حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

دي نيرو‏:‏

مارتين سكورسيزي لعب دورا مهمـا في حياتـي 

حوار هبة عبد العزيز

 

تلمع عيناه فطنة‏,‏ تعج رأسه خبرة‏,‏ ترسم شفتاه ببسمة مقرونة بفلسفة عميقة‏,‏ وتمضي خطاه ثقة مرتديا وشاح البساطة التي يخترق بها أية حواجز تتجمع فجأة حين تلتقي‏'‏ سوبر ستار هوليود‏',‏ وحين تحاوره يطرق برأسك فيض من التساؤلات, من هذا قبيل: هل هو ارستقراطي من العصور الملكية, أم ثائر من جيل الرأسمالية, أو متمرد من زمن الحرافيش؟, وتمتد حيرتك وأنت تمنحه لقبا عالميا.

إنه' الدنجوان' في فيلم' الوقوع في الحب', والملاكم مفتول العضلات في' الثور الهائج', والفتوة في'سائق التاكسي', وقائد مغوار في'مغامرات روكي وبولوينكل', وزعيم المافيا في'العراب' باختصار غير مخل: إنه فارس السينما العالمية روبرت دي نيرو, ولد في17 اغسطس1943 بنيو يورك لأب نحات وأم رسامة من إصول إيطالية ليجمع بين القوة الأمريكية والوسامة الأوروبية, حين شعر بنوبات فنية تجتاح جسده النحيل وهو في الثالثة عشرة من العمر أطلع والدته علي الأمر فألحقته بمدرسة الموسيقي والفنون بنيويورك, لكن المفاجأة أنه طرد منها لأنه لم يكن مؤهلا بشكل كاف للتمثيل آنذاك, أطلق عليه' الحليب بوبي' لنحافته وبياض بشرته الشاحبة.

أثناء فعاليات مهرجان الدوحة لهذا العام, وجدته أمام عيني يمتطي جواد خبرته وحنكته العريضة فوق السجادة الحمراء, حينها ألحت علي رغبة عارمة في الاستماع إلي صاحب الأوسكار المتميز جدا, بغية الارتواء من خبراته الطويلة في صناعة السينما العالمية كمخرج وممثل ومنتج, فكانت هذه هي كلمات دي نيروعلي النحو التالي:

·        في بداية حياتك الفنية من الذي تأثرت به علي مستوي التمثيل ؟

تأثرت بالمسرح وعلي وجه الخصوص بـ' أرثر ميلر وتينسي ويليامز' وهذا ما أكد علي نجاحي فيما بعد في أثناء عملي بالسينما, ثم انتقل بالحديث عن تجربته التي خاضها فوق الخشبة أثناء دراسته لعمالقة أدب المسرح, قائلا: كانت بدايتي الحقيقية بالدراما أثناء دراستي التي بدأتها في الثامنة عشرة بالمسرح, ومنها إلي عالم السينما فيما بعد.

·        ماهي معايير اختيارك لأدوار الفنية؟

قد تبدأ عملية الاختيارأحيانا من المخرج, وأحيانا من الكاتب, وربما من الاثنين معا, غير أنني أفضل أن أقرأ النص أولا قبل أن أوافق علي المشروع, حيث أن ذلك يعد عملية اكتشاف حتي وإن لم ألعب الدور, أما عن نهجي في التمثيل والتدريبات كنت أقوم بها في ستديو الممثلين مع' استيلا أدلر', هذا بخلاف تدريبات المسرح التي كانت تخضع لمقاييس احترافية, وفي النهاية كانت تخضع صناعة الأفلام لعملية خاصة ومعقدة, وأنا أشعر شخصيا أن ما يجري رغم صعوبته يتماشي دوما معي ما دام لا يؤذيني ولا يؤذي الآخرين.

·        لكن من أهم المخرجين الذين عملت معهم وكان لهم تأثير في مسيرة حياتك؟

عملت مع كوكبة كبيرة من المخرجين, وأبرز ما تأثرت منهم' مارتين سكورسيزي وفرانسيس فورد كوبولا', فمع مارتين كنا نتدرب علي المشاهد ونسجل التمرينات, وأحيانا نرتجل مشاهد, ونقوم بتعديلات عليها, وقد لاحظت أنه كان يحترم الممثلين كثيرا, فكان يوافق علي كل ما نريد فعله, وعندما كنا نفشل كان يوجهنا ويعمل علي تصحيح الأمر في غرفة المونتاج, لذا تأثرت به كثيرا.

وأحب أن أضيف أن ما يهمني علي المستوي الشخصي في العمل مع المخرجين هو أنك تشعر أن الخطأ ممنوع, ولا تكمن الأهمية في أن يوافقوا رأيك, أو يعترضوا بل أن تفعل ما تشاء.إنه أمر ممتع أن تعمل مع شخص يستمتع بما تفعله, كأنك ابن لوالدين متسامحين.

·        بعد أربعة عقود من التحليق في سماء النجومية, لماذا يشعر دي نيرو أنه أكثر حرية الآن ؟

ببساطة شديدة لأنني تركت ورائي كل الأشياء التي كانت تقلقني وتشغلني سواء في عمليات الإعداد والتجهيز لأدواري, أو نوعية الأدوار المعقدة التي لعبتها في فترات معينة من حياتي, وهو ما وفر لي في نهاية المطاف مكون خبرة جعلني أشعر اليوم أنني اكثر حرية في اختياراتي وادائي.

·     أشرت في حديث جانبي لك إلي أهمية اختيار التوقيت عند لعب الأدوار الكوميدية هل تفسر لنا ذلك ؟

طبعا مهم جدا أن تختار الوقت المناسب الذي تقدم فيها عملا سواء كان كوميديا أو تراجيديا, وسأضرب لك مثالا من خلال أعمالي الكوميدية والدرامية التي أديتها خلال سنوات عديدة, من فيلم' لقاء الوالدين' إلي' حلل هذا' إلي' اقتل الكلب' و'ملك الكوميديا' والتي كانت جميعها تتطلب أن تكون في ظروف نفسية هادئة حتي تكون خفيف الظل في الكوميديا, ورغم ذلك أفضل أن تكون مزيجا من الكوميديا والدراما والسخرية, وبالمناسبة أحرص كل الحرص علي ألا أنطق فيها بأية كلمة, حتي أترك مساحة للغة الجسد, والارتجال اللحظي, وهذا أكثر ما أحب.

