لم يغب «ربيع الثورات العربية»، عن شاشات العرض، في
الدورة الثامنة، من مهرجان دبي السينمائي الدولي، المنعقدة قبيل نهاية
العام
المنصرم (7-14/12/2011). ربما يمكن القول إن شاغل العرب، طيلة
العام 2011، لم يغب
عن أيّ من المهرجانات السينمائية، التي انعقدت على مدى العام، من مهرجان
كان
السينمائي، إلى فينيسيا، وصولاً إلى مهرجان أبوظبي السينمائي (18 يوم،
التحرير2011)، ولكن ما تميّز به مهرجان دبي السينمائي الدولي،
هو عنايته بالتنقيب
عن تلك الأعمال التي قام بها صانعوها، و«اكتشاف» الجديد منها، بعيداً عن
ضجيج
الإعلام.
مجموعة متميزة من الأفلام، الوثائقية والروائية القصيرة، التي تتناول
شؤوناً وجوانب من «ربيع الثورات العربية» المستمرة، ضمتها فعاليات
المهرجان، سواء
داخل المسابقة الرسمية «مسابقة المهر العربي»، أو خارج
المسابقة في إطار برنامج
«ليال
عربية»، المُتخصص بعرض أفلام روائية ووثائقية، تتعلَّق بالعالم العربي،
سواء
صنعها مخرجون عرب، أو غير عرب.
وإذا كان «ربيع الثورات العربية» قد انطلق عملياً
من تونس، فمن اللائق البدء بالتوقّف أمام فيلم «لاخوف بعد اليوم» للمخرج
التونسي
مراد بن شيخ، وهو الفيلم الوثائقي الطويل (80 دقيقة)، الذي
يتناول فيه الثورة
التونسية على صعيديها، الميداني والتاريخي، فمن ناحية تتجوّل الكاميرا في
شوارع
المدن التونسية التي اشتعلت بالثورة، وتواكب الكثير من فعالياتها، كما أنها
من
ناحية أخرى، تلتقي بخبة من النشاطاء السياسيين، والمعارضين،
الذين عانوا المرارات
من حكم «بن علي» الاستبدادي، طيلة 23 سنة، وكانت لهم، عبر سنوات طويلة،
أشكال
مواجهة متعددة، سواء في قاعات المحاكم، ومحاولات الدفاع عن معتقلي الرأي،
والسجناء
السياسيين، وصولاً إلى النشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي،
وفضاء الانترنيت، الذي
كان مساهماً فعالاً في التحشيد للثورة، وتأجيج شعلة الثورة، التي انطلقت من
«سيدي
بوزيد»، لتعمَّ البلد، كله.
يعتمد الفيلم، بشكل أساس، على صيغة «الكولاج» التي تبرز منذ اللقطة
الأولى، من
خلال الرجل الذي لن نرى وجهه أبداً، ولكنه يستمر في العمل على توشيج مئات
الصور ذات
الدلالة، فيما يقوم الفيلم في الوقت نفسه بتشبيك حكايات شخصياته الأساسية،
سواء
فيما تقوم باسترجاعه عبر الذاكرة الشخصية، أو تعيشه الآن على
إيقاع ما حدث، ويحدث،
في تونس الواقفة على حافة الانتقال إلى عهد جديد؛ زمن الثورة وما بعدها، مع
ضرورة
الانتباه إلى إشارات الفيلم الواضحة بصدد إشكالية العلاقة ما بين اليمين
واليسار،
وإن محا استبداد النظام عمق الفوارق الأيديولوجية، ونظرة كل
منهما للأخر، وجعل
الجميع في مركب الثورة الواحد، بغية التقدم على الدرب الذي كان لابد منه،
ولم يكن
بحاجة إلا إلى شرارة توقد أتون البركان، وتفجره.
ربما لم يبتعد الفيلم، على
المستوى الفني والتقني، وبطريقة السرد والبناء، بشكل عام، عن
الأسلوب التلفزيوني
الذي عهدناه في الكثير من الأفلام الوثائقية العربية، خاصة تلك التي
شاهدناها من
إنتاج القنوات التلفزيونية الكبرى، وفي مقدمتها وأهمّها قناة الجزيرة
والعربية.
ولعل هذا ما جعل قناة الجزيرة الوثائقية
تبادر إلى عرض الفيلم على شاشتها، ليس أبعد
من شهر واحد، من عرضه، ومشاركته في المسابقة الرسمية في مهرجان
دبي السينمائي
الدولي، حيث كان من نصيبه أن نال «شهادة تقدير» من قبل لجنة التحكيم.
