حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

احتجاجات في اليونان ولبنان وألمانيا على الفيلم التركي

«فتح 1453» عن سقوط القسطنطينية.. يسيء إلى المسيحيين

نديم جرجورة

 

بعد أيام عديدة على بثّ «براءة المسلمين» لسام باسيل (نقولا باسيلي نقولا)، وما أثاره من اضطراب في العالم الإسلاميّ تحديداً، «انفجرت» مسألة جديدة مرتبطة بشعور مسيحي أرثوذكسي بالإساءة إلى المسيحيين الأرثوذكس أساساً على أيدي أناس أتراك، من خلال فيلم «فتح 1453» لفاروق آكصوي، الذي تناول قصّة فتح القسطنطينية من قبل جيش المسلمين، في العهد العثماني بقيادة محمد الفاتح. والفيلم، الذي يُعتبر أكثر الأفلام تكلفة في تاريخ صناعة السينما التركية (بلغت ميزانية إنتاجه 18 مليونا و200 ألف دولار أميركي)، «حرّض» على مواجهته في بقاع مختلفة من العالم، احتجاجاً على «وجهة نظر تركية» للفتح المذكور، وعلى ما اعتُبِر «إساءة للروم وللكنيسة على حدّ سواء».

لوهلة أولى، يُمكن القول ببساطة شديدة إن العالم محتاج إلى ما يُسمّى بـ«توازن الرعب». فالإساءة إلى النبي محمد محتاجة، من بين أمور أخرى، إلى إساءة إلى السيّد المسيح وإلى سلالته، لإيجاد معادلة تتيح للجميع فرصة مقارعة الآخر بإساءات متبادلة. وعلى الرغم من أن الغليان الإسلاميّ لا يزال في ذروته، إلاّ أن الحملة الموجّهة ضد «فتح 1453» بدت كأنها مطلوبة لعدم التفريط بما يُسمّى «تعايشاً مشتركاً»، أو «عيشاً مشتركاً بين الديانتين المسيحية والإسلامية وأبنائهما». الفيلم «المسيء إلى الإسلام» مسيء إلى السينما أولاً وأساساً. والفيلم الذي اعتبره مسيحيون متشدّدون مسيئاً للكنيسة، قد يكون أهمّ وأفضل وأجمل من «براءة المسلمين» (وهذا أمر آخر). المأزق الأخطر كامنٌ في أن التشدّد الأصوليّ المتزمّت لن يكون أبداً حكراً على إسلاميين، لأن هناك في المقابل متشدّدين أصوليين مسيحيين يُشبهون أولئك الذين يرغبون دائماً في احتكار الأديان، وتجييرها لمصالحهم الأرضية الضيّقة.

بدءاً من الحدث الميداني: فقد دعا ناشطون إلى اعتصام يُقام عند الرابعة من بعد ظهر السبت المقبل في ساحة ساسين (الأشرفية)، تحت عنوان «يداً واحدة في مواجهة الفيلم المسيء لحضارة الروم المسيحية»، احتجاجاً على الفيلم التركي «فتح 1453»، الذي «يروي فتح العثمانيين للقسطنطينية من وجهة نظر تركية». جاء في الدعوة: «حضورنا ضروري، وفاءً لأجدادنا، ومنعاً لتزوير التاريخ، والمسّ بالمقدّسات». يُذكر أن الحملة ضدّه بدأت في اليونان على شبكة «إنترنت»، بعد إعلان جريدة «بروتو ثيما» (أكثر الجرائد انتشاراً في البلد) تفاصيل الفيلم وحبكته و«إساءته» إلى الكنيسة وأبنائها الأرثوذكسيين. في ألمانيا، دعت مؤسّسة «فيا دولوروسا» (مؤسّسة نصرانية متشدّدة) إلى مقاطعة الفيلم قبل تحديد موعد إطلاق عرضه التجاري، معلنة: «بدلا من الاحتفال، على الأتراك أن «يستحوا» من فعلهم في إلحاق الضرر بالنصارى». إلى ذلك، أشادت تعليقات عديدة بالفيلم، معتبرة إياه «حدثاً» سينمائياً مهمّاً. لكن هذه التعليقات نفسها «لاحظت ما وصفته بعدم احترامه حقائق تاريخية». يلماظ كورت (مدير كلية التاريخ في جامعة أنقرة) قال إن الفيلم «حدث على مستوى كبير من النوعية والتقنية، لكن التضحية بالواقع التاريخي تمّت لاعتبارات تجارية». علّق كورت على مشهد ظهر فيه الإمبراطور البيزنطي آمراً قواته العسكرية بالخروج من المدينة، بقوله: «إخراج الجيش (من المدينة) بهدف مواجهة العثمانيين أمر سخيف في مدينة كانت في موقع الدفاع. لم تكن المدينة تملك القوّة للقيام بهذا». مؤرّخون آخرون علّقوا على المشهد نفسه، وأكّدوا ما قاله كورت.

يُذكر أن الفيلم عرض للمرّة الأولى في 16 شباط 2012، وشاهده في ذلك اليوم 300 ألف مُشاهد، كما أنه عُرض أمام رئيس الوزراء التركي رجب طيّب أردوغان في منزله: «أعجبني كثيراً. سلمت أيديكم»، كما قال.

