مسيرته حافلة بالنجاحات، تكاد لا تنتهي بكلمات وأسطر، اتخذ موقفاً
إصلاحياً بشأن ما يدور في بلده سوريا بفعل الثورات العربية، التي أوقف
بسببها عرض مسرحية “السقوط” والتي يتناول فيها أسباب ضعف العالم العربي .
إنه الفنان دريد لحام الذي وجد دور الفنان يكمن في توحيد صف الشارع لا
التشتيت، نافياً ما نشرته بعض صفحات الإنترنت عن أنه يحض على قتل
المتظاهرين . وفي ظل ما تعانيه سوريا من أحداث مروعة يؤكد أن الحرية
والديمقراطية هما الحل سورياً . الفنان دريد لحام تم تكريمه مؤخراً من
قِبَل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى
حاكم الشارقة، ونال جائزة الشارع للإبداع المسرحي العربي (الدورة السادسة)
،2012 فالتقيناه وكان لنا معه الحوار التالي:
·
ما العلاقة التي تربطك بالشارقة؟
- شاركت في الكثير من الفعاليات في الشارقة، خاصة
مهرجانات أيام الطفولة لثلاث مرات، وشاركت في برنامج تلفزيوني “مع دريد”،
واليوم لبّيت دعوة كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد
القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لتكريمي بجائزة الشارقة للإبداع
المسرحي العربي (الدورة السادسة) 2012 في مسرح قصر الثقافة، وأشعرتني
الجائزة التي منحني إياها سموه أثناء تكريمي بالفرح والفخر في آن واحد،
وبأن هناك مَنْ يفكّر فيَّ، وأحيي “أيام الشارقة المسرحية” لأنها مختصة
بالمسرحيين .
·
من خلال وجودك في مهرجان أيام
الشارقة المسرحية، ما تقييمك له؟
- لست بناقد كي أقيّم الأعمال، ولكنني بصفتي
زميلاً لا أستطيع إلا أن أقول كلاماً طيباً عن تجارب الآخرين، وبغض النظر
عن رأيي ورأي غيري، فإنه بشكل عام مجرد إقامة مهرجان للمسرح يعتبر شيئاً
رائعاً وعظيماً، فالعمل المسرحي وجهة نظر، وقد نتفق أو نختلف معه، ولكنه
وجهة نظر يجب أن نحترمها . والمهرجان خطوة متقدمة باتجاه الأفضل ودليل على
أن الشارقة تهتم بالثقافة وتعدها المحرك الرئيسي للإنسان، وهذا كله بفضل
انحياز صاحب السمو لمسألة الثقافة، وأتمنى أن ينحاز كل زعماء العرب للثقافة
أسوة بهذا الشيخ الجليل .
·
ما سبب توقف عرض مسرحية
“السقوط”؟
- عرضناها في العام الماضي في الدوحة، وبعد أن
قامت الثورات في العالم العربي لم يعد الجو مهيئاً لمتابعة العروض
المسرحية، وإن شاء الله سنقوم بمتابعة عرضها عندما تذهب الأمور باتجاه
الهدوء والعقلانية في التصرف .
·
هل هذا مؤشر إلى أن مسرحية
“السقوط” لها علاقة بالثورات العربية الجارية في المنطقة؟
- كلا، المسرحية لم تستبق أي حدث، ولكنها تتحدث عن
أسباب ضعف العالم العربي، هذه الأمة التي تملك مقدرات لا تملكها أمة أخرى
على الكرة الأرضية وثروات اقتصادية هائلة والثروة الإنسانية، ولكننا نراها
بلداً ووطناً ضعيفاً، وكما يقال إن هذه الأمة فيها إمكانات لو أحسن تسييرها
لغيرت وجهة التاريخ .
·
برأيك، ما العوائق التي تحدث من
تطور هذه الأمة؟
- عدم الالتفاف حول رأي واحد، ونحن نتمنى أنه كلما
اجتمعت الجامعة العربية خرجت برأي موحد نحو مسألة ما، وألا يكون هناك
خلافات حول أي مذهب، وليست المشكلة في وجود 22 دولة عربية ونظام حكم وزعيم
سياسي، بل في إزالة الحدود عن التفكير، لأنه عندما تزول الحدود سنصبح أمة
واحدة فعلاً، ولكن طالما هناك تباين لن يتم استغلال طاقات هذا الوطن العظيم
.
