حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

عقب فوزه بجائزة أحسن إخراج في الإسكندرية :

رضا باهي.. «براندو» جسر بين العرب والغرب

كتب: القاهرة – فايزة هنداوي

 

عن جدارة واستحقاق، فاز المخرج التونسي رضا باهي بجائزة أحسن إخراج عن فيلمه «ديما براندو» في مهرجان الإسكندرية السينمائي، الذي انتهت دورته الثامنة والعشرون أخيراً.

عن الفيلم ونظرة باهي إلى مستقبل الفن العربي، كان هذا اللقاء الذي قال فيه إن «براندو» الفيلم حمل هواجس العلاقة بين العرب والغرب.

·     كان من المقرر أن يؤدي النجم العالمي مارلون براندو بطولة فيلمك «ديما براندو»، إلا أن رحيله حال دون ذلك، فكيف أقنعته بالمشاركة في الفيلم؟

بدأت علاقتي ببراندو منذ كان عمري 17 عاماً، عندما وقعت في غرامه كفنان كبير، وعندما قابلت أنيس عياش ولاحظت الشبة الكبير بينهما، فكرت في صناعة فيلم يجمعهما على أن يكون حلم هذا الشاب هو السفر إلى هوليوود ومقابلة براندو والعمل في السينما. فعلاً، صورت هذا الشاب وأرسلت الصورة إلى براندو من خلال صديقتي اليزابيث تايلور عام 2004، ونسيت الموضوع تماماً، إلا أنني فوجئت بها تقول لي إن براندو يسأل عن رقم هاتفي، وفعلاً تحادثنا قبل أن ألتقيه في اليوم التالي.

·        هل وافق على الفيلم كما كتبته؟

أعجبته الفكرة دون السيناريو وطلب مني بعض التعديلات الخاصة بالنهاية، حيث وجد أن البطل من الأفضل أن يعتقل في غوانتانامو كدليل على قسوة العالم الغربي، فبراندو أراد أن يكون للفيلم دلالة سياسية. فعلاً، عدلنا السيناريو وظلت مفاوضات الأجر مستمرة، فقد طلب خمسة ملايين دولار وصلت إلى مليوني دولار بعد مفاوضات طويلة، ثم كانت وفاته التي نزلت عليَّ كالصاعقة.

·        كيف فكرت في تنفيذ الفيلم بعد وفاة براندو؟

في البداية، لم أفكر في تنفيذ الفيلم وحزنت بشدة لضياعه، إلا أنني بعد فترة، اكتشفت أن الفكرة باقية، وهي تعلق الشاب الذي يشبه براندو بالحلم الأميركي، فقمت ببعض التعديلات واستخدمت مشاهد من أفلام براندو القديمة.

·        ماذا عن الإنتاج، خصوصاً أن شركاءك الإنكليز انسحبوا من إنتاج الفيلم؟

نعم انسحبوا، فقررت إنتاج الفيلم على نفقتي الخاصة فبعت أملاكي واستعنت بالمنحة التي حصلت عليها من وزارة الثقافة التونسية وقيمتها 350000 ألف دولار.

·     تردد أنك أثناء التحضير للفيلم كانت لك لقاءات مسجلة مع براندو، فلماذا لم تستخدم هذه الوثائق؟

لأن براندو اشترط ألا استخدمها إلا بعد توقيع العقود. وللأسف، توفي قبل توقيعها. فضلاً عن أن أسرة براندو شديدة الطمع، وكان يحذرني منها بشدة. فعلاً، أخذت مني 160 ألف دولار مقابل بعض المشاهد من أفلام براندو القديمة.

·        تصوّر البعض أنك استخدمت اسم براندو وبعض مقاطع من أفلامه لتوزيع الفيلم تجارياً؟

إطلاقاً، فاسم براندو لم يعد وسيلة للبيع التجاري، لكنني كنت مهموماً بطرح وجهة نظري في السينما الغربية ورأيت في فكرة الفيلم تحقيقاً لتلك الرؤية، فضلاً عن أنه يعد وسيلتي الوحيدة لأحكي تجربتي مع براندو.

·     استخدمت الجمع بين اللقطات الوثائقية والدراما، وهي طريقة جديدة على المواطن العربي، ألم يقلقك هذا الأمر؟

فعلاً هذا الأسلوب جديد على المشاهد العربي، لكنه كان الطريقة المثلى لتقديم الفيلم. كذلك لا يجب أن نسلم أنفسنا للقوالب الجامدة، وعلينا أن نقدم الأساليب الجديدة في الإخراج وحتما سيعتاد عليها المشاهد بعد فترة.

·     تناقش أفلامك كافة العلاقة مع الغرب مثل السائح الأجنبي في فيلم «اليهودي والخطاف» والمستعمر في فيلم «وشم على الذاكرة» وأخيراً الفريق السينمائي في فيلم «براندو»، فلماذا تشغلك هذه القضية دائماً؟

في المغرب العربي تتداخل اللغة والثقافة الفرنسية مع العربية، وهذه القضية تسيطر عليَّ منذ الطفولة، فأنا ابن عائلة محافظة في مدينة القيروان، ثم التحقت بمدرسة للراهبات والتقيت بثقافات أخرى، وظلت الفكرة تراودني إلى أن تمكنت من التعبير عنها سينمائياً.