وبالانتقال
إلى الثورة المصرية، فقد تمكّنا من مشاهدة العديد من الأفلام، المتميزة،
منها ما هو
بإخراج مصري، كما في فيلم «مولود في 25 يناير»، للمخرج المصري أحمد رشوان،
ومنها ما
هو بإخراج عربي، كما في فيلم «نصف ثورة»، للمخرج الفلسطيني عمر شرقاوي،
والمصري
كريم الحكيم، ومنها ما هو بإخراج غير عربي، كما في فيلم «ميدان
التحرير»، للمخرج
ستيفانو سافونا، ومنها ما يظهر بمثابة محاولة للربط بين هذه الثورة وتلك،
في هذا
البلد العربي وذاك، كما في الفيلم الروائي القصير «حاضنة الشمس»، للمخرج
السوري
عمار البيك، وهو الفيلم الوحيد، من بينها، الذي سبق عرضه، وكان
ذاك ضمن «آفاق
جديدة»، في مهرجان فينيسيا.
في مسابقة «المهر العربي للأفلام الوثائقية»، يُشارك فيلم «مولود في
25 يناير»،
للمخرج أحمد رشوان، وهو فيلم وثائقي على هيئة رؤية ذاتية للمخرج أحمد رشوان،
ورصده
لبدايات، وسيرورة، ومآلات الثورة المصرية، في فيلم وثائقي طويل، أراده
المخرج على
شكل يوميات يعيشها، في البيت، والشارع، والميدان، والمدينة، والبلد، كله.
بعد شوط
من التردّد، وربما الريبة، وإثر الأيام أو اللحظات الأولى التي
أمضاها المخرج في
بيته، جالساً أمام شاشة كومبيوتره الخاص، يتابع مجريات الأمور عبرها، يحمل
المخرج
الكاميرا وينطلق في شوارع القاهرة، يعيش الثورة برفقة أصدقاء له، طالما
حلموا
جميعاً بيوم يجمعهم، وهم يتقدّمون خطوة على طريق أحلامهم، في
بلد حرّ، وعيش
كريم.
«مولود في 25 يناير»، يفيض عن أن يكون رؤية ذاتية لمخرجه، مع أنه كذلك،
ليتحوّل رويداً رويداً إلى رؤية جيل مصري كامل (بل أجيال) انتمى إليه
المخرج، وسنرى
العديد من الوجوه المألوفة في بحر البشر المتلاطم في ميدان التحرير، حيث
انعدمت
الفوارق العمرية، والجنسية، والمهنية، والطبقية، واندمج الحشد في إيقاع
واحد كان له
أن يعزف نشيد الثورة المتقدّمة نحو تحقيق لحظة النصر الأولى، خلال أسبوعين
ونيف،
وبكثير من الصلابة والصمود، والغالي من التضحيات.
وفي تظاهرة «ليالٍ عربية»، لن
يبتعد فيلم «التحرير»، لستيفانو سافونا، عن ذلك، إلا بكونه
رؤية موضوعية لما جرى في
«ميدان
التحرير»، ورصداً يومياً له، الأمر الذي منح الفيلم توازناً من حيث شموله
التعامل مع مختلف فئات المجتمع المصري، بتنوعاته الغنية، والتي حوَّلت
«ميدان
التحرير» خلال أيام الثورة إلى برلمانها الحقيقي، وخلاصتها
الفذة، إذ بدا كأن البلد
بنماذجه اجتمع على صعيد واحد جعل من «ميدان التحرير» اسماً علماً، ورمزا
دالاً،
وحالة فريدة لم تشهدها المجتمعات العربية بتاريخها.
من ناحيته، وفي إطار مسابقة
«المهر
العربي للأفلام الوثائقية»، سيتميّز فيلم «نصف ثورة» بأنه يمزج الذاتي
بالموضوعي، والوثائقي بالروائي، لتتمازج مصائر صانعي الفيلم، وهم مجموعة من
السينمائيين العربي المقيمين في القاهرة، مع ما يدور في مصر،
البلد الثاني بالنسبة
لكل منهم، قبل أن يجدوا أنفسهم، وتحت ضغط مجريات الأحداث، خاصة بعد «موقعة
الجمل»،
على اضطرار للمغادرة، وقد شهدوا من الثورة نصفها، فقط، وستأتي الكتابات عند
نهاية
الفيلم، لتثير كل المخاوف التي نشهدها اليوم، بعد قرابة عشرة أشهر، على
انطلاقة تلك
الثورة البديعة.
أما فيلم «حاضنة
الشمس»، للمخرج السوري عمار البيك، وهو فيلم روائي قصير (11 دقيقة)، سبق أن
عرض في
قسم «آفاق جديدة»، في مهرجان فينيسيا السينمائي، قبل أن يشارك في مسابقة
«المهر
العربي للأفلام القصيرة»، فيمكن اعتباره تحية سينمائية للثورة
المصرية، التي حضرت
في البيوت العربية جميعها، عبر شاشات التلفزة، التي كانت تتابعها لحظة إثر
أخرى.
