بتجربة تليفزيونية وحيدة فى مسلسل «امرأة من زمن الحب»، كتب كريم عبدالعزيز
شهادة ميلاده على الشاشة الصغيرة، لكنه غاب عن الدراما التليفزيونية ليواصل
النجاح فى السينما، ومؤخرا قرر كريم أن ينهى حالة الغياب ويعود للتليفزيون
من جديد بمسلسل «الهروب»، تأليف بلال فضل، إخراج محمد على.
قال كريم عبدالعزيز لـ«المصرى اليوم» إنه أثناء غيابه الطويل عن التليفزيون
كان يبحث عن عمل يقدمه بشكل مختلف، موضحاً أن جمهور السينما تغير بعد ثورة
٢٥ يناير.. وإلى نص الحوار:
■ ما الذى جذبك لمسلسل «الهروب»؟
- عندما قررت تقديم عمل درامى، كان يشغلنى فقط تقديم شىء جديد ومشوق يبتعد
عن المط والتطويل ويجذب الجمهور، ووجدت ذلك فى مسلسل «الهروب» للمؤلف بلال
فضل، حيث أعجبتنى الفكرة بشدة وتسلسل الأحداث، وأستطيع القول إن بلال كتب
سيناريو عالمياً، فهو بالفعل كاتب شديد التميز والروعة.
■ هل هناك علاقة بين المسلسل والفيلم الذى قدمه
أحمد زكى بالاسم نفسه؟
- بالتأكيد، يشرفنى تقديم عمل قدمه الفنان الراحل أحمد زكى، لكن المسلسل لا
يمت بأى صلة للفيلم، وموضوعه مختلف تماماً، ولا أستطيع أن أحرق الأحداث،
لأن المسلسل قائم على التشويق، وكل ما أستطيع قوله إن المسلسل يعرض لقضايا
اجتماعية وإنسانية ويتناول حياة شرائح مختلفة من المجتمع.
■ لماذا تتكتم أسماء الممثلين المشاركين فى
البطولة؟
- ليس هناك تعمد، لكننا فى مرحلة اختيار الممثلين، خاصة أن محمد على «مخرج»
يدقق فى كل كبيرة وصغيرة، وكان مشغولاً بمعاينة أماكن التصوير، وعموماً تم
التوقيع مع الفنانين دلال عبدالعزيز وعبدالعزيز مخيون وأحمد وفيق، وجار
التعاقد مع باقى الفنانين، أما البطولة النسائية فمقسمة على ثلاثة أدوار
رئيسية وسيتم التعاقد مع الممثلات الثلاث خلال أيام، وسنصور بعض المشاهد
الخارجية فى عدد من المحافظات، مثل الإسماعيلية وبورسعيد والأقصر وأسوان.
■ هل تقديمك عملاً تليفزيونياً له علاقة بالوضع
الصعب الذى تعيشه السينما حاليا؟
- أفكر منذ عدة سنوات فى تقديم مسلسل تليفزيونى، وكنت فقط أنتظر الوقت
المناسب، وقبل حدوث أى ظروف تعاقدت على مسلسل «الهروب» لتقديمه العام
الماضى، وتم تأجيل المشروع بالكامل، لذلك ليس هناك علاقة بين الظروف
الحالية وتقديمى المسلسل، والجميع يعلمون رغبتى منذ سنوات فى تقديم عمل
تليفزيونى، لكن كل هذا كان مرهونا بوجود فكرة مختلفة تضيف لى.
■ كيف ترى المنافسة الدرامية فى رمضان، فى ظل وجود
مسلسلات لعادل إمام وأحمد السقا ومحمود عبدالعزيز؟
- بالتأكيد، هذا شىء إيجابى، فنحن قطعنا شوطاً كبيراً جداً من الديمقراطية
خلال الأشهر السابقة وقبل رمضان قد نصل إلى ٩٠% من الاستقرار بعد انتخابات
الرئاسة، وهذا مؤشر إيجابى جداً، إذا كانت الحياة السياسية فى حالة دائمة
من النشاط، فيجب ألا نقف مكتوفى الأيدى لنرى النتائج، بل يجب أن يؤدى كل
شخص عمله على أكمل وجه حتى نعبر تلك الأزمة المادية التى نعانى منها، ومصر
تحتاج حاليا جهود أبنائها لتقف على قدميها، وعلى المستوى الفنى أنا سعيد
جدا بكل العمالقة الذين يتنافسون فى الدراما هذا العام، وأعتقد أننا على
موعد مع مباراة عبقرية ممتعة، والمستفيد هو الجمهور.
■ نجوم السينما كانوا يعتبرون التليفزيون وسيلة
لحرق النجوم، فلماذا تغيرت نظرتكم للعمل فى المسلسلات؟
- ربما كان يتم تقديم المسلسلات فى الماضى بشكل تقليدى، لكن الوضع مختلف
حالياً والدراما أصبحت عالية المستوى، من حيث الصورة والتكنيك والموضوعات،
وشهدت تطوراً مذهلاً فى السنوات الخمس الأخيرة بتواجد مخرجين ومصورين
ومؤلفين موهوبين، وهذا عنصر إيجابى جعل الممثل لا يخشى من تقديمه فى
الدراما التليفزيونية بصورة أقل من السينما، وهناك تجارب تعتبر مثالاً على
ذلك، مثل «الجماعة» و«أهل كايرو» و«المواطن إكس».
