يطرح الكاتب الكبير يسرى الجندى، رؤيته حول ما أسفرت عنه نتائج انتخابات
الرئاسة، وحالة الحراك السياسى التى تشهدها مصر حاليا، ولفت الكاتب إلى أنه
يتابع الآن ما يجرى على الساحة السياسية من أحداث بميدان التحرير وجميع
المحافظات المختلفة، ويؤكد يسرى الجندى فى حواره لـ«اليوم السابع» أن
المرشح الرئاسى حمدين صباحى هو مستقبل الحياة السياسية فى مصر رغم خروجه من
السباق الرئاسى.
·
ما أسفرت عنه نتائج الانتخابات
الرئاسية أعادت مظهر الثورة لميدان التحرير من جديد.. فما تحليلك للمشهد؟
-
بغض النظر عن نتيجة الانتخابات الرئاسية وما أسفرت عنه من جولة إعادة بين
مرشح الإخوان محمد مرسى والفريق أحمد شفيق، فإننى أرى أن حصول المرشح
الرئاسى حمدين صباحى على نسبة أصوات كبيرة، دليل على نجاح ثورة الخامس
والعشرين من يناير، بعدما أجريت محاولات لإجهاضها بتضليل الشعب المصرى
والضغط عليه بالعامل الاقتصادى لانكسار الثورة، وتلك الممارسات تم إجراؤها
عقب اندلاع الثورة المصرية حتى يكفر الشعب بثورته العظيمة، لكن جاءت نتيجة
حصول حمدين صباحى على تلك النسبة الهائلة بجانب وجود مرشحين آخرين غيره
ينتمون للثورة أيضاً لتثبت أن الثورة لم تمت وما زالت فى قلب وفؤاد الشعب
المصرى.
·
لكن حمدين صباحى خرج من السباق
الرئاسى ومن جولة الإعادة أيضا التى حسمت بين مرشح الإخوان والفريق؟
-
رغم خروجه بالفعل من الانتخابات الرئاسية، لكنه المستقبل الحقيقى للحياة
السياسية فى مصر، وبالتأكيد ستظل استمراريته، وستتسع القاعدة الشعبية
والجماهيرية حوله سواء شاءوا أم لم يشاءوا، وتحقيقه طفرة كبيرة فى نسبة
الأصوات التى حصدها، أثبتت أن الثورة لم تلفظ أنفاسها الأخيرة من بين أيدى
الشعب، وأن هناك إيمانا عميقا بأن صباحى يمثل امتدادا للحركة الوطنية
المصرية منذ أن بدأت.
·
«شاءوا
أم لم يشاءوا» من تقصد بهذا الكلام؟
-
أقصد جميع القوى التى حاولت ضرب الثورة من الداخل والخارج، وتشويهها لينقلب
عليها الكثير من أبناء الشعب بشكل مضلل، والثوار ليس لهم أى ذنب، والمعاناة
تمثلت فى المستوى الاقتصادى والأمنى، وهذا كله ليس مصدره الثورة والثوار،
وإنما القوى المضادة التى نجحت فى تحقيق هذه الخسائر تشويها للثورة وتكفيرا
بها، وأود أن أشير إلى أن تحقيق حمدين صباحى لتلك النتائج فى مدة قليلة لم
تتجاوز أسبوعين واستقطابه كل هذه العقول تؤكد استمراريته، حيث إن هناك
محافظات ومدنا لم يذهب إليها، ولم تصل إليها حملته، لكنه حقق فيها نسب نجاح
عالية وحصد الترتيب الأول بداخلها.
·
خروج أنصار صباحى إلى الميادين
أدت إلى تشبيه البعض لهم بما فعله أولاد أبوإسماعيل من أجل السلطة.. ما
تعليقك؟
-
مقارنة ظالمة جدا بين أنصار صباحى وأولاد أبوإسماعيل، حيث إن أنصار حمدين
مؤمنون بوضوحه وبوطنيته، ومن حق المواطنين أن يحتجوا، لأن هناك ملابسات فى
المشهد الانتخابى ستكشفه الأيام، وحمدين خرج إلى الناس مطالبهم بالتظاهر
السلمى، وبالنسبة لمسألة أولاد أبوإسماعيل فهذه مأساة حقيقية لأن بعض
الفئات التى تتبعه مضللة.
·
إذن كيف ترى مشهد الحريق الذى شب
فى مقر المرشح الرئاسى أحمد شفيق؟
-
العنف أمر مرفوض، ويجب محاصرته، لأنه قد يعطى فرصة لانقلاب عسكرى إذا اتسع
وزاد حجمه فى ظل احتمالات متعددة فى الفترة القادمة، ويجب أن يكون هناك
ردود أفعال من النخب السياسية الرافضة لسلوك العنف.
·
ما تعقيبك على نتائج محاكمة
الرئيس السابق حسنى مبارك ورجاله؟
-
أرى أن نتائج المحاكمة بقدر ما هى صادمة، لكنها إيجابية، لأنها ستساعد
الشعب المصرى فى معركته، وذلك بتوحيد قواه ولم شمله من جديد.
·
ما توقعاتك للمرحلة المقبلة من
حكم مصر؟
-
أتوقع أن تكون المرحلة المقبلة مرحلة انتقالية لعدة سنوات، وربما يكون من
حظ صباحى أن يأتى بعد تلك المرحلة، لأن أعباءها ثقيلة رغم أنه قد يكون
قادرا على أن يخوض معركتها، حيث إن الملايين التى صوتت لهذا الرجل صوتت
لاقتناعها به مع ملاحظة أنه لا يملك الملايين التى يملكها غيره.
·
ناقشت فى مسلسلك «على الزيبق»
الانهيار الاقتصادى وفى «السيرة الهلالية» انهيار الأمة العربية، فماذا عن
ثورة الخامس والعشرين من يناير فى أعمالك؟
-
لم أشرع فى كتابة أى عمل عن الثورة حتى الآن، لأن الأحداث السياسية لم
تتبلور، وفور خروجنا من تلك المتاهة التى نتعايشها ستولد فنون جديدة وثقافة
مختلفة ووعى جماعى وستخرج أعمال تؤرخ عن الثورة المجيدة بالطبع.
