ما أن يرد اسم المخرج الكندي ديفيد كروننبيرغ، حتى يضع المشاهدون
أيديهم على قلوبهم ليس مؤشراً إلى الوله، بل يكون تحسباً لجرعات العنف التي
قد تحملها إليهم أفلامه، ذاك العنف الذي يأتي ليس مظهراً بصرياً فقط، بل من
الأعماق، وعلى شيء من نبشه والخروج به عارياً.
في جديد كروننبيرغ لكم أن تستعدوا لشيء قد يوحي بأنه مغاير لأفلامه
السابقة، لكنه وفي العمق سيضعنا ـ وبعد التمحيص فيه ـ أمام معطيات لن تكون
إلا على اتصال مع ما عرف به كروننبيرغ، ولتوضيح ذلك سأستعين بمارتن
سكورسيزي ورأيه بتجربة كروننبيرغ، فحين شاهد سكورسيزي أفلامه أعرب عن خشيته
لقاء هذا المخرج، ولعله كما يروي كروننبيرغ شاهد فيلميه «شيفرز» ،1975 و«رابيد»
،1977 الأمر الذي أثار استغراب كروننبيرغ حينها إذ إنه لايزال على إيمانه
الراسخ بأن المخرجين الذين يصنعون أفلاما عنيفة ليسوا بالضرورة عنيفين،
وليتعدى الأمر العنف مع هذا المخرج إلى ما يمكن تسميته الهوس بالمزج بين
العنف والجنس والخيال العلمي، رغم أنه لا يفضل استعمال كلمة هوس في
الموضوعات التي تحملها أفلامه، فالهوس أمر آخر بالنسبة لكروننبيرغ، وهكذا
فإنه ومن خلال ما تقدم يمكن اعتبار كل توصيف لسينما صاحب «الذبابة» يقابله
رفض منه.
يحمــل جديــد كروننبـــيرغ عنوان
A Dangerous Method
(منهج خطر)، وهو يمضي في مرحلة لها أن تكون مفصلية في تاريخ أعماق البشرية،
وكلمة أعماق تعني هنا التحليل النفسي الذي أطلقه سيغموند فرويد، ومن ثم
كارك يونغ، وفي بنية درامية لها أن تتكئ على مفاصل كثيرة في الأسس التي تم
بناء هذا العلم عليها، ولنكون في النهاية وفي سياق فيلمي تحت العنوان
مباشرة بمعنى معاينة هذا «المنهج الخطر» الذي يمضي فيلم كروننبيرغ في تتبعه
في بنية درامية تضيء العلاقة الملتبسة التي كانت بين فرويد ويونغ والمضي
إلى هذه العلاقة من خلال علاقة أخرى تجمع يونغ مع مريضته التي سرعان ما
تمسي عشيقته، ومن ثم زميلته في التحليل النفسي.
لكن قبل المضي مع هذا الفيلم، فهناك ما له أن يكون على اتصال بكروننبيرغ من
خلال معالجته لهذا المنعطف التاريخي للتحليل النفسي، وتضمين فيلمه المحكم
بناء درامياً قادراً على أن يكون مكثفاً بالقدر الكافي لتمرير كل ما هو على
اتصال بتلك العلاقات التي تأسست في ظل تشكل التحليل النفسي، ومن ثم فإن
كارل يونغ الذي انفصل عن أستاذه فرويد سيكون بحد ذاته حالة نفسية ملتبسة،
كذلك الأمر بالنسبة لفرويد نفسه، ولعل هناك الكثير مما نعرفه عن يونغ
وفرويد سنجده ماثلاً أمامنا في سياق الفيلم، دون أية تدخلات تكون من خارج
قصة الفيلم.
