الثورة ستكمل طريقها للنجاح رغم أنف الجميع ومصر ستلحق بركب المجتمعات
الراقية المنظورة وحتي نصل لذلك فنحن مضطرون لأن نتحمل ما نحن فيه من نار
حتي نصل لحلاوة الواقع وطموحات المستقبل وفي الطريق لابد أن نفسح المجال
أمام الإبداع والفنون لانها الضلع الرابع لأي حضارة.. هذا اليقين الذي يؤمن
به الفنان عزت العلايلي ويتمناه لمصر.. ومع ذلك فهو لا يخفي قلقه مثل أي
وطني يحب بلده ويعيش مشاعر متناقضة بسبب تلاحق الأحداث.. ويشارك درامياً في
رمضان القادم ببطولة مسلسل.. ويأتي النهار للمؤلف مجدي صابر والمخرج محمد
فاضل في دور المحامي «كمال جرجس» القبطي الوطني الذي يرفض الهجرة من مصر
بسبب الأحداث ويشارك في مرحلة التحول للأفضل.. وكان معه هذا الحوار.
§
كيف تري المشهد الحالي في الشارع
المصري؟
-
رغم قلقي مما يحدث من أحداث متلاحقة وبحور الدم في شوارع مصر
لكني متفائل جداً جداً.. لكن أعتبر المشهد صحيا لانه كشف للجميع الاتجاهات
والأوراق والأهداف من واقع خناقات وخلافات شرعية الميدان وشرعية المجلس
العسكري وظهرت النوايا التي لا يعرفها سوي المثقفين علي السطح، وأصبح
الجميع من عامة الشعب يقرأ المشهد والواقع، ونحن كنا في أشد الحاجة لهذه
الخلافات بعد ان تعودنا علي تكميم الأفواه والتستر علي الأمور في ظل دولة
بوليسية ظلت تكتم علي أنفاسنا طوال هذه السنوات.
§
لكن هناك ضحايا أبرياء ودماء
تنزف ووضع قلق؟
-
نحن دولة كبيرة لها مواقفها وتاريخها ومواردها ونظامها
وتقاليدها وطبيعي ان يحدث كل هذا الصدام أيا كانت النتيجة في سبيل الوصول
للاستقرار والوصول لبناء مجتمع راق متحضر يقف في مصاف الدول المتقدمة ومن
يسع لحلاوة ذلك لابد أن «يكتوي بنارها» لانه كما يقول «المثل ما فيش حلاوة
بدون نار».
§
لكن النار قد تلتهم الكل ونعود
لنقطة الصفر؟
-
نجاح الثورة واكتمال أهدافها هي «الحلوي» التي ننشرها جميعاً
وأنا واثق بأن الثورة في طريقها للنجاح لان شباب مصر العظيم الرائع الأصيل
الذي أؤمن به جداً وأحييه في كل المواقف بلا شك لن يترك الثورة تضيع وسيقف
علي نجاحها مهما كان الثمن.
§
لكن الشباب تحول لأداة في يد بعض
التيارات تلعب به لمصلحتها؟
-
أنا أقصد شباب مصر الثورة الذين أشعلوا شرارتها الأولي بدون
هدف أو مكسب شخصي إلا لصالح مصر وليس من يعملون لصالح تيارات وستظل الغلبة
تتكلم عن نفسها، والناس بدأت تفهم وكل ذي عقل بدأ يميز المسائل وضحت أكثر
ومصر بلد عظيم في كفاحه ونضاله وجيشه وسيظل كذلك ولدينا طاقات كبيرة وكثيرة
وأصحاب خبرة سينجون بمصر مما هي فيه وسيكون الشباب الواعي المخلص هو طوق
النجاة للخروج من هذه المرحلة.. وأضاف رغم انني أخفي قلقي من تبعيات هذه
المرحلة لكنها ستمر بخير رغم كل الخسائر لانه نتاج طبيعي عقب كل الثورات
وفي ظل الأطماع والاتجاهات لمن يريدون الرجوع بالثورة للخلف.
