حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجــــان القـــاهرة لكــــل المصـريين

بقلم‏:‏ سعيد عبد الغني

 

إذا كانت أسباب النزاع حول إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي هي لمصلحة المهرجان‏..‏ وإذا كان حق إدارة المهرجان تقرر أن تتولاه وزارة الثقافة‏..‏ وإذا كان هناك مشاريع تم القيام بها طرف من أطراف النزاع‏.

وإذا كان الغرض من هذا النزاع هو مصلحة المهرجان‏..‏ وإذا كان مهرجان القاهرة السينمائي الدولي هو واجهة القدرة والقيمة وله ثقل ثقافي كبير‏..‏ يعبر بكل ريادته‏...‏ أنه مهرجان دولي مصري‏..‏ لا ينتسب لشخص أو مجموعة بعينها‏..‏ لكنه مهرجان مصر كلها‏..‏ وعن حق له أن يكون دوليا‏..‏ نتيجة لمشواره الطويل في حضوره الدولي طوال‏35‏ دورة‏..‏ وإذا كانت كل أسباب النزاع تنصب في مصلحة المهرجان ومصلحة مصر‏!!‏

أصبح من الضروري‏..‏ ومن الواجب‏..‏ ومن التخلص من ضياع الوقت‏..‏ ومواجهة التهديد بإلغاء دوليته‏..‏ نتيجة لهذا النزاع‏..‏ وسمح النزاح للاتحاد الدولي للمنتجين بالتهديد بمحاولة إلغاء دولية المهرجان‏..‏ أصبح من الضروري أن تهدأ‏..‏ وتنهي شدة الصراع حول إدارة المهرجان بين أطراف النزاع‏..‏ وتجميع كل الاقتراحات التي قامت بها هذه الأطراف‏..‏ لتوضع فعلا في بوتقة التعاون بين الجميع والاستعانة بها في التغلب علي كل الصعاب التي تؤدي إلي تعطيله‏..‏ واهتزاز استقراره المطلوب‏.‏

وقد ظهرت بوادر هذا التجميع‏..‏ والتجمع هذه الأيام بعد إعلان وزير الثقافة‏..‏ محمد صابر عرب‏..‏ بأن اتخاذ قرار عودة الوزارة للإشراف علي المهرجان‏..‏ ليس الغرض منه أن أتولي رئاسته أو لديه مصلحة ما‏..‏ غير الحفاظ علي هيبة مصر‏..‏ ومهرجان مصر الدولي‏..‏ وأنه اجتمع بعد حكم المحكمة مع غرفة صناعة السينما‏..‏ وعدد كبير من السينمائيين‏..‏ وتشاور معهم لإنقاذ المهرجان‏..‏ وكان قرار إشراف الوزارة عليه‏..‏ ليس قرار فرديا منه‏..‏ وأنه علي استعداد لمقابلة أي شخصية سينمائية تريد بالفعل أن تنقذ المهرجان والحفاظ عليه لن يتي بالنزاع وبالكلام فقط‏..‏ بل بالتعاون والتكاتف‏..‏ وتصريح الوزير به للاستعداد للاستعانة بكل ما قامت به أطراف النزاع من مشاريع ومجهودات تشير عمليا لمصلحة المهرجان المصري العريق‏.‏

وأضاف أنه يعمل بجهد كبير لتوفير الميزانية الخاصة بالمهرجان‏..‏ وأنه يدعو كل مخلص للوقوف وراء المهرجان لمساندته‏!!‏

طبعا عناك طرف مازال يسعي إلي ضرورة أحقيته في إدارة المهرجان‏..‏ لأنه قام بمجهود كبير لمشروع الإدارة وأحضر‏350‏ فيلما للمشاركة في المهرجان‏..‏ وأن كل عناصر هذا الطرف الذي يرأسه يوسف شريف رزق الله ومجدي أحمد علي الرئيس السابق للمركز القومي للسينما ومجموعة من السينمائيين‏.‏ وقد ظهرت بوادر التعاون الكامل مع وزارة الثقافة لإدارة المهرجان دون تأخير في المواعيد‏..‏ ومنها أن الدكتور رفيق الصبان الذي اختير من خلال الطرف الخاص‏..‏ بيوسف شريف رزق الله‏..‏ أخذ موقفا متعاونا علي ألا يتعطل أي تجهيز اختيار الأفلام‏..‏ باعتباره رئيس لجنة الاختيار ومعه مجموعة‏..‏ انسحبت بعضها من لجنة المشاهدة تضامنا مع يوسف رزق الله‏..‏ وأنه احترم قرار المنسحبين وقام بضم عناصر أكثر عددا ومعرفة لاختصار الوقت حتي يخرج المهرجان بصورة مناسبة‏..‏ وقال‏:‏ إنه لا يعمل لحساب أي شخص وإنما يعمل لمصلحة الوطن والحفاظ علي سمعة مصر‏..‏ ومهرجانها الدولي‏!!‏

وأعلنت الأستاذة خيرية البشلاوي أنها مع انعقاد المهرجان‏..‏ وضرورة خروجه للنور في الوقت المحدد لانعقاد دورته‏..‏ وبالكفاءة المطلوبة‏..‏ ولا يجب بأي حال اتخاذ مواقف الآن من شأنها الإضرار بمصلحة وكيان مهرجان القاهرة السينمائي الدولي‏.‏

وأعلنت سهير عبدالقادر نائبة رئيس المهرجان وعزت أبوعوف الذي تم اختياره رئيسا للمهرجان‏..‏ قالت سهير عبدالقادر التي عاشت‏25‏ عاما في إدارة المهرجان منذ بداية دوليته مع الراحل الكبير سعد الدين وهبة‏:‏ لن أرد علي أي إساءات لفظية وجهت إلي‏..‏ لكن انتظروا خطط إدارة المهرجان‏..‏ والمفاجآت التي تعد لها‏.‏

وإذا كان كل الصراع من أطراف النزاع علي إدارة المهرجان هو لمصلحة المهرجان‏..‏ وإذا كانت هناك حلو أعلنت‏..‏ وأبوب فتحت لتقريب وجهات نظر كل الأطراف‏..‏ وتجميع كل الاقتراحات والمجهودات التي قامت بها هذه الأطراف‏..‏ فتوضع في بوتقة التعاون بين الجميع لمصلحة مهرجان القاهرة الدولي السينمائي‏..‏ المصري‏!!‏