اليوم السابع المصرية في
07/06/2012
أسطوانات :
شكسبير في "كوريولانوس» لا زال ماثلا
محمد رُضا
لا تفتأ السينما تعود إلى القاص وليام شكسبير تستوحي من أعماله كلّـما
أرادت أن ترتفع عن مجمل ما تتعاطاه السينما المعاصرة من شؤون وقضايا- او
بكلمات أخرى، مجمل ما لا تتعاطاه من شؤون وقضايا أيضاً على اعتبار أن
العديد من الأفلام الحالية لا تسعى لطرح مواضيع ونقاشات ولا حتى أساليب
ومدارس فنيّـة.
"كوريولانوس"،
الذي ينطلق على أسطوانات الدي في دي هذا الشهر، هو آخر هذه الإقتباسات
المنتجة وكذلك من بين أقل مسرحيات وليام شكسبير انتقالاً الى الشاشة، لكنه
كباقي أعمال الكاتب المُهيمن للحين على الأدب الغربي الكلاسيكي، فإن "كوريولانوس"
في الوقت ذاته عملاً تراجيدياً يمضي بعيداً في تشريح النفس الواحدة
وعواطفها المتشرذمة بين العقل والعاطفة وبين المنطق وغيابه وبين فعل القتال
لمبدأ وفعل القتل كإنتقام. فيلم فاينس (الأول له كمخرج) يحتوي على هذه
العناصر بوضوح ويُثير، كما المسرحية، البحث في التاريخ. كل ما في الأمر من
اختلاف، أن بحث شكسبير في هذا النطاق تعامل والزمن الغابر له، فهو كتب عن
تراجيديا بطلها جايوس ماركوس كوريولانوس الذي عاش في القرن الخامس الميلادي
(كتب شكسبير هذه المسرحية ما بين 1606 و 1608) في حين نقل المخرج هذه
الأحداث الى عالم اليوم غير عابئ بغياب المبررات.
مثل محاولة المخرجة الأميركية جولي تايمور عندما أقدمت على اقتباس عمل آخر
قليل الظهور على الشاشات هو «تيتوس» (1999) فألبسته ثياباً وهموماً تمزج ما
بين التاريخ والعصر الراهن، يقوم المخرج فاينس بهذه النقلة بين الزمانين
محافظاً على الكنه اللغوي والأدبي والأجوائي للمسرحية من ناحية وضامّاً
إليها الطرح الزمني الأقرب (مطلع القرن العشرين) لأجل أن تعمد الصورة إلى
المزج والربط لتأكيد المفهوم من أن ذلك العمل وطروحاته إنما يعيش بيننا
اليوم كما عاش في الفترة التي وضع فيها شكسبير عمله.
تقع الأحداث في روما حيث تهدد المجاعة المواطنين نتيجة استحواذ العسكر على
المؤن لصالح الجهد الحربي. تقوم المواطنة تامورا (جهد ملحوظ من المغربية
لُبنى أزبال) بقيادة المحتجّـين، لكن القائد العسكري كايوس كوريولانوس
(رالف فاينس) لا يلقي بالاً حيال المطلب معتبراً أن العسكر هم أكثر من
المدنيين حاجة للمؤونة. وفي موقفه، وعلى نحو واضح ازدراء للعامّة من الناس
الذين يعتبرهم كوريولانوس، في خطبة له، غير جديرين بالرعاية أساساً. يصرف
كوريولانوس الوقت والجهد لموقعة عسكرية ضد جيش عدو يقوده توليوس (جيرارد
بَتلر) الذي يعتبره كوريولانوس خصماً أكيداً ومنذ سنوات. كوريولانوس متزوّج
من ?رجيليا (دور صغير نوعاً لجسيكا شَستين) لكنها تنأى بنفسها عن السياسة
مكتفية بمراقبته من بعيد وتاركة مصيره لوالدته المتحكّمة ?وليومينا (?انيسا
ردغراف). لكن كوريولانوس يضطر للهرب من روما وإجراء مهادنة مع عدوّه توليوس
سائلاً إياه توحيد الجهود للهجوم على روما. هذا لا يمنع من أن مصالحتهما
سياسية محدودة الأثر والفترة، وأنهما سيتنازلان في نهاية الأمر كعدوّين.
هذا تشخيص لحكم العسكر استمدّه المخرج من الكاتب الأعجوبة شكسبير ومنحه
ظروف العالم المعاصر (الحاضر والسابق بقليل) معلّقاً على فاشية الأنظمة
وسلطويّتها وأفقها الضيق. فاينس يصنع فيلماً يريد طرح ذات المسائل السياسية
والإجتماعية التي شكّلها شكسبير كأرضية صراع في مسرحيته تلك، وهو (فاينس)
ينجح في الإتيان بالمسببات، فالفيلم لا يزال يتحدث عن جوانب لصراع دام وأحد
هذه الجوانب اقتصادي بين من يملك ومن لا يملك، لكن الجانب الذي يطغى، وعن
صواب، هو متى يعترض القائد الذي يحاول دخول السياسة طريقه بنفسه لأنه يشعر
بأن ثأره لعدوّه يأتي في المرتبة الأولى فيفقد صوابه، ومن ثم حياته، في
سبيل اندفاع جلّه عاطفي؟.
فاينس نقل الأحداث كما وردت في المسرحية، لكنه بنقله لها زمنياً أمد الفيلم
ببعد جديد. الماثل ليس تراجيديا شكسبيرية الملامح بقدر ما هو فيلم معارك
وحروب يمضي بعيداً في عنف المواقع. ما يحفظ للفيلم عنفوانه هو أن المخرج لا
يغفل متابعة شخصيته الرئيسية، كوريولانوس التي يقوم بتشخيصها بنفسه،
ومحاولاته التي تنطلق أولاً من فصل نفسه عن السياسة، بعد انتصاره ضد عدوّه
تالوس (جيرارد بتلر) ثم من قبوله بمنصب سياسي قبل أن يمضي في محاولة
الانتقام من عدوّه ذاك ثم تلبّد تلك الرغبة حين يجد لزاما الانضمام إليه في
حربه ضد المصالح السياسية قبل أن ينتهي وإياه في منازلة أخيرة.
