* بينما لا يزال بعضنا يحك رأسه محاولا فهم المقصود بعنوان فيلم «بيرانا 3DD»
على أساس أنه إذا ما كانت الأفلام المجسمة بـ3 أبعاد، فهل يمكن - مثلا -
لهذا الفيلم أن يكون بـ6 أبعاد، أطلقت باراماونت قنبلة مدوية حينما أعلنت
أن فيلمها المقبل «G.I.Joe: Retaliation»
سوف لن يعرض في القريب (كان مقررا له الإطلاق بعد شهر واحد) بل سيتأجل عرضه
نحو 9 أشهر، أي إلى ربيع العام المقبل.
الرابط أن «بيرانا 3DD» (جزء جديد من سلسلة السمكة المتوحشة مع أسنان أكبر من الأفلام
السابقة!) و«جي آي جو: رد بالمثل» بالأبعاد الثلاثة. في الوقت ذاته، ومع
ارتفاع نسبة المعروض من هذه الأفلام بالأسلوب التقني ذاته، فإن السؤال بات
أكثر إلحاحا: هل سينما الأبعاد الثلاثة هي نهاية الطريق بالنسبة للسينما أم
أن التنوع لا يزال ممكنا وسيبقى؟
بالنسبة للفيلم المؤجل، الذي حققه الأميركي من أصل صيني جون م. تشو، ويقوم
ببطولته كل من بروس ويليس وشانينغ تاتوم، فإن التبرير الذي منح لهذه الخطوة
هو أن العمليات التقنية المطلوبة لتحويل هذا الفيلم إلى الأبعاد الثلاثة
ستأخذ وقتا طويلا. لكن هذا السبب ينظر إليه في هوليوود على أساس أنه حجة،
فروزنامة الفيلم تحدد وكل ما يتصل به مبرمج ولا يمكن أن تكون مؤسسة خبيرة
مثل «باراماونت» وجدت نفسها فجأة أمام معضلة أن تقنيات الأبعاد الثلاثة
تأخذ وقتا أطول مما قدر لها أساسا.
طبعا حتى وإن كان هذا جائزا فإن العادة جرت على أن يؤجل الاستوديو (أي
ستوديو أو شركة إنتاج) عرض فيلم ما لأنه غارق في بعض المشكلات، كما هو
الحال في «رجال في الأسود 3» الذي تم تعيين أكثر من موعد لإطلاقه، لكن تم
تغيير هذه المواعيد بناء على مشكلات في السيناريو. وها هو الفيلم أنجز
والمشكلات ما زالت بلا حلول. «رجال في الأسود 3» هو بدوره فيلم ثلاثي
الأبعاد لكن أحدا لم يقل إن سبب التأخير تقني.
ما يعزز احتمال أن تكون مشكلات «جي آي جو: رد بالمثل» عضوية، أي لها علاقة
بالعمل ذاته كتابة أو إخراجا أو ميزانية (وهي مشكلات واجهت فيلم وولتر
سايلس الجديد «على الطريق») هو أن «باراماونت» صرفت ملايين الدولارات على
الدعايات المنتشرة في التلفزيون وفي صالات السينما، كما على الشوارع. إذ
تقود السيارة على منعطفات سانست بوليفارد، تجد أمامك في أكثر من مكان ملصق
الفيلم الذي يتولاه شانينغ تاتوم لاعبا، لجانب بروس ويليس ودواين جونسون،
دور المحارب على جبهتين: الفساد الحكومي ومنظمة باسم «كوبرا».
ثم يعزز هذا الاحتمال أكثر وأكثر حقيقة أن باراماونت من بين أكثر
الاستوديوهات الأميركية نجاحا في اعتماد الأفلام ثلاثية الأبعاد كما بدا
ذلك واضحا في أفلامها السابقة مثل «ترانسفورمرز: دكانة القمر»، «كينغ فو
باندا 2» و«ثور» من بين أخرى.
المرجح أن التأخير تسويقي بالدرجة الأولى، فبعد إخفاق «جون كارتر» و«سفينة
حرب» (وكل منهما بالأبعاد الثلاثة) يحق لها أن تتوخى الحذر.. مما يعيدنا
إلى السؤال: إلى أين يقود مشوار السينما ذات الأبعاد الثلاثة؟
تجد مجلة ذات صلة وطيدة بصانعي القرار السينمائي، من منتجين وموزعين، هي
«ذي هوليوود ريبورتر» أن الهجمة على سينما الأبعاد الثلاثة انتهت، ولو أنها
تؤكد في الوقت ذاته أن هناك الكثير من الأعمال المؤسساتية (أي التابعة
لاستوديوهات هوليوود الكبيرة) والأفلام المستقلة، ما زالت تعتقد أنها
تستطيع تحقيق نجاح أعلى بفيلم ثلاثي الأبعاد مما تستطيع تحقيقه بفيلم عادي.
البعض يتحدث عن أن الإيرادات الناتجة عن تقديم فيلمه بتلك الأبعاد هي ضعف
الإيرادات الناتجة بينما لو كان نفذ الفيلم بالبعدين التقليديين.
لكن الحقيقة أن هذا ليس مؤكدا بدقة. هو بالطبع عامل رئيسي في نجاح عدد كبير
من الأفلام بداية من «أفاتار»، لكنه ليس عاملا دائما أو ثابتا خصوصا إذا ما
نظرنا إلى حقيقة أن التذكرة المباعة لفيلم من نوع «ترانسفورمرز» أو «ثور»
أو «ذي أفنجرز» أو غيرها، هي أعلى بنسبة 30 في المائة من سعر تذكرة فيلم
ببعدين، مما يعني أن الأرقام الكبيرة التي تنتجها تلك الأفلام لا تعود
كاملة إلى الرغبة الشعبية العارمة لمشاهدة الفيلم وهو يتوالى على بعد شبرين
من وجهه، بل بسبب التمييز في سعر التذاكر أساسا.
والأمر الثابت أيضا هو أن الأبعاد الثلاثة لا تعطي ضمانات نجاح. في العام
الماضي هبطت مجمل إيرادات هذه الأفلام بنسبة 56 في المائة عما كانت عليه في
العام الأسبق. كذلك - ومع وجود مثالين للآن هما «جون كارتر» (الذي خسر
ديزني 200 مليون دولار) و«سفينة حرب» (ليونيفرسال الذي كلف نحو 210 ملايين)
فإن الأحلام ليست وردية في هذا المجال والسنوات ضوئية طويلة قبل أن يصبح
البعد الثالث الحل الكامل.