§
وهل تري الخلاص مع الشباب في
الرئيس القادم؟
-
الرئيس القادم ربنا يكون في عونه وبصراحة قد نراه واضحا بين
المتنافسين لكن أتمني حدوث مناظرات علنية حتي نقتنع ونفهم ونقيم من نختار
ونضعه تحت المنظار كما يحدث في الدول المتحضرة ورغم ذلك ستكون الغلبة
والحسم للشعب الذي ساعدته الأحداث «والفوران» الواضح علي السطح في كشف
الحقائق المختفية.
§
كيف نصبو إلي مصاف الدول
المتقدمة وهناك تيار إسلامي في صدام متوقع من الفن والإبداع؟
-
الصدام قد يستمر أو يختفي وهو موجود وليس جديدا علينا ونحتاح
لصيغة للتفاهم بدون صوت عال حتي نعبر هذه المرحلة كما عبرناها من قبل، وعلي
الطرف الآخر أن يؤمن بأن مصر دولة غنية بفنونها وإبداعها وذلك حقيقي في
مصر، لان الفن هو الضلع الرابع للحضارة والفن هو ظل المجتمع علي الأرض ولا
توجد
دولة متحضرة بدون احترام فنونها وإبداعها، وهذا يدعونا للمناقشة الصحية
والتفاهم بدون صوت عال وهذا لا يقلقني ومتأكد من تجاوزه في ظل وجود صيغة
تفاهم متحضرة خاصة أن هناك سوابق لهذا الصدام حدثت مع يوسف شاهين وغيره كل
هذه الصادمات مرت بخير.
§
وكيف تري دور الإعلام في هذه
المرحلة الحرجة؟
-
بصراحة الإعلام ليس كله علي «مياه بيضا» هناك أصحاب مصلحة من
الفضائيات وهذا يتطلب دورا أكبر وأعمق للإعلام المصري ويجب وضع «النقط فوق
الحروف» حتي تتضح الصورة الحقيقية للشارع المصري الذي بدا يفهمها جيداً رغم
محاولات الشد والجذب بين الفضائيات لعقله.
§
«ويأتي
النهار».. كيف تري أهمية هذا المسلسل في ظل الأحداث وهو عمل شديد التميز
والرقي
يتحدث عن مقدمات ثورة 25 يناير حتي تنحي الرئيس السابق ويرصد هذه
المرحلة بمسلميها ومسيحيها وأقدم فيه دورا متميزا كتبه المؤلف الكبير مجدي
صابر في عمل جماعي متميز وهو دور كمال جرجس المحامي المسيحي الذي يرفض ضغوط
أسرته للهجرة من مصر في ظل هذه الظروف ويبقي ويشارك في المنظومة الوطنية
الجديدة في مصر لاستشعاره بأن المجتمع يتحول بمسلميه ومسيحييه للأفضل تحت
شعار «الدين لله والوطن للجميع».
§
وهل تري فرص المنافسة كبيرة بهذه
النوعية الدرامية؟
-
ساورني إحساس بالخوف في البداية لكن أن تبرز مرحلة مهمة في عمر
الوطن وتحوله للأفضل شيء إيجابي لأن الفن ليس «منظرة» لكن هو أحد أعمدة
المجتمعات المتحضرة ودورنا كفنانين أن نقتحم هذه الأبواب المغلقة ولا نخشي
الاقتراب منها وشعرت بالمسئولية والتخوف «ليس من دور القبطي لانني قدمته من
قبل لكن لكون الرسالة لم تصل. ومع ذلك أثق في ذوق الجمهور وحصوله علي قدر
من الاحترام وقد يثير الكثير من الجدل والنقاش والمنافسة أيضا ومسئوليتنا
كفنانين كبيرة تجاه هذه القضايا وليس مجرد أداء عمل ولكن نضع علي المائدة
وسائل حوار..
