يبدو بملامحه المميزة
وكأنه وجه لتمثال فرعوني منحوت ببراعة, ولكنك حين تراه علي الشاشة سرعان
ما تكتشف
أنه أقرب لأسطورة البطل الشعبي ابن الحارة المصرية الذي تفوح منه رائحة طمي
النيل!
تألق في فيلم احكي يا شهر زاد أمام مني زكي وينتظر أول بطولة مطلقة في
فيلم
الألماني الذي انتهي مؤلفه ومخرجه علاء الشريف من وضع اللمسات النهائية له
ليصبح
جاهزا للعرض. ومن خلال ذلك كان لنا معه هذا الحوار.
·
ماذا عن تجربة فيلم
الالماني؟
أجسد في الفيلم شخصية أحد البلطجية وهو مصنف جنائيا مسجل خطر وكعادة
مشاهير البلطجية في الواقع المصري فإنه يحظي باسم شهرة وهو في حالتنا هذه
الألماني
وأتشرف بأن الفنان أحمد بدير والفنانة عايدة رياض يشاركانني البطولة, وتدور
أحداث
الفيلم حول تفاصيل حياة البلطجي ولا يتطرق للعنف بشكل واسع.
·
الطابع الشبابي هو
السمة البارزة للفيلم في فروعه أليس في ذلك نوع من المغامرة؟
أنا سعيد جدا
بالتعاون مع السيناريست والمخرج علاء الشريف, فهو يمتلك رؤية مختلفة
والفيلم ككل هو
محاولة لتقديم فن متميز لا يخضع بالضرورة لشروط السوق.
·
تصور حاليا دورك في
فيلم ساعة ونصف تأليف أحمد عبد الله واخراج وائل احسان... هل عدت مرة أخري
الي
البطولة الجماعية؟
لا أتعجل قصة البطولة المطلقة هذه بل وأراها فخا لحرق
الممثلين الجدد خصوصا اذا اقترنت بالرغبة في الوجود لمجرد الوجود. وهذا
العمل يقدم
البطولة الجماعية بمعناها الحقيقي من خلال مجموعة من النجوم
أتشرف بالعمل وسطهم مثل
فتحي عبد الوهاب, إياد نصار, سمية الخشاب, يسرا اللوزي, ايتن عامر. وتدور
احداث
الفيلم ضمن90 دقيقة داخل قطار الصعيد.
·
سبق لك خوض تجربة البطولة
المطلقة في
فيلمين, لكنهما لم يعرضا حتي الأن لماذا؟
هذا صحيح, الفيلم الأول الخروج من
القاهرة ومنع من العرض في مصر بسبب اعتراض الرقابة علي موضوعه
الذي يتناول قصة حب
بين شاب مسلم وفتاة مسيحية لكنه عرض في عدة مهرجانات وحصل علي أكثر من
جائزة منها
جائزتا مهرجاني ميونخ وامستردام, الفيلم الثاني هو هي واحدة وتم تصويره قبل
الثورة
وحتي الأن ننتظر الموعد المناسب لعرضه.
·
بماذا تشعر حين يصفك كثير من
النقاد
والجمهور بأنك أحمد زكي القادم؟
أشعر بالسعادة والقلق معا! السعادة لأن هذا
التشبيه يعني أن هؤلاء يرون في امتدادا لأسطورة سينمائية,
والقلق لأنني لا أريد أن
أكون محصورا في هذه الزاوية الضيقة كما لا أريد أن يصادر احد مسبقا علي
طاقاتي
الكامنة. ثم إنني لا أؤمن بمسألة الامتداد او التكرار, فالممثل الحقيقي هو
الذي
يشبه نفسه فقط, ولهذا أرفض أن أعيش في جلباب أحمد زكي.