والأبعاد الثلاثة ليست حكرا على الشركات الكبيرة، بل تسعى إليها شركات
إنتاج صغيرة. الفارق أنك ستجد العناصر الإنتاجية الصحيحة متوفرة مع قدرات «يونيفرسال»
و«باراماونت» و«فوكس» أكثر مما تجدها متوفرة عبر قدرات شركة صغيرة مثل «نيو
إيمدج» و«ساميت» و«ميلينيوم».
خلال الوجود في «كان»، لاحظ المتابعون لكل أنحاء المهرجان كثرة الأعمال
المنتجة من قبل الشركات الصغيرة المعتمدة لنظام الأبعاد الثلاثة، وفي مقدمة
الأنواع المعتمدة أفلام الرعب والأكشن فإلى جانب «بيرانا 3DD»
تم عرض مقاطع من «مجزرة تكساس المنشارية» في إعادة جديدة بالأبعاد الثلاثة
و«دراكولا حسب داريو أرجنتي» (إيطالي). وفي سينما الأكشن هناك «الهروب من
الكوكب أرض» (أنيماشن للكبار) و«سن سيتي 2: سيدة يستحق القتل من أجلها».
ومع أن المخرج الفذ مارتن سكورسيزي استخدم الأبعاد الثلاثة لفيلمه الفني «هيوغو»،
كذلك فعل الألمانيان فيم فندرز، وفرنر هيرتزوغ، كل في أحد أعماله، إلا أن
المتابع يلاحظ أن برناردو برتولوتشي كان فكر في المنهج ذاته حين بدأ العمل
على فيلم عودته «أنا وأنت»، لكنه لاحقا استبعد الفكرة ووصفها بأنها تجارية
محضة ومكلفة.
وهو مصيب في الناحيتين بلا ريب، ولو أن الفيلم الفني لا يعيبه أن ينجح
تجاريا. لكن التكلفة هي بالتأكيد عالية تقتنص نحو 40 في المائة من ميزانية
الفيلم لذلك استغنت عنها أفلام جماهيرية الشأن مثل «لعبة المنتهين» وهو
فيلم خيالي علمي بوشر بتصويره قبل أيام مع هاريسون فورد وبن كينغسلي وآسا
بترفيلد. كذلك صرف النظر عنه فيلم رعب بعنوان «جنون» بعدما خطط له أن يأتي
كذلك.
هذا لا يعني أن فنانين ومؤلفين في السينما على قناعة بعدم صواب اختيارهم
للأبعاد الثلاثة. بل إن فيم فندرز الذي حقق فيلمه «بينا» بتلك الوسيلة يبدأ
تصوير فيلمه الجديد «كل شيء سيكون على ما يرام» بالأبعاد الثلاثة.
بذلك، المعركة ما زالت دائرة بين الطرفين. سينما ضد سينما. وعلى الرغم من
انخفاض في إيرادات الفيلم الثلاثي، فإن هذه المعركة لم تنته بعد، وفشل
النظام - إذا ما حدث - سوف لن يكون قريبا.
جولة في سينما العالم
فيلم هاني أبو أسعد على الأبواب
* كما هو متوقع جرف «رجال في الأسود 3» أمامه الأفلام الصغيرة والكبيرة
واحتل المركز الأول في عواصم عدة. وبعث ذلك طمأنينة في أوصال الشركتين
المنتجتين «آمبلين» (لصاحبها ستيفن سبيلبرغ) و«كولومبيا» (التي بيعت منذ
عقدين أو أكثر إلى «صوني»). وهو الأول هذا الأسبوع في عدد من العواصم
العربية والأوروبية. رغم ذلك السؤال الذي يحيط بالفيلم ليس كيف يمكن لفيلم
ركيك أن يحتل المركز الأول، فقد سبقه إلى ذلك عشرات الأفلام، بل عما إذا
كان سيستطيع تسجيل أرباح تبرره. حسب المبتسر من المعلومات المتوفرة حوله
فإن تكلفة هذا الفيلم وصلت إلى 375 مليون دولار، مما يعني أنه بحاجة إلى
750 مليون دولار على الأقل ليبدأ تسجيل أرباحه.
* مهما كان من أمر هذا الفيلم، فإنه سيلتقي، من حيث التوقيت مع فيلم حركة (أكشن)
صغير لم تزد تكلفته عن يوم عمل واحد من أيام «رجال في الأسود 3» إذ بلغت 15
مليون و500 ألف دولار. الفيلم خاص لأنه جديد مخرج فلسطيني يبذل ما في وسعه
لإثبات أولويته وحقه في السوق. إنه هاني أبو أسعد والفيلم بعنوان «الحمال».
هاني إذا ما كان غاب عن أذهان البعض هو المخرج الذي أنجز «الجنة الآن» سنة
2007 فنال عنه 3 جوائز برلينية، ثم جائزة أفضل سيناريو من «جوائز الفيلم
الأوروبي»، ثم خطف جائزة أفضل فيلم أجنبي من جمعية مراسلي هوليوود الأجانب
التي تسمى الـ«غولدن غلوب». وكاد ينال «أوسكار أفضل فيلم أجنبي» لولا أن
الجائزة انتهت إلى يدي فيلم جنوب أفريقي بعنوان «تسوتسي». على ذلك استحسنه
نقاد الولايات المتحدة المجتمعين تحت مظلة «المجلس الوطني للنقد» فمنحوه
جائزة أفضل فيلم أجنبي.
* كان فيلما جيدا بلا نزاع حول الدوافع التي تسوق الفلسطينيين لعمليات
استشهادية من دون أن يصور الإسرائيلي كاريكاتيريا أو ببغضاء. وفقط من باب
الملاحظة، هو نال ما ناله من جوائز عالمية (14 جائزة)، بينما كان هناك
مخرجون عرب يرمونه بالشتائم معتبرين نجاحه دلالة على أنه انصاع «لشروط
الغرب»، ويعترفون، في الوقت نفسه، بأنهم لم يشاهدوا الفيلم لكنهم «واثقون»
من ذلك. باطن كلامهم أنه لا يمكن لمخرج عربي أن يكون موهوبا، بل لكي يصل لا
بد أنه «باع نفسه» للغرب.
* هاني أبو أسعد اليوم يعود في فيلم أميركي بالكامل من بطولة ميكي رورك
وجيفري دين مورغن وليلي تايلور من بين آخرين. وأنا واثق من أنه لو كان
الاختيار ممكنا لصنع فيلما فلسطينيا آخر عوض تحقيق فيلم حركة (أكشن)
أميركي، وذلك لأنني أعرف منه أنه قاوم ذلك لـ7 سنوات فاصلة بين فيلميه. قال
لي في مقهى في لوس أنجليس في الوقت الذي كان «الجنة الآن» لا يزال يحلق بين
الجوائز: «تسلمت 3 عروض أميركية (وذكر المصادر) لكني متردد، إذ هي أفلام
تشويق متشابهة». ربما كان «الحمال» (الذي يتحدث عن حامل رسائل عليه إيصال
طرد غامض) واحدا منها أو ربما لا. لكن المرء لا يسعه سوى تمني النجاح له
ومواصلة العمل في أفلام أميركية أو في سواها.
