شهدت مدينة الاقصر مساء أمس الثلاثاء افتتاح غير تقليدي لأول مهرجان
للسينما الافريقية في البلاد بموكب في نهر النيل يضم سفينتين تحملان
دبلوماسيين وفنانين أفارقة توجهوا بعد ذلك الى ساحة معبد الاقصر حيث بدأ
حفل الافتتاح.
وفي الطريق الى الحفل قص وزير الثقافة المصري شاكر عبد الحميد ومحافظ
الاقصر عزت سعد شريط الافتتاح على شاطئ النهر.
وفي حفل الافتتاح حضرت الاحتجاجات الشعبية التي أجبرت الرئيس المصري
السابق حسني مبارك على التخلي عن الحكم يوم 11 فبراير 2011 اذ قال رئيس
المهرجان سيد فؤاد ان مهرجان الاقصر للسينما الافريقية "ثمرة من ثمار ثورة
25 يناير المجيدة" التي وجهت مصر مرة أخرى الى عمقها الافريقي.
وأضاف أن نظام مبارك أبعد مصر عن "حاضنتها وقارتها الام... نحن نحتاج
الى دفء قارتنا العظيمة كما تحتاج هي الينا وتفتقدنا فمرحبا بتنافس يرقى
الى تكامل."
وقال عبدالحميد ان المهرجان "حدث فني وثقافي بالغ الاهمية" اذ يمثل
اطلالة لمصر على جنوبها بعد اهمال طويل "بفعل اثم" مشددا على أن المهرجان
جزء من أنشطة مصرية تسهم في "تصحيح البوصلة وتعديل المسار... في زخم ثورة
25 يناير المجيدة التي صححت المسار" على كثير من الاصعدة الثقافية
والسياسية.
وشدد سعد وهو سفير سابق على دور المهرجان -الذي يستمر ثمانية أيام
وتشارك فيه أفلام من 34 دولة افريقية- كجسر للتواصل والتعاون والانطلاق نحو
افاق أرحب "على طريق تكامل افريقيا".
وكرم المهرجان في الافتتاح المخرج المصري داود عبد السيد. وعرض فيلم
الافتتاح الاثيوبي (تيزا) للمخرج هايلي جريما الذي سيكرم في حفل الختام.
وقدمت مديرة المهرجان عزة الحسيني درع المهرجان الى المخرجة الشابة
عايدة الكاشف ابنة المخرج المصري الراحل رضوان الكاشف (1952-2002) الذي
يهدي المهرجان دورته الاولى اليه هو والممثل الراحل سوتيجي كويتي
(1936-2010) من بوركينا فاسو.
ويتنافس في مسابقة الافلام الطويلة 17 فيلما من السودان وتونس
والجزائر والمغرب وكينيا ونيجيريا والسنغال وجنوب افريقيا وبنين وبوركينا
فاسو وساحل العاج ومالي ومصر.
الوفد المصرية في
22/02/2012
فى افتتاح مهرجان السينما الأفريقية
نجوم السجادة الحمراء "كاجوال" بالأقصر
الأقصر – محمد شكر:
افتتح مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية فعاليات دورته الأولى بمظاهر
احتفالية اعتمدت على الفلكلور المصرى واستغلت مميزات مدينة الأقصر التى
تستضيف مهرجانها السينمائى الأول.
شهد حفل الافتتاح حضوراً كبيرا من نجوم السينما المصرية بالنسبة
لمهرجان مصرى يقام لأول مرة حيث تخلى نجوم ونجمات السينما المصرية عن ملابس
السهرة مع بداية الحفل برحلة نيلية على المراكب الفرعونية "الدهبيات" فى
الثانية من ظهر امس الثلاثاء ليتحول الافتتاح إلى نزهة بين نيل الأقصر
والمناطق الآثرية قبل أن يستقر ضيوف المهرجان فى بهو معبد الأقصر.
شارك من نجوم مصر يسرا وليلى علوى ومحمود حميدة وهانى سلامة وصبرى
فواز والمخرج خالد يوسف والمخرج مجدى احمد على رئيس المركز القومى للسينما
وهانى رمزى وجيهان فاضل بالإضافة للبلبة التى اختارت أن ترتدى زياً
فرعونياً فى حفل الافتتاح.
بدأ الحفل بفقرات فنية من الفلكلور المصرى من بينها التحطيب والربابة
والطبول النوبية بالإضافة لفرقة الرانجو ثم ألقى رئيس المهرجان سيد فؤاد
كلمة عبر فيها عن سعادته بتحقيق حلمه وإقامة مهرجان للسينما الأفريقية
مشيراً إلى أن ثورة 25 يناير ساهمت فى تحقيق هذا الحلم.
تحدث وزير الثقافة شاكر عبد الحميد عن دور مصر الريادى فى القارة
السمراء لانها اعتادت منذ عصور على احتضان الدول الافريقية. كما اعتبر
محافظ الاقصر ان المهرجان يمثل دلالة واضحة على دفء العلاقات بين مصر
ومحيطها الافريقى وارتباطها به .
وكرم المهرجان فى دورته الأولى المخرج الكبير داود عبد السيد عن مجمل
أعماله كما شهد حفل الافتتاح تكريم اسم المخرج الراحل رضوان الكاشف بحضور
ابنته عايدة الكاشف كما كرم المهرجان المخرج سوتيجيه كواياتى من بوركينا
فاسو .
الوفد المصرية في
23/02/2012
خلال مؤتمر أعضاء لجنة تحكيم مهرجان الأقصر
دور العرض والدعم.. أهم مشاكل السينما الإفريقية
كتبت - نهلة النمر:
عقدت إدارة مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية مؤتمراً صحفياً لعدد من
أعضاء لجنة تحكيم الأفلام الطويلة والقصيرة المشاركة في مسابقة المهرجان،
بحضور محمد خان وهند صبري والمخرجه فنتا ريجيينا، والمخرج الموريتاني عبد
الرحمن سيسياكو، والناقد المغربي مصطفي الميسناوي .