·
هل لهذا السبب شعرت
بالرعب من اشادة النجم العالمي عمر الشريف بك حين تنبأ بأنك سوف تكون أفضل
ممثل في
مصر؟
بالفعل, فقد كنت ضيفا علي احد البرامج التليفزيونية واذا بالاستاذ عمر
الشريف يقوم بعمل مداخلة تليفونية ويؤكد فيها أنني ولي العهد من بعده وسوف
أكون
أفضل ممثل في مصر وهو الكلام الكبير الذي لا استحقه, وبقدر ما
أثار دموعي أمام
المشاهدين بقدر ما تحول الي كرة لهب ستحرقني وأنا لسه بقول يا هادي لو
تعاملت مع
نفسي ومع الواقع علي هذا الأساس. كما أنني أعتقد كثيرا في مقولة برنارد شو
من يضع
حدا لطموحه.. يضع حدا لامكانياته.
الأهرام اليومي في
18/01/2012
كف القمر والسقوط
لمرثية وهمية
كتب-محمــد
نصــر
كعادتهما دائما يستمر
صاحبا فيلم( كف القمر) المخرج خالد يوسف والسيناريست ناصر عبد الرحمن
في
تصورهما أن الفيلم السينمائي يستطيع أن يبني علي الرموز مقابل التضحية
بالعناصر
الأصلية كالبناء الدرامي والمصداقية وغيرهما.
فالقصة الأساسية تدور حول أم في إحدي قري الصعيد الفقيرة يعمل زوجها في حفر
الجبال حتي يعثر علي كنز فرعوني فيقتله تجار الآثار. وتجد الأم
نفسها في مواجهة مع
عم الأولاد الذي يريد طردها من المنزل للاستيلاء عليه, وعلينا أن نصدق أن
العم
الصعيدي رجل بلا قلب ولا قيم سيرمي أبناء أخيه الخمسة في العراء مع أمهم
لطمعه, ولا
أحد يعترض من القرية أو أقاربهم وكأنه فعل عادي ومقبول.
وإمعانا في المبالغة تطلب
الأم من أبنائها الرحيل للقاهرة كلهم دفعة واحدة لكي يستطيعوا تحويل بيتهم
المصنوع
من الطين الي بيت مبني من الطوب الأحمروكأن الأمر يحتاج لملايين وليس لبضعة
ألاف,
ولا تعرف لماذا لم تستبق الأم ابنا أو اثنين معها لحمايتها أو رعايتها
مثلا, ثم
تفاجأ ان ابناءها المهاجرين, هم خالد صالح الذي يلعب دور ذكري الابن الاكبر
وصبري
فواز وياسر المصري وحسن الرداد وهيثم أحمد زكي وكلهم باستثناء الاخير قد
تخطو عمر
الثلاثين وخالد صالح تحديدا لايقل عن الاربعين, ولم نسمع من
قبل عن صعيدي هاجر
للمدينة وهو فوق الثلاثين, لكنه ضعف الإيحاء الذي يعتبر طابع هذا الفيلم
الرئيسي,
ويؤكده مثلا إختيار خالد يوسف لمنزل الأم(
قمر) بالقرب من طريق سريع برغم أن
الأحداث توحي بأن القرية نائية قريبة من الجبل!! وفي القاهرة يصل الرجال
الخمسة الي
وسط البلد حيث يعمل من يعمل في مقهي والاخر, في محل عصير قصب والثالث بائع
فاكهة
سريح والرابع راقص تنورة وراء راقصة والأخ الأكبر في تجارة
السلاح, وبرغم وجود