§
وهل تري أن الفضائيات ساهمت في
دعم دور الدراما؟
-
لا أشك أنها خدمت الدراما ولكن الدراما المتميزة التي نجحت في
تقديم نفسها و«يأتي النهار» عمل سيحسم نجاحه ذوق الجمهور الذي أثق فيه وفي
استقباله للعمل لاننا لا نقدم حدوتة بل نقدم جزءا من واقع عشناه.
§
لكن هذا الكم الكبير من الدراما
في صالح الصناعة؟
-
أكيد لاننا وصلنا لـ 90 مليون وهذا الكم مع الكيف سيحدث ثراء
في الشارع ونعيش وسط عالم عربي يهتم ويتابع إنتاجنا ولا يهمني الكم طالما
هناك جمهور يحترم ويختار الكيف لكن المشكلة التي تظهر دائما هي توقيت العرض
وهي تحتاج لتنسيق.
§
وماذا عن السينما؟
-
أنا أبحث عنها مثل الجميع.. قال «أرجو لو عثرت عليها ابقي قولي».
الوفد المصرية في
06/05/2012
«حصان
الحرب»
عودة إلى أنشودة محمود مرسي المبهرة
حنان أبو الضياء
تحفة سينمائية يعود بها ستيفن سبيلبرج إلي عالم الطفولة والقصص التي
تعزف علي علاقة من هم في مقتبل العمر مع الحيوانات، واستكملت الأنشودة
بوجود الكاتب موربورجو عاشق أدب الأطفال الذي أبهر الجميع من قبل بروايته
(الجندي السلمي) وهو من أهم كتاب أدب الأطفال، وترجم له أكثر من 120 كتابا
ثم كانت تجربته «حصان الحرب» ليدهشنا، بأسلوبه في تقديم عمل ذي المعاني
والمضمون الإنساني الكبير، ولوجود سبيلبرج فبالتأكيد ستلعب السياسة دورا
كبيرا ومؤثرا كما هو المعتاد في أعماله وعلي قائمتها «لائحة شيندلر»
و«انقاذ الجندي ريان» وستكون وسيلة للخيال الممتع كما في «اي. تي» وسيكون
لها بعد إنساني كما في اللون الأرجواني وساعده في ذلك وجود لي هال وريتشاد
كيرتس، ليكون العمل أكثر حميمية عازفا علي أوتار القلوب من خلال المشاعر
التي تجمع بين شاب البرت والحصان - (جوي)، في جو مشحون بمتعة المغامرة،
وأشجان الحرب العالمية.
وان كان سبيلبرج جذبته الحرب أكثر من المشاعر الإنسانية علي الرغم من
انها أقل قسوة من فيلمه السابق الجندي ريان، ويحمد له التركيز في الفيلم
علي المآسي التي تتعرض لها الخيول في المعارك، ولكن بدون الوقوع في الملل.
وفي (حصان الحرب) نحن امام اقصوصة بسيطة محملة بآلاف المعاني
والأحاسيس والرسائل التي يريد توصيلها المخرج في رأيه في الحرب وتوابعها من
خلال حصان المزرعة (جوي) الذي يبتعد عن صاحبه وينتهي به المطاف في خنادق
الحرب العالمية الأولي. وتكتمل المأساة بانتهاد الحرب وشحن جوي إلي فرنسا
لأنه بيع لسلاح الفرسان، والعجيب في هذا العمل هو اجتماع فكرين حول الحرب
للمخرج والمؤلف فالكاتب موربورجو يري الكثير من النقاد ان الحرب دائما
بالنسبة له هي نقطة البداية ويرجعون ذلك إلي ميلاده في لندن بعد الحرب
العالمية الثانية حيث الدمار والمخرج له رسالة ضد الحروب ظهرت في كل أعماله
والطريف ان (حصان الحرب) قدمت من قبل علي المسرح في لندن، بالعرائس وحققت
نجاحاً كبيرا واستكمل بعد ذلك بالفيلم الذي يعد اكتشافاً للممثل الشاب
جيرمي اريفن الي جانب إبداع بيتر مولان وايميلي داتسون. لتكون الرسالة
الكبري ضد الحروب التي تخنق إنسانيتنا.