لم ندخل إلى الآن في أحداث الفيلم، لكن كل ما نشير إليه سيساعد المشاهد على
المشاهدة إن كان غير مطلع على عوالم فرويد ويونغ، وبالتالي علي القول بأن
أهم ما في هذين العالمين أنهما كانا يقاربان التحليل النفسي دون فصل
ذواتهما، وهذا طبيعي، لكن من يقرأ كتب فرويد ويونغ لن يشعر بأنه من الضروري
أن يكون على اطلاع على شخصيتهما، وعليه فإن فيلم كروننبيرغ يفعل ذلك، بمعنى
أن مناقشات يونغ وفرويد ستمضي جنباً إلى جنب مع حياتهما واختلافاتهما،
الحياتية منها والأيديولوجية، ويمكن اضافة الكثير في هذا السياق من خارج
الفيلم أيضا، كون الفيلم يضيء عليها بمنتهى التكثيف ووفق موجبات الفعل
الدرامي، كأن أستعيد هنا حلماً غريباً ليونغ شعر فيه بأن عليه أن يقتل
سيغفريد، فخرج وبيده بندقية، وعندما ظهر سيغفريد على قمة جبل قتله، ثم شعر
بخوف شديد، ورعب من احتمال اكتشاف جريمته، إلا أنه ولحسن الحظ هطل مطر
غزير، غسل كل آثار جريمته. استيقظ يونغ مفكراً أنه يجب أن يقتل نفسه ما لم
يتمكن من فهم الحلم، وبعد بعض التفكير توصل إلى الفهم التالي، إن قتل
سيغفريد ليس إلا قتل البطل في أعماقه، ما يضيء تواضع يونغ، وليس سيغفريد
إلا سيغموند فرويد.
سرد الحلم السابق، ليس إلا لإضاءة ما حفلت به كتب كثيرة بهذه العلاقة
الملتبسة بين آباء علم النفس، وبالانتقال إلى الفيلم سنكون ومن البداية في
زيوريخ ،1904 وامرأة اسمها سابين (كيرا نايتلي) في حالة نفسية مزرية تصل
مصحاً نفسياً، وليتولى يونغ (مايكل فاسبندر) علاجها وتطبيق اكتشافات فرويد
في هذا الخصوص، سيقول لها «كل ما سنفعله هو الكلام، سأجلس إلى مقعد خلفك،
واسألك وأن تجيبين، دون أن تلتفتي إليّ».
لن يكون يونغ قد التقى فرويد بعد، ومع تطور علاج يونغ لسابين، سنكتشف
الكثير، ولن تكون سابين إلا على حالة هلع مفرطة متأتية من ضرب والدها لها،
وقسوته المفرطة، التي حولتها إلى كائن مازوشي، وحين يجد مدير المصح أن على
أن سابين أن تعمل، فإنها ستمسي مساعدة يونغ، وستبدي كثيراً من الانغماس في
أبحاث يونغ.
يونغ متزوج بامرأة ثرية يحبها ولديه أولاد منها، وليس هناك من منعطفات خطرة
في حياته، لكن هناك في الأعماق ما يفضي إلى منزلقات ومنحدرات سحيقة، فشخصية
يونغ لن تكون إلى متاهة بحد ذاتها، والتي سرعان ما ستضاء في الفيلم من خلال
علاقته مع سابين، التي تضيء على ساديته الكامنة.
مع فرويد (فيغو مورتسن) ستضاء ومن خلال النقاشات الكثيرة بين الأخير ويونغ
شخصية فرويد، وليكون التركيز الرئيس الذي يفصل كلتا الشخصيتين عن بعضهما
بعضا، يتخطى اختلافهما الطبقي، أو كون يونغ ثرياً، بينما يعيش فرويد كفافه
إن صحت الكلمة ومع أفراد عائلته الكثر، ولتكون نقطة الخلاف الرئيسة متأتية
من نظرة فرويد نفسه إلى يونغ، النظرة ذات البعد الأيديولوجي، كون فرويد لا
يستطيع التواصل مع يونغ بعيداً عن يهوديته، وكون يونغ أوروبيا آريا، كما
سنتعرف إلى ذلك من خلال حوارات فرويد مع سابين.
فيلم «منهج خطر» بعيد وقريب من أفلام كروننبيرغ السابقة، إنه فيلم «جواني»،
وعلى اتصال مع معطيات موثقة وخلافية بخصوص شخصيتين استثنائيتين في تاريخ
البشرية، تضاف إليهما سابين التي سرعان ما تتحول من مريضة نفسية إلى محللة
نفسية.