* أخيرا، إعلانان لافتان صدرا من هوليوود في يوم واحد: الفيلم المقبل لتوم
كروز تم تغيير عنوانه من «طلقة واحدة» إلى «جاك ريتشر» على اسم الشخصية
التي يؤديها توم كروز في هذا «الأكشن» (هل هو عنوان أفضل فعلا؟). الثاني،
أن الفيلم الفائز بسعفة «كان» الذهبية قبل أسبوع أو نحوه، وهو «حب» لميشال
هينكه، سيتم إطلاقه في كندا والولايات المتحدة في التاسع عشر من ديسمبر
(كانون الأول) المقبل. يبدو أنه سيكون مرشحا قويا لـ«أوسكار أفضل فيلم
أجنبي» أيضا.
فيلم الأسبوع الصياد صار الطريدة «الصيد» (The Hunt)
إخراج: توماس فنتربيرغ أدوار أولى: مادس ميكلسن، توماس بو لارسن النوع:
دراما اجتماعية تقييم الناقد: (3*) (من خمسة) هناك أفلام تشبه الملاكمات في
الحلبة. تنتظر الضربة القاضية فتنجز عليها. بالنسبة لهواة تلك الرياضة
المفعمة بالعنف فإن اللاعب الذي يعجب الغالبية قد يؤدي الدور المناط به على
أفضل ما يكون، لكن غريمه يوجه إليه ضربة توقعه أرضا أو تفقده الوعي. المشهد
الأخير من فيلم توماس فنتربيرغ (كذلك اللقطة الأخيرة من المشهد الأخير من
فيلم ديفيد كروننبيرغ «كوزموبوليس») هو من هذا النوع. كل ما سبق يشي بقدر
كبير من القدرة على توجيه الأحداث على نحو هادف، ثم تأتي النهاية فتبعثر
ذلك الجهد أو كثيرا منه.
«الصيد» هو دراما اجتماعية من المخرج الدنماركي توماس فنتربيرغ الذي تعامل
سابقا مع نواح اجتماعية كثيرة وبنبرة فنية لا تخلو من الحدة أيضا، كما هو
الحال هنا. لوكاس (مادس ميكلسن) أستاذ في مدرسة حضانة في بلدة دنماركية
صغيرة. محبوب من الصغار وصديق لعدد كبير من الراشدين يلتقون ويشربون
ويسهرون وعلى علاقة بأستاذة غير دنماركية بعد إعجاب سريع بينهما. ابنة أحد
أقرب الأصدقاء إليه، واسمها كلارا (أنيكا ودركوب) هي طفلة لم تتجاوز
السادسة أو نحوها، تلاعبه في المدرسة ثم تطبع على شفتيه قبلة صغيرة. يخبرها
أنها لا تستطيع أن تفعل ذلك إلا مع والديها. ويعتبر أن ذلك فعل انتهى، لكن
الفتاة التي شعرت بأنها غير محبوبة، تكذب وتخبر المديرة بأن لوكاس تحرش بها
جنسيا. المديرة تسارع لتبني الكذبة وتنشرها بين أولياء الأولاد فإذا
بمستقبل مادس المهني ينهار وعمله يتوقف ولا تنفع الحقيقة وقد علت فوقها
الشائعة واستعداد الغالبية لتصديقها وتكذيبه.
الفيلم يدخل برسالته هذه تحت الجلد. أي أستاذ (وربما أي شخص منا) قد يجد
نفسه متهما بما لا ذنب له فيه. قد تكون تهمة اختلاس أو تهمة تجسس أو تهمة
جنسية بينما هو بريء منها. فنتربيرغ يستخدم هذه التفعيلة ويزيد عليها حسن
وضعها في البيئة الاجتماعية الحاضرة دوما. يؤم الموضوع من أطرافه وليس على
نحو من يريد قتله بحثا، لكن ما يؤمه كاف لإيصال الرسالة. وهو واضح: بطله لم
يفعل ما تدعيه الفتاة والحقيقة تأتي في النهاية والجميع يراجع نفسه ويعتذر
بطريقة أو بأخرى.
لكن المشهد الأخير يتصرف بعيدا عن ذلك: ها هو لوكاس، الذي يحب صيد الغزلان،
منطلق في البرية مع مجموعة من أهل البلدة بينهم ابنه الشاب. يعاين وقد
انفرد بنفسه غزالا، لكن فجأة يرميه أحدهم برصاصة تمر قريبا منه. الغاية قد
تكون إدراكه بأن هناك من لم يصدق براءته، لكن القراءة الجائزة أيضا هي أنه
إذا ما كان هناك أحد لا يزال مقتنعا بأنه غير بريء فلربما هو غير بريء
فعلا، مما يقضي على الرسالة التي أمضى الفيلم ساعتيه يبثها بإخلاص.
مادس ميكلسن نال جائزة كان عن دوره في هذا الفيلم وهو يستحقه. ليس دائما ما
نراه في شخصية إيجابية، إذ تستعين به هوليوود لأدوار شريرة. لكنه يكشف هنا
عن عمق وموهبة لا جدال فيهما.
شباك التذاكر
أنجز «رجال في الأسود» ما كان منتظرا منه إنجازه فهبط على المركز الأول
بينما تراجع «ذي أفنجرز» إلى المركز الثاني مسلحا بأكثر من 500 مليون دولار
من السوق المحلية وحدها ومخترقا سقف البليون دولار حول العالم. فيلم الرعب
الجديد «مفكرة تشرنوبل» لم تكن لديه أي فرصة لتحقيق النجاح وانتهى خامسا.