·        لكن الفيلم احتوى على بعض المشاهد الجريئة والتي كانت صادمة للمشاهد العربي.

لا أرى أنها مشاهد مقحمة أو غير طبيعية، فعلى سبيل المثال الممثلة الأميركية لها مفهوم عن الجسد لا بد من أن تعبر عنه بطريقتها وليس بالطريقة العربية. المشكلة في وجهة نظري هي الثقافة السائدة الآن في المجتمعات العربية، والتي أصبحت متحفظة، وهو أمر جديد على المجتمعات العربية، فقد كانت الأفلام المصرية قديماً مليئة بالقبلات وكان المشاهد يتقبلها من دون أي اعتراض، وأنا كمخرج لن أنساق إلى الذوق العام، فأنا لا أقدم أفلاماً تستهدف نوعاً معيناً من المشاهدين سواء العرب أو الغربيين بل أقدم سينما لأجل السينما.

·     كيف ترى مستقبل السينما في ظل سيطرة التيارات الدينية على الحكم في بعض البلدان العربية؟

الصورة مقلقة للغاية، تحديداً في تغيير هوية المجتمع العربي الذي لاحظناه جميعاً في الفترة الأخيرة، وهو ما سيؤثر على الفنون والثقافة وعلى الحياة عموماً.

·        كيف يمكن التصدي لذلك في رأيك؟

أرى أن التصدي لا يكون إلا بالمواجهة والإصرار على تقديم الفن الحقيقي، وعدم الرضوخ لآليات هذه التيارات وشروطها كي لا نعود إلى الوراء ونخسر مكتسبات سنوات طويلة من الليبرالية والحرية، فضلاً عن أن حضور الآخر بثقافته المغايرة أمر مهم جداً في هذه الحالة.

·     مشروعك السينمائي المقبل فيلم عن الرئيس التونسي الراحل بو رقيبة، الذي أيد اقتسام فلسطين مع واليهود، ألم تقلق من اتهامك بالتطبيع مجدداً بعدما لاحقتك التهمة مع فيلم «الخطاف لا يموت في القدس»؟

فعلاً اتهمت بذلك، على رغم أنني صوَّرت الفيلم في غزة بمباركة ياسر عرفات ودعم الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش. عموماً، لا تقلقني هذه التهم، فأنا أقول ما أؤمن به. أما عن بو رقيبة فقد نادى بتقسيم فلسطين طبقاً لمشروع الأمم المتحدة لسنة 1948، وهو لم ينف أن الكيان الإسرائيلي مُستعمِر، وأن ثمة جهات عربية وغربية باعت فلسطين.

الجريدة الكويتية في

28/09/2012

 

فجر يوم جديد:

النضال… في وقت الفراغ

مجدي الطيب 

لم أرتح كثيراً لفكرة تنظيم تظاهرة على هامش الدورة الثامنة والعشرين لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط تحت عنوان «دعم الثورة السورية»، وخالجني شعور خفي بأن النية ليست خالصة لوجه الله، وأن ثمة متاجرة وراء التفكير في تنظيمها.

استشعرت هذا فور تلقي مكالمة هاتفية من رئيس المهرجان يبلغني فيها بما تنوي إدارة المهرجان الإقدام عليه، وأبديت اعتراضي على الفكرة قبل أن يباغتني بأنها أصبحت في حيز التنفيذ، ولا مجال للتراجع بعدما سارع المركز الصحافي للمهرجان بموافاة الصحف بها.

بنيت اعتراضي على أن المهرجان يزج بنفسه في مواقف سياسية لا قبل له بها، وأن المهرجانات العربية مُطالبة بالدعوة إلى لمّ الشمل، وتوحيد الصف، ونبذ الفرقة بين الأشقاء، بدلاً من الانطواء تحت عباءة الأنظمة السياسية أو الأحزاب الدينية، ومن ثم الاستجابة، ربما من دون أن تدري، للمؤامرات والمُخططات الأجنبية التي تستهدف أمتنا العربية.

سبق السيف العذل، حسبما فهمت، وبعدها حانت اللحظة التي عُقدت فيها الندوة التي دُعي للمشاركة فيها عدد من السوريين فوجئت، وربما فوجيء معي كثر، بأن ليس من بينهم مخرجون بقدر ومكانة عبد اللطيف عبد الحميد، وأسامة محمد، ومحمد ملص… وغيرهم من المبدعين السوريين الكبار، وصُدمت أكثر عندما علمت أن أحداً منهم لم يصل إلى القاهرة، ثم الإسكندرية مقر أنشطة المهرجان، قادماً من سورية مباشرة، وإنما جاؤوا من دول عربية وأوروبية عدة، يعيش غالبيتهم فيها منذ سنوات ليست قصيرة.

لا أدري لم أحسست أنهم جاؤوا بعدما أنجزوا أشغالهم، وفرغوا من ارتباطاتهم، وأدركوا أن «أجندة» مواعيدهم تسمح لهم بأن يتواجدوا في الإسكندرية في ذلك التوقيت ليُعلنوا مواقفهم الثورية، ويؤكدوا تضامنهم الكامل مع أبناء شعبهم.