·        لكن متي ترفض دورا معينا ؟

هذه قضية لا تشغلني كثيرا, فعندما يطرق بابك شخص تكن له كل الاحترام والتقدير وتثق به إلي حد كبير, فالأجدر بك أن تقبل الدور مهما كان, لأنك في هذه الحالة تكون قد وضعت نفسك بين يديه, ومن هنا عليك أن تحاول أن تري الأمور من منظوره الفني خاصة عندما يراك أنت وليس غيرك مناسبا لهذا الدور.

·     بمناسبة حديثك عن التعامل مع مخرجين تثق بهم هل تحدثنا عن تجربتك كمخرج في قصة' برونكس' و'الراعي الصالح'؟

أعتقد أن الممثلين بشكل عام مخرجون جيدون, فعادة ما يكون أداؤهم جيدا جدا, حتي أنك تشعر برهافة الأحاسيس كممثل بشكل أكبر عندما تكون مخرجا. ولقد استفدت كثيرا من عملي كممثل في خوض تجربة الإخراج علي أسس جيدة تتيح لي القدرة علي فهم سيكلوجية الممثلين الذي يعملون معي, وأهم ماكان يميزني دائما أنني أحسن الاستماع للممثلين, وهذا شئ طبيعي فالمخرج عندما تكون خلفيته تمثيلية يعرف جيدا احتياجات هؤلاء ويعمل علي توفيرها عندما يجلس علي كرسي المخرج.

·        وماذا عن أهمية السيناريو في صناعة الأفلام؟

إنه أمر سهل أن تحصل علي كتاب جيد, ولكن السيناريو يبقي هو الأساس, فإذا لم تكتب المادة علي صفحة لا يمكن أن تعرض علي المسرح.. تلك حقيقة مؤكدة, ولكن يجب أن يكون السيناريو المستمد من صفحات هذا الكتاب وسيلة جيدة ومعدة بطريقة احترافية للتعرف علي ماهية الإحساس الذي يقود بالضرورة إلي الفكرة الجوهرية للمشروع السينمائي في شكله النهائي.

·        ماهي الأدوار التي ندمت علي تقديمها؟

ليس هناك ما أندم عليه في واقع الأمر, لقد أديت هذه الأدوار وأصبحت جزءا من تاريخي الفني بالفعل, وعلي تحمل المسئولية كاملة مهما كان مستواها الفني لأن الفنان لابد أن يكون قد قدم خلال رحلة إبداعية طويلة منها الجيد والمتوسط وحتي الضعيف, إنها مسيرة حياة كاملة, والحياة مراحل ليست كلها جيدة أو تعيسة طوال الوقت.

·        هل تقول لنا بصراحة ودون خجل: من هم الممثلون الذين يعجبونك حاليا؟

المر لايدعو للمراوغة عزيزتي, أنا عاشق لمهنتي حتي الثمالة, فضلا عن كوني واقعيا جدا, لذلك أجيبك بصراحة واضحة جدا: يعجبني' مات ديمون- ليوناردو دي كابريو- وبرادلي كوبر- شون بين' وليس هذا فحسب بل أود جدا أن أعمل معهم مجددا كلما أمكن ذلك.

·        طالما أننا مازلنا في مساحة الصراحة: ما مدي تقبلك لرأي النقاد والجمهور حول اعمالك؟

أجاب بطلاقة: عندما تصنع فيلما ويشاهده الناس لا يكون الأصدقاء ولا العائلة صريحين معك عادة, ولكن الأمر المؤسف حقيقة: أن يكون هذا النقد خبيثا أوسيئا, أما إذا كان النقد معدا بطريقة ذكية تدخل في عمق العمل بالتحليل الذي يضئ جوانب العمل فهذا أمر محبذ وبالغ الأهمية, لأنه عندما يكون النقد بناء, يمكنك أن تأخذ به ولا يمكن أن تتجاهله, ولكنك ستتعلم منه دائما في خطواتك المستقبلية.

·        الجائزة أوالتكريم ماذا تمثل لروبرت دينيرو بعد كل هذا العمر؟

بخفة ظل ساحرة رد علي في إجابة مقتضبة جدا قائلا: الحصول عليها أفضل من عدمه!.

·        ألا يراودك قرار بالاعتزال مستقبلا ؟

دي نيرو بسلاسة بارعة: لا يخطر علي بالي هذا الموضوع فعلا, لأنني أود أن أري إلي أي مدي يمكنني أن أستمر وأقدم كل ما يكمن بداخلي من طاقة, لذلك أركز دائما علي تقديم شيء لم يره الجمهور حتي اليوم, لذلك علي أن أضع في اعتباري تغير نوعية الأدوار مع مراحل التقدم في العمر, فقد لعبت دور الأب والجد في أفلام عديدة, وأضاف قائلا: يعطي المرء من فيض تجاربه الخاصة التي لا تنضب, وأنا سأفعل ذلك, كأب وجد وإن كنت محظوظا بقدر كبير كجد أكبر!

·        طالما أنك تري بأنك محظوظ بقدر كبير كجد أكبر ماهي النصيحة التي توجهها للممثلين الصاعدين؟

بهدوء ووقار: علي الرحب والسعة أقول: دوما تعلموا أن تحبوا ما تفعلونه, ولا تتوقعوا أن تكونوا مشهورين, بل قوموا بذلك لأنكم تحبون حقا ما تفعلون واستمتعوا بفعله, ونصيحتي الصادقة من واقع خبرتي الطويلة: إذا كنت أستطيع أن أعيش اعتمادا علي ذلك, فحتما سأكون سعيدا, وأهمس في أذانهم: استمروا وثابروا.

