«عادت لي فريدة كما لم أعرفها من قبل وبقي الحذر والخوف وظل حنيني في
أرض الخوف». هي كلمات بطله من رائعته «أرض الخوف» وهو العمل الذي تم تكريم
صاحبه «مؤلفه ومخرجه» في الدورة الأولي لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية
الذي تم افتتاحه أمس الثلاثاء.. إنه داود عبدالسيد أحد هؤلاء الفرسان
المغامرين، مخرج مصري بدرجة «عبقري»، يحاول دائما العزف خارج السرب ويراهن
علي رؤيته ليصل بنا نحن أيضا إلي الرهان عليها وسط فوضي الحياة والسينما من
وجهة نظره «نظرة شخصية للكون» يخرج بها من الخاص إلي العام، تتميز أفلامه
بعمق محرض علي التفاعل مع الحياة، فيدخلك في حوارات مع نفسك تنتهي فيها
«بابتسامة عايزة تبقي ضحكة» يقدم نهايات مختلفة ليتجاوز الحزن معلنا انهزام
اليأس يهتم بشخصياته ويطلق لك عنان الخيال لتعيش حياتها غير النمطية وتفكر
أنت في نفسك مع آخر ضوء علي الشاشة، فضل اكتمال رؤيته فكتب ما أخرجه لنصفها
نحن الآن بـ «أفلام ثورية جدا» رغم صناعتها قبل سنوات من ثورة يناير ففي
رائعته «الكيت كات» طلب منا الاعتراف بالعجز لأن هذا الاعتراف هو ما
سيجعلنا نتجاوزه وإنكاره سيعوقنا عن الغد، فخرجت كلمات شريف منير للمبدع
محمود عبدالعزيز «يا ابا إنت مش عايز تصدق ليه إنت راجل أعمي» ليضحكا
الاثنين.. ونتأمل نحن.. ولأنه يفضل مزج الحياة بالسياسة بالحب ولأنه تحدث
في بداياته عن «الناس والأنبياء والفنانين» حاورناه في السياسة والسينما
والحياة وحدثنا كما لم يتحدث من قبل..
·
شبهت يوما د. محمد البرادعي
«بزرقاء اليمامة» لتنبؤه بالثورة.. ما تعليقك علي انسحابه من انتخابات
رئاسة الجمهورية؟
>> مازلت أري أن البرادعي خسارة كبيرة لمصر في هذا المنصب لاعتقادي
أنه مطلوب وأنه رجل يتمتع بمميزات تؤهله لإعادة بناء أجهزة الدولة وسلطاتها
ووضع حدود وقواعد لها وهو أفضل من يقوم بذلك إضافة إلي خبرته الدولية
وعلاقاته ووسطيته، رأيته رجل المرحلة القادمة وأنه سيترك الجميع يمارس
حرياته السياسية وعندما انسحب استطعت تقدير هذا الانسحاب وأعتقد تصرفه يحمل
قدرا من الذكاء فقد يكون أدرك عدم نجاحه، لكنه في النهاية تعرض لحملات
تشويه كبيرة قبل الثورة وبعدها اعتقادي أن هذا الانسحاب جعله «هدفا غير
مرئي» بشرط أن يقود حركة جديدة تجمع كل فصائل الوطن.
·
البعض يري أنه لم يستطع أن يلعب
سياسة بالشكل المطلوب ليستمر في «مارثون» الرئاسة.. ما رأيك؟
>> السياسة الخالية من النبل والأخلاق تصبح سياسة عصابات ومافيا، أراه
كان ملهما للثورة وقام بحراك مهم في الشارع المصري وأفضل السياسي الواضح عن
الذي يلعب لأهداف أخري وفي بعض الأحيان نجد الشر هو الذي ينتصر ولكنه في
النهاية دخل تاريخ مصر.
·
كيف تري المشهد السياسي.. وهل
انحرفت الثورة عن مسارها في رأيك؟
>> لا أعتقد أن الثورة انحرفت، ببساطة شديدة حدثت انتفاضة كبري تحولت
لثورة، ولعلمك لم أبدأ بإطلاق اسم ثورة عليها إلا بعد بدء محاكمة مبارك،
لأن الثورة تحدث تغيرات جذرية وحتي هذا الوقت لم تحدث شيئا سوي محاكمة
مبارك أيا كانت طبيعة المحاكمة ولكنها كسرت صورة «الحاكم الإله» المعتاد في
مصر والذي لم تكن نهايته سوي القتل أو الموت أما شعارات الثورة «عيش، حرية،
عدالة اجتماعية» فلم يتحقق شيئا منها وحتي الطريق الذي نسير فيه الآن لا
يفضي إلي تحقيقها وأعتقد أن الإنجاز الأكبر للثورة هو أن الناس لم تعد تخشي
شيئا، ولهذا قد تستمر الثورة سنوات قادمة.
