من السخف أن ننتظر، أن يموت فنان له قيمة وتاريخ، حتي نتذكره ونكتب عن
إنجازاته ومآثره، أو نتحين فرصة يوم مولده، لنتحدث عنه!
بينما نفرد الصفحات لمن هم أقل شأناً
لمجرد أنهم يحدثون ضجيجا، ويملأون الساحة صخبا، بلا فائدة أو إنجاز يذكر!
بعضنا لم يكتب حرفاً عن الفنانة وردة، إلا بعد إعلان وفاتها،
ونسينا أنها أمتعتنا بروعة صوتها وتفرده،
من خلال عشرات الأغنيات الساكنة في وجداننا،
آه لو قابلتك من زمان..
كانت حياتي اتغيرت،
هل كنا ننتظر وفاتها لنعيد اكتشاف الأغنية،
وغيرها من أروع ماقدمت من ألحان بليغ
حمدي أو عبدالوهاب والسنباطي والموجي وسيد مكاوي؟
بدأت بعض الصحف تمهد لخبر نخشي أن نسمعه عن واحدة من أهم فنانات مصر، في
مجال الغناء والتمثيل، بل إن بعض الجرائد خصصت صفحات كاملة للحديث عن حبيبتنا وحبيبة مصر
شادية،
وكأنها قد رحلت فعلا، ولا مانع عندي أو عند غيري أن نفرد لها أعدادا ضعف تلك المساحة،
في ظروف ومناسبات أخري، فهي تستحق علي أية حال،
بل إن تجاهلها طوال تلك السنوات، يعد جريمه في حقنا وليس حقها وحدها!
ولكن أن ينحصر اهتمامنا بترقب وفاتها،
والشاطر فينا هو من يسبق الآخر في إعلان خبرها!
فهذا هو السخف بعينه!
وعلي صعيد آخر أبدي البعض اهتماما بعيد ميلاد فاتن حمامة، بوصفها واحدة من
أبرز سيدات شاشة السينما المصرية،
فقد بلغت في ٦٢ مايو عامها الـ٢٨ متعها الله بالصحة والعافية، قضت منها
٠٧
عاما علي الأقل تعمل في مجال السينما
والإذاعة ثم التليفزيون، وقدمت مايزيد عن ثلاثمائة فيلم معظمها يعد من كلاسيكيات السينما
المصرية!
وبين شادية وفاتن أوجه كثيرة للشبه، ووجوه أكثر
للاختلاف،
ورغم انطلاق نجوميتهما في نفس الزمن "نهاية الأربعينيات"،
إلا أنه لم يحدث بينهما تنافس، أو أي نوع من الصراع كما كان بين فاتن وماجدة الصباحي في الخمسينيات،
وفاتن وسعاد حسني في الستينيات، شادية لم تعرف في تاريخها صراعات،
ولم تكن تنافس أحدا، ولم ينافسها أحد، لافي مجال الغناء ولا التمثيل!
فهي حالة متفردة، منفردة لايمكن القياس عليها، ولم يحدث في تاريخ السينما المصرية،
أن حققت مطربة نجاحا في مجال التمثيل مثل شادية، لقد اجتمعت مع فاتن حمامة سيدة الشاشه مرتين
إحداهما في فيلم "موعد مع السعادة"
إخراج عز الدين ذو الفقار، والمرة الثانية كانت في فيلم المعجزة، وقد كان المخرج حسن الإمام يعتبر أن الجمع ما بين
فاتن وشادية معجزة في هذا الوقت لأن كلا منهما كانت في قمة مجدها وألقها
»٢٦٩١« وبينما لعبت فاتن حمامة دوراَ يتفق مع الصورة الذهنية التي تفضل أن يعرفها بها الجمهور،
وهو دور صحفية تهتم برصد مشكلات المجتمع وتأثيرها علي نفوس البشر، كانت
شادية تتمتع بقدر أكبر من حرية الاختيار، وقدمت دور نشالة جميلة،
تعمل ضمن عصابة، وعندما تحاول الصحفية أن تغير من حياتها وتهيئ لها فرصة
للتوبة، وتبعدها عن العصابة، وتستضيفها في منزلها، لم تتورع النشالة عن خطف خطيب الصحفية الحالمة،
وكان المخرج حسن الإمام قد اختار الفتي الوسيم عمر الترجمان، الذي ظهر في
السينما كالومضة ثم اختفي نهائيا، ليصبح مجال صراع وتنافس بين المرأتين،
أما في مجال التمثيل، فقد حسمت شادية التنافس لصالحها،
بما يشبه الضربة القاضية!