حكاية فيلم وديع الصافي

كانت جملة قالها النجم العربي المطرب الأسطورة وديع الصافي‏..‏ عن الموافقة لتصوير فيلم عن مشواره الفني الكبير في عالم الطرب‏..‏ قال‏:‏ إذن هذا العمل جبر خاطر لوديع الصافي‏..‏ حيث لم يجبر بخاطره لا الدولة اللبنانية‏..‏ ولا وزير الثقافة‏..‏ ولا حتي وزارة الفنون الجميلة‏.‏ وأثار قرار وديع بتصوير الفيلم وجملته المثيرة كل الصحافة اللبنانية‏..‏ وكل المحبين له ليس في لبنان فقط‏..‏ ولكن في العالم العربي كله‏..‏ وذكرت المجلات اللبنانية‏..‏ ومنها الشبكة‏..‏ مطالبة بأنه المطرب اللبناني الذي كتب بصوته قصة لبنان‏..‏ ووصل بالأوف إلي جبال صفين‏..‏ وأقام المهرجانات التي جعلت هياكل بعلبك تتدثر بأمجاد وصلت إلي القمم العالية‏..‏ وديع الصافي الذي لايزال علي صهوة الثمانين يصدح ويغني‏..‏ قرر أن يختصر تاريخه الفني الطويل بفيلم يتوج حياته الفنية‏..‏ ويؤرخ تاريخه الغنائي والفولكلوري اللبناني الذي وصل بفضله وبفضل فيروز وصباح إلي قمة المجد‏!!‏ هذه الجمل الرائعة صدرت من الصحفي اللبناني صياد‏..‏ وهو تعبير صادق من صحفي لبناني لأكبر مطرب عربي‏..‏ وعالمي‏..‏ اسمه وديع الصافي‏!!‏ ونحن معه في كل ما كتبه‏..‏ نقلناه صادقين‏!!‏ وقال نجله جورج‏..‏ إن الأرشيف الذي يملكه والده عن مشواره الفني لا يعرفه أحد‏..‏ وسيؤرخ مرحلة مهمة في تاريخ لبنان‏!!‏ وفيلم وديع جبر خاطر نرجو ألا يتكرر علي نجوم الفن في العالم العربي‏..‏ ويجب أن يكرم كل فنان قام بدوره الفني ورسالة مشواره الفني الذي أثري تاريخ بلده‏..‏ وشعبه‏..‏ يكرم بما يليق بهذا المشوار الفني السامي‏..‏ ويعطيه الحاضر عظمة تاريخه الذي يستحقه‏!!‏

التحول السريع‏..‏ إلي الإعلانات‏..‏ والعكس

زمان كانت هناك قاعدة تتمسك بها الأوساط السينمائية‏..‏ تقول القاعدة‏:‏ إذا ظهر النجم أو الممثل في الإعلانات ستهرب منه السينما ولا تهتم به شركات الإنتاج‏..‏ وكانت الإعلانات التي تمت زمان يقال إنها لم تكن لقاء أجور مادية‏..‏ لكنها كانت مساهمة جادة لتشجيع بعض الصناعات‏..‏ وكان المقابل مجرد هدايا عينية من الشركات التي يقدمها النجوم أو النجمات‏.‏

أما اليوم‏...‏ ومنذ فترة طويلة تحطمت هذه القاعدة وحدث تحول سريع جدا من النجوم والنجمات‏..‏ والممثلون والمملثلات إلي عالم الإعلانات‏..‏ وأجورها التي يمكن أن تصل إلي الملايين لبعض النجوم‏..‏ وقد ظهرت هذه التحولات السريعة من نجومنا‏..‏ ومن نجوم العالم‏..‏ وكله بقدر نجوميته‏..‏ وهناك إعلانات زمانها لا يزيد علي‏3‏ ثواني‏..‏ إلي‏5‏ ثوان‏..‏ ويصل أجرها إلي ملايين‏..‏ خصوصا لقيام نجمات ونجوم عالميين أمثال جورج كلوني‏..‏ نيكول كيدمان‏..‏ جواليا روبرتس‏..‏ والأجور طبعا بالدولارات‏..‏ وهناك سباق بين النجوم والنجمات فيمن يحصل علي الأجر الأعلي من الآخر‏.‏

وعندنا في مصر ظهرت بقوة حكاية التحول من التمثيل إلي الإعلانات وبسرعة‏..‏ وشاهدنا في آخر أيام شهر رمضان كثافة هذا التحول‏..‏ وظهور نجوم ونجمات جدد في هذا المجال الإعلاني‏..‏ منذ فترة ظهرت يسرا‏..‏ وعمر الشريف‏..‏ وحسن عابدين‏..‏ في إعلانات السيراميك‏..‏ والمياه الغازية‏..‏ التي ظهرت هذه الأيام بصورة عجيبة لبطلتها دنيا سمير غانم‏..‏ ومعظم لاعبي كرة القدم العالميين والمحليين‏..‏ ميسي‏..‏ وبركات‏..‏ وأحمد حسن وغيرهم‏..‏ ودخل فاروق الفيشاوي‏..‏ وسامي العدل‏..‏ وأحمد الفيشاوي قريبا‏..‏ غير اللستة الكبيرة المليئة بالمتحولين إلي الإعلانات منذ فترة ليست بعيدة‏..‏ أحمد عز‏..‏ وسمير غانم‏..‏ وأحمد حلمي‏..‏ ومحمد منير‏..‏ وعبلة كامل‏..‏ وغادة عادل‏..‏ وإيمي سمير غانم‏..‏ وأحمد مكي‏..‏ ودلال عبدالعزيز‏..‏ وكريمة مختار‏..‏ ومعتز الدمرداش‏..‏ وأشرف عبدالباقي‏..‏ ودرة‏..‏ وعادل إمام‏..‏ وغسان مطر‏..‏ وندي بسيوني‏..‏ ومظهر أبو النجا‏..‏ ودنيا سمير غانم‏!!‏

والكل سعيد بهذا التحول‏..‏ ويقول سمير غانم‏:‏ إن الإعلان مفيد وجديد بالنسبة للنجم‏..‏ وسامي العدل يقول‏:‏ إن الإعلان عبارة عن اسكتش درامي‏..‏ وأ‏,‏مد عز يقول‏:‏ إنه باب رزق للفنان وخير من ربنا‏..‏ وهالة فاخر تقول‏:‏ الإعلان عرض وطلب‏..‏ وفي النهاية فإن ارتفاع أجر الإعلان يجذب بالطبع النجوم والنجمات للتحول إلي الإعلانات‏.‏

وكم من نجوم ونجمات كانوا في بداية مشوارهم الفني‏..‏ نجوم إعلانات‏..‏ وتحولوا إلي نجوم سينما‏..‏ ومنهم من لم يترك الإعلانات ويعمل أو تعمل نجمة في الإعلانات‏..‏ وعالم السينما‏..‏ أمثال ياسمين عبدالعزيز‏..‏ ونيرمين الفقي‏..‏ وأحمد مكي‏!!‏

