ينهمك المخرج اللبناني جو بو عيد في تسويق فيلمه «تنورة ماكسي» أوروبيًا
وأميركيًا بعد عرضه في مهرجان دبي والمغرب وموناكو ونيله جائزتي أفضل مخرج
وممثلة، علماً أن الفيلم تعرض لهجوم من رجال دين مسيحيين رأوا في بعض
مشاهده مساساً بالمقدسات والشعائر الدينية، ما أدى إلى وقف عرضه في الصالات
اللبنانية فترة ومن ثم استؤنف العرض بعدما سويت القضية. عن حملة الأكاذيب
كما سمّاها، ورؤيته السينمائية في الفيلم، تحدث إلى «الجريدة».
·
ما خلفيات مطالبة جهات كنسية وقف
عرض «تنورة ماكسي» ومن ثم إعادة عرضه مجدداً؟
عندما بدأ عرض الفيلم في الصالات اللبنانية وفي مهرجانات عدة خارج البلاد
حصد ردود فعل إيجابية، إلى أن بدأت حملة الأكاذيب التي شُنّت ضده في برامج
تلفزيونية وفي الإعلام فشوّهت الحقائق عبر دمج مشاهد من الفيلم بمشاهد
أباحية من أفلام أخرى، فظنّ الناس أنه يمسّ بالمقدّسات المسيحية، علماً أنه
نال مباركة الكنيسة قبل عرضه في الصالات.
ربما يتضمن الفيلم مشاهد جريئة على صعيد تكوين الصورة وسيميائيتها، لكنه لا
يمس بالكنيسة. هذه المعمعة كلها كانت نتيجة تحريضات إعلامية وتحريض رجال
دين يعبرون عن رأيهم الشخصي وليس عن رأي المركز الكاثوليكي للإعلام.
·
لكنك أظهرت فتيات منطقة جزين
اللبنانية وكأنهنّ فتيات هوى؟
ليس صحيحًا، أظهرت فتاة واحدة تمارس الدعارة في الفيلم، في حين لا شيء يؤكد
انتماء الفتيات الأخريات إلى تلك المنطقة. ثم لا أقدم فيلمًا وثائقيًا عن
الجنوب أو عن جزين أو عن بكاسين، بل فيلم روائيّ يرتكز إلى الخيال وحلم
طفل، وأظنّ أنه يحق لأي شخص أن يحلم، فإذا أرادوا قمعه، فالأفضل ألا نقدم
أفلامًا سينمائية.
·
ألم يثر تركيزك في بعض المشاهد
على الجنس حفيظة المجتمع المحافظ؟
احترم تحفظ المجتمع، لكنني ارتكزت على الإيحاء وليس على العري في المشاهد.
بالتالي، أتحدى أياً كان أن يجد صورة عارية، فأنا أحترم تقاليد المجتمع
العربي ولست في وارد تحطيمها، إنما أرفض في الوقت نفسه مثلث الممنوعات،
الجنس والسياسة والدين، في العمل الفني لأن ذلك يقمع الحرية. لماذا نخشى
الحديث عن الجنس الذي لم استبحه بل أظهرت كيفية ممارسته عند فتاة في حين
تعاني شقيقتها القمع؟ تكمن المشكلة في تحوير البعض للحقائق ودفع الناس إلى
متابعته مع حكم مسبق لديهم.
·
هل أثرت هذه الحملة في نسبة
مشاهدي الفيلم؟
كثيرًا، على رغم أن الإعلان السيئ هو إعلان جيد، حسب ما قيل لي، إلا أن
الأرقام لدي تثبت النجاح الذي حققه الفيلم قبل بدء الحملة وتراجع نسبة
المشاهدين بعدها. ثمة من يدّعي أن الفيلم يسيء إلى الدين من دون أن يشاهده
نقلا عن لسان رجل دين معين وإعلامي معين، وكأنهما يريداننا أن نعود إلى
سياسة القطيع الأعمى.
·
ما تعني بـ «تنورة ماكسي»؟
يتحدث الفيلم عن راوٍ يحكي قصة بطريقته الخاصة ويمسك المقصّ ويحيك القماش،
كذلك يشير العنوان إلى التحول الذي يطرأ على مسار شاب ترك الكهنوت ليتحول
ثوبه إلى تنورة ماكسي واسعة تتسع لخبريات كثيرة، خصوصًا أن الأطفال يجنحون
نحو رفع هذه التنورة بدافع الفضول.
·
كم استغرق إعداده؟
خمس سنوات بين التحضير والتصوير بسبب غياب الإنتاج الكافي، ولأنني أردت أن
ينضج الفيلم فعلاً قبل إطلاقه.
·
هل السينما هي المرحلة الطبيعية
التي يسير نحوها مخرج الكليب؟
بدأت كتابة هذا الفيلم وتصوير أجزاء كبيرة منه قبل إخراج الكليبات. تدفع
قلة الإنتاج السينمائي في لبنان والدول العربية المخرجين إلى تصوير الأغاني
والإعلانات بانتظار خوض مجال السينما عندما تتسنى أمامهم الفرصة. لكن ليس
ذلك قاعدة، فثمة مخرجون لم يتجهوا يومًا إلى الكليب فيما عمل آخرون في
الكليب والإعلان ولم ينتقلوا إلى السينما. بالنسبة إلى تجربتي الشخصية، فقد
أردت منذ البداية خوض مجال السينما والأفلام الطويلة.
·
كيف تفاعل الجمهور الغربي مع
مضمونه علمًا أنه يعكس طبيعة مجتمع لبناني معين؟
خفت بداية من ردود الفعل الغربية، لكن الجمهور أعجب به وتحدث النقاد عنه
ووصفوه بالعمل الإبداعي، ونال في أوروبا جائزتين. وعلى رغم فرحي بتأثر
الجمهور الغربي بمشهدية الفيلم إلا أنني حزنت بسبب المطالبة بإيقافه في
لبنان، أي في وطني الذي أردت التوجه اليه أولا قبل التوجه إلى أي بلد آخر.
·
تلقى الفيلم دعمًا من مهرجان
دبي، متى يصبح الإنتاج السينمائي لبنانيًا بحتاً؟
تلقى الفيلم دعماً من وزارة الثقافة اللبنانية التي صنفته من فئة «أ» لعام
2012 وقدمت مساعدة رمزية له لا تكفي لتنفيذ جزء منه، كذلك جاء دعم دبي
رمزيًّا أيضًا.