تفاصيل كثيرة لكل منهم فإن رسم الشخصيات جاء ضحلا ولا يتسم بأي عمق, مجرد
طابع عام
لكل شخصية بدون تبرير لأفعالها, نمطية بلا روح أو دم..( جودة) مثلا يصبح
تاجر
مخدرات عتيد في النصف الثاني من الفيلم بدون مقدمات لذلك...أما
الأخ الأصغر ياسين
فيحب راقصة كساذج منوم مغناطيسيا ويعمل وراءها راقص تنورة. ثم يجبره( ذكري)
علي ترك
الراقصة فيهرب ياسين ويتحول الي التصوف, وارتياد الموالد, وهنا يطرح السؤال
نفسه هل
السمو والحب الخالص النقي للذات الالهية يلجأ له المحبطون في عشقهم؟ هل هذا
هو فهم
ناصر عبد الرحمن للصوفية؟ ثم فجأة ينقلب الاخوة علي أخيهم ويتهموه انه
السبب في كل
مشكلاتهم ويتركون ويتمردون عليه, ولا تعرف منطقا لذلك لكنك تنتقل الي
الصعيد حيث
الأم تعاني من انقضاض الصبية وسرقتهم محتويات المنزل بل وتحطيمهم إياه, أين
يحدث
هذا في مصر؟ ليس واقعا بالتأكيد وإذا كان خيالا فهو خيال عقيم
لأن الفيلم قام
بأكمله علي تلك الفرضية, طبعا لو تبدو الرغبة في استخدام الرموز هي التي
تكسر أي
ايهام أو منطق, والغريب ان الشخصيات طوال الوقت تفصح عن مكنوناتها ورغباتها
بدون أي
فهم لطبيعة الحوار في الفيلم السينمائي ودوره أن يوحي أكثر مما
يعلن, فما بالك هنا
والنبرة المشبعة بالاصطناع هي طابع الكلام وتتكرر المعاني نفسها عن أهمية
تجمع
الاخوة وضرورة تماسكهم وحبهم لبعض عشرات المرات حتي يبدو الأمر في النهاية
مضحكا
أكثر منه محبطا ويضع حائطا صلبا في التواصل بين المتفرج
والفيلم تجعله في لحظة ما
يفقد أي تعاطف مع الأحداث أو أي توحد مع الشخصيات, وما أسهم في ذلك أساسا
هو الغياب
الكلي للحبكة بمعناها المعروف وعدم وجود أي صراع أساسي يدفع الأحداث للأمام
ويصبح
قاطرة الفيلم, بل وكانت الطامة الكبري في الفيلم هي شكل السرد
المليء بتداخل
الأزمنة في نصفه الثاني حيث يقرر الأخ الأكبر( ذكري) البحث عن اخوته لكي
يجمعهم معا
لأن أمهم تريد رؤيتهم قبل موتها معا وليس فرادي, فيبدأ ذكري في تتبع أثر
اخوته
وكأنهم سقطوا منه فجأة في عالم النسيان بدون ان ينتبه ثم يسرد
المخرج والمؤلف في
فلاش باك قصة كل أخ ولماذا كره أخيه الأكبر! ولا أعرف من أين جاء يوسف وعبد
الرحمن
بهذا البناء الدرامي الغريب الذي لم يشر اليه أرسطو أبدا ولم يلجأ اليه أي
من
عباقرة السينما في العالم, طبعا تجد ان الصراعات مع أخيهم
ساذجة بكل معني الكلمة
وكلها نابعة من قانون الصدفة الذي يصنف في عالم الدراما باعتباره أكثر
الوسائل
فشلا.