عقد إذعان
·
كيف تري أداء «البرلمان» وهل
يجوز لنا أن نطلق عليه «برلمان ثورة»؟
>> بالطبع لا يعتبر برلمان ثورة، فالمواطنون الذين خرجوا يوم 25 يناير
لا يعبر عنهم هذا البرلمان قد يعبر فقط عن جزء منهم أراه برلمانا أنتجته
الظروف السياسية بعد الثورة أنتجه حكم المجلس العسكري، قدرة الإخوان علي
التنظيم وأحيانا عدم الوعي، اختصارا «حتي تنتج الثورة برلمانها كانت محتاجة
تحكم».
·
تسليم السلطة للمجلس العسكري هل
كان قرارا صائبا علي ضوء ما جري ويجري؟
>> أري أن الثورة وكلت المجلس العسكري «بعقد إذعان» فمبارك سلم البلد
للقوة التي استلم منها فيما سبق أي أعاد الحكم للجيش الذي أعطاه السلطة منذ
ثلاثين عاما فانتقل الحكم من جناح داخل النظام لجناح آخر.
·
لك تصريح في السابق «إبريل
الماضي» «أن الإخوان بيلعبوا لعب رخيص».. كيف رأيت هذا وقتها؟
>> تقريبا كان نفس وقت الاستفتاء علي التعديلات الدستورية الجميع فوجئ
وبعد الثورة بمظاهرات السلفيين لعدم إلغاء المادة الثانية من الدستور وبدأت
«الأهرام» تطرح استفتاء بخصوص نفس الموضوع، فكانت قضية تمت زراعتها لتقسيم
القوي الاجتماعية والسياسية «لمؤمنين وكفار» لتجعل النصف مع الدولة الدينية
والآخر ليس معها وهو انقسام مازال موجودا حتي الآن وتم تجييش الناس لشعارات
تبدو براقة وبها مزايدة علي الهوية ودخل فيها الإخوان طبعا.
·
إذن كانت هناك نية للاستعانة
بالتيار الإسلامي لتسير المرحلة بهذا الشكل؟
>> هذا تاريخ قديم، أول من استعان بالإسلاميين كان عمر سليمان أثناء
فترة الـ 18 يوما عندما دعا القوي السياسية والإخوان وقال «لا أعتقد أنهم
سيرفضون لأنها فرصة جيدة لهم» ماذا حدث بعدها لا أدري المهم أن الحل في ظل
نظام يفتقر الشعبية والكفاءة والاستعانة بقوة شعبية وكانت «الإخوان» في ظل
القبض علي جناح واحد من النظام السابق وليس الجميع.
خطأ المدنيين
·
أنت أحد مؤسسي الحزب المصري
الديمقراطي.. كيف تري تجربتك السياسية داخله؟
>> لم أدخل الحزب لأعمل فيه كفاعل سياسي، أنا فقط معجب بأفكاره
وتكوينه لأنه حزب طبقة وسطي مثقفة وحزب ليبرالي اجتماعي يهدف في النهاية
لإيجاد عدالة اجتماعية وأصبح الآن علي الخريطة، أتنبأ له بمستقبل معقول،
رغم صعوبة تجربة الانتخابات علي أي حزب تكون منذ خمسة شهور فقط.
·
بمناسبة الانتخابات، هل كان
«صندوق الانتخابات» صادما بالنسبة لك؟
>> لا ليس صادما، ولكن لم يتوقع أحد أن يحصل السلفيون علي وجه التحديد
علي هذه الأصوات، هناك جزء «غاطس» في المجتمع المصري لم يكن ظاهرا، والكتلة
الإسلامية أخذت نسبة أكبر من المتوقعة، والأحزاب المدنية لم تتكتل بالشكل
المطلوب.