كلاكيت

المقاطعة

نديم جرجورة

إذا صحّ النبأ، فإن مأزقاً قديماً يُعاد إعلانه جهاراً. قيل مؤخّراً إن هناك توجّهاً لدى إدارات مهرجانات سينمائية عربية، تُقام دوراتها الجديدة في الأشهر القليلة المقبلة، «تعتزم» مقاطعة الأفلام الأميركية احتجاجاً على «براءة المسلمين» لسام باسيل (نقولا باسيلي نقولا). المقاطعة فعل ملتبس: قد تكون إشهاراً لموقف سلميّ، إلى حدّ ما، إزاء مسألة. لكنها تتجاوز مبدأ التواصل الحضاريّ، وتُلغي مفهوم الحوار، وتخلط الأمور بعضها ببعض. المقاطعة تعني اتّهام دولة وشعب وصناعة متكاملة بما لم ترتكبه هذه الدولة وذاك الشعب وتلك الصناعة. الإدارة السياسية الأميركية أساءت كثيراً إلى شعوب عديدة، وليس إلى المسلمين فقط. أميركيون كثيرون هاجموا الإسلام والمسلمين، كمهاجمتهم العنصرية شعوباً وثقافات أخرى. الصناعة السينمائية شوّهت صورة العربي والمسلم، كتشويهها صُوَر أناس وجماعات متنوّعي الانتماءات والثقافات. والعكس صحيح أيضاً. لكن مقاطعة دولة وشعب وصناعة بسبب فيلم تافه أنجزه مخرج محتال، والقيام بأعمال عنفية ضد سفارات هذه الدولة، ينمّ عن جهل لا يُحتَمَل.

لن تنفع مقاطعة الأفلام الأميركية. إنها جزء من ثقافة العالم. مصنوعة بلغة بصرية أدركت كيفية المزج، غالباً، بين إبداع فكري وثقافي، واستخدام سليم للمنحى التجاريّ التسويقيّ. المقاطعة فعلٌ ملتبس. فالسينما الأميركية لن تتأثّر بمقاطعة مهرجانات سينمائية أو صالات عربية لها، لأن انتشارها الدوليّ أكبر وأوسع وأهمّ. إيرادات أفلام أميركية عديدة من العروض التجارية الإسرائيلية مثلاً تفوق إيراداتها من السوق العربية. المقاطعة تخلط الغثّ بالسمين. هناك أفلام أميركية مُسطّحة وفارغة، ومع هذا تنتشر بكثافة في الصالات العربية، أو عبر أشرطة «دي. في. دي.» مقرصنة. لا أدعو إلى مقاطعتها. هذا أمر آخر. لكن صناعة السينما الأميركية جزء من ثقافة العالم. تماماً كأشياء أميركية أخرى، كالملبس والمأكل والمشرب وفنون العيش. ألم يرتدِ معتدون على السفارة الأميركية في بنغازي مثلاً ألبسة أميركية؟ ربما.

المقاطعة تعني سقوط منفّذيها في خطاب عنصري مقيت، وفي فخّ أصوليين متزمّتين عاثوا في الأرض الإسلامية أولاً فساداً وعنفاً وخراباً. تعني التزامهم خطّاً متشدّداً في مواجهة العالم. تعني ذهابهم إلى مزيد من العزلة والتقوقع. تعني أنهم يفتحون مزيداً من أبواب الجحيم عليهم وعلى المقيمين في هذه الجغرافيا الملعونة واللعينة. تعني مساهمتهم في تعميم ثقافة التغييب والقمع والانقطاع. السينما الأميركية جزء أساسي من الثقافة العامة. هذا أمر مؤكّد وحقيقي. لكنه لا يعني تشرّباً أعمى لها من دون نقاش ومساءلة. أما الغياب الدوليّ المؤثّر والفاعل إيجاباً للثقافة العربية فيُشكّل امتداداً لحال المقاطعة والممانعة والتقوقع والانكفاء إلى داخل أسوار «المملكة المقدّسة» بغبائها وجهلها وعزلاتها القاتلة.

المقاطعة، هنا وهناك، لهذا السبب أو ذاك، أمر سلبيّ. هناك ما هو أفضل منه بالتأكيد: الذهاب إلى العالم بأفعال لا بردود فعل، بدلاً من الهروب منه بمقاطعة وممانعة.

السفير اللبنانية في

27/09/2012

 

مسابقة المخرجات العربيات إبراز لسينما المرأة في العالم العربي

«مهرجان بغداد السينمائي الدولي» هل يحافظ على استقلاليته؟

نديم جرجورة 

تستعدّ بغداد لإطلاق الدورة الرابعة لمهرجانها السينمائي الجديد. تستعدّ لإشاعة مناخ ثقافي عبر الصورة، في ظلّ هيمنة العنف المسلّح، والانشقاقات الخطرة، والخراب الكبير. المدينة مفتوحة على السينما لأيام خمسة، بين 3 و7 تشرين الأول 2012. مفتوحة لشتّى أنماط التفكير المتخيّل، المستلّة وقائعه من حيوات وحالات وفضاءات. مفتوحة على جماليات مقبلة إليها من دول ومجتمعات وحضارات وثقافات. خمسة أيام: وقتٌ قليل للمُشاهدة. لكنها أيام كفيلة بإشاعة لحظات ممتعة بالتأكيد، لأن السينما قادرةٌ، دائماً، على إثارة متع من جوف الجحيم الأرضيّ، أو من قوّة الجمال المخفيّ هنا وهناك.