■ بعيداً عن الفن.. ما هى أكبر مشكلة تواجه مصر
حاليا من وجهة نظرك؟
- أكثر شىء يفزعنى ويصيبنى بالإحباط هو محاولات البعض لإشعال الفتنة
الطائفية، وأعتبر تلك المحاولات مؤامرة من أعداء الثورة وأعداء مصر وشعبها،
فهناك مستفيدون من حدوث شرخ بين عنصرى الأمة، واللعب بهذا الكارت الملتهب
لإحراق مصر، بعد أن فشلت كل الألاعيب الأخرى التى قامت بها الثورة المضادة
لتدمير مصر وإفشال ثورة ٢٥ يناير، ولكنى على ثقة بأن هذه النغمة أصبحت
محروقة ولن تفرق أبداً بين المصريين، ويكفى أن نسمع قصصاً كثيرة عن شباب
مسيحيين أنقذوا مسلمين وكذلك شباب مسلمين دخلوا كنيسة تحترق لإنقاذ
المسيحيين، ففى هذه الحالة لا يتحرك المصرى بدافع الدين بل بوازع الإنسانية
والوحدة التى نعيش فيها على أرض مصر.
■ وما رأيك فى التغيير الذى أحدثته الثورة على
الفن؟
- الوضع الذى تعيشه مصر حالياً يحتم على الفنانين أن يغيروا من أنفسهم
وأفكارهم وموضوعاتهم، لأننا بالفعل لسنا الأشخاص أنفسهم الذين عاشوا قبل ٢٥
يناير، فنحن أشبه بوجوه جديدة فى كل شىء نفسياً وإنسانياً وسياسياً
واجتماعياً، لذلك يجب أن نعمل بهذه الروح، والجميع يعلم أننى دائما أنحاز
للطبقة الفقيرة فى أعمالى، وسأظل محافظاً على ذلك، لكن بروح جديدة، فقد كنت
أقدم أعمالى السابقة بروح انهزامية، وعندما كنت ألمح بصيصاً من الأمل أشعر
بأنه شديد الصعوبة، لكن حالياً لا سقف للحلم، ولا مجال للانكسار وأصبح
الواقع أقوى وأجمل من الحلم والخيال فى السينما، لذلك سأركز فى كل أعمالى
المقبلة على أن نبنى بلدنا ونعمر ما خربه السابقون، ونعيد صياغة المجتمع
للأفضل، خاصة أن الجمهور لم يعد ذلك المهزوم الذى يدخل السينما ليهرب من
آلام الواقع وانكساراته ويبحث عن البطل وبارقة الأمل «عند بتوع السيما»،
وعلى المؤلفين وكل صناع الفن أن يتعاملوا مع العصر الجديد بمفرداته
الجديدة.
■ لكن هناك حاليا أزمات فى الإنتاج وتخفيض للأجور!
- لا أعتبر الأزمة المادية التى تعانى منها السينما والدراما التليفزيونية
وما ترتب على ذلك من تخفيض لأجور النجوم عائقاً بالنسبة لى، لأنى لا أتعامل
مع الفن بمنطق المكسب والخسارة، فأنا فى الأساس عاشق للفن ومخرج قبل أن
أكون ممثلا، لذلك فأى شىء فى مصلحة الفن سأقوم به دون تفكير، بما فى ذلك
تخفيض الأجر حتى نخرج من هذه الأزمة وتدور عجلة الإنتاج من جديد وننقذ
الصناعة من الموت، وأعتقد أن الأزمة حالياً فى سبيلها للانكسار التدريجى،
حيث بدأت استديوهات السينما والدراما فى العمل مرة أخرى وهذا مؤشر جيد،
وأعتقد أن الحياة الفنية ستعود أقوى مما كانت عليه بعد الاستقرار السياسى.
المصري اليوم في
02/02/2012
هانى رمزى: 'الرقابة' لم تصلها الثورة
ميدل ايست أونلاين/ القاهرة
'ابن النظام' مسلسل يتناول كواليس الصفقات المشبوهة التى كانت تحدث بين
أبناء عهد مبارك، وكيف كانت لقاءاتهم الخاصة، والخبايا غير المعلنة
بينهم.
يكشف الفنان المصري هاني رمزي ان الرقابة لم تعرف حتى الآن أن هناك ثورة،
ويفزع العاملون بها عندما يذكر اسم مبارك فى أى سينايو يتم عرضه عليهم"..
بهذه العبارة لخص الفنان هانى رمزى مشكلته مع الرقابة.
وقال لصحيفة "اليوم السابع" "الرقابة حتى الآن لم تعرف أن هناك ثورة،
ويفزعون عندما يذكر اسم مبارك فى أى سينايو يتم عرضه عليهم، ويرتبكون
بالرغم من أن أى رقيب عليه تفهم ذلك الأمر، فالجرأة مطلوبة، وأى منهم ترك
منصبه بسبب إجازته لفيلم كان ضد النظام، فهذا شرف له سيذكره التاريخ".