·
الطبقة المتوسطة هي الحاضرة بقوة
في أفلامك وهي غير مستسلمة للإغراءات الرأسمالية والمهيأة للثورة في أي
لحظة، هل تراها اختلفت بعد الثورة، أو اختلفت نظرتك أنت لها؟
>> الطبقة الوسطي ثرية بمميزاتها فداخلها اتجاهات مختلفة وقناعات
مختلفة أهم مميزاتها أنها «وسطي» قد تجد أحدا يسكن في أرقي الأحياء وعائلته
تسكن في منطقة شعبية لديها في رأيي مخزون أفكار قائم علي التعليم والوعي
والتفكير لذا أعتبر ثورة يناير ثورة طبقة وسطي في الأساس هي التي قامت
بالشرارة الأولي ثم انضم لها باقي الطبقات فالشباب كان لديه رغبة في تغيير
الواقع والبحث عن الكرامة، الكرامة المرتبطة بالآخرين.. فحدود الإنسان ليس
جلده أو منزله بل مجتمعه ومن يشعر بهذا هي الطبقة الوسطي.
·
كيف رأيت مشهد تعرية الفتاة
المصرية في ميدان التحرير أثناء أحداث مجلس الوزراء؟
>> الحقيقة أنني لم أصدم، الناس زعلانة لأنهم «عروها» وليس لأنهم
ضربوها رغم أن الاثنين لا ينفصلان من وجهة نظري فقد تمت إهانتها في الضرب
قبل التعرية، لكننا لأننا مجتمع شرقي وشرف البنت مرتبط بالرجل، كل الحالات
هي إهانة وقبلها كشوف العذرية كانت إهانة أكبر.
·
ما رأيك في الحديث عن أفلام
الثورة وصناعتها؟
>> أري أن أفلام الثورة ليست هي التي تصنع الثورة وأحداثها لأن الثورة
اتجاه ضد الظلم والقهر لذا ففي تقديري الأفلام التي صنعت قبل الثورة هي
أفلام ثورة وأي فيلم جديد يرهف حواسك الإنسانية هو فيلم ثورة لأن المعني
الأساسي لكلمة ثورة هي رغبة قوية لتحرير الإنسان من المخاوف والجوع.
انتقاد الثورة؟
·
هل الثورة تحتاج لفيلم ينتقدها؟
>> فن الثورة ناقد لها، وحتي تصبح «حية» لابد أن تنتقد نفسها وإلا
ستتحول لشيء آخر، كما حدث مع الثورة البلشفية مثلا تتحول لنظام رغم
إنجازاتها وقتها.
·
هل مفترض أن تختلف معادلات
السينما في رأيك؟
>> السينما في رأيي ليست عملية رياضية لكنها «فن حلو» بعيدا عن قوالب
تقليدية، ولذا ليس بإمكاننا تغيير معادلات السوق، فالواقع هو الذي سيغير
ويفرض نفسه، لدينا سينما تجارية الآن فقط، السينما يخلقها واقع السوق
والجمهور لذا نجد الفيلم الذي حصل علي أعلي إيرادات في يوم واحد في تاريخ
السينما هو «شارع الهرم» فلماذا نلوم منتج يصنع «شارع الهرم 2»؟
·
هل يفترض أن يقدم الفنان ما
ينبغي أن يراه الجمهور أم ما يطلبه الجمهور؟
>> المفترض أن يقدم الفنان ما يريده ليكون أمينا مع نفسه بحيث يراه
الجمهور، فأنا لا أصنع فيلما تكون صالة العرض خالية أثناءه أنا أحول الخاص
إلي العام.
·
أنت بعيد عن السينما الآن.. هل
هي فترة تأمل؟
>> ليست فترة تأمل ليتها ذلك، هي فترة متابعة «مزعجة» للأحداث من
الصحف والنت والشاشة وكلي قلق وآمال وأتمني أن أجد مشروعا سينمائيا قريبا.
الإبداع مهدد
·
هل الفن محرّض في الأساس؟
>> بالفعل الفن محرض حتي لو لم يكن كذلك، فأنت تخرج حزين لأنه حرضك
إنسانيا علي تجاوز ما هو سييء، حتي الموسيقي الخالية من الكلمات محرضة علي
الشفافية، وللعلم فالثوري لابد أن تمر بهذه المراحل حتي يمكنه التغيير.
