لأنه ليس فنانا عاديا، ولأنه ليس رياضيا عاديا، كان
علينا أن نستمع إليه بعد المأساة التي أصابت قلعة رياضية عريقة في مصر
وضربت نجوم
الأهلي وجمهور ه وراح ضحيتها أكثر من سبعين من زهرة شباب مصر.
عمدة الفن وكرة
القدم في مصر.. كبير مشجعي النادي الأهلي وأحد رموز عشاقه النجم صلاح
السعدني فتح
قلبه لـ »أخبار النجوم« وتحدث عن مذبحة استاد بورسعيد.. التي راح ضحيتها
شباب
ذهبوا ليفرحوا بناديهم ومعهم اعلام مصر والأهلي ثم عادوا في نعوش من
المدينة
الباسلة إلي القاهرة.
·
<
مذبحة بورسعيد كيف تراها؟
<
ادعو الله أن يرحم
زهرة شباب مصر هؤلاء فعلا كانوا «الورد اللي فتح في جناين مصر» ذهبوا
لبورسعيد
يتابعون مباراة كرة لم يكونوا محتجين يرمون بالطوب لم يكونوا
في مظاهرة ضد الفساد
وهو موجود فعلا.. لم يحاصروا قسم شرطة ولا ضربوا العساكر، هم أبرياء ذهبوا
رحمهم
الله يحتفلون بلاعبيهم ويستمتعون فعادوا في نعوش.. أنا أقول أن أمام النائب
العام
ومجلس الشعب أسبوع واحد فقط من الآن لتقديم الجناة هناك من
يؤكد أن هناك 6 أتوبيسات
دخلت بورسعيد من الدقهلية تحمل بلطجية.. هناك معلومات يجب التحقيق منها حتي
لا تذهب
دماء شبابنا هدرا شباب الألتراس الذي أعرف جيدا أنهم كانوا جزء أصيلا من
الثورة
التي خلعت مبارك ونظامه الفاسد أنا أعرف مجموعة من شباب
الألتراس ضحايا المذبحة
معرفة شخصية وحضرت اجتماعاتهم الأولي وكنت قد اقترحت علي حسن حمدي رئيس
النادي
الأهلي أن نعمل لجنة للتوعية السياسية أنا ومحمد صفاء عامر لكنها للأسف لم
تتم.
·
<
بالمناسبة ما رأيك في مقاطعة الأهلي بورسعيد لمدة 5 سنوات؟
<
ربما يكون هناك انفعال لكنه مفهوم ومطلوب تهدئة الشباب والأسر التي فقدت
أبنائها
ولابد من التحقيق في المذبحة وتبرئة شعب بورسعيد صحيح.
·
<
هناك متأمرين لكنهم
ليسوا كل شعب بورسعيد الذين غنت لهم أم كلثوم وتحدوا العدوان الثلاثي؟
<
أنا
أعرف أن هناك حالة كراهية للاهلي من الاسماعيلية وبورسعيد لأسباب تاريخية
أنا نفسي
تعرضت للشتم عندما ذهبت إلي بورسعيد مع الاهلي أيام الخطيب وزيزو وصفوت
عبدالحليم
وهزم الاهلي المصري ليس الشتم فقط ولكن كانت هناك حركات
بالأيدي أيضا.. وذهبنا
لمطعم سمك فقال لنا صاحب المطعم بالسم الهاري!! كل هذا مقبول وعادي مجرد
شتم بألفاظ
بذيئة.. كنت أتوقع أن تمتد احتفالات البورسعيدية في شارع الجمهورية للصباح
ويحرقوا
دمية للاهلي بعد فوزهم عليه لكن أن يتحول الحفل إلي مذبحة فهذا
ما يفوق تصوري وأن
يصل الأمر للقتل وإلقاء الناس من المدرجة.. كارثة ليفربول في الثماينينات
كان
ضحاياها 39 مشجعا وهزت أوروبا وقتها، نحن ضحايانا أكثر
من 70 في مذبحة بورسعيد..
شباب من خيرة شباب مصر هل يعقل أن يعيش البلطجية في أمان مطلقي السراح
وشبابنا
يتعرض للقتل.. من الذي أطفأ أنوار استاد بورسعيد ومن انطلق من خلف مرمي
شريف اكرامي
وراء لاعبي الأهلي وجمهوره بشراسة وجنون شاهدت بركات بجسمه
الضئيل يجري هربا من
القتل واكرامي كاد أن يقتل لولا تدخل أمير عبدالحميد وابراهيم حسن وسمعت
قصصا مؤلمة
من أولاد من الألتراس عن حوادث الدهس والاختناقات والالقاء من السور أثناء
هروبهم
من القتلة.