في رأيي عندما تنتظم الأمور في لبنان ويتوقف هدر حياتنا بصراعات ومشكلات
وانتماءات، سنجد وقتًا لوضع خطة عمل لدعم أي قطاع ثقافي. طالما يتجه
السياسيون بالناس نحو الهاوية ويبثون سمومهم، لن تتطور الثقافة في لبنان،
خصوصًا أن غالبية الأفلام السينمائية اللبنانية الراهنة تنطلق من تجارب
شخصية. لست متشائمًا، إنما لا يمكنني القول إن ثمة ركيزة للسينما
اللبنانية قادرة على تأمين تمويل ذاتي.
·
نلاحظ أن أبطال الفيلم ليسوا من
نجوم الصف الاول، ما السبب؟
أؤمن بالشخص الذي يقف وراء الممثل وليس في الممثل المعروف مع احترامي له
ويمكن أن أتعاون معه مستقبلا. أردت أن أكون صادقًا عبر تقديم شخصيات من
الحياة تشبه والديّ، ولم يكن ذلك بالأمر السهل فنزلت إلى الشارع وبحثت عن
أناس ليكونوا أرضًا خصبة أستطيع أن أزرع فيها ما أشاء. بصراحة، عندما تعرفت
إلى جوي كرم وجدت أن تعابير عينيها ملائمة للدور، خصوصًا أن ثمة أهمية
للصمت والتعابير والنظرات في الفيلم.
·
كيف مزجت بين الأحداث الحقيقية
والوقائع والخيال والمشاهد الرمزية؟
شكل الطفل في الفيلم الرابط بين الحقيقة والخيال وبين الحاضر والذكريات. لا
حقيقة من دون خيال في مكان ما. حتى الواقع الذي نعيشه يلامس الخيال في
أحداث معينة. ينبثق الخيال من رواسب واقعية وقصص حقيقية نبنيه من خلالها
لنعكسه على المشاهد، هكذا تحقق المزج بين الواقع والخيال ليشكلا خلطة
أساسية للفيلم، ما أضفى عليه نظرة سينمائية مختلفة عن الفيلم الروائي
العادي الذي يتضمن أحداثًا كلاسيكية بالنسبة إلى المشاهد.
·
ألم تكن هذه المشاهد الرمزية
المحرك الاول للتأويلات والتفسيرات الخاطئة؟
أفضل التأويلات واتهام الفيلم بدلاً من إعطاء مادة تافهة لا تستفز فكر
المشاهد. لم أرغب بتوقيع عمل يظهر مشاهد من ضمن لزوم ما لا يلزم. يولّد
الفنّ عموماً ردود فعل متناقضة بين تأييد ومعارضة وإلا لا يستحقّ الحديث
عنه علمًا أن ذلك لم يكن هدفي أبدًا، لكني لن أستخف بذكاء المشاهد الذي
اعتاد الأمور السهلة ولن أقلل من احترامه.
·
هل خلّدت والديك من خلال هذا
الفيلم؟
عبثت بذكرياتهما لانتقل إلى مكان آخر من دون أن أقدم فيلمًا وثائقيًا
يخلدهما. إلى ذلك هما خالدان في نظري، وأردت تقريبهما من الأساطير من خلال
طريقة طرحي الشخصيات ومعالجة القصة.
·
لماذا ركزت على عين المخرج أكثر
من السيناريست؟
أنا مخرج قبل أن أكون كاتب سيناريو، وفي واقع السينما المخرج هو نفسه
الكاتب لافتقادنا إلى الكتاب السينمائيين. لم اسعَ من خلال هذا الفيلم إلى
تقوية عضلات المخرج بل إلى تكوين القصة ومضمونها ومزج الحقيقة في الخيال،
واحتاج ذلك كله إلى مخرج يربط القصص أكثر من كاتب سيناريو وحوار. إلى ذلك
أردت أن يكون التعبير من خلال الصورة لذلك أدى المخرج دوره الأكبر في هذا
المجال.
·
تواصل بطلا الفيلم عبر النظرات،
هل يهدف ذلك إلى إظهار طابع البراءة في العلاقة بين والديك؟
لم أرغب في أن يتحدثا لئلا تسقط صورتهما وليبقيا في مصاف أعلى يليق
بالأيقونة التي رسمتها لهما، وتركت للمشاهد أن يتخيل من خلال نظرتهما
حوارهما ومشاعرهما.
·
ما عناوين مرحلتك المقبلة؟
لدي أفكار لسيناريوهات جديدة واختلاج داخلي يحثني على البدء بعمل سينمائي
طويل.
·
هل ستعود إلى إخراج الكليب؟
بالطبع لأنني أحترمه ولا أعتبره دونيًا. لذلك ثمة مشاريع جديدة مقبلة مع
تركيز على الأفلام السينمائية والطويلة.
·
هل سيرتدّ الفيلم على إخراج
الأغاني المصورة؟
ربما بعد تقديمي الفيلم سيرغب البعض في التعاون معي أكثر، مع أن ثمة من يثق
بنظرتي الفنية ويرغب في التعاون معي قبل تقديمي هذا الفيلم. لا أحمل أكثر
من بطيخة في يد واحدة لذلك أكرّس وقتي لكل مشروع أقرر البدء فيه.
·
تتحدث غالبية الأفلام السينمائية
عن حقبة الحرب، هل هي عملية تماثل للشفاء من جروحها أو انعكاس للصور في
الذاكرة؟
الاثنان معًا. نعيش في مرحلة سلام مرتقب وعبثي لذلك لا يمكن القول إن الحرب
انتهت، لكن يجب ألا نركز على هذا الموضوع فحسب في أعمالنا. أظهرت من خلال
بعض المشاهد إرادة لإسكات الحرب وإعطاء مساحة للحب، إنما لا يمكن إخفاء
الحرب وجروحاتها لأنها أثرت فينا وعاشت فينا ونلمس تداعياتها راهنًا.
بالتالي، لا يجدي محو التاريخ نفعًا.
·
ماذا بعد هذا الفيلم؟
سأستهل العمل في مشاريع مؤجلة.
الجريدة الكويتية في
01/06/2012
تشويه سمعة أرباب
المهن… سيف مصلت على الأفلام
الاحتجاجات على الأفلام السينمائية، تابع… فقد فوجئ الوسط الفني باتهام
النائب السلفي محمد سلامة الأحمر، من قبيلة الترابين في سيناء، صناع فيلم
«المصلحة» بتشويه صورة البدو وتصويرهم على أنهم مجموعة من البلطجية وتجار
مخدرات، وبنات البدو من العاهرات بحسب الدور الذي أدته زينة في الفيلم.
