حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

لقـــاء الرئيس ووعود الفنانين

محمد رفعت

 

بعد حرب 67، صدرت أوامر عليا للرقابة على المصنفات الفنية بعدم استخدام مقص الرقيب فى حذف المشاهد الإباحية والرقصات الخليعة ومشاهد العرى وتعاطى المخدرات من الأفلام، وكانت السينما المصرية وقتها قد توقفت مؤقتاً بسبب الهزيمة، فخرج عدد كبير من الممثلين والممثلات وصانعى الأفلام إلى بيروت، وصوروا أفلاماً هى الأسوأ فى تاريخ السينما العربية، سواء من حيث المستوى الفنى أو الانحطاط الفكرى أو مساحة الابتذال والعرى والمشاهد الجنسية والقصص التافهة، ثم عادوا إلى مصر لاستكمال المسيرة بسلسلة من أفلام الجنس والرقص والمخدرات، شاركت فيها الفنانة المعتزلة شمس البارودى بنصيب الأسد، ومعها نجلاء فتحى وميرفت أمين وسهير رمزى ونيللى وشويكار ونوال أبو الفتوح.

وظهر اسم الممثلة ناهد شريف بكثرة فى هذه الأفلام التى كانت تظهر فيها شبة عارية، ولم ينافسها سوى ممثلة أخرى هى ناهد يسرى بطلة الفيلم الشهير مع الراحل عادل أدهم «سيدة الأقمار السوداء»، والممنوع عرضه حتى الآن فى الفضائيات وقنوات السينما.. وقالت مديرة الرقابة على المصنفات الفنية فى ذلك الوقت السيدة اعتدال ممتاز فى كتابها «30 سنة رقيبة سينما» إن القيادة السياسية وقتها هى التى أصدرت هذه الأوامر بعدم حذف مشاهد العرى والمخدرات والعنف من الأفلام.

وطبعاً مفهوم أن الهدف من هذا التوجيه هو إتاحه الفرصة أمام الشعب والجيش المهزوم لإغراق أحزانه فى كل ما يغيب الوعى وينسى الناس مرارة الإحساس بالهزيمة.. لكن الغريب أن هذه التعليمات عادت مرة أخرى-بشكل غير معلن فى السنوات الأخيرة من عهد الرئيس المخلوع، لإلهاء الناس عن ملفات الفساد ومخططات التوريث وتسليم البلد تسليم مفتاح لعتاة اللصوص والمنتفعين ..ويكفى أن تراجع كم مشاهد تعاطى المخدرات وتدخين الشيشة وشرب الخمور فى مسلسلات رمضان خلال الأعوام الخمسة الماضية، لتعلم إلى أى حد أصبحت كانت الرقابة على المصنفات الفنية متسامحة مع مثل تلك الأشياء التى كانت محظورة وممنوعة، حتى سنوات قليلة مضت.

فظهور الراقصات والرقصات الشرقية كان ممنوعاً فى الأفلام التى يعرضها التليفزيون، وكان يتم حذف تلك الرقصات من الأفلام القديمة والجديدة عند عرضها على شاشة التليفزيون، والآن المسلسلات كلها زاخرة بمشاهد الرقص والخمور والمخدرات.

وبعد لقاء الفنانين الأخير مع الرئيس مرسى والذى وعدوه فيه بالبعد عن الأعمال التى تثير الغرائز وتستغل الجوع الجنسى فى المجتمع..المطلوب أن تتعرض الدراما لأمور كثيرة مسكوت عنها فى المجتمع وتناقشها وتعريها وتكشف جوانبها الخفية عن الناس، وتحذر الشباب من الوقوع فيها،، ولابد أن تراعى حرمة اقتحام البيوت بالتليفزيون، ومستوى فهم المتلقى، فالأخلاق ليست حكراً على تيار دينى أو سياسى، وحرية الإبداع لا تعنى العرى والابتذال.

أكتوبر المصرية في

16/09/2012

 

«مستر آند مسز عويس»

فيلم يضحك على الجمهور

محمود عبدالشكور 

الأفلام نوعان: نوع يضحك عليه الجمهور، ويستمتع بمشاهدته، ونوع آخر يضحك على الجمهور، ويمارس عليه الاستهبال والاستعباط، قدمت السينما المصرية طوفاناً من أفلام النوع الثانى، وأتحفنا المغنى «حمادة هلال» فى موسم عيد الفطر بفيلم عجيب من تلك النوعية البائسة اسمه «مستر آند مسز عويس» كتبه «كريم فهمى» وأخرجه «أكرم فريد»، لاتستطيع القول أنك أمام فيلم أو دراما كوميدية لها رأس وقدمان، ولكنك أمام مجموعة من المشاهد المتتالية التى يتزاحم فيها الغناء مع محاولة الاستظراف والاستضحاك، كل شىء ممكن وجائز ومقبول، وهناك اعتقاد غير صحيح لدى مؤلف الفيلم بأن الكوميديا معناها أن تتجاوز المنطق، وألا تصنع منطقاً موازياً ومقنعاً، حالة مزعجة من الاستكراد للمتفرج بدعوى أنه سيقوم بتفويت الفيلم، موسم بقى وكل سنة وأنت طيب.

