نحتفل اليوم بالذكري
الأولي لثورة25 يناير العظيمة التي ظهرت من خلالها بعض الأفلام التسجيلية
والروائية لتحاول تجسيد هذه الثورة ومجرياتها وأبطالها..
فهل هذه الأعمال تتناسب مع قيمة هذه الثورة المجيدة غير
المسبوقة في تاريخ مصر
الحديث والمعاصر. متي سنقدم عملا سينمائيا يليق بها ليكون هناك
شيء جيد يرضي طموح
شعب عظيم قام بثورة يتحدث العالم عنها بكل فخر
واعتزاز.
المحــــــــــرر
الأهرام اليومي في
25/01/2012
1/2
ثورة في مهرجان
ساندانس
عصام سعد
في ذكري قيام
ثورة25يناير المجيدة يتصادف مشاركة الفيلم الوثائقي1/2 ثورة في مهرجان
ساندانس
السينمائي الذي بدأت دورته يوم الخميس الماضي وتستمر حتي يوم29الشهر الحالي
ليكون
أول فيلم مصري تدور أحداثه عن ثورة25يناير,
يشارك
رسميا في المهرجان منذ تأسيسه.. الفيلم من اخراج الفلسطيني الدنماركي عمر
شرقاوي بمشاركة مدير التصوير والمخرج المصري كريم الحكيم,
والفيلم يعد تجربة شخصية
عن الربيع العربي وهو أول فيلم أعتبر ثورة25يناير غير مكتملة, وهو ما أثبته
الأحداث
الأخيرة في مصر..
العرض الأول للفيلم كان ضمن فاعليات مهرجان دبي السينمائي
الدولي الثامن, حيث عرض الفيلم ضمن مسابقة المهر للأفلام الوثائقية العربية
والذي
حصل حينها علي جائزتي الجمهور ولجنة التحكيم قبل أن يبدأ
الفيلم جولته بين مهرجانات
العالم.
الأهرام اليومي في
25/01/2012
فيلم18 يوم ضد
الثورة
أحمد عاطف
من بين كل الأفلام التي
خرجت تأثرا بثورة25 يناير اتجهت الانظار نحو فيلم(18
يوم) المصري باعتباره
فيلم الثورة الرسمي رغم انه في المجمل صاحب مستوي متواضع وتشعر في أغلب
أجزائه بأنه
ضد الثورة.
فيلم(18 يوم) أقام الدنيا وأقعدها إبان عرضه في مهرجان كان الماضي
واختال صانعوه
علي السجادة الحمراء باعتبارهم يمجدون حدثا رائعا وشعبا استثنائيا بهر
العالم
بتحضره, لكن هل سأل هؤلاء السينمائيون والممثلون أنفسهم هل قدموا فنا رائعا
يليق
بالثورة أو حتي صورة حقيقية عنها؟ وهل قرأوا شيئا مما كتب في
الصحافة العالمية عن
فيلمهم الذي انتقدته ورأته شديد الضعف الفني, ومصنوعا علي عجل,(18 يوم)
المكون من
عشرة أجزاء قصيرة أخرجها عشرة مخرجين مع كل منهم فريق عمل مختلف مع تكرار
بعض
العناصر, أغلب الأجزاء تدور في أماكن مغلقة, واحساس الشخصيات
الغالب هو الحصار أو
الخوف من الثورة, فيلم( احتباس) لشريف عرفة عن مجموعة من المرضي النفسيين
داخل احدي
المصحات ومعهم ضباط من أمن الدولة يتابعون الثورة من خلال التليفزيون
وينتهون
بمحاكمة الضباط والهتاف بشعارات مباشرة من فئة( تحيا مصر)
المبالغة في الأداء
والتحذلق اللفظي واللغو غير المريح هي سمات هذا الجزء, ولا أعرف ما السبب
في اختيار
لفظ احتباس غير الشائع الا في عالم المسالك البولية, غرفة مغلقة أخري هي
مكان احداث
جزء مروان حامد(19 ـ19) الذي يقدم استجوابا عنيفا في أمن
الدولة لأحد الناشطين
المقبوض عليهم وقت الثورة, والحوار المباشر المليء بالتحدي بين الضابط
وضحيته هو
تكرار لما سبق وقدمه مروان شخصيا في يعقوبيان ولا اضافة فنية علي الإطلاق,
نفس
الحصار تجده في جزء يسري نصر الله المسمي( داخلي خارجي)
والعنوان مبدئيا مأخوذ من
عنوان فيلم دينا حمزة( داخل وخارج الغرفة), أما الموضوع هو اصرار زوج( آسر
ياسين)
علي اقناع زوجته( مني زكي)( وهما من
الأغنياء) بعدم النزول للتحرير خوفا عليها وهي
تصر حتي تأتي صديقتها( يسرا) التي تحاول اقناع الزوج بالثورة
وتحكي بعض الانطباعات
المتناثرة والاشاعات عنها تنزل الزوجة في النهاية للمظاهرات بس كده!!