يخرج فاينس مشاهده بمطرقة هاوية على الأبصار والآذان والأدمغة. ليس لديه
وقت للتفنن، لكن عمله في الوقت ذاته ليس رديئاً، وإن كان يبحث لنفسه عن
ناصية أسلوبية بصرية أفضل لا يستطيع تأمينها. لكن هناك شخصيات قويّة في
تشكيلها النفسي والفني وفي تصرّفاتها. كذلك فإن الإبقاء على النص الشكسبيري
من دون تغيير (بنفس قاموس مفرداته وتعابيره غير المستخدمة اليوم) يمنح
العمل تميّزاً آخر من ناحية، وباعثاً على قدر من الانفصام في المرامي كما
لو أن فاينس يريد أن ينجز التاريخ والحاضر في الوقت ذاته. الأداء بمفردات
شكسبيرية يختلف كثيراً عن الأداء في أي عمل آخر. هنا على الممثل أن يكون
مرتاحاً مع اللغة ذات المفردات الخاصّة ومن الأفضل له أن يكون خبيراً
مسلّحاً بسنوات من التدريب المسرحي. في هذا النطاق، نجد أنه في الوقت الذي
تمثّل فيه السيدة ردغراف دورها ببراعة واقعية فائقة، فإن جسيكا شستَين لا
تقل عنها تلقائيّة على الرغم من الفارق الكبير سنّاً وتجربة بين الاثنتين.
جيرار بتلر المعروف بأدواره البعيدة عن هذا النوع من الأعمال، نجده ممتزج
جيّداً فيه كما الحال مع رالف فاينس الذي يوأم عمليه (وراء وأمام الكاميرا)
بقدرة مدوّية مع اختلاف أنه وراء الكاميرا كان يحتاج إلى أسلوب توغّل في
الأحداث لا تتحه اللكنة الهادرة للفيلم. لكنها قد تكون رؤيته للمسرحية التي
يجب احترامها في كل الأحوال.
الجزيرة الوثائقية في
07/06/2012
اللقاءات السينمائية العاشرة لبجاية
ضـاويـة خـلـيـفـة – الجـزائـر
تنطلق سهرة السبت بولاية بجاية الساحلية -التي تبعد عن الجزائر العاصمة
بحوالي 220 كلم- فعاليات الأيام السينمائية المنظمة من قبل جمعية ''بروجيكتور''
و التي ستدوم إلى غاية 15 من الشهر الجاري، وفي هذا الحوار الذي جمعنا
بالسيد ''عبد النور حوشيش'' رئيس جمعية ''بروجيكتور'' يطلعنا على أهم ما
يميز الدورة العاشرة من الفعاليات.
·
هل لنا أن نتعرف على البرنامج
المحضر لعاشر طبعة من اللقاءات السينمائية الدولية لبجاية ؟
فاتحة الدورة العاشرة من اللقاءات ستكون بفيلم ''الصين لا تزال بعيدة''
للمخرج الجزائري المغترب مالك بن إسماعيل المنتج سنة 2008، وذلك سهرة السبت
9 يونيو، وسيكون العرض متبوعا بنقاش يديره المخرج صبيحة الغد، أما السهرة
الختامية المنتظرة يوم 15 يونيو فستكون بعرض الفيلم الفرنسي ''أغاني ماندرا''
المنتج سنة 2011 ، وستسجل اللقاءات مشاركة واسعة للأفلام الفرنسية و
الجزائرية، وعودة المخرج الجزائري المغترب مرزاق علواش الذي سيشارك بفيلميه
الأخيرين ''نورمال'' و''التائب'' الذي شارك به في الدورة 65 لمهرجان كان
السينمائي، و سيكون هذا العرض الأول للفيلم بالجزائر، أما السينما التونسية
ستكون حاضرة هي الأخرى عبر فيلمين قصيرين هما ''مخبي فالقبة'' للمخرجة ليلى
بوزيد المنتج سنة 2011 و''ذبذبة'' للمخرجة فرح خضار، بالإضافة إلى أفلام
مشتركة جزائرية - فرنسية وجزائرية - سويسرية وفرنسية - بلجيكية و كذا أفلام
من جزر القمر و دول أخرى، وفي البرنامج أيضا فضاء ''مقهى السينما'' الذي
برمجنا فيه ستة مواعيد ينشطها كل من مالك بن إسماعيل يوم الأحد 10 جوان،
كريم خياري يوم 11 جوان، ويوم 12 جوان حكيم زوهاني وكارين ماي وياسين قنية،
ويوم 13 جوان يحل مارك سيالوم، أما مرزاق علواش فسيكون حاضرا يوما 14 و15
جوان، و ستعقد بمقهى المسرح الجهوي مالك بوقرموح لبجاية.
وللسنة الخامسة على التوالي تتواصل ورشة إعادة كتابة سيناريو الفيلم
القصير، و يستفيد منها 13 متربصا، كما ستتبع بورشة ثالثة و أخيرة شهر
أكتوبر المقبل على أن تجسد الأعمال و تنقل من سيناريوهات مكتوبة إلى أفلام
سينمائية منتجة وفقا لمعايير سينمائية سليمة و ذلك شهر ديسمبر المقبل، كما
سنخصص زووم أو دورة هذا العام لأفلام المخرج الجزائري المغترب رابح عامر
زايمش.
·
من خلال حديثك يتبين أن اللقاءات
لا تعتمد على منافسة بين الأفلام، فما هي فلسفة اللقاءات السينمائية
لبجاية التي تبتعد عن الجو التنافسي؟
نحن في الجزائر لم نصل إلى درجة تنظيم مهرجانات و منافسات لأنه يجب أن
يتوفر إنتاج و حياة عادية للسينما، وفي ظل كل هذه المؤشرات لا يمكن أن
نتحدث عن مهرجان تنافسي، فعلى الأقل يجب أن نوفر للمخرجين نفس الظروف لعرض
أفلامهم، لهذا لا نريد الدخول في جو المنافسة وسط غياب الإمكانيات التقنية
و ندرة قاعات السينما، و بالتالي فلسفة اللقاءات السينمائية لبجاية هي
الاحتفال بالسينما وهو الشعار الذي رفعناه من أول دورة.