ولقد كان لوجود الحرب العالمية خلفية للأحداث وسيلة جعلت من الحصان
وتنقلاته فى أوروبا فرصة لتقديم الحكايات والشخصيات المفعمة بالأحاسيس.
لذلك كان الفيلم موفقا فى ان تكون بدايته مع لحظة ولادة الحصان ثم نعيش
العلاقة بين ألبرت والحصان جوي، ثم مع ضابط الخيالة البريطاني الذي يقع في
عشق الحصان وبعد مقتله وانتقال الحصان إلى الألمان، ثم الى الفرنسيين
وتنقله بين الخنادق الإنجليزية والألمانية، نعيش لحظات متواصلة من ابهار
الصورة كما فى أفلام سبيلبيرج التى يعشقها الكبار والصغار. ورغم ان تلك
النوعية من الأعمال قد لا يقبل عليها الكثيرون إلا أنها تظل متفردة فى
تاريخ الإبداع ولعل تلك العلاقة الانسانية بين الشاب والحصان تذكرنى بمسلسل
رائع لمحمود مرسى (الرجل والحصان) عن علاقته بحصانه الذى قضى معه معظم عمره
والذى يرفض إعدامه عندما تقدم فى العمر وأتمنى إعادة عرضه لما به من مشاعر
وانسانيات نحتاجها الآن.
الوفد المصرية في
06/05/2012
قدمت ألوانا رائجة من الرومانسية إلى الدراما والاستعراض
السينما الهندية تحتفل بمرور 100 عام على بداياتها
نيودلهي: براكريتي غوبتا
تتباهى الهند بإنتاج ما يقرب من ربع إنتاج العالم من الأفلام بلغات
متعددة بما يزيد على 13.000 دار عرض ويصل عدد مشاهديها إلى 15 مليون مشاهد
يوميا. كانت رحلة رائعة بلغت عامها الـ100 هذا العام، رغم الحقيقة المرة،
وهي أنها مدفوعة بالاختلافات الحادة في الدين والطبقة الاجتماعية والعرق
واللغة، لكن الجميع يضحكون ويبكون معا أثناء مشاهدة الأفلام.
لقد قدمت السينما الهندية أنواعا مختلفة من الترفيه، من الرومانسية
التي تعطي مذاقا للفيلم إلى الاستعراضات الغنائية المتعددة في مواقع
التصوير المحلية المدهشة، والحركات المثيرة في عالم الجريمة، إلى
الميلودراما الاجتماعية القوية والقصص الوردية المبهجة. ومن الأفلام
الأخاذة التي تلقى رواجا حتى الأفلام المتعددة المنتجة خصيصا للهنود الذين
يتحدثون الإنجليزية، والأفلام الخاصة بالهنود غير المقيمين في الهند التي
تتميز بالمحتوى المؤثر لتأسر قلوب الذين يحنون للوطن من الهنود المغتربين،
تقدم السينما الهندية وجبة دسمة ومتنوعة.
وصلت السينما إلى الهند عام 1896 مع عرض أفلام السينماتوغرافيا
للأخوين لوميير الفرنسيين في بومباي (مومباي حاليا) حيث كشف الأخوان عن 6
أفلام قصيرة صامته في مومباي، بعدها بعام واحد قاما بإنشاء شركتهما الخاصة
في باريس.