وعانى هاني رمزي من الرقابة في عهد حسني مبارك في افلامه "عايز حقى" و"أبو
العربى" و"ظاظا"، وهى أفلام تميزت بتقديم الكوميديا السياسية التى يصر على
تقديمها، على الرغم من هذه الصدامات المتعددة مع الرقابة، ويتوقع "رمزى"
صدامًا جديدًا بسبب مسلسله "ابن النظام"، والذى يخوض به سباق رمضان المقبل،
ويكشف من خلاله عن فساد مسئوولى وأبناء العهد السابق.
ويقول رمزي عن المسلسل الجديد "ابن النظام" "نحاول فى هذا المسلسل تقديم
مادة أخرى غير التى يعرفها الناس عن النظام السابق، والتى تتداولها وسائل
الإعلام، حيث نخوض فى كواليس الصفقات المشبوهة التى كانت تحدث بين أبناء
هذا العهد، وكيف كانت لقاءاتهم الخاصة، والخبايا غير المعلنة بينهم، مثل
الاستثمارات وأصحاب رؤوس الأموال الذين اغترفوا منها، وكيف كان يتم توزيع
هذه الأنصبة عليهم".
ويضيف ان المسلسل يبعث برسالة تحذيرية للنظام الجديد، مفادها أنه لن يستطيع
خداعنا وإذا فكر فى ذلك فلن نسكت، وذلك من خلال شخصية وزير نتعرف على
تفاصيل حياته منذ بداية دخوله الوزارة وحتى خروجه منها، بالإضافة إلى
تفاصيل أخرى عن أولاده.
ويرى رمزي ان الثورة لم تكتمل لذلك لايمكن الالمام بتفاصيلها وتقديمها في
فيلم في الوقت الحاضر.
واضاف " لكننى أتمنى من النظام القادم أن يكون جيدًا ويأتى بالخير لمصر
وسأكون مؤيدًا له، وفى الحقيقية أتمنى أن أغمض عينى وأفتحها فأشاهد رئيسًا
لمصر، كى لا يتحدث أحد معى عن حكم العسكر".
ميدل إيست أنلاين في
03/02/2012
تنْكر تايلر سولجر سباي":
أجواء التجسس بروح جديدة!
هند هيثم
يسأل أستاذ المدرسة طالباً منبوذاً يتنمر عليه الأطفال الآخرون، "ما الذي
تبرع فيه؟" فيُجيب الولد: "لا شيء." يقول المُدرِس: "أنت مُراقِبٌ جيد."
هذا مشهدٌ مفتاحي في فيلم "تِنْكر تايلر سولجر سباي"، ورغم أنّه قد يبدو -
للوهلة الأولى - هامشياً، إلّا أنّ فيه جلاء ما غَمُضَ مِن الفيلم.
رغم المُراجعات المُختلطة، وآراء بعض الجمهور الشاكية من طول الفيلم (طوله
ساعتان وثماني دقائق، فحسب، أي أنّه في طول "شرلوك هولمز: لعبة الظلال"،
وأقصر من "الفتاة ذات وشم التنين")، فإن "تِنكَر تايلُر سولجر سباي" يكادُ
يكون تُحفة سينمائية.
إنّه فيلمٌ يستغرق الحواس، ويتطلب انتباهاً دقيقاً من اللقطة الأولى.
الفيلم مأخوذٌ من رواية لجون لوكاريه بالعنوان نفسه، تدور في زمن الحرب
الباردة، أيام كان الاتحاد السوفيتي يُرعِب الغرب.
قصة الفيلم بسيطة: ثمة شُرخ في أعلى هرِم الاستخباراتِ البريطانية تتسرب
منه المعلومات إلى السوفييت، وثمة من يحاول الإيقاع بالواشي.
بُنية الفيلم - عكس قصته - مُركَبةٌ للغاية، وهذا ما يجعله يقترب من أن
يكون تُحفة سينمائية.
قبل ظهور عناوين الفيلم، ثمة عملية استخباراتية. عُقدة الفيلم واضحة من
البداية: يستدعي رئيسُ المُخابرات البريطانية أحد كبار موظفيه إلى شقته،
ويُكلفه بمُقابلة جنرالٍ مجري في بودابست سيكشف له معلوماتٍ عن واشٍ في قمة
هرم الاستخبارات البريطانية.
العملية كانت فخاً. يظفر الروس بالعميل ويقتلونه. العناوين. هذا المشهد حجر
الزاوية في الفيلم كُله، وسيعود إليه فيما بعد. لذلك، يتطلب "تِنْكَر
تايلُر سولجر سباي" مُشاهداً مُنتبهاً منذ البداية.
السيرك
الاسم الكودي للمخابرات البريطانية "السيرك"، وعن طريق هذا السيرك تلعب
بريطانيا دورها في الحرب الباردة. السيرك - والفيلم - مزدحمٌ بالشخصيات،
وصعوبة بُنية الفيلم على المتفرجين تكمن في ارتجاعاته الزمنية، وفي غياب
الحدود الفاصلة بين الآن، وبين ما حدث من قبل. (وهذه تقنية تُعطي "تِنْكر
تايلر سولجر سباي" عُمقاً كانت تقنية الارتجاعات الزمنيةflashback
لتحرمه منه).
شخصيات الفيلم الكثيرة تتحرك على خيوطٍ دقيقة في السيرك. واختلاطُ الأزمنة
في الفيلم يجعلُ التفريق بين الشخصيات التي رحلت والشخصيات الموجودة في
الزمن الحاضر صعباً. لا يوجد (ماضٍ) في الفيلم، وهذا جزء من تأثيره: إن ما
يحدث، يحدث الآن، ولا معنى للتفريق بين ما مضى وما هو حاضرٌ لأنهما كُتلة
واحدة لا تتجزأ.