السؤال الذي يطرح نفسه: هل من المنطقي رفع دعاوى على أفلام بتهمة تشويه
سمعة مهنة معينة، أم أن العمل الفني له الحرية في طرح ما يشاء خدمة
للإبداع؟
أكد النائب السلفي محمد سلامة الأحمر أن البدو في منطقة سيناء استقبلوا
أسرة فيلم «المصلحة» أثناء التصوير بحفاوة، ولم يتخيلوا أنها ستشوه صورتهم
بهذا الشكل، خصوصاً أن أحمد عز يؤدي دور تاجر مخدرات محترف يعمل معه بدو
سيناء من بينهم: الرجل الثاني في عصابة أحمد عز (صلاح عبد الله)، عشيقة
شقيق تاجر المخدرات (محمد فراج) تجسد شخصيتها زينة.
وطالب بمنع عرض «المصلحة» باعتبار أنها المرة الأولى التي يجسد فيها فيلم
حياة البدو بهذا القرب، فهل يكون من نصيبهم هذا الكم كله من التشويه؟
منطق غير حقيقي
يوضح منتج الفيلم هاني عبد الله أن هذه الاتهامات ليست مبنية على منطق
حقيقي، «فدور زينة لم يسئ إلى البدو بأي حال من الأحوال لأنها تجسّد شخصيّة
فتاة من القاهرة عاشت في سيناء في منطقة معظم أهلها ليسوا من أصول بدوية،
وهو ما بدا واضحا في مشاهد الفيلم، وإذا لم ينتبه من يتهموننا بالتشويه إلى
هذه التفاصيل فلن نتحمل مسؤولية سوء فهمهم والمبالغة في الاتهامات».
يضيف عبد الله: «لا نقصد أبداً تشويه صورة البدو، وليس معنى ظهور أحمد عز
وصلاح عبد الله في الفيلم كتاجري مخدرات أن البدو كلهم تجار مخدرات، بدليل
مقاطعة رجل بدوي مسن في الفيلم تاجر المخدرات (أحمد عز ) ورفض دعوته إلى
حضور حفلة زفافه لأنه يشوّه صورة البدو».
بدورها، رأت زينة أن الأمر لا يخرج عن كونه فيلماً من خيال المؤلف ولم يقصد
صناعه أي إساءة إلى البدو، مضيفة أن «الفن يقدم صوراً حية بمساحة من
الحرية، ومن شأن البلاغات أن تقيده وتضع له حدوداً لا نعلم نتائجها».
تشويه سمعة
«المصلحة»
ليس الفيلم الوحيد الذي واجه اعتراضات فئة ما رأت أنه يشوه صورتها، إذ سبق
أن تقدّم صحافيون ببلاغات ضد سما المصري وأسرة فيلم «على واحدة ونص» بحجة
أنه يشوّه صورة الصحافيين، وهو ما نفته سما مؤكدة أن الشخصية التي جسدتها
في الفيلم هي لفتاة كانت تعمل راقصة ثم عملت محررة لدى رئيس تحرير قواد، ما
أثار حفيظة الصحافيين واعتبروه تشويهاً فاضحاً لهم فأصرّوا على المطالبة
بمنع عرضه.
كذلك تقدم مدرسون ببلاغات رسمية لوقف عرض فيلم «رمضان مبروك أبو العلمين
حمودة» بحجة أن الفيلم يشوه صورة المدرسين وسمعتهم، لتصوير المدرّس كمهرج
يقوم بأعمال مضحكة، فردّ المخرج وائل إحسان بأن «الفيلم صوّر مدرّساً خفيف
الظل، وليس معنى تجسيد شخصية ما أن نصورها بشكل مثالي، فلا يوجد بيننا نبي
ولو اتبعنا مثل هذه الملاحظات فعلينا أن نقدم الجميع بصور ملائكية».
عادل إمام «افوكاتو»
تقديم بلاغات ضد الأفلام ليس أمراً مستجداً على الساحة الفنية، فقد تكرر
مرات أشهرها عندما رفع محامون دعوى قضائية ضد عادل إمام بعد تجسيده شخصية
المحامي حسن سبانخ في فيلم «الأفوكاتو»، بتهمة تشويه صورة المحامين
والقضاة، فنظر في القضية المستشار مرتضى منصور وأصدر حكماً بسجن عادل إمام
لمدة عام، إلا أن جهات سيادية تدخلت لوقف الحكم ما دفع منصور إلى التقدم
باستقالته من القضاء.
إذاً الأمر له جذور تاريخية تعود إلى أعوام طويلة، فكلما أدى فنان دور شخص
يعمل في أي مهنة يتقدم ضده أرباب هذه المهنة بدعاوى قضائية بتهمة تشويه
صورتهم، فهل هذا حق لهم أم حق للمؤلف أن يقدم ما يسمح به خياله حتى وإن بدا
الأمر محملاً بتجاوزات؟!
يذكر أن أزمة تشويه سمعة مصر لاحقت أفلام المخرج خالد يوسف، وتشويه سمعة
بنات المحروسة لاحقت أفلام المخرجة إيناس الدغيدي.
الجريدة الكويتية في
01/06/2012
أحمد عز:
المصلحة أقرب الأعمال إلى قلبي ..
صداقة قوية تربطني بالسقا ولم نهتم بترتيب الأسماء
كتب: القاهرة – هيثم عسران
رغم اعتقاد البعض أن موافقة أحمد عز على مشاركة زميله أحمد السقا في عمل
فني ضرب من المستحيل، فإن عز أدهش الجميع بموافقته من دون شروط على العمل
مع السقا في فيلم» المصلحة» الذي أثار غضب أبناء سيناء مع أنه « أقرب»
الأعمال إلى قلب عز. في لقاء مع «الجريدة»، يتحدث عز عن هذه التجربة وسبب
تحمسه للفيلم، نافياً ما تردد عن إساءة الفيلم إلى أهالي سيناء.
·
ما سبب تحمسك للمشاركة في فيلم
«المصلحة»؟
تربطني صداقة قوية بأحمد السقا، ودائماً ما كانت علاقتنا على المستوى
الأسري جيدة، ولكن لم يشاء القدر أن نتشارك في أي عمل، حتى جاء سيناريو
«المصلحة» ووصل إلى السقا أولاً، وبعد ذلك عرضه عليّ، وعندما قرأته أعجبت
بالدور ووافقت عليه فوراً.