الإمارات اليوم في
22/01/2012
تفوق على المهرجانات الأخرى في
جذبها
السينما التسجيلية تجد ملاذاً في
"سندانس"
محمد رُضا
تعوّد متابعو المقالات السينمائية قراءة مقالات عربية كثيرة ينتقد فيها
كاتبوها غياب الدعم عن الأفلام التسجيلية، أو كما يفضّل البعض تسميتها
بالوثائقية . وعادة ما يتحدّث المنتقدون عن واجب المحطّات التلفزيونية في
دعم هذه السينما بشراء ما تنتجه .
وهذا النقد ليس خطأ، فباستثناء قناة “الجزيرة الوثائقية” ليس هناك دعم
تلفزيوني لهذه النوعية من السينما . وحتى المحطّة المذكورة لا تشمل أو تكفي
عملياتها لتوزيع المهام بوفرة وإنصاف لكل العاملين في هذا الحقل . أما بقية
المحطّات التلفزيونية فإن الواضح فيها أكثر من سواه غيابها الكامل عن تشجيع
هذا النوع من السينما، علماً أن أسعار شراء هذه الأفلام بخسة بالقياس إلى
الأفلام الروائية . وإذا كانت المحاذير سياسية، كون الأفلام التسجيلية عادة
ما تتحدّث في الواقع وتحتوي على أبعاد اجتماعية وسياسية ورسالات، فإن هناك
قدراً لا بأس به من الأفلام غير السياسية التي يتم إنتاجها والمحطات لا
تأبه لها أيضاً .
الواقع أيضاً أن السينما التسجيلية محدودة الشيوع في كل مكان من العالم،
ومن الخيال غير المحقق التوقّع بأنها تستطيع منافسة السينما الروائية في
شعبيّتها .
ومع أن بعض أفلام المخرج مايكل مور حققت نجاحات جيّدة، ونالت حظوظها من
العروض الجماهيرية، إلا أنها كانت، وبفضل معالجات المخرج السياسية،
استثناءات لا تغيّر من الجوهر شيئاً .
مهرجان “سندانس” الأمريكي الذي تم افتتاحه يوم التاسع عشر من هذا الشهر
ويستمر حتى التاسع والعشرين منه، ويرأسه بنجاح الممثل والمخرج روبرت
ردفورد، سيجد نفسه مطالباً، مرّة أخرى، بدعم هذه السينما والترويج لها .
والحقيقة هي أن لا “سندانس”، ولا مهرجانات كثيرة حول العالم، تتجاهل أو
تتغاضى عن هذا الدعم، وإلا لما أنجزت ربع ما أنجزته من نجاح وإثبات وجود
حتى الآن .
المهرجان لا يتأخر مطلقاً في لعب هذا الدور كونه مؤسساً أصلاً كمهرجان
للسينما المستقلة . ونجاحه في استقطاب صانعي الأفلام التسجيلية يتجاوز حتى
تلك المهرجانات المتخصصة في هذا النوع من السينما، فقد تم إرسال 750 فيلماً
تسجيلياً للجنة اختياره انتقت منها 14 فيلماً للمسابقة .
نصف هذه الأفلام يتعامل مع موضوعات سياسية وعلى نحو أكثر تعاملاً مع
مقتضيات وقضايا العصر أكثر من أي وقت مضى . ففيلم “لسنا مفلسين” للمخرجتين
كارين هايز وفكتوريا بروس، يتعامل مع تهرّب المؤسسات المالية الضخمة وبالغة
الثراء من دفع الضرائب عبر غسل الأموال في مشاريع خارجية بينما ملايين
الأمريكيين يعانون الفقر الشديد .
وأحد أكثر الأفلام إثارة للاهتمام “الولايات المتحدة النووية” الذي يفحص
فيه مخرجه دون أرغوت الترسانة النووية للولايات المتحدة من خلال متابعة
بلدة تعيش على حافة إحدى محطّاتها .