·
كيف تأتت فكرة تأسيس جمعية ؟
جمعية ''بروجيكتور'' تأسست من قبل شباب قادمين من عالم المسرح وغيرها من
الأشكال الفنية، تعاونا في البداية مع جمعية ''كاينة سينما'' أي يوجد
سينما، و قمنا بتنظيم المهرجان الذي يحمل اسم ''اللقاءات السينمائية''، حيث
نسعى لتحريك المجال السينمائي في بجاية والجزائر عموما في ظل الركود الذي
يعيشه الفن السابع في البلاد، فعندما فكرنا في إقامة هذه اللقاءات
السينمائية التي اتخذت ولاية بجاية مستقرا لها، كان لدينا إيمان بالشيء
الذي نقوم به و الخطوة التي نقدم عليها، فالشباب الذي أسس هذه الجمعية كانت
لديه الرغبة في خلق إطار يمارس فيه السينما، ففي البداية جددنا نادي
السينما الذي أسسناه أيام الثانوية من خلال إحياء هذا التقليد تحت غطاء
جمعية ''بروجيكتور''، و بعد نجاحنا في جلب العديد من الأفلام التي كانت
تتبع في كل مرة بنقاشات بناءة، فكرنا في توسيع نشاطنا و قلنا لما لا نعطي
للتجربة نفسا جديدا و كان ذلك بتنظيم الأيام السينمائية لبجاية، فالصعب
بالنسبة لنا ليس أن نؤسس جمعية أيا كان تخصصها بل الأصعب أن ننظم بقليل من
الإمكانيات لقاءات سينمائية تستمر لمدة عشر سنوات أو أكثر، لكننا نأمل بفضل
هذه المبادرات وتشجيع الكثير لنا أن نحقق الأفضل في السنوات القليلة
المقبلة.
·
بعد عشر سنوات ألم تفكروا في
تحويل الأيام إلى مهرجان ؟
هناك عدة أسباب تحول دون ذلك، أولها وأبرزها عدم توفر صالات و قاعات للعرض،
ثانيا السينما الجزائرية على مستوى الإنتاج و التوزيع تعاني كثيرا فإنتاجنا
السينماتوغرافي جد محتشم، ثالثا الجمهور الجزائري اليوم لا يمتلك ثقافة
سينمائية واسعة فهناك ومنذ سنوات قطيعة بينه و بين قاعات السينما التي
هجرها لعدة عوامل أيضا، و من الأسباب التي لا يمكن التغاضي عنها و تجاهلها،
أو حتى إغفالها، عدم توفر الجزائر على معاهد و مراكز لتكوين السينمائيين
سواء ممثلين، تقنيين أو مخرجين... إلا بعض المعاهد التي تعد على الأصابع
حتى أنها لا تستوعب لا الطلب و لا الكفاءات، فلو كان هناك محيط سينمائي
مناسب لأقمنا مهرجان سينمائي شأنه شأن كل المهرجانات التي تقام في كل
الدول، فالمناخ لا يساعد على ذلك لهذا أردناها أن تكون لقاءات سينمائية
دولية و ليس مهرجان، فهدفنا الأول و الأخير مساعدة الشباب المحب و العاشق
للسينما على دعم مشاريعه بطريقتنا، لنساهم جميعا في تأسيس فعل سينمائي جديد.
·
ربما أنتم متخوفون من التجارب
السابقة لبعض المهرجانات أو الأيام السينمائية التي انقطعت دون سابق إنذار
؟
ربما ليس تخوفا و إنما بعد خمس أو ستة سنوات من الوجود لا نقول أن التظاهرة
فرضت نفسها تماما ونجزم بدوامها مثل ما هو قائم و ما هو معمول به في العديد
من الدول، مثلا منذ ثمان سنوات شاركت في تربص أقيم بإحدى المهرجانات
السينمائية بفرنسا، ومن الأشياء التي تضمنها التربص هذه النقطة بالذات وهي
أن المهرجان الذي ينجح في تنظيم خمس طبعات متتالية فانه ضمن استمراريته،
لكن لما نأتي للواقع نجد أن ذلك ليس قاعدة، فبالنظر إلى تجربة الجزائر أو
لو أخدنا تجربتنا أقول أن تجربة خمس سنوات ليست كفيلة للتنبؤ باستمرارية
الأيام و القول أنها أسست لفعل سينمائي، قس على ذلك أيام الفيلم المتوسطي
بعنابة الذي انقطع بعد خمس أو ست طبعات، كذلك أيام الفيديو بتبسة، مهرجان
تاغيت للفيلم القصير و الأيام السينمائية لتيميمون التي لم يعد لها أثر هي
الأخرى، و بالتالي لا نكتفي بخمس طبعات، أما بالنسبة للقاءات السينمائية
لبجاية يمكن و إلى حد ما الاطمئنان عليها و القول أنها تسير في الاتجاه
الصحيح.
·
وصلكم أزيد من 100 فيلم، كيف
تختارون بالعادة هذه الأفلام دون أخرى ؟
هناك خطوتين لاختيار الأفلام، الخطوة الأولى نحن من نذهب لهذه الأفلام من
خلال المشاركة في المهرجانات خارج أو داخل الوطن رغم قلتها في الجزائر كما
أننا نتنقل إلى الخارج كلما توفرت الإمكانيات، لننتقي الأعمال التي تتلاءم
و طبيعة المواضيع التي نريدها و السينما التي نعمل لأجلها، أما ثاني خطوة
فتكون من المخرجين الذين لدينا معهم علاقات و تواصل إذ يقومون بإرسال
أعمالهم.