ومادام الزمن يمر‏..‏ ويتغير‏..‏ فإن القواعد وأساليب الحياة حتما ستتغير‏..‏ ولا مانع من هذا التغيير‏..‏ لأنه سنة الحياة‏..‏ ونرجو أن يكون لمصلحة الإنسان والحياة‏!!‏

يوميات ممثل‏: ‏أنا‏..‏ لم أعرفني‏!!‏

جلست في حجرة صغيرة‏..‏ بجوار بوابة الجراج الذي سيتم فيه تصوير أول مشهد لي في الفيلم‏..‏ الحجرة خاصة بأمن الجراج‏..‏ والجراج في مساحة عمارة الإيموبيليا التي أسس بها‏..‏ ويحتوي علي سيارات أهل العمارة‏..‏ بالحجرة التي تعلو الجراج في مدخله وبها مرآة صغيرة‏..‏ وبعض الكراسي‏..‏ ومكتب‏..‏ وتتسع لأربع رجال أمن‏..‏ جلست مع اثنين منهم وأنا أرتدي كل الأشياء التي تم شرائها أنا والمخرج‏..‏ وجاهز جدا للتصوير‏..‏ غريب جدا أنا الجالس في انتظار التصوير‏..‏ تغير شكلي تماما وأنا في مجموعة الأشياء التي اشتريناها‏..‏ الجاكيت البني واسع المقاس‏..‏ النظارة الزجاج الدائري‏..‏ البنطلون الرمادي‏..‏ القميص السماوي‏..‏ الكرافتة البني‏..‏ الحزام الأسود‏..‏ الحذاء الموديل الإنجليزي ضخم البوز‏..‏ الشعر الذي ليس به أي تسريحة تميزه‏..‏ وأنا الذي لست أنا جالس في انتظار النداء للتصوير‏.‏

وجاء مساعد المخرج وطلبني للتصوير‏..‏ وتحركت معه نزولا إلي ساحة الجراج‏..‏ لوجود مدق يمتد من عند حجرة الأمن إلي ساحة الجراج‏..‏ خطواته أخذت شكل مختلف في الحركة‏..‏ الحذاء له تأثير غريب في أسلوب خطواتي‏..‏ الجاكيت البني الواسع‏..‏ الذي لا يغلق‏..‏ وأكمامه علي نصف يدي تحركني بشكل مختلف عني تماما‏..‏ النظارة تحتل مساحتها في وجهي‏..‏ كل هذه الأشياء هي التي تتحكم في أسلوب حركتي تماما‏..‏ حتي وصلت إلي مكان التصوير‏..‏ والتقيت بالمخرج ينتظرني بتأمل وترحاب أمام السيارة الحمراء التي سيتم تصوير المشهد فيها‏..‏ وقفت في الجانب الأيسر من السيارة‏..‏ وبحثت عن الكاميرا فوجدتها ترقد مع مدير التصوير في أسفل الجانب الأيمن علي شاريوه‏..‏ يحملها هي ومدير التصوير علي عجلاته‏..‏ وانحنيت كثيرا حتي أري الكاميرا وأحيي مدير التصوير‏..‏ وبدأ التصوير بعد أن أعطاني المخرج علبة المفجرات التي سأقوم بتثبيتها في أسفل مقدمة السيارة‏..‏ وطلب مني المخرج أن أقف في بداية الخلفية للسيارة‏..‏ لأن الكاميرا ستصور خطوات حذائي وأنا أدخل الكادر‏..‏ وتسير معي حتي مقدمة السيارة‏..‏ وتصور حذائي الإنجليزي الضخم‏..‏ ثم تلتقط أيضا وتصور يدي وهي تلصق علبة المفجرات‏..‏ ثم تصور انسحاب يدي‏..‏ حيث سأقف وأنظر حولي‏..‏ والكاميرا تصور وجهي وملامحي لأول مرة يراها المشاهد ثم تلاحقني وأنا أسير بعيدا عن السيارة‏..‏ حتي اختفي تماما في البعد الذي تصوره الكاميرا‏.‏

وتم تصوير المشهد‏..‏ بداية من الحذاء‏..‏ حتي تصوير اليد‏..‏ وعلبة المفجرات‏..‏ ثم وجهي‏..‏ ثم بدلتي البني‏..‏ ثم خطواتي الغريبة‏..‏ التي فرضتها علي كل ما تم شراؤه باختيار المخرج‏..‏ وأسهم بقوة في دخولي في إيهام الشخصية‏..‏ وشكلها المختلف تماما عني الذي لم أعرفه منذ أول لقطة‏..‏ وبدأ المشوار والدرس الذي علينا معرفته يا أهل السينما‏!!‏

توم كروز‏..‏ يشارك بفيلمه في الاقتصاد البريطاني

أثار تصوير فيلم النجم توم كروز الذي سيصور في أكبر ستوديوهات انجلترا‏..‏ التي تقع خارج العاصمة لندن‏..‏ وهي ستوديوهات لفيزدن الشهيرة التي قدمت أقوي الأفلام العالمية صاحبة أكبر إيرادات.

مثل فيلم شرلوك هولمز بجزئيه‏..‏ وسلسلة هاري بوتر‏..‏ وقد قامت شركة وارنر برازرز بشراء الاستديو وقامت بتجديده واشترته مقابل‏100‏ مليون يورو‏!!‏

وفيلم كروز سيصور كاملا في انجلترا‏..‏ وسوف يستعين بعمالة تصل إلي‏500‏ شخص من أبناء الشعب البريطاني‏..‏ وسيحقق بهذا التصوير والاستعانة بالعمالة الإنجليزية أرباحا أكثر مما حققته الدورة الأوليمبية التي حدثت في بريطانيا هذا العام‏..‏ بضجة كبيرة‏.‏

ورحبت بريطانيا جدا بتصوير هذا الفيلم فيها‏..‏ ووصل الترحاب إلي أن أعلن وزير المالية البريطانية جورج إسبورن عن سعادته الكبيرة بتصوير أمثال ذلك العمل الكبير بشكل كامل علي الأراضي الإنجليزية‏..‏ وكان هذا الإعلان في أثناء خطبة ألقاها حول التسهيلات الضريبية التي تقدمها وزارته من أجل جذب مزيد من صناع السينما للعمل في بلاده‏.‏

الفيلم تدور أحداثه في المستقبل ويجسد فيه كروز شصية جدني يقف أمام حدث يتكرر بشكل دائم أمامه‏..‏ وهو اليوم الأخير من معركة خاضها ضد قوات من الفضاء الخارجي‏..‏ والفيلم إخراج دوج ليمان‏..‏ وبطولة النجمة الإنجليزية إيميلي بلانت‏..‏ الفيلم اسمه كل ما تحتاجه هو القتل‏!!‏