ويقدّم كريس موكاربل وفاليري فيتش صورة من الرفض الفردي للنظام في فيلميهما
“أنا في حديقة الحيوانات” . ويتساءل فيلم “إيجاد الشمال” للوري سيلفربوش
وكرستي جاكوبسون عن المجاعة التي تهدد الأمريكيين مع استمرار طغيان التباعد
بين الأثرياء والفقراء ووجود ذلك الفاصل الاجتماعي الذي احتلّه يوماً
القطاع الأكبر من الأمريكيين كطبقة وسطى .
أما “البيت الذي أعيش فيه” ليوجين جاريكي فيتساءل: لماذا، بعد 40 سنة على
اندلاع الحرب ضد المخدّرات والقيام بنحو 45 عملية قبض على تجار الآفة،
مازالت التجارة نشطة، بل ربما أكثر نشاطاً مما كانت عليه؟
هذه الأفلام وسواها تبحث عن إجابات في نطاق ما تطرحه، لكنها تجد على شاشات
مهرجان سندانس المنصّة الصحيحة لطرح أسئلتها .
سينما العالم
"وهلأ
لوين؟" بعد الخروج من سباق
الأوسكار
جاء إعلان أكاديمية العلوم والفنون السينمائية للائحة الأفلام التي سيختار
خمسة منها تدخل المعركة الأخيرة لأوسكار أفضل فيلم أجنبي مخيباً لآمال عرب
ولبنانيين كثيرين كون أحد الأفلام التي حذفت من هذه القائمة هو “وهلأ
لوين؟” للمخرجة نادين لبكي . وكانت المخرجة، عبر شركة الإنتاج، أرسلت
الفيلم إلى مسابقتي “الغولدن غلوب” و”الأوسكار”، إلا أنه خسر الجولة
الأولى، وها هو يخسر الثانية .
على ذلك، هناك وجود عربي ولو ملتو:
موضوع فيلم فيليب فالارديو “مسيو لزهر” (كندا) عن معلّم جزائري يدرّس
الطلاب الكنديين بعض القيم التي لا ترد في كتبهم أو تقاليدهم .
وموضوع فيلم المخرج والممثل الجزائري الأصل رشدي زم “عمر قتلني” (مقدّم
باسم المغرب)، هو عن تهمة قتل صدرت بحق مهاجر مغربي ظلماً .
في المقابل، هناك فيلم عن الهولوكوست قادم من بولندا بعنوان “في الظلام”،
وفيلم “إسرائيلي” عنوانه “حاشية” لجوزف سيدار، لكن من بين أقوى الأفلام
احتمالاً الفيلم الإيراني “انفصال” الذي فاز ب”الغولدن غلوب” في الأسبوع
الماضي ويطرق باب الأوسكار في الشهر المقبل .
الفيلم صامت لكن النجاح مدوٍ بينما يحصد “الفنان” للمخرج الفرنسي ميشيل
أزانافيشوس الجوائز يمنة ويسرة، يُثير نجاحه الكثير من التعجّب كونه فيلماً
صامتاً في أحداث تدور في الحقبة الصامتة من تاريخ السينما .
وصمت الفيلم كان أكثر دوياً من معظم ما تم إنتاجه ومشاهدته من أفلام ناطقة،
وهي مفارقة تحمل الكثير من المعاني لفئات مختلفة من الجمهور بينه، وربما
أهمّه،جمهور دون الثلاثين لم ير يوماً فيلماً كهذا من قبل .
نجاح الفيلم دفع محطّة
TCM
الأمريكية المتخصصة بالعروض القديمة إلى الطلب من المخرج مشاركة عميدها
المؤرخ والمقدّم روبرت أوسبورن وضع قائمة بالأفلام الصامتة الأكثر تأثيراً
في تاريخ السينما . وهما انكبّا على هذه المحاولة التي سينتج عنها عرض هذه
الأفلام على الشاشة الصغيرة . من بينها فيلم تشارلي تشابلن “الاندفاع
للذهب” (الذي قدّمناه هنا قبل أسبوعين) وفيلم د .و . غريفيث “مولد أمّة”
وفيلم فريتز لانغ “متروبوليس” .