اشتهرت شادية بلقب الدلوعة، وقد نالت هذا اللقب لأنها كانت تجمع بين الجمال"الطعم"
وبين البراءة، والطعامة صفة تزيد الجمال رونقا وعذوبة، فتاريخ السينما المصرية يضم الكثير من الجميلات
يفقتدن للطعامة،
فلم تتمكن أي منهن أن تصل لقلوب الجماهير،
والمثال الصارخ علي ذلك ليلي فوزي "جميلة الجميلات"!
وقد قدمت شادية عشرات الأدوار في بداية عملها في السينما، لم تخرج فيها، عن
شخصية الفتاة المراهقة التي تنتظر العريس، وتقدم أغنيات يغلب عليها البراءة،
والدلع وخفة الظل، مثل خمسة في ستة بتلاتين يوم، غايب عني وغاب النوم، أو يادبلة الخطوبة عقبلنا كلنا،
واحد اتنين.. واحد اتنين أنا وياك ياحبيب العين،
وسوق علي مهلك سوق بكرة الدنيا تروق!
ولكنها بعد أن وصلت إلي مرحلة النضج واكتمال الأنوثة،
فاجأت الجمهور بدورها الجريء في فيلم "إرحم حبي"
الذي قدمت فيه أغنيتها الخالدة "القلب يحب مرة.. ميحبش مرتين" خرجت في هذا
الفيلم من قالب الفتاة المراهقة التي تحلم بالعريس، إلي قالب المرأة التي
تسعي للرجل الذي تريده، حتي لو كان لامرأة أخري!
أما خبطتها الكبيرة التي لفتت النظر لمقدرتها المتناهية علي التمثيل، فكانت
مع المرأة المجهولة الذي يمكن أن تعتبره، بداية مرحلة جديدة في مشوارها السينمائي،
قصة الفيلم مأخوذة عن وراية مدام إكس،
وقد ظهرت في معظم أحداث الفيلم وهي سيدة عجوز
متآكلة، هدتها السنون، وأبعدتها عن زوجها وطفلها لسنوات طوال،
وتلتقي بهما مرة أخري بعد أن أصبح الطفل رجلا، والزوج كهلا،
وتحولت هي إلي قاتلة تنتظر حكم الإعدام!!
طبعا كان الفيلم يغلب عليه الميلودراما في
أضعف صورها، ولكن ما يعنينا هنا، قدرة شادية علي تلوين أدوارها، وعدم احتياجها
للغناء في فيلم لايحتاج إلي ذلك، ولكن لأن شجاعة المخرج خانته،
وخشي أن يقدم مغامرة فنية متكاملة لشادية بدون غناء،
وكمان في شخصية امرأة عجوز شمطاء!
حاول البعض تكرار التجربة مع فيلم"لاتذكريني
" ورغم أنه أفضل فنيا، إلا أنه لم يحقق نفس النجاح الذي حققه المرأة المجهولة،
لسبب بسيط أنه جاء بعده!
ولكنه علي أية حال كان مقدمة لأدوار متنوعة لا تستطيع نجمة
أخري أن تقدمها!
منها شخصية العاهرة "نور"
في قصة نجيب محفوظ اللص والكلاب،
للمخرج كمال الشيخ،
وشخصية حميدة في قصة أخري لنجيب محفوظ هي زقاق المدق وكان المخرج هذه المرة
هو حسن الإمام، ومعه قدمت التلميذة، أول أفلام حسن يوسف، كانت نهاية الخمسينيات فترة ازدهار فني لشادية من خلال شاشة السينما،
ومن خلال أغانيها أيضا، وعندما حلت سنوات الستينيات كانت شادية تكاد تكون الوحيدة التي تجمع
بين نجومية الغناء والتمثيل، وقدمت في هذه المرحلة فيلم الطريق إخراج حسام
الدين مصطفي، وميرامار إخراج كمال الشيخ،
طبعا واضح جدا انحيازها لأدب نجيب محفوظ الذي اعتبرها النموذج المثالي
للأنثي التي يكتب عنها، وذلك بعكس فاتن حمامة التي انحازت لأدب إحسان
عبدالقدوس وقدمت له أفلام الطريق المسدود، ولا أنام، وإمبراطورية ميم،
والخيط الرفيع درة تعاونهما الفني،
وهو يكاد يكون الفيلم الوحيد الذي خرجت فيه عن
صورتها الذهنية التي طبعتها عنوة في أذهان الجماهير والتزمت بها لأكثر من
نصف قرن،
في الخيط الرفيع قدمت فاتن حمامة لأول مرة دور محظية أو عاهرة ملاكي لأحد
أثرياء سنوات السبعينات، وهو أحد أهم أفلامها أو أهمها علي الإطلاق، وكانت قبل سنوات قد رفضت أن تلعب دور العاهرة
الفقيرة
"نفيسة" في فيلم بداية ونهاية قصة نجيب محفوظ إخراج صلاح أبوسيف، وهو الدور
الذي صنعت به سناء جميل مجدها الفني وتبعته بدورها في الزوجة الثانية مع
صلاح أبو سيف أيضا!