ولكن ما حدث في 21 أبريل (نيسان) عام 1913 كان تاريخيا، حيث وقف
أثرياء ومشاهير مومباي في صفوف على مسرح أوليمبيا في ذلك الوقت، وما شاهدوه
كان فيلما هنديا كاملا وصامتا بعنوان «راجا هاريشاندرا» الذي يصور الأسطورة
القديمة لملك شريف ضحى بمملكته وزوجته وأطفاله ليفي بوعده قديس مبجل، وما
زال الملك الأسطوري إلى يومنا هذا مثالا للشرف والصدق المطلق.
بدأ دادا صاحب بهالكي، مخرج الفيلم، ثورة في الهند، باستخدامه الشريط
السينمائي، ويطلق عليه أيضا الأب الروحي للسينما الهندية. لم يكن مسموحا في
ذلك الوقت للنساء بالقيام بأدوار في الأفلام، لذلك كانت أدوار النساء
يلعبها رجال، يرتدون ملابس النساء. وكانت الأفلام صامتة حيث لم يكن هناك
صوت أو حوار.
قد يكون الفرنسيون هم أصحاب الفضل في تقديم فكرة الصور المتحركة، ولكن
لم يعرف العالم وقتها أن الهند ستصبح يوما أكبر صانعة أفلام في العالم.
كان عام 1931 عاما تاريخيا بالنسبة للسينما الهندية، بفضل إدخال الصوت
في الأفلام، ظهر أول فيلم سينمائي ناطق، وهو «عالم آراء»، وحقق شهرة مدوية
في جميع أنحاء الهند. بعدها، جاء فيلم «بهاكتابراهلادا» (تيلوغو) الذي عرض
في 15 سبتمبر (أيلول) عام 1931 وفيلم «كاليداس» (تاميل) الذي عرض في 31
أكتوبر (تشرين الأول) عام 1931.
أحدث الفيلم الناطق تغييرا جذريا في السينما الهندية، حيث لعبت النساء
أدوارا في الأفلام. كانت هناك محاولات لإنتاج أفلام ناطقة في الثلاثينات
بلغات محلية مختلفة. أحدثت فكرة أن يسمع ويشاهد المرء فيلما بلغته الأم
انتشارا لصناعة الأفلام في جميع أنحاء الهند. ومع تقدم تقنيات الصوت في
الثلاثينات، شهدت السينما الهندية إدخال الموسيقى، من خلال إنتاج أفلام
غنائية مثل «إندراسابها» و«ديفي ديفياني» معلنة بذلك بداية الأفلام الهندية
التي تتميز بالاستعراضات الغنائية. انتشرت استوديوهات التصوير في المدن
الكبرى مثل مدراس وكلكاتا ومومباي، حيث أصبحت صناعة السينما حرفة معروفة
بحلول عام 1935.
بعد وقت قصير، أصبحت مومباي عاصمة الأفلام الهندية الناطقة بالأردية،
مستخدمة بذلك شكلا من أشكال اللهجات المحلية. طورت تلك الأفلام الهندية
الأردية أسلوبا خاصا، ينظر إليه بوصفه أسلوبا قوميا، بينما ينظر إلى
الأفلام الأخرى بوصفها محلية. وعلى الرغم من أن بوليوود تصنع أفلاما باللغة
الأردية الهندية، فإن التاميلية والبنغالية والملايامية هي اللغات التي
تنتج بها أغلب الأفلام غير الهندية. نجح نظام استوديوهات جديد في مومباي
حتى الأربعينات مع نشأة منتجين مستقلين يرون أن النجم هو عامل مؤثر على
شباك التذاكر، حيث بدأوا في مطاردة النجوم الكبار ليقوموا ببطولة أفلامهم.
وبالتبعية، قام النجوم برفع أجورهم لمستويات خيالية، لتبتلع الجزء الأكبر
من ميزانية المنتجين، وهي نزعة استمرت حتى الآن في صناعة الأفلام الهندية
الحالية.
