يشهد صباح غد الاثنين حالة حراك داخل جميع الأوساط الفنية، إذ
أعلن عدد كبير من الفنانين والمثقفين تنظيم مسيرة تخرج من دار
الأوبر المصرية متجهة
إلى مقر مجلس الشعب فى أول يوم انعقاد له عقب اكتساح التيار الإسلامى
الانتخابات،
بهدف تأكيد حرية الإبداع والفن وضمان عدم المساس بأى فكر.
يقول المنتج محمد
العدل: إن مسيرة الفنانين ستنطلق من دار الأوبرا المصرية صباح غد الاثنين
حتى مجلس
الشعب فى تمام الساعة الواحدة ظهرا أثناء انعقاد الجلسة
الافتتاحية لأول برلمان بعد
الثورة.
وأضاف العدل أن لجنة الدفاع عن حرية الإبداع ستختار 5 من رموز
الفنانين والمثقفين لتنفيذ التوصيات التى كانت لجنة الدفاع عن
حرية الإبداع قد
أصدرت العديد منها خلال اجتماعها الأول فى نقابة الصحفيين الذى حضره أكثر
من 4000
فنان أهمها: أن يتم الحفاظ على التراث المصرى وتاريخه وإنتاجه باعتباره
جزءا لا
يتجزأ من الوطن، وأن يتم حماية حرية البحث العلمى والتعبير
والإبداع وحق المعرفة
والكشف عن المعلومات وتداولها وهى حقوق أصيلة كفلتها الدساتير والاتفاقيات
الدولية،
وأن يتم إعادة النص الخاص بحرية الإبداع والتعبير المعمول به فى دستور 71
المادة 49
إلى الإعلان الدستورى لحين الانتهاء من صياغة الدستور الجديد، وأن يتم
إصدار
تشريعات تحفز عمل وسائل التعبير وفى مقدمتها تحرير تبادل
المعلومات والتشريعات التى
تخفف الأعباء الجمركية والضرائبية على هذه الوسائل بما يضمن عودة الريادة
الفنية
والأدبية والإعلامية لمصر الحديثة مع إلغاء التشريعات التى أثقلت كاهل
وسائل
التعبير، قانون الاستثمار نموذجا.
وأن يتم الفصل التام بين أى حزب حاكم وبين
مؤسسات الدولة الفنية والثقافية والإعلامية مع منحها الاستقلالية المالية
والإدارية
وتكليف إداراتها بوضع خطة إنقاذ وتحفيز وتطوير لأدائها بما يضمن ارساء
مشروع نهضوى
فاعل لتكون معبرة عن الوطن والمواطن ولا يتأثر بتغيير الحاكم
ونظامه.
وعدم
إصدار أى قوانين رقابية خلال المرحلة الحالية وحتى صياغة دستور مصر الحديثة
الذى
يؤمل أن يمهد لتشريعات تدعم حرية الإبداع وتثرى وسائله وليس
العكس.
وأن يتم
تشكيل لجنة مستقلة لفض النزاعات التى قد تنشأ بين المبدعين وأى جهة أو
أشخاص على أن
تضم فى عضويتها برلمانيين، قضاة، ممثلى النقابات التى تتبعها
القضية، رموزا إبداعية
أكاديمية حرة، ويجب أن يتضمن دستور مصر الجديد حماية حقوق الملكية الفكرية
لكونها
إحدى وسائل نهضة أى مجتمع فى المجالات العلمية والإبداعية والصناعية
والتجارية.
وأن يتم تمثيل المبدع المصرى بجميع مجالاته فى لجنة «صياغة
الدستور» الخاصة إلى جوار ممثلى النقابات.
ومن جانبه أكد الفنان حسين فهمى
أنه مشارك أساسى فى هذه المسيرة التى تدعو للمحافظة على حرية الفن
والإبداع.
وقال: سنخرج من دار الأوبرا جميعا من الساعة الواحدة ظهرا
لتقديم بيان حرية الفن والإبداع وننتظر ردورد الفعل عليه،
وأنتظر أيضا أن يأتى يوم
25
يناير حتى نرى ماذا سيحدث يومها.
على الجانب الآخر أعلن المسرحيون
المستقلون أنهم سيشاركون فى مسيرة الغد وقالت عبير على مقررة لجنة المسرح
بالمجلس
الأعلى للثقافة وصاحبة فرقة «المسحراتى»: إن جميع المسرحيين المستقلين وغير
المستقلين أكدوا مشاركتهم فى الحدث. وأضافت: لجنة المسرح
بالمجلس الأعلى للثقافة
قررت عقد اجتماع جديد بعد هذه المسيرة للمطالبة بعمل وثيقة موحدة لأننا لم
نختلف مع
وثيقة لجنة حرية الإبداع أو وثيقة الأزهر فحتى لا تصدر عن كل مؤسسة وثيقة
قررنا
توحيد هذه الوثائق فى وثيقة واحدة.