·
لو ربطنا هذا التباين القائم في
الوطن العربي بالحراك المسرحي العربي، كيف تصف لنا حاله؟
- للأسف، المسرح العربي ليس بخير، واستبشرت خيراً
للحراك المسرحي في مهرجان الشارقة، لأنه سيولّد إن شاء الله (عدوى خيّرة)
لبلدان عربية أخرى، في سوريا مهرجان سنوي عربي للمسرح، لكن هذه السنة
بالتأكيد لن يقام بسبب الظروف الأمنية .
·
أين أنت مما يحصل في سوريا الآن؟
- أنا سوري عربي وأتمنى ألا تحرق وجهات النظر
المتضادة بلدي، هذا البلد الذي أعشقه والذي يضم ترابه رفات أبي وأمي
وأجدادي، والأمر لن يستوي إلا بجلوس كل الأطراف للتباحث في كيفية الخروج من
هذه الأزمة وليس تعميقها .
·
هل قمت بخطوات عملية لتجسيد
نظرتك هذه؟
- ليس لوجهة النظر مكان في ظل ما يحدث من دوي
المعارك، لأنها تصبح صراخاً في الهواء، لذا ندعو إلى العقلانية وتشكيل قوة
ثالثة، كي لا يحترق وطن عزيز على الكل، سواء أكانوا مع أو ضد .
·
ما القوة الثالثة التي تريدها أن
تتدخل؟
- هي مجرد طرح، إلا أنها عموماً قوة سورية من
الداخل تحاور الكل لحثهم على أن يحاوروا بعضهم بعضاً إنقاذاً للبلد وتاريخه
وموقعه، لأنه ليس من المعقول أن نجد كل الأمور سيئة خلال 24 ساعة، بمعنى
أنه قبل 14 آذار كانت الأمور بخير وفي 15 آذار لم تعد بخير، لذا لا يتهيأ
لي أن هذا التحول السريع من الخير إلى اللاخير سيتم بهذه السرعة، وهذا دليل
أن هناك مسبباً ما، ولكني لا أعلمه .
·
برأيك هل الفنان جزء من الشارع؟
- طبعاً، والمشكلة أن لا أحد يريد أن يسمع الآخر،
وقد نكون أكثر الناس مطالبة بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية،
ولكننا لا نعرف أن نعيش الديمقراطية، لأننا لو فهمناها يجب أن نسمع الرأي
الآخر وأن نحترمه، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الكل غير
ديمقراطيين، سواء من المعارضة أو الموالاة، لأنهم غير مستعدين لأن يسمعوا
بعضهم بعضاً .
·
ألا يفترض أن يكون هناك بالأساس
هاجس من التعبير عن الرأي والديمقراطية كي يعبّر الكل عن وجهة نظره؟
- بالتأكيد، والمعارضة والموالاة تعبّران عن
رأيهما، لاسيما أن الإنترنت اخترق كل الممنوعات ولم يعد هناك أي ممنوع،
فالحوار عبر “الفيس بوك” موجود، لكنه للأسف حوار متدنٍّ لرفض الديمقراطية
ويذهب باتجاه الشتم لمجرد الخلاف بالرأي، وبرأيي أنه علينا أن نتعلم
الديمقراطية ثم نتحاور .
·
ألا تجد أنه من الصعوبة أن نُفهم
الناس ثقافة الديمقراطية؟
- لا يوجد ولا يجوز أن يكون هناك حل إسعافي، بل
حلول جذرية وأولها أن نفهم بماذا ننادي، وذلك بأن يعود كل واحد إلى نفسه
وذاته، وبغض النظر إذا تم فرزي هنا أو هناك، لأنه لو أخذنا بها فإننا لن
نجد لسوريا موقعاً من هذا الفرز .
·
ما رأيك في الفنانين الذين
يحرصون على مواقفهم علانية مع أو ضد النظام؟
- أعده خطأ، لأنه لا يجوز أن يكون الفنان مع هذا
وضد الآخر، لأن الاثنان أبناء بلد واحد، ولو فعل ذلك فإنه سيدعم انقسامهما،
لذا عليه أن يأتي بالطرفين إلى جنبه، لا أن ينضم لجانب أحدهما .
·
هل نفهم أنك اتخذت موقفاً
محايداً في ظل ما يحدث الآن في سوريا؟
- ليس حياداً أن تقف بين اثنين، بل إنه قمة
الموقف، لأنك لست راضياً عن الانقسام الخطر في الرأي، وبالتالي أنت صاحب
موقف .
