما كانت قوته، ومهما كان حجم من يقفون خلفه، فقدم خلال حقبة الثمانينات عدداً كبيراً من المسلسلات يأتي في مقدمتها مسلسل “فيه حاجة غلط”، الذي حقّق نجاحاً كبيراً، وقام فيه بدور موظف على المعاش، يعمل كسائق تاكسي ليواجه أزمته المالية، التي هي أزمة معظم البسطاء، ومن خلال المسلسل يتمّ استعراض أوجاع المجتمع المصري في بداية الثمانينات، لكن المسلسل الذي رسّخ مكانته التلفزيونية “أنا وأنت وبابا في المشمش”، الذي كتبه القدير الراحل أسامة أنور عكاشة، وأخرجه محمد فاضل، وشارك عابدين في بطولته الفنانة فردوس عبدالحميد، وقدم من خلاله أيضاً دور موظف نظيف اليد، يتّحد ضدّه الفاسدون، فيشكّل في المقابل، مع ابنته وأصدقائه، عصبة لمواجهة الفساد .

شارك حسن عابدين كذلك في مسلسلات “أهلاً بالسكان”، و”هو وهي”، و”نهاية العالم ليست غداً” و”آه يا زمن”، و”أرض النفاق”، كما ظهر كضيف شرف في مسلسل “أبنائي الأعزاء شكراً” حيث قدم شخصية شقيق البطل الذي يظهر في الوقت المناسب ليواجهه بحقيقة الموقف، ويدعوه إلى تغيير طريقته في تربية أبنائه .

تُعد مسرحيات حسن عابدين الثلاث، التي تم تصويرها تلفزيونياً، من أبرز الأعمال المسرحية في القرن العشرين، وهي “نرجس”، “على الرصيف” و”طار فوق عش المجانين”، وإن كانت الأخيرة فقط التي هي حصلت على جماهيرية كبيرة، وتصنَّف كأفضل أعمال الممثل الكوميدي محمد نجم، بينما صُنفت “على الرصيف” كمسرحية سياسية لاذعة، خلال عرضها في الثمانينات، أمّا المسرحية التي جمعته مع سهير البابلي ورشوان توفيق، فكانت “نرجس”، وقام فيها بدور الأب قائد إحدى الفرق الموسيقية .

لم يكُن حظّ حسن عابدين في السينما مثل التلفزيون والمسرح، غير أن مشاركاته القليلة كانت مؤثرة في بعض الأفلام، حيث قدّم دور “الباشا” المصاب بمرض نفسي، رغم سطوته وجبروته في فيلم “درب الهوى”، ودور رجل الأمن بشكل كوميدي في فيلم “ريا وسكينة”، وشارك أيضاً في أفلام “عيب يا لولو . . يا لولو عيب” و”عنبر الموت” و”سترك يا رب”، و”الشيطان امرأة”، و”العذاب فوق شفاه تبتسم”، و”على مَن نطلق الرصاص”، و”سنة أولى حب”، و”ملكة الهلوسة” .

أما المفاجأة الحقيقية في مشوار الفنان الراحل حسن عابدين فكانت في اختياره خلال الثمانينات للقيام بحملة إعلانية ضخمة عن أحد المشروبات الغازية، ليكون من أوائل الفنانين الذين اتجهوا للإعلانات، وفتح بعده الباب للفنانين على مصراعيه، خاصة بعد أن نجح عابدين في هذه الحملة نجاحاً لم يتوقعه أحد، ما زاد من شعبيته بشكل كبير، حيث كانت الحملة من أولى الحملات التي تعتمد على شخصية الممثل و”لزماته وإفيهاته”، لا وجهه فقط، في جذب الجمهور، وتميزت بعناية في التأليف والإخراج، بالمقارنة بمستوى إعلانات تلك الفترة .