يُفترض أننا أمام مطرب شاب اسمه «أحمد عويس»، أحد نجوم هذا الجيل، الشخصية التى يلعبها «حمادة هلال» تبدو أقرب إلى الخنوثة، ورغم ذلك له مغامرات عاطفية بعدد شعر رأسه كما يقول، تحاول أمه «هناء الشوربجى» أن تدفعه للزواج، ولكنه يقرر أن يختار عروسة من الصعيد حيث جذوره العائلية، وفى أحد أكثر مشاهد الفيلم سخافة يشاهد صديقه ومدير أعماله «ادوارد» وهو يصفع ويعذب سيدة فى منزله يقول إنها زوجته الصعيدية، عندما يصل «أحمد عويس» لقريته ندخل فى دوامة من الهزل واللامعقول، فالعائلة والقرية كلها مُهددة من عصابة خط الصعيد أو حفيده كما يقولون، وجميع الرجال يحتفظون بفردة شارب واحدة إهانة لهم، ورغم كل ذلك يصر «عويس» على الحصول على عروسة، ويختار فتاة مجهولة الأصل صامتة طوال الوقت اسمها «حشمت» «بشرى» ولأن كل شىء جائز وممكن عند صناع الفيلم، يكتشف عويس الذى وافق على دفع مؤخر عشرة ملايين جنيه بناء على إصرار والدته، أن زوجته الصامتة هى نفسها خط الصعيد الذى يحاول أن ينتقم لوالده، كما يقوم بالدفاع عن المظاليم!

تدخل الأحداث بعد ذلك فى حالة من الفوضى الشاملة حيث يتم سرقة مستندات أحد رجال الأعمال «غسان مطر» ثم تتم سرقته للمرة الثانية فى حفلة تنكرية أقامها فى مقره الخاص داخل القرية، ويطارد عويس وزوجته ضابط بوليس عبيط يلعبه «فريد النقراشى» عند هذه النقطة اختلطت أمامى كل هذه الأحداث، وأصبحت فقط أتابع بذهول رحلة عبثية يفترض أن يتغير فيها «عويس» ليصبح رجلاً، وتتحول فيها «حشمت» إلى إمرأة لتحمل منه، ثم يهربان معا وفق خطة عبيطة وساذجة إلى خارج الحدود، وبين فترة وأخرى يقدم «حمادة هلال» اغنيات هى أظرف مافى الفيلم ولكن ماذا تفعل «الماشطة» فى الفيلم العكر الذى يستخف بعقل جمهورهُ ويسخر منه طوال الوقت؟

عاد المخرج «أكرم فريد» إلى الاستهبال وعادت «بشرى» إلى تقديم أى شىء وكل حاجة، فأخذت تخترع مفردات صعيدية جديدة مثل «زربوطى واطى»، فيرد عليها هلال: «ده احنا هانكون أجمل عصفورين خناريا ياكلبه».. ينتهى مولد عويس وحرمه بعد أن جَمَع العيدية من جيوب متفرجيه، فياله من «جالوص» تفاهة وسذاجة يستحق أن تردَّه إلى أصحابة!

أكتوبر المصرية في

16/09/2012

 

مواقف فى حياة نجوم الفن

ليلى علوى تتلقى علقة ساخنة.. ورقم مجهول ينقذ يوسف الشريف من ورطة 

يواجه نجوم ونجمات الفن مواقف و«مقالب» صعبة وطريفة فى حياتهم العادية قد تفوق أحداثها فى الإثارة والغرابة أحداث أعمالهم الفنية نفسها، ويحكى لنا عدد من أهل الفن من خلال هذه السطور بعضا من هذه المواقف..