·
وبما أن المخرج ابن بيئته
فالأكيد أن معظم الأفلام التي وصلتكم تتناول الربيع العربي أليس كذلك ؟
صحيح معظمها تتحدث عن الربيع العربي، فهذا وضع فرضه الواقع، و الفنان أو
المبدع كل في مجاله يحاول مواكبة هذا الواقع الذي تعيشه البلاد العربية،
فهو كغيره من الناس يتأثر بما يحدث في المجتمع من أحداث، لكن ليس أي عمل
يتحدث عن الثورات و الانتفاضات العربية يستدعي أن نبرمجه لأن سياستنا في
اختيار الأفلام ليست على هذا الأساس، بينما يجب أن يكون العمل ذو نسق
سينمائي وصناعة سينمائية خالصة، فهذه المواضيع صارت كثيرة التناول و
التداول، إذن يجب أن يكون فيلما سينمائيا و ليس ريبورتاجا صحفيا، لا نريد
صورا أو كاميرا ترافق الشباب و تنقل ما يحدث في ميادين التحرير فقط، بل يجب
أن نرى السينما داخل الفيلم فما يهمنا هو بصمة المخرج، ليكون المخرج فعلا
ابن بيئته.
الجزيرة الوثائقية في
07/06/2012
"أطفال
الثورة": علائق ملتبسة بين الثوري وأطفاله
قيس قاسم ـ السويد
أولريكه ماينهوف وفاساكو شيغينويو إمرأتان يتذكرهن العالم جيداً بسبب دورهن
الإستثنائي في حركتين ثوريتين مسلحتين، ظهرتا في سبعينات القرن الماضي.
الأولى كان لها الفضل الكبير في تأسيس "جماعة بادر ماينهوف" الألمانية
والثانية عرفت كواحدة من بين أكثر أعضاء منظمة "الجيش الأحمر" الياباني
حماسة وتضحية. إمرأتان ربما يتذكرهن العالم حتى اللحظة، حين يتطلب الأمر
مراجعة تاريخهن السياسي وعلاقتهن بمفهومي التطرف والإرهاب، لكن، وفي كل
الأحوال، هل هناك من يسأل عن مصير أولادهن وأين انتهوا بعد أن غابت صورهن
عن المشهد السياسي والإعلامي؟ من هذا المنظور المنسي يعالج المخرج
الايرلندي شين أوسولفين مصير أولاد ماينهوف وشيغينويو في وثائقيه المثير
للجدل "أطفال الثورة".
يتأسس "أطفال الثورة" درامياً على رؤية الشابتين بيتنا ومي، إبنتي ماينهوف
واليابانية شيغينويو، الى نشاط أمهاتهن السياسي وتأثيراته على مسار حياتهن
منذ الطفولة حتى اليوم. ومن خلال انطباعتهن ومراجعة أهم منعطفات حياتهن
تتجمع أجزاء لوحة العلائق الملتبسة بين الثوري وأطفاله، بين غاياته التي
تتجاوز العائلة وبين الروابط الإنسانية، العصية على النكران. وفي جانب ثانٍ
يفرض التاريخ نفسه ويجبر صانعه على استعادته من خلال تجربة المرأتين وما
يتوفر من تسجيلات ووثائق تعرض جزءاً من خيوط العلاقة بين عملهن السياسي
وعائلاتهن.
حين التقى المخرج شين أوسولفين بالشابتين كانتا قد بلغتا مستوى عالياً من
الإستقلالية والنضج، وأن ظلتا وبحكم تجربة كل واحدة منهن والظروف التي
أحاطت بهن مختلفتين في طريقة التعبير عن مشاعرهن رغم إنهن إمتهنتا الصحافة
والكتابة عملاً. فبتينا ماينهوف (اسمها اليوم وبعد زواجها بتينا رول) وبحكم
الأضواء الإعلامية القوية التي سُلطت على تجربة والديها كانت تتحدث بحرية
وبشيء من البرود، الى جانب تأكيد موقفها النقدي من تجربة اليسار الألماني
الذي سجلته في كتاب من تأليفها. أما مي شيغينويو، فهي موزعة الهوية بين
العربية واليابانية وأكثر حميمية في علاقتها بوالدتها، وبالرغم من طول
الفراق، مازالت تأمل في ملاقاتها بعد انتهاء محكوميتها. لقد عاشتا الطفلتان
ظروفاً مختلفة وإجتمعتا في وثائقي أعاد بذاكرتهن الى الوراء وأثار مواطن
الأحزان عندهن ثانية.
عدا جانبه الإشكالي، الفيلم مؤثر، كونه يلامس جزءاً من حياة أطفال حرموا من
طفولتهم بسبب النشاط السياسي لأولياء أمورهم. فمن الصعب أن يتفهم الأطفال
خيارات غيرهم والأصعب أن يتحملوا وحين يكبرون أعباء ممارسات أقرب الناس
اليهم. يطغي الحزن على كلام الشابتين، ويتأثر المرء كثيراً عند سماعهن وهن
يتحدثن عن طفولة غائبة، ممحية، لا يتذكرن منها سوى ظلالها الثقيلة.
ربما يزيد من فضولنا البعد العربي في حياة مي شيغينويو، كونها ولدت من أب
فلسطيني تعرفت عليه والدتها اليابانية خلال إشتراكها في العمل الفدائي
واقامتها في معسكرات الفلسطينيين في لبنان. لقد وصِفَت فوساكو شيغينويو
بالعقل المدبر لتفجيرات مطار تل أبيب وخطف طائرات خطوط العال الإسرائيلية
لهذا، والى جانب تبوء زوجها مركز قيادياً حساساً في إحدى المنظمات
الفلسطينية، أحيطت حركاتها بالسرية التامة خوفاً على حياتها وحياة طفلتها
وكل ما كانت تتذكره مي انها كانت تتنقل من مكان الى أخر وما أن تألف موضعاً
حتى تجد نفسها وقد نقلت فجأة الى مكان بعيد عنه. لقد عاشت حياة غير عادية
لا تشبه حياة أطفال المخيمات فهي لم تتعرف على والدها إلا متأخراً ولم تشعر
بقوة إنتمائها الفلسطيني بالكامل. المفارقة وكما قالت "أنها بدأت تدرك
هويتها العربية بشكل قوي حين وصلت الى طوكيو، لأنها في المخيمات لم تكن
تشعر نفسها فلسطينية مثل بقية الأطفال الفلسطينيين". قلق الهوية يقابله قلق
وجودي عند بتينا التي لم تعش مع والدتها إلا زمناً قصيراً. كانت أمهم
مشغولة عنهم دوماً. ولن تنسى الطفلة اللحظة التي تركتها والدتها عند جدتها
لتذهب الى معسكرات التدريب الفلسطينية. لن تفهم بتينا تطرف والدتها
وانتهاجها العنف مبدءاً إلا كنهاية لحياة سعيدة كانت تنمنى مواصلتها "لقد
إنفصل والداي حين كانا في قمة نجاحهما. بعد سنوات صارت أمي متطرفة. لقد
وضعت بسلوكها هذا حداً لتلك السعادة". هكذا تركت حياة الأمهات أثرها العميق
على حياة أطفالهن، ولعل كلمات جدة بتينا تلخص الكثير" كانت حياة بتينا
وأختها التوأم أشبه بحياة أطفال الحروب". ومع كل هذا لا يحمل الأطفال ضغينة
في دواخلهم. فمَن يتحدث عنهن الوثائقي هن أمهاتهن وليس شخصاً أخر. كانتا
بالنسبة اليهن أمهات جيدات لكن السياسة والعمل العسكري أخذتهما بعيداً عنهن.