وناقش المؤتمر أهمية إقامة المهرجان في مصر في ظل وجود عدد من
المهرجانات الإفريقية الهامة في القارة مثل قرطاج وواجا دوجو، كما تم
مناقشة كيفية فتح أسواق للفيلم المصري في القارة الإفريقية، وكذلك مستقبل
السينما الإفريقية في ظل غياب الاكتفاء الذاتي من السوق الداخلي وتقلص عدد
دور العرض، وإمكانية التعاون مع السينمائيين المصريين.
وقال المخرج الموريتاني عبد الرحمن سيسياكو: من وجه نظري لا يوجد فرق
بين السينما الإفريقية والمصرية ،ولا يوجد مانع من التعاون ولكن في الفترة
الماضية كان من الصعب إيجاد صيغة للتعاون نتيجة التوجهات السياسية للأنظمة
السابقة فيما يخص إفريقيا تحديدا.
وعقبت هند صبري على ذلك قائلة: إن تونس تعاني من تقلص دور العرض فتونس
بها 23 دور عرض نصفهم هو فقط يعمل، وهو ما يضع أمام صناع السينما التونسيين
عراقيل في عملهم لانتظارهم دعم الدوله أوالخضوع لشروط التمويل المشترك من
الدول والمهرجانات الأوربية.
وأوضح المخرج محمد خان أن تقلص عدد الأفلام المنتجة وسيطرة النظرة
التجارية البحتة على الأفلام المصرية عرض السينمائي المصري الجاد لنفس ما
يتعرض له السينمائي الإفريقي الباحث عن دعم أو تمويل.
الوفد المصرية في
22/02/2012
هتافات ضد العسكر فى افتتاح "الأقصر للسينما الأفريقية"
الأقصر - محمد شكـر:
تظاهر العشرات من ائتلاف شباب ثورة 25 يناير بالأقصر أمام قاعة
المؤتمرات مساء أمس خلال عرض فيلم افتتاح الدورة الأولى لمهرجان الأقصر
للسينما الأفريقية .
وعبّر شباب ائتلاف الثورة عن ترحيبهم بضيوف المهرجان من مصر والدول
العربية والأفريقية؛ فى الوقت نفسه ردد المتظاهرون هتافات مُعادية للمجلس
العسكرى ورفعوا لافتات حملت عبارات مثل "الثورة مستمرة" و"يسقط يسقط حكم
العسكر" و"الثورة مستمرة رغم أنف العسكر" .
جدير بالذكر أن فيلم الافتتاح الإثيوبى "تيزا" للمخرج هايلى جريما لم
يلق إقبالاً من بعض الصحفيين نظراً لأنه ناطق باللهجة المحلية الإثيوبية
والترجمة التى يحملها فرنسية رغم أن السائد فى المهرجانات المصرية هو
اشتراط ترجمتها للانجليزية باعتبارها اللغة الأجنبية الأولى لمعظم
المصريين, والملفت أن بعض الصحفيين الذين غادروا قاعة العرض انضموا
لمتظاهرى ائتلاف شباب الثورة أمام قاعة المؤتمرات .
الوفد المصرية في
23/02/2012
بـ "التوليفة السبكية الشهيرة"
"ركلام" يسير على خطى "شارع الهرم"
كتبت: حنان أبو الضياء
توليفة تجارية تحتوي على كل مواصفاتها: دعارة ورقص والأغاني الشعبية
الهابطة والجمل والحوارات الخارجة على حدود الأخلاقيات، والرقابة. ممزوجة
بالمآسي الإنسانية، وعلى كل مشاهد لفيلم «ركلام» أن يختار المذاق الذي
يريده لرؤية الفيلم الذي بدأ بسرقة أفيش للفيلم الأجنبي (الأشبينات) الذي
لا علاقة له عن قريب أو بعيد بقصة فيلم «ركلام» سوى أن عدد الممثلات وشكل
الفساتين يصلح لاستخدامه كأفيش. وبداية فهم السيناريست مصطفى السبكي أن
نكهة عائلته التجارية ذات المواصفات التي لا تقاوم في مثل هذه النوعية من
الأفلام يملك مفاتيحها ويستطيع من خلالها طرح نفسه كسيناريست بمساعدة مخرج
يملك أدواته الفنية التي من الممكن أن يستخدمها في عمل فني يحترم عقلية
المشاهد.
ومن هنا كان اختيار القماشة التي من الممكن صناعة فيلم بها ولديها
القدرة على امتصاص كل ما يضاف إليها من مشهيات تجارية، وأولها استعراض حياة
أربع سيدات سقطن في براثن الدعارة، وكل واحدة منهن تحكي حكايتها بأسلوب
الفلاش باك، مستخدمة هذا القدر من الشجن الذي يصبغ به أي عمل يتكلم عن حياة
ساقطة، البطلة الأولى غادة عبد الرازق تبدأ مأساتها بمسح سلالم العمارات
وما يتبع ذلك من الإشارة إلى عيون (الرايح والجاي تأكل من لحمها)!!! ثم
يتبع ذلك مأساتها مع زوج الأم الذي لا أجد له أي تفسير لخضوعها له, فهي
الأقوى من خلال دفعها للفلوس ونتيجة للتركيبة الشخصية التي رسمها
السيناريست لها وحتى ندخل إلى مأساتها تفتق فكر السيناريست بدفع الأم لها
بالسفر إلى القاهرة عند خالتها ثم تقديم شخصية زوج الخالة مدعي التدين
الشهواني الذي يحاول الاعتداء عليها ثم يقلب الترابيزة لتبدو وكأنها هي
التي حاولت إغراءه ورغم أن كل المؤشرات تدفع في إطار عدم تصديق هذا إلا أن
المشاهد عليه الموافقة على ما يقوله السيناريست حتى نستكمل الحكاية بالزواج
من تاجر مخدرات ثم البحث عن وسيلة للرزق والتي كانت ترفض من قبل الخدمة في
بيوت العذاب. فجأة أصبح ليس لديها مانع أن تصبح إحدى بطلات عالم الدعارة.
