جدول مزدحم بأعمال سينمائية ودرامية وبمشاكل وعقبات كثيرة تواجهها،
هذه هي حال الممثل آسر ياسين راهناً. فمسلسل «البلطجية» يواجه صعوبات في
تصويره وفيلم «أسوار القمر}، الذي بدأ تصويره منذ أكثر من عامين، ما زال
متعثراً تنفيذه، وصولاً إلى مشكلة فيلمه الجديد «فرش وغطا» الذي رفضت وزارة
الأوقاف المصرية تصويره في مسجد السيدة نفيسة، وهو ما اعتبره آسر تقييداً
للحرية و الإبداع.
عن هذه المشاكل كافة كان اللقاء التالي.
·
لماذا رفضت وزارة الأوقاف منح
التصاريح اللازمة لتصوير فيلم»فرش وغطا»؟
أجهل سبب المشكلة الحقيقي، فمن المفترض أن السيناريو حاز موافقة
الرقابة، وحصلنا أيضاً على تصاريح لازمة للتصوير في المسجد. لكن يبدو أن
هذا غير كاف لأن وزارة الأوقاف رأت أن التصوير في أحد المساجد التابعة لها
فعل مرفوض، ولم يعطنا مدير مكتب الوزارة التصريح الخاص بالتصوير في مسجد
السيدة نفيسة بدعوى مخالفة شرع الله. في المقابل، لم تفلح جهود فريق العمل
في حل الأزمة ودياً وما زلنا نحاول حل الموقف، ولم نتلق رداً رسمياً
مكتوباً بالرفض وأسبابه.
·
هل الجزء المفترض تصويره داخل
المسجد يتضمن ما قد تعترض عليه وزارة الأوقاف؟
لا يسيء الفيلم إلى دين، وفريق العمل حريص على عدم تعطيل الشعائر وليس
في نيته فعل ذلك، فضلاً عن أن القصة بعيدة تماماً عن المساس بالقضايا
الدينية أو الفقهية. فالبطل سجين هارب بسبب الانفلات الأمني الذي شهدته مصر
في أعقاب ثورة يناير، ويتتبع الفيلم قصة انتقاله بين الأمكنة المختلفة ومن
ضمنها الجامع حيث يمضي يوماً كاملاً.
أشير هنا إلى أن الجامع يمثل جزءاً كبيراً من الفيلم ولا يمكن
الاستغناء عن المشهد فيه أو استبداله، وقد أجازت الرقابة الفيلم فكيف يحمل
عمل مشهداً يسيء
إلى الدين الإسلامي أو المسجد وتجيزه الرقابة؟!
·
لماذا لا تبحثون عن بديل كبناء
ديكور خاص بالمشهد؟
البحث عن بدائل وتحديد أماكن التصوير مسؤولية المخرج، والقرار يعود
إليه في النهاية. لكن شخصياً، ليس من المنطقي البحث عن بديل، خصوصاً أننا
ندافع عن الحريات ومن حقنا التصوير في المسجد ما دمنا لم نخالف أي قانون أو
نتعرض لأي شخص أو معتقد. أتساءل هنا: كيف تم تصوير أعمال فنية كثيرة سابقاً
في المساجد؟
·
هل تعتقد أن السبب وصول بعض
التيارات الدينية إلى البرلمان؟ خصوصاً أن اجتماع فريق العمل بمدير مكتب
وزير الأوقاف حضره أحد نواب حزب «الحرية والعدالة».
لا أعلم السبب تحديداً ومن المبكر إبداء رأي في هذه المسألة، خصوصاً
أن الوزارة لم تعلن موقفاً رسمياً بعد، والبرلمان أيضاً الذي قدم أحد
أعضائه طلب إحاطة بالموضوع. لذلك لا يمكن التأكيد على أن قرار المنع يحمل
موقفاً وسلوكاً عاماً في مصر. لكنه بالطبع يؤكد على تقييد الحرية والإبداع.
·
ما هو رد جبهة الدفاع عن حرية
الإبداع، وأنت أحد أعضائها، على موقف وزارة الأوقاف؟
دعمت الجبهة موقف فريق العمل، وأصدرت بياناً تدعو فيه وزارة الأوقاف
إلى منحنا التصاريح اللازمة للتصوير. أكد البيان أن الفن يكون دائماً حليف
الأديان كافة، واستشهد بموقف الأزهر في رؤيته للفن. عموماً، الدفاع عن حرية
التعبير والإبداع كانا من الأسباب الرئيسة في إنشاء الجبهة في المقام
الأول، والحرية كانت وما زالت أحد أهم مطالب الشعب، وليس من الطبيعي أن
نعود خطوات إلى الوراء بعد الثورة.