·        بعد كل هذه الرحلة الطويلة هل يمكنك أن تقول ماهي أقرب أعمالك إلي نفسك؟

ابتسم قائلا: من الصعب جدا أن أجيب عن هذا السؤال, فكأنك تطلبين مني أن أختار المفضل بين أولادي, لكل دور مشاكله المعقدة, ومتطلباته الخاصة, فمثلا' الثور الهائج' كان صعبا جدا علي, و' صياد الغزلان' كان أيضا صعبا, لكني المتاعب تزوال بمجرد دوران شريط العرض علي الناس الذين يمنحونني الثقة والاعتزاز بكل أعمالي علي نفس الدرجة من القرب.

الأهرام اليومي في

06/12/2012

ليلي علــوي‏:‏

أرفض طوفــــان العنف في السينمــا والسيـــاسة 

أحمـــد السماحي 

الفنان الناجح عادة ما يكون له جمهوره الخاص جدا‏,‏ ذلك الذي يحيطه بالحب والمودة حينما ذهب‏,‏ أما النجمة الجميلة ليلي علوي وبعد سنوات من العمل الفني أصبح لها قاعدة جماهيرية تتكون من كافة الأطياف وألوان الناس في الوطن العربي الكبير.

حتي أولئك الذين يتخذون موقفا معاديا من فنها أو منها شخصيا لسبب أو لآخر لا يستطيعون مواصلة الطريق, فبعد مراجعة بسيطة سرعان ما تجدهم وهم علي بعد خطوة أو خطوتين في طريق الحياة يعاودون الانحياز الكامل لهذه الفنانة الواعية, التي تعتبر الفن بالنسبة لها رسالة وقضية, وليس فستان شيك علي أحدث موضة, ولا سهرة حلوة تجلب سعادة مؤقتة, ولا حتي مكياج صارخ تتواري من خلفه, ومن هذا المنطلق ارتدت فستانا أسود في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي ليكون رساله ورمز, وعلي حد قولها: لم يكن من اللائق أن أرتدي فستانا ملونا في الوقت الذي يموت ويجرح فيه شبابنا وهم ينتفضون للدفاع عن حقوق بلدنا, كما أن اللون الأسود- كما هو معروف- لون حزين ويعكس حالة الحزن بداخلي وبداخل كل مصري يرفض ما يحدث في مصر الآن من أحداث مؤسفة, وانقسامات وصراعات وبالتالي ليس مهما لون الفستان, ولكن المهم هو عدم الغياب عن حفل افتتاح مهرجان عظيم مثل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي, وإصرار جميع الفنانين علي الحضور والمشاركة في هذا الحدث الفني الكبير, والذي يمكن أن يوصل رسالتنا جميعا إلي العالم من حولنا. ملامح وجهها تجمع بين جمال نابع من أصالة عربية, وسحر يوناني, لتشكل في النهاية ملامح مصرية فرعونية عصرية قادمة من عمق حضارة عظيمة, ومن هنا تبقي ليلي علوي دائما فنانة ذكية تفرض نفسها وحضورها الطاغي في سجل حياتنا الفنية, فعندما تعرضت للهجوم من أصولي متشدد فورنزولها ميدان التحرير ظهر معدنها الأصيل علي حقيقته قائلة: نزلت ميدان التحريركي أشارك مع أبناء وطني في المظاهرة التي تعبر عن موقفهم تجاه الإعلان الدستوري, وتأييدا للمطالب المشروعة التي تنادي بها الأحزاب المدنية والجماعات الثورية, فمن واجب الفنان أن يكون له موقف واضح تجاه قضايا أمته, وأن يكون له رسالة تعكس أفكاره ومبادئه وقناعاته, وأؤكد: نحن قادرون علي أن نتجاوزهذه المرحلة بوحدتنا وعزيمتنا وإيماننا القوي بمكانة وقيمة وقامة مصر في العالم أجمع, وكمواطنة أقول: من حق كل مصري يعيش علي هذه الأرض أن يطالب بدستور توافقي يحقق مصالح كافة أطياف وفئات الشعب المصري, وأشعر مثل ملايين المصريين أننا لابد وأن يكون لنا دور حقيقي يساهم في إصلاح أحوال بلدنا, فقد قام الشعب المصري بثورة لكي يحقق مستقبلا أفضل وحياة امنة مستقرة للجميع, وليس ليتفرق الشعب المصري الذي ظل نسيجا واحدا طول تاريخه.

قطة السينما المصرية- كما يطلق عليها ـ مست بأعمالها الفنية بداية من البؤساء وحتي ألوان السما السابعة كل طبقات المجتمع, وعبرت عن الحب والعمل والثورة والتصوف في جوانبه المضيئة, وعبر روائعها السينمائية الهجامة- يا دنيا يا غرامي- بحب السيما- حب البنات كانت دائما علي القمة, ومازالت تحافط علي مساحة تألقها, وهذا ليس مصادفة, فالناجحون بالمصادفة سرعان ما يأفل نجمهم بعد خطوة أو خطوتين من بداية الطريق, لكن النجاح الحقيقي هو ذلك القائم علي الدأب والاستمرار ويبقي في الغالب لأن وراءه عناصر كثيرة تدعمه وتساعده, أهمها الموهبة والحضور والثقافة والذكاء في اختيار الأدوار, وليلي تحمل بين جوانحها كل ذلك, إضافة لحرصها الشديد علي بذل أقصي جهد في أي عمل فني تقوم به, فتحرص علي قراءة السيناريو بعناية وتعيش داخل تفاصيله قبل بدء التصوير, وتحفظ الحوارعن ظهر قلب, لهذا استمرت لسنوات طويلة تكمل ببراعة ونضج سلسلة رائدات السينما المصرية بداية من روزا اليوسف وفاطمة رشدي, ومرورا بفاتن حمامه وماجدة ونادية لطفي وسعاد حسني وصولا لنجلاء فتحي وميرفت أمين.