«مهرجان بغداد السينمائي الدولي» بات في دورته الرابعة. جمعية «سينمائيون عراقيون بلا حدود» («جمعية مستقلّة وغير حكومية» كما في تعريفها الرسميّ) تكفّلت بتنظيم دوراته السنوية. تعاونت مع جهات عدّة: «مكتب العلاقات الخارجية» في ألمانيا، و«المركز الثقافي الفرنسي» في بغداد، ومؤسّسة «يان فريمان»، و«دائرة العلاقات الثقافية» في «وزارة الثقافة» العراقية. مصادر التمويل متنوّعة. معظمه حكوميّ. لا بأس. الأهمّ كامنٌ في مكان آخر: إلى أي مدى يُمكن لهذا المهرجان أن يُفعِّل المشهد الفني داخل عراق اليوم؟ إلى أي مدى قادرٌ هو على التحرّر من ثقل التمويل الرسميّ العراقي، في بلد مرتبك، لا يزال متأثّراً بأعوام القمع الصداميّ، والسلطة الديكتاتورية القابضة على زمام الأمور؟ السينما محتاجة إلى تمويل. هذا واضح. محتاجة إلى دعم رسميّ أيضاً. هذا مطلوب. لكن التمنّي كبير بأن يُحافظ المهرجان على استقلالية العمل السينمائي، لأن السينما محتاجة إلى حرية أكيدة لإشباع المخيّلة (إن شبعت)، ولإعمال العقل بحثاً في كل شيء، وعن كل شيء.

إقامة مهرجان سينمائي داخل عراق اليوم أمرٌ حتميّ. هذا بلد أدرك السينما، مُشاهدةً وإنتاجاً، منذ بدايات شيوعها في العالم العربي. رافق ولادة السينما العربية في المرحلة نفسها تقريباً التي شهدت ولادتها في مصر وسوريا ولبنان تحديداً. إقامة مهرجان سينمائي حدثٌ ضروريٌ في بلد عرف نشاطاً ثقافياً حيوياً في أعوام سابقة، منها أعوام العيش في «جمهورية الخوف» أيضاً. أميل إلى تنظيم مهرجان سنوي في بغداد، لأن مهرجاناً كهذا يُفترض به أن يُشكّل إضافة نوعية ما على حقائق التاريخ وارتباك الجغرافيا. إضافة نوعية ما إلى المشهد الثقافي برمّته أيضاً. لا يُمكن قراءته نقدياً من بعيد. لكن السؤال الأبرز كامنٌ في ضرورة إقامة مهرجان سنوي وإن في بلد مفتوح على احتمالات الخراب اليومي، لأن السينما قادرةٌ على جعل الواقع أقلّ مرارة، كونها تنبش فيه وتحيله صُوَراً وحكايات. لأن السينما تفتح أفقاً لمعاينة الواقع ومقاربة إشكالياته العديدة من نافذة الإطلالة الصعبة على أعماق الدنيا وخفاياها. أميل إلى إقامة مهرجان سينمائي سنوي في بغداد، لأن بغداد تستحقّ أن تنفض عن نفسها غبار القتل والعنف، وأن تستعيد حيويتها الإبداعية، من دون تناسي ما يعتمل فيها حالياً من غليان ثقافي عام، أفرز نتاجات متفرّقة في الفنون والآداب والفكر والنقد والسينما.

مسابقات رسمية متنوّعة، وبرامج عديدة يتضمّنها «مهرجان بغداد السينمائي الدولي» في دورته الرابعة هذه. إحدى المسابقات الرسمية (الروائية والوثائقية) متمثّلة بمسابقة المخرجات العربيات، لأن المهرجان يسعى، بحسب بيان صحافي رسمي صادر عن إدارته، إلى «تأكيد وتعميق دور ومنجز المخرجات العربيات، ودور سينما المرأة في العالم العربي». أضاف البيان أن الأفلام المُشاركة «تنوّعت مواضيعها ومعالجاتها، لتعكس تياراً فاعلاً لمخرجات عربيات من أجيال مختلفة، يجتهدن لترسيخ وجودهنّ وأفلامهنّ على الرغم من المصاعب والعقبات العديدة». هناك أيضاً «سينما حقوق الإنسان»، وبرنامج خاصّ بـ«الجامعة الفرنسية في مصر» وآخر بـ«مهرجان كليرمون فيرّان الدولي للأفلام القصيرة».

السفير اللبنانية في

27/09/2012

 

الغضب الآتي بعد بَلايَا «الدولة العميقة»

«الشّتا إللي فات» لإبراهيم البطوط.. فقدان السويّة الدراميّة فرّق الشخصيّات

زياد الخزاعي (لندن) 

«الألم الذي سَبَّب الغَضَب»: عنوان حمله ملصق جديد المخرج المصري إبراهيم البطوط «الشّتا إللي فات». تحته، يقبع بطله عمرو (عمرو واكد) على خرسانة المعتقل، مَعْصُوب العينين، مُقيّد اليدين، بينما جندلت ندوب التعذيب جسده. كائن عربي مكلوم بحريته الناقصة وعارها. إنسان لا يرى أمامه سوى جدار قاتم يسدّ أفقه وحياته وتوقه إلى نهاية استعباده. الوضعية الصادمة لـ«العاق» المصري تتماهى بقوّة مع اللقطات الأميركية الدنيئة في سجن أبو غريب العراقي السيئ الصيت، وتختزل حكاية شائعة في عالم عربي بقي (وما زال)، إلى حين قريب، رَهينَة أنظمة توتاليتارية غاشمة، ومَشْيَخات ظلاميّة تبرّر الدم والمَهانَات وسوء ظنونها بالولاءات والوطنيات.