·
هل سنرى فيلم «أسوار القمر» في
دور العرض قريباً؟
أتمنى ذلك فقد استأنفنا تصوير الفيلم بعد فترة توقف طويلة، تارة بسبب
مشاكل إنتاجية وطوراً بسبب الأحداث الماضية وما يواجه صناعة السينما ككل من
مشاكل. لكن على رغم كل شيء يجب على جميع العاملين في المجال الاستمرار في
تقديم ما لديهم، خصوصاً أن قصة الفيلم تتعرض لكثير من المواقف الإنسانية،
ما حمسني على المشاركة فيه منذ البداية. لذلك أتمنى أن ننتهي من تصويره
قريباً كي يعرض للجمهور.
·
كرمتك مجلة «دير جست» في
احتفالها السنوي أخيراً، ما الذي يمثله هذا التكريم بالنسبة إليك؟
شعور جيد بالطبع، خصوصاً أن الجائزة تأتي عن طريق تصويت الجمهور وهو
من يهمني في الأساس، وأفضل الجوائز التي تعتمد على رأيه مباشرة.
·
اعتمدت في الآونة الأخيرة على
السينما على رغم أن بدايتك كانت في الدراما التلفزيونية، واليوم جاء قرارك
بالعودة إلى التلفزيون، ما السبب؟
يكمن السبب في الشخصية التي أؤديها طبعاً، فالدور هو الفيصل بالنسبة
إلي في قبول العمل أو رفضه. تدور أحداث مسلسل «البلطجي» حول ميكانيكي تدفعه
الظروف إلى البلطجة، ظاهرة أصبحت منتشرة بشكل واسع في مصر، لذلك من المهم
المشاركة في عمل يناقشها.
·
تظهر في فيلمك الجديد سجيناً
هارباً، وتجسد في المسلسل التلفزيوني دور بلطجي، ألا تخشى أن يؤثر العملان
على بعضهما؟
الشخصيتان مختلفتان تماماً والقصتان أيضاً، فضلاً عن أننا أمام فيلم
ومسلسل فكيف سيؤثر كل منهما على الآخر؟عموماً، أرى أنهما إضافة لي لأنني لا
أحب التكرار وأبحث دائماً عن الجديد، وأنا سعيد بتواجدي في العملين.
الجريدة الكويتية في
23/03/2012
أفلام موسم الصيف تخشى السياسة!
كتب: القاهرة - جمال عبد القادر
يبدو أن الموسم السينمائي الصيفي سيكون مختلفاً بالمقاييس كافة، ويسود
ترقّب حول شكل الإنتاج وإيرادات الأفلام السينمائية في ظل الأحداث
المتلاحقة وانتخابات الرئاسة ثم حلول شهر رمضان، ما دفع المنتجين إلى
الرهان على موسم عيد الفطر، فهل يربحون رهانهم؟
لا تعزز السياسة وحدها القلق من موسم الصيف السينمائي إنما زاد
الطين بلة غياب نجوم الشباك على غرار عادل إمام ومحمد سعد وكريم عبد
العزيز… فهؤلاء يخوضون سباقاً في الدراما التلفزيونية، فيما أجّل أحمد حلمي
ومحمد هنيدي فيلميهما إلى موسم عيد الفطر.
يخشى المنتج محمد العدل من أن تفشل الأفلام التي ستعرض في الفترة
المقبلة لعدم وضوح موقف السلفيين و{الإخوان» من السينما بشكل كامل، «لذلك
أول موسم سينمائي جيّد سيكون في عيد الفطر»، كاشفاً أنه «وضع المشاريع في
الثلاجة» في ظل الارتباك الذي يسود الوسط السينمائي، إلى حين وضوح الرؤية
بعد الانتخابات الرئاسية في مصر.
بدوره، لا يتفاءل المنتج محمد حفظي بالموسم الصيفي لانشغال الجمهور
بالانتخابات الرئاسية وترقّبه الرئيس المقبل، ما يعرّض أي فيلم يطُرح في
هذا الموسم للفشل الذريع، مضيفاً أن أفلام أبريل ومايو غير مضمونة الربح
بسبب الامتحانات الطلابية وقلة الاحتفالات والإجازات الرسمية.