·
هناك تحريض، خصوصاً من المواقع
الإلكترونية ضد مجموعة من الفنانين السوريين، وهناك مَنْ يطالب بالانتقام
منهم، ما رأيك؟
- كما قلت إننا ننادي بالديمقراطية ولا نفهم
معناها، ولكن يبدو أنه حتى الديمقراطية مبكرة علينا، لأن هذا الطرح السيئ
يقودنا إلى فرز خطر .
·
في السابق استقلت من “اليونسيف”
بسبب موقفك من الحرب “الإسرائيلية” على لبنان، هل هناك موقف مشابه في ما
يتعلق بسوريا الآن؟
- كلا، ولكننا نبحث ونفكّر في الوسيلة .
·
وهل الوقت مناسب للتفكير في ظل
ما تمر به سوريا؟
- إن كان هذا الوقت لا يسمح فأي وقت سيسمح، لأننا
لو فعلنا ذلك فإننا قد نساعد على إيقاف تسارعها نحو الأسوأ، مثل الصخرة
التي تتدحرج من أعلى الجبل ويتم سندها ببحصة .
·
ما رأيك في قوائم العار بالنسبة
إلى الفنانين السوريين؟
- فظيع أمرها، لأنه مثلاً وضع اسمي باثنتين من
قوائم العار، واحدة للموالاة وأخرى للمعارضة، ولا المعارضة راضية عني ولا
الموالاة، وهنا أقف وأقول، ما هذا القصور عن فهم معنى الرأي والرأي الآخر،
وهو ما يقودني للقول إن هناك قصوراً في هذا الموضوع وهناك مَنْ لا يريدون
أن يسمعوا ويفهموا من الطرفين .
·
إذاً الآن أين تجد نفسك؟
- بغض النظر عن أي نظام وعن شكل أي نظام، أجد نفسي
سورياً قبل كل شيء، وأنا مع سوريا أولاً وأخيراً وهي أهم شيء لديّ، ولا
أريد أن يحترق هذا البلد الجميل بسبب مواقف حادة لا تريد أن تستمع إلى
الآخرين، ولا أن يكون الرأي دائماً سكيناً ومسدساً ورصاصاً، بل نحن بحاجة
إلى تعقّل أكبر وانفعال أقل، لأن أكثر ما يجري ناتج من ردود أفعال انفعالية
.
·
ورد في صفحات الإنترنت أنك قلت
عبر قناة لبنانية إن قتل المتظاهرين حلال، ما ردك؟
- لم أقل ذلك إطلاقاً، وللإضافة إنني قرأت على
الإنترنت أن لديّ فيلماً مع مريام فارس، وللعودة إلى سؤالك، فإنه عندما
سألوني عن مسألة الجيش، قلت إن أي جيش في العالم مهمته حماية حدود وطنه
وحدود السلم الأهلي وتحدثت عن لبنان وانتشار الجيش للمحافظة على السلم
الأهلي، والمقابلة مسجلة وموجودة عندي وفي التلفزيون نسخة منها، ولتأكيد
صحة ما أقول فإنني لست مفتياً كي أفتي أن هذا كافر وهذا ملحد وما شابه، ولا
يتهيأ لي أن يكون هناك فنان يقبل أو يفتي بالقتل، الأمور متروكة لمن
يستطيعون الإفتاء .
·
مسلسل “خربة” تضمن إسقاطات كثيرة
عن الوضع الحالي في سوريا، ما رأيك؟
- صحيح، لأن الكاتب عندما بدأ بالكتابة كانت قد
بدأت الأزمة في سوريا وأراد أن يستفيد منها وأن يجعل نصه أكثر معاصرة ولم
يذهب بالمسلسل بالاتجاه السياسي، بل وضع بعض لمسات بسيطة تعبّر عن اللحظة .
·
هل لديك أعمال درامية هذه السنة؟
- لا، لأن أعمالي قليلة ولا أبحث عن الكم، ومشكلتي
أن مستقبلي أصبح ورائي، وذلك عبر ما قدمته من أفلام ومسرحيات ومسلسلات،
وأنا حريص على ألا يمس ويضاف إليه هبوط إن قمت بتقديم عمل لا يرقى إلى
مستوى تلك الأعمال، لذلك اختياراتي ضيقة جداً .