عمرو، المرمي على أرض اللاأمان، حجر في كبرياء مَخْدوش للـ«الدولة العميقة» (مصطلح تركي عُمِّم، بخبث، مصرياً) التي ما فتئت تتبجّح بقوّة سَطوتها الأمنية، ودهاء رجالاتها. قصّة اعتقاله وتعذيبه في العام 1999 مسافة دائمة ومحسوبة الأبعاد لسلطة مهتزّة تشيّع التَخْوِيف، على أمل أن يكون الجميع في حصانة الوكْر العائلي ومَأمَنه. وهي فكرة تتوكّد عبر بقاء كاميرا المصوّر فيكتور كريدي حبيسة جغرافية شقّة شاب يعايش سداً صَلْداً، يصدّ الحياة وموارها، ويمنع استدعاءها إلى داخل يعجّ بزوايا ميتة.

يمثّل وكْر عمرو، خبير برمجة الحواسيب الإلكترونية، اختزالاً درامياً لحالة بلد جامد بسبب نظام فاسد ومتهرىء. لا أحد يدخل إليه (الوكر). شاشات أجهزته الإلكترونية تحمل صورة ثابتة. كأن هذا المواطن العمليّ لا ينتج. قلّة كلامه مؤشّر على تَبَعيّة مُضْمَرة. «بطل ـ ضدّ» ينتظر شهادة قوّة وبَأْس، يصدرها أزلام «أمن دولة» ويصدّقون عليها، كي يحوّلوه إلى مؤامرة دائمة ضد الصفو الاجتماعي. ما ينتج عن تعذيبهم الوحشي له، حُطام بشري يجد أن والدته توفّيت كمداً، وأصدقاءه تهاووا تباعاً، بينما ارتهنت البلاد لمجاميع منظّمة من الـ«فرافير»، منهم فرح (فرح يوسف)، التي ارتفع صيتها التلفزيوني في مخابرات «باشا الإعلام» صفوت الشريف، ليس لحُسْنها، بل لطموحها المهني، وسذاجتها السياسية التي تجعلها أهلاً للكذب.

هاتان الشخصيتان هما عِمَاد فيلم البطوط. وجهاه المتضادّان على الرغم من قرابتهما: ضحيّة «الدولة العميقة» في مقابل لسانها. بَيْد أن تقابلهما لا يستوفي «مصريّتهما» ما لم يختلطا بوقائع إطاحة منظومة الرئيس الدائم التي تتجسّد، وإن بسذاجة درامية، عبر شخصية ضابط المباحث (صلاح الحنفي)، الذي لا يتساوق اسمه (عادل) مع مهنته الشرسة. أصرّ البطوط على بثّ تواريخ حكاياته المتداخلة، ليشيّد بناءً سردياً مختلفاً عما دأب عليه في فيلميه السابقين «عين شمس» (2008) و«حاوي» (2010). والغاية بيّنة، استهدفت الإقناع بأن «الوجع الذي تراكم لا بدّ من أن يُفجّر المكبوت ويحرّك الضمائر». وعلى الرغم من سلامة النيّة، إلاّ أن فوارق الشخصيات وعدم سواسيتها الدرامية وضعت بوناً في ردّ فعلها، إذ نقابل النشط عمرو متجاوزاً نسخة المرء العاقل والمتحيّن للانتقام، من الجلاوزة، برفع قبضة حريته مُشاركاً في تظاهرات «إرحل» الشهيرة. فيما تقود خطيبته فرح «انقلاباً هستيريا» داخل الاستوديو، تشتم فيه قيادات أمنية مضطربة أسمتهم سابقا بـ«أنتم، يا أفندم، حماة الوطن»، ولن نَفهم مشاركتهم في حديث تلفزيوني مُفْتَعَل، إلاّ لسماع شتيمة أحدهم ضد المنتفضين، وأنهم «شوية عيال، زبالة، متربتش». كما تتحامل على زميلها المذيع النافذ والمتواطئ صاحب التعبير الملفق «في إطار المشهد الحلو»، لتلتحق فوراً بصفوف معتصمي ميدان التحرير، وتزايد لاحقاً بموقف أخلاقي، أكبر من حجمها الإعلامي، متمثّلاً بإقناع عمرو بثّ «شهادة براءتها» عن ماضيها عبر شبكة «إنترنت».

بحَصَافة سينمائية، اختار البطوط تضمين فيلمه الجديد شهادة شقيقه، الذي تعرّض للتعذيب إثر عودته من تصوير ريبورتاج تلفزيوني عن البوسنة. كادت دموع اعترافه الخاطف تستكفي حكاية الدقائق الـ96 برمّتها، وتزيح مشهد الاعترافات المتتالية للمعتقلين.

السفير اللبنانية في

27/09/2012

 

حق الأداء العلني يلغي العلاج علي نفقة الدولة‏!!‏

بقلم‏:‏ سعيد عبد الغني 

آن الأوان لأن يحصل الممثلون علي حق الأداء العلني‏..‏ لأي عمل فني قدموه ويعرض علي شاشات السينما‏..‏ أو التليفزيون في أي مكان حتي لو كان في طائرة‏..‏ أو الفضائيات‏..‏ والإنترنت أو علي‏CD‏ أو‏DVD.