في الوقت الذي زاد فيه نضج حسن عابدين الفني، وزادت شعبيته وخبرته، رحل الفنان الكبير فجأة وبهدوء  كما كانت حياته  في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني عام 9891، قبل أن يكمل عامه الستين، ليترك وراءه ذكرى تستحقّ الاستعادة، ونموذجاً مثالياً للفنان، الذي يرفع من شأن الفن، ولا يسيء إلى نفسه أولاً، قبل أن يتجنب الإساءة للجمهور .

الخليج الإماراتية في

12/12/2012

 

فيلم ياباني سيشارك في مهرجان دبي السينمائي

"درس الشرير" الجريمة بوجهين

متابعة - رفيف الخليل: 

يعود المخرج الياباني تاكاشي ميكي بأحدث أعماله “درس الشرير” الذي يعرض عربياً لأول مرة من خلال برنامج آسيا إفريقيا في مهرجان دبي السينمائي الدولي الذي يقام حاليا . تدور أحداث الفيلم حول “سيجي هاسومي” 32 عاماً وهو مدرب في أكاديمية شينكو، حيث يظهر في بداية الفيلم بصورة المدرس النموذج الذي يحظى بشعبية كبيرة عند الطلبة  والمدرسين، ويستعرض بعد ذلك الحياة الطبيعية التي يعيشها الطلبة في الأكاديمية من ممارسة الفعاليات والأنشطة المدرسية داخل الصفوف وفي الملاعب والصالات الرياضية . وفي هذه المتابعة سرد لتفاصيل الفيلم الذي يحكي قصة الجريمة ذات الوجهين . .

كل شيء إلى الآن يسير على ما يرام في المدرسة، حتى إن الطلبة بدأوا يلجأون إلى المدرب سيجي لحل مشاكلهم والمواقف التي يتعرضون لها، ومنهم الطالبة “ميا” التي تخبره بحادثة تحرش تعرضت لها من طالب في المدرسة، وبتكتيك مبرمج يتمكن هاسومي من تحذير الطالب وردعه، الأمر الذي جعل ميا تشعر بالود تجاهه لتعترف له بإعجابها فتنشأ علاقة عاطفية بينهما .

ننتقل إلى تناغم الموسيقا التصويرية الذي كان بارزاً في الفيلم، فمع هبوب الرياح وحفيف الأشجار يصبح السكون سيد اللقطة، يقطعه صوت الغراب العالي، كأن المخرج يشير لنذير شؤم سيحدث في المشهد التالي، وبالفعل تأتي الصورة التالية مغايرة ومختلفة تماماً فمن صورة المدرّس الطيب إلى صورة خفية مليئة بالشر والعلل النفسية، ومن هنا تبدأ الأحداث الدموية على يد هاسومي الذي يعيش حياة بسيطة في كوخ فقير محاط بأشجار موحشة وظلام كثيف ليلاً وهو يستخدم مركبة ريفية توصله إلى المدرسة .

برع المؤلف في إحداث نقلات متسلسلة مع القصة التي غلب على بدايتها الهدوء، ومن ثم تتكشف المفاجآت إذ تبدأ الشكوك والأسئلة تثار حول هاسومي القادم من مدينة أخرى ولا أحد يعرف عن حياته شيئاً، والغموض الذي كان يحيط به نفسه هو من جعل تسوي زميله في المدرسة عمره 55 عاماً ينشغل في ماضي هاسومي ويبحث فيه، كذلك يرافقه في هذه الشكوك ريكا طالب في المدرسة سمع هاسومي وهو يهدد أحدهم في مكالمة هاتفية .  ولأن الشر لا حدود له والمكر هو من شخصية هاسومي، وضع في كل صفوف وغرف المدرسة أجهزة تنصت تكشف أحاديث الجميع وشكوكهم ونياتهم حوله، وحدث ما كان يتوقعه بعد أن اجتمع تسوي وريكا في أحد الصفوف وكشفا سر هاسومي .