ورغم مرارة المواقف السياسية الحادة التي تمر بها مصر حاليا تقول للأهرام: أنا بطبعي شخصية متفائلة, ولا يمكن أن نحكم علي المستقبل من خلال ما يحدث الآن لأننا نعيش حاله من عدم الاستقرار, وهو أمر طبيعي يحدث بعد كل الثورات التي شهدها العالم, وندعو الله أن تمر تلك الفترة الانتقالية دون خسائر كبيرة, فالوطن لا يحتمل خسائر أخري, وعلينا جميعا أن نسعي للتقارب والتوافق, وألا ننساق وراء العند والتعنت, وندرك جيدا أن مصر للجميع, وليست لفصيل أو فئة دون أخري, وعموما أنا أثق أن هذا الشعب الذي مرت عليه كثير من المحن وتخطاها, سيعبر تلك المرحلة بسلام, وربنا يحفظ لنا مصرنا, ويحفظ شعبها بكل طوائفه وأطيافه.

ليلي تتمني العودة للسينما من خلال فيلم رومانسي بعيدا عن موجة العنف والبلطجة التي ترفضها في السينما الحالية, حيث تقرأ حاليا أكثر من سيناريوسينما- دراما سوف تكشف ما استقرت عليه بعد أن تهدأ أوضاع البلاد.

الأهرام اليومي في

06/12/2012

 

«مهرجان السينما الأوروبية»..

من الـ«برستيج» الاجتماعي إلى الاهتمام الفني

نديم جرجورة 

يُمكن القول، ببساطة، إن هناك تدفّقاً مقبولاً للمُشاهدين على صالتي سينما «متروبوليس» (مركز صوفيل، الأشرفية). المناسبة: الدورة التاسعة لـ«مهرجان السينما الأوروبية». أي أن الرغبة في مُشاهدة إنتاجات أوروبية متنوّعة واضحة المعالم. الأرقام تؤكّد شيئاً من هذا: الأيام الستة الأولى (29 تشرين الثاني ـ 4 كانون الأول 2012) شهدت حضور 5336 مُشاهداً. الرقم قد يكون عاديّاً. مقارنته بأرقام أخرى تمنحه قوّة. مثلٌ على ذلك؟ حقّق الفيلم اللبناني «آخر فالنتاين لي في بيروت» لسليم الترك، في أسابيعه الثلاثة الأولى، 7794 مُشاهداً. التنويع الأوروبي جاذبٌ. لن أضع أرقاماً أخرى. الأهمّ كامنٌ في قدرة المهرجان الأوروبي على جذب «جمهور» متآلف معه. «جمهور» وفيّ له. «جمهور» تبدّل أحياناً بسبب مرور تسع عشرة دورة، لكنّه ظلّ مناصراً له، ومنتظراً إياه.

المُشاهدة خيار. ما يفعله «جمهور» المهرجان الأوروبي لا يقف عند حدود المُشاهدة. هناك شيء من الـ«برستيج» الاجتماعي. من الحراك المجتمعيّ اللبنانيّ. الفرنكوفونية لا تزال فاعلة في البيئة اللبنانية، على الرغم من المنافسة القوية للأنغلوساكسونية. اللغات الأخرى جذبت لبنانيين عديدين: الألمانية والإسبانية والإيطالية. لعلّ مجيء البعض مرتبط بالتزامات دراسية خاصّة بتعلّم هذه اللغة أو تلك. لعلّ البعض الآخر ملتزم نشاطات سينمائية متفرّقة. لكن الأهمّ كامنٌ في أن القادمين جميعهم إلى صالتي «متروبوليس»، في الأيام الخاصّة بـ«مهرجان السينما الأوروبية»، راغبون في المُشاهدة والكلام. يقولون رأياً عند خروجهم من الصالتين. يُحلّلون كثيراً. يسألون قليلاً. النزعة إلى التعبير عن المعرفة والفهم أقوى من تلك الخاصّة بالسعي إلى مزيد من المعرفة والفهم. الكلام يطال جوانب وتفاصيل. يتناول الشكل والمضمون. الصورة والألوان. الإضاءة والموسيقى والصوت. ليسوا جميعهم هكذا. لكنّهم يقولون ويُحلّلون ويستعيدون شبهاً من فيلم آخر. يسترسلون في تصنيف وتنظير. ينصحون، إيجاباً أو سلباً، بهذا الفيلم أو ذاك. يقولون سبباً أو أكثر لهذه النصيحة. هذا كلّه ليس مفاجئاً. هذا حسنٌ. هذا يعني أن أفلاماً أوروبية عديدة لا تزال مثيرة لانفعال أو لتفكير. أسمع بعضهم. نقاشاتهم متنوّعة. لكنها نقاشات عابرة، ربما لأن هناك ما ينتظر غالبيتهم بعد المُشاهدة. ربما لأن ارتباط بعضهم بهذا المهرجان لا يعدو كونه أكثر من «زيارة»، تُفيده بنقاشات تدور في سهرات منزلية لاحقة. ربما لأن الهوس بـ«الأوروبيّ» دافعٌ إلى ظهور اجتماعي. هذا كلّه لا يُلغي وجود مُشاهدين «سينيفيليين»، يُمكن لقاؤهم في أمكنة كثيرة مشابهة.