تجاوزت شادية كل التوقعات والاحتمالات وفتحت لنفسها طاقة جديدة تؤكد تفردها
كممثلة، عندما لعبت دور فؤادة في فيلم "شيء من الخوف"،
هذا الفيلم الذي أصبح بعد ذلك أحد أهم كلاسيكيات السينما المصرية، ولكن
شادية التي كانت قد وصلت إلي مرحلة ما بعد النضج وقد تخطت الاربعين من
عمرها، وهي المرحلة التي لاتتعامل معها السينما المصريه كثيرا،
فقد كان عليها أن تقدم ما يناسب عمرها،
وهنا ظهر دور المخرج أشرف فهمي الذي قدم لها
مجموعة من الأفلام شديدة التميز امرأة عاشقة،
أمواج بلاشاطيء، رغبات ممنوعة لم يعرض في صالات السينما، لاتسألني من أنا آخر أفلامها
!
قدمت شادية مجموعة من الأفلام الكوميدية المميزة معظمها من إخراج فطين عبد
الوهاب منها الزوجة ٣١ مراتي مدير عام، عفريت مراتي، أضواء المدينة أول
فيلم غنائي،
بمعني أن الغناء فيه ليس مجانيا لمجر أن بطلة
الفيلم مطربة، يبقي لازم تقدم كام أغنية حتي لو كانت خارج السياق،
ولكن فيلم أضواء المدينة كان فيه الغناء بديلا عن الحوار في كثير من
المشاهد، ولذلك غني أحمد مظهر وعبدالمنعم إبراهيم وعادل إمام وإبراهيم
سعفان.. إنه محاولة مصرية لتقديم فيلم غنائي علي غرار أفلام هوليوود سيدتي الجميلة وصوت الموسيقي
وغيرهما.
بعد نجاحها الطاغي في تجربتها المسرحية الوحيدة التي أخرجها حسين كمال عن
نص لبهجت قمر، ومسرحية ريا وسكينة، قررت شادية أن تعلن اعتزالها في منتصف
الثمانينات،
ولم تعلن حتي الآن السبب الحقيقي الذي دفعها لذلك، ولكنها انسحبت بهدوء شديد،
واحترمت تاريخها الفني، ولم تعلن مثل غيرها تبرأها من أفلامها،
والتزمت بالصمت ومتابعة ما يحدث علي الساحة الفنية،
وكانت تشارك برأيها فيما يعجبها من أعمال فنية، ولكنها لم تتجاوز،
ولم تدع أنها أكثر تقوي من غيرها،
ولم تذم أحدا أو تلعنه،
إنها نسمة مرت علي تاريخنا الفني وصوتها شارك في أحداث ثورة يناير وكانت
ياحبيبتي يامصر تجلجل في أنحاء الميدان تطمئن الثوار أنهم لابد منتصرون،
ولايزال صوتها يشجينا سواء في أغانيها العاطفية أو الوطنية، وسوف يظل معنا
إلي آخر العمر، سواء كانت بيننا أم ذهبت لمكان آخر أفضل كثيرا من عالمنا هذا.
آخر ساعة المصرية في
04/06/2012
حدث ذات مرة في الأناضول
إعـادة اكتشاف الحـــــــــاضر والماضـــي بلغـــة
سينمائيـة مبهـرة
أســـامـة
صــفار
"حدث
ذات مرة في الأناضول"
واحد من الأفلام الحائزة جوائز عالمية عدة منها
جائزة مهرجان كان السينمائي، وهو الفيلم الذي رشحته تركيا للأوسكار في،
2012 وهو مصنف من ضمن الأفلام الروائية الطويلة، وهو من إخراج ومونتاج وموسيقي التركي نوري بيلج
جيلان،
ويسرد في 157 دقيقة قصة حقيقية وقعت لأحد كتاب الفيلم، حيث تحقق الشرطة في جريمة قتل
غامضة في سهول الأناضول.
ولا ينبغي لفيلم مثل" حدث ذات مرة في الأناضول "
أن يمر علي النقد مرور الكرام
,فالحالة التي صنعها المخرج بيلج جيلاني تقود المشاهد طوال مدة عرضه إلي
الاعتقاد بأنه يستمع لحدوتة الجدة أو يري ما يمكن أن يصوره بنفسه -
كهاو سينمائي - بين جبال كتلك التي صور فيها جيلاني خاصة أن أغلب لقطاته
عامة وحواره أكثر من طبيعي وقصته بوليسية درامية.
وقرب انتصاف الفيلم يفاجأ المشاهد أنه أمام فيلم مدهش بكل المعايير بسيط
لدرجة خادعة ومركب بحيث لا يستطيع النفاذ إليه إلا من يعمل إلي جانب عقله
ووجدانه والي جانب بصره ومعرفته بالجبال التركية والأكراد في تركيا وصورة
العربي هناك وتحولات المجتمع التركي والدولة التي تئن تحت تراث عميق من
البيرواقراطية بغية التخلص منه.