ما يلفت في "أطفال الثورات" الكم الكبير والمهم من الوثائق ومن الشخصيات
التي شاركت فيه ومنحته قوة الإقناع والعمق. والمدهش فيه قدرة صانعه على
معالجة موضوع ملتبس مثل التطرف والإرهاب بإسلوب خاص، لم يذهب الى الشعارات
والحماسة في الدفاع عن هذا الطرف أو ذاك. لقد ترك تجربة الأبناء لوحدها
تُقيّم تجربة الأمهات بمنظور انساني يغني عن الكثير من التنظير والأحكام
ويعيد نسج علاقات تبدو منتهية الى الوجود ثانية، مثل علاقة مي بلبان فهي
تعود اليه سنوياً، لأنها فيه تشعر بقدر كبير من الحرية والإنتماء الى
ماضيها، تُزود نفسها من دفيء تجربة شبابها ودراستها الجامعية وصداقاتها فيه
على ما يقويها في اليابان على تحمل الضغوط بسبب ماضي والدتها. الماضي أرث
من غير السهل تجاوزه. يمكن تناسيه ولكن لا يمكن محوه، وهذا الدرس تعلمتاه
الطفلتان لوحدهما. فالألمانية لن تنسى ماضي والدتها وطريقة موتها
التراجيدية لكنها وبإصرار تريد تجاوزها والإهتمام بطفلها ليعيش حياة سوية،
ومي تدخر مالاً من عملها لمساعدة والدتها على تحمل عيشها بعد انتهاء
محكوميتها وتجد في عملها الصحفي فرصة لتحسين صورة الماضي الجاثم على
أنفاسها.
قراءة المفاهيم المتداولة كالثورية والعنف في "أطفال الثورات" متفردة تسمح
بقدر كبير من النقاش، ولهذا يخرج المرء من القاعة محملاً بالكثير من
الأفكار، فمثل هكذا وثائقي لا ينتهي بإنتهاء عرضه بل ربما يبدأ من تلك
اللحظة.
الجزيرة الوثائقية في
07/06/2012
بعد غناء" وطني الاكبر"...
"عشوب"وردة
تركت مصر بسبب صلاح نصر
أجرى الحوار: أحمد عثمان
الماكيير العالمي محمد عشوب هو أحد شهود عصر علي زمن الفن الجميل عاصر
وعايش بفنه ومهارته نجومه ونجماته وكان صديقاً مقرباً لمعظم النجوم منهم
الراحلة وردة وشادية وميرفت أمين وعبدالحليم حافظ ورشدي أباظة وغيرهم من
نجوم وعمالقة هذا الزمن.. ونجح عشوب أن يكون أحد صانعي الجمال والرقة علي
وجوه هؤلاء وأن يكون الأقرب لهم.. تم تكريمه مؤخراً من قبل المركز
الكاثوليكي للسينما عن مجمل أعماله ومشواره كمتفرد في مهنته ومنتج وسينمائي
راق.. وأخرج هذا التكريم عشوب من محنته التي يعيشها بسبب فراق أعز الأصدقاء
عنده «وردة» ومحنة مرض شادية.. حاورنا عن التكريم وماذا يعني له.. وعن رحلة
عمره مع وردة:
·
كيف تري تكريمك من جهة محترمة
تقدر الفن جاء في الوقت المناسب؟
-
الحمد لله سعيد بهذا التكريم بعد مشوار من العطاء والإخلاص للمهنة..