وقد صور
نصر الله خلسة مظاهرة السينمائيين يوم10 فبراير للاستخدام الروائي بدون أخد
موافقتهم.
(كحك
الثورة) الذي كتبه وقام ببطولته احمد حلمي من اخراج خالد مرعي عن
خياط يسمع أصوات الرصاص فيقرر اغلاق دكانه عليه ويقرر تسجيل رسائل لوالده
ولايجد
للطعام, سوي علبة كحك يتناولها عن اخرها رغم انه مريض بالسكر,
جزء آخر عن شخص خائف
لايشتبك مع الثورة بأي طريقة, ثم نري في نفس أجواء دكاكين وسط البلد فيلم
أشرف
سبرتو اخراج أحمد علاء. عن حلاق يعاني من مشاكل مع زوجته التي تتركه لبيت
أهلها,
وفي تصور عبثي أبعد مايكون عن الواقع يتوقع الحلاق إلي جراح وكأن مؤلف
الفيلم ناصر
عبدالرحمن لم يسمع عن مستشفيات الميدان الموجودة من أول أيام الثورة. لكنه
الخيال
العابث الذي لايحلق بمعاني الثورة أو يرتقي بها. في جزء( شباك)
لاحمد عبدالله شاب
لامنتم يتابع الثورة من خلال الكمبيوتر ومن شباك يطل به علي جارته الثائرة
وهو يظل
عاجزا لايفعل شيئا(18 يوم) لم يقدم فقط المذعورين لكنه خصص جزءين عن
البلطجية
والمرتزقة ففي جزء مريم ابو عوف( تحرير2 ـ2) تصوير لحصار جديد
عن أسرة بلطجي في حي
عشوائي لحظة عرض زميله عليه الاشتراك في معركة الجمل وعودته لزوجته بباقي
أجرة ذبح
المتظاهرين ويداه والعملة الورقية مخضبتان بالدماء في جزء( ان جالك
الطوفان) لمحمد
علي, اثنان من باعة الأعلام في وسط البلد لم يوفقهما الحظ في بيع الأعلام
في
التحرير فيقرران الذهاب لمظاهرات تأييد مبارك بمصطفي محمود
لعلهما يوفقان بالبيع,
فيفشلان أيضا ثم يعودا للتحرير في النهاية.
بلال فضل مؤلف الجزء السابق له جزء
أجمل وهو( خلقة ربنا) وهو الوحيد الذي يقدم شيئا إيجابيا عن
الثورة بالفيلم عن فتاة
تمردت وثارت وغيرت لون شعرها ثم انضمت للثورة بعدما شاهدت الشرطة تضرب شابا
بعنف.