رئيس الاستخبارات البريطانية - الذي أمر بالعملية في بداية الفيلم -
يُلقَبُ بـ "كنترول" (جون هارت)، ولا يُشير له أحدٌ بغير هذا الاسم.
كنترول رجلٌ شكاك وعصبي، ويُثير أعصاب مرؤسيه بغضباته وسلاطة لسانه
وارتيابه الشديد فيهم، ما يجعل بيرسي أللاين (توبي جونز) يذهب إلى الحكومة
البريطانية من وراء ظهره، ويطلب تمويلاً لعملية استخباراتية كُبرى تُسمى
"وِتشكرافت" (السحر)، يُديرها البريطانيون بالتعاون مع الأمريكيين. يُجبر
كنترول على التقاعد، ويأخذ معه رجله جورج سمايلي (غاري أولدمان).
يصلُ نبأ يتعلق بوجود جاسوس على قمة الاستخبارات البريطانية إلى الإدارة
المدنية للاستخبارات في الحكومة البريطانية، ويوصل الخبر جاسوسٌ أُعلِن
مُختفياً اسمه ريكي تار (توم هاردي). يُستدعى جورج سمايلي من تقاعده،
ويُطلبُ منه التحقيق في الأمر بسرية، فيطلب عون ضابطٍ شاب في الاستخبارات،
بيتر غيليام (بندكت بنكرباش)، موالٍ له، ويبقى غيليام يُنفِذ مُهماتٍ له
طوال الفيلم.
غيليام كان رئيس ريكي تار المُباشر، وبسبب اختفاء تار، فإنه قد تعرض لمشاكل
ومساءلات. كذلك، يذهب سمايلي لمُقابلة كوني ساكس (كاثي بُرك)، السكرتيرة
السابقة للاستخبارات، وتريه صوراً. (طبعاً، لها دلالة لا تظهر إلّا لاحقاً
في الفيلم).
يكتمل الإطار بمعرفة المدى الذي وصل إليه كنترول في تحقيقاته. لقد وصل إلى
حصر المشتبه بهم في مجموعة أسماء، لقبها بألقابٍ من أغنية أطفالٍ بريطانية
تقول: "تنكر، تايلر، سولجر، سايلر...." وتُعدد مهام ومراتب المُجتمع. أول
الأسماء في القائمة خليفته أللاين: تِنكرـ رجلٌ متواضع المرتبة، ثم نائب
أللاين، بِل هايدُن (كولِن فِرث): تايلُر-خياط، ويليهما روي بلاند (سياران
هندز): سولجر - جندي، وتوبي إستريز (ديفد دِنسِك): بورمان- فقير. الخامس هو
سمايلي نفسه - رجل كنترول، والشخص الذي يُحقق في القضية: بِغرمان - شحاذ.
"تِنْكَر
تايلر سولجر سباي" فيلم تحقيقات بريطاني، وعند هذه النقطة، فإن المشاهِد
المُعاصر الذي قد تدرّب على عدم الثقة بالسارد سيشتبه في سمايلي أيضاً،
وهذا مما يزيدُ في صعوبة الفيلم.
في الواقع، سمايلي خارج اللعبة من البداية، لسببٍ بسيط لا يُمكِن للفيلم أن
يتجاهله أبداً: لقد خرج من اللعبة وتقاعد، فيما الجاسوس مستمرٌ في تسريب
المعلومات.
الشخصية الأخيرة المهمة في السيرك، الجاسوس الذي يُقتَلُ في البداية، جِم
بريدو (مارك سترونغ). هؤلاء شخصيات السيرك، والفيلم لن يحيد عنهم، إلّا
ليتبع قصة الجاسوسة الروسية إيرينا (سفتلانا خودشنكوفا) التي ستُخبر تار
بما يُسميه "أم الأسرار".
ثمة شخصية حاضرة-غائبة طوال الفيلم، لا تُرى بوضوح أبداً. آن سمايلي، زوجة
جورج سمايلي التي تهجره لأجل رجلٍ آخر، زميلٍ له في السيرك.
أما الحاضر-الغائب الأكبر في الفيلم، فرجل الاستخبارات الروسي كارلا. إنّه
- بشكلٍ ما - (شرير) الفيلم، أو (الخصم) - بعبارةٍ أدق - لكنه لا يظهر
بشكلٍ كُلي، رغم أنّه حاضر في خلفية الأحداث، كما أنّه حاضرٌ في المشهد
الرئيسي في الفيلم.
المؤامرة
ثمة أنباء متواترة عن وجود ثقبٍ في قيادة المخابرات البريطانية. هل هذه
الأنباء مكيدة سوفيتية لإحداث قلقلة في الاستخبارات البريطانية؟ هل هذه
أنباء حقيقية تسربت بسبب خللٍ في النظام السوفيتي؟ ينتج عن هذه الأنباء
صراع قوة، يخرج منه كنترول خاسراً، ويستلم بيرسي أللاين قيادة الاستخبارات.