·
برأيك، كيف سيكون شكل الدراما
السورية في شهر رمضان المقبل؟
- ستكون موجودة، ويتم تصوير أكثر من 20 مسلسلاً في
سوريا .
·
لو خيِّرت بين أعمال تلفزيونية
عدة، ما الذي ستختاره؟
- أختار العمل الذي يعبّر عن أن الوطن أمّ للجميع
.
الخليج الإماراتية في
28/03/2012
المخرجون غاضبون من القيمة والبعض يدافع
دعم السينما أزمة "رسمية"
القاهرة - شيماء محمد:
منذ إعلان المركز القومي للسينما عن الأفلام المقرر دعمها لعام 2012
والتي بلغت 37 فيلماً، 12 منها روائية طويلة و15 فيلماً روائياً قصيراً و6
تسجيلية و3 أفلام تحريك، بدأت الانتقادات تتوالى على نظم اختيار قواعد
الدعم، خاصة الشرط الموضوع الذي بموجبه لا يحصل المبدع على الدعم إلا
بموافقة الرقابة والحصول على تصاريح الداخلية، وهو ما نتناوله في هذا
التحقيق .
المخرج إبراهيم البطوط الذي تنازل عن الدعم ورفضه بسبب أن تلك الشروط
لم تكن معلنة أثناء التقدم بالأعمال لطلب الدعم، وأكد أنه فوجئ بهذا الشرط،
إضافة إلى المشكلة التي يعانيها المخرج عمرو سلامة بسبب عدم موافقة الرقابة
على المصنفات الفنية على فيلمه “لا مؤاخذة” الحاصل أيضاً على دعم وزارة
الثقافة، إذ أكد عمرو أنه يحاول الانتهاء من الأزمة مع الرقابة على
المصنفات الفنية من دون أن يصعّد الموقف إعلامياً، وما زالت المشاورات بينه
وبين الرقابة مستمرة . وعن إشكاليات أخرى تحدث المخرج أحمد عاطف الذي حصل
فيلمه “قبل الربيع” على الدعم قائلاً: الدعم به العديد من الإشكاليات منها
ترشح أسماء المخرجين الذين حصلوا على الدعم في المرة السابقة أنفسهم، وهو
أمر غير منطقي، إذ المفترض بالدعم أن يتيح الفرصة في كل مرة لمبدعين جدد في
الحصول عليه، فمثلاً المخرج أحمد ماهر دعمت الدولة أول أعماله بما يصل إلى
22 مليون جنيه، ورغم أن الفيلم هوجم بشدة على المستوى النقدي ولم يحقق أي
إيرادات، فإن المركز للمرة الثانية يعطيه الدعم، إضافة إلى الإشكالية
الأكبر وهي قلة ميزانية الدعم المقدم التي حصل خلالها 3 أفلام على مليوني
جنيه، بينما حصل بقية الأفلام على ما يراوح ما بين مليون و750 ألفاً، وهو
دعم ضعيف نسبياً في ظل ارتفاع التكلفة الإنتاجية وعزوف الفضائيات عن شراء
الأعمال السينمائية وارتفاع أجور الفنانين، وعلى سبيل المثال فيلمي تبلغ
ميزانية إنتاجه نحو 5 ملايين جنيه وبالتالي ما حصلت عليه من دعم سيضطرني
لتغيير أبطال العمل الذين كنت رشحتهم .
واستطرد عاطف: الجهات الداعمة أو المانحة في كل العالم لا تقبل أن
تعطي الدعم لشركات إنتاجية كبرى، لأن تلك الشركات تمتلك ميزانيات ضخمة
تؤهلها لإنتاج كثير من الأعمال، ويعطى الدعم للشركات الصغيرة أو المخرجين
المستقلين الذين يحتاجون إليه، ولا أعلم لماذا كل هذا العدد من الأفلام،
ألم يكن يكفي أن تختار 5 أو 4 أفلام في سبيل دعم الأفلام الروائية الطويلة
.