إنه «النضال في وقت الفراغ»، حسبما رأيته، هو نوع من النضال أعاد إلى ذاكرتي ما كان يجري في حقبة ما، عندما كان «الثوري» أو «المناضل على طريقته» يختار الإقامة في أحد الفنادق الفاخرة في إحدى دول المهجر، ومنها ينطلق إلى «الصالونات» أو يتخفى وراء اسم مجهول في صحيفة مشبوهة التمويل، للحديث عن القضية الفلسطينية، ويُبدي تفانياً عظيماً في خدمتها والتغني بها، عبر شعارات وخطب رنانة، ومع حلول المساء يقبع بمكانه المفضل في «البار» المختار.

بالطبع قيل الكثير في الندوة عن الدور الوطني الذي يؤديه الفنانون الثوار في بلاد الغربة، والأسباب القسرية، والقهرية، التي دفعت بعضهم إلى مغادرة الوطن، بل دافع أحدهم عن وجهة نظره بالقول إن «حمل القلم لا يقل شرفاً عن حمل السلاح»، لكنني لم أتردد في مواجهتهم بمشاعري الحقيقية، ويقيني بأن «النضال عن بعد» ولى زمانه، وأن الثائر الحق هو الذي يعيش معاناة أهله ويتواجد بينهم، بدلاً من أن يكتفي بالتشجيع والتصفيق من «المدرجات» مثلما يفعل الجمهور في مباريات الكرة.

كرم الضيافة والمقولة المصرية «إكرام الضيف واجب»، منعاني من القول بأن شعوراً يعتريني بأن ثمة من يضحي بروحه، ويبذل النفس والنفيس، بينما ينتظر آخرون اللحظة المواتية لاقتناص فوز لم يدفعوا ثمنه، بل لا أبالغ في القول إن ثمة من يناضل، وفي ذهنه أنه يحجز لنفسه مكاناً في «النظام الجديد»، بمعنى أنه يُقدم مسوغات تعيينه وجدارته بالمنصب المأمول، بالحديث بحماسة ووطنية لا تكلفه شيئاً في الندوات، التي يُدعى إليها في فنادق الخمس نجوم، أو المهرجانات التي ينزل ضيفاً عليها، ويخاطب جمهورها لمدة لا تزيد على الساعة، وبمجرد أن ينفض «المولد» يعود إلى «منفاه الاختياري» ليواصل الكفاح والنضال حتى آخر نقطة دم من أبناء شعبه.

تفاوتت ردود الفعل تجاه موقفي، بين مؤيد وغاضب، لكنني غادرت الإسكندرية إلى الأقصر لحضور مهرجانها الأول للسينما المصرية والأوروبية، وهناك تابعت وقائع حفلة ختام مهرجان الإسكندرية، ومراسم تكريم الفنانين السوريين الذين جاؤوا ليقطفوا مبكراً ثمار الثورة، وقرأت تصريح الفنانة السورية التشكيلية لويز عبد الكريم، التي قالت على الملأ: «أخجل لوجودي هنا ومواطنو بلادي يقبعون تحت القصف والقتل»… وأدركت أنني كنت على حق، فقد كنا في حضرة «مناضلين في وقت الفراغ».

magditayeb@yahoo.com

الجريدة الكويتية في

28/09/2012

 

النقد السينمائي في عصر مضى:

كيف كان وكيف أصبح

محمد رُضا

يعد النقد السينمائي رؤية موازية لما تعيشه المجتمعات ، في أي زمان ومكان، من تجاذبات سواء كان ذلك سياسياً واقتصادياً واجتماعياً و مواكبات لجزئيات الحياة من أفكار وتيارات.. وحيث أن النقد السينمائي كان يمر بالأزمة ذاتها اذ لا يمكن له أن يختلف وينشط ويزدهر في الوقت الذي كانت فيه الثقافات والشؤون الفكرية والفنية تعيش بدورها حالة من التردي الأمر الذي كان مختلفا مع النقد السينمائي في عصره الذهبي، خاصة في الستينات والسبعينات..

آنذاك، كانت هناك حركات اجتماعية مختلفة وتيارات سينمائية مواكبة لها. فالصرخة ضد الحروب كانت أعلى مما هي عليه اليوم و التظاهرات لصالح القضايا الاجتماعية على اختلافها كانت مؤثرة. أما العالم فكان موزّع القوى بين ثلاث معسكرات: الشرق الشيوعي والغرب الرأسمالي ودول عدم الإنحياز التي كانت داعمة، بصورة فاعلة للعديد من الدول التي كانت تصون حريّـاتها واستقلالها من ذلك المعسكر فالعالم بأسره بدا كما لو كان يولد من جديد.

ولما كانت الحرب العالمية الثانية على وشك النهاية كانت المجتمعات متخوفة من شبح السقوط فيها من جديد .أما الجيل الموالي فكان منشغلا بالبحث عن تجارب اقتصادية وعلمية وثقافية وفنية مختلفة من جهة ومن جهة أخرى كان هنالك حديث عن ثورة في صفوف النساء سرعانما تحولت الى مطالبة بحريّـة للمرأة وبظهورها كعنصر فاعل وعامل في المجتمعات.