·
لكن تردد أن الخلافات بينكما لم
تتوقف؟
لم نهتم كثيراً بالشائعات، خصوصاً التي تتعلق بترتيب الأسماء، لأن أياً من
هذا لم يحدث سواء عند الموافقة على الفيلم أو خلال التصوير وتركنا الأمر
بالكامل للمخرجة ساندرا نشأت. كذلك لم أضع أي شروط للتعاقد على الفيلم لأني
أعتبرت أني أعمل مع أصدقائي، سواء السقا أو المنتج وائل عبد الله أو ساندرا
نشأت،
والعلاقة بيننا أقوى بكثير من أن نختلف على أمور لا قيمة لها.
·
ماذا عن الأجر؟
خفَّضت أجري من دون أن يطلب مني ذلك وقبل الأزمة في السينما، ذلك نظراً إلى
ارتفاع التكاليف الخاصة بإنتاج الفيلم وتصوير جزء كبير منه في سيناء
ومشاركة عدد كبير من الفنانين. والقرار نفسه اتخذه السقا. عموماً،
«المصلحة» أقرب الأعمال إلى قلبي في مشواري السينمائي.
·
ما مدى رضاك عن الفيلم، خصوصاً
في ظل الانتقادات التي وجهت إليه؟
راض بشكل كامل عن الفيلم، وأرى أن المخرجة ساندرا نشأت بذلت مجهوداً كبيراً
فيه، خصوصاً في ظل الظروف الصعبة التي عملنا خلالها وتوقف التصوير أكثر من
مرة. فـ{المصلحة» أطول فيلم صورته، إذ استغرق نحو عام ونصف العام وتوقف
مراراً بسبب الانفلات الأمني وثورة 25 يناير, لكن في النهاية، تم تنفيذه
بصورة أفضل من التي تخيلتها عندما قرأته.
·
لكنه تسبب في إثارة غضب أهالي
سيناء؟
تمّ التصوير في سيناء بموافقة إحدى القبائل الكبرى ودعمها، والعمل لم
يتعرّض لأهل المنطقة إطلاقاً. قدمنا نموذجاً سلبياً لتاجر مخدرات موجود في
شبه الجزيرة، وفي المقابل صورنا أحد شيوخ القبائل الذي يرفض التعامل معه
ويعتبره إساءة إلى أبناء سيناء، وهو أمر كان مقصوداً في العمل، لأنه لا
يمكن إطلاق وصف معين أو إلصاق صفة على فئة من المجتمع.
أهالي سيناء وقفوا إلى جوارنا خلال التصوير وساعدونا في تأمين أماكن
التصوير وحمايتنا، ولولا مساهمتهم لما خرج الفيلم إلى النور لأن غالبية
الأحداث الرئيسة صورناها في سيناء.
·
من ضمن الاتهامات التي وجهت إلى
الفيلم قبل عرضه أنه جاء لتحسين صورة ضباط الشرطة؟
لا أعرف سبباً لإطلاق هذه الاتهامات، فالفيلم بدأنا تصويره قبل الثورة ولم
نجرِ عليه أي تعديل، فضلاً عن أنه غير مرتبط بتواريخ زمنية معينة. وكما
ذكرت لك سلفاً، عندما نتحدث عن أي فئة في المجتمع لا بد من أن ندرك أنها
تضم نماذج إيجابية وأخرى سلبية، فهذه هي الطبيعة البشرية ولا توجد فئة جميع
أفرادها شرفاء أو العكس، سواء في الشرطة أو غيرها.
·
كيف تحضرت لشخصية تاجر المخدرات؟
التحدي الأكبر بالنسبة إلي كان في اللهجة السيناوية نظراً إلى صعوبتها، فقد
تدربت عليها أكثر من ثلاثة أشهر متواصلة. أشير هنا إلى أننا اكتشفنا أن
هذه اللهجة تختلف من منطقة إلى أخرى، فاتفقنا مع المصحح على اعتماد اللهجة
الأقرب إلى فهم المشاهد، خصوصاً أن ثمة لهجات صعبة الفهم في سيناء.
·
ألا ترى أن الجانب الإنساني في
شخصية المتهم برعاية الحيوانات لم يكن منطقياً؟
على العكس، إذ نجد أي قائد لعمليات غير مشروعة مرتبطاً بحيوان مفضل ليه،
وهو أمر معروف في علم النفس، لأنه يشعر بأن هذه الحيوانات هي الأقرب إليه
ولن تخونه فيعيرها اهتماماً خاصاً يتناسب مع مكانتها لديه.
·
ماذا عن فيلمك الجديد «حلم
عزيز»؟
انتهيت من تصويره منذ فترة، و{الشركة العربية» المنتجة له حددت بداية شهر
يوليو المقبل لعرضه، لكن أتوقع أن يتم تأجيله إلى موسم عيد الفطر بسبب
الظروف السياسية.
·
تردد أن خلافاً نشب بينك وبين
شريف منير بسبب ملصق الفيلم الدعائي؟
الملصق الدعائي مسؤولية الشركة المنتجة ولا يحق لي التحدث فيه على الإطلاق،
أما علاقتي بمنير فأكثر من جيدة ولا أعرف مبرراً لتكرار الحديث عن هذا
الأمر، خصوصاً أني شاهدت الملصق عندما طرح الفيلم في دور العرض مثل أي شخص
ذهب إلى السينما ولم أشاهده بعد تصميمه وقبل توزيعه على قاعات العرض.
·
هل تتوقع أن يؤثر على إيرادات
فيلم «المصلحة»؟
لا أعتقد ذلك. عموماً، أنا لا أجيد حسابات السوق في ما يتعلق بالإيرادات
ومواعيد العرض، وهو أمر متروك بشكل كامل للجهات المنتجة والموزعة، فهي أكثر
دراية بذلك ودوري يقتصر على التمثيل ولا أتدخل في أي شيء آخر. فضلاً عن أني
مؤمن بأن العمل الجيد ينجح في فرض نفسه مهما كانت الظروف.
·
ماذا عن الدراما؟
أحضر لأحد المشاريع الذي ربما يعرض في رمضان 2013 عن قصة حياة الراحل أشرف
مروان. ما زلنا في مرحلة التحضير، وبدء التصوير مرهون باكتمال السيناريو
والانتهاء من اختيار باقي فريق العمل مع الشركة المنتجة.