المخرج أحمد ماهر قال: أنا سعيد بحصولي على الترتيب الأول في الدعم
الذي اعتمد على تقييم شامل للسيناريو المقدم، وبناء عليه حصلت على مليوني
جنيه وهو أقصى دعم مقدم هذا العام من وزارة الثقافة، رغم أن هذا الدعم لن
يؤثر في الميزانية التي ستبلغ 22 مليون جنيه، لذلك أقوم حالياً بالبحث عن
جهات أخرى داعمة ليخرج العمل إلى النور، وكنت أتمنى أن يتم تقسيم الدعم على
عدد أقل من الأفلام حتى تصبح قيمته أكثر تأثيراً، وأوضح أحمد أنه يحترم
وجهة نظر اللجنة التي ربما قد ارتأت أنها بهذا الشكل تدعم كماً أكبر من
الأعمال وتدعم اتجاهاً مهماً في صناعة السينما، بعيداً عن الأفلام التجارية
. وأضاف: سعادتي كبيرة، والسبب في ذلك أن فيلمي لن يصور بمصر وغير ناطق
باللغة العربية، وبالتالي حمله اسم مصر شيء مهم، كما أن حصولي للمرة
الثانية على الدعم من وزارة الثقافة بعد أن أنتجت لي فيلمي الأول “المسافر”
مهم جداً، ويحمل هذا الدعم قيمة معنوية أكثر منها مادية، خاصة أن الأعمال
المتقدمة قوية ولكبار المخرجين، وإعلان الترتيب وعدد النقاط التي حصل عليها
كل مبدع دليل على الشفافية .
أما الناقد نادر عدلي فقال: يتوقف قبول الدعم على صناع الأفلام
ورؤيتهم له إذا كان مناسباً أم لا، وفي حالة قبولهم له فهذا يعني أنه
مناسب، ثم إن وزارة الثقافة ليست صندوقاً اجتماعياً لتقول من سبق له إن أخذ
الدعم فلا يأخذه، لكنه دعم على جودة الإبداع . وأكمل عدلي: إن زيادة عدد
الأفلام المدعومة هذا العام هدف شديد النبل، خاصة بعد توقفه في العام
الماضي، لكن السؤال الحقيقي: هل تمتلك اللجنة المرونة لتوزيع ميزانية أحد
الأفلام المتعثرة على باقي الأفلام أم أن هذه الميزانية ستعود للدولة مرة
أخرى؟!
مدير المركز القومي للسينما، المخرج مجدي أحمد علي، أوضح أن “تصريح
إبراهيم البطوط بالتنازل عن الدعم بسبب اشتراط المركز القومي للسينما
الحصول على موافقة الرقابة على المصنفات الفنية وموافقة وزارة الداخلية غير
صحيح، فنحن لم نشترط موافقة وزارة الداخلية البتة، أما تصريح الرقابة فهو
مهم من أجل عرض العمل” . وتابع: إن تصريح البطوط ما هو إلا مزايدة غير
مقبولة لأنه تقدم إلى طلب منحة تقدمها الدولة المصرية وليس الحكومة
المصرية، وهناك قوانين يجب أن تحترم ومنها موافقة الرقابة، وإذا كان البطوط
يريد إلغاءها فنحن معه في مساعيه حتى إلغائها، لكن قبل ذلك لا مجال لدينا
سوى احترام الدولة، وبالتالي فالدعم الذي حصل عليه سينتقل لعمل آخر، خاصة
أننا قررنا أن أي أزمة تقابل فيلماً وتمنع تنفيذه يمنح الدعم إلى فيلم آخر،
أما عن مشكلة المخرج عمرو سلامة مع الرقابة فأوضح أن عمرو يعقد اجتماعات
مكثفة والأزمة في طريقها للحل .
عن شكوى العديد من المخرجين بسبب قلة مبلغ الدعم، أوضح مجدي أحمد علي
أنهم كسينمائيين قاموا بإعطاء دعم يصل إلى 50% من الميزانية تقريباً، وهو
أعلى دعم يحصل عليه من قبل أي هيئة بما فيها مهرجان دبي، وأضاف: حرصنا على
توزيع الدعم بما رأيناه مناسباً، فنحن في النهاية نعرف جيداً تكاليف
الإنتاج الحقيقية وهناك فرق بين أن نجعل المبدع مستقلا أو معتمداً كلية على
الدولة .
وتابع علي: إن نموذج “بأي أرض تموت” لأحمد ماهر حصل على دعم ويكفيه
هذا الرقم خاصة أنه سبق له الحصول على دعم كامل عن فيلمه السابق، وقدمنا
الدعم لخمسة مخرجين جدد هذا العام .