السينما كانت مثل "الورق النشّـاف" الذي كنا نستخدمه لما كنا صغارا لننشف الحبر الذي نكتب به ..فكانت مشبعة ملمة كذلك لمختلف متغيرات المجتمع .

كل هذا أدى ، الى انهيار نظام الأستديوهات إيذاناً بفتح المجال أمام حريّات التعبير المختلفة.

ففي الماضي كان الاستديو مجالا لتأّليـف كل الإنتاجات فالجميع كتّاباً ومخرجين وممثلين وباقي العناصر كانوا موظّـفين بأجور أسبوعية عملوا أم لم يعملوا، وفي المقابل كان عملهم تنفيذ "الفورميلا" المطلوبة من كل استديو يعمل لديه (وهي فورميلا لا تتغيّر كثيراً من استديو إلى آخر).

وأمر آخر مهم هو انتهاء الرقابة في الدول المتقدمة ، بما فيها تلك التي كانت تمارسها هوليوود على نفسها وهكذا استطاع المخرج استكمال العنصر المقرر وفي أحيان العنصر المؤلّـف للفيلم (ولو إلى حين بعدما قامت الأستديوهات بهجوم مضاد على المنتجين الذين كانوا دائماً العقل المادي لكل عمل.

وفي أنحاء العالم كانت هناك سينما جديدة: في مصر، في لبنان، سوريا، العراق، تونس، فرنسا (حيث سبقت السينما ثورة 1968 الطلابية)، البرازيل، تشيلي، الولايات المتحدة، كوبا، بريطانيا، إيطاليا وغيرها من السينمات ..

كل ذلك دفع العمل السينمائي إلى التحرر .

أما النقد السينمائي في تلك الآونة فكان متمحوراً حول إتجاهين: نقد يستخدم الإنشاء لوصف الأفلام ونقد اخر محتشم كان يستخدم السينما لوصف الأفلام. الأول بطبيعة الحال كان لا يرى ضيراً من الحديث عن المواضيع و"القضايا" و"الطروحات" حتى ولو دفع الأمر إلى استخدام نبرة خطابية وعاطفية، والثاني كان عليه القيام بالوظيفة النقدية مستخدماً العناصر ذاتها التي تكوّن الفيلم تقنيا وبصرياً وصوتياً تلك التي يعتمدها الفيلم ألفبائيات لغوية في تحقيقه وعليه فانه لا يمكن الحديث أولاً عن "المضمون" بل عن السينما التي حوت المضمون.

.لم يكن حولي من العرب الذين سبقوني إلى مزاولة النقد السينمائي من أمّ هذا الإتجاه الثاني سوى الراحل سمير نصري. أما معظم الزملاء في الصحف اللبنانية الأخرى فهم متدرّجون في اهتماماتهم من فريد جبر إلى عادل سابا ووليد شميط وجورج الراسي، كما في حجم اهتمامهم ولون اهتمامهم السينمائي أما في مطلع السبعينات فقد سطع نجم ناقد لم يتكرر إلى اليوم أسمه إدغار نجـّار.

وفي مصر كان النوع المنتشر من النقد هو مزيج من الإتجاهين مع تغليب الأوّل لكن حتى أولئك الذين اهتموا بالمضامين أكثر كانوا يقومون بذلك عن دراية وقدرة فائقة على ملاحظة الجوانب الفنية. تابعت، حينها، فتحي فرج وسامي السلاموني (رحمهما الله) ومصطفى درويش (الذي كان أقربهم للاتجاه الفني) وسمير فريد ورفيق صبّان وشلّة أخرى معظمها توقّـف عن الكتابة اليوم.

"الأفلام كانت تهم» Movies mattered كما كتب، ذات مرّة، ناقد آخر مشهور ومحترف هو ديفيد روبنسون، واصفاً العقد الستيناتي.

السينما اليوم مازالت مهمة ولكنها في اتجاه اخر ..هناك فجوة عميقة بين النقد وبين المشاهد. طبعاً هناك قراء كثيرون للنقد السينمائي، ولكل ذوقه الخاص في قراءة الشكل والنوع والمستوى الذي يراه مناسبا لكل ما هو مكتوب، الا أن الحضور الجماهيري للنقد السينمائي كان أوسع وأكثر انتشارا وذلك بفضل الحضور الثقافي الذي ساد تلك الفترة على النحو الذي ذكرته آنفا.

لذلك كان النقد محصّـناً من ناحيتين: من مصادر العمل السينمائي المتجدد والمختلف في كل سينما حول العالم، ومن حلقة جماهيرية تواكب تلك المتغيّرات وتريد مشاركة الناقد الإطلال عليها والتعامل معها. لقد كانت فرصة مهمة بالنسبة للمخرجين على اختلافهم للظهور خارج الإطار المحلّـي وذلك بفضل الحالة الثقافية الجامعة.