تدور أحداث الفيلم حول رحلة يقوم بها فريق يضم مدعيا عاما (وكيل نيابة)
وضابط شرطة وطبيبا ومعهم مساعدون وحراس وحفارو قبور وقاتل معترف بجريمته
للبحث عن جثة القتيل والتي قام بدفنها مع شريكه في منطقة جبال الأناضول
وبينما يخوض الركب رحلته في ليلة كاملة يتسرب العمل بعمق وتلقائية إلي حياة
كل شخص من فريق الرحلة الحائر بحثا عن جثة دفنها شخص كان مخمورا وفي إشارات
ذكية وناعمة وعبر حوار شديد الذكاء نكتشف أن الرحلة وصلت إلي نقطة حدودية
بين منطقتين إحداهما تقع داخل سلطة الضابط المرافق للفريق والأخري غير تابعة له إداريا ويسكنها أكراد ليفتح الفيلم بنعومة الجرح الكردي
التركي والذي استطاع النظام التركي علاجه بشكل ما ليكشف الفيلم أن في
القلوب ما فيها وأنه ربما يكون العلاج سطحيا فقط وبينما يسير الفريق في طرق
متواضعة بجبال الأناضول الجميلة وبين محطات البحث التي يتوقف عندها كلما
تذكر المجرم شيئا يعيد المخرج رسم صورة جبال الأناضول التي اشتهرت بجمالها
فرغم الجمال هناك ليل موحش وثمة
غربة وأجواء تبعث علي الخوف بين ظلام الليل وضعف الإضاءة والحاجة لتوجيه
ضوء إحدي السيارات إلي أي منطقة يقرر الفريق البحث فيها..
إنها محاولات للعيش علي طريقة تسكين الآلام
وعلاج أعراضها دون النفاذ إلي المرض.
ثمة هزيمة في حياة كل فرد من أفراد الفريق فضابط الشرطة الإنساني إلي درجة
كبيرة يتلقي اتصالات زوجته ويحاول قدر إمكانه خفض صوته كي لا يسمعه الآخرون
لكن صوته يصل إلي المشهد الذي يكتشف أن هذا القوي ضعيف جدا أمام زوجته
ونعرف أن لديه ابنا مريضا بمرض مزمن يحتاج إلي علاج دوري ولكنه ذكي ومحبوب..
هو المستقبل الذي يعيش علي الوصفات الطبية
الدورية أيضا في ليلة درامية واحدة أما الضابط فيضطر للعودة إلي التدخين مع
التوتر الذي تعرض له نتيجة الرحلة والبحث عن الجثة سائق الضابط ومساعده
"عربي " وهوينادي بهويته العربية وليس باسمه "علي "
ويبدو من اللحظة الأولي عالما بكل الطرق في المنطقة أكثر من ذوي الأصول
التركية لسبب بسيط أنه متزوج من إحدي ساكنات قرية قريبة ورغم محاولاته
إثناء الفريق عن الذهاب للاستراحة هناك واختيار قرية أخري بشكل يشعرك أن
هناك ما يخفيه فإن الفريق يذهب بناء علي تعليمات المدعي العام لنكتشف قرية
غارقة في الفقر لدرجة أنها لا تستطيع أن تبني سورا
يحمي موتاها من فضلات الحيوانات التي تتسرب إلي المدافن كل ليلة ولا تملك
ثلاجة لحفظ الموتي الذين يموت آباؤهم وأقاربهم ويطلبون من المختار إبقاءهم
بلادفن حتي يعودوا من غربتهم لإلقاء النظرة الأخيرة عليهم..
سافر إذن مستقبل القرية التركية إلي الخارج مدفوعا بالبحث عن لقمة العيش
والحياة الكريمة، تنقطع الكهرباء أثناء تناول الفريق للطعام لدي المختار
في بيته لتضيء النفوس والوجه الوحيد الجميل للإبنة الصغري للمختار والتي
جاءت علي غير توقع أو انتظار كما قال لكنها تبهر الجميع وينهار المجرم
ليعترف بمفاجأة من العيار الثقيل مؤكدا أن القتيل غريمه وأن الإبن المقيد في سجلات الدولة علي أنه ابن القتيل هو في
الحقيقة ابن القاتل نتيجة خيانة الزوجة الأرملة..
إذن لم يكتف القاتل بالقتل ولكنه خان أولا و جاء إلي الحياة صبي لا يعرف
أباه تحديدا.