1 (-)
Men in Black III: $54,788,017 (2*) 2 (1) The Avengers: $36,986,440 (3*)
3 (2) Battleship: $10,754,310 (2*) 4 (3) The Dictator: $9,202,233 (1*) 5
(-) Chernobyl Diaries: $8,222,711 (1*) 6 (4) Dark Shadows: $7,515,600،
(2*) 7 (5) What to Expect When You›re
Expecting: $7,150,248 (2*) 8 (6) The Best Exotic Marigold Hotel:
$6,044,208 (2*) 9 (7) The Hunger Games: $2,808,362 (3*) 10 (8) Think
Like A Man: $1,406,186 (2*)
سنوات السينما
* 1923: 4 لباستر كيتون تضيء سماءه هي 4 أفلام مثلها وعرضها باستر كيتون في
عام 1923 اثنان منها قصيران هما «The Baloonatic»
و«The
Love Nest»، وروائيان طويلان هما «Three
Ages» (الذي أخرجه أيضا) و«Our
Hospitality» الأخير هو أشهر هذه المجموعة وأسهم في إخراجه مع جاك بلايستون، لكن
لا يوجد بين أفلامه الأخرى ما يمكن وصفه بالركاكة، لا بالنسبة لأدائه ولا
بالنسبة لمستوى الفيلم ككل. «ضيافتنا» في المظهر وستيرن، لكنه مأخوذ عن
واقعة: عائلتان تعيشان في أطراف الجنوب الأميركي تقاتلتا حتى كادت كل عائلة
تصفي الأخرى على مدى سنوات طويلة. في الفيلم يجمع باستر كيتون ما بين
الخلفية الحقيقية هذه، وقصة حب تبدأ حين يلتقي كيتون، الذي هو ابن إحدى
العائلتين، بإبنة العائلة الثانية من دون أن يدري حكاية الخلاف بين
العائلتين ويقع في حبها.
بالنسبة لغالبية المؤرخين، هذا الفيلم كان النبوغ الحقيقي الأول لكيتون،
لكن عند هذا الناقد هو التطور الأول، إذ إن نبوغه كان سبقه في الأفلام
القصيرة. يكفي الفيلم مشهد البداية حين يبدو كيتون كما لو كان يركب حمارا.
بعد قليل نكتشف أن الحمار أصغر من يركبه كيتون من دون أن تصل قدماه إلى
الأرض (الصورة).
الشرق الأوسط في
01/06/2012
يشهد عرض سبعة أفلام فقط!
موسم سينمائي صيفي هزيل يغيب عنه كبار النجوم
القاهرة - أحمد الجندي
في ظل حالة الغموض والارتباك التي تعيشها السينما المصرية منذ قيام ثورة
يناير وحتى اليوم وما صاحبها من خسائر مالية فادحة لشركات الانتاج وبالتالي
تراجع شديد في كم الأفلام المنتجة، في ظل هذا التدهور المستمر من العام
الماضي وحتى الآن بات من المؤكد أن يأتي الموسم السينمائي الصيفي هذا العام
هزيلاً وضعيفاً من خلال مؤشرات عديدة بدأت بالفعل تظهر بوضوح، وأهم هذه
المؤشرات غياب أفلام كبار النجوم، وتأجيل شركات الانتاج لعرض أفلامها
المهمة الى موسم عيد الفطر المقبل في تغير حاد وغريب، حيث كان الموسم
الصيفي هو الموسم الأول والرئيسي الذي تتصارع فيه شركات الانتاج لعرض
أفلامها من أجل الحصول على أكبر قدر من الايرادات والأرباح وهو ما كان يسمى
بـ «كعكة الصيف» وبدلاً من ذلك تحول الاهتمام من جانب شركات الانتاج الى
مواسم الأعياد و«الفطر والأضحى» التي كانت تأتي في المرتبة الثانية بعد
الموسم الصيفي.
ولا شك أن الاضطرابات السياسية التي تشهدها مصر حالياً كان لها دور وعامل
مؤثر في فقدان الموسم الصيفي السينمائي لأهميته، أيضاً قصر المدة الزمنية
للموسم، حيث سيأتي شهر رمضان المبارك في منتصفه تقريباً وكلها عوامل تخيف
شركات الانتاج وتجعلها تبتعد عن المغامرة بعرض أفلامها الكبيرة ذات
الميزانيات العالية وذلك خوفاً من عدم تحقيق الايرادات المتوقعة والمأمولة
وبالتالي الخسائر التي ستضاف الى خسائرهم خلال العام الماضي وهو ما يخشاه
الجميع في حقل السينما المصرية.
بدأ هذا الموسم مبكراً عن المعتاد، حيث كان دائماً ما يبدأ في منتصف شهر
مايو لكن هذا العام كانت البداية في نهايات شهر مارس الذي شهد انطلاق عدد
من الأفلام دفعها منتجوها في محاولة لتنشيط دور العرض واعتبرها السينمائيون
تمهيداً لانطلاق الموسم، وأول هذه الأفلام التي نزلت الى دور العرض كان
فيلم «على واحدة ونص» بطولة سما المصري وهو من الأفلام التجارية القليلة
التكلفة والقليلة المستوى الفني أيضاً ومنذ بداية عرضه في 20 مارس لم يحقق
الفيلم الايرادات المتوقعة وتراوحت ايراداته ما بين «8 و10» آلاف جنيه في
اليوم الواحد وهو رقم هزيل للغاية ربما يتناسب مع هزلية الفيلم واسمه
وأيضاً أبطاله غير المشهورين.
أما الفنان الكوميدي أحمد عيد ففضل هو الآخر أن يكون فيلمه الجديد «حظ
سعيد» هو أول الأفلام التي تفتح الموسم وعرض في الأسبوع الأخير من مارس،
وأفلام أحمد عيد رغم تكلفتها الانتاجية المتوسطة الا أنها تعد أفلاماً
كوميدية أفضل مستوى من أفلام أخرى عديدة يقدمها نجوم كوميديا كبار ودائماً
ما يكون هناك اطار سياسي يحرص عليه أحمد عيد في أفلامه وهذا ما يجعلها تحقق
القبول الجماهيري وهو ما يضمن له الاستمرار والاستقرار على الساحة
السينمائية كبطل ونجم سينمائي يتمركز في المنطقة المتوسطة فلا يخشى من
اهتزاز السوق أو تراجع الشعبية والجماهيرية، وتدور أحداث فيلم «حظ سعيد»
الذي تشارك في بطولته المطربة مي كساب عن أحداث ثورة يناير ويحكي قصة الشاب
«سعيد» الذي ينتمي الى طبقة تحت المتوسطة ويعيش قصة حب مع «سماح» التي
تنتمي الى نفس طبقته ويظل يحلم باليوم الذي يتسلم فيه الشقة التي سيتزوج
فيها من حبيبته وعندما يأتي هذا اليوم تندلع ثورة يناير ويجد نفسه مشاركاً
بها ويمر بالعديد من المواقف والمشكلات مما يجعله ينضم للمعتصمين في ميدان
التحرير وينسى أمر شقته وزواجه.
وشهد يوم 28 مارس عرض فيلم «رد فعل» الذي يشارك في بطولته محمود عبدالمغني
وعمرو يوسف وحورية فرغلي ويخرجه حسان الجوهري والفيلم تدور أحداثه في اطار
تشويقي حول جريمة قتل غامضة تحوم شبهات عديدة حول مرتكبيها وقد انتهى تصوير
الفيلم منذ عام وتأجل عرضه أكثر من مرة الى أن قررت جهة انتاجه أن يكون ضمن
الأفلام التي تفتتح الموسم الصيفي هذا العام.