فما يجمع بين انغمار برغمن الراكن إلى حكايات الإيمان والريبة والمتعامل مع شطر جغرافي محدود، وبين ميغويل ليتين التشيلي الذي كان يسرد تاريخ النضال في بلاده وتلك المجاورة، وبين صلاح أبوسيف او حسين كمال الأول او عبد اللطيف بن عمّار من تونس او محمد العسكري من الجزائر وهال آشبي من الولايات المتحدة وعشرات الأسماء اللامعة حينها، هوالعمل تحت غطاء تلاحمت فيه الظروف الثورية (سلمية او غير سلمية) التي قام بها الإنسان نفسه (وليس التكنولوجيا او المؤسسات الصناعية الكبرى مثلاً) لخلق فهم جديد لعالم كان يعيش في كل ركن من أركانه حالة وعي وتطوّر كبيرين.

وعليه فان نسبة الإنتشار نظم الإنترنت وتكنولوجيا التواصل الإجتماعي باتت الكتابات في المجالات كلها تبدو أكثر انتشاراً اليوم مما كانت عليه. أقول تبدو لأنه لا إحصاءاً محدداً يكشف على نحو واثق من هم قرّاء الثقافة على المواقع العربية والعالمية المختلفة، لكن بالتأكيد هم أقل عدداً من قراء المجالات الأخرى مثل المواقع السياسية والمواقع الإخبارية وتلك المتخصصة في شؤون مخادع الممثلين ونجوم المجتمع ومواقع الدين والرياضة وسواها.

هذا لا يعني أن النقد السينمائي، والكتابة عن السينما ثقافياً، في تراجع ، بل على العكس هو بدوره أكثر تواجدا مما كان عليه.

اليوم تقرأ هنا وتقرأ في المواقع كافّة مقالات سينمائية ولا ضير في ذلك بل هذا رائع بحد ذاته .أما ما لا يحققه هذا الإنتشار هو وحدة التفاعل مع الجمهور الذي يتوجّـه إليه. فالمقالات تُكتب بمناسبة ودون مناسبة، التحقيقات تُـنشر بلا منهج محدد والقراء يطالعون ما توفّـر وعكس ما كان سائدا أثناء العصر الذهبي السابق حيث كان القرّاء يؤلّفون جبهة معروفة وحاضرة وقويّـة وذلك بفعل نظام ثقافي جدلي العلاقة ومتبادل الأفكار بين الناقد والجمهور. هذا بدوره كان نتيجة الوضع الثقافي العام الذي كان أثرى وأكثر تعميماً من كل وضع سابق او لاحق. وضع صنع السينمات الرائعة في أكثر من عاصمة عربية وهو صاغ التظاهرات السينمائية ومهرجاناتها الأولى. وهذا وسواه لم يعد متوفّراً الآن فقد تحوّل الجهد إلى ملء شاشات الإنترنت فقط .وما تقلص كثيرا هو التأثير خاصة اذا ما قارنا المحتوى مع ما كان يُـكتب فقد بات لا يشكّـل نقطة لقاء حوله بل لا يُثير نقاشاً او يترك في الوجدان بالاً. بل بات مجرد نقطة عابرة في بحر الكتابات.

الجزيرة الوثائقية في

27/09/2012

 

التجريد في المشهد السينمائي الفرنسي المُعاصر (1)

رافائيل باسان ــ ترجمة : صلاح سرميني 

كريستيان لوبرا

في نصيّن نُشرا نهاية السبعينيّات : "من باليه ميكانيكية إلى السينما البنيّوية"، و"هاهي السينما ما بعد البنيّوية"، يُحدد "كريستيان لوبرا" مجاله التعبيري كسينمائيّ (15).

في النصّ الأول، يبعدُ فيلم "فرناند ليجيه" عن أعمال مُعاصريه، ويجعل منه أحد أسلاف السينما البنيّوية.

وفي هذا الخصوص، كتب :

(في الحقيقة، يُشكل "باليه ميكانيكية" معالم بحث سينمائيّ جذريّ، يجد أسلوبه في الأفلام البنيّوية على شكل ثلاث تساؤلاتٍ جوهرية : العناصر التي تمّ تصويرها، سرعة إدماج المعلومات، وأخيراً، الترتيب العام للفيلم) ـ مجلة Melba ـ.

يُصور "فرناند ليجيه" هذه العناصر في لقطاتٍ كبيرة بدون علاقةٍ مع ما تُمثلها في الواقع، ويعزل منها تفاصيل معينة من أجل الحصول فقط على صورتها التشكيلية، ومن ثمّ، بفضل المونتاج السريع للعناصر المُتناقضة مع الإستعانة بالصورة السوداء، وعدداً محدوداً من الكادرات، يخلق نوعاً من التوزيع يؤدي إلى بناء آلة لتحويل الطاقة، ما سوف يكون واحداً من أهداف السينما البنيّوية.

على حين يُبعد النصّ الآخر ممارسة "كريستيان لوبرا"، وزملائه في Paris Films Coop (كلودين إيزكمان، غي فيهمان، دومنيك ويلوغبي، جان ميشيل بوهور) عن السينما البنيّوية .