وينطلق الفريق إلي نقطة محددة بعد أن حدد القاتل مكان الجثة بدقة بينما
يتساءل القاريء عن صاحب هذه الجثة الحقيقي هل هو رجل تعرض للخيانة من زوجته
فأنجبت طفلا ليس من صلبه وأراد القاتل استرداد ابنه وعشيقته من الزوج
الشرعي فقتله أم أن تلك الجثة هي الدولة العثمانية القديمة التي هي الأب
الشرعي لتركيا الحديثة التي تقضي بالتدريج علي الملامح التي صنعها أتاتورك
ورفاقه وتدفنها لتستعيد مجد العثمانيين ؟
يصل الفريق إلي نقطة نهاية رحلته ويكتشف مكان الجثة ويستخرجها فيفاجأ الجمع
بالقتيل مقيدا بشكل قاسي ويثور ضابط الشرطة علي المجرم متسائلا في استنكار
عن مبرر إهانة جثة بعد قتل صاحبها بتقييدها بهذا الشكل ويحاول الضابط
الاعتداء علي المجرم لكن المدعي العام يطالبه بالهدوء واستكمال العمل
ويبدأ في الكشف الظاهري وجمع الأدلة ومعه الطبيب ويكتشف الفريق أن الموظف
نسي إحضار كيس للجثة وأن سيارة الإسعاف تعطلت في الطريق .. لتظهر ملامح
الدولة البيروقراطية العتيقة وثقل خطواتها ويتم وضع الجثة في بطانية وربطها
علي طريقة قاتلها لتستطيع حقيبة سيارة احتواءها للوصول إلي المستشفي من أجل
التشريح.
وفي غرفة التشريح يكتشف الطبيب الكذبة الكبيرة للقاتل فهو لم يقتل ضحيته
قبل دفنه بل دفنه حيا ولكنه أي الطبيب ـ يتجاهل الأمر تماما كي لا يحصل
القاتل علي عقوبة مخففة بينما يشير الفيلم إلي أن تركيا -
أتاتورك لم تمت وان حاول البعض دفنها وكما تكتمل
لوحة الفيلم فإن قصة المدعي العام الوسيم الذي لا يتوقف عن طرح التساؤلات
علي الطبيب أثناء الرحلة عن الموت بلا مقدمات ويحكي للطبيب عن امرأة جميلة
حددت وقت موتها قبل خمسة أشهر من حدوثه وحدث بالفعل قيفجر الطبيب مفاجأة
احتمال انتحارها ويسأله عن حالتها النفسية قبل الوفاة ويكشف بشكل مفاجيء عن
خيانة زوجية عارضة قام بها الزوج ليرجح الطبيب احتمال وفاتها ..
لم يؤكد الفيلم صراحة أن الزوج الخائن هو
المدعي العام ..
وأن كانت كل الشواهد تؤكد ذلك.
زنوري بيلج جيلانس واحد من المخرجين الذين يحظون باحترام كبير في العالم
وقد فاز ثالث أعماله الطويلة زبعيدس بجائزة التحكيم الكبري،
وجائزة أفضل ممثل،
في مهرجان "كان " إضافة إلي فوز فيلمه زمناخاتس بجائزة الاتحاد الدولي
لنقاد السينما (فيبريسكي)، إلي جانب حصوله علي جائزة أفضل مخرج في مهرجان
كان السينمائي عن فيلم القرود الثلاثة عام 2008.
آخر ساعة المصرية في
04/06/2012
قبــل جولــــــــــــــــــة الإعادة :
الفنانون حائرون بين الجماعة والفريق
محمد إسماعىل
هالة صدقي تعتبر من أكثر الفنانات تعبيرا عن رأيها ورفضها لأحد المرشحين،
كانت شنت هجومًا عندما طالعت انحيازا لأحد رجال الدين لمرشح ضد آخر، وأكدت
علي أهمية تصحيح المواقف المتناقضة تجاه المسيحيين بينما. استعجب خالد
أبوالنجا من صعود شفيق المحسوب علي النظام السابق ولم يؤيد في الوقت نفسه
المرشح المنافس ولكنه استنكر أعمال الحرق والعنف التي حدثت بمقر الحملة
الانتخابية للفريق أحمد شفيق.
ودعا أبو النجا عبر حسابه الشخصي علي تويتر إلي استمرار الثورة قائلا:
"نعم لثورة سلمية مستمرة.
كما رفض إيمان البحر درويش نقيب الموسيقيين الشائعات التي
ترددت عن انحيازه لأحد المرشحين واستغلال منصبه في التأثير علي أعضاء
النقابة ولكنة
أكد علي وقوف النقابة علي مسافة واحدة من مرشحي الرئاسة المتنافسين في
الإعادة د.محمد مرسي والفريق أحمد شفيق.
وقال درويش إن للموسيقيين الحرية في المفاضلة بين المرشحين وأن كل أعضاء
نقابة الموسيقيين يمتلكون القدرة علي اتخاذ القرار الصائب دون مرجعية لأحد
لافتا إلي أنه كنقيب لا يحق له التأثير علي أعضاء النقابة من أجل التصويت
لمرشح دون الآخر.