أنا من عشاق بورسعيد وابريء شعبها الأصيل من قتل مشجعي الأهلي وأعرف
قيمتها وأعرف دورها وقيمة شعبها والبعض يشكو من أن بورسعيد
أصبحت علي عتبة الكراهية
الشعبية وهذه خسارة كبيرة ومؤامرة علي بورسعيد الباسلة نفسها، وأذكر في
1956 كنت في
الاعدادية انضممت للخدمة العامة وكنا مسئولين عن تسكين المهجرين منهم في
المدارس
والأندية والمساجد وكنت أدعو الناس للتبرع لضحايا العدوان من
أهل بورسعيد من
ميكروفون علي سيارة تجوب شوارع الجيزة.. وكنا نجد استجابة كبيرة فالشعب
عندما يثق
في حكومته يكون في قمة الايجابية والمشكلة دائما هي شك لا ينتهي من
المصريين في
حكامهم منذ أيام الفراعنة.
أما أن نلصق بهم سبة قتل شبابنا فهذا ظلم لهم.. ربما
يكون هناك عتاب علي بعض شباب بورسعيد.. ولا يقلل ذلك من حجم الجريمة التي
ارتكبها
المجرمون في حق شباب مشجعي الأهلي الذين حضرت اجتماعاتهم الأولي لتكون
الألتراس
الذين أعرف الكثير منهم وأحبهم فهم شباب نقي وصفوة شباب مصر
وهؤلاء دعوني أن أكون
مسئول عنهم لكني اعتذرت وكانت الاجتماعات الأولي بترتيب من صديقي المهندس
خالد شاكر
ابن أخت الفنانة شادية والذي انسحب بعد أن شعر ببعض المزايدات فاعتذر وترك
القاهرة
للعمل في شركة بترول بالقناة.
أخبار النجوم المصرية في
08/02/2012
نادر السيد :
مذبحة بورسعيد .. صدمتني
حوار امل
صبحي
·
<
قدمت مسلسلك
»أولاد الليل« في مدينة
بورسعيد حيث كانت تدور الأحداث..
فكيف تصف تلك الفترة؟
<
بالفعل قضيت
شهرين كاملين في التصوير هناك وكنا في أكثر المناطق شعبية ببورسعيد وهي
منطقة
»سوق
العرب«
والحق يقال لم ألق منهم سوي كل معاملة طيبة واحترام
والناس هناك
تتميز بالطيبة الشديدة ولكن أيضا »حساسين«
جدا..
·
<
وفي رأيك ما
سبب هذه الحساسية؟
<
أعتقد لأنه في فترة من الفترات تعرض شعب بورسعيد
لتشويه صورته حتي وان كنا جميعا تجاوزنا هذه الفترة إلا أنها عالقة بوجدان
الكثيرين
منهم ولذلك عندما يجدون من يعاملهم بعيدا عن هذه الخلفيات فيتعاملون معه
بكل
لطف وود.
·
<
وكيف كانت أجواء تصوير
»أولاد الليل«؟
<
الحقيقة
لولا مساعدة أهالي بورسعيد لنا في كافة التفاصيل ما كان المسلسل ليخرج
للنور..
لأن أحداث العمل تم تصويرها بالكامل في الشوارع والمناطق
الحقيقية ومالا يعرفه
الكثيرون أن معظم من ظهروا بالأحداث كسكان لتلك المناطق هم بالفعل من الناس
البسطاء
في بورسعيد وليسوا كومبارس..
فهم ودوون لدرجة أنه من السهل أن
تصادقيهم.
·
<
وماذا عن الإستعداد للمسلسل ؟
<
المخرجة رشا شربتجي
رفضت تغيير أي شئ داخل السوق حتي طريقة تنظيم العربات التي يستخدمها الباعة
لعرض
بضاعتهم من الأقمشة كي تقدم عملا يمتاز بالواقعية وصور حقيقية عن مدينة بورسعيد
الرائعة .
فأحداث المسلسل كانت تدور كما شاهدنا في
قالب اجتماعي يحمل الكثير من
الأبعاد السياسية الرافضة للتطبيع والتسلل الصهيوني للجسد العربي كما قدم
رصدا
للتغيرات التي طرأت علي المجتمع المصري في السنوات الأخيرة وتحديدا في
مدينة
بورسعيد ..