(بكر) اكتشف صدفة أن حبيبته هي عشيقة أخيه و(ضاحي) اكتشف أن أخيه خبأ
صدفة
السلاح الذي يتاجر فيه في عربة اليد التي يحمل عليها خضرواته, وبعد كل ذلك
يكرهونه,
واستمرارا في الميول( الهندية) تجد قصة غادة عبد الرازق بالفيلم وهي ابنة
عم ذكري
التي يحبها وتحبه وطبعا العم يرفض زواجهما برغم أن شكلها امرأة مخضرمة
وليست فتاة
يافعة ثم تدخل مستشفي نفسي فيجيء ذكري هنا ويتزوجها, فيثور
أهلها ويخطفوا أم ذكري
كي يرجع لهم ابنتهم, لا أعرف حقا عن أي صعيد يتحدث المؤلف وهو صعيدي أساسا,
والحق
انه لو استأجر أعداء الصعايدة ـ من يريد تشويه صورتهم ـ لما وجدوا أفضل من
ناصر عبد
الرحمن الذي يظهرهم في كل فيلم كأن الكراهية وسوء الطباع والحدة والشقاق هي
سماتهم
الأساسية, في رائعته المشابهة( دكان شحاتة), اجتمع الاخوة ايضا
علي كره أخيهم
الأصغر بلا سبب إلا توهمهم ان الاب يفضله بل وسرقوا إرث أختهم, الأمر نفسه
يتكرر مع
نظرة المؤلف للنساء في أفلامه فهن باستثناء الأمهات مدمرات العائلات
وحاملات
الرذيلة وتحت الشبهات في الأغلب والدليل في( حين ميسرة) وفي
هذا الفيلم حيث تبدو
شخصية جومانة مراد العاملة اللعوب وحورية فرغلي الراقصة الهائمة مثالا
لذلك, وهكذا
بفضل كل ذلك وغيره من انهيار البناء الدرامي والمباشرة الزاعقة وتحميل
القصة مالا
تحتمل وضعف الماكياج بصورة هزلية وسوء الاختيار العمري
للممثلين, أصبحت مشاهدة( كف
القمر) ضرب من ضروب العذاب والملل وغياب أي نوع من أنواع المتعة السينمائية
المعروفة لهذا يستطيع الفيلم( كف القمر) ان يقف بلا منافس كواحد من أردأ
الأفلام
المصرية في العقدين الاخيرين, ونموذجا يدرس في معاهد السينما
لعمل يحشد أكبر عدد من
الأخطاء الفنية في فيلم واحد.
الأهرام اليومي في
18/01/2012
مرحبـــا بالأفــلام
الناجحــة
كتبت-علا السعدني
لايوجد ما يبرر أبدا كل
هذه الضجة المفتعلة أو الخوف من سيطرة الافلام العربية علي
شاشات سينماتنا السينما
المصرية! وأين السيطرة وهو لايوجد ألا مجرد فيلم أو فيلمين لبنانيين يتم
عرضهما؟
وعن نفسي أتمني أن يكون هناك المزيد من هذه الأفلام ومن يكره أن يري
أفلاما
عربية تعرض علي شاشتنا, أليس ذلك أفضل من الأفلام الأمريكية فهي التي تسيطر
بالفعل
علي السينما المصرية وكل سينمات العالم, وكم كنا نتمني من قبل أن نري
أفلاما من كل
بلدان العالم وليس أمريكا فقط, عموما المشكلة ليست في وجود
أفلام عربية ولا غربية
وانما المشكلة في نجاحها, أو عدم نجاحها وأعتقد أن عدم نجاحها ليس يضرنا
نحن, بينما
يضر بأصحابها, أما نجاحها ففي مصلحة الجميع وأولهم: اصحاب السينمات الذين
يخشون من
خراب بيوتهم في عدم وجود أفلام, ثانيا:كون هناك أفلام عربية ناجحة في السوق
فهذا من
شأنه ان يعلي روح المنافسة عند باقي المنتجين ليقدموا المزيد
من الأفلام, الخوف إذن
ليس في وجود أفلام عربية مازالت لم ترتق لمستوي الظاهرة بعد وإنما الخوف ان
تكون هي
الموجودة, بين أفلامنا ـ وبسبب الأوضاع المضطربة الآن ـ هي التي قد تختفي,
وهذا
الذي لايمكن ان يحدث أو يكون, فهوليوود الشرق التي استطاعت ان
تظل وتستمر لأكثر من
مائة عام تستطع الآن أيضا أن تواصل وتستمر, قد تمرض قليلا ولكنها لا ولن
تموت أبدا.