ما الذي يريده هؤلاء السينمائيون من تقديمهم الثورة بهذا الشكل وإلي
أي
مدي يعبر ذلك عن عدم إيمانهم بالثورة من داخلهم؟
الأهرام اليومي في
25/01/2012
في لعبة الظلال:
شارلوك هولمز يعود بمغامرة جديدة
هناء نجيب
:
تعود مرة أخري شخصية
شارلوك هولمز للظهور علي شاشة السينما في فيلم لعبة الظلال بعد النجاح
الجماهيري
الذي
حققه الفيلم الأول عام..2009 هولمز هو أشهر مفتش في التاريخ,
فله عقلية غير عادية تكتشف الجريمة الصعبة رغم
بعدها آلاف الأميال ويستطيع أن
يجد لها الحل رغم استحالتها.. ومغامرات شارلوك هولمز مأخوذة من روايات تحمل
اسمه,
وهي للمؤلف الانجليزي كونان دويل.الفيلمان
أيضا للمخرج الانجليزي الأصل جاي ريتشي
وسيناريو ميشيل مولروني وكيران مولروني. يقوم بتجسيد شخصيته
هولمز روبرت داوني
جونيور, ويشاركه البطولة جودلو( د.واطسون) وجاريدهاريس( برفيسير مورياتي)
وراشيل
مام أدامز( إيرين أدلر).
موت غامض
تبدأ أحداث الفيلم بسلسلة موت غامضة وغريبة
في جميع أنحاء العالم ولكنها غير مترابطة معا, حيث تبدأ بمقتل
رجل أعمال هندي شهير
ووفاة تاجر كبير في الصين, وحدوث تفجيرات في بطرسبرج وفيينا وغيرها من
الجرائم..
يستشف( هولمز) أن هذه الأحداث ليست
بالمصادفة وأن هناك مؤامرة كبيرة لبداية سلسلة
من الدمار..
يسافر( هولمز) ويصطحب معه(دكتور واطسون) الذي كان أعلن اعتزاله بعد
زواجه من( ماري) حبيبته ولكن ذكاء( هولمز) حفزه علي العودة إلي روح
المغامرة
والمخاطرة.. وتبدأ رحلة سفر طويلة من لندن إلي فرنسا وألمانيا
وتنتهي في سويسرا
المحاولة اكتشاف السر وراء هذه السلسلة من الجرائم.. ويظهر بروفيسير
مورياتي وهو
الشخصية الشريرة المحركة لهذه الأعمال البشعة, ومن خلال هذه المطاردات
والمغامرات
فشاهد الأحداث المشوقة المتتالية حتي نهاية الفيلم.
عربة الأحصنة
يعود المخرج
الانجليزي جاي ريتشي لإخراج الجزء الثاني ليثبت لمشاهد الأكشن أنه بالفعل
مثل كبار
مخرجي هوليود وبالطبع بالمشاركة مع فريق عمله الناجح.. ومن هنا جاء الدور
المهم
لمدير التصوير فيليب دوسيلوت الذي استخدم التقنيات الفنية
العالية في التصوير وهي
كاميرا ديجيتال فائقة السرعة التي مكنت المخرج من تغيير وتيرة العمل في
أثناء تصوير
مشاهد الأكشن بطرق مختلفة, كما أضفت سارة جرنيوود مصممة الديكور أجواء
القرن التاسع
عشر, وكان ذلك واضحا في تصميم السيارات التي تقودها الأحصنة وكذلك صممت
سيارات من
العصر الفيكتوري وهي أعلي درجات التطور وقتها, ولم تغفل
الأشياء البسيطة مثل إضافة
بعض المصابيح الكهربائية التي بدأت تظهر وقتها لتحل مكان المصابيح
الشمعية.. ومثلها
قامت جني بيوفن وود مصممة الأزياء بتصميم الملابس بالفعل بما يتفق مع ذلك
الوقت,
دون أن يشعر المتفرج أنها تنكرية, أما الموسيقي التصويرية لهاندزايمر فقد
جاءت
ملائمة تماما لأحداث الفيلم المتتالية في أثناء المغامرات والمخاطر.