أصبحت الشاشة الفضية شاشة بديلة تعبر عن مشاعر الوطنيين في فترة ما
قبل الاستقلال. لم يكن سبب إثارة الرقابة جدلا للمرة الأولى في الهند
حينذاك بسبب وجود مشاهد عري أو عنف، ولكن لأن فيلم «بهاخت فيدور» الذي تم
إنتاجه عام 1921 كان ينظر إليه بوصفه قصة رمزية سياسية محرضة.
أعطت الأغاني مذاقا مختلفا للاتجاه السائد في السينما، لكن حتى
الأغنية قد تكون محرضة بشكل غير مباشر. في الفيلم الذي حقق نجاحا كبيرا
«قسمة» عام (1943)، كانت أغنية «دور هات دنيافالو هندوستان هامارا هيه» أي
(اذهبوا بعيدا.. الهند ملك لنا) بمثابة تحد واضح للحكم البريطاني في الهند.
في بداية القرن العشرين، بدأ يزداد الاتجاه لصياغة محتوى الأفلام
التجارية الهندية خصيصا لجذب تلك الجموع عن طريق دمج العناصر المختلفة
للحياة الاجتماعية والثقافية في الهند في السينما.
بعد الاستقلال عام 1947، اعتبرت فترة الخمسينات والستينات «العصر
الذهبي» للسينما الهندية من حيث الأفلام والنجوم والموسيقى وكلمات الأغاني.
لم يتم تصنيف نوع الأفلام بدقة، ولكن كانت الأفلام الأكثر شعبية هي الأفلام
الاجتماعية، التي تناقش مشكلات المواطنين الاجتماعية في الدولة النامية
حديثا، كما أن بعض الأفلام التي لاقت ثناء في تاريخ السينما الهندية تم
إنتاجها في هذه الفترة.
من دون شك، بدأت المرحلة الأفضل في بوليوود في وقت ما في بداية
الخمسينات، التي شهدت صعود نجوم السينما الهندية الـ3؛ ديليب كومار وراج
كابور وديف أناند.
ظهر الـ3 في الكثير من الأفلام الخالدة، حيث كان كل منهم يحاول تحسين
أدائه التمثيلي وطريقته المميزة. وفي أوج شهرتهم، كان يقال إن السيدات في
فترة منتصف العمر يتهافتن على ديليب كومار، بينما تتهافت الشابات على ديف
أناند وكان راج كابور محبوب بقيتهن. من بين الـ3، بقي ديليب كومار، البالغ
من العمر 89 عاما، حيا، وإن كان يعاني من ضعف في الصحة. ومن الجدير بالذكر
أن جيلا من أبطال السينما نقلوا عنه طريقة أدائه.
في الصناعة المرتكزة على الرجال، لعبت البطلات أدوارا ثانوية. وعلى
الرغم من ذلك كانت نرجس مادهوبالا وميناكوماري ونوتان وفيجايانتيمالا وأشا
باريخ نجمات لهن شعبية، إلا أن النجاح ذهب لنظرائهن من الرجال.
أصبح الاتصال المبكر للسينما الهندية بالمناطق الأخرى المحيطة جليا من
خلال غزو أفلامها الاتحاد السوفياتي والشرق الأوسط وجنوب شرقي آسيا والصين.
اكتسب نجوم السينما الهندية، مثل راج كابور، شهرة عالمية عبر آسيا وأوروبا
الشرقية، كما شاركت الأفلام الهندية في المحافل والمهرجانات الدولية. وساعد
هذا صناع السينما البنغالية في ذلك الوقت، مثل ساتاياجيت راي، على تحقيق
شهرة عالمية، من خلال أفلامه التي لاقت قبولا بين المشاهدين الأوروبيين
والأميركيين والآسيويين.