يراهن حفظي على موسم عيد الفطر المقبل الذي يصفه بالجيد، «لأن الجمهور
سيكون في حالة تعطش سينمائي، وعندما تعرض أفلام جيدة ستحقق إيرادات مرتفعة،
وهو ما سيتبعه المنتجون الذين لديهم دراية سينمائية كاملة».
من جهتهن يلفت المنتج هاني جرجس فوزي إلى أن الشباب هم رواد السينما
وبما الامتحانات الجامعية ستبدأ في مايو فلن يهتم هؤلاء بمتابعة الجديد
السينمائي، بعد ذلك تأتي انتخابات الرئاسة يعقبها شهر رمضان، بالتالي موسم
الصيف قصير.
يشير هاني إلى أن المنتجين يساورهم القلق من هذا الموسم، بالتالي
يتوقع إما تأجيل الأفلام أو الاستعجال في عرضها في بداية إبريل ليكون لديها
وقت كاف للعرض.
تشويش
يوضح المستشار الإعلامي للشركة العربية عبد الجليل حسن أن الرؤية
أصبحت مشوشة وغير واضحة، في ظل الأحداث المتلاحقة التي تشهدها البلاد،
مؤكداً أن الخارطة السينمائية ستسير بشكل طبيعي، «إذ يفترض أن تكون السنة
كلها موسماً سينمائياً وستعرض شركتا التوزيع في مصر كمّاً من الأفلام، في
حال سارت الأمور بشكل طبيعي، مثلما حدث خلال انتخابات مجلسي الشعب والشورى».
يضيف: «لو تمكن الخوف والقلق من المنتجين وصانعي السينما لانهارت
الصناعة بأكملها، لذلك لا بد من المخاطرة فثمة عائلات مصدر دخلها السينما،
بالتالي لا بد من الاستمرار لأجلها».
في المقابل، المنتج والموزع السينمائي محمد حسن رمزي متفائل بالموسم
السينمائي المقبل، ويوضح أن إقبال الجمهور على الأفلام في الفترة الماضية
شجع منتجي السينما على عرض أفلامهم.
يؤكد رمزي أن الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في أول يونيو لا
تشكل قلقاً على الإطلاق، «لأنها ليست المرة الأولى التي يذهب فيها المصريون
إلى صناديق الانتخاب، فقد خاب ظن المنجمين الذين توقعوا أن تكلف انتخابات
«الشعب» و{الشورى» المصريين أنهاراً من الدماء»، موضحاً أن جمهور السينما
سيقترع، ثم يتوجّه إلى السينما لمشاهدة فيلمه المفضل.
يضيف أن نجاح الفيلم وتحقيقه إيرادات مرتفعة يتوقف على جودته وليس على
الانتخابات أو أي أمر آخر، «بعدما أصبحت السينما أرخص وسيلة للترفيه، وبات
المواطن في أمس الحاجة إليها للتخلص من الجرعة السياسية التي يتناولها
رغماً عنه».
يرفض رمزي تسمية الصيف أو العيد أو غيره بالموسم السينمائي، مشيراً
إلى أن السنة كلها أصبحت موسماً سينمائياً، وأن دور العرض السينمائية تستعد
لاستقبال كمّ من الأفلام، «فيشهد أبريل عرض فيلمين هما: «على واحدة ونص» من
بطولة الراقصة سما المصري وإخراج جمعة بدران، و{حظ سعيد» من بطولة أحمد عيد
ومي كساب. كذلك يشهد مايو عرض أفلام: «عش الزوجية» من بطولة رامز جلال
وإيمي سمير غانم، «حلم عزيز» من بطولة أحمد عز وشريف منير، «ساعة ونص» من
بطولة سمية الخشاب وفتحي عبد الوهاب وأحمد بدير، إنتاج أحمد السبكي، وإخراج
وائل إحسان، «المصلحة» من بطولة أحمد السقا وأحمد عز وحنان ترك، وإخراج
ساندرا نشأت، «بابا» من بطولة أحمد السقا إخراج علي إدريس، «المصلحة» لأحمد
عز الذي يؤكد رمزي أنه لن يتراجع عن عرضه في هذا التوقيت، إذ لا يستطيع
تأجيله أكثر من ذلك، موضحاً أن إسعاد يونس منتجة وموزعة فيلم «حلم عزيز» من
بطولة أحمد عز أيضاً لا تستطيع أن تطلب منه تأجيل «المصلحة»، ولن يطلب هو
منها تأجيل فيلمها، معلقاً: «سأترك الحكم للجمهور ليختار الأفضل».