من الصعب جدا أن يشاهد ممثل فيلما يعرض له علي شاشة الفضائيات أو التليفزيون المحلي‏..‏ وهو يرقد علي سرير المرض‏..‏ يشاهد أجمل أيام حياته‏..‏ وحيويته‏..‏ ونشاطه‏..‏ وهو يرقد في إنتظار مساعدة مادية من نقابته‏..‏ أو من العلاج علي نفقة الدولة‏..‏ والدولة في حاجة لأموال العلاج هذه‏..‏ لأن هناك من الشعب العادي من هو في حاجة إلي هذا المال لعلاجه‏..‏ أو لمرتبه‏..‏ أو لمؤسسات ومستشفيات المرضي‏..‏ يرقد الممثل علي سرير مرضه‏..‏ يشاهد عملا له‏..‏ قدمه منذ سنوات ولم يحصل إلا علي أجره المتفق عليه أيامها فقط‏..‏ وإنتهي الأمر‏..‏ ولكن الذي يحصل علي المال من عروض هذا العمل الفني‏..‏ هو المنتج فقط‏..‏ وهذا حقه فعلا‏.‏ ولكن هناك ما اسمه‏..‏ حق الأداء العلني‏..‏ الذي يحقق للممثلين دخلا دائما من كل عرض لهذا الفيلم أو تلك المسرحية والفنان يرقد في سريره يعاني الحاجة‏..‏ لمواجهة مرضه وتكاليف مرضه أو عيشه العادي في منطقة الأمان‏..‏ والاحترام الاجتماعي الذي عاني كثيرا للحفاظ عليه طوال مشواره الفني‏..‏لماذا لا يحصل علي حق أدائه لأعماله الفنية‏..‏ لماذا لا يحصل علي حق الأداء العلني الذي يحميه من الحاجة‏..‏ ويوفر له الإطمئنان في حياته‏..‏ ولأسرته وورثته بعد رحيله‏..‏ لماذا لا تتحقق له عدالة حق الأداء الذي قدمه طوال مشاور حياته‏..‏ ويعيش في خوف الحاجة‏..‏

ورعب المرض‏..‏ والبعد عن الحياة الكريمة‏!!‏

السبب الغريب الذي يقولونه‏..‏ والذي يمنع حقه في الاداء العلني‏..‏ هو القول بأن الممثل ليس مبدعا‏..‏ حتي يحصل مقابل إبداع ليس موجودا‏..‏ نظرة ضيقة جدا في تحديد صفة غريبة وليست حقيقية في مشوار الممثل الفني‏..‏ إن الممثل ليس قارئا لنشرة يكتبها مؤلف لفيلم أو مسرحية‏..‏ إنه يعيش في حالة إبداعية تؤهله للحصول علي جوائز الإبداع عن تمثيله من جميع المهرجانات المحلية‏.‏ والدولية التي تعلن بكل قوة‏..‏ أن هذا الممثل أو الممثلة‏..‏ يستحق جائزة الإبداع ويستحق أن يحصل علي حق الأداء العلني المحروم منه‏.‏

‏*‏ إن الممثل عليه دائما أن يعمل باللا وعي‏..‏ مراقب‏..‏ بالوعي دون أن يشعر اللاوعي أنه مراقب‏..‏ بالوعي‏..‏ حالة من الإبداع الذاتي لا يقدر عليها غير المبدع الممثل‏...‏ وهي نظرية يحفظها ويعيها للمبدع إستانلافيسكي‏..‏ أستاذ الأداء والإبداع الأدائي للممثل‏.‏

‏*‏ وإن الممثل عليه‏..‏ أن لا يمثل‏...‏ بل عليه أن يعيش الشخصية التي يقدمها وكأنه هو بإبداع ذاتي‏..‏ نظرية أخري يعيش فيها الممثل‏..‏ للمدرس إليا كازان‏..‏

هل بعد ذلك‏..‏ يعيش الممثل بلا إبداع‏..‏ إذا كان الإبداع موجود فعلا‏,,‏ ومن حق الممثل أن يحصل علي حق الأداء العلني‏..‏ المحروم منه‏..‏

إن الموسيقار الكبير الراحل محمد عبدالوهاب‏..‏ هو السبب في حصول المغني والموسيقي‏..‏ والمؤلف علي حق الأداء العلني حيث كان يصور أفلامه في إستديوهات باريس‏..‏ وطلب الإنضمام إلي جمعية المؤلفين والمنتجين الباريسية والتي تمنح حق الأداء العلني‏..‏ منذ عام‏1946‏ ـ وأنقذ كل زملائه من بشاعة الحاجة‏..‏ وجعلهم يحصلون علي حق الأداء العلني‏..‏ عند إذاعة أو عرض أعمالهم حتي لو كانت علي طائرة‏..‏ كما حدث له بالفعل‏,,‏ وهو يركب طائرة رغما عنه‏..‏ لأنه لا يحب السفر علي طائرات‏..‏ وشاهد عرض أغنية له مصورة علي شاشات العرض في الطائرة‏..‏ فطلب حق أدائه عن هذا العرض وحدث بالفعل‏!!‏

ويبقي الممثل أو الممثلة‏..‏ وكل أعضاء نقابة المهن التمثيلية محرومين من حقهم‏..‏ لمجرد القول أن الممثلين ليسوا مبدعين وكل ممثلي العالم في أمريكا‏..‏ وفرنسا‏..‏ وكل من يعمل في صناعة السينما‏..‏ والفن السايع الذي اعترف به عام‏1911‏ بعد أن ظلت السينما سنين طويلة غير معترف بها كفن‏..‏ وغير مدرجة علي لائحة الفنون المعترف بها في العالم‏..‏ وهذه اللائحة تضم‏..‏ الموسيقي‏..‏ الرسم‏..‏ الرقص‏..‏ المعمار‏..‏ النحت‏..‏ الشعر‏..‏ وهذه اللستة هي المعترف بها كفن‏..‏ وجاء الإعتراف بأن السينما هي الفن السابع عام‏1911‏ بعد أن أعلن الأديب العالمي الشهير الإيطالي ريشوتو كانودرـ أن السينما هي الفن السابع الساحر‏..‏ وإنضمت السينما إلي الفنون الستة‏.‏ لتصبح الفن السابع الساحر‏.‏ وكان الأديب يعيش في فرنسا‏!!‏