وأضافت من المقرر أن يشارك فى اجتماع
لجنة المسرح أعضاء اللجنة على رأسهم مقرر اللجنة الدكتور سامح مهران
والمخرج عصام
السيد والناقد الدكتور حسن عطية والناقدة المسرحية نهاد صليحة وعبلة
الروينى ورشا
عبدالمنعم وحاتم حافظ وجمال ياقوت وجرجس شكرى وأيمن الشيوى
وعبدالناصر الجميل
والدكتورة عايدة علام.
وأكدت: تدعو اللجنة فى اجتماعها إلى مشروع جديد
بعنوان بنود دستورية وقوانين حامية لحرية الفكر والإبداع والثقافة، على أن
يكون
مرجعنا فيها كل الوثائق التى تحمى حرية الإبداع ومقترحات المثقفين التى
صدرت بعد
الثورة.
روز اليوسف اليومية في
22/01/2012
حوار حول الريادة المزعومة والمكانة الضائعة
محمد رفعت
منذ سنوات، حضرت احتفالاً بالسينما المصرية فى باريس، ودخلت فى مناقشات مع
عدد من الإخوة والأخوات العرب المهتمين بالسينما والثقافة عموماً، وكان
معظمهم من دول المغرب العربى، ووجدت معظمهم متحاملين علينا وعلى الفن
والثقافة المصرية، بحجة أننا نتعامل معهم بتعالٍ شديد، ونتحدث كثيراً عن
الريادة والسيادة والشقيقة الكبرى، فى حين أن واقع الحال يؤكد أننا لم نعد
فى المقدمة، وأن سينما المغرب العربى، رغم قلة ما تنتجه من أفلام، حصلت على
السعفة الذهبية من مهرجان كان، وتقدم أفلاماً أعمق وأهم بكثير من السينما
المصرية التى غرقت فى التجارية والإسفاف، بدليل أننا لا نجد كل عام فيلماً
يمثلنا فى مهرجان بلدنا وهو مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، أما السينما
المغاربية فقد استفادت من الاحتكاك بالحركة السينمائية الأوروبية، خاصة فى
فرنسا وتقدمت كثيراً علينا، وأصبحت تنافس بقوة فى أى مهرجان دولى تشارك فيه
بأحد أفلامها.
وقالوا لى أيضا إننا نحن المصريين الذين لا نريد أن نعترف بذلك، لأننا
منغلقون على أنفسنا ولا نسمع سوى أصواتنا، ونتجاهل حقيقة تراجعنا فى الفن
السابع، كما تجاهلنا واقعاً آخر يصر عليه أشقاؤنا السوريون، وهو أنهم
تفوقوا علينا فى الدراما التليفزيونية، وأن مسلسلاتهم بخاصة التاريخى منها
يتفوق فى مستواه على المسلسلات المصرية التى تدور فى حلقة مفرغة، وتعلى من
شأن النجوم على حساب الموضوع والديكور والإخراج، وأنهم تفوقوا علينا حتى فى
عنصر التمثيل، ولذلك أصبحنا نستعين بكبار ممثليهم ومعظم ممثلاتهم اللامعات
ليقوموا بأدوار البطولة فى أعمالنا الفنية.
أما الغناء فلم يكن ملكنا فى يوم من الأيام، ولولا الثلاثى الخالد عبد
الوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم لما كان للغناء المصرى شأن كبير على المستوى
العربى، لأن معظم الأصوات الجميلة سواء كانت لرجال أو نساء ليست أصواتا
مصرية، وإن كان معظمها قد حقق شهرته انطلاقاً من القاهرة مثل وردة وفايزة
أحمد وصباح وأسمهان وفريد الأطرش، ونور الهدى، ونجاح سلام، وسعاد محمد.
ويقول الإخوة العرب أيضاً إن الإعلام المصرى أصبح فى ذيل القائمة،حتى بعد
تحرره من قيود هيمنة الدولة بعد الثورة، وأن مستواه يرثى له، ولو قورنت أى
قناة مصرية بمستوى «الجزيرة» و«العربية»، وحتى قناة «ام. بى. سى» أو «أبو
ظبى»، لمالت الكفة تماماً فى صالح القنوات العربية، كما أن معظم الكوادر
الإعلامية فى هذه القنوات من الشام وليس من مصر، فلم تعد أرض الكنانة ولودة
أو مصدرا للمواهب، على الأقل فى مجالات الثقافة والإعلام..وبصراحة عندهم حق
فى كل ما قالوه، وآن الأوان لنتخلص من جنون العظمة ونغمة الريادة والسيادة
ونعرف حجمنا وإمكانياتنا الحقيقية الآن ونتوقف عن الفشخرة الكذابة وخداع
الذات قبل أن يفوت الأوان.