تقول النجمة ليلى علوى: أثناء تصوير فيلم «الهجامة» الذى شاركنى بطولته الفنان هشام سليم واخرجه محمد النجار، وقمت فيه بدور لصة، وكنت أرتدى ملابس باليه، وبعد يوم شاق من التصوير بهذه الملابس وبسبب الإرهاق نتيجة مشهد علقة ساخنة تلقيتها ضمن أحداث الفيلم، لم أحتمل الانتظار فى الاستوديو لحين تغيير ملابسى وإزالة الماكياج الشخصى، وذهبت بتلك الملابس إلى منزلى وعلى وجهى لمسات الماكياج التى تظهر آثار الضرب والتعذيب على وجهى، وعندما شاهدنى حارس العمارة اعترض طريقى وقال إمشى يا بنت من هنا، وعندما قلت له إننى ليلى علوى صفعنى على وجهى، ودفعنى بعنف خارج العمارة إلى الشارع وقال لى ليلى مين يا بنت الـ ...، وهنا تجمهر المارة وكانت فضيحة، وزاد الأمر سوءا مرور إحدى دوريات الشرطة، حيث نزل منها الضابط وعندما أخبرته أننى الفنانة ليلى علوى ..قال لى: «يا بنت النصابة إنتى أكيد عامله مصيبة ولا بد أن تأتى معى إلى قسم الشرطة»، وقبل أن أصعد إلى سيارة الشرطة كانت أختى قد نزلت إلى الشارع لترى ماذا يحدث، وعندما رأتنى صرخت فى الجميع، وقالت هذه هى أختى ليلى، عندها أدرك الضابط أننى فعلاً ليلى علوى، فقال لى: من الذى فعل بك ذلك؟ فقلت له السينما. ورغم ما تعرضت له من ضرب وإهانة إلا أننى كنت سعيدة جدا لأن هذا معناه أننى تقمصت الشخصية بشكل جيد».

ويحكى النجم الشاب يوسف الشريف بطل مسلسل «رقم مجهول» أن أغرب مزحة ثقيلة تعرض لها كانت من طفلة صغيرة لا يتعدى عمرها السنوات العشر..ويروى هذا الموقف فيقول: كنت أشترى الجرائد والمجلات من صاحب «كشك» لبيع الصحف بالقرب من العمارة التى اسكن بها، ودفعت له ورقة نقود من فئة المائتى جنيه، فأخبرنى أنه لا توجد لديه فكة، وكانت تقف بجوار سيارتى فتاة صغيرة فقالت لى أنا أفك لك من المحل، فأعطيتها النقود وظللت أنتظر عودتها لكنها لم تعد، عندها أدركت أنها أخذت النقود وهربت. والمشكلة أننى لم أكن أملك نقودا أخرى فى حقيبتي، فضحك بائع الجرائد وقال لى خذ يا نجم واعتبرها هدية منى لأننى من المعجبين بأدوارك..وإن كنت حيرتنا يا أخى طول رمضان بصاحب الرقم المجهول..طيب مش كان أحسن تغير رقمك وتريح نفسك وتريحنا.

أما الفنان رامز جلال فقد اشتهر بين زملائه من الفنانين بأنه صانع المقالب والخدع، ومع ذلك لم ينج هو شخصيا منها..ويقول: أكبر مزحة تعرضت لها فى حياتى كانت من خلال برنامج «رامز قلب الأسد» الذى عرضته قنوات الحياة الفضائية فى رمضان قبل الماضى، ورغم أننى تحملت مواقف وردود فعل عنيفة جدا من بعض الزملاء والزميلات الذين شاركونى فى حلقات البرنامج وفقد بعضهم اعصابه بالفعل نتيجة مفاجأة مشاهدة الأسد رابضا أمام الأسانسير، لكن الفنانة صابرين نجحت فى أن تنتقم منى لحساب كل النجوم الذين آلمتهم الصدمة، ففى الحلقة التى صورتها من البرنامج، فوجئت بها تصرخ بشكل هيستيرى بعد مشاهدة الأسد وتسقط على الأرض مغشيا عليها، فاقدة النطق وبعد أن وقع قلبى فى قدمى وظننت أنه جرى لها مكروه لا قدر الله، فاجأتنى بأنها تعرف منذ البداية سر المقلب وأن ابنة خالتها مروضة الأسود فاتن الحلو وصاحبة الأسد الذى يظهر فى البرنامج قد أخبرتها عن تفاصيل البرنامج قبل التصوير، فأحبت أن تنتقم منى وترد لى الصاع صاعين، وقد كدت بالفعل أفقد وعيى بسبب احتمال ان يكون قد جرى شئ لصابرين لكنها هى التى ضحكت على فى النهاية.

وتحكى الفنانة رانيا يوسف، أنها أثناء تصوير أحد المشاهد على كورنيش الإسكندرية كان المشهد يتطلب خلع ملابسى وارتداء ملابس البحر، وبالفعل خلعت كل ملابسى بما فيها الحذاء وبعد انتهاء المشهد بحثت عن ملابسى فلم أجدها، وبعد أن تأكدنا أنها سرقت إضطررت إلى أن أذهب إلى الفندق الذى كنا نقيم فيه، وأسير فى الشارع بملابس البحر، كما أننى كنت أسير حافية القدمين، وبعد هذه المعاناة اتضح أن زميلاً لى هو الذى أخفى ملابسى وحذائى كمقلب، عندها غضبت جدا وهددت بترك الفيلم لكننى تراجعت عن ذلك لأن هذا الموقف تحول إلى موقف يضحكنى ويضحك فريق العمل.