·
«جبهة الإبداع» إلي أي مدي تراها
مهمة في الوقت الراهن؟
>> أحيانا لا تفكرين هل ممكن أن يكون لها دور أم لا، لكنها الطريقة
الوحيدة الموجودة الآن والتي يمكننا التركيز عليها، لأن الإبداع مهدد والفن
مهدد وحتي التعليم مهدد هذا الأسبوع أحداث منها حكم عادل إمام، منع مسلسل
«ذات» من التصوير داخل جامعة عين شمس وقد قرأت تصريحا للنائب محمد الصاوي
«أن الفنانين صرخوا قبل لمسهم» وأهديه هذه الأحداث ليرد عليها، وأعتقد أن
مجلس الشعب عليه التصدي لهذه الظواهر.
·
هل مفترض أن يتخذ الفنانون رد
فعل معين تجاه قضية عادل إمام؟
>> بالطبع وأول رد فعل نعرف ما هي القضية أصلا وكيف يتم الحكم علي شخص
وليس العمل، وما هو هذا العمل ولماذا جعل الممثل مسئولا وليس المؤلف أو
المخرج يجب مناقشة القضية إعلاميا.
·
صرحت لي أنك قلق علي الفن يوم
الإعلان عن تشكيل جبهة الإبداع.. كيف تري المشهد؟
>> المشهد يحتاج لمعرفة ما هي النية في التعامل مع الفن؟ الرقيب يتحدث
جيدا وعن حرية الإبداع والتيارات الإسلامية تصرح بأشياء مطمئنة أيضا
والأحداث مؤسفة، نحتاج لمعرفة «النية» أولا هل هناك حرية فكر وإبداع حقيقية
فعلا أم لا؟
·
كيف يري داود عبدالسيد الغد؟
>> الحقيقة أنني كلما ابتعدت عن الغد أري مجتمعا أجمل وأفضل وبشر أنقي
وكلما اقتربت أكون متشائما.
الأهالي المصرية في
22/02/2012
الحگم علي عادل
إمام بالحبس.. أول اختبار أمام المجتمع لحرية الإبداع
جبهة الإبداع المصري تصف ما يحدث بتشتيت للرأي
العام ضد أهداف الثورة
تقرير: رانيا نبيل
أثار حكم المحكمة الصادر 2 فبراير الجاري بحبس الفنان عادل إمام ثلاثة
اشهر وكفالة 1000 جنيه لاتهامه بازدراء الدين الإسلامي خلال بعض اعماله
الفنية، ردود فعل بين الوسط السينمائي برفض الاتهام جملة وتفصيلا، مؤكدين
أن الاعمال التي استند إليها مقيم الدعوي لا تمثل استهزاء أو سخرية وإنما
تمثل واقعا حقيقيا وإذا كان عكس ذلك لكانت اوقفته الرقابة انذاك. ووصف
الفنانون هذا الإجراء بالاختبار الأول أمام المجتمع حيال حرية الابداع
والفن. ومن ضمن الاعمال الفنية المستند إليها المحامي مقدم الدعوي «مسرحية
الزعيم» أفلام
«مرجان أحمد مرجان ، الإرهابي، حسن ومرقص» ومن ثم
قام محامي عادل امام باستئناف الحكم وتحديد موعد للجلسة في 3 ابريل
القادم.مايحدث علي المستويين السياسي والاعلامي يؤكد ان هناك مؤامرة علي
البلد ولا غير ذلك، وهو ما أكده عبد الجليل الشرنوبي منسق عام "جبهة
الإبداع المصري"، وأكد الشرنوبي تضامن جبهة الإبداع مع إمام، وقامت
بالاتصال بالشبكة العربية لحقوق الانسان لدراسة القضية.
اما الناقد السينمائي أحمد الحضري فرفض وبشدة هذا الإتهام، قائلا :
كلنا كنا موافقين ومازلنا علي أعمال إمام، يبقي يحكموا علينا كلنا" مضيفا
ان إمام لم يقم بدور مسيئ إطلاقا للإسلام، إنما نقل لنا صورة واقعية في
فترات عاشتها مصر بالفعل من خلال اعماله السينمائية ولم ولن يكن عليها
خلاف.
ووصفت د. مني الصبان الأستاذ بالمعهد العالي للسينما، الدعوي القضائية
بأنها "تلكيك" ليس اكثر. ودعت الصبان كل من يعملوا في مجال الإبداع بالتوقف
"والإضراب عن العمل" لعدة أيام لمواجهة هذا المد ولإعلان رفضنا لهذه
التدخلات بتقييد الإبداع والمبدعين من أجل أرضاء تيار معين لم نسمع له صوتا
من قبل، وعلي النقابة أن تصدر بيان شديد اللهجة لرفض الحكم.