الأهرام اليومي في
18/01/2012
وحش الشاشة.. نجم
سينما2012
علاء سالم
:
تتحسس السينما المصرية
طريقها هذا العام بتوتر وريبة.. فما أن يخطو صناع السينما ـ أو بقايا
صناع
السينما حاليا ـ خطوة إلا ويتراجعون عشر.
فهاهي مشاريع إنتاج أفلام سينمائية جديدة يتم الإعلان
عنها ثم سرعان ما يتم
الغاؤها بحجة الخوف من الاضطرابات والاحتجاجات أو الخوف من
احتفالنا بمرور عام علي
ثورتنا الغالية الأسبوع المقبل الثورة التي صنعتها العائلة المصرية مجتمعة(
الرجال
والنساء والأطفال).. فهل يمكن أن تخيف أحدا؟ والحقيقة أن كل ما يشاع عن
الخوف من
عدم الاستقرار وهم غير صحيح لأن المشكلة الحقيقية أننا كنا
نعيش أيضا عصر صراع
سينمائي ـ شقي رحي ـ الأول مجموعة المنتجين المنتفعين بعصر الفساد والذين
يقدمون
كبسولات الأفلام المخدرة والمهدئة لثورة وغضب الجماهير.. فتأتي أفلامهم
تافهة
وسطحية وتنقل الكباريه الراقص للمشاهد لتلهيه وتغيب عقله.
والشق الثاني من الرحي
لمجموعة المنتجين الذين كانوا يخططون لافتعال حرب أهلية داخل مصر.. مدعومين
بتمويل
مشبوه من الخارج.. وعليه فقد أصيب الفريقان عقب ثورة25 يناير المجيدة بسكتة
فنية
أدبية.. حيث كشف الشعب المصري عن مكنون الشخصية العفوية.. نتاج
الأرض الطيبة
المباركة, فخاب سعي الفريقين.. فلا تسطح فكر الشعب ولا تم تغييب عقله وقلبه
ولا
انساق وراء الأفكار الشيطانية التي أوحت له بالقتل والتخريب.. وفشل منتجو
المرحلة
الماضية.. مرحلة عصر الفساد.. وافلسوا فكريا فلم يعد لديهم موضوعات تصلح..
لأنهم
اكتشفوا أنهم كانوا يؤذنون في مالطة وأن الشعب المصري المغلوب
علي أمره, والذين
تخيلوا أنهم يعرفونه ويفهمونه اكتشفوا فجأة أنه ليس هو نفسه الذي تحمل
سخافاتهم
طوال سنوات القهر.. وأن جمهور السينما الحقيقي مازال يعشق أفلام وحش الشاشة
فريد
شوقي وعبدالوهاب وفريد الإطرش ومحمد فوزي وعبدالحليم وعمر
الشريف وفاتن حمامة وأحمد
رمزي وإسماعيل ياسين.. النجوم الذين احترموا ذكاء الشعب المصري والعربي
واحبوه
فاحبهم وعاش علي ذكراهم مخلصا لهم كما اخلصوا له.. إن جمهور السينما اليوم
يحلم
بعودة وحش الشاشة البطل المنقذ الذي يقهر الظلم والفساد البطل
الشعبي البسيط الذي
يحن علي البسطاء والضعفاء ويقسوا علي الظالم.. لقد اشتاق المشاهد للحارة
المصرية
الشعبية وشهامة أولاد البلد.. في أعمال نجيب محفوظ وبديع خيري وأبوالسعود
الابياري
وإحسان عبدالقدوس وعبدالرحمن الشرقاوي, علينا أن ننسي منتجي
المرحلة الماضية لأنهم
لن يعودوا إلي الإنتاج من جديد لأن مخططاتهم قد بائت بالفشل ولم يعد
لوجودهم معني
أو مغزي.. إن مسئولية انقاذ السينما المصرية والإنتاج السينمائي حاليا تقع
علي عاتق
نجوم السينما الحقيقيين. وأن سينما2012 لابد أن تشهد عودة أبطال بحجم فريد
شوقي وحش
الشاشة.. حتي لو اضطررنا لإعادة أعمال فريد شوقي السينمائية
بأسلوب عصري.