ومما ينبغي أن يلفت الانتباه إشارة الفيلم
الذكية إلى أن الثورة المصرية لم تتوقّف
عند حدود الميادين والساحات والشوارع المصرية، فقط، بل هي في
كل ميدان وساحة وشارع
عربي، فما أن يفتح الشاب باب بيته حتى تنهمر الأصوات من الشارع، أعلى وأقرب
مما هي
على شاشة التلفزيون. لقد وصلت الثورة إلى هنا!..
يبقى من المثير أن فيلم «هنا
نُغرق الجزائريين – 17 أكتوبر 1961»، للمخرجة ياسمينا عدي، وهو
الفيلم الحائز على
الجائزة الثانية في مسابقة «المهر العربي للأفلام الوثائقية»، لا يبتعد عن
نسق
الأفلام التي تتناول موسم «ربيع الثورات العربية»، وذلك على رغم أنه يعود
في الزمن
قرابة خمسين سنة، وذلك بأنه يتناول هبّة شعبية جزائرية، جرت على الأراضي
الفرنسية،
عام 1961، كانت في سياق اقتراب الجزائريين من تحقيقهم
الاستقلال الوطني، ونيلهم
الحرية، في حدث تاريخي يمكن له أن يكون درساً مُلهماً للشعوب الباحثة عن
الحرية،
مهما غلت الأثمان.
الجزيرة الوثائقية في
17/01/2012
السينما الأردنية في الجزائر فاتحة لتعاون عربي عربي
ضاوية خليفة – الجزائر
على مدار ثلاثة أيام ومن خلال ستة عروض سينمائية
تمكن و إلى حد كبير الجمهور الجزائري من التعرف على ملامح، واقع السينما
الأردنية
وجديدها ، التي تعد سينما فتية وناشئة يعبر من خلالها المخرجين الأردنيين
الشباب عن
مظاهر البيئة الأردنية، بأعمال تنبئ بمستقبل سينمائي كبير و مشرف وبغد أفضل
لسينمائيي الأردن. فقد أظهرت الأعمال الستة المشاركة في أيام
الفيلم الأردني
بالجزائر المنظمة من طرف الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي والهيئة
الملكية
الأردنية للأفلام، القدرات الإبداعية لهؤلاء الشباب والوجه الذي سيكون عليه
المشهد
السينمائي مستقبلا بعد أن تعزز في السنوات الأخيرة بدعم كبير قدمته مختلف
الهيئات
الحكومية أو المؤسسات و الشركات الخاصة، و من الأشياء التي
تخدم صناع العرض
السينمائي مواقع التصوير التي تتمتع بها الأردن جعلتها متحف مفتوح على
الطبيعة.
الوفد الأردني جاء
ممثلا بكل من الناقد والإعلامي الأردني ''ناجح حسن'' و ''ندى دوماني''
مديرة قسم
الإعلام و الثقافة بالهيئة الملكية الأردنية للأفلام، التي أكدت أن هذه
الخطوة
تندرج في إطار التبادل والتعاون الثقافي بين البلدين، وفي
حديثها للجزيرة
الوثائقية اعتبرت ''دوماني'' أن أهمية مثل هذه المبادرات التي من شأنها
إقامة
مشاريع مشتركة مستقبلا تكمن في أنها تنطلق من رغبة فعلية لجمهور البلدين في
أن يطلع
كل واحد منهم على سينما الآخر و يتعرف عليها أكثر، خاصة أن
الأفلام الجزائرية -
تضيف دوماني- لها تراث و توزيع أكبر بينما الأفلام الأردنية لا توزع في
الصالات
التجارية وبالتالي الفرصة الوحيدة لمشاهدتها إما في المهرجانات أو من خلال
الأيام
السينمائية التي تعد خطوة مهمة جدا تستوجب الدعم المتواصل.
وعقب الافتتاح
استعرضت ''ندى دوماني'' مديرة قسم الإعلام و الثقافة بالهيئة الملكية
الأردنية
للأفلام واقع و ملامح السينما الأردنية و في هذا السياق قالت: ''أنها لا
تزال سينما
فتية فرغم أن الكم محدود لكن النوعية موجودة، ففي ثلاث أو أربع سنوات نشاهد
انتاجات
سينمائية بمستوى عالمي يمكنها المشاركة في أكبر المهرجانات
الدولية خاصة أن الكثير
من هذه الأفلام هي من صنع شباب عملوا في ورشات تدريبية واشتغلوا على أنفسهم
وصنعوا
هذا الكم المعتبر من الأفلام التي توجت بعدة جوائز دولية، ويعتبر ذلك ثمرة
جهد وعمل
متواصل لسينمائيي الأردن''.