كما استنكر خالد صالح صعود الفريق شفيق لجولة الإعادة.
وقال عبر حسابه الشخصي علي تويتر أنه يستحيل أن يعطيه صوته.
أما تميم البرغوثي الكاتب والأديب الفلسطيني ذو الأصول المصرية فقد قال
إن فوز أي فرد محسوب علي نظام مبارك سيجعل إسرائيل ترقص فرحاً.
وقالت الفنانة فردوس عبد الحميد أن مصر في موقف صعب لاتحسد عليه بعد أن
عاشت ليلة من أسوأ الليالي، تم خلالها إعلان النتيجة النهائية لجولة المرحلة الأولي النتيجة وضعت
الشعب المصري بين خيارين وأنها كانت لا تتمني أن تصل البلاد لهذا الاختيار
الصعب.
وأضافت أن من وجهة نظرها فإن حمدين صباحي كان الأنسب لرئاسة مصر في المرحلة
المقبلة.
في حين تعجب نورالشريف من التخبط الذي يسود البلاد بعد إعلان نتيجة الجولة الأولي وقال أنه ليس هناك داعي
للقلق من التيارات الدينية
ورفض أي صدام مع التيار الإسلامي من أي نوع
مستشهدا بالتجربة الإيرانية وكذلك التركية، وتمني أن تصل مصر إلي ما وصلت
إليه تركيا التي تعبر عن مجتمع إسلامي متحرر.
وأضاف الشريف أن تجربة إيران هي النموذج الأكثر قسوة والتي توقف الفن بها
حينما جاء الخميني وأضاف أنه شخصيا يلجأ كثيرا إلي أهل الدين حتي يحصل علي
نصائحهم بخصوص شخصية تاريخية دينية.. كما أكد أنه حصل بالفعل علي كتب عن
علاقة الإمام حسن البنا بالفن، وكذلك الفن في الإسلام، وسيقوم بإعادة طبعها علي نفقته الخاصة،
حينما يستأذن المسئولين عن حقوق نشرها..
بخلاف ذلك طالب نور الشريف بضرورة أن يتقبل
المجتمع طرح جميع وجهات النظر.
وكشفت غادة عبد الرازق من خلال تصريح لها علي صفحتها الشخصية لموقع
التواصل الاجتماعي "فيس بوك" عن أنها كانت قد منحت صوتها في الجولة الأولي
للانتخابات المصرية للفريق أحمد شفيق، مشيرةً إلي أنها ستمنح صوتها له في
جولة الإعادة أيضًا.
وقالت معالي زايد انها سوف تختارالمرشح القوي، الذي يستطيع إعادة الأمن للشارع المصري ويقضي علي
الفوضي والهمجية وعدم الاحترام التي سادت كافة أنحاء المجتمع المصري.
وأعلنت إلهام شاهين وعلا غانم منح صوتهما لمن تراه كلتاهما مناسبا للمرحلة
الصعبة التي تعيشها مصر.
آخر ساعة المصرية في
04/06/2012
زيزى البدراوى:
تمنيت عمر سليمان رئيساً
أجرى الحوار: أمجد مصباح
ظلت فى مخيلتنا لسنوات طويلة الفتاة الرقيقة الجميلة الهادئة، ومع سنوات
العمر التى أضيفت إلى خبرتها الفنية، أصبحت ذات نكهة إبداعية خاصة، هكذا
تبدو دائماً زيزى البدراوي، التى تعيش مثل جميع المصريين حالة من الترقب
يشوبها الكثير من القلق على مستقبل مصر.
·
<
ما مشاعرك تجاه الوضع السياسى الحالى؟
-
قلقانة جداً مثل كل المصريين، فلا أحد يعرف ماذا سيحدث، فهناك حالة من عدم
الرضا عقب المرحلة الأولى من انتخابات الرئاسة، الكثير من الناس لا يرضى لا
عن مرسى ولا عن الفريق شفيق.
·
<
من سترشحين فى انتخابات الإعادة؟
-
لن أسمى من سأرشحه، ولكنى أتمنى من ينجح أن يكون رجل دولة ولديه خبرة عميقة
فى الشئون الداخلية والخارجية، ولديه القدرة على اتخاذ القرار فى الوقت
المناسب، ويستطيع التعامل مع مشاكل الملايين وما أكثرها.
·
<
هل كنت ترغبين فى نجاح مرشح معين؟
-
بصراحة، كان نفسى اللواء عمر سليمان يبقى رئيساً لمصر، رجل دولة ممتاز رغم
ما تعرض له من حملات تشويه، ولكنى كنت أتصور أنه أنسب رجل لهذه المرحلة.