ورغم بداية الموسم بعروض هذه الأفلام التي أشرنا اليها الا أن السينمائيين
يرون أن البداية الحقيقية للموسم ستكون خلال شهر ابريل الذي سيشهد عروض
مجموعة أخرى من الأفلام ربما تكون الأكثر أهمية سواء من ناحية التكلفة
الانتاجية أو موضوعاتها الجادة وأول هذه الأفلام «حلم عزيز» والذي يبدأ
عرضه يوم 11 ابريل وهو من بطولة أحمد عز وشريف منير وتقرر عرضه في 50 دار
عرض والفيلم من تأليف نادر صلاح الدين واخراج عمرو عرفة وتدور أحداثة في
كواليس عالم رجال الأعمال ويقدم نموذجاً لرجل أعمال يدعى «عزيز» يستخدم كل
الطرق الملتوية لتحقيق أحلامه، ويعرض أيضاً خلال الشهر نفسه فيلم «ساعة
ونصف» من اخراج وائل احسان وقصة الفيلم مستوحاة من حادث قطار الصعيد الشهير
الذي احترق بركابه من سنوات قليلة مضت، وتدور الأحداث خلال ساعة ونصف هي
مدة الرحلة التي يعيشها أبطاله في القطار، والفيلم بطولة اياد نصار وسمية
الخشاب وفتحي عبدالوهاب وكريمة مختار.
ولن يكون هذا هو الفيلم الوحيد لاياد نصار فهناك فيلم آخر سيشاهده جمهور
السينما خلال هذا الموسم الصيفي لهذا الفنان الأردني الذي حقق نجاحاً
كبيراً على الساحة الفنية في مصر وهو فيلم «مصور قتيل» من تأليف عمرو سلامة
واخراج كريم العدل ولم يتحدد بعد اذا كان الفيلم سيعرض خلال شهر ابريل أو
مايو، أما فيلم «مؤنث سالم» لرامز جلال فقد تحدد شهر مايو بداية لعرضه
والمعروف أن الفيلم انتهى تصويره منذ فترة طويلة وتأجل عرضه أكثر من مرة
بسبب حالة الارتباك التي شهدتها الساحة السينمائية خلال الفترة الماضية.
هذه كانت قائمة الأفلام التي تأكد عرضها بالفعل خلال الموسم الصيفي الحالي
وهي لا تزيد عن 7 أفلام فقط وهو رقم هزيل للغاية مقارنة بمواسم الصيف
السابقة التي كانت تشهد عروض لما يزيد عن ثلاثة أضعاف هذا الرقم، وأيضاً
غياب أفلام كبار النجوم فحتى كتابة هذه السطور لم يتحدد بشكل قاطع اذا كان
الموسم سيشهد عرض فيلمي أحمد السقا «المصلحة» و«بابا» أم سيعرض واحد منهما
ويتم تأجيل الثاني أم سيتم تأجيل عرض الفيلمين.
وفي نفس سياق التأجيل قررت بعض شركات الانتاج الخروج بأفلامها من موسم
الصيف وتأجيل عرضها الى موسم عيد الفطر المقبل، حيث قرر المنتج وليد صبري
طرح فيلم «تيتة رهيبة» بطولة محمد هنيدي في العيد بدلاً من الصيف وهو ما
تكرر أيضاً مع فيلم يسرا ومي عز الدين «جيم أوفر»، حيث فضل منتجه محمد
السبكي تأجيل عرضه الى عيد الفطر، وكما نرى يخلو موسم الصيف من نجومه
المعتادين أمثال السقا وهنيدي وأحمد حلمي ومحمد سعد ويسرا وأحمد مكي وهاني
رمزي وكريم عبدالعزيز، وافلام هؤلاء تعد بالطبع من الأفلام المهمة التي
ينتظرها جمهور السينما لأن كل هؤلاء أو غالبيتهم ما زالوا من نجوم الشباك
وأفلامهم مهما اختلفنا أو اتفقنا على مستواها الفني تظل الأفلام الأكثر
أهمية حتى على مستوى ميزانياتها الانتاجية العالية.
أيضاً يغيب عن الموسم الأفلام التي تحسب لمخرجيها بصرف النظر عن أسماء
أبطالها مثل أفلام خالد يوسف ويسري نصر الله، فالأول ليس لديه فيلم جاهز
ويحضر لفيلمه الجديد «أولاد حارتنا» عن رواية نجيب محفوظ الشهيرة، والثاني
فضل تأجيل عرض فيلمه الجديد عن ثورة يناير الى أجل غير مسمى بعد أن قرر
المشاركة في «مهرجان كان» السينمائي المقبل، والفيلم تغير اسمه أكثر من مرة
ولا نعرف الاسم النهائي الذي سيستقر عليه يسري نصر الله، ولكل هذه الغيابات
بات متوقعاً أن يأتي الموسم السينمائي الصيفي في مصر باهتاً وهزيلاً وربما
لن يقدم الجديد الذي ينقذ السينما المصرية من ارتباكها وتخبطها.
النهار الكويتية في
01/06/2012
نجوم شباب يحافظون على دوران عجلة تصوير الأفلام في مصر
مجدي الشاذلي من القاهرة
يبدو أن المنتج محمد حسن رمزي، كان محقا حين قال وهو يستعد لعرض فيلمه
"بنات العم" في موسم منتصف العام: "لا شيء أمامنا سوى العمل" مشيرا إلى أن
كل المنتجين لا بد وأن يزيدوا من إنتاج أفلامهم حتى تخرج مصر وتمر بسلام من
أزمتها الراهنة.
ورغم الظروف الأمنية والسياسية، بدأ عدد من شباب السينما المصرية، أخذ زمام
المبادرة في تصوير أعمال سينمائية جديدة، سيكون لها دورا كبيرا في الحفاظ
على دوران عجلة الإنتاج السينمائي في مصر خلال الشهور المقبلة.
وفي هذا الإطار، تبدأ الفنانة الشابة إنجى عبد الله، وهي ملكة جمال مصر
سابقا، خلال أيام، تصوير دورها فى فيلم "خالد سعيد"، وذلك بنفس المنطقة
التي كان يسكنها بمحافظة الإسكندرية.
ويعتقد كثيرون في مصر أن خالد سعيد، كان هو الشرارة الولى التي ادت لاندلاع
ثورة 25 يناير الشعبية، بعد تعرضه للتعذيب حتى الموت على أيدي عناصر من
الشرطة المصرية.
الفيلم من تأليف طارق البدوي، ومن إخراج أسامة رءوف، ومن إنتاج شركة فلاش
للإنتاج السينمائى.