والتي تبدلت أحوالها الإقتصادية كثيرا عقب
القرارات الوزارية بإغلاق
المنطقة الحرة بها..
والتي كانت مصدرا لرزق الآلاف من الناس البسطاء..
·
<
ما تعليقك علي الأحداث الأخيرة ببورسعيد؟
<
أعتبر أحداث بورسعيد ليست
بحاجة للتعليق،
فالصورة واضحة للغاية فهل كنا نتخيل أن يذهب شبابنا لحضور مباراة
كرة قدم ويعودوا في أكفان لقد بكينا ونحن نحضر عزاء أحدهم وكان
من المفترض أن يتخرج
بعد شهرين في الجامعة الأمريكية وكله طموح وأمل في المستقبل.
فمن وجهة نظري ما
حدث يثير العديد من التساؤلات التي تحتاج لإجابات لماذا ارتكب هذا العمل
الإجرامي
تحديداً من خلال مباراة كرة قدم وتجاه الألتراس تحديداً
فهل هذا يرجع لموقفهم
الوطني الثوري مع الثورة المصرية وكيف تم اقتحام هؤلاء الناس للملعب بدون
أي مبادرة
لتصدي الأمن لهم،
ومن سمح لهم بذلك ولماذا تغير مدير أمن بورسعيد قبل إقامة
المباراة بأيام، فلا يمكن
ندعي أن البلطجية هم السبب، فالأسباب الحقيقية
لابد أن تظهر لأن ما حدث »حرام«.
·
<
ولكن البعض يتهم الأمن والمجلس
العسكري بأنه وراء تلك الأحداث؟
<
لست مع توزيع اتهامات علي أحد ولكنني
أسأل من الذي يتحمل مسئولية ما حدث،
فالمجلس قام بتأمين الانتخابات الأخيرة لمجلس
الشعب بدون مشاكل أو أزمات وأثنينا علي التأمين وعندما تحدث فجوة وكارثة
بالبلد
لابد أن نعرف المسئول حتي نحاسبه سواء المجلس العسكري أو وزارة الداخلية،
وأذكر
عندما قتل 33 سائحاً أجنبياً أثناء وزارة حسن الألفي، تم إقالة الوزير
فلك أن تتخيلين 74
شاباً
مصرياً قُتلوا فلا تقوم مصر..
كيف
أخبار النجوم المصرية في
08/02/2012
جمال سليمان :
شعب بور سعيد .. طيب وحساس
حوار: مايسة
أحمد
الفنان جمال سليمان من أبرز الفنانين الذين قدموا
أعمالا من داخل الشوارع
البورسعيدية..
كان مسلسل
»أولاد الليل« هو بطاقة
التعارف التي قدمها لأهالي المدينة..
كانت أيضا هذه هي المرة الأولي التي
يزور
فيها سليمان بورسعيد.. تجول في شوارعها..
وتعرف علي معالمها..
التقي بأهلها
وقضي معهم شهرين كاملين..
في هذا الحوار يكشف جمال سليمان لأخبار النجوم
الكثير من الأسرار التي عرفها عن بورسعيد وأهلها عن قرب وبدون أي رتوش..
ليتحدث
بكل صراحة عن تجربته هناك..
·
<
قدمت مسلسلك
»أولاد الليل« في مدينة
بورسعيد حيث كانت تدور الأحداث..
فكيف تصف تلك الفترة؟
<
بالفعل قضيت
شهرين كاملين في التصوير هناك وكنا في أكثر المناطق شعبية ببورسعيد وهي
منطقة
»سوق
العرب«
والحق يقال لم ألق منهم سوي كل معاملة طيبة واحترام
والناس هناك
تتميز بالطيبة الشديدة ولكن أيضا »حساسين«
جدا..
·
<
وفي رأيك ما
سبب هذه الحساسية؟
<
أعتقد لأنه في فترة من الفترات تعرض شعب بورسعيد
لتشويه صورته حتي وان كنا جميعا تجاوزنا هذه الفترة إلا أنها عالقة بوجدان
الكثيرين
منهم ولذلك عندما يجدون من يعاملهم بعيدا عن هذه الخلفيات فيتعاملون معه
بكل
لطف وود.
·
<
وكيف كانت أجواء تصوير
»أولاد الليل«؟
<
الحقيقة
لولا مساعدة أهالي بورسعيد لنا في كافة التفاصيل ما كان المسلسل ليخرج
للنور..