الناقد مجدي الطيب، عضو لجنة اختيار الأفلام القصيرة والتسجيلية، أكد
أنه ليس من المتوقع أن تحدث أي مشكلات مع دعم الأفلام الروائية والتسجيلية
بسبب وجود كل من مجدي أحمد علي ود .محمد العدل اللذين سبق لهما الحصول على
دعم في المرة السابقة عن فيلميهما، وبالتالي تم تلافي أغلب المشكلات، ومنها
أن الدعم هو مادي وليس دعماً عينياً كما كان يحدث، وبالتالي فالمخرج له
حرية التصرف في الدعم خاصة انه يراوح بين 150 ألفاً و500 ألف، وهذا مبلغ
جيد لأي فيلم روائي قصير أو تسجيلي .
أما عن شرط موافقة الرقابة فقال: لقد تم اختيار الأفلام بناء على
جودتها، وأن تلك الأعمال بها أعمال شديدة الجرأة في الطرح ولكنني لا أتوقع
أي صدام مع الرقابة، خاصة أنه عندما يحدث صدام يقف النقاد والصحافة الفنية
إلى جوار المبدع وبالتالي يأخذ حقه كاملاً .
أما عن إمكانية تحكم الشركات الشريكة في الإنتاج بالمخرج فقال مجدي:
نحن وضعنا شرطاً مهماً وهو أن المبدع يستطيع بالاتفاق مع وزارة الثقافة
تغيير الشركة والاتفاق مع شركة أخرى إذا قابله أي نوع من أنواع التعثر،
وإذا تعثر فيلم لأي سبب فلن يعود دعمه إلى الوزارة بل سيرشح فيلم آخر من
الأفلام التي كانت متقدمة للدعم ليحصل عليه .
الخليج الإماراتية في
28/03/2012
ناقمون على النقابة ويدعون إلى الإصلاح
الفنانون الأردنيون ضد استغلال الفن والشاشة
عمّان - ماهر عريف:
هاجم فنانون أردنيون مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الرسمية، وانتقدوا بشدة
نقابتهم المهنية داعين إلى تشكيل ائتلاف يصد تقديم تنازلات مسيئة مقابل
الحصول على فرص عمل متواضعة . واستعرضوا خلال ورشة حول الدراما استضافها
المركز الثقافي الملكي في عمّان ما نعتوها “جوانب فساد مالي وإداري اعترت
مشروعات إنتاجية” مؤكدين ضرورة مجاراتهم الحراك الميداني الساعي إلى
الإصلاح .
وصف الفنان زهير النوباني قرار وقف إنجاز مسلسلات إذاعية ب”الارتجالي”
و”الشخصي” في ظل نجاحات رافقت تجارب عدة معتبراً أغلبية الأعمال التي
أنتجها التلفزيون الأردني منذ تسعينات القرن الماضي حتى الآن “فاشلة”،
وجاءت بقصد “رفع العتب” و”التنفيع” وسط حالة شلل أصابت الحركة الفنية في
مقتل .
وطرح النوباني جملة مقترحات في هذا النطاق تصدّرها سن تشريعات تحفز
الإنتاج الدرامي الأردني، وتحديد قائمة لشراء الأعمال ذات السويّة العالية
إلى جانب تخصيص دائرة مستقلة للإنتاج، وبلورة خطط سنوية موازية، وتفعيل
الاتفاقات مع الدول الأخرى، وتنشيط مراكز التدريب وتشجيع الشباب على ولوج
ميدان الكتابة التلفزيونية والاستناد إلى إصدارات روائية مجدية .
من جهته قال المخرج سهيل الياس: شاشة التلفزيون الأردني باهتة
و”مقيتة” ولا تستقطب المشاهدين ولا المعلنين، والبرامج رديئة والإدارات لا
تملك دراية متخصصة يقودها عادة “مقحمون” لا علاقة لهم بالإعلام والفن
والإبداع يأتون من وزارات وجهات أخرى ويريدون التدخل والتحكم في كل شيء.
وأشار الفنان محمد القباني إلى ما نعته “دماراً” لحق الأرشيف في مؤسسة
الإذاعة والتلفزيون وأردف: عن تجربة ذاتية اكتشفت أن حلقات من أعمال مهمّة
غير موجودة وربما أتلفت أو سرقت، وفيما تغيب أسماء ريادية عن الشاشة تتواصل
الأعمال الهزيلة، بينما تحوّلت المؤسسة إلى إحدى دوائر العلاقات العامة
المسخرة لمصلحة الحكومة وفق نظام التوريث في تولي أغلبية الوظائف من أبناء
ثم أحفاد المسؤولين .