وبعد أيام من بدء عرض فيلمه الجديد "حصل خير" من إخراج إسماعيل فاروق،
يستعد الفنان الشاب محمد رمضان، لتصوير فيلم جديد بعنوان "فيس بوك"، من
تأليف وإخراج محمد درة، وهو عمل يناقش فى إطار كوميدى فكرة إدمان الشباب
لمواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة الفيس بوك.
ويجسد "رمضان" من خلال هذا الفيلم، شخصية مواطن بسيط يعشق التكنولوجيا، وعن
طريق الصدفة يحصل على جائزة نوبل.
ولرمضان فيلم آخر يعد أولى بطولاته السينمائية المطلقة، لكنه مازال في
العلب، وهو "الألمانى"، من تأليف وإخراج علاء الشريف، والذي يدور في عالم
البلطجية.
وبعد فترة غياب عن السينما، تعود الفنانة ياسمين عبد العزيز، بفيلمها
الجديد "حظاظا بظاظا"، من تأليف خالد جلال، الذي تبدأ تصويره الأسبوع
المقبل ببلاتوهات مدينة الإنتاج الإعلامي بالقاهرة.
وتقول ياسمين أن فيلم "حظاظا بظاظا"، يدور في إطار كوميدي، ضمن سلسة
أفلامها الموجهة للأطفال، إذ سيشارك فى بطولته أربعة أطفال، وهو اللون
أجادت ياسمين في أدائه خلال الفترة الأخيرة، وخاصة في "الدادة دودي"،
و"الثلاثة يشتغلونها".
فارييتي العربية في
01/06/2012
السينما والفن بين سندان القهر ومطرقة المتأسلمين
حنان شومان
ليس هناك كائن ما كان، سواء أكان قديما أم حديثا، يستطيع أن ينكر قيمة الفن
بكل صوره، وحسب مقومات عصره. فالشعر فى زمن الجاهلية كان وسيلة سيادة على
العرب، فالأكثر والأجزل شعراً هو صاحب الصولات والجولات، ومثله الغناء
والموسيقى وغيرهما من الفنون، كل فى عصره. أما فى عصرنا الحديث، فمن المؤكد
أن السينما هى الفن الأكثر شعبية، والأكثر تأثيرا، ولحقها التليفزيون
كوسيلة لمشاهدة السينما، وغيرها من الفنون الأخرى.
ومن العبث- ونحن الآن فى عصر الفيمتو ثانية- أن نناقش أهمية القوى الناعمة
فى حياة الشعوب، خاصة أن جميعنا يعرف أن أمريكا، القوة العظمى، قبل أن تنشر
قواعدها وجيوشها فى العالم قد نشرت سينما هوليوود وحكاياتها، فاحتلت قلوبنا
وعقولنا وأفيشات الشوارع، وصارت صور نجومها تحتل حوائط غرف المراهقين فى كل
العالم، شرقه وغربه، ولم تقف اللغة عائقاً أمام هذا التواصل، حتى لمن
يجهلونها. وعرفت أمم أخرى قيمة السينما، مثل الهند التى حققت من خلال أفلام
بوليوود منافساً شرساً يطيّر عقل أمريكا من قبل أن تطيرها القنبلة النووية.
ولا يستطيع متابع إنكار الحرب الدائرة بين دول أوروبا، كفرنسا وإنجلترا
وغيرهما، مع السينما الأمريكية، ومحاولة تصدر مشهد القوة الناعمة، بنفس قوة
الصراع على تصدر المشهد السياسى والحربى فى العالم.
وليس أدل من مشهد الاحتفاء الرسمى والشعبى فى فرنسا وإيران على اختلافهما
بالفوز بجائزة الأوسكار هذا العام لأفضل فيلم لفرنسا عن فيلم «الفنان»،
وجائزة أفضل فيلم أجنبى لإيران عن فيلم «انفصال»، ففرنسا الليبرالية
العلمانية شعباً وحكومة تحتفى بالفوز السينمائى على أمريكا فى عقر دارها،
وهو نفس ما تفعله إيران الإسلامية العقائدية التى يحكمها الملالى، والتى
اعتبرت فوزها بهذه الجائزة فوزا على الصهيونية وإسرائيل التى كانت تنافسها
على جائزة أفضل فيلم أجنبى.
وبينما يبدو العالم فى هذا المشهد التنافسى على احتلال العقول والقلوب، نجد
أنفسنا كعرب فى حال آخر غير الحال.
ففى مشهد عبثى متناقض فى دول عربية تحررت أخيراً من قبضة الطغاة، نجد دعوات
بتحريم السينما خاصة، والفنون عامة، بل وصل بالبعض فى مصر أن أفتى حتى
بحرمة لعب كرة القدم، وطالب بحرق كتب نجيب محفوظ، لأنها على حسب زعمه تروج
للدعارة!
تناقض لا أستطيع، ولا أريد أن أتفهمه، فكيف بدول مثل مصر وتونس بكل
تاريخهما المتفتح الحاضن للفنون، الرائد فى الثورة على المقبول من آخرين،
أن تخرج منهما دعوات تحرّم الإبداع بكل أشكاله؟! وكما خرج من مصر من يقول
على أدب محفوظ، صاحب نوبل، إنه أدب داعر، خرج من تونس وزير يرفض أن تشارك
فى مهرجان قرطاج العريق أصوات عربية جميلة وقيمة، مثل شيرين المصرية، أو
أصوات خفيفة مرحة مثل نانسى عجرم اللبنانية.
كنت وغيرى من المراقبين للمشهد المجتمعى والسياسى أتفهم ما كان يحدث قبل
الثورة أحياناً، من انطلاق لدعوات شاذة لتحريم كتاب ما أو مسرحية، أو تكفير
هنا وهناك، كنوع من شذوذ الفكر النابع من القهر السياسى والأمنى الذى يتعرض
له المتأسلمون، فبدت فتاواهم وتصريحاتهم كأنها صرخات تحاول أن تقول نحن
هنا.. هكذا كنت أفهم جزئياً الأمر، إضافة بالتأكيد لتراكم من التطرف الذى
مسك بأوصال العالم، ولم يسلم منه الإسلام بسماحته.
والآن أعترف أننى كنت مخطئة فى هذا التحليل والتفهم، لأنه لا شىء فى المشهد
السائد التالى للثورة يحمل قهراً أو عنفاً تجاه المتأسلمين، بل على العكس
لقد صاروا أقرب للحكم الكامل لبلاد الثورات، فما عاد القهر ولا الخوف
يشفعان لهم شذوذ الفكر.