كان لأعمال راي تأثير عالمي، حيث إن صناع الأفلام مثل مارتن سكورسيزي
وعباس كياروستامي وجيمس إيفوري وإليا كازان وفرانسوا تروفو وستيفن سبيلبيرغ
وكارلوس سورا وجون لوك غودار، وإيساو تاكاهاتا وغريغوري نافا، وإيرا ساكس
وويس أندرسون، قد تأثروا بأعماله وأسلوبه السينمائي، كما أن آخرين مثل
أكيرا كوروساوا يثنون على أعماله. وقد أثبت ساتاياجيت راي، الذي أنتج فيلمه
الأول، «باثربانشالي» (أغنية الممر) باللغة البنغالية عام 1955 نفسه كواحد
من أعظم صناع الأفلام في العالم، وقد حصل على تقدير عالمي عندما فاز
بالأوسكار عن مجمل أعماله عام 1992. تغيرت طريقة صناعة الأفلام في
السبعينات، وبخاصة صناعة الأفلام الهندية. كان هذا عصر الشاب الغاضب، حيث
اكتسب أميتاب باتشان شهرة، ولم تكن الممثلات أقل حظا. فمن فترة ممثلات مثل
سافيتري وفيجايانتي مالا ونرجس، ووحيدة رحمن، إلى فترة حازت فيها نجمات مثل
سريديفي وريكها وسميتا باتيل وهيما ماليني وأخريات كثيرات، على لقب محبوبات
الجماهير.
على الرغم من ظهور التلفزيون الملون في الثمانينات، كان ينظر إلى
شرائط الفيديو المقرصنة بوصفها أكبر تهديد لفن السينما. كانت دور العرض
تعرض أفلاما لمشاهدين أغلبهم رجال، وينتمون للطبقة العاملة، ولذلك ليس
غريبا أن تعتبر تلك الفترة هي عصر أفلام الحركة والتجارب مع أفلام رقص
الديسكو وأفلام الاغتصاب والانتقام. كما أدت زيادة انتشار الشرائط السمعية
خلال ذلك العقد إلى إحياء موسيقى الأفلام وعودة الشعبية لرومانسية
المراهقين، مع أدوار يلعبها نجوم أصغر سنا.
في التسعينات، تأثرت صناعة السينما الهندية بشكل ضخم نتيجة تحرر
الاقتصاد الهندي. فقد أصبحت الثقافة الشعبية جزءا من السينما الهندية، على
الرغم من محاولات سينما جنوب الهند المستميتة للاحتفاظ بقوتها، حيث استمرت
في صناعة أفلام للجموع.
أصبح شاروخان وسلمان خان وأمير خان هم النجوم الأكثر شعبية في السينما
الهندية حيث عبرت شهرتهم الحدود. وتراجعت أفلام الدراما العائلية والقضايا
الاجتماعية والاقتصادية، حيث بدأ صناع الأفلام في تقديم أفلام تقوم على
الحركة والكثير من الرومانسية. حتى الآن تقوم السينما على الخيال، وعلى
الرغم من ظهور القنوات الفضائية والمحطات الكابلية، عاد جمهور العائلات إلى
دور العرض. كان ذلك بقيادة سوراج بهارجاتيا، الذي قدم «هام أبكي هين كون»
(من أكون بالنسبة لك) عام 1994، الذي حقق أعلى إيرادات في تاريخ السينما
الهندية تحت شعار «المؤسسة الأعظم هي العائلة البشرية».
تصنع بوليوود الشهيرة عالميا أفلاما باللغة الأردية الهندية. وبجانب
بوليوود، تزدهر الآن صناعة أفلام بلهجات محلية مختلفة. تقوم صناعة السينما
في جنوب الهند بالتعريف بالـ4 ثقافات في الجنوب كوحدة واحدة وهي: صناعة
أفلام الكنادا، والملايلام، والتاميل، والتيلوغو. ويتميز إنتاج سينما
الجنوب بالضخامة، حتى أنها تنافس بوليوود من حيث حجم الإنتاج.
الشرق الأوسط في
06/05/2012 |