جمهور ذواق
يلفت المنتج أحمد السبكي إلى أن الجمهور المصري بطبيعته يعشق
السينما، وينتظر عرض كل ما هو جديد فيها، لذا سيطرح في يونيو المقبل فيلمي
«ساعة ونص» الذي يضم مجموعة من الفنانين من بينهم: سمية الخشاب وفتحي عبد
الوهاب، إخراج وائل إحسان، «حصل خير» من بطولة سعد الصغير والمطربة
اللبنانية قمر في حال انتهاء مخرجه إسماعيل فاروق من تصويره، أو من الممكن
عرضه في موسم عيد الفطر، لافتاً إلى أن الفيلم الجيد الذي ينال إعجاب
الجمهور سيحقق إيرادات مرضية بغض النظر عن أي أمر آخر.
يضيف السبكي أنه غير متخوف من المواسم المقبلة، ولن ينقطع عن الإنتاج
معلقاً: «المنتج اللي يخاف يشوف مهنة تانية».
الجريدة الكويتية في
23/03/2012
مدحت أبو العز:
لن أحاكَم كبديل للرئيس
القاهرة - أميرة حمدي
من الإنتاج السينمائي المصري الجديد فيلم «أروقة القصر» الذي يتناول كواليس
الـ 18 يوماً التي عاشتها الثورة المصرية وغالباً من منظور القصر الجمهوري.
قام بدور الرئيس في الفيلم الفنان مدحت أبو العز الذي أذهل الجميع بشبهه مع
الرئيس السابق. وكان أبو العز يعمل محاسباً مالياً إلى أن جاءته فرصة العمل
بالفن بعد سقوط النظام. يقول مدحت أبو العز أو «شبيه مبارك» كما يلقب:
«فيلم «أروقة القصر» روائي ووثائقي يبدأ من خطاب التنحي الذي ألقاه عمر
سليمان، نائب رئيس الجمهورية وقتها، وصولاً إلى احتفال الشارع بالتنحي.
وبطريقة الـ «فلاش باك» يرصد الفيلم الاجتماعات التي حدثت بين كبار مسؤولي
الدولة وقتها مثل زكريا عزمي، وعمر سليمان، ورئيس الوزراء الأسبق أحمد
شفيق، وأمين عام الحزب الوطني حسام بدراوي، الذي عينه مبارك خلفاً لصفوت
الشريف. ويقوم عدد من الفنانين بأدوار كبار السياسيين، وفي النهاية يعقّب
حسام بدراوي بشخصيته الحقيقية على الفيلم حاكياً وقائع مهمة مثل واقعة طرده
من مقر الرئاسة.
كما يقدم الفيلم شخصية سوزان مبارك وتقوم بدورها الفنانة السورية نجوى
النيجيري، ويقوم بدور عمر سليمان الفنان أحمد المرسي، وباقي فريق العمل
وجوه جديدة، ولم يقدم الفيلم شخصية علاء مبارك؛ لأنه كان مختفيًا على
الساحة السياسية لوقت طويل... الفيلم يشرح فقط كواليس الـ 18 يوماً مدة
الثورة المصرية في الميدان دون ذمٍّ ولا مدح، بل يحاول الرصد بموضوعية
وواقعية ويترك النهاية مفتوحة».
وعن مصادر المعلومات في فيلم «أروقة القصر»، يقول أبو العز: «المعلومات
والحكايات والكواليس من مصادر موثوق بها، وراءها عدد من الذين كانوا يعملون
بالقصر الرئاسي وقت الأحداث، وقد حصلوا على مبالغ مالية نظير هذه
المعلومات، كما اجتمعنا مع بعض السياسيين الكبار، وكانوا شهود عيان، لكنهم
رفضوا الظهور في الفيلم، واكتفوا بإمدادنا بالمعلومات».