أما الزوجان
كيران وميشيل مولروني كانا لهما دراية بالروايات الأصلية فاستطاعا من خلال
الحوار
والسيناريو اعطاء مصداقية لدي المتفرج.. وبالتأكيد يعود نجاح الفيلم أولا
إلي البطل
روبرت داوني جونيور, لأن شخصية هولمز التي يجسدها صعبة ومختلفة الأطوار
وبالذات
أنها غريبة ومتباينة في المواقف, لأنها شخصية وهمية, ولكنه نجح
خصوصا بمشاركة صديقه
بالفيلم( د.واطسون) في استكمال المغامرات الشيقة معا وظهر ذلك من خلال
الانسجام
الواضح بينهما في الأداء.
الأهرام اليومي في
25/01/2012
الأفلام التجارية لم
تحقق النجاح
أميرة أنور
عبدربه:
بعد نجاح ثورة25يناير حاول بعض صناع السينما الإستفادة من الحدث
وتقديم
أفلام تجارية تتناوله ولكنها باءت بالفشل.وبين مؤيد ومعارض من تقديم عمل
سينمائي
يؤرخ الثورة ويتناولها تحفظ الكثيرون علي ذلك,
وكان
تبريرهم منطقيا خاصة انهم يرون ضرورة الانتظار حتي يتسني لهم تقديم عمل
سينمائي متكامل من الثورة, وهذا لن يتحقق بين يوم وليلة, ولكنه في حاجة إلي
مزيد من
الوقت.. ولكن للأسف سارعت بعض الأفلام بتقديم أفكار عن ثورة25يناير, بل ان
بعض هذه
الأفلام التي كانت تصور أثناء أحداث الثورة قامت بتغيير نهاية الفيلم حتي
يتماشي مع
الأحداث مثل فيلم صرخة نملة بطولة عمرو عبدالجليل, أيضا محمد
سعد وبعد سلسلة
اخفاقات له في أفلامه السابقة حاول الاستفادة من الثورة وسارع هو الآخر
بتقديم فكرة
عن اللجان الشعبية التي أفرزتها الثورة من خلال فيلم تك تك بوم, ولكن
الفيلم لم
يحقق أي نجاح. وهناك أيضا فيلم الفاجومي لخالد الصاوي والذي
جسد من خلال الربط بين
أحداث25يناير وتعرضه للظلم في حياته من النظام السابق, ولكن لم تحقق تلك
التجربة
نجاحا بل فشل الفيلم جماهيريا. ـ أما الفيلم الذي لم يتناول تلك الثورة
ولكن أقتبس
أبطاله بعض الجمل الحوارية منها فهو شارع الهرم الذي فشل فنيا وإن كان قد
حقق بعض
الايرادات لأسباب أخري, ـ وفيلم أمن دولت الذي ركب موجة الثورة حتي يحقق
تعاطف
الجمهور وأقحم علي آخر مشاهده بعض المشاهد الحية من ميدان
التحرير خلال الـ18يوما
الأولي, مما أضعف السياق الدرامي للفيلم..
الأهرام اليومي في
25/01/2012
ثورة بصرية وليست
سينمائية
هبة عبد العزيز :
بعد
مرور عام.. ماذا بعد؟ نجد أن الأفلام المصنوعة خلال عام الثورة لاتملك
كلها
شفافية اللغة السينمائية وإبداعها, لاتملك الحرفية الناضجة في استخدام
أدوات
التعبير,
فالحراك الشعبي ألهم العديد صورا وثائقية وروائية
قصيرة, بالتزامن مع استخدام
الكثيرين وسائط الاتصال الحديثة لالتقاط اللحظة, وحمايتها من
الاندثار.
فالعمل
الروائي القصير في مصر أصبح إحدي سمات ما يمكن تسميته النتاج البصري الثوري
متمثلا
في انجاز عشرة أفلام قصيرة جمعت كلها في عنوان واحد هو18 يوم, يذكرنا هذا
بما قام
به المنتج الفرنسي الان بريجان, قبل عشرة أعوام عند الاحتفال
بالذكري السنوية
الأولي لأحداث11 سبتمبر2011, حين انتج فيلما جماعيا اتخذ طريق وقوع الجريمة
عنوانا
له, فكلف11 مخرجا من جميع انحاء العالم بانجاز أحد عشر فيلما مدة كل واحد
منها عشر
دقائق و9 ثوان ولقطة. وهذا لم نفعله نحن في مصر حتي الآن. هناك عشوائية
كبيرة لدي
السينمائيين جعلتهم يلتقون بلا تخطيط عميق وينجزون أفلاما بدون
ميزانيات تقريبا.