«مهرجان السينما الأوروبية» حاضنٌ فعليّ لاختبارات جمّة. ليست كلّها «عظيمة». لكن الجماليات حاضرة. «عن الصدأ والعظم» (2012) للفرنسي جاك أوديار (يُعرض ثانيةً العاشرة والنصف ليل غد الجمعة) نموذج أول عن معنى هذه الجماليات، وكيفية اشتغالها. «حصّة الملائكة» (2012) للإنكليزي كن لوتش (يُعرض ثانيةً الخامسة والنصف بعد ظهر السبت المقبل) نموذج ثان عن المعنى نفسه. الأول شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان «كانّ»، وفاز بجائزة أفضل فيلم في «مهرجان لندن السينمائي» في العام 2012. الثاني فاز بجائزة لجنة التحكيم من مهرجان «كانّ» في العام نفسه. الأول عنيف. عنفه مبطّن. عنفه نابعٌ من قسوة الحياة. الثاني أقرب إلى الضحكة والبساطة القادرة على ولوج دهاليز الحياة، وعنفها ربما. الأول مرتكز على لقاء صدفة، يجمع ستفاني (ماريون كوتيار) بعلي (ماتياس شوانيارتس). لقاء القهر والألم والسعي إلى الخروج من نفق الظلام القاتل. الثاني مرتكز على بهجة اكتشاف معاني الويسكي الفاخر، من دون التنصّل من براعة الانغماس في بواطن الحياة الاجتماعية، على الخلفية «اليسارية» الخاصّة بلوتش. الأول محصّن بتلك اللمسة القاسية لأوديار، في مقارباته أحوال الأفراد. الثاني مفتوح على الأفق الأوسع للسجالات النقدية المبطّنة حول طبيعة العيش.

«المهرجان الدولي لأفلام مدارس السينما»..

بذور لأفلام مقبلة

نديم جرجورة 

تتقدّم «جامعة القدّيس يوسف» خطوة إضافية إلى الأمام، على طريق تثبيت حضور مهرجان سينمائي طالبيّ دوليّ داخل حرم «كلية العلوم الإنسانية» (طريق الشام). بين العاشر والثالث عشر من كانون الأول 2012، تُقام الدورة الخامسة لـ«المهرجان الدولي للأفلام القصيرة الخاصّة بمدارس السينما»، بتنظيم «معهد العلوم المسرحية والسمعية البصرية والسينمائية» ورعايته. دورة خامسة. مرّت الأعوام الفائتة سريعاً. بلغ المهرجان، الحاضن للاختبارات الأولى لطلاّب الدراسة السينمائية، مرحلة حسّاسة في مساره التاريخي. بلغ مرتبة يُفترض به الاستفادة منها في إلقاء نظرة نقدية فاحصة على الدورات السابقة، تمهيداً لبلورة أفق متجدّد لمستقبل يُتوقّع أن يستمر في احتضان هذه الاختبارات الأولى، بل في غربلتها الصارمة، سعياً إلى تنقية الشوائب منها بهدف إصلاحها، أو إلى دعم الجيّد منها، ومرافقته في مساراته المقبلة.

المهمّة ليست سهلة. يُقال إن مهرجاناً كهذا لا علاقة له بالغربلة والتنقية والدعم. أرى عكس ذلك. هذا مهرجان متعلّق بالبذور الأولى لصناعة سينمائية مقبلة. متعلّق بنواة تأسيسية لكل جديد ممكن، أو لتجارب سابقة. لهذا، يتوجّب على منظّميه العمل في مستويات عدّة: إتاحة الفرصة أمام المهتمّين للاطّلاع على بعض نتاجات الـ«نواة» التأسيسية هذه. مُشاهدة «ثمار» أعوام الدراسة، وأساليبها ومفرداتها وأدوات تعبيرها. التشدّد في اختيار الأفلام، وإن كان المهرجان طالبياً. يتوجّب على منظّمي المهرجان الطالبيّ هذا تحويل دوراته إلى مختبر إضافيّ، يُشارك فيه مُشاهدون ومهتمّون. مختبر للغربلة بعيون أكاديمية وغير أكاديمية معاً. مختبر يُراد له أن يؤسّس، أو أن يُشارك في تأسيس مستقبل سينمائي ما.

في التعريف بالمهرجان، جاء أن هدفه كامنٌ في «تعزيز المكانة الثقافية للبنان في الشرق الأوسط». كامنٌ في منح «السينمائيين الشباب»، القادمين من أنحاء العالم، «فرصة اللقاء بين بعضهم البعض، والانفتاح على بلاد وثقافات وتقاليد وسينمات مختلفة». إن الـ«منصّة» المقترحة من قِبَل هذا المهرجان تستقبل طلاباً ومدرّسين وباحثين ومدراء مدارس سينمائية من مختلف الدول، بالإضافة إلى محترفي العمل السمعي البصري والإعلامي. كلام مهمّ. واضح المعالم. هادف ومباشر. لن أدخل في سجال حول «المكانة الثقافية» للبنان. هذا دور مفقود. التواضع مطلوب. لم يعد لبنان كما كان سابقاً. لم تعد بيروت على صورتها القديمة. السابق والقديم محتاجان، أصلاً، إلى نقاش نقدي حقيقي لكشف حقائقه. الأهداف الأخرى للمهرجان الطالبيّ أكثر تواضعاً. لكنها أكثر تطلّباً: هل ينجح المهرجان في تحقيقها؟ في تحقيق بعضها، على الأقلّ؟ هل يُتابع الطلاب السينمائيون، أو بالأحرى «الطلاب السمعيون البصريون»، مبادرات كهذه؟ أقصد الطلاب اللبنانيين تحديداً؟ هل يُشاهدون أفلاماً؟ ما هي أنماط هذه الأفلام ؟ هل يمتلكون ثقافة ووعياً؟ ما هو دور الجامعات والمعاهد اللبنانية في التدريس والتثقيف؟

اللقاء بين الطلاب اللبنانيين والمدعوين من «أنحاء العالم» ضروريّ. اللقاء بين الطلاب اللبنانيين والعاملين في السينمات اللبنانية والعربية ضروريّ أكثر. لكن، هل يتمّ التواصل؟ هل يؤدي اللقاء دوره؟ هناك 56 فيلماً. سبع جلسات. في أمسية الافتتاح، تكريم لصبري الشريف. في المقابل، هناك ندوة ممتدة على يومين اثنين. الندوة تسبق المهرجان. تُقام اليوم وغداً. تحمل عنواناً مثيراً للانتباه: «معارف الحدود». هناك عنوان فرعي: «صورة، كتابة، شفهي».