أللاين يُهمِل الأنباء المتواترة، وينفيها تماماً. كما أنّه يتعامل تعاملاً
مفتوحاً مع الأمريكيين، بشكلٍ يُحول الاستخبارات البريطانية إلى الفرع
الضعيف للاستخبارات الأمريكية. أللاين يفعل ذلك لأنّه يعتقد أن هذا ما
ينبغي أن تكون عليه الأمور، لكن سمايلي وكنترول لا يتفقان معه.
وإذن، تصل أخبار المؤامرة آذاناً حكومية، وتوظِف هذه الآذان سمايلي. ويتأكد
سمايلي، عن طريق تتبع كُل الخيوط المُعقدة في الفيلم - كُل قصةٍ في الفيلم
تؤدي إلى المؤامرة. بل إن سمايلي يعرف من وراء المؤامرة معرفةً جيدة، رغم
أنه لا يظهر في الفيلم، وكُل ما يظهر منه قداحة كان قد أخذها من سمايلي.
هذا فيلم تفاصيل دقيقة، لذا يحتاج إلى صفاء بالٍ تام.
ثمة مؤامرة، ومركز المؤامرة يدور في عملية (وِتشكرافت) التي عارضها كنترول.
الموظفة كوني التي اكتشفت أن المُلحق الثقافي الروسي في لندن ضابط روسي
رفيع المستوى طُرِدَت من عملها، ومن طردها كان أللاين. أللاين مُشتبه به.
واحدٌ من الأربعة على قمة الاستخبارات البريطانية جاسوسٌ بالفعل. لِمَ؟
الفيلم يطرح السؤال في هيئاتٍ مُتعددة، لكنه يترك الإجابة مُعلقة.
مسألة عاطفية
فيلم "تِنكر تايلر سولجر سباي" هادئ الإيقاع، حتى أنّه يوحي بأنّه لا شيء
يحدّث حقاً، رغم عُنفِ الميتات التي تحدّث فيه وبشاعتها. بُنية الفيلم لا
تتعلق بالمؤامرة، ولا بالبحث عن الجاسوس، بقدر ما تتعلق بالعواطف.
ولاء رجال الاستخبارات البريطانية لبعضهم البعض - باستثناء أللاين الذي
يوالي نفسه فحسب، وشعورهم المُشترك بالصداقة. من الصعب عليهم أن يُصدِقوا
أن الجاسوس واحدٌ منهم. حتى أن كوني تطلب من سمايلي ألّا يعود لزيارتها إن
اكتشف الجاسوس لأنها تريد أن تتذكر (الأولاد) كما كانوا، يُحبون بعضهم
البعض، ويوالون بعضهم البعض، رُحماء بينهم، أشداء على الروس - والأمريكيين.
ثمة مفاتيح كثيرة يُلقيها الفيلم: لماذا لم يُقتَل جِم بريدو رغم التعذيب
الذي يتعرض له؟ لماذا أُعطِي فُرصة جديدة لحياةٍ مُختلفة؟ لماذا اختار
الصبي البدين في المدرسة ليصطفيه على أقرانه؟ (بغض النظر عن كون الصبي
منبوذاً من أقرانه).
الكُل متورطٌ عاطفياً في المسألة: جورج سمايلي الذي تخونه زوجته، ويشتبه
فيه رئيسه السابق الذي كان موالياً له. جِم بريدو الذي يعرف الجاسوس ويرفض
الإقرار بمعرفته حتى النهاية. توبي إستريز الذي التقطه كنترول وقد كان يوشك
على الموت، وصنع منه جاسوساً. وبِل هايدُن، الذي يُعاني أيضاً، رغم ما يظهر
عليه من عدم تأثر بمعاناة رفاقه.
من الجاسوس؟ المسألة محلولة في النهاية، محلولة في المشهد الذي يصطفي فيه
الأستاذ التلميذ الذي يُسمى "بِل"، التلميذ الذي لا يصلح لشيء. في النهاية،
يواجه سمايلي هايدُن، ويسأله: "هل كانوا يُعدونك لمنصب؟" فيرد هايدُن:
"تعرف أنني لا أصلح لمنصب." هايدُن لا يصلح كذلك للعمل الميداني - خلافاً
لصديقه الحميم جِم بريدو - وهنا يسأله سمايلي السؤال المحوري في الفيلم
كُله: "وما نفعك؟"
الصنعة
مُخرج الفيلم السويدي توماس ألفرِدسُن، بمعونة مواطنه مُدير التصوير هويت
فان هويتما، يخرجُ بفيلم ثري بصرياً، حيث الصورة، والتكوين، يحملان الفيلم.
المفاتيح في الفيلم بصرية أكثر منها حوارية. المشهد الافتتاحي، صور كوني،
الصبي الذي يُحدّق من النافذة، قتل البومة، التحديق من النافذة، عودة جورج
سمايلي إلى بيته، بِل هايدُن يرتدي حذاءه، بيرسي أللاين يمشي كالميت،
الطائرة تهبط وتوبي إستريز يرتعد، حركات كنترول العصبية، الكاميرا التي
تنتظر خارج الغرفة الشبيهة بالزنزانة،....
ألفردسُن وفان هويتما عملا من قبل على الفيلم السويدي "دع الشخص الصحيح
يدخل" (2008)، الذي يحكي قصة مصاصة دماء تبقى في عمر الثانية عشرة وصديقها
الذي يبلغ العُمر نفسه، ونجحا في إنجاز عملٍ مُشابه في "تنكر تايلر سولجر
سباي": رواية قصةٍ مشحونة عاطفياً، من دون الإفراط في المُبالغات الدرامية،
ومن دون أية ثرثرة.