وسعادتي بأن التكريم جاء من جهة محترمة لها وضع خاص في قلبي جهة تقدر الفن
والعطاء.. وبقدر سعادتي بهذا التكريم لأنه جاء بعد جرح عميق لرحيل رفيقة
العمر والصداقة وزميلة الزمن الجميل «وردة» وأنا أهدي هذا التكريم علي
روحها التي فارقتها للأبد لكن تبقي ذكراها في قلوبنا جميعاً بروائعها
وأغانيها الخالدة.. أهديها هذا التكريم الذي أعتبره تاجاً علي رأسي
وتتويجاً لمشوار كبير.. وأهديه لكل جمهوري المخلص وفني الذي أعشقه.. وأتمني
أن استمر في العطاء بقدر ما حققته من نجاح.. وبعد الحديث بتأثر عن تكريمه
كان معه هذا الحوار عن وردة:
·
وماذا عن رحلة الصداقة بالراحلة
وردة؟
-
عرفتها عندما كنت مساعداً لأستاذي في المهنة سيد محمد ومصطفي إبراهيم
رحمهما الله وكنا نعمل مع مطربات ومطربي أوبريت «الوطن الأكبر» وتوطدت
علاقتي بها في فترة قصيرة وبعد فترة من تلك العلاقة ذهبت إليها في المنزل
وكان معها أشقاؤها «نادرة» و«مسعود» و«حميد» ووجدتهم مضطربين وسألتها عن
السبب فقالت: جاءني اتصال من واحد مهم اسمه صلاح نصر يحدد لي موعداً للقاء
المشير، وعندما علمت خطورة هذا الرجل وهذا اللقاء قررت السفر سراً مع
أشقائها في اليوم التالي للجزائر وغابت منذ هذا التاريخ أكثر من 10 سنوات
وهناك تزوجت من أحد مسئولي الثورة الجزائرية، ويدعي «جمال قصري» وكان
مقرباً من زعماء الجزائر «بن بيلا» وهواري بومدين، وأنجبت منه «وداد»
«ورياض» وانقطعت عن الغناء حتي جاء أحد أيام عيد الاستقلال في الجزائر
وحضرت مع زوجها بصفته مسئولاً عن الاقتصاد الجزائري وطلب منها رئيس الجزائر
«بومدين» الغناء للجزائر واستأذن زوجها في ذلك واستقبلت وردة هذا الطلب
بفرح شديد وطلبت من رياض السنباطي أن يعد لها لحناً بهذه المناسبة فاعتذر
عن السفر للجزائر بسبب حالته الصحية وقال لها: سأرسل لك ملحناً شاباً
واعداً وكان بليغ حمدي، وعمل لها لحناً رائعاً بالفعل، رغم اعتراضها عليه
في البداية لأنها لمست فيه الغرور، عندما رأته في مكتب السنباطي قبل أن
تغادر القاهرة.. وأضاف عشوب: أثناء عودة بليغ للقاهرة من الجزائر قال لها:
يا وردة العالم العربي كله منتظر صوتك.. وكانت هذه الكلمات قد حركت الطموح
الساكن فيها وبدأت تلح علي زوجها في العودة للغناء، وكان ذلك محور خلافهما،
فأخذ منها أولادها وطلقها وعادت هي لمصر واستقبلها السنباطي وبليغ وبدأت
رحلة وردة من جديد في الغناء والسينما.
·
كيف كان لقاؤك بها مجدداً؟
-
قرأت خبراً في صحيفة الأخبار يؤكد عودة وردة في أحد الفنادق وكتب رقم
الغرفة فذهبت إليها مسرعاً وكادت تبكي عندما رأتني وقالت لي بالحرف: «لسه
فاكرني» ومن وقتها تجددت الصداقة وانطلقت وردة في رحلة جديدة مع الطرب
الأصيل وتعاونت مع بليغ والسنباطي وكمال الطويل وعبدالوهاب وتربعت علي عرش
الغناء في مصر حتي التقطها المنتج «حلمي رفلة» وقدمها في السينما بفيلم
«ألمظ وعبده الحامولي» ثم «أميرة العرب» مع رشدي أباظة وذاع صيتها حتي
كلمتني في يوم تطلب حضوري لمنزلها وقالت لي: بارك لي سأتزوج بليغ حمدي..
وكان شاهداً علي زواجهما «وجدي الحكيم» كما كان شاهداً علي طلاقها بعد ذلك،
وكان - والكلام لعشوب - بليغ صديقي أيضاً لا يأتمن أحداً علي وردة غيري
ويوصيني عليها في كل سفرياتها التي كنت ألازمها فيها وزرنا فيها معظم دول
العالم وقدمت في حفلاتها أجمل وأروع أغانيها.
·
وكيف كانت الحياة بينها وبين
بيلغ حمدي؟
-
كان بينهما حب كبير ونجاحات أكبر وكان بينهما دائماً شد وجذب وكان بليغ
يقلق من غضبها وهي تغار عليه وهو كذلك حتي جاء موعد تصوير برنامج اسمه
«جديد في جديد» بأبوظبي من إنتاج بليغ وإخراج إبراهيم بغدادي ومساعده كريم
ضياء الدين، وصورت وردة حلقتها وعادت لمصر لتسجيل أغنية «في يوم وليلة» مع
الراحل محمد عبدالوهاب وطلب مني بليغ البقاء في أبوظبي لأكون ماكيير «ليلي
مراد» وفوجئنا بمطربة عربية صاعدة نجهز لها حلقة خاصة وبعد عودتي لمصر
سألتني وردة من جاء بعد ليلي مراد، وأنكرت المعرفة فوجدتها تعرض علي غلاف
مجلة «الموعد» وبليغ يحتضن هذه المطربة وبعدها اتصلت وردة بوجدي الحكيم
وأصرت أن يفاتح بليغ في الطلاق بعد أن عاد من أبوظبي علي شقة شقيقته خوفاً
من ثورة وردة وكان الطلاق وأصابها هذا الموقف بانفجار في «الزائدة الدودية»
وكادت تفقد حياتها.. وبعد فترة تورط بيلغ في قضية «سميرة حليان» وسافر
يتنقل بين العيش في اليونان ولندن ثم استقر في باريس، وأرسل لها خطاب قبل
سفره وكان خطاب سري لم تطلع وردة أحد عليه وعاش بليغ صدمة أقوي بعد أن فقدت
وردة جنينها منه سبب ضغط فيلم «آه يا ليل يا زمن».
·
وكيف سارت بهما الحياة بعد ذلك؟
-
شاهدت بليغ في باريس وكان يعيش في ضيافة رجل مصري يعشق فنه لا أعرف سوي
اسمه الأول «حلمي» وطلب مني بليغ أن يرسل لحناً لوردة وقال: وردة لو غنت
هذه الأغنية سيعطيه محسن جابر 15 ألف دولار، تفك محنته المالية، وبعد عودتي
وكان معي أمين الموجي رفضت وردة في البداية ولكن عندما أخبرتها بالسبب
وافقت وقام بتوزيع اللحن ميشيل المصري وطارق عاكف وأثناء التسجيل في ستوديو
45 بالإذاعة اجهشت وردة بالبكاء، وتوقفت عن الغناء، وكانت المفاجأة أن هذه
الأغنية هي «بودعك» التي أرسل لها كلماتها في الخطاب قبل سفره، وكانت من
تأليفه، وتفرقت السبل بكل منهما حتي رحل بليغ وكان صدمة شديدة لوردة.