ويغرقون في نقل صور ذاتية بحتة, متصلة بالحدث والناس معا. والتقاط واقع في
حالة
حراك وغليان مستمر.
أختلف الأمر وثائقيا, الأفلام المنتجة حتي الآن متنوعة
الاتجاهات. فالفيلم الروائي الجماعي قابله فيلم وثائقي أنجزه ثلاثة مخرجين
شباب:
تحرير2011 الطيب والشرس والسياسي لتامر عزت وآيتن أمين وعمرو سلامة, فالعمل
المشترك
كان أبرز سمات الأفلام الروائية القصيرة التي ارتكزت علي قصص الأفراد هذا
تكرر في
أفلام وثائقية أخري: مولود في25 يناير لأحمد رشوان, بينما يخيم
علي الجميع صورة
مرتبكة, ألوان باهتة, عدسات موجهة علي الأزقة والمباني والتصوير الداخلي,
يوميات
الثورة توقفت عندما قرر الجميع مغادرة القاهرة, اللعبة البصرية متناغمة
والموقف
الإنساني. الخوف المتجذر في أعماق المجتمع المصري حال دون
استكمال المشهد حتي اصبح
الخروج من الحدث مشابها لخروج الكاميرا من اللعبة.
الأهرام اليومي في
25/01/2012
عفوا يا سيادة
النقيب.. بل هي بصفتك
علا السعدني :
<
مهما كانت ردود الأفعال المؤيدة لزيارة أشرف عبدالغفور نقيب الممثلين لمكتب
هيئة
إرشاد الإخوان, ومقابلته المرشد العام محمد بديع,
ومهما جاء في بيان النقابة نفسها أو من أعضائها بتبرئة
ساحة النقيب علي اعتبار
أن الزيارة شخصية وليست نقابية.. مهما كان كل ذلك إلا أنه لم
ولن تبرأ ذمة أشرف
عبدالغفور في شيء لسبب بسيط, هو أنه وطالما كان يشغل هذه الوظيفة ويعتلي
هذا المنصب
فهو إذن ليس في حل من تصرفاته, سواء الشخصية أو المهنية, ومسألة الزيارة
هذه تحديدا
لايمكن أن نعتبرها شخصية وكان من الممكن أن نعتبرها كذلك لو أنها تمت في
أوقات أخري
سابقة, أما وأنها تأتي الآن وفي مثل هذا التوقيت بالذات وبعد
اكتساح الإخوان
وحصولهم علي غالبية مقاعد البرلمان, فهنا تكون الزيارة ليست عفوية, بل هي
مقصودة
ومدبرة ولا مانع أيضا من وجود نية العمد مع سبق الإصرار, وبالتالي يجب ألا
تمر مرور
الكرام, وسؤال بريء لو كان أشرف عبدالغفور مجرد فنان فقط وليس
نقيبا للفنانين, فهل
كان سيتم استضافته من جانب الإخوان؟ ونفس السؤال ولكن بشكل آخر لماذا لم
تستضف
الجماعة أي فنان آخر غيره وهم كثر؟ خصوصا أنه لم يسبق لنا أن علمنا وجود
صداقة
قديمة بين أشرف والجماعة, عموما نحن لسنا ضد وجود لقاءات بين
الفنانين والاخوان, أو
أي تيارات دينية أخري, بل علي العكس فهي خطوة مهمة يجب أن تتم بين الطرفين
لكي يضع
كل منهما النقاط فوق الحروف, وتتضح الرؤية التي سيتم التعامل بها مستقبلا
ولكن وحتي
حدوث ذلك فعلي النقيب أن يعلم من الآن أنه لا يمثل نفسه, وإنما يمثل كل من
اختاره
وبالتالي يتحتم عليه أن يشركهم في أمورهم التي هي تخصهم في
المقام الأول, قبل أن
تخصه وليتذكر النقيب أنه ليس جماعة الإخوان وانما أعضاء نقابته فقط هم
الذين يجب أن
يعتبرهم جماعته لذا لزم التنويه؟!