العمل في الدراما صعب للغاية، وعلى رغم نجاح تجربتي في مسلسل «الأدهم» إلا
أنها استلزمت تحضيراً كبيراً وعملاً متواصلاً لفترة طويلة، ونجاحه حملني
مسؤولية كبيرة قبل الموافقة على أي عمل آخر.
كان من المقرر أن أشارك في مسلسل «تعلب الصحراء» لرمضان المقبل، لكنه لم
يكتمل لأسباب تتعلق بالسيناريو، لذا قررت الاعتذار عنه والتركيز في المسلسل
الجديد.
الجريدة الكويتية في
01/06/2012
فجر يوم جديد:
مهرجانات التسوق.. السينمائية!
مجدي الطيب
في أوروبا والدول المتقدمة يُدرك الجميع أهمية المهرجانات الفنية، خصوصاً
السينمائية، لكن أحداً لا يسمح، مطلقاً، بأن يقتطع القيَمون على هذه
المهرجانات «يورو» واحداً من ميزانية الدولة التي يُقام المهرجان على
أرضها، وتصبح مُطالبة بتوفير موازناتها عبر «التمويل الذاتي»، من خلال رجال
أعمال أو رعاة أو تبرعات غير حكومية، بل يرى الكثيرون أن استمرارها مرهون
بنجاحها في إعمال مبدأ الشفافية قبل تحقيقها العائدات الثقافية والاقتصادية.
أسس ومعايير لا ينبغي التنازل عنها، وإلا تحول المهرجان إلى كيان مشكوك
فيه، وحامت الشبهات حول نشاطاته، والهدف من إقامته، وهو المصير الذي تسعى
المهرجانات «نظيفة الذمة» و{الخالية من الغرض والمرض» إلى تجنبه، وتحرص
جاهدة على توفير، ثم تنفيذ، الضمانات التي تجعله «موضع ثقة» ثقافية، و{محل
احترام» عالمياً.
من هنا، تُدرك المهرجانات «مرموقة الشأن» و{طيبة السمعة» أن حضور النجم أو
الناقد أو الإعلامي لفعالياتها السنوية يُسبغ شرفاً عليه قبل أن يصبح مثار
فخر لها، ومع تعاقب الأعوام، والدورات، تضيف المهرجانات الكثير إلى رصيد من
يحظى بمتابعتها، ويحرص على التواجد فيها، وكأنه أدمن حضورها، على رغم أنها
لا توفر له ميزة واحدة، باستثناء تأمين بطاقة دخول عروض الأفلام!
في المقابل، تتخذ المهرجانات السينمائية العربية وضعية وصورة مختلفة، تبدو
خلالها وكأنها تشعر بشيء من «الدونية» تدفعها، لأسباب غير مفهومة، إلى طرق
غواية كثيرة، بغية إقناع، ضيوفها، من نجوم ونقاد وصحافيين وإعلاميين، بحضور
دورات المهرجان، ولا تمانع في سبيل تحقيق ذلك من تقديم الكثير من
التنازلات، ابتداء من الدعوة الكاملة شاملة نفقات السفر والإقامة، والهدايا
إذا لزم الأمر، فضلاً عن الحفلات الساهرة، التي يكاد لا يخلو مهرجان
سينمائي عربي من إقامتها، بحجة الترفيه عن ضيوف المهرجان!
تقاليد سخيفة تنفرد بها مهرجاناتنا السينمائية العربية، دوناً عن بقية
المهرجانات السينمائية العالمية، لأسباب يُرجعها البعض إلى «الكرم الحاتمي»
(نسبة إلى حاتم الطائي مضرب الجود بين العرب) بينما ينظر إليها الضيوف
الأجانب، الذين يلبون الدعوة إلى الحضور والمشاركة، بوصفها «سفه» صارخ،
وغير معتاد بالنسبة إليهم، وهم الذين يسافرون إلى مهرجانات العالم
المختلفة، ويُقيمون في فنادقها المختلفة، على نفقتهم الخاصة، ولا يضيرهم
هذا في شيء.
المفارقة المثيرة أن الضيوف العرب، الذين يجدون أنفسهم ضيوفاً دائمين على
المهرجانات السينمائية العربية، لا ينظرون إلى التنازلات التي تقدمها، وتصل
إلى درجة «التدليل الزائد» و{المفسدة»؛ مثل بطاقة طيران على درجة فاخرة،
والإقامة الكاملة Full board،
وربما سيارات «ليموزين» للتنقل طوال أيام المهرجان، بشيء من التقدير
والاحترام. بل تكون سبباً في الغالب في تعاملهم مع هذه المهرجانات بقليل من
الالتزام، وكثير من اللامبالاة، بدليل أن بعضها يتحول غالباً إلى مهرجانات
للتسوق لا مهرجانات للسينما؛ فكثر منهم يتواجد في «المولات» والمراكز
التجارية الكبرى أكثر من صالات العرض السينمائية أو أمام الشاشات،
والغالبية منهم حجز لنفسه مكاناً في تلك المهرجانات بـ «وضع اليد»، وكأنها
قطعة أرض أو عقار، وحجتهم في هذا أنهم أصبحوا، بالتقادم،{أعضاء دائمين» في
«نادي أصدقاء المهرجان»، ولا ينبغي أن يحرموا، في أية دورة، ولأي سبب من
الأسباب، من دعوة الحضور!
هذه الرؤية العجيبة، التي صارت، مع
مرور السنوات، بمثابة تركة ثقيلة تتوارثها إدارات المهرجانات العربية، لا
تجد لها صدى، ولا مكاناً، في أي من المهرجانات السينمائية العالمية
«المحترمة»؛ فالصحافي أو الناقد أو الإعلامي يحجز لنفسه مكاناً بالجهد
والعرق والعمل؛ بمعنى أن إدارة المهرجان لا توجه له الدعوة إلى حضور الدورة
الجديدة ما لم يُرسل نماذج للتغطية الصحافية والنقدية والإعلامية التي تعكس
حجم متابعته الدورة السابقة، وحسب منجزه، سواء من حيث الكم أو الكيف، تقيس
إدارة المهرجان، على وجه الدقة، مدى كفاءة الصحافي أو الناقد أو الإعلامي،
وأهمية تجديد الدعوة إليه أو إقصائه عن الحضور، لعدم كفاءته، أو تعامله مع
المهرجان بغير جدية.