والقصد من نشر هذا الخبر رسالة مهمة تعلن أن السينما وصناعتها هي من أهم فروع الدخل القومي‏..‏ التي تشارك في إنقاذ اقتصاد الدولة‏..‏ وضرورة العمل علي إيجاد تسهيلات لجذب صناع السينما العالمية‏..‏ لتصوير أفلامهم علي الأراضي المصرية‏..‏ ولنا عظة من خطاب وزير المالية البريطانية الذي أعلنه عن التسهيلات التي يقدمها لجذب صناع السينما للتصوير علي أرض بريطانيا العظمي‏..‏ ونحن نرجو جذب صناع السينما العالمية لتصوير أعمالهم علي أرض مصر‏..‏ أم الدنيا‏!!‏

الأهرام المسائي في

10/09/2012

 

شوقي الماجري: فلسطين رغم الكليشيه

فريد قمر  

بعد تأجيل متكرّر، ينزل فيلم المخرج التونسي قريباً إلى الصالات اللبنانية. «مملكة النمل» قصيدة سينمائية تدغدغ القلب، قد تُرضي الملتزمين بالقضية أكثر مما تُرضي النقاد، لكن مَن قال إنّ شباك التذاكر يُنصت لرأي هؤلاء؟

لعلّه قدر الفلسطينيين أن يعيشوا في دوامة لا فكاك منها من القتل الممنهج والنضال الذي غدا نمط حياة. لعله قدر أُسقط عليهم منذ الجريمة الكبرى يوم سرقت أرضهم لتمنح على طبق من دم لشعوب أنتجت أكثر الأنظمة عنصرية في التاريخ الحديث، بحجة أنّ أساطير الأولين وعدتهم بأرض غيرهم. غير أنّ للفلسطينيين عادات متأصلة فيهم. هم وإن كانوا عاجزين عن الانتصار، نراهم لم يتعلموا بعد «فلسفة» الاستسلام. هذا ما رآه العدو فيهم، وهذا أيضاً ما أراد أن يريه شوقي الماجري إلى العالم.

«مملكة النمل» الذي ينزل قريباً إلى الصالات اللبنانية، قصيدة سينمائية فيها من الشعر ما لا يتسعه فيلم، ومن العاطفة ما لا يصلح لعمل سينمائي. هو لا يوثّق نضال الفلسطينيين بقدر ما ينسج عنه أساطير تدغدغ القلب بدل العقل. يقدّم السينمائي التونسي عملاً شعبوياً قد يرضي الملتزمين بالقضية أكثر مما يرضي النقاد. لكن من قال إنّ نجاح الأفلام يرتبط برأي النقاد إذا كان لشباك التذاكر رأي آخر؟ لعلّ هذه الفكرة هي خط الدفاع الأول لدى صاحب «الاجتياح».

هو النضال المتوارث من جيل الى جيل. هو الموت المبكر الذي يفرض على الآباء دفن أولادهم بعكس ما تفرضه تقاليد الحياة. هو غزل للقضية الحية أبداً من انتفاضة الى أخرى. هذه هي قضية الفيلم الذي يتحدث عن أسرة مناضلة دفاعاً عن الوجود في أرض تقتطع شبراً تلو شبر، وحلم يسرق ليلة تلو ليلة. يتناول قصة عائلة توارثت النضال مصيراً كما يتوارث النمل الجهاد اليومي لتأمين الغريزة الأولى المتمثلة في الصراع من أجل البقاء. الرجل يضع حياته على كف المقاومة، يتخذ السجن والمطاردة خبزاً يومياً، يسلم ابنه بيديه الى الانتفاضة. فيما تستسلم الزوجة لقدرها بعدم الاستسلام. أما الجد فيعيش تحت المقابر ليجمع بقايا عظام رفاقه لتؤنسه في مملكته المبنية في باطن الارض.

غير أنّ الفيلم يغرق في دوامة المبالغات. يتشبع بما يفيض من أساطير البطولة المطلقة كما اعتاد الخيال العربي أن يكتب عن مغامراته. لا حياة للعائلة خارج الصراع، لا يوميات عادية يعيشها كل مجتمع حتى المجتمع الفلسطيني. بدلاً من ذلك، حشا المخرج فيلمه باللامنطق الهوليوودي: قذائف تسقط على بعد أمتار من محتفلين بعرس، فيواصلون عرسهم من دون أن يصاب أحد أو حتى تتسخ ملابسه. طفل شهيد يبتسم لصديقه في لقطة أريد لها أن تكون رمزية فبدت كاريكاتورية. يغلب التكلّف على العمل بدءاً من السيناريو (كتابة الماجري والمؤلف خالد الطريفي) مروراً بالأدوار وصولاً إلى تصوير المشاهد. أخطاء تعتري مشاهد الفيلم، فلا تسلسل منطقياً في الأحداث ولا ترابط في عقدة القصة المتشعبة تشعباً يرهق الجمهور. ولعلّ أكثر ما أجاده صاحب «هدوء نسبي» هو اختيار فريق قدير من الممثلين على رأسهم الأردنية صبا مبارك التي قدمت دوراً تستحق عليه جائزة على أقل تقدير، فضلاً عن الممثل جميل عواد بأدائه اللافت.

المخرج الذي عرفه الجمهور من خلال أعماله التلفزيونية التي لاقت نجاحاً كبيراً، يدخل معترك الافلام الطويلة من دون أن يتحرر من أسلوب المسلسلات، وهذا ما يفسر تباطؤ الأحداث والسعي الى اسقاط كليشيهات على الفيلم كان في غنى عنها. نرانا نستعيد أسلوب الانتاجات اللبنانية ـــ بعللها الكثيرة ـــ كفيلم «خلة وردة» ومسلسل «الغالبون» وغيرهما من الأعمال التي لم تقارب موضوع المقاومة مقاربة موضوعية بل أرادتها معجونة بغلوٍّ لا طعم له، فبدت المواقف مصطنعة ومزيفة. مع ذلك، يُحسب لـ«مملكة النمل» أنّه نجح في تمرير رسائل خرجت من السطحية التي تسيطر على الفيلم أهمها أنّ المقاومة هنا ليست إسلامية والبطل لا يتلو معجماً من الآيات قبل كل عملية.