أكتوبر المصرية في

16/09/2012

 

هجوم المشايخ على الفنانين…

إرهاب معنوي ودعاوى قضائية

كتب: القاهرة – هند موسى  

نجوم الفن والإبداع في مصر غاضبون بعد الهجوم الذي شنه مشايخ محسوبون على تيار الإسلام السياسي على فنانين، بحجة أنهم نشروا الفتنة والزنى في المجتمع المصري طوال السنوات الماضية واتخذوا من الحرية غطاء لممارسة الفواحش وحان الوقت لتحجيمهم.

هل ينبع الهجوم على الفنانين من رغبة هؤلاء في اكتساب شهرة في وسائل الإعلام أم أنه سعي إلى السيطرة؟

اتهم عادل إمام بازدراء الأديان، ثم طلب الداعية صفوت حجازي من هيفا وهبي أن تحتشم، وانتقل الهجوم بعد ذلك ضد الفنانة هالة فاخر بسبب موقفها من الرئيس المصري محمد مرسي، ما أثار ردّة فعل قاسية من المذيع السلفي الشيخ خالد عبد الله الذي وصفها في برنامجه بأنها ممثلة درجة ثالثة و{لم يتم تربيتها».

قررت هالة فاخر عدم السكوت على هذا التطاول واللجوء إلى القضاء للحصول على حقها ضد الإرهاب المعنوي الذي يهدد الفن المصري، موضحة أنه لا يصح أن يخرج مثل هذا الكلام من داعية إسلامي يفترض أن يتمتع بأخلاق عالية.

إلهام شاهين

الواقعة الأكبر والأكثر حدة بطلتها الفنانة إلهام شاهين والداعية الإسلامي عبدالله بدر الذي انهال عليها بالاتهامات، فرفعت دعوى قضائية ضده، وساندها نجوم كثر رفعوا دعاوى مماثلة ضده وضد الشيوخ الذين فتحوا النار على الفن والفنانين.

عبّرت الفنانة فردوس عبدالحميد بدورها عن استيائها من الأسلوب المتدني الذي هاجم به هؤلاء الشيوخ الفنانات، مشيرة إلى أن الشيخ عبد الله بدر يفترض أنه يعرف الدين جيداً، ويعي خطورة النميمة والمسّ بأعراض الناس والتفوّه بكلام من دون دليل، مع ذلك وصف إلهام شاهين بعبارات يعاقب عليها القانون وليست مجرمة بحكم الشرع فحسب.

أضافت عبد الحميد أن هذه الهجمة مقصودة من تيارات معينة، الغرض منها ذبح المثقفين والفنانين ومحاولة الهيمنة عليهم، مؤكدة تأييدها لإلهام شاهين في قرارها مقاضاة بدر، لأنه وجه إليها شتائم بشكل صريح وعلني «حتى لا يتم الاستهانة بالفنانين بعد ذلك، واعتبارهم فئة ضعيفة يسهل الاستقواء عليها»، على حدّ تعبيرها.

أين العقلاء؟

«كيف تُهاجم فنانة واعية ومثقفة صاحبة قيم ثقافية إنسانية وإبداعية؟» هكذا بدأ محمود ياسين دفاعه عن الفن عموماً وإلهام شاهين خصوصاً، موضحاً أنها أكاديمية ودرست الفن قبل أن تتخذه مهنة، وتملك تاريخاً عريقاً من الأعمال السينمائية والتلفزيونية، لافتاً إلى أن هذا الشيخ يهاجم الفنانين لينال ما يستطيع نيله من شهرتهم.

وطالب ياسين بضرورة ازدراء هذه الاتجاهات ولفظها لتتخذ حجمها الطبيعي، «لأن فنانينا ومبدعينا متعلمون وخريجو أكاديميات أنشئت منذ قرن»، كذلك طالب العقلاء بالوقوف في صف المبدع المثقف أياً كان شكل إبداعه، مضيفاً أن «الأفلام الأميركية، على رغم ما يقال عنها، إلا أن %15 منها يشارك في المهرجانات و%45 منها تجارية تجذب المشاهدين من الأعمار كافة والبقية مبتذلة، نحن نرفض تقديمها لأننا ننجز فناً محترماً».