ومن العجب أن المشهد المصرى العام الملتبس، والذى يبدو منفلتناً سياسياً
على عكس ما كان، يقابله مشهد فنى وثقافى أكثر التباساً وتعرضاً للقهر من
جانب المتأسلمين، وكأنهم يُفرغون شحنة غضب تجاهه، غير مدركين أن قيمة الأمم
تقاس بفنونها قبل سياساتها، وبفنانيها قبل ساساتها، فكلنا يعرف ويحفظ أسماء
نجوم فى الغناء والسينما والأدب وتاريخهم، ولكننا قلما نذكر الحكام فى
زمنهم.
ورغم إعلان جماعة الإخوان المسلمين عن قرارها بإنشاء شركة للإنتاج الفنى،
فإننى على يقين من أنه سيكون فنا موجها، يتساوى مع كل الفنون التى كانت
توجهها أنظمة للترويج لنفسها، فلم يبق منها فى ذاكرة الناس شىء، فهل يذكر
المصريون أو أى عربى أغنية قيلت فى احتفالات رئاسية فى بغداد لصدام حسين،
أو فى تونس لبن على، أو فى مصر لمبارك؟!
الفن لا ينمو ويزدهر إلا بالحرية، حتى وإن حاد البعض بحريته عن المألوف،
ولكننا خرجنا من قهر سلطة سياسية كانت تلوح لنا بسوط الأمن، إلى قهر سلطة
تلوح لنا بسوط الحلال والحرام والجنة والنار.. فماذا نحن فاعلون؟
اليوم السابع المصرية في
01/06/2012
لاتزال تحت الرعاية الطبية الدقيقة
شادية تتعافي وتعـــود لنشاطها تدريجيا
أكدت كل نتائج التحاليل الطبية حتي امس الجمعة إجتياز الفنانة الكبيرة
المعتزلة شادية لأزمتها الصحية الحرجة عقب اصابتها بالالتهاب الرئوي الحاد
نتيجة لنزلة برد شديدة أثرت علي جهازها التنفسي وهو الأمر الذي أدي إلي
نقلها إلي مستشفي »الصفا« ودخولها غرفة العناية المركزة.
قبل انتقالها الي جناح خاص بنفس المستشفي مساء اول امس الخميس
.
وعلي الرغم من التقدم الكبير في صحة شادية
81«
عاما الا أن فريق الاطباء المعالج لها يري عدم التعجل في عودتها إلي منزلها
بالجيزة حتي تسترد عافيتها تماما خاصة وهي تتعافي بشكل مطمئن انعكس علي
عودتها لممارسة نشاطها تدريجيا حيث تحرص علي المواظبة علي الصلاة في
مواعيدها من فوق فراشها مع إتباع نظام غذائي خاص يتفق مع حالتها الصحية.
وحتي الآن لم يتحدد موعد مغادرة شادية لمستشفي »الصفا«
ولا تزال الزيارة ممنوعة عنها ويكتفي اصدقاؤها من الفنانين بالاطمئنان
عليها تليفونيا حيث لم يتمكن أحد من زيارتها سوي النجمتين يسرا وشهيره التي
أمضت معها فترة من الوقت باعتبارها من أقرب صديقاتها وهما علي إتصال دائم
منذ إعتزالهما العمل الفني.
ومن ناحية أخري تقوم أسرة الفنانة الكبيرة شادية بناء علي طلبها بتسجيل
أسماء كل من يأتي لزيارتها أو يتصل بها هاتفيا للاطمئنان عليها
مع تجميع كل الكروت التي تم إرسالها بصحبة باقات الزهور التي ملأت طرقات
مستشفي »الصفا« حتي تتمكن من شكر أصحابها عقب استردادها لحالتها الصحية
الطبيعية.
وتشهد الساعات القليلة المقبلة القرار النهائي بالنسبة لعودتها إلي منزلها
أو قضاء عدة أيام كفترة نقاهة داخل الجناح الخاص الذي أعدته إدارة المستشفي
لتقيم به قبل أن تعود لممارسة نشاطها بشكل كامل .
أخبار اليوم المصرية في
01/06/2012
حكايات أبوسمرة!
سمير صبرى يكتب:
الإخــــوة الأعــــداء
وصلت الي شارع المعهد السويسري بالزمالك في طريقي لتسجيل لقاء في برنامجي
»هذا المساء« مع عملاق ومؤسس صوت العرب الاعلامي الكبير احمد سعيد الذي
كان لكلماته عبر الاذاعة التي ولدت علي يديه دوي كبير في جميع انحاء العالم
العربي من المحيط الي الخليج من خلال صواريخه المواجهة ضد الاستعمار وضد
الكيان الصهيوني بل ان احد برامجه »اكاذيب تكشفها الحقائق«
كان يهز وجدان المستمع في مصر والعالم العربي واصبح صوت احمد
سعيد هو لسان حال المواطن العربي في كفاحه من اجل الاستقلال والتحرر!!.
واستقبلني الاعلامي الكبير وجلست امامه في الشرفة التي تطل علي النيل نشرب
معا شاي اخضر بالنعنان وبدون سكر ثم دارت الكاميرا.
<
سألته: بيوحشك الميكروفون؟
-
قال:
تصدق اكثر من أولادي!!
<
قلت: مافكرتش ترجعله؟
-
قال:
كل وقت وكل زمن له ناسه ياسمير!!
<
قلت: بس التاريخ ملوش زمن وحضرتك تاريخ ومدرسة وأسلوب..
وجزء من تاريخ الاذاعة المصرية.
ومن خلال مدرسة »صوت العرب« تخرج عدد كبير من الاعلاميين النجوم تعلق بهم
المستمع من خلال اصواتهم وبرامجهم المميزة: سعد زغلول نصار ومحمد عروق في
البرامج السياسية.
وجدي الحكيم بأسلوبه البسيط وصوته المريح وخبطاته الرائعة من خلال تسجيلاته
مع كل الكبار في الفن والادب..
الزملكاوي قوي كامل البيطار والمبدع امين بسيوني والحصان
الجامح عبدالله قاسم وشريكه في الابداع الاذاعي جمال السنهوري اكيد حضرتك
فخور بهؤلاء النجوم اللي اتربوا معاك في صوت العرب؟
-
وحشوني كلهم..
ووحشني اكثر اللحن المميز لـ»ليالي الشرق«
و»تاكسي السهرة« و»أمجاد يا عرب«.
<
فيه حد من أبناء صوت العرب بيزورك؟
-
بعد فترة صمت:
الدنيا مشاغل يا سمير.
المهم أنهم بخير!
وقدم لي الاستاذ احمد سعيد مزيدا من الشاي الاخضر وأخذنا نتذكر معا ما قدمه
صوت العرب للمستمع في العالم العربي والحفلات الجميلة التي كانت تقام في
عدد من العواصم العربية لصالح حركات التحرير أو إغاثة منكوبي زلزال أغادير
في المغرب مثلا أو دور صوت العرب الكبير في مساندة استقلال الجزائر ودعم
جميع حركات التحرير في الشرق الاوسط وأفريقيا ايضا!.