لأن أحداث العمل تم تصويرها بالكامل في الشوارع والمناطق
الحقيقية ومالا يعرفه
الكثيرون أن معظم من ظهروا بالأحداث كسكان لتلك المناطق هم بالفعل من الناس
البسطاء
في بورسعيد وليسوا كومبارس..
فهم ودوون لدرجة أنه من السهل أن
تصادقيهم.
·
<
وماذا عن الإستعداد للمسلسل ؟
<
المخرجة رشا شربتجي
رفضت تغيير أي شئ داخل السوق حتي طريقة تنظيم العربات التي يستخدمها الباعة
لعرض
بضاعتهم من الأقمشة كي تقدم عملا
يمتاز بالواقعية وصور حقيقية عن مدينة بورسعيد
الرائعة . فأحداث المسلسل كانت تدور كما شاهدنا في قالب اجتماعي يحمل
الكثير من
الأبعاد السياسية الرافضة للتطبيع والتسلل الصهيوني للجسد العربي كما قدم
رصدا
للتغيرات التي طرأت علي المجتمع المصري في السنوات الأخيرة
وتحديدا في مدينة
بورسعيد .. والتي تبدلت أحوالها الإقتصادية كثيرا عقب القرارات الوزارية
بإغلاق
المنطقة الحرة بها..
والتي كانت مصدرا لرزق الآلاف من الناس
البسطاء..
أخبار النجوم المصرية في
08/02/2012
طعم الحرية
العمدة
اسامة عبد
اللطيف
تجلس مع العمدة صلاح السعدني فتشعر أنك تجلس مع مصر، خفة دم وفطرية وجدعنة
ولاد البلد، حكمة السنين التي توارثها المصري أبا عن جد..
يؤمن بأن تحليل شخصية أي فلاح في دلتا مصر وصعيدها يكشف أنه رغم أميته مخزن
للحضارة
ينتمي لأقدم دولة في التاريخ،
وهكذا العمدة نفسه ملخص لمصر يمكن أن تكتفي بمقابلته لتعرف من هم المصريون.
منذ أن أجريت معه أول حوار صحفي وتعرفت عليه شعرت أنه صديق فتح لي قلبه ..
ببساطة المصري الذي ما أن
يأمن لك حتي تصبح صديقا
يتحدث معك علي سجيته لا يتكلف ولا يتصنع..
ولا ينقطع حديث الفكاهة والضحك من القلب الذي لا تفارقه الحكمة..
هكذا عرفت السعدني وطنيا عاشقا لمصر حبا ليس من النوع الذي تجده في كلام
الأغاني رغم أنه يطربك ربما أكثر من أي أغنية.
العمدة عاشق لجمال عبدالناصر لكن هذا لا
يمنعه من أن
يعترف بأخطائه وهو بكل الأحوال لا ينتمي فكريا لجماعة الإخوان المسلمين لكنه
يتحدث عنهم بكل
موضوعية..
ويتمني لهم التوفيق لأنه عاشق لمصر
يتمني أن يري أم الدنيا في المقدمة حتي لو كان ذلك علي
يد الإخوان.. مصر عنده أولا وانتماؤها العربي لا يقبل المساومة..
يرفض أن ينطق لسانه بكلمة
اسرائيل فيصمم أن
يصفها بالكيان الصهيوني، يعشق العرب ويبكي أحوالهم..
يتطلع لمصر كبيرة
يكبر بها العالم العربي يستند إليها في الملمات ويرجع إليها لا من واقع
السطوة والسيطرة لكن من منطلق الشقيقة الكبري التي لا تمن علي أحد ما قدمت
وتقدم ولا تركع لأحد لأن في ركوعها ضياعا لأمة العرب وفي ضياع العرب ضياع
للمسلمين وكل المظلومين في العالم.
صلاح السعدني يحتفل مع رفيقيه عادل امام وسعيد صالح هذه الأيام بمرور خمسين
عاما علي أول وقوف لهم علي خشبة المسرح..
شهد عام 1962
انطلاق العمدة والزعيم والملك سعيد..
خمسون عاما مرت من العطاء والبهجة
، خمسون عاما من الكفاح والعرق والألم والأمل، بيننا دول من بابها لم
يصل عمرها إلي هذه الخمسين..
وقف الثلاثي الجميل علي المسرح بينما كانت دول
قائمة حاليا محميات وقبائل.