ولأن السيناريست أراد تكملة فكرة الاقتباس من الأفلام الاجنبية والتى بدأت
بالتتر لذلك أتحفنا باقتباس فكرة فيلم امرأة جميلة لجوليا روبرتس وجعلها
جزءاً من قصة غادة عبدالرازق فى الفيلم ولكن بالطبع أعطاها مواصفات النكهة
السبكية. وإذا انتقلنا إلى الشخصية الأخرى التي رسمها السيناريست دولت
(رانيا يوسف) فالبناء الدرامي أيضا مهزوز ووسيلة السقوط غاية في الافتعال
والسذاجة بداية من الفتاة الشريفة العفيفة التي تحاول جمع القليل من
الجنيهات لتكملة الزواج من الشاب الذي تحبه وانتهاء بوقوعها في براثن
الصديقة التي تحلل لها الحصول على الأموال مقابل العمل كركلام ثم تستمر
مرحلة السقوط باكتشاف الخطيب بأن النائمة في سرير صاحب العمل بعد ليلة
حمراء هي التي سوف يتزوجها بعد يومين.
الشخصية الثالثة والتي تم بناؤها من منطلق رسم شخصية لفتاة من فتيات
العشوائيات التي تعيش مأساة الحياة مع ثلاثة من الإخوة الرجال كلهم ضعيفو
الشخصية متخلفون و قدموا في صورة المدمن والمتزمت والصايع ومبرر السقوط هو
الموافقة على الزواج من محام نكتشف بعد ذلك عجزه الجنسي ليكون مبرراً
لممارسة الرذيلة مع الخطيب السابق الذي يدفعها دفعا للدخول في عالم الملاهي
الليلية ثم تكتشف أنه ينتقم منها وبالتالي تكون النتيجة كما يريد
السيناريست السقوط كثمرة ناضجة في حجر القوادة الكبيرة التي لعبت دورها
الممثلة علا رامى في دور اكتشف مقدرتها كفنانة على أداء أدوار لم تكن من
قبل فى مخيلة أي مخرج تقديمها فيها. ويأتى النموذج الأخير في الفيلم من
خلال فتاة عاشت مرفهة ثم خسر ابوها كل أمواله في البورصة مما دفعها إلى
العمل هي وأمها عند خالتها في مركز صحي يستخدم في تسهيل الدعارة المقنعة ثم
توافق على الزواج عرفيا من ثري ثم يجد السيناريست مخرجاً عبقرياً لدفعها
إلى شبكة الدعارة للقبض على أمها في مشهد ميلودراما عنيف يذكرنا بأفلام
المواعظ حيث نكتشف أن الخالة وابنتها كل همهما شد الأخت والابنة إلى الحضيض
(حاجة تقطع القلب والله) ونستكمل الحدوتة (ملتوتة) لنصل إلى الموعظة
النهائية وهي أن كل حجر لابد من يوم لاطه وإن آخرة (مشي البطال القناطر
الخيرية)...ينتهي الفيلم بمشهد ترحيل الأربعة إلى السجن, ثم مشهد لرجل
مخبول يسير في الشارع لا تستطيع تمييز هذا الشخص من الممثلين الرجال الذين
كانوا فى أحداث الفيلم.. ونحن الآن أمام سؤال لماذا تم التغاضي عن العديد
من الكلمات والجمل الخارجة المنافية لحدود الأدب والاخلاقيات والتي تصل إلى
حد الشتائم البذيئة والتي كان من المستحيل مرورها أو حتى كتابتها على الورق
في سيناريو. هل هذا نتيجة لعدم وجود أي رقابة من المصنفات الفنية على تلك
الأفلام من منطلق أن كل شيء أصبح مباحاً وأن الحرية هي الانفلات الفني
والأخلاقي أم أن المقصود هو إمرار هذه الجمل من الحوار البذيئة للغاية حتى
يتم استخدامها بعد ذلك من قبل المتشددين دينيا لوضع حدود وعراقيل أمام
صناعة السينما وأياً كانت الإجابة في أي من الاتجاهين فإنها مؤامرة لا
أخلاقية على الفن في هذا الوقت ولا أعرف ما الرسالة المراد توصيلها الآن
بإنتاج مثل هذه الأفلام التي لا تحمل أي مضمون فني أو ترفيهي وبالطبع من
المستحيل أن يكون لها هدف تنويري.. كفاكم تهريجا فالفن رسالة أسمى مما
تقدمونه الآن ولا تضعوا الفن والإبداع على طبق من فضة وتقدمه للمتشددين
للقضاء عليه وكما يقول الثوار.. تسقط تسقط أفلام النكهات التجارية.
الوفد المصرية في
22/02/2012
قدمت السينما "العاهره" دون ابتذال!
"ركلام"يستنسخ مشاهد من السينما المصرية والأمريكية
كتبت: ماجدة خير الله
تجارة الجسد أقدم مهنة فى التاريخ، وهى تجارة تعتمد فى المقام الأول
على جسد المرأة التى يطلقون عليها أسماء متعددة الكثير منها غير مهذب
والمقبول تداوله
أنها بائعة هوى، أو عاهرة وهى تبيع جسدها لراغبى المتعة «الجنسية»
الحرام لمدة زمنية محددة مقابل أجر، يقتسمه معها الوسيط، والغريب أن هذه
التجارة تنتشر فى البلدان المنتعشة اقتصاديا، التى تؤمن بالحرية الشخصية
بلا قيود ومنها الحرية الجنسية، كما تنتشر فى البلدان الفقيرة، التى تمارس
كل ألوان القهر على مواطنيها «السياسى والدينى والشخصى»، وطرفا العلاقة
امرأة فى حاجة للمال، ولاتجد سبيلاً للرزق غير المتاجرة بجسدها، ورجل يريد
ان يفرغ طاقته الجنسية بشكل عابر، وهو فى الغالب يعانى من أزمات نفسية
وانحراف سلوكى، يمنعه من إقامة علاقة طبيعية فى إطار مشروع! وقد اهتم
الأدباء الفنانون بشخصية العاهرة، وقدموها فى عشرات بل مئات الأعمال الفنية
والأدبية، فى محاولة للغوص فى الظروف القهرية التى تدفع المرأة الى إهانة
جسدها، والحط من قيمة نفسها، وقد مالت معظم المعالجات الفنية الى التعاطف
مع هذه النوعية من النساء على اعتبار أن ظروفاً قهرية هى التى دفعتهن الى
ذلك، ومن أشهر الأعمال الأدبية العالمية التى تناولت شخصية العاهرة، غادة
الكاميليا ألكسندر دوماس، والمومس الفاضلة «جان بول سارتر»، وفى أدبنا
العربى قدم نجيب محفوظ شخصية العاهرة فى أكثر من رواية كانت أشهرهن «نفيسة»
فى بداية ونهاية، و«ريرى» فى السمان والخريف.