حقيقة ماضيه تكمن في طفولته، حيث كان ينفر من محيطه الاجتماعي ويتصرف بعدوانية، وصنفه والداه على أنه مريض نفسي، فلا يمكنه التعاطف مع الآخرين ولا التعامل بصورة ودية، وكان يقتل الأشخاص منذ صغره بدهاء وذكاء حتى اكتشف الأمر والداه وكان مصيرهما الموت على يديه .

يبدأ هاسومي التخطيط للتخلص من تسوي بقتله وهو على متن القطار، واحترافه جعل الجريمة تبدو وكأن تسوي مات منتحراً . ثم يقتل ريكا بأسلوب تعذيبي مختلف، فيكبل يديه ورجليه ويغلق فمه بلاصق ومن ثم يمارس طقوسه بكي أطرافه عن طريق استخدام آلة كهربائية حارقة حتى يموت .

اللافت في هاسومي ليس القتل الاحترافي إنما الأداء المتكمن، وبث الإيحاءات المتناقضة لما سيتوقعه المشاهد، حيث تعبر ملامحه تارة عن سلمية المشهد  وتارة أخرى عن لقطات قاسية تحبس الأنفاس .

يدخل هاسومي في صراع مع كل من يقابله في المدرسة ويقرر التخلص من جميع الطلبة دفعة واحدة، وكانت صديقته الطالبة ميا هي الضحية الآتية، إذ قرر التخلص منها بعدما استشعر شكوكها حوله وأسئلتها المتكررة بحثاً عن شيء ما يدور في بالها، ومع بدء الحفلة المدرسية والطلاب يلهون ويمرحون ويلتقطون الصور التذكارية يستدرجها إلى السطح العلوي للمدرسة ويفاجئها بضربة قاضية على وجهها أردتها جثة هامدة، ومن ثم يلقيها من أعلى إلى الأرض .

فجأة قرر هاسومي أن يحول الحفلة المدرسية إلى مجزرة دموية، فيستدرج بعض الطلبة ويطلق عليهم النار، وكان صوت السلاح مدوياً يهز أرجاء المدرسة، ما جعل الطلبة في حالة هلع وخوف شديد، وللسيطرة على الموقف استخدم هاسومي ميكروفون المدرسة ووجه نداء للطلبة المتجمعين في صالة كبيرة أن يحافظوا على هدوئهم ويتوجهوا إلى الطابق الأول لأن ثمة شخص مسلح داخل المدرسة يطلق النار .

في هذه الأثناء ركز المخرج على تلذذ المجرم بقتل ضحاياه إلى درجة أن منظر الدماء ألهمته الرقص على أنغام موسيقا الحفلة، ليس هذا فحسب بل لا يفزع من التحاور مع الضحية الجريحة أو الخائفة، بل تظهر نشوة الفرح والاستمتاع على ملامحه، وما يعجبه أكثر منظر الطلبة وهم يصرخون ويهربون في زوايا المكان، فالنجاة هي السبيل الوحيد لمن بقي حياً  لكنهم قتلوا جمعياً، باستثناء طالب وطالبة استطاعا النجاة والاختباء بعد أن تحولت المدرسة إلى بحر من الدماء والجثث المتناثرة .

بعد وصول الشرطة إلى المدرسة مع عدد كبير من رجال الأمن، قدم نفسه على أنه ضحية رجل مسلح قتل الجميع، لكن لعبته انكشفت ولم تكتمل بعد أن صدم ببقاء طالبين على قيد الحياة، فقد كان يظن أنه تخلص منهم جميعاً ولا يوجد شاهد على جريمته، وفي هذه الأثناء يهم الطالبان بإخبار الشرطة، وما أكد كلامهما جهاز تسجيل أظهر حديث هاسومي مع إحدى الضحايا وانتهى الحديث بصوت إطلاق النار .

وفي الختام استخدم المخرج عنصر الغموض والترقب بعد القبض على القاتل، حيث  بقي الشر هو المسيطر عليه وختم الموقف بعبارة “أنا آسف، لكن اللعبة لن تنتهي وهناك من سيكمل القتل عني” .

الخليج الإماراتية في

12/12/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)