فالدعوة من المهرجانات الكبيرة مكافأة، وليست ترفاً أو نزهة، وهو تقليد
موضوعي، وعادل للغاية، اتبعه مهرجان القاهرة السينمائي في أوج تألقه، وسار
على نهجه مهرجان أبو ظبي السينمائي في دورتيه الأولى والثانية، ولا تعتد به
مهرجانات عربية كثيرة لاقتناع القيمين عليها بأنها مهرجانات للتسوق… ليس
أكثر!
magditayeb@yahoo.com
الجريدة الكويتية في
01/06/2012
The Dictator…
ولّى زمن الدعابات عن الإرهاب!
كتب: رونيه رودريغيز
كان تأثير فيلم The Dictator
في مسيرة ساشا بارون كوهين المهنية مشابهاً لتأثير The Love Guru
في مسيرة مايك مايرز. فقد أظهر أن هذا الممثل الفكاهي البارع الذي
يهوى على نحو غريب الفكاهة العبثية قد يرتكب هو أيضاً الهفوات.
صحيح أن فيلم The Dictator
ليس على درجة كبيرة من السوء حتى يقضي تماماً على مسيرة ساشا بارون
كوهين المهنية، كما أرغم فيلم
Guru
مايك مايرز على الاختباء. لكن التعاون الأخير بين
كوهين والمخرج لاري تشارلز يبيّن أن التركيبة التي توصلا إليها مع «بورات»
وتراجعت قليلاً مع فيلم «برونو» نضبت مع هذا الفيلم الأخير. إذاً، آن أوان
التجديد.
أعطى كوهين وتشارلز فيلميهما السابقين شكل الأفلام الوثائقية. إلا أن The Dictator
يرتكز بالكامل على ممثلين (ثمة مشهد واحد قصير يذكر بما مضى لأنه صور
بواسطة الكاميرا الخفية). صحيح أن كوهين وثلاثة كتاب آخرين تعاونوا لوضع
سيناريو هذا الفيلم (كتاب ماهرون شاركوا في كتابة
Seinfeld
وCurb Your Enthusiasmوأيضاً Dr. Seuss’ The Cat in the Hat)،
إلا أنه ظلّ على رغم ذلك ضغيفاً وغير متقن. فقد بدا أشبه بمجموعة من
الدعابات الغريبة التي رُبطت معاً بواسطة حبكة واهية لا أحد يعبأ بها، حتى
صناع هذا الفيلم.
لكن المخيب للأمل حقاً أن
The Dictator
هو في جوهره كوميديا رومنسية تنتهي بأحد تلك
المشاهد المستهلكة حيت تجتمع الشخصيات كافة معاً لتهلل وتفرح فيما تصدح
موسيقى الفيلم عالياً. لكن المفاجأة أن كوهين يندمج تماماً في هذا الدور.
يؤدي هذا الممثل دور الأميرال عمر علاء الدين، حاكم مستبد مجنون من دولة
واديا في شمال أفريقيا، التي تنعم بوفرة من النفط وتحاول إطلاق برنامج تسلح
نووي. يوافق علاء الدين على زيارة «مقر الشيطان»، الولايات المتحدة
الأميركية، مع أخيه (بن كينزلي) لمخاطبة الأمم المتحدة. لكنه يُسلب سلطته
وهويته بعيد وصوله إلى نيويورك. وفيما يخطط لاستعادة عرشه، يعمل في متجر
يبيع منتجات صديقة للبيئة تديرها ناشطة مرحة (آنا فارس)، التي سرعان ما تقع
في حب ذلك الغريب الجريء الذي لا يتردد في التعبير عن رأيه.
لكن كوهين يتمتع بموهبة كبيرة ويتقن فن الانتقاد الساخر، لذلك يحافظ على
شيء من إبداعه هذا حتى مع شخصية واهية ومبتذلة مثل علاء الدين المتكبر،
الذي يعبّر عن الأحكام المسبقة كافة التي يملكها الغربيون عن العرب والشرق
أوسطيين كما لو أنها
أوسمة على صدره. علاوة على ذلك، لا يخلو هذا الفيلم من بعض المشاهد
المضحكة: يولد علاء الدين من بطن أمه وله لحية والشعر يغطي جسمه. انتقل
الرئيس السابق لبرنامجه النووي، نضال (جايسون مانتزوكاس) للعيش في مانهاتن
والعمل في Genius Bar
في أحد متاجر آبل. وعندما يسمع سائحان صدفة الرجلين يتحدثان باللغة العربية
ويقولان «2012 بورش 911»، يفكران في الأسوأ في الحال.
عنصرية وخوف
على غرار أفلام كوهين السابقة، يستغل
The Dictator
العنصرية والخوف من الأجانب لإضحاك المشاهدين،
عارضاً الكثير من الأحكام المسبقة المتأصلة في الأذهان. لكن هذه المقاربة
تقصّر عن بلوغ ما حققه في أعماله الماضية لأنها ترتكز على ممثلين يتلون
جملهم لا أناس حقيقيين يكشفون صدفة تحيزهم. من المضحك سماع علاء الدين يقول
عبارات مثل «تشبه النساء المثقفات قردة تركب ألواح تزحلق، إنهن محبوبات»،
لأن هذه النكات تستند إلى وجهات النظر المتحاملة على المرأة التي لا تخلو
منها أي حضارة. لكن هذه الدعابات لا تضاهي مراقبته وهو يتسلى بلعبة فيديو
يقتل فيها الرياضيين الإسرائيليين في الألعاب الأولمبية عام 1972 أو
الاستماع إلى أحد رجال مكتب التحقيقات الفدرالي (جون سي. رايلي في دور
ثانوي) وهو يتحدث عن «العرب» وتصرفاتهم الوسخة المقززة.
لكن مقابل كل ضحكة حقيقة أو دعابة مبتكرة في
The Dictator
نجد نكتة مبتذلة وفاشلة. ومع كل هذا التلميح
الواضح إلى الأحكام المسبقة أو العنصرية، تلميح لا يخلو من الاعتداد
بالنفس، نشعر أن كوهين يعظنا. هكذا، يحمل هذا الفيلم روحاً سلبية نجح فيلما
«بورات» و{برونو» في تفاديها. فما عادت الدعابات عن الإرهاب تكفي للتأثير
في المشاهد. فعلى كوهين بذل مجهود أكبر لأن الجزء الأكبر من فيلمه الأخير
أخفق إخفاق محاولته ذر الرماد على راين سيكرست على السجادة الحمراء في حفل
توزيع جوائز الأوسكار.