جورج لوكس: عودة إلى الفيلم الصغير والمستقل
كشف المخرج جورج لوكَس، صاحب سلسلة “ستار وورز” ومنتج سلسلة “إنديانا جونز”
في حديث له لصحيفة “ذ نيويورك تايمز”، أنه يخطط للاعتزال وأنه لن يقدم على
العمل في هذه الصناعة بعد اليوم . طبعاً أنجز هذا المخرج- المنتج من النجاح
المادي ما يجعله قادراً على الاستغناء عن العمل مهما طال العمر به (هو الآن
في السابعة والستين من العمر)، وإذ يقرر أنه لا يود العمل في هذه الصناعة
بعد اليوم، يترك الباب مفتوحاً أمام قيامه بإنتاج وإخراج الأفلام الصغيرة
التي لا تنتمي إلى “الصناعة” بقدر ما تنتمي إلى فئة الأفلام الذاتية، وهي
الفئة التي انطلق منها حين حقق فيلمه الطويل الأول
THX:1138
سنة 1971 . أكثر من ذلك، يعترف في حديثه بأن فيلمه الجديد “أذيال حمراء”
عانى الأمرّين مع الموزّعين الذين قرروا أنهم لا يريدون عرضه ما جعله ينتجه
من ماله الخاص .
أوراق ومَشاهد
أوّل ناطق ليس "مغني الجاز"
عم الاعتقاد بأن “مغني الجاز” سنة 1927 كان أوّل فيلم ناطق . ولم يسع إلا
قليل من المؤرخين لدحض هذا الزعم، بل تبنّاه معظمهم في الحقيقة وصار
معتاداً القول، من دون كثير نقاش، إن ذلك الفيلم الذي أخرجه ألان كروسلاند
وقام بأدائه آل جولسون (وكلاهما يهودي)، هو الفيلم الناطق الأول في التاريخ
.
ربما الغاية الدعائية موجودة، لكن الحقيقة أن الفيلم الناطق الأول سبقه
بنحو عام كامل عندما قامت شركتا “وورنر” و”وسترن إلكتريك” بتقديم فيلم تم
تسجيل الصوت له على أسطوانة مستطيلة ثم لعب بالأسطوانة إلى جانب الصورة ما
يمنح الفيلم نطقاً . الفيلم كان بعنوان “دون جوان” وأخرجه (أيضاً) ألان
كروسلاند، لكن أحد أهم الأسباب في تخليد الثاني يكمن في أن الشخصية
الرئيسة، تلك التي أدّاها آل جولسون، هي ليهودي شاب يحاول شق طريقه في عالم
الغناء . وكان جولسون ناجحاً في عالم الغناء أساساً ما جعل فكرة وضعه في
فيلم ناطق مغرية . حسب القصّة، المأخوذة عن مسرحية، فإن بطل الفيلم جاكي
رابينوفيتز (جولسون) يدهن وجهه ويديه بدهن أسود مع إبقاء محيط العينين أبيض
لكي يقدّم فقرة جاز “سوداء” . الأمر الذي حمل إهانة للأفرو- أمريكيين كون
التشخيص كان تشهيراً أكثر منه تمثيلاً .
ونطق “مغني الجاز” كما حال عدد من الأفلام حتى عام ،1930 لم يكن كاملاً .
ففي سنة 1928 حدثت أول محاولة لفيلم ناطق بالكامل . الفيلم كان “أضواء فوق
نيويورك” للمخرج برايان فوي . وسنة 1929 وبعد أن كان من المقرر إطلاق فيلم
ألفرد هيتشكوك “ابتزاز” صامتاً، قامت الشركة المنتجة بالطلب من هيتشكوك
تزويد الفيلم بالحوار المسجّل . وفي البداية تمنّع المخرج رافضاً لكنه رضخ
لاحقاً، وكان ذلك أول أفلامه الناطقة .