شريهان لـ«العربيّة» :

بين الإخوان وبيننا أزمة ثقة

مصطفى فتحي 

كان لقناة «العربيّة» حظّ الفوز بأوّل لقاء تلفزيوني مطوّل مع شريهان منذ سنوات. وتمّ تسجيل اللقاء في ميدان التحرير، ومنطقة وسط القاهرة، وفي نافذة القناة المطلة على ميدان التحرير. وفي حديثها مع مديرة مكتب «العربيّة» في القاهرة، راندا أبو العزم، قالت الفنانة المصريّة إنّها لا تشعر أنّ مرسي يمثلها، واعتبرته رئيساً لجماعة الإخوان فقط، وأنّ قراراته لا تخدم مصلحة مصر، بل مصلحة جماعته، مؤكدةً أنّه فشل في أن يكون رئيساً لكلّ المصريين. بثّت «العربيّة» إعلاناً عن عرض الحلقة التي كان موعدها عند الخامسة مساء أمس بتوقيت السعوديّة، لكنّها لم تتمكّن من بثّها في الموعد المحدّد بسبب تغطية الحدث المصري.. لكنّ مشاهدين كثراً بقوا في انتظار المقابلة التي قد تبثّ في أيّ لحظة.

اشتهرت شريهان بتقديم فوازير رمضان، وقدمت بعض المسرحيات المهمة في تاريخ المسرح الاستعراضي، وشاركت ببطولة أفلام قليلة حصل معظمها على جوائز عالمية. لكنها اختفت فجأة عن الأضواء، وابتعدت عن الصحافة، رافضةً أن يراها جمهورها وهي تصارع المرض. بقيت شريهان بعيدة عن كلّ شيء، لعشر سنوات تقريباً... فجأة أطلّت من جديد، في «ميدان التحرير»، وهي تهتف مع المتظاهرين: «الشعب يريد إسقاط النظام». وكانت شريهان من أوّل الفنانين الذين نزلوا الميدان للمشاركة بالثورة المصرية ضد نظام مبارك. ومنذ أيام، عادت من جديد إلى ميدان التحرير لتطالب مع ملايين المصريين بإسقاط الإعلان الدستوري، ووقف الاستفتاء على الدستور الذي تصفه بـ«دستور إخواني لا يعبر عن المصريين». تحوّلت الفنانة المصريّة التي تحتلّ مكانة خاصة في قلوب المصريين والعرب، إلى حالة حقيقيّة في الميدان. كما راحت تنشط بكثافة على «تويتر» وتطالب بإسقاط الإعلان معلنةً عن موقف معارض واضح لـ «الإخوان المسلمين».

مرت شريهان أحمد عبد الفتاح الشلقاني، المولودة عام 1964، بالعديد من المحطّات الصعبة في حياتها، أولاها وفاة والدها الذي كانت متعلّقة به تعلقا جنونيا. وبعد ذلك بفترة قصيرة رحل عن الحياة شقيقها الموسيقار عمر خورشيد، الذي كان شديد القرب منها. وقبل أن تستيقظ شريهان من صدمة فراق والدها وشقيقها، توفيت والدتها أيضاً.

وفي الرابع والعشرين من أيار 1989، تعرضت لحادث كاد أن ينهي حياتها في محافظة الإسكندرية، وخرجت منه بإصابات بالغة في العمود الفقري استدعت سفرها إلى الخارج وبقاءها هناك لسنوات طويلة تحت الإشراف الطبي. وعام 2002، أجرت جراحة في الجانب الأيمن من وجهها بعد استئصال ورم خبيث هدد حياتها، ولتمر بعدها برحلة علاج طويلة استمرت سنوات.

وقالت صاحبة «الفوازير» إنّ «مصر تمرّ بفترة حرجة، تحتاج فيها الى أن يتجمع كل المصريين معاً ضد الفاشية والقرارات الديكتاتورية». وأكّدت أنّها أبطلت صوتها خلال الانتخابات الرئاسية المصريّة الأولى بعد الثورة، لأنّها رفضت أن تختار بين محمد مرسي وأحمد شفيق في الانتخابات الرئاسية. لكنها أوضحت أنّها تختلف مع من يهتف لإسقاط مرسي لأنها تعتبره رئيساً منتخباً، وتطالبه لذلك بأن يحترم الشعب المصري، ويحترم أهداف الثورة التي ضحى مئات المصريين بأرواحهم من أجلها. «خرجت الثورة المصرية ضد الرئيس الفرعون، ولن تسمح بأن يكون هناك فرعون جديد بعد مبارك»، قالت شريهان لأبو العزم، وأضافت: «ما فعله مرسي في الإعلان الدستوري يرسّخ الرئيس الإله الذي يمتلك كل شيء ولا يستطيع أي شخص أن يعارضه». ورداً على سؤال حول كون الإعلان الدستوري مؤقتاً، إلى حين صدور الدستور الجديد، قالت شريهان، «لن نسمح بعد الثورة المصرية برئيس ديكتاتور ولو ليوم واحد».

«بينا وبين الإخوان أزمة ثقة»، تقول شريهان، موجهةً رسالة إلى محمد مرسي: «أقول له، لا تنخدع بالأغلبية، فهي زائلة، ولن يبقى إلا مصر، ولا تنس ما حدث للحزب الوطني الذي كان أغلبية وثار عليه المصريون».

السفير اللبنانية في

06/12/2012

 

في ختام مهرجان تورينو

3 جوائز للانجليزي وثورة مصر تشغل الجمهور الايطالي

رسالة تورينو:  محمد كمال  

عاشت مدينة تورينو الايطالية عشرة أيام من السينماالخالصة خلال الدورة الـ 30 لمهرجان تورينو السينمائي الدولي عشرة أيام كان المهرجان هو الحدث الأهم لدي المدينة وسكانها فلا حديث بين المواطنين سوي عن المهرجان في الشوارع والمقاهي والمحلات التجارية والمطاعم ،الجميع يسير في الشوارع يضع »شارة« المهرجان والمحلات التجارية تضع لافتات وشعار المهرجان علي واجهاتها وقد نجحت ادارة المهرجان في ان تجعل المدينة كلها تعيش اجواء المهرجان فلم تكن الفعاليات وعروض الافلام محصورة في مكان واحد مثل المهرجانات المصرية ولكنها إمتدت في كل جنبات المدينة فمثلا حفلا الافتتاح والختام في حي »لينجوتو« الذي يبعد حوالي نصف ساعة بالسيارة عن مكان إقامة الضيوف الذي لم يكن في فندق واحد أيضا.. وعروض الأفلام ايضا كانت في معظم دور العرض في المدينة.