الأهرام اليومي في
18/01/2012
فيلم واحد صحيح
ومراعاة حدود المجتمع
كتب-محمود
موسي:
الحديث الدائر عن حرية
الإبداع والمبدعين جاءت في وقت عرض فيلم واحد صحيح والذي أجده أقرب إلي
النموذج
العلمي لتطبيق شكل الحرية ونوع الحرية المطلوبة التي نرغبها وندعمها في عصر
ما بعد
يناير2011.
ففي فيلم واحد صحيح رغم وصف البعض له علي أنه عمل فني
ممتع والبعض الآخر يراه
علي أنه عمل يفتقر إلي التماسك والبناء والوحدة والهدف. فيلم واحد صحيح
ترصد أحداثه
قضية بحث الرجل عن فتاة أحلامه أي المرأة النموذج وقرار اختيار شريك الحياة
من خلال
العلاقات التي تم تناولها لنماذج مختلفة من فتيات المجتمع,
فهناك من تحبه علي زوجها
وتلك التي تفضله علي حبيبها وأخري تكون عشيقته بما تحمل الكلمة من معني
جسدي إضافة
إلي ذلك علاقة الحب التي ستجمع المسلم بطل الفيلم مع فتاة مسيحية؟ وهنا
أطرح السؤال
عن توقيت إقامة الندوات والتجمعات التي تتحدث عن حرية
الإبداع.. هل قصة الحب, بين
المسلم والمسيحية هذا وقتها وأرجو ألا يقول لي أحد إن هناك ضرورة درامية
وسط الحالة
الفنية التي يستعرضها الفيلم وربما أراد مبدعو الفيلم أن يكون البطل عاشقا
لفتيات
المجتمع بكل شرائحه مسلمة, ومسيحية, وحتي لا يدخل الفيلم مناطق
ألغام وجدل جاءت
المعالجة مسالمة وبعيدة, عن الصخب التي قد تثيره مثل هذه النوعية من
العلاقات, لذلك
لجأ مؤلف الفيلم إلي الحل النمطي وهو هروب الفتاة ودخولها في عالم الرهبنة
حتي لا
تخطئ وتتزوج مسلما.
السؤال هل هذا وقته وهل هذا يصب في صميم الفكرة التي
يتناولها الفيلم؟ هناك من سيقول أجمل ما في الفيلم هذا المحور, ولكن ماذا
سيحدث لو
أن أحداثا خلت من هذا الموضوع..مؤكد لاشيء ويومها لم نكن سنسمع
جملة من نوع ولماذا
لا يحب البطل فتاة مسيحية؟!
الفيلم تضمن عددا كبيرا من المشاهد التي تجمع البطل
وعشيقته وأيضا الإسراف في استخدام ألفاظ تجرح الأذن وقد يراها البعض
خادشة.
ولهذا فإنني أري من البداية أن رئيس الرقابة تجاوز واخطأ في عدم وضع
لافتة للكبار علي الفيلم لما يتضمنه من ألفاظ ومشاهد, وأرجوكم لا أريد أن
اسمع أحدا
يقول إنني أنادي بتقييد الحرية, خصوصا أن كل ما أتمناه أن نكون
مجتمعا حقيقيا يحترم
الناس والجمهور, فهناك جمهور محافظ وآخر دون ذلك.
إذن الفيلم وما طرحه من أفكار
كثيرة لابد أن نعتبره النموذج الذي يجب أن نطبق عليه معني
الحريات قبل المطالبة بأي
حريات جديدة.
الأهرام اليومي في
18/01/2012 |