رواية لوكاريه توضح دوافع الجاسوس الذي كره تعاون بلاده مع الولايات
المتحدة الأمريكية، وخسارة بريطانيا لموقعها بوصفها قوةً عُظمى في الحرب
الباردة، بينما لا يكترث الفيلم بهذا. الفيلم يروي قصة صداقاتٍ وعلاقاتٍ
إنسانية مُتشابكة، ويتعامل مع حاجة الإنسان إلى مكانٍ مُحدد: ما دوره؟ ما
نفعه؟
يوحي الفيلم بأنّه صامت، رغم أنّه يحتوي على الكثير من الحوارات. وهذه
واحدةٌ من مناطق قوته.
إنّه فيلمٌ بلا ثرثرة. لا يأتي الحوار إلّا حين تكون الحاجة له مُطلقة،
وإلّا، فإن الكاميرا تؤدي العمل كُله. تُساعدها الموسيقى التي تأتي
كالحوار، في حالةِ الحاجة المُطلقة لها.
ثمة أغانٍ شهيرة من المرحلة التي يتحدث عنها الفيلم تتردد فيه، لكنها لا
تحتل الواجهة، وإنمّا تبقى مع الكاميرا. فقط، عند نهاية الفيلم، تصدّح
أغنيةٌ فرنسية مرحة تُضفي حساً ساخراً على الأمر. لقد خسر الجميع، باستثناء
سمايلي - رُبما - لكن سمايلي رجلٌ صالح.
أداء غاري أولدمان (جورج سمايلي) في الفيلم يجعل عدم فوزه بالأوسكار أمراً
مؤسفاً. ثمة لمسة تعاطف، لمسة سخرية، لمسة شفقة، لمسة هزيمة، ولمسة حنان في
أدائه. إنّه يحمل - وحده - كُل ألوانِ الفيلم.
ونظرةٌ خاطفةٍ إلى بقية الممثلين تجعل الجاسوس واضحاً. كُلٌ أدى دوره كما
ينبغي له، خصوصاً جون هارت (كنترول) ومارك سترونغ (جِم بريدو). الأول قدّم
طاغيةٍ يستبد على مرؤوسيه بداعي حُبه لهم - وهو مُخلص في حُبه هذا، لكنّه
يتسبب في شرخٍ في (البيت) الذي كانته الاستخبارات لهم - والثاني قدّم يهوذا
يخون بدافع الحُب، ويذهب إلى الموت للدافع نفسه.
فيلم "تنكر تايلر سولجر سباي" ليس فيلم جاسوسية عادي من طراز أفلام جيمس
بوند. إنّه فيلمٌ عن الصداقة، عن فقدان المكان، عمّا هو حق، وما هو عدل،
وما يُريده الإنسان.
إنّه - أيضاً - فيلمٌ عن انتقامٍ هادئ من كُل مراراتِ الحياة، بعد سنين
كثيرة، وهزائم كثيرة. تأملٌ هادئ في طبيعة المؤامرة. المؤامرة الكُبرى التي
تُحرك الأحداث، والمؤامرات الصغيرة التي تفضحها المؤامرة الكُبرى. إنّه
فيلم مثل سيمفونية موسيقية، لا يُمكِن حذف جزءٍ منه وإلا فقد معناه تماماً
عين على السينما في
03/02/2012
الحسناوات الأجنبيات يغزون الهند
الأجنبية الممشوقة القوام أصبحت عنصرا في مجالات
الضيافة والأزياء.. وحتى بوليوود
نيودلهي: براكريتي غوبتا
إنه هجوم الحسناوات الأجنبيات في الهند؛ بداية من قطاع الضيافة، إلى عالم
الأزياء.. إلى الرياضة.. وحتى بوليوود. لقد أصبحت الفتاة الأجنبية ممشوقة
القوام «عنصرا أجنبيا» في معظم المجالات في الهند.
تعمل تلك الفتيات راقصات في الملاهي الليلية وأعضاء في فرق التشجيع،
وعارضات أزياء وراقصات في بوليوود. وتتعلم الجميلات الآتيات من أوكرانيا
وروسيا ودول الاتحاد السوفياتي السابق وألمانيا والمملكة المتحدة ومناطق
أخرى في أوروبا والبرازيل، خاصة الأخيرة نظرا لتشابه ملامحهن مع النساء في
الهند، اللغة الهندية ويرقصن حول الأشجار بل ويلعبن أدوار الفتيات الهنديات
في الأفلام.
وذكر واحد من العاملين في قطاع الأفلام في بوليوود أن «العارضة ذات البشرة
البيضاء تضفي مظهرا ساحرا على أفلامنا (ترتدي العارضات السلوار، (السراويل
الهندية التقليدية)، والتنورات الهندية الطويلة والساري والبيندي (الزينة
التي توضع على الجبهة) والأساور.. لا بد من أنهن يحببن أفلامنا!».
كانت الإنجليزية إيمي جاكسون، التي تبلغ من العمر 17 عاما، تعاني من الصدمة
بعد خسارة لقب ملكة جمال إنجلترا (بعد أن حصلت على لقب ملكة جمال ليفربول
في عام 2010) عندما تلقت اتصالا من الهند غير مسار حياتها.