أما السينما فقد تعاملت مع نموذج المرأة العاهرة فى أفلام عده تفاوت
مستواها بين الفنى الراقى الذى يقدم الحالة بدون ابتذال، وبين الفجاجة
المفرطة التى تكاد تتشابه مع العهر نفسه، وللسينما المصرية باع كبير مع تلك
النوعية من الأفلام وكانت الميلودراما هى الإطار السائد لمعظمها، وربما
يكون المخرج حسن الإمام صاحب ريادة فى تقديم تلك الأفلام وأشهرها فيلم
الجسد الذى قدم من خلاله الفنانة الراحلة هند رستم، وإن كانت أفلامه لا
تخلو من موعظة أخلاقية تؤكد أن النهاية «السودة»، هى النتاج الطبيعى «للمشى
البطال»، ولكنه لم يهتم فى افلامه برصد الظروف الاجتماعية والسياسية التى
تؤدى الى انتشار تجارة الجسد فى مجتمع ما، غير أن الراحل صلاح ابو سيف من
خلال تعامله مع روايات نجيب محفوظ كان أكثر عمقاً وحرفية، وفى واحد من أروع
أفلامه «القاهرة ثلاثين» عقد مقارنة موضوعية بين تجارة الجسد، وتجارة
المبادئ من خلال شخصية «إحسان» التى قدمتها سعاد حسنى، وشخصية محجوب عبد
الدايم «حمدى أحمد»، وفى هذا الفيلم يصعب أن تدين سلوك إحسان، دون أن تدين
المجتمع نفسه الذى أفرز تلك الشخصية، وحول فتاة جميلة وبريئة الى امرأة
تبيع جسدها لرجل ثرى مقابل أن تتمتع بحياة مرفهة تنقذها وأسرتها من الفقر
المُدقع!
ويختلف أداء كل ممثلة لشخصية بائعة الهوى، باختلاف ثقافتها ودرجة
وعيها وموهبتها، فَمّن تفتقد الموهبة تعبر عن الشخصية بفجاجة وقحة تؤدى
للتقزز والقرف، والعكس صحيح، فهناك ممثلات قديرات لعبن تلك الشخصية بدون أى
ابتذال، ولاتملك إلا أن تتعاطف مع شخصية نفيسة كما قدمتها القديرة سناء
جميل فى بداية ونهاية، أما فاتن حمامة فقد قدمت تلك الشخصية فى أكثر من
فيلم منها طريق الأمل إخراج عز الدين ذو الفقار وبطولة شكرى سرحان ورشدى
أباظة، ثم عادت وقدمتها بدرجة أكثر نضجاً و«شياكة» فى فيلم الخيط الرفيع!
مناسبة المقدمة السابقة كانت ضرورية قبل الحديث عن فيلم «ركلام»
للمخرج على رجب، وهو الفيلم المُرتقب، الذى تضع عليه غادة عبد الرازق كل
أحلامها، معتقدة أنها سوف يدخلها تاريخ السينما من أوسع الأبواب، ولكنه
غالباً سوف يكون سبباً منطقيا لخروجها منها بأسرع ما كانت تتخيل! وفى رأيى
الشخصى الذى ذكرته فى أكثر من مناسبة، أن غادة عبد الرازق تتمتع بموهبة
حقيقية، كانت تؤهلها لمكانة أفضل، ولكنها قررت بمحض إرادتها، أن تسير فى
طريق بلاعودة، معتقدة أنها يمكن أن تكون النموذج المعدل من نادية الجندى،
دون أن تضع فى الاعتبار فرق التوقيت، والمتغيرات الكثيرة التى حدثت فى
المجتمع المصرى، الذى يجعل من طريقة نادية الجندى فى التمثيل مجرد فولكلور!
يشابه فن الأراجوز المُنقرض، بالإضافة إلى أن نموذج الأنثى القاتلة «FEMM FATAL»
قد انتهى من السينما العالمية فما بالك بالسينما المصرية، يعنى نموذج
المرأة المثيرة لم يعد صوفيا لورين ومارلين مونرو، وجينا لولو، بأجسادهن
واضحة التضاريس الأنثوية، ولكن أنجيلينا جولى التى تشبه العصا، أو جوليا
روبرتس وآن هيثواى، ونتالى بورتمان فالإثارة تقدم فى السينما المعاصرة
بملامح الوجة، والأمر لا يحتاج للأحجام الضخمة، بتاعة زمان فقليل من اللحم
يكفى، إلا أن غادة عبد الرازق استهلكت موهبتها فى أعمال تليفزيونية أقل من
المتوسطة فنياً، وأغراها بعض النجاح الجماهيرى الذى صادفته فى الباطنية
والحاجة زهرة بالاستمرار فى تقديم تلك النوعية، وأعتقد أن دورها فى كف
القمر أفضل مائة مرة من ركلام، رغم اعتراضها وغضبها على مساحة دورها فى
الأول، وإعجابها بدورها فى الثانى، والأمر لا يختلف مع رانيا يوسف التى
تجاهلت موهبتها التى أعلنت عن نفسها فى مسلسل «الحارة»، وأعجبتها لعبة
الإثارة مُعتقدة أنها سوف تفتح عكا، بمثل تلك الأدوار التى لاتحتاج فى
الحقيقة الى موهبة فى التمثيل، ولكن إلى مجموعه من الملابس الساخنة، وشوية
رقص وماكياج صارخ!