وتساءل الفنان عبد الكريم القواسمي: ما مصير اقتطاع دينار من فاتورة
كهرباء كل منزل دعماً لميزانية التلفزيون؟ وزاد: تبدو ثمة “قصدية” في
الإساءة لنا عبر أعمال مترهلة، وشخصياً قرأت أحدها 4 مرات ولم أجد حدثاً
درامياً مفهوماً فاعتذرت قبل أن أصدم بعرضه، كما ورد وفق شكل ومضمون سطحيين
للغاية، ونحن نريد معرفة مدى وجود خطة واضحة لساعات البث المحلية والعربية
وفهم آلية إدارة الأمور التي تدل على عشوائية جسيمة .
ورأى القواسمي أن المظلة الرسمية للفنانين ممثلة في نقابتهم واجهت
صدمات حكومية وأخرى داخلية أنقصتها دورها، وأضاف: لقد استهلكت في أمور
ثانوية أضعفت النظرة الاعتبارية لها، ولو كان الأعضاء على مستوى السلوك
المطلوب لحصدت مكانة مهمة، إلا أن كثيرين يكتفون بحضور اجتماعات الهيئة
العامة وإقرار البيانات فيما لم يكتمل النصاب مرات عدة .
من جانبه وجد الفنان حابس حسين الحديث عن عدم قدرة تسويق العمل المحلي
وسداد نفقاته “حجة واهية” تدين الدائرة المعنية بذلك في التلفزيون، وقال:
غياب المسؤولين عن جلساتنا بما فيها هذه الورشة المنعقدة تحت رعاية وزير
الثقافة أساساً من دون حضوره ولا مدير التلفزيون ولا أحد يفترض تلقيه
ملاحظاتنا، يؤكد استمرار عدم مبالاتهم بهمومنا، ولذلك علينا تشكيل ائتلاف
ضاغط قادر على انتزاع حقوقنا حتى على حساب تقديم تضحيات، ويجب أن نواكب
الحراك السياسي والاجتماعي بوصفنا قادة الفكر والفن وإيصال صوتنا حيث يعلو
ويصدح بلا خوف أو تهاون .
وعلق الفنان غسان المشيني قائلاً: نحن المعنيون أولاً بأن ننهض
بأنفسنا ومجالنا ونرفض بحزم تقديم تنازلات مجحفة مقابل فرص مشينة، بداعي
الحاجة إلى توفير لقمة العيش، وبدا جلياً أننا سلعة غير مربحة لمسؤولين
تساقط بعضهم ولايزال وفق ملفات اختلاس ونهب واستغلال للمناصب .
واستطرد: هذا الاجتماع “تنفيسي” حتى لا نخرج في اعتصام ولا بأس في ذلك
لكن لابد من قول “لا” ضد كل استغلال، ونقف في وجه أي فساد يعتري مجالنا كما
حصل في مشروعات إنتاجية سابقة، حيث تكسّب قائمون على “المناهل” من معونته
الدولية وهضم المعنيون عن “الملح الأسود” حقوق تأميننا وفوجئت باستشراء
“التنفع” وفق 7 عقود لأعمال مختلفة في وقت تخليت عن مستحقاتي في “حط على
النار” بعد سردهم إشكالات تتعلق بالعجز المادي .
الفنان رشيد ملحس قال: لا توجد لدينا أساساً استراتيجية واضحة في
الشأن الدرامي وتظل الأفكار مبنية على اجتهادات وسط تقاعس المؤسسة الرسمية،
وثمة من استغلوا الظروف في فرض شروط وأساليب إنتاجية مزرية أصبحت بمثابة
نظام عمل متبع عبر أجور رخيصة وأجواء مؤسفة رهينة رأس المال الخارجي، فيما
تحوّل أنصاف المثقفين والفنانين إلى “مطبلين” واتسعت مساحة الفاسدين نتيجة
اتخاذ قرارات “ترقيعية” راكمت الأخطاء .
وتابع: هناك أياد اختطفت دور النقابة وفرغتها من محتواها وحوّلتها إلى
ما يشبه جمعية خيرية وأفقدتها وجوب دفاعها الحقيقي عن المنتسبين، ووضع حد
لظروف مقيتة تبدأ بطريقة التعامل ولا تنتهي عند استغلال العوز وعدم إدراج
التأمين وضياع الحقوق .