وبعد هذا الاعتراف‏..‏ حصل أهل الفن علي حقهم في الأداء العلني ـ عند عرض أي عمل لهم في أي مكان‏!!‏

ونعود إلي حق الأداء العلني للممثلين‏..‏ ولماذا لا يحصل عليه الممثل المصري‏..‏ الذي وصفوه بأنه ليس مبدعا‏..‏ولكن هناك اعتراف واضح بإبداعه كما عرضنا‏..‏ ونستند إلي بروتوكول الإتفاق الذي تم بين جمعية مؤلفي باريس وجمعية مؤلفي مصر‏..‏ يوم‏30‏ يونيو عام‏19471946‏ ـ والذي قيل فيه أنه ليس نهاية المطاف‏..‏ ولكنه بداية لأن تصبح مصر فعلا هوليوود الشرق‏..‏ وأن التشريعات التي تعطي حق الأداء العلني‏..‏ ليست هي التي تعطيه‏..‏ ولكن يرجع أصلها إلي الحق الطبيعي الذي لكل فرد في أن يحمي وأن يستغل بالطريقة التي يراها منتجاته الخاصة‏.‏ جاء هذا المستند الخاص بالقرار‏..‏ في موسوعة السينما المصرية عام‏1946‏ لجاكوسي باسكال‏.‏ إذا‏..‏ أصبح الأمر واضحا لحصول الممثلين علي حق الأداء العلني‏..‏ ونعرف أن الأمر صعب‏..‏ ولكن تحقيقه ليس مستحيلا‏..‏ بعد أن يتم الإعتراف بحق الأداء العلني للممثلين‏..‏ وأن يتم الإعتراف بأن الممثل مبدع‏..‏ وليس قاريء نشرة‏..‏ وذلك من خلال مجلس الشعب ووزارة الثقافة‏..‏ ورئيس الوزراء‏..‏ والمحكمة الدستورية العليا التي تقرر أن الممثل فنان مبدع‏..‏ وإصرار الممثلين ونقابتهم علي المطالبة الدائمة للحصول علي حق الأداء العلني‏..‏ والممثلون المصريون ليسوا أقل من الممثلين الأمريكيين أو الفرنسيين أو العالميين الذين يحصلون علي حق الأداء العلني‏..‏ نتيجة لعرض أعمالهم وكانت نسبة حق الأداء لهم نتيجة عرض أعمالهم‏2%..‏ ولكن بعد طلب زيادتها إلي‏5%‏ من نجوم السينما الهوليودية‏..‏ وبعد رفض الطلب‏..‏ امتنع نجوم السينما عن الحضور لحفل توزيع جوائز مهرجان الجولدن جلوب في دورة سابقة مما جعل المهرجان يوزع جوائزه في مؤتمر صحفي وبلا نجوم‏..‏ وبعدها انتهت الأزمة وتمت الموافقة علي‏5%‏ كحق أداء علني‏.‏ بعد رعب المهرجانات الكبري‏..‏ الأوسكار‏..‏ وكان وغيرهما من المهرجانات الدولية وحصل الممثلون علي حقوقهم‏.!!‏ دعوة إلي كل الممثلين‏..‏ أن يتابعوا القيام بالاجراءات اللازمة للحصول علي حق الأداء العلني‏..‏ حقهم الذي يبعد عنهم شبح الحاجة‏..‏ طوال حياتهم‏..‏ وعند مرضهم‏..‏ وضمان الأمان لأسرتهم بعد رحيلهم وترتاح الدولة‏..‏ من حكاية العلاج علي نفقة الدولة بالنسبة للنجوم‏..‏ والممثلين‏..‏ لأن هناك من الشعب من هم في أمس الحاجة للمعونة علي أزمات حياتهم‏..‏ وأن الحصول علي حق الأداء العلني يحفظ كرامة الممثلين‏..‏ ويبعد عنهم شبح الحاجة‏..‏ والخوف المستمر طوال حياتهم‏..‏ ويغني تماما عن الاحتياج للمعونات‏..‏ والمساعدات التي تأتي من خارج حقه الضائع‏..‏ الذي يجب أن يحقق وجوده‏..‏ لأنه حق واضح‏..‏ وضروري الحصول عليه‏!!‏