وبمقارنة بعض الجمل الحوارية في أعمال عادل إمام، سنجد ان إمام قدم
الحقيقة لافكار موجودة بالفعل. ففي فيلم "الإرهابي" الذي انتج في 1992،
فهناك مشهد بين البطل "الأخ علي" و"قائد الجماعة" يقول له بالنص :"في
جهادنا ضد الكفار أموالهم غنيمة حلال ونسائهم جواري لنا".علينا أيضا
تذكريكم بمحاضرة تم تداولها علي صفحات الفيس بوك للشيخ أبو إسحاق الحويني
أحد أقطاب السلفية، حول حل الأزمة الاقتصادية بمصر عن طريق "الرق"
و"الجواري"، والعودة إلي الجهاد، مما ادي لإتهامه بمحاولة أخذ المجتمع إلي
عصر الجواري مرة أخري. وكان قد قال الحويني في محاضرته المثيرة للجدل عن
الجهاد كونه مخرجًا للأزمة الاقتصادية في مصر: "هو الفقر اللي إحنا فيه ده
مش بسبب تركنا للجهاد؟، مش لو كنا كل سنة عمالين نقوم بغزوة ولا اتنين ولا
تلاتة مش كان هيسلم ناس كتير في الأرض"، معتبرًا أن الجهاد وما يعقبه من
حصول المجاهدين علي المغانم والسبايا حلاً للخروج من الأزمة! مضيفا "كل
واحد كان هيرجع من الغزوة جايب معاه تلات أربع أشحطة وتلات أربع "نسوان"
وتلات أربع ولاد، اضرب كل رأس في ستميت درهم ولا ستميت دينار يطلع بمالية
كويسة"، معددًا المزايا الاقتصادية للجهاد، ولو رايح علشان تعمل صفقة عمرك
ما هتعمل الأموال دي، واللي يرفض هذه الدعوة نقاتله، ونخدوا أسير وناخد
أموالهم ونساءهم وكل دي عبارة عن فلوس!".
وفي مشهد اخر يقول "الاخ علي": لا حل إلا إقامة المجتمع الاسلامي في
مصر، مش كفاية بيشغلوا النصاري، علي الاقل مايشتغلوش رؤساء علي المسلمين
واللي مش عاجبه يمشي". وهو ما قاله أيضا بالنص الشيخ "محمد حسنين يعقوب"
بوصفه الموافقة علي التعديلات الدستورية بالانتصار في "غزوة الصناديق"،
مشيرا ان"الدين هيدخل في كل حاجة، واللي يقول البلد مانعرفش نعيش فيه إنت
حر، ألف سلامة، عندهم تأشيرات كندا وأمريكا".
الأهالي المصرية في
22/02/2012
غول القرصنة يهدد صناعة السينما بالإفلاس..
والمنتجون منهكون
قسم التدريب
صناعة السنيما كانت منذ أكثر من اربعين سنه ثاني أكبر صناعة في مصر
بعد صناعه القطن وهي صناعة يتجاوز حجم الاستثمارات فيها اليوم قرابة
المليار دولار ومسئولة عن فتح بيوت الالاف من العاملين بها الي جانب انها
كانت مسئولة عن وعي الشعوب العربية من مشرقها الي مغربها حتي وقت قريب
واثرت في الحركة التحررية المصرية والعربية بافلام مثل جميلة بو حريد
وبورسعيد وكل هذا تم باختيار وتحت وعي منتجين وطنيين محبين بلادهم وباحثين
عن رفعتها وتقدمها.