من جانبه رفض الفنان فتحي عبد الوهاب ربط تصرفات أي شخص بخلفيته أو انتماءاته؛ موضحاً أن كل فرد مسؤول ويحاسب قانونياً على أقواله باعتباره مواطناً، بغض النظر عن أنه داعية أو شيخ أو غير ذلك، «إذا ربطت هذه الصلات ببعضها فسأعتبره ارتكب كبائر وهي المسّ بالأعراض، وهذا غير مسموح به في الأديان السماوية كافة، لذا لا يمكننا اعتبار هؤلاء شيوخاً يمثلون سماحة الدين الإسلامي».

بدوره أشار المخرج داود عبد السيد إلى أن ما فعله بدر هو جنحة، يجب على شاهين مقاضاته قانونياً، ولا بد من معاقبته ليكون عبرة لغيره.

وتوقع عبد السيد حدوث صلح بين الفنانة والشيخ قبل أن يقول القضاء كلمته، لافتاً إلى أن هذه الاتجاهات المتخلفة، على حد وصفه، تتاجر بالدين وتستعين به وفقاً لأهوائها، منذ صعود «الإخوان المسلمين» إلى كرسي الرئاسة، معتبراً أنها مرحلة ستنتهي بالتطبيق الصحيح للدين والقانون والأخلاق، «فهي ليست حرباً بل اتجاه غير منظم يتميز بلهجة استعلاء واستقواء واضحة تهدف إلى القضاء على الفنانين والمبدعين».

وناشد عبد السيد النخبة والمثقفين والنقابات حماية الفنانين ومساعدتهم في الحصول على حقهم المادي أو المعنوي، «لأن الأمر قد يتطور ولا نعرف إلى أين ستصل بنا هذه الهجمات».

أخيراً شدد الفنان أشرف عبد الغفور، نقيب المهن التمثيلية، على ضرورة أن تتصدى النقابة لمثل هذه الهجمات الشرسة على الفن ونجومه، مشيراً إلى أن لقاءهم بالرئيس المصري مرسي هو محاولة لاحتواء الأزمة ورسالة تطمينية للفن والفنانين والمثقفين.

الجريدة الكويتية في

16/09/2012

 

Arbitrage… نظرة إلى عالم المال

كتب: ستيفن ريا - فيلاديلفيا  

اتصل ريتشارد غير من فيلاديلفيا إلى نيويورك للتحدث عن فيلم التشويق Arbitrage الذي يصدر في وقت مناسب جداً لأنه يتمحور حول عالم المال. قال غير: «أنتم الآن في مسقط رأسي مع أني لم أزرها منذ غادرتها حين كنتُ في عمر السنة».

كان والدا ريتشارد غير طالبين في جامعة بنسلفانيا وكانا يوشكان على إنهاء مسيرتهما الجامعية هناك، يقول: «يتحدران من بلدة صغيرة جداً في شمال شرق بنلسفانيا».

حصل ذلك منذ فترة قصيرة، تحديداً في عام 1949. عندما تخرّج هومر ودوريس غير، انتقلا إلى شمال ولاية نيويورك حيث نشأ ريتشارد في طفولته وكان يحب الموسيقى والرياضة ثم التمثيل في المرحلة الأخيرة من مراهقته.

فيلم Arbitrage الذي كتبه وأخرجه نيكولاس جاريكي (أصغر الشقيقين المخرجَين أندرو (All Good Things, Capturing the Friedmans) ويوجين جاريكي (Why We Fight)، هو الفيلم رقم 43 الذي يشارك فيه ريتشارد غير. تشمل أعماله الأفلام الناجحة An Officer and a Gentleman
و
Pretty Woman وChicago، فضلاً عن فيلم Days of Heaven من إخراج تيرينس ماليك. كذلك، تشمل أعماله أفلاماً مع روبرت ألتمان (Dr T and the Women)، وفرانسيس فورد كوبولا (The Cotton Club)، وسيدني لوميت (Power)، وتود هاينز (I’m Not There).

أدى غير دور رجل مُغرٍ وسيم في فيلم American Gigolo، ودور عاشق عنيف في فيلم Looking for Mr. Goodbar، وشرطي فاسد في Internal Affairs، وشرطي محبط في Brooklyn’s Finest، وشخصية أسطورية من الكتاب المقدس حين أدى دور الملك داود (King David). شهدت مسيرته السينمائية بعض الإخفاقات والتجارب الفاشلة (مثل Lancelot)، لكن يقل عدد أعماله المملة.