أكتوبر المصرية في
22/01/2012
«عمر وسلمى 3»..
«توم» و«جيرى» على طريقة السينما كليب!
محمود عبدالشكور
تظلّ مشكلة الجزء الثالث من فيلم «عمر وسلمى»، هى نفسها مشكلة الجزأين
الأول والثانى، والتى تتمثل فى الفشل فى صناعة كوميديا رومانسية متماسكة
رغم وجود قماشة جيدة لتحقيق ذلك بجدارة، ويرجع السبب فى هذا الفشل إلى
طغيان شخصية «تامر حسنى» المغنى على شخصية «عمر» الدرامية، وعدم وجود بناء
متماسك، وانتهاء الفيلم يشبه لعبة القط والفأر، وصولاً إلى الاستقرار عند
أفلام الهزار والفرفشة والمقالب والإيفيهات المتبادلة.
«عمر وسلمى 3» أخرجه لأول مرة مخرج الفيديو كليب «محمد سامى»، فأضاف إلى
التشتت الدرامى تشوشاً بصرياً واضحاً. الفيلم أيضاً عن قصة كتبها «تامر
حسنى» ووضع لها السيناريو والحوار نفس سيناريست الجزأين السابقين «أحمد عبد
الفتاح» الذى يمتلك دون شك القدرة على صناعة موقف ضاحك دون أن يتجاوز ذلك
إلى صناعة دراما كوميدية ناجحة.
فى هذا الجزء أيضاً لابد من اختراع مشكلة بين «عمر وسلمى»، فى الجزء الأول
كانت المشكلة قبل الزواج فى مغامرات «عمر» (تامر حسنى) النسائية المتعددة،
وفى الجزء الثانى كانت هناك حيرة واضحة فى تحديد أزمة «سلمى» (مى عز الدين)
مابين عدم اهتمامها بنفسها مما يؤدى لانصراف الزوج عنها، إلى تجدد
المغامرات النسائية، وفى «عمر وسلمى 3» سنجد أيضاً نفس التشوش فى اختراع
أزمة بين عمر وسلمى، قد يكون مثلاً الفتور التقليدى بعد سنوات من الزواج،
وقد يكون انتقاد سلمى لعمر لأنه لا يعمل ويعتمد على أموال والده المتصابى
«عزت أبو عوف»، ولكن الفيلم يتوقف طويلاً أمام هواية جديدة لعمر وهى أن
يصبح مطرباً شعبياً لمجرد أن يغنى تامر حسنى أغنية شعبية فى أحد الأفراح،
وبعد وقت طويل جداً ندور فيه داخل دائرة مكررة هى أن حياة «عمر وسلمى»
أصبحت صعبة، تطلب «سلمى» الخلع وتحصل عليه بمؤامرة اشتركت فيها الطفلتان،
يفترض أن يكون الخلع نهاية اللعبة ولكنه سيكون بدايتها، وإذ يصر عمر على
إغاظة سلمى بادعاء خطبة فتاة «مُزة» هى بالطبع «لاميتا فرنجية» وتدعى هى
خطبتها لبطل مصارعة عملاق هو «أحمد تهامى»، ولأن الاحداث تكرر نفسها رغم
وجود مشاهد مضحكة فعلاً، يلجأ السيناريست إلى حيلة عجيبة هى اختطاف عمر
لابنتيه لمحاولة استرداد سلمى بعد ان يظهر لها بطولته، يتسع الوقت لمزيد من
المشاهد بعضها ظريف، ثم نكتشف فى النهاية أن كل اللعبة من تدبير الأب «عزت
أبو عوف» الذى أصبح فى هذا الجزء رزيناً تماماً، وضد فكرة الطلاق بين
الزوجين.
الفكرة تسمح كما قلت بكوميديا رومانسية تتوزع فيها الأدوار بين الشخصيات
بطريقة متوازنة، ولكن نجومية «تامر حسنى» جعلته يقدم ما يشبه استعراض الرجل
الواحد خاصة فى الجزء الأخير من الفيلم، لاشك أن «تامر» ظريف وموهوب كممثل
ولاشك أن هذا الجزء من الفيلم هو الأفضل نسبياً فى السلسلة خاصة فى المشاهد
المضحكة، ولكنك لا تستطيع أن تتحدث عن كوميديا متماسكة خاصة أن محمد سامى
المخرج بدأ مُرتبكاً فى عمله الروائى الطويل الأول سواء فى ضبط ايقاع
المشهد أو فى حركة الكاميرا أو حتى فى إخراج الاغنيات على الطريقة «الكليباتية».