واضح أن السيناريست مصطفى السبكى، قد تأثر كثيراً ببعض أفلام السينما
المصرية القديمة، ولم يلحظ أن تلك الأفلام يحفظها المشاهد عن ظهر قلب من
كثرة مشاهدتها، وفكرة نقل مشهد من فيلم ناجح مثل «غروب وشروق» يدل على
درجة عالية من الاستسهال، والاستعباط خاصة ان ذاكرة المتفرج المصرى لا يمكن
ان يسقط منها مشهد إبراهيم خان وهو يدخل حجرة نوم صديقه رشدى أباظة، ويجد
زوجته سعاد حسنى فى فراشه، فتصيبه الصدمة بحالة هيسترية تدفعه لسحبها من
الفراش وهى بقميص النوم، للشارع ويلقى بها أمام والدها «محمود المليجى»
مدير القلم السياسى «المخابرات» فى سنوات ماقبل ثورة يولية! ولأن الموقف فى
فيلم ركلام مفتعل اصلاً، فلا يمكن أن تشعر بأى تعاطف مع رانيا يوسف التى
كانت تلعب شخصية فتاة متحفظة، تتمنع على خطيبها ولاتتركه يقترب منها أو
يلمس يدها، فإذا بها تتحول الى بغى، وتقضى ليلة فى قصر أحد الأثرياء الذى
يعمل خطيبها سائقاً لديه، ويكلفه الثرى بأن يصطحب الغانية الى منزلها،
فيصعد الخطيب الى حجرة نوم سيده، حيث يجد فى فراشه خطيبته صاحبة الصون
والعفاف تتقلب فى الفراش محاولة تقليد سعاد حسنى التى أدت نفس المشهد
ببراعة، وطبعا لايؤثر فيك هذا المشهد بأى درجة اللهم أنه يثير داخلك كماً
هائلاً من الشفقة على من اعتقد أنه يستطيع أن يحاكى واحداً من أهم مشاهد
السينما المصرية فى عصرها الذهبى! ولايكتفى السيناريست بالنحت من كلاسيكيات
السينما المصرية ولكنه أيضا يسرق مشهدا من فيلم امرأة جميلة لجوليا روبرتس
وريتشارد جير، وذلك عندما يلتقط صبرى فواز رجل الأعمال غادة عبد الرازق من
الشارع، ويطلب منها أن تمكث معه ثلاثة أيام، فلا تمانع ولكن تقول له ببراءة
محاولة تقليد جوليا روبرتس أنا بآخد فى الساعة كذا يبقى لو قعدت معاك ثلاثة
أيام يبقى آخد كذا، فيضحك الرجل ولا يمانع ويخرج كل ما فى جيبه، ثم يقدم
الفيلم مشهدا الخالق الناطق ماقدمته جوليا روبرتس فى امرأة جميله وهو مشهد
البانيو الذى ملأته بفقاقيع الصابون وأخذت تمرح فى سعادة وكأنها عمرها ما
استحمت، أضف الى ذك مشاهد ذهابها مع الثرى الى أغلى محلات بيع الملابس
المخصصة للطبقات الراقية!
تدور أحداث فيلم «ركلام» حول أربع فتيات يتحولن الى عاهرات، يعملن
لحساب صاحبة ملهى ليلى «علا رامى»، تعتبرهن بضاعة تتاجر فيها لتحقق أكبر
المكاسب، وتبدأ الأحداث بالقبض على الفتيات فى قصر أحد الأثرياء ويتم
اصطحابهن وكل منهن ملفوفة فى ملاءة السرير الذى كانت تمارس عليه الرذيلة،
وعن طريق الفلاش باك نتعرف على طريقه سقوط كل منهن، شادية «غادة عبد
الرازق» يدفعها الفقر وتسلط زوج الأم، الى الزواج من رجل لاتطيقه وتنتهى
علاقتها به الى الانفصال وتخرج من الزيجة بطفل يموت، ويترك فى قلبها حسرة،
ولاتجد أمامها سوى طريق الغواية، بعد أن ضاقت بها الدنيا، وفى مشهد آخر
منحوت بتصرف من فيلم «ليلة ساخنة» للمخرج الراحل عاطف الطيب، تذهب «شادية»
مع شاب يصطحبها فى سيارته لقضاء ليلة حمراء، مقابل مائة جنيه، وعندما تذهب
لشقته تجد لديه شلة من الأصدقاء، فلا تمانع فى التعامل معهن بشرط ان يدفع
كل منهم المائة جنيه، وعندما يفرغون منها، ينهالون عليها ضربا وركلاً
ويستولون على نقودها ويلقون بها فى الشارع! طبعا لايمكن مقارنة هذا الموقف
كما جاء فى ركلام، بالأصل الذى قدمته لبلبله مع حسن الأسمر فى فيلم «ليلة
ساخنة»! أما رانيا يوسف فهى تتحول الى عاهرة بعد أن تلتقى بصديق لها، كانت
تعرفها من أيام الدراسة، فإذا بها تمتلك سيارة فاخرة، وترتدى أغلى الثياب،
وعندما تسألها ببراءة من أين لك كل هذا، تخبرها الصديقة أنها تعرفت على أحد
الاثرياء، وتنصحها الصديقة بأن تعمل ركلام فى أحد الملاهى الليلية،
وتطمئنها أنها لن تخسر شيئاً وكل ما عليها أن تقوم تهز وسطها هزتين اثناء
غناء مطرب الكباريه! وطبعا تنزلق الفتاة الى الخطيئة بعد الهزتين عندما
تكتشف ان المقابل المادى يستحق التضحية بالشرف! أما الفتاة الثالثة فهى
ابنة أسرة كانت ميسورة إلا أن والدها يتعرض لأزمة مالية فلا تجد أمها
«مادلين طبر» فى ان تعمل هى وابنتها فى الدعارة! وفى نهاية تتشابه إلى حد
كبير مع نهاية فيلم «احنا التلامذة» للمخرج عاطف سالم تقف بطلات الفيلم فى
قفص المحكمة بالملابس البيضاء ليستمعن الى حكم القاضى الذى «يطُُُسُهن»
أربع سنوات للواحدة!