يشرح غير الذي يعيش مع زوجته الممثلة كاري لويل وابنهما في شمال مدينة نيويورك المعايير التي يستعملها لاختيار الأفلام التي يشارك فيها وتلك التي يرفضها قائلاً: «لا تكون المعايير متشابهة في كل مرة. بل إنها لا تتشابه مطلقاً. في كل مشروع، ثمة مرحلة تجريبية أولية: هل السيناريو جيد؟ هل الموضوع يؤثر بي شخصياً؟ هل يستحق الفيلم بذل هذه الطاقة كلها؟ هل من سبب يبرر إنتاج عمل مماثل؟ لكن ثمة جانب خفي قد لا يكون منطقياً. بغض النظر عن الرغبة في المشاركة، أظن أن الأمر يتعلق بالعامل العاطفي. ثمة أسباب لقبول فيلم معين، وهي أسباب وجيهة، لكن لا يكون العامل العاطفي واحداً منها».

قصة جماعية

لا شك في أن العامل العاطفي أدى دوراً بارزاً في فيلم Arbitrage. يؤدي غير دور روبرت ميلر، ملياردير يعيش في مزرعة في مانهاتن مع زوجته التي تحب الأعمال الخيرية (تؤدي دورها سوزان ساراندون)، بينما تساعده ابنته (بريت مارليغ التي شاركت في فيلم Another Earth’s) على إدارة شركته. على رغم المعطيات التي تشير إلى ازدهار أعمال ميلر، يدرك هذا الأخير أن الواقع مغاير. فيعمد إلى تزوير البيانات المالية ويعرّض كل شيء للخطر: رفاهية عائلته وسمعته واستثمارات عملائه. يحاول ميلر بكل جهده بيع الشركة قبل كشف أمره، لكنه يواجه أزمة أخرى حين يقصد البلدة في وقت متأخر من الليل مع عشيقته (العارضة الفرنسية ليتيسيا كاستا). تيم روث هو الشرطي الذي يتعقب غير.

يتذكر غير رد فعله حين قرأ سيناريو جاريكي للمرة الأولى ويقول: «كان الموضوع مهماً وينعكس في جميع جوانب حياتنا اليوم. منذ سنتين تقريباً، كانت مواصفات الشخصية التي أجسدها تنطبق على بيرني مادوف. لكن منذ ذلك الحين، توسعت هذه الظاهرة أو تم الكشف عنها علناً وشملت رجال الأعمال والأكاديميين ورؤساء البنوك وأمثال جيمي ديمون» (في إشارةٍ إلى الرئيس التنفيذي في بنك «جي بي مورغان تشايس» والجدل المحيط باستثماراته).

يقول غير: «حرصنا في الفيلم على تجنب سرد قصة رجل مصاب بخلل نفسي في الشخصية. إنها قصة عنا جميعاً، أي كيف نصدق أننا نستطيع اتخاذ قرارات غير أخلاقية في مرحلة معينة من حياتنا وإقناع أنفسنا بأن الأمر لن ينعكس على بقية مسار حياتنا. لا يمكن الفصل بين الأمرين».

تحدث البعض عن ترشيح فيلم Arbitrage لجائزة الأوسكار. صحيح أن السيناريو يخفق في أماكن معينة، لكن يبقى العمل من أرقى وأقوى ما قدّمه ريتشارد غير. تتعلق شخصيته بالمال والسلطة والحفاظ على الأمور المادية، وهي صفات بعيدة كل البعد عن ميول ريتشارد غير الروحية المعروفة، فهو ممثل بوذي متفانٍ وأحد أشهر أتباع الدالاي لاما.

تعكس مشاهد غير ومارلينغ التوتر المألوف والحقيقي بين أي أب وابنته (مشاعر الحب والخيبة). كذلك، لا تعبّر ساراندون، التي لعبت في السابق دور زوجة غير في فيلم Shall We Dance، عن ما تعرفه أو لا تعرفه حول خداع زوجها على المستوى المالي والعاطفي.

يوضح غير: «أظن أن الجميع يعرفون أموراً أكثر من تلك التي يعترفون بها في هذه الحالات. يتطرق سيناريو نيكولاس إلى هذه الجوانب كلها بسلاسة لافتة وخصوصية واضحة… والده هنري جاريكي تاجر سلع معروف وقد جنى الأموال من الأسواق، لذا يعرف ذلك العالم جيداً، أما أنا فلا أعرفه. إنه أحد أفضل السيناريوهات التي قرأتها منذ فترة طويلة… باختصار، كان يصعب أن أرفض عملاً مماثلاً».