وهنا، لم يعدّ هؤلاء السينمائيون في حالة بحثٍ عن سياقاتٍ ذات معنى:

(عند الما بعد بنيوييّن،.. السياق موجودٌ مُسبقاً، يمنح نفسه من الوهلة الأولى، كما هو، وسوف يحاول السينمائيّ توظيفه إلى الحدّ الأقصى من كثافته) (16).

في (1978-1980)Trama، يُقسّم "كريستيان لوبرا" مسطحاً للتصوير إلى ستة شرائح شاقولية متساوية الألوان (أصفر، أحمر، أزرق، أخضر، بنفسجي، وبرتقالي).

يظلّ التكوين ثابتاً طوال الفيلم، بينما يشدّ السينمائي الفكرة البصرية المحوريّة نحو الجانب كلّ إطارين، أو ثلاثة.

يبني خطوةً خطوة بمُساعدة عشر شرائط مختلفة، ويُحدث الخليط الضوئيّ للألوان تأثيراتٍ غريبة من النبضات.

معHolon (1981-1982) يصل السينمائي إلى درجةٍ مكثفة جداً في إقتران الألوان، ويخلق نظاماً متجانساً، مكتفياً بذاته تماماً، ويعمل بطريقةٍ مخبرية.

في هذا الفيلم، تسعة شرائط مثقوبة تُشكل آلةً لتخفيض الصبغات، حيث يمكن للألوان، الجوانب، السرعات، والإيقاعات أن تتقاطع فيما بينها إلى ما لانهاية عن طريق التوالد الذاتيّ.

وبينما يؤكد Trama الموقع الشاقولي للشريط كي "يجعل الشاشة تنفجر من الداخل" كما يقول السينمائي، يُحوّل Holon الفيلم إلى ذبذبةٍ حقيقية من الألوان.

من المُؤكد، بأنّ وصف هذه الأفلام لا يُعوّض عن تجربة مشاهدتها على الشاشة، بمعنى إختبارها في زمن العرض.

اليوم، تمرّ مسألة التجريب ـ من التشكيل إلى التشويه ـ عن طريق التهجين بين معطياتٍ متنوعة تصنع منها كلّ ثرائها.

تقريباً، كلّ الإستراتيجيات الجمالية التي تمّ شرحها أعلاه، أُعيد إستخدامها في الإبداعات السينمائية التجريدية المُعاصرة.

دومنيك لانج

في أفلامه، يعود "دومنيك لانج" إلى ممارسةٍ معينة من السينما الصافية، تلك التي نظرّت لها "جيرمين دولاك" سابقاً.

في Romance d’automne (2000-2001)، يستعين كأنماطٍ بأماكن مهجورة، حدائق، وكراسي خشبية، ومن خلال توظيفٍ تشكيليّ عن طريق الكاميرا، يُحوّلها إلى لوحاتٍ تجريدية، وغنائية حيّة (يُخيّل لنا بأنه يعجن الصلصال)، وبدون اللجوء أبداً إلى التحريك، أو الرسم، يتمكن من تحقيق ما حصل عليه "أوسكار فيشينغر"، أو "لين لاي" بدءاً من نماذج تخطيطية، أو مرسومة.

في هذا الفيلم، نلاحظ صعوداً نحو الضوء : الإنطلاق من أماكن مُعتمة، سميكة، ومزدحمة بالأشكال العنكبوتية، والتسامي نحو السماء، الوضوح.

منذ الإفتتاحية، وبالعكس من أفلامه الأخرى، نجد بأنّ كلّ واحدٍ من مقطوعات ثلاثيته

Soupirs d’écume (Soupirs d’écume 1، Vagues tourments، Au-delà du néant,)( 2000-2004) يُدخلنا في قلب شريطٍ من أنماطٍ مُكثفة، وتصويرية، يقدم سطح الشاشة تحوّلاً بطيئاً من الأفكار التجريدية المُكررة.

يستمدّ (Soupirs d’écume 1) كافة إحتمالياته التشكيلية من زجاج نوافذ الكنائس : التسارعات، الإبطاء، ضبابية الملامح، وخلط المعايير تجعل منه سيمفونيةً حقيقيةً من أشكالٍ تجريدية إنسيابية (في معظم الأحيان، يستخدم السينمائيّ طريقة التصوير/المونتاج المباشر عن طريق الكاميرا) .

(Vagues tourments) تمّ تصويره في حديقةٍ بعد وقتٍ قصير من العاصفة التي حدثت عام 1999.

في بعض اللحظات، ينمحي تداخل الأشكال التجريدية، كي تظهر لنا بعض النقاط الدالة عن الأماكن.

وكما حال الفيلميّن القصيرين من هذه الثلاثية، يستخدم ( Au-delà du néant) إستراحاتٍ طويلة تصل إلى ثانيتيّن، وتُحوّل قبراً في مقبرة "Père-Lachaise" إلى لوحةٍ متحركة من التجريد الزاخر بالأحاسيس، والمشاعر الروحانية، والإثارة المادية.