من الناحية التقنية، قدّم الشريط صورة جميلة جداً عن فلسطين، صنع أرضاً افتراضية تحت أرض الواقع، فأظهر الأرض المحتلة كما لم نرها من قبل. لا ازدحام سكانياً، لا فوضى في الشوارع والابنية، بل أرض نضرة تشبه ما تصوّره مخيلة فلسطينيي الشتات الحالمين بالعودة، فضلاً عن انتاج ضخم جداً يمنح الفيلم بعض الاثارة، وقد ترجم ذلك باشراك عدد من الآليات العسكرية والمروحيات فضلاً عن المؤثرات البصرية والصوتية.

كان يمكن للفيلم أن يكون أفضل بكثير مما بدا عليه عبر تجنّب المخرج للكثير من الأخطاء... فهل ينصت شوقي الماجري ويضع عاطفته جانباً، ليصنع شريطاً يحاكي الواقع ويبعده عن السطحية والكليشيهات؟ لا شك في أنّ مَن قدم مسلسلات كـ «الاجتياح» و«أبو جعفر المنصور» قادر على أكثر من ذلك.

* «مملكة النمل» ابتداءً من 20 أيلول (سبتمبر) ــ صالات «أمبير» ـــ للاستعلام: 01/616600

سيرة

ولد شوقي الماجري عام 1961، ودخل السينما من بوابة الأفلام القصيرة. أنتج ثمانية بين تونس وبولونيا، غير أنّ شهرته الكبرى بناها في عالم التلفزيون من خلال عدد من الأعمال التي نالت شهرة واسعة وحصد عنها جوائز عدة أبرزها «ايمي اوورد» التي نالها عن مسلسله «الاجتياح» الذي أخرجه عام 2007. علماً أنه دخل بيوت المشرق العربي أولاً من خلال مسلسل «اخوة التراب» قبل أن يركز على الأعمال التاريخية كـ«أبو جعفر المنصور» و«عمر الخيام» و«الأمين والمأمون» وبعض الأعمال الروائية كـ«الارواح المهاجرة». أسهم الماجري في اطلاق صبا مبارك التي تزوجها فشاركته عدداً كبيراً من اعماله قبل أن ينفصلا. غير أنّ ذلك لم يفسد للعلاقة المهنية قضية، وما «مملكة النحل» سوى دليل على ذلك. أخرجه عام 2010 وصوّره بين تونس ومصر وسوريا حيث يقيم، غير أنّه تأخّر في إطلاقه بسبب الاضطرابات في عدد من الدول العربية.

الأخبار اللبنانية في

10/09/2012

 

«سينما المهجر» الجزائرية... أسئلة الانتماء والتمويل

مسعودة بوطلعة / الجزائر 

لماذا يُنجز بعض المخرجين في بلد المليون شهيد أفلامهم في الخارج؟ وماذا عن التابوهات التي يصطدمون بها في الداخل؟ مع أنهم خلقوا حالة سينمائية فريدة، إلا أن التخوينات والاتهامات والأسئلة لا تزال تلاحقهم

يقف المخرجون الجزائريون في المهجر على مفترق طرق. بين بلد المهجر (فرنسا) الذي يفتح لهم آفاق الإبداع ويطلق مخيلاتهم ليتصوّروا ويصوروا الواقع كما يرونه أو كما يريدونه، وبين الانتماء إلى وطن بهويته وثقافته وتراثه مع الحاجة إلى التعبير عن همومه بكل حرية من جانب آخر؛ ثمة مفارقات عديدة تضع الإنتاج السينمائي خارج حدود الجزائر تحت المجهر، ومحل استفهام واتهامات تصل إلى درجة اتهام هؤلاء المخرجين بالمتاجرة بهموم الوطن.

السؤال الموجه إلى العديد من المخرجين الجزائريين: هل الهجرة تأتي بسبب فقدان فضاء الحرية للتطرق إلى هموم الوطن من دون قيود؟ أم أن انعدام الإمكانات هو التي يدفع السينمائي الى البحث خارج الحدود الجزائرية؟ أم هي رغبة في الانعتاق من التابوهات الثلاثة: الدين والسياسة والجنس؟

لا يبتعد المخرج فريد بن تومي، عن الفكرة القائلة بأنّ التضييق ووضْع الإبداع في قوالب جاهزة قد أثرا على الفن السابع في الجزائر بعد الاستقلال، ما دفع بعض السينمائيين إلى الهجرة. بالنسبة إليه، كانت الأعمال السينمائية التي عرفتها الجزائر منذ بداية الستينيات إلى نهاية السبعينيات، في غالبيتها ذات طابع سياسي ودعائي في الدرجة الأولى، «فقد كان المخرج موظفاً لدى الدولة ويقوم بما يُطلب منه، من دون مراعاة متطلبات المشاهد الجزائري ودرجة تقبله للعمل أو مدى ملامسة هذا العمل لاهتماماته وواقعه». بالتالي، يقول بن تومي «فقدت تلك الأفلام تواجدها وسط شرائح المجتمع، خصوصاً الشباب، فعدد قليل منها استطاع جذب اهتمامهم آنذاك». وغرقت السوق الجزائرية في تلك الفترة بالأفلام التاريخية، حول حرب التحرير الوطني، وبعض الزعامات التي تتوافق مع توجه السلطة. هكذا، لن نجد إلا قلة من الأفلام التي تركت بصمتها في المشهد السينمائي الجزائري، كشريط أحمد راشدي «الأفيون والعصا»، و«وقائع سنين الجمر» لمحمد لخضر حامينا، و«عمر قتلاتو» للمخرج مرزاق علواش. في المقابل، اتجه المجتمع الجزائري في السبعينيات نحو الأفلام الهندية وأفلام «الويسترن» وحتى الأفلام اليابانية التي غلبت عليها الفنون القتالية. وعلى رغم أنّ العمل السينمائي في الجزائر قد تخلص بعد السبعينيات من هيمنة الفكر الثوري أو التاريخي المسيّس بحسب بن تومي، إلا أنه دخل نفقاً مظلماً من خلال استغلال الأحداث التاريخية من طرف بعض الجهات، وتوظيف ذلك في خدمة مصالحها. لذلك لا نرى اليوم مثلاً، في الوقت الذي تحتفل فيه الجزائر بالذكرى الخمسين للاستقلال، ما يعبّر عن هموم الشاب المبدع الجزائري ورؤيته إلى التاريخ والأحداث السياسية. وإذا حاول المخرج أن يتطرق إلى الحاضر من نظرة تاريخية، فعليه أخْذ ترخيص وموافقة من وزارة الثقافة، كما يفرض «قانون السينما» الجديد الذي يرى فيه كثيرون «عودة إلى تقييد الإبداع وتكميم الأفواه». وعلى رغم توجه الجزائر نحو التعددية السياسية والإعلامية في التسعينيات، وبالتالي نحو تعدد الرؤى والتوجهات السينمائية، وبداية ظهور مؤسسات الإنتاج السمعي والبصري الخاصة، إلا أن مشاكل أخرى تتعلق بمصادر التمويل وآلياته طفت إلى السطح. هكذا، بقي التحرر من قيود الدولة بعيد المنال، بسبب عدم وجود هذه المصادر وانعدام صناعة سينمائية حقيقية. هكذا، ظهرت حالة من الإبداع السينمائي، سمّيت مجازاً «سينما المهجر»، لأن تمويلها وإنتاجها يعتمدان على المصادر الأجنبية التي فتحت باب الحرية للسينمائيين، أو لأن العاملين فيها هم مهاجرون من الجيل الثالث. هنا، يشير المخرج بن تومي إلى الصحوة التي يعيشها شباب المهجر وإقبالهم على السينما كوسيلة للتعبير عن همومهم وأفكارهم ورؤيتهم إلى ما يدور حولهم، وما يحدث داخل وطنهم، «فالابتعاد عن الوطن لم يمنع من أن يظل الوطن متصدراً اهتماماتهم». هذا ما يطرح الإشكال الثاني: هل ما يقدمه مخرجو المهجر نابع من دراية وإحساس صادق وحقيقي بمشاكل وطن الانتماء؟ أم أنّ الأمر لا يتعدى أن يكون رؤية المنتج أو صاحب المال الأجنبي؟ هل ما تقدمه سينما المهجر يعكس حقاً طموح مجتمع الداخل وتطلعاته وهمومه ومشاكله وقضاياه؟ يقول السينمائي مرزاق علواش: «لا يوجد من يملي علي ما أقدّم، أو ما أصوّر. أنا حر في أن أقرأ مجتمعي كما أريد». ويضيف صاحب «التائب» إنّ «الابتعاد عن الوطن يمنح فرصة رؤية الأحداث من الخارج بعيداً عن العاطفة أو الدعاية والديماغوجية». ويضيف: «لا أحد يعلمني الوطنية، ولا أحد يحب الجزائر أكثر من الآخر. أنتقدُ وطني لأنني أريد له الأفضل، ولا أحد يفرض علي كيف أنتقده أو يتدخل في ما أقدمه ولو كان صاحب المال». بالنسبة إلى مرزاق علواش، فتحت له الهجرة إلى الخارج مجال التمويل وتحقيق حلمه كمخرج. يقول إنه «يتنفس السينما» اليوم بفضل الهجرة التي منحته حرية أن يعيش هذا الحلم.