أكتوبر المصرية في
22/01/2012
فنانون: البرادعى انسحب عندما تأكد من الفشل!
شيماء مكاوي
أثار قرار الدكتور محمد البرادعى بانسحابه من سباق الرئاسة حيرة الفنانين،
فمنهم من اعتبر انسحابه رفضا للأوضاع الحالية، ومنهم من فسره على أنه
انسحاب بدافع الخوف من الفشل.. وبين هذا وذاك، تنوعت الآراء، كما نرصدها
لكم من خلال هذا التحقيق...
فى البداية يعقب الفنان أحمد بدير على انسحاب البرادعى قائلا: انسحابه أو
استمراره فى الترشح للرئاسة شىء يرجع له شخصيا، وأكيد هناك هدف ودافع وراء
ذلك لكن لا يمكن ان أفسر دوافعه ونواياه وراء ذلك، والامر لا يمثل بالنسبة
لى أى تأثير سواء بانسحابه أو استمراره هو أو غيره من المرشحين المحتملين
للرئاسة، فالشعب المصرى له كلمته الأولى والاخيرة، ولكنى أتمنى ان من يعمل
شيئا لا يعمله بهدف بطولى أو بهدف إن الآخرين يشهدون بموقفه ويصفقون له!!.
ويقول الفنان نبيل الحلفاوى: البرادعى تولى من قبل رئاسة وكالة دولية مهمة
ونال جائزة نوبل، وكان أول من طالب بالتغيير وتحدى مبارك ونظامه الفاسد،
فلابد ان يكون له كامل الاحترام والتقدير ولكن الثورة قام بها جميع الشعب
المصرى بكل طوائفه وشبابه وليس البرادعى فقط، وانسحابه من الترشح نحترمه
جميعا ولكن الثورة لن تفشل بسبب انسحاب أحد، فالثورة مستمرة بداخلنا وسنحقق
مطالب الثورة والاستقرار لمصر.
ويقول الفنان عمرو واكد: انسحاب البرادعى معناه مقاطعة المناخ الفاسد الذى
تدار من خلاله الثورة، والموضوع ببساطة شديدة ان البرادعى اختار الثورة
وانا أشكره على ذلك وأتمنى ان يفوق باقى المرشحين الشرفاء ويفعلون ذلك لرد
اعتبار الثورة والشهداء الذين ضاعت دماؤهم دون فائدة.
ويقول الكاتب بلال فضل: البرادعى ذكى جدا ويعرف ماذا يفعل وقراره ليس قرارا
عشوائياً او نضالياً فهو يعرف جيدا حجمه وانه لن ينجح اذا ترشح للرئاسة
واعتقد انه فهم ذلك متأخرا جدا وكان عليه ان يفهم ذلك مسبقا، أيضا لو كان
ترشح فى انتخابات مجلس الشعب أعتقد انه لم يكن سيحقق اى نجاح، فالقرار الذى
أخذه هو القرار السليم ولكن أنصاره للاسف لم يفهموا ذلك، ويعتقدون انه موقف
بطولى منه وأنه معترض على ما يحدث الآن ولكن الحقيقة غير ذلك تماما، وعلى
الرغم من انى من محبى الدكتور البرادعى الا انه خذلنى وخذلنا جميعا!.
ويقول الفنان خالد أبو النجا الذى كان أحد مؤيدى البرادعى: فوجئت كثيرا
بانسحاب البرادعى وفوجئت أيضا عندما لم يبد أى أسباب، فهذا سبب لكل مؤيديه
صدمة، ولكنى أعتقد ان الامر ليس كذلك فبالتأكيد هناك سبب واضح وكلنا نعرف
رفضه الشديد لما يحدث الآن، وانسحابه هذا يعنى رفضه لما يحدث وأبدى كل
احترامى لهذا الرفض، فهو أقوى كثيرا من أن يبدى أسبابه فالأسباب واضحة
أمامنا جميعا، وعلى الرغم من انسحابه، فأنا أعلن احترامى وتقديرى لهذا
الوطنى الشريف.
ويقول الفنان عمرو محمود يس: حزنت كثيرا لانسحاب البرادعى من سباق الرئاسة،
وأعتقد انه رأى انه لن يوفق فى الانتخابات الرئاسية فقد قامت ضده مؤخرا حرب
من كافة الطوائف السياسية، وبدأوا يروجون ضده العديد من الشائعات التى
ستؤثر على شعبيته، وكثيرون صدقوا تلك الشائعات دون أن يبذلوا أى جهد فى
البحث عن الحقيقة، وهذه الشائعات أثرت بشكل مباشر وكبير على شعبية هذا
الرجل، فبالتالى لو استمر فى ترشحه للرئاسة لن ينجح .
أكتوبر المصرية في
22/01/2012 |