·
<
هل لديك خوف من صعود الإسلاميين لسدة الحكم؟
-
لا أخاف، مصر هى مصر، وعلى الجميع معرفة أن مصر لن تكون إيران، فنحن مسلمون
ونتبع المنهج الوسطي، ولا خوف أبداً على الفن من صعود الإسلاميين.
·
<
ما رأيك فى الاعتداء على مقر الفريق أحمد شفيق؟
-
أنا أستنكر هذا التصرف تماماً ونحن أمة ضد العنف، وعلى فكرة حرق مقر الفريق
شفيق سيزيد نسبة التعاطف معه.
·
<
كبار الفنانون يبدو دورهم غير مؤثر.. ما تعليقك؟
-
الفنانين معذورون أى رأى محسوب عليهم، قالوا عنهم «فلول» فى بداية الثورة،
للأسف كبار الفنانين تعرضوا لتجريح شديد، المفروض أننا حالياً فى مجتمع
ديمقراطي، وأقل الحقوق احترام الرأى الآخر. للأسف منذ بداية الثورة أى رأى
مخالف تبقى مصيبة هل يعقل هذا.
·
<
أجد فى صوتك إحساساً شديداً بالخوف.. إيه السبب؟
-
أنا سيدة عشت كثيراً، وعاصرت عدة حقب سياسية، بل وعايشت حروباً، لكن عمرى
ما شعرت بالخوف إلا بعد قيام ثورة يناير. للأسف تلك حقيقة، الأمن مازال
غائباً، وأسأل هل من المعقول أن تقوم ثورة ثم تشاع الفوضى بهذه الطريقة
المؤلمة. للأسف أشعر بخوف شديد طالما كنت خارج منزلى.
·
<
هل لديك أمل فى المستقبل؟
-
بصراحة مازلت خائفة، البلد ستعود قوية فى حالة اختيار الشخص المناسب فى
موقع الرئاسة. ودعمه الشعب بعد انتخابه حتماً سيعود الاستقرار، وغير ذلك
سنعيش فى مرحلة فوضى لا نهاية لها.
·
<
وماذا عن آخر مشروعاتك الفنية؟
-
أقوم حالياً بتصوير مسلسل «الصقر الشهيد» مع تيم الحسن وأحمد راتب ورانيا
فريق شوقى وشيرى عادل وإخراج عبدالعزيز حشاد، حيث أجسد شخصية امرأة صعيدية
تهاجر من الصعيد طلباً للثأر.
ولهجتى فى هذا المسلسل متنوعة بين لغة المرأة الصعيدية ولهجة المرأة فى
الوجه البحري، والشخصية ثرية وتضيف إلى رصيدى.
·
<
ما شعورك عندما تشاهدين أفلامك القديمة؟
-
أشعر بالفخر لأننى وقفت أمام عمالقة من الصعب أن يجود هذا الزمان بمثلهم،
وقفت أمام عملاق بحجم حسين رياض وعبدالسلام النابلسى والرائعة سعاد حسنى
ونادية لطفى والعندليب الراحل عبدالحليم حافظ،، رغم أن وقوفى أمامه جعلنى
بدون عمل عدة سنوات. زمن جميل لا يعوض.
·
<
ماذا تقولين عن المطربة الراحلة وردة؟
-
أقول خسرنا مطربة عظيمة ما لا يعرفه الكثيرون أننى كنت على صلة بالمطربة
الراحلة منذ ما يقرب من 40 عاماً، حيث كانت تقوم ببطولة مسرحية «تمر حنة»
فى العاصمة السورية دمشق وأقمنا سوياً فى أحد الفنادق لفترة طويلة اكتشفت
خلالها أننى أمام إنسانة ومطربة من طراز رفيع، فقدنا برحيلها رمزاً من رموز
الزمن الجميل وقدرنا أن نفقد رموزاً لن نستطيع أن نعوضهم.
الوفد المصرية في
04/06/2012
أبوعوف:
قلب مصر مفتوح والديمقراطية لا تعني التخوين
من الصعب قراءة الغيب.. ومن المستحيل معرفة الطالع.. فمصر التي هب شعبها
بكل أطيافه وانتماءاته السياسية للتغيير تنتظر رئيساً يعبر بها إلي شاطئ
آخر ويغير معالم الماضي التعيس..
ومع اقتراب إجراء انتخابات الإعادة تزداد المخاوف وتتسع
مساحة الغموض.. هناك من يهدد بالاعتصام في الميدان في حالة فوز الفريق أحمد
شفيق وهناك من يفكر في الرحيل إلي بعيد إذا جاء محمد مرسي حامل ختم جماعة
الإخوان.. وأمام هذا المشهد تقف مصر حائرة وتائهة تبحث عن طريق.
في محاولة للاقتراب من المشهد السياسي التقت صفحة «نجوم وفنون» الفنان عزت
أبوعوف.