كنت قد شاهدت مؤخرا الفيلم الأسترالى «الجمال النائم» للمخرجة جوليا
لى وبطولة «إيميلى بروونج» وهو الفيلم الذى شارك فى الدورة الاخيرة من
مهرجان كان التى أقيمت فى مايو الماضى، وتدور أحداث الفيلم حول «لوسى» وهى
فتاة جامعية، تتمتع بجمال ساحر وبراءة، وتعمل فى عدة أماكن لتجنى بعض المال
الذى يساعدها على دفع مصاريف الجامعة والشقة التى تشارك فيها إحدى
زميلاتها، وذلك نظرا لفقرها الشديد، وانفاصلها عن أمها، وتستجيب لوسى
لإعلان نشرته سيدة مجتمع تطلب فيه فتاة لها مواصفات خاصة، وعندما تذهب لقصر
السيدة تكتشف انها تدير مكاناً لممارسة الدعارة، ولايرتاده إلا رجال من
علية القوم، معظمهم عجائز، وتقبل الفتاة لوسى أن تعمل لحساب السيدة، ويتم
تدريبها وكأنها تتلقى دروساً فى كيفية التعامل مع الكمبيوتر، مع ملاحظة أن
الفيلم لم يقدم أية مشاهد تثير التقزز، وتشترط السيدة أن تعطى الفتاة
أقراصاً منومة، حتى لا تتعرف على شخصية الرجال الذين سوف يتعاملون معها،
المهم أن الفيلم الذى تدور أحداثه فى مكان مخصص لممارسة الرذيلة، لا يشعرك
بأي متعة بصرية، وهو الفرق الكبير بين فيلم مثل «ركلام» وآخر مثل الجمال
النائم!
الوفد المصرية في
23/02/2012
بسبب فيلمها "في أرض الدماء والعسل"
صربيا تشن حربا ضد انجيلينا جولى
أ ش أ : لم تكن تتوقع النجمة أنجيلينا جولي أن فيلمها الجديد "في أرض
الدماء والعسل" سوف يُلاقي كل هذا الفشل في الأسبوع الأول لعرضه في صربيا.
فقد اتهمت وسائل الإعلام الصربية جولي بأنها أداة للدعاية الأمريكية
ووصفتها بـ"المرأة الخرقاء" عندما قدمت أول فيلم قامت بكتابة السيناريو
والإخراج السينمائي له وهو"في أرض الدم والعسل".
وتعيش أنجلينا حالة من الإحباط الشديد بعد أن قال الصرب أيضا إن
فيلمها قد أساء إليهم عند عرضه بسبب تصويره لهم بأنهم هم المعتدون الوحيدون
فى حرب البوسنة والهرسك.
واتهم النقاد جولي بتقديم قصة حب تافهة بين امرأة مسلمة وضابط صربي
بزاوية مُعادية للصرب، كما قال المخرج الصربي أمير كوستوريتسا إن فيلم جولي
الجديد عمل من أعمال "الدعاية الهوليوودية"، فيما نشرت صحيفة "كورير"
مقابلة مع الممثل باتا زيفوينوفيتش عضو البرلمان الصربي السابق تحت عنوان
"أنجلينا الخرقاء".
وامتنعت صحيفة "فيتشيرني نوفوستي" شبه الرسمية عن استهداف جولي شخصيا،
لكنها قالت إن الفيلم عمل من أعمال "التحريض والدعاية السياسية"، وأنه
فجر"أكبر فضيحة سينمائية سياسية خلال العقود القليلة الماضية في المنطقة".
كما كتب الممثل الصربي دراغان بيلوجرليتش في الصحيفة نفسها يقول إن
تفسير جولي للأحداث تفسير "سطحي"، مشيرا إلى أنه غادر قاعة العرض بعد نصف
ساعة.
وكان عرض فيلم "فى أرض الدم والعسل"، الذي تدور أحداثه خلال الحرب
البوسنية إبان التسعينيات، قد بدأ في دول البلقان في أوائل فبراير الجارى
وقوبل باستحسان عند عرضه فى البوسنة.
الوفد المصرية في
22/02/2012
إهداء إلى الباحثين عن حرية الإبداع
أفلام نصف العام "عُرى" وابتذال وأشياء أخرى!
تحقيق - دينا دياب:
عرض في موسم نصف العام 6 أفلام وهم: «عمرو وسلمي3»، و«أسماء»، و«جدو
حبيبى» و«بنات العم» و«ريكلام» و«واحد صحيح»، رآها بعض النقاد صفعة جديدة
علي وجه السينما وموسم مر مرور الكرام،
علي عكس البعض الذين اعتبروا هذه الأفلام تطوراً طبيعياً لتنحي
الرقابة جانباً ودعوة صريحة لحرية الإبداع.. حاولنا معرفة رأي النقاد في
أفلام الموسم فقالوا:
رفيق الصبان: موسم مخيب للآمال
وصف الناقد رفيق الصبان موسم أفلام نصف العام بـ «المخيب للآمال»
وقال: كنت أتوقع أن تظهر مفاجآت في بداية العام الجديد، لكن للأسف كلها
أفلام كوميدية لها طابع تجاري ماعدا فيلم «أسماء»، فهو الوحيد الذي يناقش
قضية جدية لكنه لم ينجح لأنه لم يقدم بشكل جيد، وفيلم «واحد صحيح» صدمنى،
فرغم قوة مؤلفه تامر حبيب إلا أن الفيلم ظهر كسيناريو متفكك به ابتذال في
الحوار غير مبرر، وأعتقد أن فيلم «جدو حبيبي» هو أفضل الموجودين فكاتبته
زينب عزيز كاتبة مميزة وزوجها علي إدريس مخرج جيد ابتعدا في الفيلم عن
الابتذال في الكوميديا وعالج مشاكل عائلية بشكل كوميدي مثلما فعل في فيلم
«عائلة ميكي» ولكنه للأسف ليس بالقوة المتوقعة من فريق عمله، فكنت متوقعاً
أن يخرج هذا الموسم بأفلام جيدة بعد الفشل الذريع الذي حققه فيلمى «كف
القمر» و«الفاجومى» إلا أن المنتجين مازالوا متخوفين من طرح أفلامهم.