ياريت‏..‏ والأمل كبير في حدوثه‏!!‏

س‏.‏ ع

يوميات ممثل

القدر‏..‏ صور هذا المشهد‏!‏

بعد أن تركت السيارة الحمراء‏..‏ التي بها قنبلة الانفجار‏..‏ وبعد أن وضع الفنيون كمية كبيرة من البنزين داخل السيارة‏..‏ وهي الآن في انتظار مرور موكب الشخصية المهمة التي تزور مصر‏..‏ والتي ستنفجر السيارة عند مرور سيارة الشخصية المهمة لتنتهي المهمة‏..‏ وأسرعت للوقوف بجانب المخرج ميشيل الفرنسي صديقي‏..‏ علي تبة رملية عالية وبها كاميرا موجهة الي قدوم الموكب‏..‏ في الطريق الصحراوي الذي تم اختياره بعيدا عن العمار‏..‏ وعلي جانبي الطريق يمينا وضعت كاميرا خفية لكي تصور الجانب الأيمن للموكب‏..‏ ووضعت كاميرا ثانية علي الجانب الأيسر للطريق الذي سيسير فيه الموكب وساد‏..‏ المكان هدوء‏..‏ وفي الجانب الذي تقف فيه السيارة الحمراء‏..‏ عن بعد عنها بحيث لايراه أحد‏..‏ أعضاء فنيين سيقومون بتفجير السيارة عن بعد أثناء مرور سيارة الشخصية المهمة لتنفجر سيارته وتنتهي المهمة‏.‏ هناك اتصال أساسي بمجموعة تليفونات بين المخرج والمصوريين‏..‏ والفنيين الذين يتولوا بتفجير السيارة الحمراء‏..‏ لحظة مرور السيارة السوداء الكبيرة التي بها الشخصية المهمة‏..‏ وبعد مرور‏4‏ موتوسيكلات أمام السيارة‏..‏ وكان يقودها‏4‏ أشخاص يرتدون ملابس فضية اللون تحمي من يرتديها من أي حريق ينتج عن تفجير السيارة الحمراء‏.‏

وساد الصمت‏..‏ بعد أن أصدر المخرج أوامره وطلب استمرار التصوير من الكاميرات جميعها‏..‏ دون توقف ساعة الانفجار‏..‏ ليصور ثلاث زوايا للحادث في نفس الوقت‏!!‏

وظهر الموكب قادما من بعيد في منتصف الطريق الصحراوي‏,‏ وتسير أمام الموكب‏4‏ موتوسيكلات خلفها السيارة السوداء الكبيرة التي يركبها الشخصية المهمة‏.‏ والصمت يملأ المكان‏..‏ وكانت دقات القلوب نكاد نسمعها خلال اقتراب الموكب‏..‏ واقترب الموكب من السيارة الحمراء‏..‏ وفجأة‏..‏ وقبل أن تمر السيارة السوداء بالشخص المهم‏..‏ انفجرت السيارة الحمراء‏..‏ عند مرور الموتوسيكلات الأربعة‏.‏ وأدي هذا الانفجار الهائل‏..‏ الي أن الموتوسيكلات الأربعة طارت من ضغط الانفجار الي عنان السماء بمن يركبها‏..‏ وانحرفت السيارة السوداء لتدخل في رمال الطريق بعنف شديد‏..‏ بعيدا عن مسارها الطبيعي وخرج كل من الأربعة الذين يركبون الموتوسيكلات‏.‏ بعد سقوطهم من علو كبير في الهواء الي الأرض‏.‏ وساد المكان هرج ومرج‏..‏ وكان صياح راكبي الموتوسيكلات باللغة الفرنسية يطلبون سيارة اسعاف بعضهم البعض‏..‏ وأنا مذهول من هذا المشهد‏..‏ والمخرج صامت وفي ذهول‏..‏ وكان الخطأ في تشغيل أجهزة التفجير مبكرا عن موعدها بلحظات‏..‏ وزيادة كمية البنزين الموجودة في السيارة الحمراء‏..‏ جعلها تطير هي الأخري في الهواء وهي مشتعلة وأسرعت السيارات التي كانت خلف الموكب بالهروب تجاه‏..‏ جوانب الطريق المرصوف‏..‏ لتغرز كلها في الرمال‏..‏ والأغرب من كل هذا‏..‏ كانت الكاميرات تدور تصور هذا الحدث الرهيب‏..,‏ وأسرع اثنان من راكبي الموتوسيكلات وحملوا زميلهما في سيارة من الموكب‏..‏ وأسرع معهم مساعد المخرج واتجهوا الي القاهرة لعلاج المصابين وتوقفت الكاميرات عن التصوير‏..‏ بعد أ ن صورت حادثا رهيبا‏..‏ لم يكن مرتبا‏..‏ ولكن الخطأ احدث مشهدا حقيقيا لاغتيال الشخصية المهمة‏.‏

ولم يكن أحد في السيارة السوداء التي انحرفت بقوة الي رمال الجانب البعيد عن الطريق المرصوف‏,‏ وهدأت الأوضاع‏..‏ وحضر الجميع عند المخرج‏..‏ الذي لم يتكلم‏,,‏ وظل صامتا‏..‏ حتي هدأ الجميع‏..‏ وعلم أن الكاميرا صورت الحادث كله من زواياه الثلاث وأمر بعودة الجميع‏.‏ وركبت معه سيارة العودة‏..‏ وظل صامتا فترة طويلة وقال‏:‏ القدر هو الذي صور هذا المشهد‏..‏ ولست أنا‏..‏ ونظر الي‏..‏ وكانت هناك ابتسامة‏..‏ لم أفسر معناها حتي الآن‏!!‏

وانتهي الفيلم‏!!‏

عيون مشاهد

حتي لا ننسي‏..‏

كم نسينا‏..‏ نجومنا المظاليم‏..‏ كم حاولنا أن نتذكرهم في مناسبات عن مشوارهم الفني‏..‏ السينمائي‏..‏ المسرحي‏..‏ الثقافي بوجه عام‏..‏ وأثرهم الرائع في وجدان الشعب المصري‏..‏ في وجودهم‏..‏ والأهم بعد رحيلهم‏..‏ وكم شغلتنا الأحداث عن القيام بواجب ذكرهم الذي يستحقونه‏..‏ وكم ذكرنا نجوما بعد رحيلهم‏..‏ في مناسبات مولدهم‏..‏ أو رحيلهم‏..‏ ولكن هناك نجوم ظلموا‏..‏ ولم نحاول ألا ننساهم‏..‏ لأنهم كانوا في حياتهم حتي بعد رحيلهم‏..‏ حاضرين بأعمالهم التي لا تنسي‏..‏ وحب الجماهير لهم الزائد‏..‏ ومتابعة أفلامهم وأعمالهم بكل الصدق‏..‏ والمتعة‏..‏ والإقبال بلا حدود‏..‏ من كل الأعمار‏..‏ كبار عاشوا رحلتهم الفنية‏..‏ وشباب وأطفال يعيشون الآن مع أعمالهم بمتابعة رائعة‏..‏ وحب لا يغيب‏..‏ كما نسينا‏..‏ لكن الزمن لا ينسي‏..‏ والمشاهد وعيونه أبدا لا تنسي دورهم الرائع كسد منيع ضد الهجمات الزائفة علي الدين‏..‏ ورسوله الكريم‏.‏