من جهته، يرى المنتج والممثل أحمد بن عيسى أنّ المخرجين لم يهجروا الجزائر للإنتاج في الخارج؛ بل إن هؤلاء هم جيل من السينمائيين ممن وجدَ في الغربة الظروف الملائمة لتحويل طاقاته إلى نشاط سينمائي، بعيداً عن كل الضغوط. ومن هؤلاء، كما يسميهم بن عيسى، رشيد بوشارب، وفريد بن تومي ومرزاق علواش. ويدافع بن عيسى عن طرحه المتمثل في أنّ سبب الهجرة الرئيسي ليس الانعتاق أو كسر التابوهات التي وضعها المجتمع أمامهم. يقول «أنتم تقولون إنهم فروا بحثاً عن الحرية. نعم هناك جزء من الحقيقة، لكن ثمة تناقضاً صارخاً، إذ إن أفلاماً كثيرة أنتجت في الخارج لكنها لم تُعرض في الصالات هناك!».

المخرج مالك بن اسماعيل يرفض، من جهته، القول بأنّ المخرجين فروا إلى الغربة للبحث عن الحرية، «إذ إنّ أغلبهم وجدوا ظروف عمل غير مناسبة تمنعهم من البقاء في الجزائر، بينما تمكنوا في المهجر من التحول إلى مخرجين وممثلين كبار». ولا يوافق بن اسماعيل الرأي الذي يتهم المخرجين المغتربين بالخضوع في معالجتهم قضايا أوطانهم لأهواء أصحاب المال. يقول: «ربما تكون هذه حقيقة واقعة، لكني لا أتقبلها». ويشير إلى أنْ لا أحد يهتم بمواضيع الجزائر في المهجر، لأنها لم تعد جذابة، فالناس هناك «يحبذون الإرهاب والموت والدم، لكي تبقى الصورة هي نفسها، إذ لا تعنيه مشاكل الشباب ولا المجتمع». ولا يهتم بن اسماعيل بقانون السينما الجديد لأنّ حريته في السينما لا ثمن لها. يقول: «إذا أردتُ إنتاج فيلم، فسأفعل ذلك من دون انتظار موافقات، وهذا ما أجده في الغربة: حرّيتي».

تخوين مستمرّ

مع كل فيلم جديد ينجزه في الخارج، تنهال التخوينات والمقاطعات على مرزاق علواش المقيم في فرنسا. فيلمه الأخير «التائب» الذي شارك في برمجة «أسبوعي النقاد» في النسخة الأخيرة من «مهرجان كان السينمائي»، فتح الباب مجدداً أمام تخوينه في إعلام النظام الجزائري الذي وصف صاحب «عمر قتلاتو» بأنه «أكل غلة الجزائر ويسبّ ملتها»، كما اتُهم بأنه «جاحد لفضل الجزائر التي قدمت في الماضي دعماً مالياً لأعماله السينمائية».

الأخبار اللبنانية في

10/09/2012

 

الفيلم منحه مشاهدون علامة راوحت بين 6 و10 درجات

«تيته رهيبة».. حفيد وجدة متسـلطة وجرعة كوميديا

علا الشيخ - دبي 

من جديد، يعود الممثل المصري محمد هنيدي، لينثر الضحكات في قاعات السينما، عبر أحدث أفلامه «تيته رهيبة»، الذي يعرض حالياً في دور السينما المحلية.

يحتوي الفيلم الذي أخرجه سامح عبدالعزيز، وتشارك في بطولته «سيدة المسرح العربي» سميحة أيوب، على جرعة كوميدية، حازت إعجاب مشاهدين التقتهم «الإمارات اليوم»، مشيرين إلى أن «تيته رهيبة» يعد «عودة ميمونة» لهنيدي إلى السينما بعد غياب نحو ثلاث سنوات، ومنحوا الفيلم علامة راوحت بين ست و10 درجات. يدور الفيلم الذي تشارك في بطولته «سيدة المسرح العربي» سميحة أيوب التي تعود بعد غياب طويل عن السينما، وباسم السمرة، وايمي سمير غانم، حول حكاية جدة متسلطة وعلاقتها بحفيدها، ويعالج ذلك بطريقة كوميدية، حافلة بالإسقاطات والعناصر الفنية الأخرى.