بدوره قال الفنان محمد العبّادي: نحن نتحمل جزءاً من مسؤولية تقهقر
المجال، فحين تغاضى مدير سابق عن 5 عقود من الدراما الإذاعية وأوقف عام
2007 تواصلها صمتنا عوضاً عن الاحتجاج والذهاب إلى مكتبه، وعندما بيعت شركة
الإنتاج الأردنية بأبخس الأثمان أخذنا موقفاً سلبياً ولم نطالب بحقوقنا،
لكن حان الوقت حتى نقول كلمتنا وسط “ربيع عربي” فرض واقعه ويجب علينا
التواصل مع التيارات السياسية والحزبية التي سيكون لها حضورها والابتعاد عن
الشرذمة والتفكك والوجاهة الفردية .
الفنان شايش النعيمي حمّل “غياب الوعي الرسمي” السبب الرئيس “حال
الدراما غير المقبول” وقال: بعد رسم الآمال حيال انطلاق نقابة الفنانين عام
1997 ظهرت معالم المنفعة المالية لدى البعض خصوصاً منصب النقيب ومن حوله،
ومع مرور الزمن أصبح الوجود ضمن عضوية مجلس الإدارة مطمعاً دافعه المصلحة
الذاتية وصارت الانتخابات “سوق بيع وشراء” للأصوات .
وأضاف: أصبح جسم النقابة معتلاً بدخول عناصر دون المستوى المطلوب
وظهرت الإقليمية المقيتة وتدنى التفكير في مستقبل الأعضاء وانحصرت في
إشكالات سطحية وجانبية، ما انعكس سلباً على الإبداع وأسهم في طفو أدعياء
على السطح .
وعرج النعيمي على كتاب حكومي صدر مؤخراً يفيد بصعوبة توفير صندوق
للدراما ودعم أبناء المهنة معلقاً: لا نعرف أساساً من صاغ الطلبات الموجّهة
من النقابة وبأي أسلوب جاءت ويبدو أنها “مهلهلة” وعن غير اختصاص، وشخصياً
لم أشارك في ذلك حيث أحجمت عن التفاعل مع مجلس الإدارة السابق عقب 4 أشهر
فقط من انتخابي عضواً إزاء تحفظاتي على سير العمل وغاياته .
انتقد المخرج فراس الريموني النقابة متسائلاً عن أسباب غياب أعضاء
مجلسها عن الورشة وحتى بعض الفعاليات، كما شدد نظيره المخرج نبيل نجم على
تراجع دور الأخيرة منذ تأسيسها وعدم فرضها نفسها بقوة، فيما أيّدت الفنانة
سميرة خوري إحالة ملف المدينة الإعلامية إلى هيئة مكافحة الفساد واقترحت
التواصل مع البرلمان لإيصال تطلعات أبناء المهنة ووافقتها في ذلك الفنانة
قمر الصفدي .
عقّب مدير دائرة الإنتاج في التلفزيون الأردني الفنان نصر عناني
قائلاً: بصراحة لم أبلغ بأن علينا تقديم ورقة عمل ومدير المؤسسة مرتبط
بمواعيد مسبقة وأنا أكرر دائماً أنه لا حلول لمعضلة الدراما من دون تمويل
حكومي، فنحن مقيّدون بميزانية سنوية لا تتجاوز 14 مليون ونصف المليون دينار
وحال استطعنا توفير أخرى يقتصر ذلك على شهر رمضان فقط .
وأكد عناني أن مسلسل “بوابة القدس: الطريق إلى باب الواد” الذي أنتجه
التلفزيون وعرضه في الموسم الماضي لم يحقق مردود تكاليفه حتى الآن، حيث
اقتصر بيعه على تلفزيون قطر وفق مبلغ لم يتجاوز نصف مليون دولار، وتلفزيون
فلسطين بما يعادل ثلث القيمة المادية، فيما أشار إلى محالة تعاونهم مع
المركز العربي في الحصول على أعمال منجزة بأسعار تعادل 90 ألف دولار لكن
الأخير رفض وطلب أرقاماً مضاعفة .
وأردف: مدير المؤسسة الجديد رمضان الرواشدة قرر إعادة الدراما
الإذاعية عبر إنجاز عمل على الأقل كل شهر، ونحن ندرس حالياً 4 مسلسلات
تلفزيونية لاختيار أفضلها، ورغم عدم إنكارنا وجود أخطاء لكن ثمّة ثوابت
إيجابية ومساعي جهة تحسين الصورة استناداً إلى أجهزة حديثة وديكورات لائقة
.
الخليج الإماراتية في
28/03/2012 |