وعيون المشاهد‏..‏ أبدا لن تنسي‏..‏ وقررت متابعة نجومنا المظاليم‏..‏ بشكل دائم‏..‏ وفي جميع مناسبات ذكراهم‏..‏ التي تصر بكل عتاب‏..‏ ألا ننساهم‏..‏ وكانت مفاجأة الزميلة مجلة الكواكب التي جعلت عددها الأسبوع الماضي كله عن نجم من نجوم المظاليم‏..‏ الضاحك الباكي‏..‏ الحزين‏..‏ إسماعيل ياسين وهو يضع الابتسامة وسط كل الأحزان‏..‏

ومشوار حياته القاسي‏..‏ منذ طفولته‏..‏ ومولده بالسويس‏..‏ وقدومه إلي القاهرة‏..‏ ورحلة عمره‏..‏ من المونولوجست إلي المغني‏..‏ إلي الممثل الضاحك‏..‏ بأول عمل أشار إليه أن ينجح بفيلم الآنسة حنفي‏..‏ وانطلق صاروخ الضاحك الذي يخفي حزنه‏..‏ وعذابه الطويل إلي أن يصبح نجما كوميديا لا يضاهيه نجوم العالم‏..‏ ليقدم‏500‏ فيلم سينمائي‏..‏ منها‏200‏ فيلم بطولة مطلقة‏..‏ وأول وآخر نجم يقدم سلسلة أفلام باسمه‏..‏ إسماعيل ياسين بوليس حربي‏..‏ إسماعيل ياسين المليونير‏..‏ إسماعيل ياسين ابن حميدو‏..‏ إسماعيل ياسين البوليس السري‏..‏ ملك البترول‏..‏ ثم يقدم‏50‏ مسرحية‏..‏ و‏350‏ مونولوجا‏..‏ وأبطال مسرحيات‏..‏ محمود المليجي‏..‏ وعقيلة راتب‏..‏ وتوفيق الدقن‏..‏ وشكري سرحان‏..‏ وعبدالمنعم إبراهيم‏..‏ وسيد بدير‏..‏ وحسن مصطفي‏..‏ واشتركت مع نجمات السينما المصرية في أفلامه‏..‏ شادية‏..‏ نجاح سلام‏..‏ هاجر حمدي‏..‏ كاريمان‏..‏ زينات صدقي‏..‏ مديحة يسري‏..‏ ماري منيب‏..‏ زهرة العلا‏..‏ فريدة فهمي‏..‏ كاميليا‏..‏ ومعظم النجوم الرجال في عصر الزمن الجميل‏..‏ كما يطلق عليه‏..‏ ومنهم نجوم مظاليم أصابهم مرض النسيان منا‏..‏ ومن غيرنا‏..‏

وسوف توقظ مناسبة ذكري إسماعيل ياسين بمئوية ميلاده التي مر عليها مائة عام‏..‏ توقظ ذكري الضاحك الباكي الحزين‏..‏ توقظ الرد العملي من الفن السينمائي‏..‏ والتليفزيوني‏..‏ والمسرحي‏..‏ علي العبث التافه‏..‏ السافل‏..‏ بفيلم يسيء إلي أعظم رموز المسلمين‏..‏ الرسول محمد‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)..‏ ونرد علي هذا الافتراء المظلم بأعمال سينمائية قدمتها مجموعة من عظماء الفن السينمائي‏..‏ تكشف بكل صدق حقيقة الإسلام‏..‏ ورسالة الرسول‏..‏ ولن ننسي هذه الأفلام‏..‏ الناصر صلاح الدين‏..‏ رابعة العدوية‏..‏ عمر المختار الذي يقرأ آيات القرآن‏..‏ وهو علي حبل مشنقة الاحتلال البريطاني‏..‏ وفيلم الرسالة‏..‏ وفيلم واإسلاماه‏..‏ والعديد من المسلسلات التاريخية الإسلامية التي ترد بكل صدق‏..‏ وبكل شجاعة واثقة علي محاولة من الرعاع لتصيب محمدا رسول الله‏..‏ وكثير من المسرحيات تناولت الإسلام ورسالة الرسول‏..‏ وكل هذا لن ننساه‏..‏ وعلينا عرض هذه الأعمال الآن علي قنوات التليفزيون المحلية والفضائية حتي يتم القيام بمواجهة تلك الهجمات المأجورة ضد الإسلام ورسوله الكريم‏..‏ بفيلم يخرس الأفواه الشريرة‏..‏ بكل الحقيقة الهادئة‏..‏ أبدا لن ننسي نجوم هذه الأعمال التاريخية الرائعة‏..‏ ونعرضها لتراها عيون العالم‏..‏ وتغلق عيون الحاقدين علي الإسلام‏..‏ ورسوله الكريم‏!!‏

الأهرام المسائي في

27/09/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)