اللافت أن المشهد الأفضل في الفيلم بأكمله هو الأول، إهداء الفيلم إلى ذكرى
كيم يونغ إيل. لكن ما تبقى من
The Dictator
أخفق إخفاقاً ذريعاً.
الجريدة الكويتية في
02/06/2012
Men in Blacki3…
مشروع محفوف بالتحديات
كتب: لوس أنجلوس – بن قريتز وستيفن زايتشك
غالباً ما تحقق سلسلة الأفلام التي تمتد على أجزاء عدة نجاحاً كبيراً على
شباك التذاكر لأنها تكون مرتبطة بأحداث فيلم ناجح سابقاً. لكن أثبت الجزء
الجديد من سلسلة Men in Black
التي تعود إلى 15 سنة أن وصول هذا النوع من الإنتاجات إلى الشاشة الكبيرة
لا يكون دوماً مشروعاً سهلاً.
كان فيلم 3 Men in Black
واحداً من أكثر الإنتاجات التي واجهت المشاكل في تاريخ هوليوود الحديث، فقد
تعددت العقبات في وجه أحدث فيلم من إنتاج شركة
Sony Pictures (إنه تكملة لسلسلة الكوميديا والخيال العلمي التي تجمع بين
النجمين ويل سميث وتومي لي جونز)، منها إعادة كتابة السيناريو مرات عدة،
واستياء أحد النجوم، ووقف الإنتاج لمدة ثلاثة أشهر لأن الكتّاب والمديرين
التنفيذيين في استوديو الإنتاج وجدوا صعوبة في إصلاح ذلك المشروع الذي أوشك
على الانهيار.
في الوقت الذي انتهى فيه فيلم Men in Black 3، كان استوديو الإنتاج قد أنفق حوالى 250 مليون دولار، ما جعل هذا
الفيلم أحد أغلى الإنتاجات لموسم الصيف.
يواجه الفيلم تحديات تسويقية عدة لأن الجزء الأخير من هذه السلسلة صدر قبل
عقد من الزمن. يعني ذلك أن جيلاً كاملاً من الشباب لم يسبق أن شاهد فيلم
Men in Black
في السينما، وقد اشتدت المنافسة بشكل ملحوظ خلال هذا الصيف بسبب
الإيرادات الهائلة التي يحصدها الفيلم الذي يحقق نجاحاً ساحقاً اليوم The Avengers.
لكن تثق شركة Sony
وصانعو الفيلم بأن هذا العمل الذي أنتجوه بتقنية ثلاثية الأبعاد سيجذب
العائلات وعشاق ويل سميث وكل من لديه ذكريات جميلة عن هذه السلسلة، وقد
تعزز هذا التفاؤل بفضل استطلاعات رأي أُجريت قبل إصدار الفيلم.
بغض النظر عن مصير فيلم Men in Black 3
تجارياً، تشير العوائق التي واجهها الفيلم إلى أن إنتاج أجزاء جديدة تكون
تكملة لسلسلة أفلام ناجحة ليس مشروعاً بسيطاً، كذلك لا يخلو من المجازفة
على عكس ما يظنه الكثيرون.
في هذا الصدد، قال والتر باركس الذي أنتج الأجزاء الثلاثة كلها: «عند العمل
على فيلم مثلMen
in Black، يكون إنتاج الجزء الجديد أصعب من الفيلم الأصلي. يكمن التحدي في طرح
مضمون جديد ومميز تزامناً مع الحفاظ على جوهر الفيلم الأصلي».
عندما صدر فيلم Men in Black 2
في عام 2002، حصد إيرادات أقل بـ150 مليون دولار تقريباً من تلك التي جمعها
الفيلم الأصلي في عام 1997، وقد تعرض هذا الجزء الثاني لانتقاد لاذع من
المعجبين والنقاد في آن، ما أحبط عدداً كبيراً من رواد السينما. اعترف
صانعو الفيلم أنفسهم بأن الجزء الأخير كان شائباً.
الفيلم الأصلي
بعد القيام برحلة عائلية إلى جنوب شرق آسيا منذ ثلاث سنوات تقريباً، اقتنع
باركس بأن
Men in Black
لا يزال صداه قوياً في أنحاء العالم، فقد رأى سكاناً محليين وهم
يشاهدون الفيلم الأصلي على التلفزيون في أحد المطارات. في ذلك الوقت، كان
سميث يفكر منذ فترة طويلة بالمشاركة في فيلم جديد عن الانتقال عبر الزمن
(في فيلم Men in Black 3،
تقوم شخصيته، العميل «جاي»، بالعودة إلى عام 1969 للتعاون مع نسخة شابة من
شخصية جونز، العميل «كاي»، ويؤدي دوره جوش برولين). شعر المديرون
التنفيذيون في شركة Sony
بالحماسة لإعادة إحياء السلسلة فاستعانوا بكاتب السيناريو إيتان كوهين الذي
حقق نجاحاً في فيلم التشويق والكوميديا
Tropic Thunder.
لكنّ اختيار المخرج لم يكن أمراً سهلاً. وفق معلومات شخص يعرف تفاصيل عن
النقاشات التي دارت حينها ولم يُسمَح له بالتحدث عن الموضوع علناً، تردد
سميث والمديرون التنفيذيون في الاستعانة مجدداً بالمخرج باري سونينفيلد
الذي تولى إخراج أول جزئين بسبب الخلافات التي حصلت في موقع تصوير الجزء
الثاني من الفيلم. خلال دعوى قضائية رُفعت ضد وكلائه السابقين بسب خلاف على
قيمة العمولة، قال سونينفيلد إن شركة
Sony
فكرت بالاستعانة بمخرجين آخرين لتصوير الجزء الثالث قبل الاتصال به.
لكن سرعان ما أقنع جميع الأشخاص المعنيين بأنه رسم رؤية قوية ومؤثرة عن
الفيلم. وفق سجلات الدعوى القضائية، قيل إنه حصل على أقل من 10 ملايين
دولار، أي أقل من نصف أتعابه حين عمل على الجزء الأول.
لكن رفض سونينفيلد التعليق على هذه النقطة. ثم قال أحد المتحدثين باسم شركةSony
إن سميث لا يستطيع الإجابة عن هذا الموضوع.