لم يطلب السعدني التكريم له أو لرفيقيه لأن الرجل بالفعل
يتلقي تكريما يوميا ولكني أسأل ألا يستحق مرور 50
عاما من بداية عملهم بالمسرح أن نحتفي به وبهم .
ونقول لهم شكرا أمتعتونا ألا يستحق الجميع أن يعلم بمشوار ثلاثي البسمة والوطنية والابداع،
أقترح علي الصديق ناصر عبدالمنعم رئيس البيت الفني للمسرح أن يعد احتفالية
تليق بهذه المناسبة أتصور أن ثلاثتهم لن
يتأخر لو طلب منهم تأدية مشهد تمثيلي يجمعهم ضمن الاحتفالية..
نحن في حاجة لنؤكد لأنفسنا حقيقة أننا كبار وأنه إن كانت مصر هبة النيل
فإنها بحق هبة المصريين.. ولدي اقتراح ثان للزميل يسري حسان رئيس تحرير الزميلة الأنيقة
»مسرحنا« المتنفس الذي يعيش عليه عشاق المسرح الذين أعتبرهم رهبان الفن
وعشاقه الحقيقيين فأدعوه ألا يفوت هذه المناسبة دون عدد خاص عن الفرسان
الثلاثة.
أخبار النجوم المصرية
في
08/02/2012
رؤية خاصة
ثيو انجولوبولس
رفيق الصبان
فقدت السينما العالمية منذ أسابيع..
ركناً كبيراً
من أركانها وواحداً من أهم أقطابها الذين لازالوا علي قيد الحياة.
ثيو انجولوبولس الذي يقرن اسمه دائماً بالسينما اليونانية كما
يقرن اسم برجمان بالسينما السويدية،
ويوسف شاهين بالسينما المصرية،
وفدريكو فيليني بالسينما الإيطالية..
إنه
ينتمي إلي عالم هؤلاء الكبار..
الذين عرفوا كيف
يدمجوا بين حياتهم الخاصة ورؤاهم الشخصية وأحلامهم الذاتية.. وبين تاريخ
بلادهم وأحداثها..
فأصبحوا جزءاً
لا يتجزأ من مسيرة هذا التاريخ ومرآة حقيقية لما كان
يدور علي أرض بلادهم.
لا يمكن أن نذر السينما اليونانية دون أن
يطل اسم ثيو انجولوبولس شاهقاً
عبقرياً..
شامخاً كالجبل وعالياً كالسحاب، ومضيئاً
كالنجوم.
ولا يمكن أن نذكر تاريخ اليونان المعاصر..
وما مرت به من أحداث..
منذ اندلاع الحرب الثانية وحتي حكم الجنرالات وثورة البروليتاريا دون أن
نذكر أفلام هذا العبقري السينمائي الذي عرف كيف يخلد أحداث بلاده من خلال صور سينمائية براقة
وإيقاع مأساوي لا
يجاري..
وجماليات تذهل البصر.
(أيام الـ36) و(الاسكندر الأكبر)
و(رحلة الممثلين)
ثلاثية أولي.. أعطاها المخرج اليوناني الشاب آنذاك..
كل زخمه وكل رؤياه الناصعة وكل إحساسه
السينمائي، وجمع فيها بين الرؤية الفلسفية والمنهج التاريخي والإيقاع الدرامي
الشعري مركزاً بصورة خاصة علي عواطف شعب
يسترد هويته ويطمح إلي حريته أنه يرصد بأفلامه مسيرة التاريخ ومسيرة الإنسان في آن واحد ويجمع بينها
في بوتقة شخصية تعبر عن رؤياه ومعتقداته وإحساسه الإنساني الشامل.
وتوالت أفلامه تضيء اسم السينما اليونانية في المهرجانات سواء في مهرجان
كان حيث فاز بالسعفة الذهبية عن تحفته التي لا تنسي (الأبدية ويوم آخر)
والجائزة الكبري عن (نظرة أوليس)
أكثر أفلامه حساً
وفاجعة وشجناً.. (خطوة اللقلق المعلقة)
و(مربي النحل) جمعاه بأسطورة السينما الإيطالية مارسيلو ماستروياني نجا،
ورحلة كورنثيا..
ومنظر في الضباب ألقياه في أعماق الوطن اليوناني الجريح..
أما ثلاثيته الأخيرة عن الأمم وعن الإنسانية فإنها تحولت إلي درس عميق في
فن السينما وفق السرد وجماليات الصورة.