طارق الشناوى: موسم فقير
بينما وصف الناقد طارق الشناوي الموسم بـ «الفقير»، وقال: لقد تفاجأت
أن فيلم مثل «بنات العم» حقق إيرادات كبيرة علي شباك التذاكر رغم أن به
غلظة وبعيد تماماً عن الخيال، لأن الكوميديا ليست نكتة أو «إفيه» لكنها
بناء علي الشاشة وهذا الفيلم افتقد البناء، بالإضافة إلي أن الفكرة ليست
جديدة فهم أعادوا مرة أخرى فكرة فيلم «شهير وبهير وسمير» لكنهم تلاعبوا علي
التناقض الزمني من خلال آلة الزمان التي تعرض فرق الجيال. وفي فيلم «بنات
العم» انتقلوا انتقال جنسى من امرأة إلي رجل، فالفيلم كفكرة يحتاج لشغل
أكثر في كتابة السيناريو والإخراج، فالمخرج لم يضيف شيئاً، والممثلون كان
يمكن توظيفهم بشكل أفضل، فهم لديهم أفكار لكنهم يحتاجون لمن يحركهم، أما
«عمر وسلمي 3» هو صفعة علي جبين تامر حسني لأنه قدم فيلماً تجارياً من
الدرجة الأولى وتصور أنه سيأخذ قوته من نجاح الجزءين السابقين لكن الحقيقة
جاءت بالعكس. فيلم «واحد صحيح» بالنسبة له مشروع لفيلم لم يكتمل، فهو مادة
خام لفكرة ينقصها الأحداث، ورغم أن تامر حبيب كاتب متميزاً ويعتبر الفيلم
امتداداً لسهر الليالي لكنه ليس علي نفس المستوي، والمخرج هادي الباجوري
مخرج واع لكن لديه كليبات أفضل، أما فيلم «جدو حبيبي» فهو فيلم يحظي
باحترام المشاهد، لكنه لا يحظي بحبه، فأنا أحترم الجدية فيه لكن لا أحتضنه
بمشاعري، ينقصه أن يكون فيلماً أكثر حميمية، وفيلم «أسماء» فيلم جيد لكنه
وقع في إشكالية فشل الفكرة، ففكرة الفيلم يعتمد علي التعاطف مع مريض الإيدز
بصرف النظر عن سبب المرض، لكن المخرج صور التعاطف مع سر إصابة أسماء بمرض
الإيدز لأنها أصيبت بالمرض من زوجها وبذلك قدم تناقضاً في مشاعر الجمهور.
مصطفى درويش: مازلنا «محلك سر»
أكد الناقد مصطفي درويش أن السينما المصرية تعاني من أزمة تتفاقم منذ
التسعينيات، فالإنتاج قليل والمعروض أقل، والموضوعات كلها مكررة يغلب عليها
الطابع المبتذل والفيلم الوحيد الذي يمكن أن يخرج من إطار الابتذال هو فيلم
«أسماء» لكنه للأسف طرح بطريقة لا تعبر عن الوضع الخاص بمريض الإيدز وهو في
رأيى السبب الرئيسي لفشل الفيلم تم مناقشة المرض من قبل في فيلم فلاديلفيا
بطولة النجم الأمريكي توم هانكس ويناقش الفيلم مريض بالإيدز تفصله الشركة
التي يعمل بها فيرفع ضدها تعويض وهو فيلم تم تنفيذه بجدية علي أساس أن
المرض يهدد الإنسانية، لذلك فعند عرضه حقق نجاحاً منقطع النظير، وتم ترشيحه
للأوسكار علي العكس من الفيلم المصرى الذي مر مرور الكرام، وهذا الفارق
بيننا وبين السينما التركية، فالمنتجون هناك يسعون لإنتاج أفلام مهما كانت
أزماتهم فنري المخرج «يلمظ جوناي» أخرج فيلم «الطريق من السجن» وأنتجه وكتب
له السيناريو، وصور المسجونين كأبطال للفيلم، علي عكس المخرجين والمنتجين
المصريين المدللين والذين يخافون من أي صدام، فإذا كان عادل إمام الرجل
المدلل لدي السلطة التي استباحت له الرقابة أفلام رفضتها لغيره لعلاقاته
السياسية لم يتصور أن ترفع ضده أي دعوة قضائية وأن يتهمه أحد بازدراء
الأديان وهذا نذير للسينمائيين أن يستعدوا لمعارك طاحنة، لذلك فنتيجة عادية
أن يؤكد هذا الموسم أننا مازلنا «محلك سر» وأن المنتجين مازالوا متشرنقين
بنفس الأفكار القديمة حتي في الخمسة أفلام التي عرضت كلها في الموسم كلها
إعادة لأفكار قديمة سبق تقديمها في أكثر من فيلم لكنهم متخوفون من طرح
الواقع بصدق لعدم وجود قدرة علي البذل والتضحية.
أحمد الحضرى: أفلام تدل علي التدنى الأخلاقى
بينما اعتبر الناقد أحمد الحضري أفلام هذا الموسم بأنها انحطاط أخلاقي
ونقل سيئ للواقع بعرض الدعارة والألفاظ البذيئة التي تعرض في الأفلام،
وكأنها تؤكد أن كل بيت مصري الآن مازال يتحدث بهذه الألفاظ البذيئة، بل
والأكثر من ذلك أصبح المنتجون لا يضعون كلمة للكبار فقط علي أفيشات الأفلام
وكأنهم متخوفون من تقليل عدد رواد السينما حتي لو كان ذلك علي حساب
الأخلاقيات التي تطرحها الأفلام، لذا هذا الموسم كأنه لم يكن، فلم يخرج
فيلماً واحداً نقول إنه من كلاسيكيات السينما أو يمكن أن يعرض العام
القادم.