بعد ضمان مشاركة سميث والمواهب الأخرى في الفيلم وبعد الحصول على ائتمان
ضريبي مهم من مدينة نيويورك قبل السنة الجديدة مباشرةً، سارعت شركةSony
إلى بدء الإنتاج في خريف عام 2010 مع أنها
لم تكن قد حددت بعد جميع عناصر الحبكة في القصة.
عن هذه النقطة، أوضح دوغ بيلغراد، رئيس فرع Columbia Pictures
التابعة لشركة Sony: «لا
شك أن البدء بالإنتاج قبل انتهاء السيناريو ليس أمراً محبذاً. لكننا كنا
نثق بهذا العمل لأن الفيلم هو تكملة لسلسلة شهيرة وسرعان ما ستتضح العناصر
الإبداعية تلقائياً في القصة».
وفق معلومات شخص مقرب من فريق العمل، رفض الإفصاح عن هويته خوفاً من تخريب
علاقته مع شركة Sony،
ركز الإنتاج على تصوير المشاهد التي تحصل في الزمن الراهن وعبّر سميث عن
مخاوفه من القصة التي يُفترض أن تدور في عام 1969 والتي كانت ستُصوّر بعد
عطلة عيد الميلاد.
ربط العناصر
تنامى نفوذ سميث وموقعه كأحد أشهر نجوم العالم منذ صدور الفيلم الأول، مع
أنه لم يحصل حينها على أجرٍ عال. لذا استعانت الشركة بأكثر من كاتب لإعادة
صياغة المشاهد التي تعود إلى الزمن الماضي.
لتعديل السيناريو الجديد، تم تمديد العطلة التي كانت تقتصر على أسبوعين حتى
منتصف شهر فبراير ثم مُدّدت مجدداً حتى شهر مارس. حُجز معظم فريق العمل
خلال تلك الفترة، ما أضاف ملايين الدولارات إلى الميزانية الضخمة أصلاً.
اعتبر بلغراد الذي أمضى أسابيع إضافية في موقع التصوير أكثر مما يفعل في
العادة أن الوصول إلى المرحلة النهائية كان أمراً معقداً لأنه استلزم إقامة
توازن بين العناصر الإبداعية ومسار القصة: كوميديا لطيفة تشمل معارك تحصل
بأسلحة إشعاعية ضد مخلوقات فضائية مخيفة، في إشارة إلى رموز البوب مثل ليدي
غاغا وأندي وارهول، بالإضافة إلى زيادة خلفية عاطفية جديدة للقصة.
أوضح بلغراد: «في كل جزء عملتُ فيه ضمن سلسلة Men in Black، كنا نجد صعوبة في الربط بين مختلف عناصر العمل».
سرعان ما زادت صعوبة تلك الجهود بسبب التحول الكوميدي الذي يجب إضافته إلى
القصة بما يناسب روح العصر الراهن. يصدر فيلم Men in Black 3
المصنف لمن هم فوق عمر الثالثة عشرة بسبب احتوائه على بعض الكلمات البذيئة
ومشاهد العنف، بعدما أدت موجة الأفلام الكوميدية المبتذلة والناجحة مثل
The Hangover
وBridesmaids
إلى تغيير مفهوم تجربة الذهاب إلى السينما وجعلها
مختلفة عما كانت عليه في وقت صدور أول فيلمين.
قال المدير التنفيذي السابق في شركة Sony
جيف ساغانسكي (غطت شركته المتخصصة بالاستثمار السينمائي
Hemisphere Media Capital
حوالى 25% من ميزانية الفيلم): «إن إنتاج جزء جديد
بعد 10 سنوات ومحاولة استعادة روحية الفيلم الأصلي الذي يعود إلى 15 سنة هو
مشروع غير مألوف ويتطلب قدرة إبداعية جريئة».
على رغم جميع العوائق التي واجهها هذا العمل، يظن المديرون التنفيذيون في
شركة
Sony
أن الفيلم سيحقق نجاحاً هائلاً. تشير استطلاعات الرأي التي تسبق إصدار
الفيلم إلى وجود اهتمام قوي بفيلمMen in Black 3
من رواد السينما في الولايات المتحدة، لكنه يحصد اهتماماً هائلاً في أوروبا
وفي الأسواق النامية مثل روسيا والبرازيل. اليوم، غالباً ما تتفوق مبيعات
تذاكر السينما الخاصة بأفلام هوليوود الضخمة التي تُعرَض في الخارج بتقنية
ثلاثية الأبعاد على حجم الإيرادات في أميركا الشمالية. ومن المعروف أن سميث
هو أحد أبرز نجوم شباك التذاكر حول العالم.
مع ذلك، تساوي مصاريف الإنتاج والتسويق والتوزيع حول العالم حوالى 375
مليون دولار، لذا يجب أن يحقق فيلم Men in Black 3
نجاحاً ضخماً لحصد الأرباح. لكنّ البقاء خارج دائرة الخطر مسألة معقدة بسبب
مشاركة أسماء كبيرة في العمل، إذ سيحصل كل شخص منهم على حصة من الأرباح بما
في ذلك المنتج التنفيذي ستيفن سبيلبيرغ.
إذا نجح الفيلم، يمكن التفكير بإنتاج جزء رابع
(Men in Black 4).
لكنّ اتخاذ هذا القرار السهل لا يضمن بالضرورة عودة الفيلم إلى
دور السينما من دون مصاعب.
قال المنتج دان لين، المدير التنفيذي السابق في شركةWarner Bros.
، وهو لم يعمل على
Men in Black، لكنه أشرف على مجموعة أفلام بأجزاء عدة مثل Sherlock Holmes: «عند
إنتاج سلسلة أفلام بميزانية ضخمة، يجب إقامة توازن بين رغبات استوديو
الإنتاج والمواهب المشاركة والمؤلفين، مع الحرص على منح المعجبين سبباً
وجيهاً يبرر سرد هذه القصة الجديدة».
أوضح لين: «النجاح في هذه العملية المتشعّبة هو أحد أكبر التحديات في هذه
الصناعة».
إيرادات فيلم MEN IN BLACK
على شباك التذاكر:
Men in Black (عام
1997): 251 مليون دولار أميركياً و339 مليون دولار دولياً.
Men in Black (عام
2002): 190 مليون دولار أميركياً و251 مليون دولار دولياً.
الجريدة الكويتية في
02/06/2012 |