يبقى القول إن الفيلم الحالي “الفنان” الذي يقطف الجوائز بجدارة هذه
الأيام، يحتوي على أحداث تقع في تلك الفترة مقدّماً بطله ممثلاً خفت نجمه
الساطع مع حلول الصوت . وهذا وقع بالفعل ولأسباب مختلفة . لكن التغيير لم
يحدث فقط في الفيلم، بل في صالة السينما، فلم يعد بالإمكان الحديث داخل
الصالات، بعدما بات مطلوباً الإنصات إلى الحوار .
م .ر
merci4404@earthlink.net
الخليج الإماراتية في
22/01/2012
الأندلس الجديدة.. فيلم مغربي عن مأساة هجرة اليهود
الرباط - منال وهبي
عرض المهرجان الوطني للفيلم بطنجة فيلماً وثائقياً يحمل عنوان "من أجل
إشبيلية جديدة" بالفرنسي، و"الأندلس الجديدة" بالعربي، من توقيع الحقوقية
اليهودية الكندية من أصول مغربية كاتي وازانا، والفيلم من إنتاج كندي
أمريكي إسرائيلي مغربي مشترك، يجسّد ملامح من ذاكرة اليهود المغاربة
وعلاقتهم التي لا تنقطع مع موطنهم الأصلي المغرب.
هذا وقد سلطت كاتي وازانا بعدسة كاميرتها الضوء على مأساة الهجرة اليهودية
من المغرب إلى إسرائيل، معتمدة في ذلك على ذكرياتها الخاصة والموروث
الثقافي اليهودي في المغرب لتنبش في ذاكرة اليهود المغاربة الذين أنهكهم
الحنين.
وتجدر الإشارة إلى أنه داخل إسرائيل يعيش نحو 900 ألف يهودي من أصول مغربية
معظمهم وصل إلى إسرائيل في أواسط القرن الماضي، وتتميز هذه الجالية
المغربية بتماسكها والحفاظ على عاداتها وتقاليدها، إضافة إلى أنها لا تزال
تحتفظ باتصالاتها مع الوطن الأم ألا وهو المغرب، ويقوم عدد كبير منهم
بزيارة المغرب سنوياً ويهود المغرب هم الأكثر عدداً من بين اليهود الشرقيين
في إسرائيل.
نبش في الذاكرة
وأعرب المخرج المغربي والناقد السينمائي عبدالإله الجوهري في اتصال مع
"العربية.نت" عن إعجابه بفيلم "الأندلس الجديدة"، معتبراً أداء المخرجة
وازانا، ذات الجذور المغربية، ذكياً في مقاربة الموضوع من خلال رصد تاريخي
واجتماعي لعلاقة اليهود المغاربة بوطنهم الأم.
وأضاف الجوهري: "الأندلس الجديدة" تعتبر شهادة قوية تؤكد أن المغرب بلد
التعايش والحب والسلام، مثنياً على المخرجة وازانا التي قامت بعرض شهادات
حية ليهود مغاربة عبروا عن حنينهم، كان من أبرزها شهادة الراحل شمعون ليفي،
مدير المتحف اليهودي المغربي، أكد من خلالها أن "اليهود المغاربة المقيمين
بإسرائيل وطنيون حتى النخاع، يحبون وطنهم ويغارون عليه ويحلمون بالعودة
لبلدهم المغرب".
وفي السياق ذاته، اعتبر الناقد السينمائي الجوهري الفيلم متوسطاً على
المستوى الفني والتقني، لكن مقاربته التاريخية والاجتماعية أعطته قيمة فنية
من خلال تسليط الضوء على تيمتي "العودة والحنين".
المغرب.. الأندلس الثانية
وصورت وازنا الفيلم بحواضر الصويرة وتطوان وأكادير والدار البيضاء، وبمناطق
أخرى معزولة عن المدن، حيث التقت مع رموز الطائفة اليهودية، وفئات من
اليهود المغاربة عبروا عن مدى ارتباطهم بالهوية المغربية وحنينهم لوطنهم
الأصلي، معتبرين المغرب بمثابة أندلس ثانية غادروها تحت ضغط وكالات
صهيونية، ويحلمون بالعودة لها والدفن فوق ترابها، على حد تعبير الجوهري.