أما الان فالمنتجين منهكين من تكرار عملية القرصنة علي افلامهم
فالمنتجة إسعاد يونس، مالكة الشركة العربية للإنتاج والتوزيع قالت في تصريح
لها إن التكنولوجيا تتطور بشكل سريع بعكس حركة سن القوانين وتشريعها وهذا
التقدم السريع لن ينتظر سن القوانين لذلك لابد من يقظة المشرعين لهذا
التطور الخطير واذا لم يحدث هذا سوف تختل كفتي الميزان اختلالا فظيعا
والمسألة ليست ان المنتج يبحث عن حق المادة التي ينتجها لكنه يبحث عن حقوقه
الشخصية لذلك لابد من تقنين وتحديد العلاقة بين المخرج والمستهلك لانه إذا
استمرت عمليات القرصنة لن تنتج الافلام ولن يحصل المستهلك علي شيء حتي
المقرصن لن يجد شئ لكي يسرقه ولأن صناعة السنيما مكلفة جدا وقيمه المنتج
المادية مرتفعة ولا يصح ان تهدر تلك الصناعه دون ان يقنن احد معاملاتها
وليس المنتج وحده من يخسر فجميع العاملين بالفيلم من عمال البوفية الي
الممثلين والمخرجين فالمخرج خالد يوسف قد صرح للأهالي بأن القرصنة علي
السينما ليست خسارة للمنتجين وحدهم بل خسارة لكل العاملين في مجال السنيما
لانه عندما مثلا يقرصن علي فيلم من اخراجي فانه يؤثر سلبا علي الفيلم
التالي ولا بد من تغليظ العقوبة علي المقرصنين فالعقوبة الحالية تافهه
للغاية فهي اما غرامة الف جنيه او شهر حبس غالبا ما يقضيه المجرم خدمات
داخل القسم التابع له ليخرج بعد ذلك ممارسا عمله المربح جانيا اموالا طائلة
من وراء مجهود وتعب الاف الاشخاص.
والمضحك في الامر ان العقوبة علي قرصنة الافلام الاجنبية مغلظة بسبب
تهديد السفير الامريكي للرئيس المخلوع بقطع المعونة الامريكية عن مصر عام
98 ولابد ان تسعي الخارجية لتفعيل بروتوكولات مع الدول العربية لملاحقة
الجناة
اما الفنانة القديرة محسنة توفيق فكان لها رأي آخر فالسبب من وجهة
نظرها ان البلد قبل الثورة كانت في انحطاط اخلاقي شديد وأن القرصنة افراز
طبيعي لاوضاع النظام السابق.
وللقرصنة تاثير ممتد علي اجهزة ومؤسسات الدولة التابعة لوزارة الثقافة
وقد اكد د مجدي احمد علي رئيس المركز القومي للسنيما ان القرصنة تؤثر سلبا
علي الافلام عند عرضها في المهرجانات وان القائمين بالدور الرقابي سواء في
المصنفات الفنية او وزارة الداخلية يتعاملون مع الأمر بشكل سلبي ولا
يعتبرونها جريمه ولابد من قيام مجلس الشعب الحالي بتغليظ العقوبه علي
المقرصنين بمساوتها بجريمة السرقة وتغريم المقرصن نصف مليون جنيه.
وفي غرفة صناعة السنيما أكد د. تامر عزيز، رئيس مكتب حماية الفيلم
المصري من القرصنة أن هناك جهة واحدة في مصر مختصة في تحديد اذا ما كانت
المضبوطات أصلية ام مقرصنة وهي مكتب حماية الملكية الفكرية بوزارة
الاتصالات وان دورة حياة القرصنة سريعه للغاية فهي تبداء بتصوير الفيلم في
يوم عرضة الاول ثم تسريبة الي مواقع الانترنت التي تمولها برامج التبادل
الاعلاني الذي تديرة شركات مثل جوجل وبرنامجها المعروف باسم جوجل ادسنس
الذي يمنح مقابلا ماديا لكل نقرة علي الموقع مانحا له ارباحا طائلة وعلي
سبيل المثال موقع دي في دي العرب المملوك للبوابة الاكبر والاشهر ياهو قد
حقق ارباحا في عام 2010 تبلغ 13 مليون دولار لتنتقل الي أجهزة المستخدمين
إن صناعة السنيما تعاني الان في مصر من ازمة قرصنة حادة وصلت الي تسريب نسخ
من الافلام بين عشية يوم عرضها الاول وضحاها وتتطور ادوات المقرصنين
تكنولوجيا يوما بعد يوم لتصبح اكثر دقة وأصغر حجما رغم ان تلك الادوات
مجرمة في القانون المصري ورغم هذا فما يتم ضبطه هو واحد في الالف من هذه
الاجهزة ويتم ضبطها مصادفة علي المنافذ الحدودية والجمركية قبل أن تصل الي
يد المقرصنين ولابد من وقف ذلك النزيف الذي يهدد الالاف من العاملين في هذا
القطاع الضخم.
الأهالي المصرية في
22/02/2012 |