حب سريع

يظهر رؤوف (هنيدي) وهو يعيش مع جده حياة متوازنة، مع غياب جدته التي تعيش في ألمانيا، وفي تسارع للأحداث منذ المشاهد الأولى، يتوفى الجد وتصيب الحفيد حالة من الإنكار، يؤديها هنيدي بشكل كوميدي، فيه الكثير من الطرافة، الى أن تظهر فجأة زميلته في العمل (ايمي سمير غانم) وتنمو بينهما بشكل سريع علاقة حب، فتقرر الجدة (سميحة أيوب) أن تعود الى القاهرة، وهي التي يخاف منها رؤوف منذ صغره بسبب قسوة قلبها.

طبيعة الأفلام التي يمثلها هنيدي، حسب ياسين الريس (33 عاماً) تفتقر لمنطق السيناريو، مضيفاً «نحن نأتي لنضحك لا لنتتبع إخفاقات النص» في إشارة الى ظهور الجدة المفاجئ من دون تفسير لسبب غيابها، وقال «الفيلم أضحكني من صميم قلبي، وعودة هنيدي بعد كل هذا الغياب تستحق التقدير، ووصفه بنجم الكوميديا الأول»، مانحاً الفيلم العلامة الكاملة.

من جهتها، قالت زينة الساسي (41 عاماً) «جئت لأضحك وضحكت، فأنا شعرت بأنني في حاجة إلى الترفيه عن نفسي، وكان الفيلم جديراً بالمشاهدة» مانحة اياه 10 درجات.

وعبر محمد متولي (24 عاماً) عن سعادته لعودة هنيدي بهذا الشكل «فالفيلم كوميدي خالص، وأنصح بمشاهدته»، مانحاً اياه ثماني درجات.

بدوره، قالت ميثة علي (30 عاماً) «أحب أفلام هنيدي كثيراً، واستمتعت بوجود سميحة ايوب الى جانبه، وضحكت كثيراً»، مانحة اياه تسع درجات.

لكن المتتبع لأفلام محمد هنيدي يشعر بأنه استحضر شخصيات عدة قدمها سابقاً، لكن الشكل الذي ظهر فيه كان مختلفاً، فهو كان يقدم دور شاب الجامعة الصغير في السن مثل دوره في صعيدي في الجامعة الأميركية، ليظهر في هذا الفيلم أعزب تجاوز عمره الـ40 عاماً، لكن المفارقة ان فتاة صغيرة تقع في حبه، اضافة الى عشق هنيدي الظهور نجماً أوحد.

لا للتعاطف

تعود الجدة إلى وتيرتها نفسها من التسلط والرغبة في اذلال حفيدها الذي لم يجرؤ يوماً أن يحب فتاة في حياته، بسبب شدة غيرة جدته عليه، فتعود الجدة لتفاجأ بأنه أتم زواجه، وتبدأ ألاعيبها البعيدة كل البعد عن المثل القائل «ما أعز من الولد الا ولد الولد»، إذ تهين حفيدها أمام زوجته، وتتدخل في أمورهما الخاصة، فيقرر الحفيد أن يثور على جدته، ويلجأ إلى القانون ليفصل بينهما، ويقتسم الحفيد الشقة مع الجد كي لا تزعجه، في مشاهد مليئة بالكوميديا والضحك والمقالب الطفولية أحياناً.

لم تتعاطف مريم حسين (39 عاماً) مع الجدة أبداً «فهي قاسية القلب ومتسلطة، بل تكاد تكون مؤذية، وهي صفات بعيدة كل البعد عن الجدة في الواقع التي يلجأ لها الأحفاد كي تحميهم من قسوة ابائهم»، مانحة الفيلم ست درجات.

في المقابل، وصفت سارة ياغي (27 عاماً) الفيلم بأنه «كوميدي جداً، لكنه مجحف بحق صورة الجدة التي عادة تكون ملاذاً للأحفاد»، مانحة اياه ثماني درجات.

في مشهد مختلف عن المشاعر التي تظهر بها الجدة القاسية، تأتي أمام القاضي لتتحدث عن مكانة الحفيد ودرجة الحب له بأداء مسرحي، لا يتلاءم مع السينما. ولاحظ ايهاب صالح (30 عاماً) تناقضاً في شخصية الجدة، مضيفاً انها «جعلتني انقم على كل شبيهاتها، ولم أشعر بتعاطف معها، حتى في أدائها أمام القاضي»، مستدركاً أن قصة المحكمة كلها لا تتناسب وقيمنا التي توقر الجدات «ولا أصدق أن أحداً يجرجر جدته أمام المحاكم»، مانحاً الفيلم ست درجات.

إخفاق

عمر السيوف (30 عاماً) وهو مشاهد من متابعي «سينما دوت كوم» و«الإمارات اليوم» عبر موقعها الإلكتروني، اعتبر أن «سميحة ايوب لا تصلح للسينما والكوميديا بشكل خاص، إذ جاء أداؤها ثغرة في الفيلم، الا في مشهد المحكمة»، مضيفاً «لم اعجب بها في هذا الدور، واظن ان العديد من النجمات القديرات كن سيجدن الدور اكثر منها، لكن هذا لا يعني أنها أخفقت في دور الجدة».

وأضاف أن «أداء ايمى سمير غانم ضعيف جداً، نتيجة قدراتها التمثيلية المحدودة، اضافة الى انها أمام هنيدي الذي يسيطر على المشهد بشكل عام، والمفاجأة كانت مع الفنان باسم السمرة الذي ظهر لأول مرة تقريباً في دور كوميدي وأجاده فعلاً»، ووصف الفيلم بالمضحك والخفيف و«يستحق المشاهدة» مانحاً اياه ثماني درجات. في المقابل، قالت زهرة عربيني (29 عاماً) «سميحة ايوب كانت تمثل وكأنها على خشبة مسرح، فلم تتلاءم مع الكاميرا حتى في نظراتها، لكن رؤيتها جميلة وتستحق التقدير»، مانحة الفيلم تسع درجات.

حرف الراء

كشف الفنان محمد هنيدي أنه واجه صعوبة شديدة في استعادة نطق حرف الراء بعد انتهاء تصوير فيلمه «تيته رهيبة»، الذي يقوم فيه بدور رؤوف الألثغ.