وعن استعداده لأداء شخصية مبارك في الفيلم، قال: «معروف أن مبارك كان من
أكثر الرؤساء أناقة، لذا حرصت على شـــراء مجــموعة من البدل الأنيقة - وفق
إمكاناتي- بكل الألوان وصل سعر بعضها إلى 5000 جنيه، بينما كان أقل ســـعر
لها 750 جنـــيهاً وهذه أســـعار مرتفعة، وإن كانت بدلة مبارك تجاوزت 100
ألف جنيه. مع أنني لم أكن معتاداً على لــــبس البدل، ولم أتقاض أي مقابل
مادي من الفيلم؛ لأن القائمين عليه من الشباب سواء في التأليف أو الإخراج،
لكنهم وعدوني بالحصول على المقابل بعد التسويق، كما تراوحت أسعار
«الكرافات» من 600 إلى 40 جنيهاً، بالإضافة إلى مجموعة من الأحذية، لأنه من
غير الممكن أن يقدم مبارك بصورة سيئة، وهناك من أشاد بالملابس في العمل
واللقاءات التليفزيونية، أما باقي فريق العمل فلم يحتج أحد منهم إلى ملابس
غالية الثمن أو إكسسوارات أو غيره».
كواليس
وعما إذا كان هناك أسرار كواليس جديدة سيُقدِّمها الفيلم خلاف ما تناولته
الصحف، يقول: «أهم ما تناوله الفيلم ما قاله أحد الشهود العيان على «خناقة»
جمال وعلاء مبارك، والحوار الكامل بين الرئيس مبارك وحسام بدراوي، وأسباب
طرد بدراوي من القصر، وحوارات سوزان مبارك في إدارة الأزمة، وموقف عمر
سليمان في الثورة، ومحاولة اغتياله ومن وراء هذا الاغتيال ورد فعله، ومظاهر
اعتماد مبارك على من حوله لكبر سنه».
وعن أمـــاكن التصـــوير، يقول أبو العز: «صوَّرنا في أماكن مشابهة لقصر
الرئاســة، في قصور و»فلل» لشخصيات مهمة رفضت ذكر اســمها - محـــتويات
مــنازلهم تشبه القصور الرئاسية من الديكور والأثاث والنجف وغيره، وسوف يجد
المشـــاهد في مشهد وداع مبـــارك وزوجتــــه للقصر الرئاســـي يوم التنحي
أن القصر شــبيه تمامًا بالقصر الجمهوري. وســيعرض الفيلم قريباً ربما خلال
أيام لكن لا أعرف حتى الآن هل سيكون عرضه الأول سينمائياً أم عبر قنوات
فضائية».
يقول مدحت أبو العز: «أنا في الماضي لم أكن أهتم بمدى التقارب بيني وبين
الرئيس مبارك في الشبه. لكن الناس هم الذين نبَّهوني إليه، وحين حاولت من
قبل العمل في مجال التمثيل وجدت معارضة شديدة من أسرتي تحسبًا لأي خطر، فلن
يقبل أن يكون شبيه الرئيس ممثلاً. وكان هناك ممثل شبيه بمبارك قدَّم دور
الرئيس مبارك من ظهره في فيلم «جواز بقرار جمهوري» مع الفنان هاني رمزي،
وقيل إنه لا يُعرف له مكان من وقتها. ودائماً ما كان الناس في كل مكان
يتندرون على الشبه بيني وبين الرئيس السابق.
البعض يقول إنه شيء جيد، ومن الممكن أن أستفيد منه، بينما البعض الآخر
يحذرني خوفاً من الظهور بهذا الشكل لئلا يسجنني الأمن. وقد حذرتني بعض
القيادات الأمنية من قبل خوفاً من الظهور بشكلي في أي عمل فني»، ويضيف: «لم
أستخدم الماكياج في الفيلم؛ لأن الشبه قريب جداً، بينما استخدم باقي فريق
العمل الماكياج لمحاولة الاقتراب من الشخصيات الحقيقية في الفيلم».
شبه ما
ويضيف أبو العز: «الأشخاص الذين يشبهون الرؤساء والزعماء في الدول المتقدمة
يحصلون على الشهرة، والكثير من الامتيازات لمجرد وجود هذا الشبه، أما في
مصر فالأمر مختلف، فشبيه الرئيس الأميركي السابق جورج بوش لا أحد يعرف
اسمه، لكنه معروف بـ «شبيه بوش»... وقد أشيع من قبل أن شبيه مبارك هو الذي
كان حاضراً للمحاكمة طوال الفترة الماضية كبديل للرئيس مبارك لكن هذا غير
صحيح، أنا لم ولن أحضر المحاكمة كبديل للرئيس السابق، ولن أدخل المحكمة
نهائياً.