عندما توجهت بالسؤال إلي المخرج »جاني اميليو« رئيس المهرجان عن غياب النجوم الإيطاليين عن فعاليات المهرجان وعدم وجود ندوات رئيسية قال »لماذااهتم بالنجوم نحن نصنع مهرجان من أجل نشر الثقافة السينمائية في مدينة تورينو التي تعتبر العاصمة الثقافية لايطاليا فكل ما يهمني ان يشاهد أهل مدينة تورينو الأفلام لاننا نقدم مهرجانا ثقافيا في المقام الاول للجمهور وهذا ما تحقق بالفعل فكل دور العرض التي تقوم بعرض أفلام المهرجان قاعاتها ممتلئة علي آخرها لدرجة ان هناك بعض الأفلام قمنا بعمل عروض ثانية لها، اما فيما يتعلق بالندوات فنحن نكتفي فقط بالندوات التي تكون بعد عرض الفيلم اذا حضر مخرج الفيلم ونفضل ان تكون هناك ندوات اخري تأخذ شكل محاضرات للطلبة في الجامعة مثل الندوة التي عقدها المخرج المصري يسري نصرالله مع طلبة كلية السياسة في جامعة تورينو.

جاءت فعاليات حفل الختام مساء السبت الماضي في حفل بسيط ايضا في قاعة »جيوفاني انجيللي« نفس المكان الذي أقيم فيه حفل الافتتاح واقتصر الحفل علي كلمة مختصرة من رئيس المهرجان رحب فيها بالضيوف واثني علي فعاليات الدورة الـ 30 وتمني ان تخرج الدورة 31 بنفس الشكل وتكون أفضل ثم قام بتوزيع الجوائز علي الافلام الفائزة.

الانجليزي

في المسابقة الدولية للأفلام الروائية الطويلة حصل علي جائزة أفضل وقدرها 20000 يورو الفيلم الانجليزي SHELL للمخرج سكوت جرهام، اما جائزة لجنة التحكيم الخاصة فقد جاءت مناصفة بين فيلمين الاول هو الايطالي NOI NON SIAMO COMO JAMES BOND للمخرج ماريو باليسمو والفيلم الامريكي pavillion للمخرج تيم سكوت، وحصلت علي جائزة أفضل ممثلة الألمانية »الين تيزيل« عن دورها في am himmel der tag وحصل علي جائزة افضل ممثل المنغولي »هونتون باتو« عن دوره في فيلم tabun mahabuda .

وفي مسابقة الافلام الوثائيقة سيطرت الافلام ذات الانتاج المشترك علي جوائز هذا الفرع فقد حصل علي جائزة أفضل فيلم A ultima vez que vi macou الذي شارك في اخراجه المخرجين روي جويرا دامان وجاو رودرجيز وهو انتاج مشترك بين البرتغال وفرنسا، اما جائزة لجنة التحكيم الخاصة فقد حصل عليها فيلم Leviathan للمخرجين فينرتا بارفال ولوسيان كاستينج تايلور وهو انتاج مشترك بين انجلترا وفرنسا وأمريكا.

وفي مسابقة الأفلام الوثائيقة الايطالية فقد حصل علي جائزة أفضل فيلم l don"t speak very good i, dance Beter: للمخرج  الايطالي صاحب الاصول المصرية »ماجد المهدي« اما جائزة لجنة التحكيم الخاصة فقد حصل عليها فيلم fatti corsari للمخرجين ستيفانو بيتي وألبوتر تشون، وحصل فيلم La seconda natura للمخرج مارسيلو سانيون علي جائزة للإبداع الفني.

أما في مسابقة الافلام الإيطالية الروائية القصيرة فقد حصل علي جائزة افضل فيلم spiriti الذي شارك في اخراجه يوكاد ابيسنو وراكيلا مانتجازا، وحصل علي جائزة لجنة التحكيم الخاصة فيلم Lugo resta hn nessun للمخرج مارسيلو سانيون علي جائزة خاصة للابداع الفني.

اما في جائزة »الفيبريسي« فقد حصل عليها الفيلم الانجليزي shell للمخرج سكوت جرهام والذي حصل علي جائزة بعنوان holden school awards وبهذا يصبح هذا الفيلم قد حصل علي ثلاث جوائز.

نصر الله في الجامعة

عرض الفيلم المصري »بعد الموقعة« للمخرج يسري نصرالله علي هامش المهرجان والفيلم من بطولة منه شلبي وباسم سمرة وناهد السباعي ومن تأليف عمرو شامة ويسري نصري الله الذي حضر في اليومين الاخيرين للمهرجان وشهد عرض الفيلم الذي جاء متزامنا مع يوم مليونية حلم الشهيد التي كانت في ميدان التحرير. زحاماً شديداً من الجمهور الايطالي لمشاهدة الفيلم وأصر الكثير علي حضور الندوة وقد تفاعل الجمهور الايطالي مع الفيلم وتحولت دفة الندوة للحديث عن مليونية حلم الشهيد وعبر نصر الله عن سعادته بهذه المليونية التي يعتبرها المليونية الاهم من بداية الثورة لانها - كما قال - دون اي اتفاقات مسبقة .

وفي اليوم التالي أقام المخرج يسري نصر الله ندوة القي من خلالها محاضرة لطلبة كلية السياسة في جامعة تورينو والتي شهدت حضورا مكثفاً وزحام شديدا.