وكانت هذه الحفلات هي النافذة التي يطل منها اي فنان في العالم العربي يحلم
بالانتشار في القاهرة.. هوليوود الشرق.. ومن خلال حفلات صوت العرب تعرفنا
علي معظم الاصوات العربية الوافدة.. عبدالوهاب الدوكالي- سميرة سعيد -
طلال المداح- محمد عبده- لطيفة- لطفي بوشناق- عليا- نجاح سلام-
محمد سلمان-
عزيزة جلال- جمال وطروب- ضياء وندا... الخ..
وضحك الاعلامي الكبير احمد سعيد عندما ذكرته بتقليد لبلبلة أو سيد الملاح
لكبار نجوم الغناء في هذه الحفلات.
قال: لا انسي ابدا سيد الملاح وهو يقلد طلال المداح وشفيق جلال وكذلك
لبلبلة وهي تقلد فايزة أحمد ومحمد عبدالمطلب!!.
<
سألته: أستاذ احمد.. صوت العرب ايضا عمل حركة نشاط كبيرة في تطوير فن وشكل
الاخراج الدرامي في الاذاعة.
-
قال:
اكيد احنا خلينا كبار مخرجين السينما
يخرجوا مسلسلات اذاعية في رمضان لكبار الكتاب..
كان عندنا صلاح أبوسيف وحسن الامام وحسين كمال..
وطبعا لا تنسي المخرج المبدع محمد علوان..
ده كان حكاية لوحده استطاع محمد علوان اقناع الكاتب الساخر الكبير احمد رجب
ان يكتب لاذاعة الشرق الاوسط مسلسلا اذاعيا »شيء من العذاب« يقوم ببطولته
موسيقار الاجيال محمد عبدالوهاب تخيل عبدالوهاب يمثل للمرة الاولي والاخيرة
في الاذاعة.
وقد اثارت هذه الحلقات ضجة كبيرة عند اذاعتها خاصة المسامع الساخنة التي
كانت تجمع بين عبدالوهاب وبطلة المسلسل الوجه الجديد في ذلك الوقت نيللي!.
واستطاع محمد علوان ايضا ان يقنع عمر الشريف ان يقوم ببطولة مسلسل مأخوذ عن
رائعة احسان عبدالقدوس »انف وثلاث عيون« وسافر علوان فعلا الي باريس حيث
كان يقيم عمر وسجل صوت عمر الشريف لوحدة علي اشرطة ثم قام بعملية مونتاج
رائعة ورائدة تجمع ما بين صوت عمر الشريف وبطلات المسلسل نادية لطفي وصباح
ورشا مدينة ونجحت التجربة نجاحا كبيرا جعلت عمر الشريف يكررها بعدها في
رائعة طه حسين »الحب الضائع« وبنفس الطريقة!!.
<
استاذ احمد.. حضرتك في صوت العرب منذ بدايته في
1953
مش كده؟
-
نعم..
منذ بدايته في
1953 الي 1967.
<
خلال فترة عملك ادخلت كثيرا من التجديدات علي اساليب الكتابة الاذاعية خاصة
في البرامج السياسية كذلك في الخرائط البرامجية واساليب العمل الاذاعي
وحضرتك كنت أول اعلامي عربي تتصدر صوره وتعليقاته الصحف ونشرات الاخبار
الاذاعية والتليفزيونية كيف تقبلت هزيمة يونيه 67؟.
ــ قال: تقصد المبالغة في الانتصارات الوهمية خلال الايام الاولي للحرب مش
كده؟ تفتكر يا سمير هل كنت أقدر ارفض اذاعة البيانات العسكرية او اقول انها
بيانات كاذبة؟.. لقد كنت انفذ أوامر القيادة..
فأنت لا تستطيع ان تكون في واد والدولة في واد اخر واعتقد ان
الاذاعة كان عليها دور في الحفاظ علي نوع من انواع التماسك للجماهير داخل
مصر وخارجها..
ومع ذلك أنا لا أنكر ان هزيمة 5 يونيه جعلتني اقدم استقالتي.
قلت له:
<
كانت استقالة ولا إقالة؟
ــ
شوف يا سمير.. أنا لقيت نفسي باقول الحقائق بصوتي للجماهير العربية يوم 13
يونيو 67 قلت حاجات كثيرة عن الهزيمة..
ودي طبعا كانت بداية الصدام أو الخلاف بيني وبين الرئيس
عبدالناصر..
هزيمة يونيه 67
كانت هزيمة نظام مش هزيمة جيش وأنا قلت كده في الاذاعة!!.
<
يعني النظام ما استحملش منك صراحة الحقائق..
وكانت الاقالة مش كده؟
ــ هزيمة يونيه احدثت داخلي انفصالا بين تفكير النظام وتفكيري!
<
تقصد تفكير الرئيس عبدالناصر وتفكيرك..
مش كده.
ــ نعم.. ما كانش ممكن حاستمر..
تسميها اقالة..
تسميها اجبار علي الاستقالة..
المهم حصل شرخ لا يمكن اصلاحه!.
واخذت انظر طويلا الي هذا الاعلامي الكبير..
هذا التاريخ الضخم انه احمد سعيد..
رائد وقائد كتيبة اعلامية من النجوم مازالت تبدع في الفن الاذاعي.. وتركت
منزله بعد ساعتين عشتهم مع تاريخ فترة هامة من تاريخنا المعاصر مليئة
بالاحداث والاسرار..
وعندما ركبت سيارتي- ادرت بلا وعي مؤشر الراديو علي اذاعة صوت العرب وخيل
الي انني استمع الي ذلك اللحن المميز للمحطة الذي كان يهز وجدان المستمعين
في جميع انحاء العالم العربي »أمجاد يا عرب أمجاد«
واوقفت السيارة واردت ان اصعد مرة اخري لأسأل الاستاذ الكبير
احمد سعيد..
يا تري إيه البديل المناسب اللي ممكن يتغني كلحن مميز للعالم
العربي الآن؟.
وتخيلت اجابته.. تفتكر يا سمير ان العالم العربي ممكن يبقي عنده الوعي
والفكر والبعد السياسي ويعمل زي الاخوة الاعداء في اوروبا اللي تحدوا
وعملوا العملة اليورو« اللي اصبحت اقوي من الدولار؟..
تفتكر الاخوة الاعداء عندنا ممكن يصحوا ويغنوا مع بعض..
»امجاد يا عرب امجاد«؟ ويخلو »اللي في القلب في القلب«
زي ما الاخوة الاعداء عملوا في اوروبا!!.
s.sabry@samir-sabry.com
أخبار اليوم المصرية في
01/06/2012 |