·
وما حقيقة خلاف وردة مع أنيس
منصور؟
-
أنيس منصور كان يعشق صوت فايزة أحمد وينحاز لها وعندما غنت وردة أغنية
«بودعك» كتب مقالاً في الأخبار «وردة ودعت أهلها بفتحة أنفيها الكبيرين»
وبعدها رأيت الأستاذ عند «محمود لبيب» وكان لي سابق معرفة به أثناء عمل
المكياج له في بعض البرامج، وقلت له: يا أستاذ وردة حزينة من المقال.. فضحك
وقال: سأطلبها وأصالحها وكتب لها مقالاً بعنوان «كل الحب لوردة» رصد فيه
تاريخها.
أصيبت وردة بحالة اكتئاب بعد رحيل محمد عبدالوهاب والموجي واقترحت عليها أن
تسعي للعمل مع الشباب ورشحت لها الملحن الشاب وقتها «فاروق الشرنوبي» بعد
نجاح أغنيته «عراف» مع محمد الحلو، لكن حدثت مفارقة غريبة شاهد شقيق وردة
د. مسعود، صلاح الشرنوبي عند الشاعر عمر بطيشة وكان صديق شقيق وردة وقتها
واتصل بوردة يخبرها أنه عثر علي الشرنوبي دون أن يدري أنه صلاح لكن المطلوب
فاروق الذي كان مختفياً وتم تحديد موعد للقاء وردة مع الشرنوبي وبعدما علمت
أنه ليس هو المطلوب عرضت علي وردة أن تسمح ما عنده.. فسمعها لحن «الغربة»
و«بتونس بيك» وبعد إعجابها بالألحان طلبت محسن جابر لتسجيل الأغاني لكن
محسن اكتشف أن الألحان التي سمعتها وردة كانت تعد لنادية مصطفي، لكن نادية
لم تعارض دعماً لبلدياتها «الشرنوبي» وبدأت مرحلة جديدة من النجاح لوردة مع
الملحنين الشباب.
·
وكيف عاشت وردة محنة مرض الكبد؟
-
وردة قبل الإصابة بالكبد غيرت ثلاثة شرايين بأمريكا، ثم كانت مفاجأة مرض
الكبد التي سخرت الجزائر ورئيسها كل الدعم لها لدرجة أن الرئيس أشرف علي
ترتيبات العملية بنفسه ورصدت لها أكثر من 400 ألف دولار ومعاشاً شهرياً
وأنعم عليها بجواز سفر دبلوماسي، وقال لها: لو استكملت حياتك في مصر..
الجزائر سترعاك.. لكن ارتباطها بمصر كان أقوي، وقبل السفر لإجراء عملية
زراعة الكبد بباريس سافرت للجزائر وصالحت ابنيها وطلبا منها العيش في
الجزائر لكنها عادت لمصر وقالت لأبنائها: مصر كلها جنبي.
وأضاف عشوب: طلبتني منذ شهر وجلسنا حتي الفجر بعد تناول العشاء معاً، وقالت
إنها تريد بيع شقتها وتريد العودة للجزائر للموت وسط أهلها، وقالت: أتمني
أن أدفن في مصر بس ابني يوافق، وقبل موتها بأربعة أيام عادت من باريس بعد
إجراء فحوصات طبية وودعت أولادها في الجزائر ثم رحلت في مصر وكنت أول
الحضور بعد سماع الخبر مع السفير الجزائري الذي كان يحمل النعش بنفسه.
وأضاف عشوب: وردة أقنعتني بالإنتاج وقدمت لي بطولة آخر أفلامها «ليه يا
دنيا» مع محمود ياسين وصلاح السعدني، وطلبت من محسن جابر تسجيل أغاني
الفيلم بدون مقابل.
الوفد المصرية في
07/06/2012
نور الشريف:
حكم مبارك تاريخي..وأرفض إهانة القضاء
كتب- صفوت دسوقي
:
وصف الفنان الكبير نور الشريف الحكم علي الرئيس السابق حسني مبارك ورجاله
قائلاً: أنا مندهش من عودة الاعتصام في ميدان التحرير من جديد، فالحكم
بالمؤبد علي الرئيس السابق يعد حكماً تاريخياً ورفضه «هيرجعنا للخلف»
ويعد بمثابة إهانة للقضاء المصري المهيب.
وواصل نور الشريف حديثه قائلاً: إلي متي سوف يستمر التخوين والتشكيك في
النوايا؟.. لم يكن أحد يصدق أن يحاكم مبارك ولم يكن أحد يصدق أن ينتقل إلي
ليمان طرة.. أتصور أنه آن الأوان أن نترفع عن صغائر الأمور ونتوقف عن
التشكيك والتخوين.
وأضاف نور الشريف: أنا أتحدث من الدوحة، حيث أشارك مع مجموعة من الزملاء
مثل علي الحجار في مظاهرة للتنديد بالأعمال الوحشية التي يرتكبها بشار
الأسد في سوريا.. والحقيقة أن كل الذين جمعني بهم لقاء في الدوحة يشيدون
بنزاهة القضاء المصري وقدرته علي التعامل مع هذا الموقف الصعب.
وكشف نور الشريف عن خطورة الموقف، قائلاً: علي المعتصمين في التحرير
الالتفات إلي مصلحة الوطن، فهناك من يحاول النفخ في النار حتي لا تمر مرحلة
التغيير بسلام.. وعبر «نور» عن دهشته من الأصوات التي تنادي بتشكيل مجلس
رئاسي مدني، قائلاً: هذا مستحيل ويعد ضرباً لعملية الديمقراطية في مقتل،
فقد تم إجراء انتخابات الجولة الأولي وأيام بسيطة وتبدأ جولة الإعادة، علي
الجميع إدراك أن الديمقراطية هي احترام نتيجة الصناديق حتي ولو جاءت بمن لا
نحب ونكره.. احترام نتائج الانتخابات هو أهم طريق لبناء مصر الجديدة، لذا
أرفض دعاوي المطالبة بمجلس رئاسي، وأري أنها تحايل علي الديمقراطية السليمة.
من ناحية أخري تحدث «نور» عن مسلسل «عرفة البحر» قائلاً: باقٍ 30 يوماً
بالتحديد وينتهي تصوير العمل الذي تم تسويقه لعدد كبير من القنوات
الفضائية، وأهمها قناة «الحياة» وسوف يعرض في شهر رمضان القادم.
الوفد المصرية في
07/06/2012 |