وبدأت الندوة بعرض البرومو الخاص بفيلم »بعد الموقعة« وكان من المفترض ان يتحدث نصر الله خلال الندوة عن الفيلم وتجربته في الفيلم لكن مثلما حدث في ندوة الفيلم أصبح الحديث كله يدور حول الوضع السياسي في مصر وفي ميدان التحرير وقرارات الرئيس وردود الافعال، لدرجة أن نصر الله اضطر إلي ان يقوم برواية ما حدث في مصر منذ يوم 25 يناير مرورا بكل الأحداث طوال العامين الاخيرين ثم قام بالتركيز علي الاعلان الدستوري واللجنة التأسيسية للدستور وقام بتفسير العديد من المفاهيم لدي الطلبة الايطاليين حول الثورة المصرية وموقف التيار الليبرالي من القيادة السياسية في مصر، واستمرت المحاضرة لمدة ساعتين،

وأظهرت مدي اهتمام الطلبة الايطاليين بما يحدث في مصر .

وعبر نصرالله عن سعادته بهذه الندوة لما وجده من تفاعل واهتمام كبير من الطلبة حول مصر وثورتها ولم يغضب لأنه لم يتطرق للحديث في فيلمه الا في بداية الندوة فقط ولكنه قال ان فيلمه يعتبر جزءاً يتجزأ من الثورة .

سينمائيات

حياة بسيطة

مصطفي درويش 

هذا اسم لفيلم، هو الآخر بسيط، في كل شيء فقصته بسيطة، مستوحاة من وقائع حدثت بالفعل لرجل وامرأة من عامة الناس، ليس في حياة كلهما ذلك النوع من البطولات أو المغامرات، أو الغراميات التي عادة ما تستوحي من احداثها موضوعات لافلام جماهيرية، تحقق نجاحا كبيرا.واخراجه ينساب سرده لتفاصيل القصة، سهلا غير مشوب بأي تعقيد...أنه والحق يقال من قبيل ما يسمي بالسهل الممتنع علي أغلب صانعي الافلام.وهوية الفيلم صينية، من انتاج ما يسمي بسينما هونج كونج، تلك المدينة التي كانت، إلي عهد قريب، مستعمرة بريطانية وذلك قبل عودتها إلي الوطن الام واعني به الصين.وفي اكثر من مهرجان كان الفيلم ومخرجته »آن هوي« وبطلته »ديني ايب« جري تقويمهم بجوائز أفضل فيلم واخراج واداء نسائي.ولولا نصيحة صديق عزيز بمشاهدته، لضاعت مني متعة مشاهدة درة سينمائية، تشع نبلا وجمالا.قريبا من بداية الفيلم، ومن خلال مشهد كاد ان يكون صامتا، عرضت المخرجة لايقاعات حياة مشتركة رتيبة، حميمة، تربط شخصيتي الفيلم الرئيسيتين »آب تاو« و »روجر لوينج« نراها، أي «آب تاو، وهي تقدم لـ»روجر« مائدة عامرة، وتتحرك حوله، علي خدمته، كالنسيم، ثم وهي واقفة، وكلها آذان صاغية، لتلقي ما قد يصدر عنه من توجيهات بينما هو.-أي »روجر« -مستغرق في تناول الطعام، دون ان تصدر منه كلمة شكر واحدة، أو تعبير واحد عن الاعجاب بطهيها الرائع لأ لوان الطعام الصيني مكتفيا بان يطلب إليها، وهو يلتهم الطعام، ان تطهي له مستقبلا، وعلي وجه السرعة، وجبة من لسان الثور وقد يذهب بنا الظن، وذلك المشهد الفريد علي وشك الانتهاء، انهما زوجان، أو ربما عاشقان.غير انهما، في حقيقة الامر، ليسا كذلك، وانما خادمة وسيد.. هي، افقدها اسرتها وهي طفلة، احتلال اليابان لهونج كونج، اثناء الحرب العالمية الثانية فتعيش يتيمة في احضان أسرة »روجر« ستين سنة، معظمها قبل مولده.والآن، وقد هاجرت اسرته بالكامل فيما عداه علي »سان فرنسيسكو« بالولايات المتحدة، فانه يقيم في شقة الاسرة بهونج كونج حيث تشاركه »آه تاو« الاقامة فيها، فضلا عن رعاية شئونه.وعلي كل، فما ان انتهت صاحبة الفيلم من عرض العلاقة بينهما، بذلك الايجاز البليغ، حتي تغير مسار الفيلم تماما. ففجأة أصيبت »آه تاو« بجلطة شلت نصفها الايسر.واستجابة منه لطلبها الانتقال بها من المستشفي إلي دار للمسنين، عثر لها »روجر« علي غرفة باحدي هذه الدور.وبدءا من انتقالها علي ذلك النحو، تصبح دار المسنين مركز الفيلم.فيها يزور «روجر« »آه تاو« بانتظام. ومنها يصطحبها إلي المطاعم، في محاولة منه للترفيه عليها حيث يرعي شئونها، مثلما كانت ترعي شئونه صغيرا، وكبيرا ورغم انها وحيدة، ليس لها سوي »روجر« في الحياة، الا انها تطلب إليه الا يضيع وقته في المجيء إليها، بل وان يكرسه، بدلا من ذلك، لعمله كمنتج للافلام وتقاوم انفاقه عليها ببذخ، في شكل هدايا مكلفة، هما في غني عنها ومع ذلك، فهل هي غاضبة؟.. أبدا انها تنتظر زيارته بفارغ الصبر.

ولكن ولانها انفقت حياتها في رعاية الآخرين، فالآن وقد اصبحت عليلة، تشعر بالضيق من تحولها إلي شخص محل رعاية، مخدوما من الغير، لا خادما له، كالمعتاد والحديث عن مآثر الفيلم الأخري، يطول، وبخاصة ما كان منها متصلا بالتعبير عن الحب. وضرورته في عالم يزداد، علي مر الايام، ضراوة وتوحشا.

وهنا، أري من اللازم علي ان أقول باختصار ان صاحبة الفيلم انما ارادت به ان تقول ان الانسان لايزال في وسعه العطاء، وان العمل الطيب. لابد، وان يثاب، مهما طال الزمان.

أخبار النجوم المصرية في

06/12/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)