الجريدة الكويتية في

16/09/2012

 

The Words… رومانسية وليدة 12 عاماً

كتب: جولي هيندس - ديترويت  

برز سؤالان أساسيان خلال مقابلة حديثة تخص فيلم The Words. وُجّه السؤال الأول إلى برادلي كوبر: ما هو الدور الذي أديته للمساهمة في صنع هذا الفيلم المستقل الصغير الذي يضم نجوماً بارزين وأفكاراً عميقة؟ أما السؤال الثاني، فكان يخص فريق كتابة السيناريو والإخراج: ما هو العامل الفريد من نوعه في الفيلم؟ سأل كوبر المعروف بمرحه: «لماذا تظنون أنني لن أعطيكم جواباً صادقاً؟». يبلغ كوبر 37 عاماً وهو في مرحلة مهنية تخوّله إنجاح أي مشروع أو إفشاله. ضحك كوبر عندما شرح أن بعض الممثلين متحفظون في هذه الأمور.

لكنه أضاف مازحاً: «لن تجدوا أياً من هذه الخصائص هنا». هذا ما دفع زميليه براين كلوغمان ولي ستيرنثال إلى الضحك.

يروي فيلم The Words قصة روائي طموح اسمه روري جانسن (يجسد دوره كوبر)، وهو يجد نصاً قديماً ورائعاً لا يحمل توقيع أي كاتب فيدّعي أنه من تأليفه.

ما يحصل لاحقاً هو تحليل مطوّل لمسائل الحب والنجاح والأخلاق وعرض دراما نفسية يجسدها ممثلون من الطراز الرفيع. عدا برادلي كوبر، يشمل طاقم الممثلين زوي سالدانا بدور حبيبة روري، دورا، وجيريمي أيرونز بدور الرجل المسن الذي كتب النص الذي نسبه روري لنفسه، ودينيس كويد وأوليفيا وايلد بدور الكاتب والطالبة اللذين يعرضان قصة تكون مترابطة مع قصة روري بطريقة غير متوقعة.

يعكس فيلم The Words أيضاً حكاية ثلاثة أصدقاء من منطقة فيلاديلفيا قدموا إلى لوس أنجلس وانتهى بهم الأمر بالعمل معاً على فيلم تأجل في مناسبات كثيرة قبل إصداره في نهاية المطاف.

يقول ستيرنثال: «أظن أن فترة التأجيل التي تدوم 12 سنة تترافق حتماً مع مشقات متعددة».

خلال محادثة عبر الهاتف، توالى الرجال الثلاثة لسرد قصة تلك الرحلة الطويلة التي نجحت أخيراً في إيصال الفيلم إلى الشاشة، وقد عمد كوبر مرات عدة إلى مقاطعة الحديث وكأنه أراد إثارة ضحك زميليه غالباً.

علاقة وثيقة

بدأت رحلة العمل عندما تقابل كلوغمان وستيرنثال خلال مخيم صيفي، علماً أنهما تشاركا كتابة فيلمThe Words وإخراجه وكانا صديقين منذ عمر الحادية عشرة. تقابل كلوغمان وكوبر في المدرسة خلال تلك السنة نفسها. بعد بضع سنوات، تعارف كوبر وستيرنثال خلال احتفال خاص بكلوغمان.

توثّقت العلاقة بين كوبر وكلوغمان (هو ممثل أيضاً) في المدرسة الخاصة التي قصداها في فيلاديفيا.

تذكر كوبر تلك المرحلة فقال: «نشأنا مع أبوين كانا يجعلاننا نشاهد أفلاماً كثيرة وقد تُهنا في ذلك العالم. كنا لا نكف عن التكلم عن الأفلام وشعرنا بوجود لغة مشتركة بيننا».

ذكر كلوغمان: «أنا وبرادلي كنا نحضّر المشاهد التمثيلية معاً في المدرسة الثانوية ونؤدي تلك المشاهد حتى في الصف اللاتيني». في تلك اللحظة، قطع كوبر حديث صديقه وراح يصف أستاذ الدرس اللاتيني الذي كان يسمح لهما بأداء دوره وإدارة الصف.

انقطع الاتصال بين الرجال الثلاثة طوال سنوات عدة لأنهم كانوا منشغلين بتطوير حياتهم المهنية في لوس أنجلس. وصل كوبر إلى هناك بعد التخصص باللغة الإنكليزية في جامعة جورج تاون وبعد حصوله على شهادة في التمثيل من المعهد الجديد في نيويورك، ثم حضر جلسة لقراءة سيناريو من إعداد كلوغمان وستيرنثال، وكان النص نسخة أولية عن السيناريو الذي سيحمل اسم The Words.

وقع كوبر أسير ذلك العمل الدرامي حين عمد بعض الممثلين إلى قراءة السيناريو، من بينهم عم كلوغمان، جاك كلوغمان، بدور الرجل المسن الذي جسده أيرونز في النهاية. يقول كوبر: «في تلك الفترة، لم يخطر على بالي أن يطلبوا مني يوماً تأدية دور روري».