ونبشت المخرجة في أسرار التعايش بين المسلمين واليهود، عبر تركيز عدستها
على مغاربة مسلمين ينتحبون لفراق جيرانهم اليهود، ويهود تمسكوا بوطنهم في
وجه حركات الهجرة إلى إسرائيل وغيرها، وكان من بين ما أثار انتباه الحضور
صورة تذكارية تؤرخ لجوق موسيقي كان يضم قبل الاستقلال مسلمين ويهوداً كان
يحتفظ بها أحد الحرفيين المغاربة الذين عاصروا الحدث.
كما انتقد الجوهري مهرجان الفيلم بطنجة لكونه لم يخصص فقرة خاصة بالأفلام
الوثائقية، مركزاً فقط على الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة، علماً أن
الوثائقي - حسب الجوهري - جنس إبداعي يحتفي به في مهرجانات دولية أكثر من
الروائي، على حد قوله.
هذا ويعد وثائقي كاتي وازانا (72 دقيقة) الأول من نوعه الذي تم عرضه في
مهرجان الفيلم بطنجة، وجاء غنياً بالموروث الموسيقي المغربي، ومختوماً
بتحفة موسيقية أندلسية من إنشاد مغربيين: مسلم ويهودي، عُرضت بالجينيريك.
العربية نت في
22/01/2012
الخلف يخرج الفيلم الوثائقي صفحات ديمقراطية..
يُعرض نهاية الشهر على تلفزيون الكويت
كتب: فاد ي عبدالله
يضع المخرج السينمائي أحمد الخلف لمساته الأخيرة على الفيلم الوثائقي
التلفزيوني الجديد «صفحات ديمقراطية»، الذي يتكون من جزأين، وهو من إعداد
الإعلامي د. محمد منيف العجمي، وانتاج إدارة الأخبار والبرامج السياسية في
تلفزيون الكويت.
ويتطرق الفيلم إلى أهم المحطات الديمقراطية في الحياة المدنية والبرلمانية
في دولة الكويت، والعمل في المرحلة النهائية من المونتاج، وسيعرض في نهاية
يناير الجاري على القناة الأولى بتلفزيون الكويت.
وبعد انتهائه من انجاز هذا الفيلم، يستعد الخلف لتنفيذ فيلمه الروائي
القصير «عروس الخليج»، الذي يتحدث عن الكويت، ولن يتعدى ثلاث دقائق،
وسيتطرق لوصف الحالة المجتمعية من وجهة نظر كويتية بحتة، وسيتبع فيه أسلوبا
فنيا هو الأقرب إلى الأفلام التجريبية أو الرمزية، إضافة إلى فيلم آخر
بعنوان «زفاف عالمي»، الذي يتناول قضية عالمية، وسيشارك من خلاله في
المهرجانات السينمائية الدولية.
وكان الخلف قد حصل مؤخراً على جائزة الدولة التشجيعية في الفنون فئة
الإخراج السينمائي عن فيلمه هارموني، وقد تسلم الجائزة من وزير الإعلام
الشيخ حمد جابر العلي الصباح في افتتاح مهرجان القرين الثقافي الثامن عشر.
ويتطرق الفيلم إلى أهمية البتروكيماويات في دولة الكويت من خلال معزوفة
موسيقية تؤديها فرقة اوركسترالية كويتية تبين مدى تلاحم وتعاون أهل الكويت
قديما في رحلاتهم البحرية للبحث عن اللؤلؤ، إضافة إلى ظهور النفط وتطور
الصناعة، وتم عرض هذا الفيلم بحضور سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد في
افتتاح أكبر مصانع البتروكيماويات.
يذكر أن الخلف حصد ثلاث جوائز عالمية عن فيلمه القصير «سلام»، وهو عضو
الهيئة التدريسية بقسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية
الذي تخرج فيه عام 2003، ثم حصل على الماجستير في جامعة بريستول (انكلترا)
عام 2008.
الجريدة الكويتية في
22/01/2012 |