استطاع الجمهور المصري أن يكتشف مبهوراً عالم انجولوبولس من خلال عروض خاصة لفيلمه
(نظرة اوليس) و(الأبدية يوم آخر) في نادي سينما الأوبرا، ولكن الرجل والفنان يستحق منا أكثر من ذلك بكثير.
فسينماه الشاهقة المليئة بالكبرياء والشموخ والجمال الباذخ تستحق أن يفرد
لها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي القادم تكريماً خاصاً بها تستحقه
ويستحقه جمهور هذا العبقري الذي رحل ضحية حادث دهس بدراجة بخارية يقودها
شاب طائش في كبري شوارع أثينا..
تاركاً
فراغاً سينمائياً في بلده.. لا أظن أن أحداً سيملأه بعده.
أخبار النجوم المصرية في
08/02/2012
سينمائيات
المرْج
السباكي
مصطفى درويش
هذا اسم الجزء الاول من ثلاثية سينمائية،
صاحبها مخرج ليس كغيره من المخرجين،
شرقا وغربا، وذلك لان افلامه التي ابدعها،
علي امتداد اكثر قليلا من اربعين عاما،
وعددها لم يزد عن ثلاثة عشر فيلما، لم
يألفها معظم من اتيحت لهم فرصة مشاهدتها بل اكاد
اثق بان فريقا كبيرا منهم.
انتهت به المشاهدة،
حائرا، ساخطا.
ذلك المخرج المثيرة افلامه لحيرة البعض،
ولسخط البعض الآخر،
هو »ثيوانجلوبولوس«، الذي غاب عن دنيانا، اثر حادث اليم، وقع له قبل بضعة أيام
(25 يناير)، قريبا من »بيريه«، الميناء الرئيسي للعاصمة اليونانية »اثينا«،
وذلك فيما كان يقوم باخراج الجزء الاخير من ثلاثيته المسمي»البحر الآخر«،
والذي لم يكمل نظرا إلي موته المفاجيء.
ومما يعرف عن ثلاثيته تلك، انه استهلها، قبل بضعة أعوام،
بفيلم »المرْج الباكي« (2004).
أما جزؤها الثاني فقد خرج إلي الفور، بعد ذلك بأربعة أعوام،
تحت اسم »غبار الزمان« (2008).
ولد المخرج الراحل في السابع والعشرين من ابريل لعام 1935،
بمدينة اثينا، حيث درس القانون.
وبعد انهاء الخدمة العسكرية، سافر إلي باريس، حيث التحق بجامعة السوربون
غير انه سرعان ما تركها،
مفضلا الالتحاق بمعهد السينما
»ابديك«.
وعندما عاد إلي وطنه »اليونان«، عمل ناقدا للسينما في اليومية اليسارية »الاجي«،
إلي ان قامت الزمرة العسكرية باغلاقها، اثر استيلائها علي السلطة بانقلاب عام
1967، استمر يحكم اليونان بالحديد والنار،
زهاء سبعة أعوام عجاف.
ولقد كان لحكم الجنرالات هذا تأثيره الكبير عليالمخرج الراحل،
محفورا في ذاكرته، موضوعا لا مطروحا في جميع اعماله أما بطريقة مباشرة، أو
بطريقة فيها من المكر، الشيء الكثير.
فاسلوبه المتميز بما يسمي اللقطة المشهد، البطيئة الايقاع، التي
يغلب عليها المجاز، انما هو وليد تلك الفترة حالكة السواد من تاريخ اليونان
الحديث، اذا اثناءها ابدع أول افلامه الروائية الطويلة »اعادة البنا«
(1970) .
أما كيف أصبح له مركزا مرموقا في المشهد السينمائي العالمي،
فالفضل في ذلك انما يرجع إلي ثلاثيته الشهيرة التي بدأت بفيمله »أيام
1936« (1972)، واختتمت بفيلم »الصائدون« (1977)،
مرورا بفيلم »فريق الممثلين المتجولين« (1975).
ولقد كان من حسن حظي، ان اتيحت لي فرصة مشاهدته في مهرجان كان (1975).
بعد ذلك، لم تتح لي أية فرصة أخري، إلي ان جاءه الموت، فشاهدت أول افلام ثلاثيته الاخيرة
»المرْج الباكي«.
أما لماذا لم تتح لي فرصة مشاهدة سوي هذين الفيلمين علي امتداد سبعة
وثلاثين عاما، فذلك له حديث لايتسع له المجال!!
أخبار النجوم المصرية في
08/02/2012 |