<..
وعلي ذكر الجماعة, لماذا لا يفكر
الإخوان أو السلفيون وبمناسبة قرب المولد النبوي الشريف في عمل
فيلم ديني معاصر
كبير! مادام أن لديهم في برنامجهم بندا خاصا بالفن ولديهم أيضا النية في
دخول مجال
الإنتاج الفني, فعلي الأقل سيرحمنا من الكام فيلم اياهم الذين يتم عرضهم كل
مطلع أو
مناسبة دينية, خصوصا ونحن نفتقد بالفعل لهذه النوعية من الأفلام التي نعلم
جميعا
أنها لم ولن يقبل علي إنتاجها أي منتج عادي لأنها بخلاف
تكلفتها الإنتاجية العالية
فإنها غير مربحة أيضا, والمنتج لا يهدف إلا إلي الربح فقط! وبالتالي فلن
يقدم عليها
إلا ناس لا يهمها الربح بقدر ما يهمها القيمة وأعتقد أن هذا هو الذي يتماشي
مع
طبيعة برنامج الإخوان والسلفيين, ولو هذا حدث نكون قد كسبنا
نوعية أفلام جديدة
تتناسب مع قيمة الحدث الديني أو للإسلام عموما من ناحية, ومن ناحية أخري
نكون قد
بعدنا بقدر الإمكان عن أي تصادم يمكن أن يحدث بين صناع الفن الأصليين وصناع
الفن
الجدد من الإسلاميين, وعموما وبهذه الأفلام يمكن أن نتقبل فكرة
الفن علي أساس
مرجعية إسلامية!
<
بعد موت طائر الليل الحزين إبراهيم أصلان, لم يعد يتبقي
لدينا من العمالقة كثير, ويبدو أن الدنيا أصبحت تأخذ منا أكثر ما تعطينا,
صحيح أن
مصر ولادة!
وكلها ولسبب ما لا نعلمه لم تعد تلد لنا منذ وقت كبير, وحتي لا نكون
متشائمين فلن نعتبرها قد بلغت سن اليأس وإنما فقط سنعتبرها في حالة ولادة
ولكنها
ولادة متعثرة!
الأهرام اليومي في
25/01/2012
سلاح النكتة في
مواجهة عناد النظام
د. مصطفي فهمي :
نالت
ثورة25 يناير اهتماما سينمائيا كبيرا لدي مخرجي الأفلام التسجيلية
الأجانب
والقنوات الاخبارية الأجنبية وبثت غالبية هذه الأفلام علي الإنترنت بخلاف
الأخري
التي عرضت تليفزيونيا, لكن مايلفت النظر مابثته قناة
التليفزيون الإنجليزي بي بي سي في احد افلامها
باسم احساس الكوميديا في الثورة المصرية من عرض وتحليل للنظام
السابق وما دفع الشعب
للثورة علي النظام وتحليل سيكولوجية المجتمع والفرد المصري ولماذا ثار في
هذا
الوقت.. إلي جانب تحليل الروح الجماعية للشعب خلال18 يوما هي عمر الثورة,
لكن ماجاء
جديدا في هذا الفيلم هو استخدام القائمين عليه فكرة جديدة لم
يلتفت لها احد وهي
مواجهة الشعب والثوار لعناد الرئيس السابق عندما تأخر عن التنحي وترك الحكم
باستخدام النكتة والسخرية منه عن طريق مشاهد تمثيلية كاريكاتيرية.
الأهرام اليومي في
25/01/2012 |