والغريب أن عدداً كبيراً من الأشخاص الذين يعرفونني اتصلوا بي تليفونياً
أول أيام محاكمة الرئيس السابق ليتأكدوا أني في منزلي، ولست بديل الرئيس
السابق، ولم يكن أحد يصدق أني لست دوبلير الرئيس إلا بعد أن يتأكدوا
بمهاتفتي، ولا يمكن أن أقبل ذلك لمقابل مادي فلن تنفعني الأموال وأنا داخل
السجن ومحروم من أولادي. كذلك لا يمكن أن أعرّض حياتي للخطر فقد أتعرض
للقتل من أحد الكارهين لمبارك ظناً أنني الرئيس، ومع هذا لا أرفض أن أكون
«دوبلير» الرئيس لأحل محله في عمل وطني لمصلحة البلد ليس لمقابل مادي ولا
غيره فقط لمصلحة البلد كما في فيلم «سجين زندا».
أبو العز يجهز للجزء الثاني من «أروقة القصر»، وسيكون بعنوان «محاكمة
الرئيس».. وستظهر فيه زوجتا علاء وجمال ابني الرئيس، ويبدأ من سفر مبارك
إلى شرم الشيخ بعد التنحي ووضعه في المستشفى، والتحقيقات معه، ومع أولاده،
ووضعهم في سجن طرة، كما يجسد مراحل أخرى من حياته، كما سيؤدِّي دور مبارك
كصديق للقذافي وبن علي وعلي عبد الله صالح في أفلام أخرى جار التحضير لها.
الحياة اللندنية في
23/03/2012
حلقة أخرى في سلسلة أفلام الأوروبي البديل وأفريقيا البائسة
القاهرة - فريال كامل
من الأفلام الأوروبية التي قيّض أخيراً لجمهور النخبة السينمائية في مصر أن
يشاهدها فيلم «في عالم أفضل» للمخرجة سوزان بيير. وهو فيلم كانت سبقته
شهرته لفوزه بأوسكار أفضل فيلم غير ناطق بالإنكليزية عام 2011. وهو عرض
أخيراً مع مختارات من الأفلام الدنماركية على مدار أسبوع في مركز الإبداع
في القاهرة حيث لاقى إقبالاً من مصريين وأجانب.
خلال سياق الفيلم تتنقل الكاميرا تنقلاً تعسفياً بين موقع لم يحدّد تماماً
في قلب أفريقيا وموقع آخر في إحدى مدن الدنمارك، ما يضع الموقعين على كفتي
الميزان ليكشف مدى الفجوة بينهما جغرافياً وحضارياً. وهذا ما يجعل المُشاهد
يتساءل منذ البداية عن دواعي إبراز تلك الفجوة ومبررات عدم تداركها على
مدار السنين.
يتسم الفصل المصوّر في إفريقيا من الفيلم بطابع تسجيلي يسجل معاناة بشر
يقيمون في مخيم للاجئين في قلب الصحراء القاحلة، أينما تجول الكاميرا في
بحر الرمال لا يعترضها نبتة خضراء يقتات بها إنسان أو يستظل بظلها. وفي تلك
الأجواء يعم الجفاف ويسود القحط وتعصف الرياح بالخيام المهترئة حيث تعيش
جماعة من الأفارقة ذوي أصول عربية وغالبيتهم من النساء والأطفال من دون
مورد أو خدمات توفر الحد الأدنى لاحتياجات البشر.
وترصد الكاميرا صفاً من النساء يحملن أوعية مملوءة بالماء من مصادر بعيدة
بينما الأخريات ينتظرن مصيراً من الواضح أنه محدد سلفاً. وتكتمل الكارثة
بتوفر السلاح في أياد غير مسؤولة لأشخاص يطلقون النار في شكل عشوائي ما
يرهب الأهالي ويخلف من ضحايا بغرض فرض السيطرة على المنطقة.