الوفد المصرية في
22/02/2012
رفضوا هجوم التيارات الدينية ضد الفنانين
فنانون: الدعاوى القضائية ضدنا "فرقعة" إعلامية
القاهرة - أ ش أ: استنكر عدد كبير من الفنانين ونقاد الفن إقامة دعاوي
قضائية ضد المبدعين في الوسط الفني بأثر رجعي، معربين عن استيائهم من أصحاب
تلك الدعاوي التى تهدف للنيل من مجموعة كبيرة من النجوم الذين أثروا الحياة
الفنية بالعديد من الأعمال الناجحة.
ووصف الكاتب والسيناريست يسري الجندي اختزال الأعمال التي يقدمها أي
فنان وإقامة دعاوي قضائية ضده بهدف محاكمته بأنه بمثابة "مصيبة " أو كارثة
لا يقبلها الإبداع المصري، مبديا رفضه لاستهداف تاريخ أي فنان أو أي مبدع.
وقال :" في حالة وجود استجابة وقتية من قبل البعض لاستهداف بعض
المبدعين في الوسط الفني، فإن المجتمع المصري سيلفظ بطبيعة تكوينه وازدياد
وعيه كافة محاولات النيل منهم، خاصة في حال استرداد الواقع حالته الطبيعية،
وبصفة خاصة واقعة الثقافي الوسطي المعتدل".
وأضاف الجندي أنه لا ينبغي على الفنانين أن ينزعجوا من إقامة مثل تلك
الدعاوي القضائية، خاصة وأنها كانت أمرا متوقعا وليس مفاجئا، مطالبا إياهم
في الوقت ذاته بالسعي إلي صناعة فن حقيقي بعد أن سعى النظام البائد بطريقة
مقصودة إلي تهميش رسالة المثقفين والفنانين والمبدعين.
من جانبه أبدى الفنان محمود ياسين استيائه من محاولات النيل والتشكيك
في رموز المبدعين الذين أسهموا في دعم وجدان وفكر العديد من الأجيال
المصرية والعربية بدرجة كبيرة من اليقين والقوة، والذين أثروا الحياة
الفنية مما جعلهم يحتلون مكانة كبيرة في عقل ووجدان الملايين؛ كما رأى أن
إقامة دعاوى قضائية أمر يحسب على أصحابها أنفسهم ولا يحسب لهم، مؤكدا رفضه
لاستهداف المبدعين، واصفا تلك الدعاوى بأنها "إثارة غير معقولة" وخارج نطاق
العقل وأنها أمر مثير للدهشة.
وتساءل ياسين على أي أساس يتم مراجعة الفكر الإنساني وأعمال فنية صارت
ملكا للفكر والوجدان عبر الزمن بأثر رجعي؟، وهل يعقل تجمد الفكر الإنساني
وإعادة إحيائه مرة أخرى بعد سنوات؛ وقال: "أين كان أصحاب تلك الدعاوى خلال
الفترات الطويلة الماضية، ولماذا غابوا كل تلك السنوات السابقة!"، مشيرا
إلي أن إثارة هذا الموضوع أمر شديد السلبية ومحاولات لتشويه صورة أي مبدع
بأي طريقة.
أما الناقد السينمائي نادر عدلي فقال: " صناعة السينما المصرية تمر
بأسوأ ظروف ممكنة نتيجة ضعف تمويل المحطات من ناحية وتراجع الإيرادات
ومعاناة أدوات الصناعة المتمثلة في الاستوديوهات والمعامل من خسائر فادحة"،
مشيرا إلى أنه كان من المتصور أن يشهد الوسط الفني حالة انتعاش تدريجية،
غير أن الدعاوي القضائية الأخيرة والمقامة لاستهداف الرموز والمبدعين أدى
إلى وجود تخوف شديد.
وتساءل عدلي:"هل يسعى بعض المحامين المنتمين للإسلاميين اليوم إلى
تحقيق شهرة وإثبات الذات كدعوة منهم للتأكيد على أنهم أصحاب قيم
وأخلاقيات!، معربا عن اعتقاده بأن الأمر يبدو وكأنه تربص للفن من قبل
التيارات الإسلامية.
وأشار عدلي إلي أنه سبق وأن صرح بعض رموز التيار السلفي ومن بينهم
عبدالمنعم الشحات بتصريحات مثيرة للجدل الأمر الذي دفع الفنانين والمبدعين
إلى تشكيل جبهة الإبداع ومطالبتها بضرورة أن يكون لها تمثيل في اللجنة
المنوطة بتشكيل الدستور لضمان حرية الإبداع بما لا يتعارض مع الشريعة،
لافتا إلى أن وثيقة الأزهر قد نوهت بوضوح بضرورة حرية الفن والإبداع من أجل
مستقبل مجتمع أفضل.
وأضاف أن الأمر يبدو أنه صراع، ويبقى السؤال هل سيتم تحرير الفنون
والآداب والإبداع من الدعوات التي تطلق لتقييدها ثم يتراجع أصحابها عنها
ليكون لها دور في تنمية المجتمع، لافتا إلى أنه تم اختيار اسم الفنان عادل
إمام لإقامة دعاوى قضائية ضده عن قصد لإثارة الزوبعة التي نراها حاليا.
وتساءل عدلي :"هل من الممكن أن تتراجع مصر بعد ماحققته في الفن
والإبداع إلي العصور الوسطى ، خاصة بعد اندلاع الثورة للتحرر من قبضة
النظام البائد".
من جهته وصف الفنان أحمد بدير إقامة تلك الدعاوي القضائية بأنها
"فرقعة إعلامية" تحدث بين الحين والآخر، مؤكدا أنها لن تشكل أو تثير أية
مخاوف للفن أو الإبداع؛ وأعرب بدير عن اعتقاده بعدم سعي أي حزب خاصة
"الحرية والعدالة" - الذي وصفه بأنه حزب متفتح - أو أي تيار آخر للحد من
حرية المبدعين طالما كان الفن والإبداع في الأطر السليمة بعيدا عن الإسفاف.
الوفد المصرية في
23/02/2012 |