وأكد، حسب موقع «ام بي سي»، أنه انتابته حالة من القلق وهو ما أرجعه لسببين أولهما ابتعاده عن السينما منذ ثلاث سنوات لدرجة أنه شعر كأنه يمثل لأول مرة، أما السبب الثاني فأرجعه إلى قصر الفترة التي تفصل بين موسمي عيدي الفطر والأضحى، وهو ما كان يهدد بعدم تحقيق الفيلم الإيرادات المطلوبة. وأضاف هنيدي «حالة التخوف بداخلي زالت في أولى ليالي عرض الفيلم بعد أن دخلت دار سينما القاهرة وجلست متخفياً في أحد المقاعد الخلفية وجدت الصالة ممتلئة عن آخرها فهذا امر طمأن قلبي بشدة، علاوة على رضا الجمهور وقتها عن مضمون الفيلم نفسه والرسالة التي يقدمها».

وبشأن الاتهام الذي وجهه البعض للفيلم بأنه يحاول اصلاح وتجميل صورة الشرطة المصرية بعد أحداث الثورة رد هنيدي مندهشاً: «لا اعتبر هذا اتهاماً بقدر ما أننا حاولنا صناعاً للفيلم أن نظهر مدى التحول الإيجابي الذي حدث لرجال الشرطة بعد الثورة»

حول الفيلم

يسجل الفيلم عودة لسيدة المسرح العربي سميحة أيوب إلى السينما بعد انقطاع دام لفترة تخطت 40 عاماً.

يعد الفيلم ثاني تعاون يجمع بين هنيدي والمخرج سامح عبدالعزيز والسيناريست يوسف معاطي بعد فيلم «مبروك رمضان أبوالعلمين حمودة».

المخرج

سامح عبدالعزيز

حصل على بكالوريوس المعهد العالي للسينما قسم مونتاج عام ،1996 بدأ مخرج برامج في التلفزيون المصري، ومنه إلى قناة دريم، حيث اخرج حلقات لبرنامج هالة سرحان اثناء رئاستها القناة، ثم انتقل معها إلى روتانا، كما أخرج العديد من أغاني الفيديو كليب.

أما أول أعماله السينمائية فكان «درس خصوصي» الذي قام ببطولته محمد عطية.

أبطال الفيلم

سميحة أيوب

ولدت سميحة أيوب عام 1932 في منطقة شبرا الخيمة، وتلقت تعليمها في مدرسة الراهبات. وهي ممثلة مسرح في المقام الأول، تخرجت في معهد التمثيل عام 1952 وتتلمذت على يد زكي طليمات، لمعت بعد دورها في المسلسل الإذاعي «سمارة».

من مسرحياتها «البخيل»، و«كسبنا البريمو» ، و«كوبري الناموس»، و«سكة السلامة»، و«دائرة الطباشير»، و«العمر لحظة»، و«الخديوي». انضمت الى المسرح القومي، وصارت مديرة له مرتين في الفترة من 1975 إلى ،1985 كما تولت إدارة المسرح الحديث مرتين. لم يكن ظهورها في السينما بالقوة نفسها التي ظهرت بها على خشبه المسرح.

محمد هنيدي

ولد عام 1965 في الجيزة، حصل على بكالوريوس معهد السينما عام .1991 بدأ مسيرته الفنية بأدوار صغيرة في مسرحية «دكتور زعتر» وفي مسلسل «عالأصل دور» و«العرضحالجي» وفي مسلسل «البخيل وانا»، ومن اشهر مسرحياته بعد ذلك «الابندا»، و«حزمني يا»، و«المهزلة الأرضية».

ما لبثت السينما أن اجتذبته، وحقق نجاحاً كبيراً في فيلميه «اسماعيلية رايح جاي»، و«صعيدي في الجامعة الأمريكية» ولفت الأنظار بشدة في نهاية التسعينات من القرن الماضي. واستطاع من خلال دور صغير في «بخيت وعديلة» ان يؤكد موهبته كوميدياً، وما لبث ان صار نجماً تحقق أفلامه أعلى الإيرادات.

باسم سمرة

ولد باسم سمرة عام ،1966 بدأ مسيرته الفنية بالاشتراك في الفيلم القصير «القاهرة منورة بأهلها» اخراج الراحل يوسف شاهين، ليختاره بعد ذلك المخرج يسري نصرالله ليشارك في فيلم «مرسيدس» مع يسرا، وزكي فطين عبدالوهاب. واستمر التعاون مع يسري نصرالله في فيلم «صبيان وبنات». ويظل بعده قرابة خمس سنوات لا يعمل حتى عرض عليه دور البطولة في فيلم «المدينة» عام 2000 ليسري نصرالله ايضا، وحصل على جائزة من مهرجان قرطاج. بداية من عام 2004 فتحت السينما ذراعيها له، بعد أن عمل مدرساً لفترة، ليشارك في اعمال عدة، منها «كليفتي»، و«باب الشمس»، و«عمارة يعقوبيان»، و«قبلات مسروقة» وحصل سمرة عن دوره فيه على جائزة أحسن ممثل دور ثان في مهرجان الإسكندرية. واستمر نجاح سمرة في أفلام «الفرح»، و«ابراهيم الأبيض»، و«بصرة» وهو الفيلم الذي حصل عن دوره فيه على جائزة أحسن ممثل في مهرجان روتردام. وشارك في العديد من المسلسلات.

كليك

قالت الفنانة سميحة أيوب إن دور الجدة المتسلطة الذي جسدته في فيلم «تيته رهيبة» رسالة للأمهات والجدات بعدم الشدة في تربية الأبناء، واتباع طريقة وسطية. وأضافت أنها عندما تشاهد نفسها في الدور تتعلم الأخطاء التي تقع فيها الأمهات في تربية الأبناء، إذ تفرض آراءها على كل كبيرة وصغيرة في حياة حفيدها حتى تفاصيل علاقته بزوجته حتى ينفجر الحفيد من شدة الضغط عليه.

وأوضحت أن الجيل الجديد يحتاج إلى معاملة خاصة، وطرق تريبة مختلفة تماماً عن الماضي، فعلى سبيل المثال كان الأبناء قبل نحو أربعة أو خمسة عقود يهابون الأب كثيراً بدرجة تجعلهم في بعض الأحيان غير قادرين على طلب أي شيء منه بشكل مباشر، ويطلبون من الأم لكن الآن نجد الأبناء في منتهى الجرأة، وتجدهم يدخلون في نقاشات جدلية وحادة مع الآباء والأمهات.

وأشارت أيوب إلى أنها رحبت بالدور كثيراً لأنها وجدت فيه رسالة تربوية ممزوجة بالكوميديا، وليس مجرد عمل يثير ضحك المشاهدين فقط بلا رسالة، مؤكدة أنها توقعت نجاح العمل منذ أن قرأت السيناريو في المرة الأولى ما دفعها إلى اتخاذ قرار بإنهاء مقاطعة السينما الذي استمر نحو 17 عاماً.

الأمارات اليوم في

10/09/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)