هوامش المؤلف :

(15) ـ "من باليه ميكانيكية إلى السينما البنيّوية"، و"هاهي السينما ما بعد البنيّوية" نصّان نُشرا على التوالي في العددين 4-5 من مجلة Melba Magazine (ديسمبر1977)، وفي كراسةٍ بعنوان "بين الصور: ملاحظات حول أفلامي، والسينما" (كريستيان لوبرا، ParisExpérimental، مجموعة "شرطٌ لا غنى عنه"، 1997).

(16) ـ يؤكد "كريستيان لوبرا" : "في السينما البنيوية، يبقى السياق قابلاً للإكتشاف (على سبيل المثال في Wavelength لميكائيل سنو، لا نعرف كيف سوف ينتهي الفيلم، ولا في أيّ مكانٍ بالتحديد)، الأفلام البنيوية لها بداية، ونهاية يمكن التعرّف عليهما، يبقى أيضاً جنين بناء حكائيّ : قصة السياقات نفسها في بعض الحالات.

في السينما الما بعد بنيوية، على العكس، تنشط السياقات منذ البداية، إنها هنا، منذ الوهلة الأولى، مثل آلة، نظام يتوجب على المتفرج الدخول فيه، السينمائي، بدوره، يُنشط السياق إلى أقصى حدود إمكانياته، ولهذا السبب، نجد بأن الأفلام مبنية غالباً من "أنماطٍ" في حالة تتابع، وتمثل طرائق مختلفة لتنشيط السياقات (على سبيل المثال، Trama، ولكن أيضاً Vitesses Women (1972-1974) لكلود إيزكمان يعملان بهذه الطريقة)، النموذج يشبه "دوامة"، الأفلام ليس لها بداية، ولا نهاية، تدور حول نفسها، يمكن أن نغير أماكن الأجزاء المختلفة بدون أن يتغير الفيلم، إنها حالة فيلمي Autoportraitau dispositif (1981) والذي يمكن عرضه بدون مبالاة من هذا الجانب، أو الجانب الآخر، ولهذا السبب، أُظهر في النهاية العنوان معكوساً، إنه مرآة بوجهيّن، أو مثل ظاهرة تأثير إنعكاس الصوت : التوالد الذاتيّ" (حوار مع المؤلف، باريس، نوفمبر عام 2005).

هوامش المُترجم :

Raphaël Bassan

وُلد "رافائيل باسان" عام 1948 في بلغاريا، وهو مخرجٌ، وناقدٌ سينمائيٌّ فرنسيّ، متخصصٌ في السينما التجريبية.

في البداية، توجهت إهتماماته نحو مسيرة أدبية، حيث أصدر مع "هوبير حداد" عام 1970 مجلة متخصصة بالشعر (Point d'être)، بينما أخرج أول أفلامه القصيرة في عام 1969.

"جان بول بورر"، وكان واحداً من أعضاء المجلة الشعرية، إستعاد ذكريات تلك السنوات في صفحات سيرته الذاتية (محاربو الحلم)، وأشار إلى "رافائيل باسان" بصفته شاعراً، وسينمائياً.

منذ ذلك الحين، بدأ "رافائيل باسان" يكرسّ نشاطه للكتابة عن السينما بشكلٍ عام، والتجريبية خاصةً، تلك التي كان يتجاهلها معظم زملائه، وكتب مقالاته السينمائية في صحفٍ، ومجلاتٍ متعددة، وأصبح صحفياً محترفاً.

من جهةٍ أخرى، يعتبر واحداً من المجموعة التي أسّست في عام 1971 تعاونية التوزيع المُستقلة المُسمّاة "جماعة السينما الشابة" التي تُواصل نشاطها حتى اليوم.

خلال الفترة 2000-2010 تعاون "رافائيل باسان" كناقد سينمائي مع مجلاتٍ أخرى، ومواقع فرنسية، وأوسترالية متخصصة، وشارك في تحرير بعض المقالات في "الأنسكلوبيديا العالمية"(من موقع ويكيبيديا).

الجزيرة الوثائقية في

27/09/2012

 

أكدت أن أغلب المصريين خفيفو الظل.. ورفضت وصفها بالفنانة الكوميدية

فيفي عبده تعود للسينما بـ"مهمة في فيلم قديم"

القاهرة - مروة عبدالفضيل  

أعربت الفنانة فيفي عبده عن سعادتها بعودتها للسينما من جديد من خلال فيلم "مهمة في فيلم قديم"، الذي يعد أولى التجارب السينمائية للمؤلف الشاب محمد فاروق، والفيلم من إخراج أحمد البدري.

وعن دافعها للعودة للسينما بعد غياب دام سنوات طويلة قالت عبده لـ"العربية.نت" إنها لم تقاطع السينما بمزاجها الشخصي، ما كان يعرض عليها كان لا يليق على الإطلاق بالأعمال السينمائية التي سبق وقدمتها في الثمانينيات والتسعينيات لذا كانت ترفضه.

وشددت عبده على أن تواجدها التلفزيوني عبر أعمال مهمة كان يعوض غيابها عن السينما بشكل كبير.

"لا أجيد فن الكوميديا"

وكشفت عبده أن قصة فيلم "مهمة في فيلم قديم" غير مستهلكة على الإطلاق، "فهي وإن كانت بها بعض الكوميديا فإنها تناقش الكثير من القضايا الاجتماعية الموجودة في مصر"، حسب قولها.