كان المخرج إيه إل فيجاي يخطط من أجل فيلمه التالي، عندما شاهد صور إيمي
على موقع مسابقة «ملكة جمال إنجلترا» وأيقن على الفور أنها الوجه الجديد
الذي كان يبحث عنه لتلعب الدور الرئيسي في فيلمه «مدرسة باتينام» الذي لاقى
إقبالا كبيرا. اليوم تلعب إيمي دور حبيبة أكثر نجوم بوليوود جاذبية براتيك
بابار في فيلم «إيك ديوانا تا» (كان هناك رجل مجنون).
وهناك أيضا نرجس فخري، وهي ممثلة نصف تشيكية ونصف باكستانية مثلت دور حبيبة
معشوق بوليوود الشاب رانبير كابور في الفيلم الناجح «روك ستار». وأحدث
ممثلة وافدة هي أنجيلا جونسون الآتية من آيسلندا التي تظهر أمام سلمان خان
في فيلم «كيك.» لقد حاول عدد كبير من الممثلات والعارضات الوافدات من
الخارج الانتشار، على مدار الأعوام الثلاثة الأخيرة، في بوليوود عن طريق
تمثيل أدوار فتيات هنديات في أدوار هندية في أفلام من صنع مخرجين هنود. ولا
يعني ذلك أن الممثلات الأجنبيات لم يكن يفدن إلى قطاع السينما الهندية قبل
ذلك، ولكن بعد نجاح فيلم «المليونير المتشرد» في عام 2008، تم الإدراك أنه
إذا كان في استطاعة الممثلة الهندية فريدا بينتو النجاح في هوليوود،
فيمكننا أن نستعين بممثلات من دول أخرى وأن نستفيد من كونهن أجنبيات.
ومن بين النماذج التي حققت نجاحا، الممثلة البريطانية أليس باتين في الفيلم
الهندي «رانج دي باسانتي» (لون التضحية)، ومواطنتها راشيل شيلي في «لاغان»
(ضريبة الأرض)، وتانيا زيايتا في «بانتي أور بابلي» (بانتي وبابلي) و«سلام
نمستي» وأليسون لارتر في «ماريغولد.» كذلك حققت كل من حسناء جنوب أفريقيا
إيلين هامان التي شاركت في فيلم «روغ»، وممثلة مسلسل «باي واتش» براندي
رودريك في «آوت أوف كنترول»، والعارضة الصربية جيلينا جاكوفليفيتش في فيلم
«بوبكورن كاو ماست هو جايو»، نجاحا كبيرا.
ويبدو أن الوجوه الأحدث مثل نرجس فخري وإيمي جاكسون وأنجيلا جونسون جئن من
أجل البقاء هنا.
ويتفق الجميع على أن بوليوود هي الكلمة الجديدة الرنانة اليوم. لقد أصبحت
تمثل هوية في حد ذاتها، لدرجة أن برامج التلفزيون العالمية «سو يو ثينك يو
كان دانس» (إذن تعتقد أنك تجيد الرقص) أو «غوت تو دانس» تعترف برقصات
بوليوود كأحد أنواع الرقص. وكان من الطبيعي في ظل انتشار بوليوود العالمي
السريع أن يزداد عدد الممثلات المتطلعات إلى تجربة حظوظهن في موطن السينما
الهندية.
ومن جانبهن، تشعر الممثلات بأن كونهن أجنبيات لم يعد قيدا على الإطلاق.
كانت الممثلة البرازيلية غيسلي مونتيرو، التي لعبت دور فتاة من السيخ في
فترة الستينات في فيلم «لوف آج كال» (الحب في هذه الأيام) مقنعة للغاية.
كما تجتهد إيمي جاكسون، التي سترتدي الساري والسالوار في «إيك ديوانا تا»،
من أجل إتقان الدور.
تقول إيمي ضاحكة: «يتميز لون شعري الطبيعي بأنه داكن، كما أنهم جعلوني أضع
عدسات لاصقة داكنة اللون، وأرتدي السالوار والساري الذي أحبه كثيرا، وبهذا
كان مظهري كاملا. ألا أبدو هندية في الفيلم؟ أعتقد أنني أبدو هندية وقد
أحببت ذلك.» كذلك ليس من المرجح أن ترفض الممثلات الأجنبيات المشاركة في
الأفلام لمجرد أن هناك مشهدا جريئا. توضح العارضة السابقة وممثلة بوليوود
يانا غوبتا قائلة: «لا يعني هذا أننا نقبل على الفور، ولكن نعم نحن
بالتأكيد أكثر ارتياحا للعمل بطريقتنا»، وتضيف «كنت معتادة على التصوير من
أجل كتالوغات الملابس الداخلية في بلادي ولم أكن أشعر بغرابة في الأمر. في
الخارج يتسم الناس بأنهم أكثر تحررا ومرونة في التعامل مع أجسادهم.» بالطبع
لا يتوقف الأمر على عالم السينما؛ حيث يزداد الطلب أيضا على الاستعانة
بالأجنبيات الجميلات مضيفات ومشجعات فرق وعارضات. وغالبا ما يتم توظيفهن
بسبب لون عيونهن الفاتح وبشرتهن البيضاء وملامحهن. وعادة تجيد هؤلاء
الفتيات جميع الوظائف؛ راقصات أو عارضات أزياء أو ممثلات أو مضيفات أو
نادلات أو ساقيات في حانات. وتعمل وكالات توظيف على الاستعانة بهن ويأتين
إلى الهند بتأشيرات عمل.