في البداية تحدث عزت أبوعوف عن ارتباك المشهد السياسي قائلاً: عن نفسي
أعترف بأن هناك من يحاول الخلط بين الحرية والفوضي.. وهذا هو المأزق الذي
نعيشه الآن.. فالحرية تعني أن نختلف معاً دون صدام أو شجار.. لكن الحادث
الآن في مصر يدعو للخوف والقلق علي مستقبل البلد، لا أفهم معني أن يعتصم
أنصار مرشح في الميدان لأن مرشحهم في انتخابات الرئاسة خسر.. وأتصور أن
أسباب التوتر ترجع إلي الفهم الخاطئ لقيمة الحرية والحوار مع الآخر.. وواصل
«أبوعوف» حديثه عن المستقبل قائلاً: رغم ارتباك واهتزاز الصورة أنا متفائل
بدرجة كبيرة بدون أمل في بكرة تتوقف الحياة.. أعرف أن المشاهد اليومية تدعو
للخوف لكن الشعب الذي هب لإنقاذ وطنه من غول الفساد قادر علي حمايته.
ويبرر «أبوعوف» في حديثه لـ «الوفد» غياب تأثير الفنان علي الحياة السياسية
قائلاً: نجح النظام السابق في تهميش دور الفنان، ونجح أيضاً في إبعاده عن
الحياة السياسية.. لكن دور الفنان كان مهماً في قيام الثورة.. خاصة أن هناك
أعمالاً سينمائية ألقت الضوء علي الفساد وتنبأت بقيام ثورة ضد نظام فشل في
استيعاب أحلام أبنائه.. وأثق في أن الأيام القادمة سوف تشهد مشاركة إيجابية
وفعالة للفنان.. وأكبر دليل علي ذلك تشكيل جبهة للدفاع عن حرية الإبداع،
هذا يعد مشاركة إيجابية للفنان الذي قرر الخروج ومواجهة طيور الظلام.
ويصف «أبوعوف» حال مصر الآن قائلاً: مصر الآن تجري عملية قلب مفتوح حاول
التخلص من الماضي وكتابة صفحة جديدة خالية من الظلم والفساد بكل أشكاله
وصوره والخوف من ازدياد مساحة التخوين التي ظهرت بعد إعلان نتيجة الجولة
الأولي، والتي خرج منها حمدين صباحي وعمرو موسي وغيرهما.. كنت أتصور أن
نحترم نتيجة الانتخابات لكن هناك من يتعمد إفساد الصورة الجميلة التي نحاول
رسمها للديمقراطية علي أرضنا ويحاول الاعتصام في الميدان وتعطيل إجراء جولة
الإعادة.. يجب أن ندرك أن الديمقراطية تعني احترام رأي الآخر وعدم التعدي
أو المصادرة.
وحول صوته في انتخابات الإعادة ولمن سينحاز أوضح أبوعوف: أنا أعشق الصراحة
وأعترف بأن صوتي في الجولة الأولي كان لعمرو موسي، ولكن سوف احتفظ باسم
المرشح في الجولة الثانية حتي يصيبه التوفيق وأتمني من كل المصريين عدم
الاستجابة لدعوات مقاطعة الانتخابات وعدم الالتفات إلي الأصوات التي تهوي
التشكيك والتخوين في نوايا كل الناس.. لقد سبق وتم التشكيك في نوايا المجلس
العسكري ومرت الأيام وتم إجراء الانتخابات وأثبت المجلس العسكري أنه جاد في
نقل السلطة وليس له أي مطمع فيها.
وعن مشروعاته الفنية التي يقوم بها الآن، قال: هناك أكثر من عمل فني منها
دور سليمان نجيب في مسلسل «كاريوكا» بطولة وفاء عامر وإخراج عمر الشيخ،
والثاني هو مسلسل «ويأتي النهار» وأقدم فيه دور وزير فاسد ينتمي إلي النظام
السابق، والثالث أمام الفنان الكبير محمود عبدالعزيز في مسلسل «باب الخلق»
وأجسد فيه شخصية محام متلون المواقف ولا يعرف قيمة المبادئ الثابتة.
وعن تأثير دراما الشارع السياسي علي نسبة مشاهدة الدراما التليفزيونية،
قال: الناس شبعت سياسية وسوف يحرصون علي متابعة الدراما التليفزيونية
للهروب من واقع مؤلم والتحليق في عالم آخر من خيال الكتاب.. كما أتوقع
ارتفاع نسبة المشاهدة لأن رمضان القادم سوف يشهد عودة الكبار مثل عادل إمام
ومحمود عبدالعزيز، وهذا بشكل خاص سوف يحدث حالة منافسة خاصة جداً والمستفيد
في النهاية هو المشاهد.
الوفد المصرية في
04/06/2012 |