وستجسد عبده في العمل شخصية سيدة شعبية لها ابن، ويقوم بتجسيد هذا الدور الفنان إدوارد، يعتقد نفسه موهوباً بدرجة كبيرة في عالم الغناء فيظل باحثاً طيلة أحداث الفيلم عن فرصة ليحقق الشهرة. وتدور أحداث العمل في إطار كوميدي لايت.

ورداً على سؤال حول اتجاهها للكوميديا، أقرت عبده بأنها لا تجيد فن الكوميديا في حد ذاته بمعنى أنه لا يمكن إطلاق وصف "فنانة كوميدية" عليها، إلا أن الشعب المصري كله تقريبا يتميز بخفة الظل وإطلاق النكات خلال أحاديثه، حسب قولها.

سيناريو مكتوب بحنكة عالية

وتتعاون عبده في هذا الفيلم مع المنتج محمد السبكي. وعن هذه التجربة قالت الفنانة: "محمد رجل جدع وهو ليس منتجاً فقط بل لديه حس فني هائل جدا، لذا أنا سعيدة بالعمل معه في هذا الفيلم".

وعن مغامرتها بالعمل مع السيناريست محمد فاروق، في أول عمل سينمائي له قالت عبده إنها أصبح لديها خبرة كبيرة في السينما تمكنها من "التفرقة بين الورق الذي كتبه شخص موهوب، وبين الورق الذي كتبه شخص يبحث عن قرشين". وأثنت على سيناريو محمد فاروق، مؤكدة أن نصه مكتوب بحنكة درامية عالية.

ويشارك في بطولة "مهمة في فيلم قديم" إلى جانب فيفي عبده كل من الفنانين إدوار ونهلة زكي ولطفي لبيب وبدرية طلبة وإيمان السيد ومادلين طبر، وهو من إخراج أحمد البدري.

وفي سياق آخر، تنتظر فيفي عبده استئناف تصوير مسلسلها "مولد وصاحبه غايب" مع هيفاء وهبي وسعيد طرابيك.

العربية نت في

28/09/2012

 

بمشاركة 10 أفلام لمخرجات فلسطينيات من الضفة الغربية وقطاع غزة

افتتاح مهرجان "شاشات" لسينما المرأة في فلسطين

رام الله - نظير طه  

افتتح بقصر رام الله الثقافي بمدينة رام الله، مساء الخميس، مهرجان "شاشات" الثامن لسينما المرأة تحت عنوان "أنا امرأة من فلسطين"، وذلك بمشاركة عشرة أفلام لمخرجات فلسطينيات من الضفة الغربية وقطاع غزة.

وقالت مديرة المهرجان ومدير عام شاشات علياء أرصغلي، إن" المهرجان سيستمر لمدة ثلاثة أشهر، حيث سيتم عرض الأفلام المشاركة، وعددها عشرة، في جولة موسعة تشمل 14 مدينة وأربعة مخيمات بالضفة الغربية وغزة لكي تصل إلى كل أنحاء فلسطين من خلال المؤسسات الثقافية والاجتماعية والجامعات في الضفة الغربية وقطاع غزة"، مشيرة إلى أن هناك 21 مؤسسة ثقافية وثماني جامعات فلسطينية تشارك في المهرجان الذي يقام بتمويل من الاتحاد الأوروبي.

وأضافت أرصغلي أن المهرجان يهدف إلى ربط الوطن في ظل بناء الجدار الفاصل وإقامة الحواجز الإسرائيلية، ومأساة الانقسام الفلسطيني، حيث تشارك أربع مخرجات من الضفة الغربية مقابل ست مخرجات من قطاع غزة في هذه الدورة الثامنة.

وأشارت مديرة "شاشات" إلى أن هذا المهرجان هو الأكثر استمرارية في فلسطين والعالم العربي، حيث يتم تنظيمه للعام الثامن.

وأكدت أن ما ميز المهرجان في دورتيه الأخيرتين أنه جاء بصناعة وطنية بحتة بعكس ما كان في السنوات السابقة الذي كان يتخلله عروض لأفلام عربية وأجنبية، وذلك من أجل خلق حالة مجتمعية مهتمة برؤية الواقع الفلسطيني من خلال عيون المرأة المبدعة.

من جانبها، رأت المخرجة تغريد العزة، إحدى المشاركات في المهرجان على مدار 4 سنوات، أن المهرجان هذه السنة كان أكثر ضجة إعلامية عن السنوات السابقة، مشيرة إلى أنها حاولت إبراز المرأة الفلسطينية القوية والتي من حقها الظهور بهذا الشكل في فيلمها الدرامي "دبلة الخطوبة"، والذي تدور أحداثه حول أهمية فترة الخطوبة والتي تعتبر ضرورية للتعارف والتفاهم والتي تصطدم مع العادات والتقاليد والثقافة.

يذكر أنه سيكون لهذا المهرجان افتتاح آخر في الرابع من الشهر القادم بقاعة رشاد الشوا في مدينة غزة.

العربية نت في

28/09/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)