بعض من هؤلاء اللاتي استقررن في الهند وافدات من بريطانيا مثل ليزا لازاروس
(22 عاما)، اختصاصية الأشعة التي فازت في عدة مسابقات للجمال. وقد ظهرت
حبيبة لسلمان خان في فيلم «فير». وترغب حاليا في الإقامة في الهند بعد أن
وقعت عقد تمثيل دور رئيسي في فيلم آخر هو «مدرسة باتينام» الذي تم إنتاجه
في تاميل.
في نموذج آخر، تعلمت الألمانية كلوديا سيسلا اللغة الهندية واتخذت من
مومباي مقرا لإقامتها. وبعد الظهور على غلاف المجلة الألمانية الشهيرة
«ماتادور» في عام 2005، ظهرت بوصفها عارضة إعلانات في حملات كرة القدم
وعارضة أزياء في اليونان وفرنسا وإسرائيل وإيطاليا.
ولكن كان العمل عارضة أزياء في الإعلانات مجرد «فترة ماضية ممتعة»، ووسيلة
تصل بها إلى عالم التمثيل. كان أول مشروع سينمائي تشارك فيه في بوليوود هو
«كارما». وتركز حاليا على تعلم اللغة الهندية وتتلقى دروسا في الرقص
والتمثيل.
في الحقيقة توجد عدة تفسيرات لمثل هذا الطلب المتزايد على الجميلات من
الأجنبيات.. أولا، تضيف صورة العارضة الأجنبية في الإعلانات فرصة للعلامة
التجارية في أن تصبح عالمية. كما تشهد صناعة الإعلانات ازدهارا باستخدام
أجساد العارضات، ولكن من الصعب على الجميلات من الهنديات أن يبدون جذابات
وعلى طبيعتهن بهذه الصورة. وتعتبر العارضات الأجنبيات أكثر احترافا وطبيعية
من دون أن يضعن عددا من المحظورات.
تقول هانا هندزل (22 عاما)، العارضة المحترفة الآتية من بيلاروسيا: «بالطبع
السبب في القدوم إلى هنا هو الحصول على عمل»، وتقول إلينا ميزفيتش (19
عاما)، وهي عارضة أوكرانية: «بعد نحو شهرين من الإقامة هنا، أشعر بأمان
وراحة تامة، حيث أجد عناية طيبة والناس في العمل مهذبون وسريعو الاستجابة
لأنهم يدركون أن الفتاة الأجنبية قد تعاني في ظل وجودها في دولة غريبة».
في حين تقيم هانا في الهند منذ ستة أشهر بعد أن مدت فترة عقدها، تقول إيما
ميي (20 عاما)، وهي عارضة وراقصة ومضيفة في نيودلهي آتية من جنوب أفريقيا،
إنها تود البقاء أيضا، وتضيف قائلة: «عندما يطرق بابي العمل في بوليوود،
سألبي النداء بالطبع! لقد تعلمت أسلوب الرقص الهندي سريعا، بل وبدأت في
تعلم اللغة الهندية حتى لا تكون هناك عقبة أمام دخولي عالم بوليوود». يقول
إمشان علي من وكالة «ستار» للعارضات في نيودلهي: «هناك بالفعل زيادة هائلة
في طلب العارضات الأجنبيات، حيث يفضل العملاء العمل معهن لأنهن لا يحدثن
ضجيجا ويتميزن باحتراف بالغ.» وتعلق كيسينيا كوستورنايا، التي تدير أعمال
العارضات الأجنبيات في الهند، قائلة: «يزداد الطلب على العارضات الأجنبيات
في الهند، لأن هناك كثيرا من الأموال هنا. ومعظم المصممين موجودون في دلهي،
التي أصبحت عاصمة للموضة، وهم مستعدون لدفع رواتب كبيرة للعارضات
الأجنبيات. ويزداد الطلب أكثر عندما تصبح وجوه العارضات مشهورة. وفي
الأغلب، لا تحتاج العارضات لإنفاق أي أموال حيث إن الوكالة تعتني بإقامتهن
وكل شيء خاص بهن.» كانت النسبة الغالبة بين 150 عارضة خضعن لاختبارات من
أجل «أسبوع لاكمي الهند» في سبتمبر (أيلول) الماضي، من الحسناوات
الأجنبيات.
يقول أنيل شوبرا، المدير التنفيذي لشركة «لاكمي»: «تتميز هذه المناسبة
بحضور قوي للمشترين العالميين، وتساعدهم العارضات العالميات على تقييم
المعروضات وفقا لمعايير المشتري العالمي.» وتضيف رينا داكا إن الشهرة عامل
مهم في ما يتعلق بالمال، موضحة أنه «يمكن استقدام عارضتين من الخارج بمقابل
تحصل عليه عارضة واحدة هندية. كما أن العارضات الأجنبيات لديهن قدر أقل من
المحظورات. ولا يحتجن إلى جهد كبير من أجل إقناعهن».
الشرق الأوسط في
02/02/2012 |