ما حصل في المرحلة اللاحقة كان نتاج عمل وانتظار داما عقداً من الزمن. كان السيناريو قيد البحث في مختبر كتابة السيناريو في صندانس، وهو فرع للمهرجان السينمائي الشهير. خلال معظم السنوات بعد عام 2000، لم يتضح موعد صناعة الفيلم. لكنه عاد وعُرض للمرة الأولى خلال الليلة الختامية من مهرجان صندانس هذه السنة.

قال كوبر: «أتذكر ترشيح عدد كبير من الممثلين والمخرجين لهذا الفيلم. صناعة الأفلام مهمة صعبة. أوشك العمل على الصدور مرتين أو انطلق في مراحله الأولية في مناسبات كثيرة».

تقييم إيجابي

في غضون ذلك، توسعت شهرة كوبر بعدما أدى أدوراً في برامج تلفزيونية ذكية مثل Jack & Bobby الذي لم يدم طويلاً ومسلسل Alias الذي نال تقييماً إيجابياً هائلاً من النقاد، وبعدما شارك أيضاً في أفلام مثل Wedding Crashers. في الوقت الذي وافق فيه على صناعة The Words، كان يوشك على تحقيق نجومية هائلة بما يشبه التغيير الكبير الذي أحدثه الفيلم الناجح The Hangover في مسيرته المهنية. بحسب قوله، كان الخيار سهلاً عندما طلب منه صديقاه أن يشارك في العمل بعدما قررا إخراج ذلك السيناريو معاً.

أوضح كوبر: «لا أظن أنهما طلبا مشاركتي حتى. أظن أنهما كانا يتحدثان في أحد الأيام وطرأت هذه الفكرة على بالهما فجأة. فسألا: «ما رأيك بأداء دور روري؟ لنحاول صنع هذا الفيلم». فوافقتُ فوراً».

يشيد ستيرنثال بدور كوبر في صناعة هذا العمل ويؤكد أن التصوير اكتمل خلال 25 يوماً فقط في مونتريال بكلفة 6 ملايين دولار: «ما كنا لنصنع هذا الفيلم من دون برادلي».

استفاض كلوغمان في شرح ما حصل قائلاً: «وافق برادلي على المشاركة في هذا العمل قبل صدور فيلم The Hangover. يسهل تصوّر التغيير الذي حصل منذ صدور فيلم The Hangover».

تدخل كوبر في تلك المرحلة قائلاً: «ويمكنكم تصوّر مدى سعادة مدير أعمالي أيضاً!». بعد تلك المزحة، تابع كلوغمان: «لقد تمسك بالعمل وحارب لتنفيذه. لقد كنا محظوظين فعلاً».

لكن يعتبر كوبر أنه كان محظوظاً بدوره: «استفدتُ في نهاية المطاف من هذا العمل. ما بدأ على شكل خدمة شخصية تحوّل إلى فرصة رائعة للعمل مع ممثلين مخضرمين وفريق إخراج بارع، وقد حصلتُ على فرصة تجسيد شخصية مثيرة للاهتمام».

وصف كلوغمان وستيرنثال عملية الإخراج بالتجربة الممتعة، حتى لو واجها تحدي التعامل مع ممثلين مخضرمين مثل أيرونز وكويد.

أوضح كلوغمان: «لم يكن الممثلون المشاركون مجرد شخصيات عابرة. كانوا ممثلين حقيقيين وقد جلبوا معهم أفكارهم الخاصة عن شخصياتهم. كان الحوار معهم مثمراً في جميع الأوقات».

بالنسبة إلى كوبر، يشكل فيلم The Words خطوة جديدة بالنسبة إلى ممثل يستعمل الشهرة التي حصدها تدريجاً لصنع مشاريع تعني له الكثير. يصرّ كوبر على أن اختيار الأدوار عملية بسيطة: «الأمر يشمل اختيار الشخصية والمخرج والأشخاص المشاركين والسيناريو».

أظهر كوبر مهاراته الكوميدية هذه السنة حين أدى دور مجرم عصبي في الفيلم المستقل Hit & Run الذي شارك في كتابته وإخراجه صديقه داكس شيبرد، ثم شارك في فيلم Silver Linings Playbook من إخراج ديفيد راسل، وسيبدأ عرض الفيلم في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي ومن المتوقع أن يصل إلى دور السينما في شهر نوفمبر.

مع اقتراب موعد المقابلة التالية التي سيجريها كوبر، تدخل مع صديقيه للإجابة عن سؤال أخير. وصف كوبر بسحره الحيوي الذي ينساب عبر الشاشة جوهر فيلم The Words قائلاً: «إنه عمل درامي رومانسي في المقام الأول وهو يترافق مع جوانب مشوقة».

الجريدة الكويتية في

16/09/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)