وفي مقابل ذلك كله يتطوع طبيب أوروبي من الدنمارك في أقصى الشمال لعلاج
المرضى ورعاية الأطفال من دون إمكانات، حتى أننا نشـــاهده يجري جراحة في
خيمة غير معقمة ومن دون أجهزة طبية، ويتجلى مدى نُبل الطبيب الأوروبي حين
يُحمل إليه أحد زعماء الحرب الأهلية مــصاباً بجرح نافذ ويتعالى احتـــجاج
الأهــالي ينهون الطبيب عن تقديم العون لمن يطلقون عليه لقب «الشيطان» وهنا
يسأل المُصاب الطبيب: هل أنت صديقي؟ فيجيبه الطبيب بالنفي، ويضيف: «من
واجبي أن أساعدك»، وتنمو المودة بين الطبيب والأطفال، ونشاهدهم في مستهل
الفيلم يستقبلونه فرحين وفي نهاية اليوم يودعونه ملوّحين. وفي مشهد آخر
يتواصل الطبيب مع ابنه الوحيد في الدنمارك عبر البريد الإلكتروني مفضّلاً -
كما يكتب إليه - أن يبقى مع بشر في أشد الحاجة إليه.
إثر ذلك وفي شكل يكاد يكون مباغتاً، تنتاب المُشاهد الحيرة حين تنقله
الكاميرا إلى الدنمارك لنشاهد قصة درامية تدور في أجواء مختلفة عن صداقة
تربط بين زميلين في المدرسة (آنييس وكريستيان). وتكشف الأحداث أن كلاً
منهما يحمل جرحاً في نفسه لظروف عائلية. إذ يعاني آنييس من انفصال والديه
وافتقاده والده الذي هجر أسرته لمساندة قوم في إفريقيا. أما (كريستيان)
فيمر بظروف عصيبة بعد رحيل والدته الحبيبة وانبعاث شكوكه حول دور والده في
إنهاء حياتها، تلك إضافة لانتقاله مضطراً للإقامة مع والده وما تبعه من
التحاقه بمدرسة جديدة لا يتآلف معها. بل أكثر من هذا نراه وقد تلقى لكمة
قاسية من أحد زملائه، فينزوي في حجرته حزيناً مكلوماً.
تتصاعد الدراما ويتضاعف التوتر حين يتلقى والد كريستيان، هو الآخر صفعة من
عامل ذي بشرة سوداء! وبينما يتسامى الرجل الأبيض عن رد الإهانة، يكون رد
فعل الموقف على الصبيين مختلفاً فيتسلح آنييس بسكين ويعكف كريستيان على
تحضير مفجر لتفجير سيارة المعُتدي ذي البشرة السوداء.
وفي لحظة التفجير ينتظر المشاهد تصعيداً درامياً آخر حين يندفع آنييس في
آخر لحظة مضحياً بنفسه لإنقاذ طفل صغير كاد أن يطوله التفجير وينقل آنييس
إلى المستشفى في حالة سيئة. ويصل الحدث إلى ذروته حين يقرر كريستـــيان
إنهاء حياته للتخلص من عذاب ضميره. إلا أن الطبيب النبيل والد صديقه يتدخل
لإنقاذه في آخر لحظة ويُصلح العلاقة بينه وبين صديقه الذي سرعان ما يتعافى
وتعود المياه إلى مجاريها، ويرجع الطبيب النبيل إلى عمله التطوعي مخلفاً
وحيده وزوجته ليدخل دائرة الاتهام بالتقصير في حق أسرته، ذلك في مقابل
تفانيه في خدمة قوم «يصدرون ثقافة العنف للمجتمع الأوروبي» .
ويتساءل المُشاهد طالما أن لكل عمل درامي منطقاً داخلياً يوحّد مفرداته، ما
هو المنطق الذي يربط بين قسمي الفيلم اللهم إلا تلك الرابطة الواهية ممثلة
في شخص الطبيب؟. وما الضرورة الدرامية التي تحتم أن يكون المعتدي ذا بشرة
سوداء؟. وما المبرر لإقحام مشهد الصفعة اللهم إلا كتكريس للعنف ضد الأقليات
أصحاب البشرة السوداء النازحين إلى بلاد الشمال؟. وما الدافع وراء وضع كل
من الرجل الأوروبي الأبيض والرجل ذي البشرة السوداء على كفتي الميزان مع أن
السبب في التخلف الحضاري للقارة السمراء هو تخلف المنظمات الدولية عن أداء
دورها المنوط بها.
وأخيراً يتساءل المُشاهد عن الحيثيات الفنية والدرامية التي أهلت فيلم
دراما يغلب عليها الافتعال للفوز بأوسكار الدولية.
الحياة اللندنية في
23/03/2012 |