صور
اجتماعية و ملامح أردنية
انطلاقة القافلة السينمائية القادمة من
الأردن وقعها فيلم زيد أبو حمدان ''بهية و محمود'' الذي أعجب
به الجمهور لبساطة
الطرح و لجمال الموضوع الذي قدم بشيء من الكوميديا التي أضفت على العمل
جمالية، حيث
تناول المخرج ذلك من خلال قصة زوجين عجوزين، تبدو حياتهما مصابة باليأس، في
أجواء
تعبر عن خلوها من كل أشكال الود و الحنان بين أي زوجين، غير أن
نهاية العمل تؤكد
عكس ذلك، ففي أحد الأيام يستيقظ محمود ولا يجد بهية في البيت فينزل للشارع
بملابس
النوم بحثا عنها ليتأكد خوف كل منهما على الآخر رغم ما تحمله الأيام من
شجارات بين
الزوجين العجوزين، وقد توج فيلم ''بهية ومحمود'' بعدة جوائز في
العديد من
المهرجانات من بينها جائزة ''بالم سبيرنغ'' و مهرجان السينما العربية
بايطاليا،
شأنه شأن أول فيلم روائي طويل لمحمد الحشكي ''مدن الترانزيت'' المتوج مؤخرا
بجائزة
الاتحاد الدولي لنقاد السينما بدبي، فقد استطاع عبره الحشكي من
رصد تحولات المجتمع
الأردني من خلال قصة شابة أردنية تتغرب في أمريكا مدة 14 سنة وبعد عودتها
لبلدها
تصطدم بمجتمع غير الذي ولدت وعاشت فيه، مجتمع تقيده جملة من الضوابط
والأعراف التي
لا تتماشى وعقلية الشابة القادمة من أمريكا بعد طلاقها من
زوجها، و يعتبر هذا العمل
الذي شارك فيه نخبة من خيرة فناني الأردن نتيجة ورشات تدريبية استفاد منها
محمد
الحشكي.
حلم بطل و
لقاء حضارات على أرض واحدة
تزامنت عروض اليوم الثاني و عطلة
نهاية الأسبوع، فكان الموعد مع قصة الملاكم في ''موت الملاكم''
التي استوحاها
المخرج ''ناجي أبو نوار'' من الواقع، فسرد سينمائيا حكاية الملاكم الأردني
''محمد
أبو خديجة'' الذي يناضل لأجل تحقيق حلمه في أن يصبح بطلا عالميا، فطموح كل
مدرب و
أي رياضي الوصول إلى أكبر بطولة في تاريخ الرياضة العالمية،
لكن من الأحلام ما
يتحقق و منها من يتبخر فأحلام أبو خديجة تجد نقطة النهاية بعد رحلة البحث
عن تحقيق
الحلم و النتيجة نهاية مأسوية في قمة العطاء.
ومن سجلات التاريخ استعاد محي
الدين قندور مرور بل قدوم المهاجرين الشراكسة الأوائل إلى
الأردن، متعقبا جملة
الأحداث التي دونها التاريخ في دفتر ذكرياته، ففيلم ''الشراكسة'' كان فرصة
لإعادة
صور اللقاء الذي جمع حضارتين و ثقافتين مختلفتين على أرض واحدة، فلمّا سادت
قيم
التعايش تغلّب الحوار الحكيم على كل النزاعات والصراعات، حيث
أبرز قندور كيفية
اندماج الثقافتين.
وقد بدت واضحة اللمسة الاحترافية لمحي الدين قندور الذي أمضى
سنوات طويلة في هوليود، وحصّل تلك التجربة التي خدمته كثيرا وهو يسعى
لاستثمار
تجربته السينمائية المكتسبة من عاصمة السينما في العالم، فالعمل يتمتع
بجمالية
وفنيات عالية أحسن المخرج الأردني المخضرم توظيفها في العمل الذي لقي
استحسانا
كبيرا لدى الجمهور
.
رصد لهموم
المرأة و دعوة للإنسانية
ختام أيام الفيلم الأردني
بالجزائر وقعته ثنائية "الكعب العالي" لفادي حداد و "كابتن أبو
رائد" لامين مطالقة
، فقد عرض حداد في 20 دقيقة هموم المرأة
التي تجد شوكتها منكسرة في كل مرة، بطريقة
أو بأخرى حيث اشتغل المخرج على تفاصيل دقيقة خدمت كثيرا العرض الذي دخل إلى
عالم
المرأة و رصد معاناتها، بدون أن يفرط حداد في السوداوية في
تصوير الأحداث، بل اعتمد
على بعض الأغاني المحلية واستخدم الذكاء السينمائي ليسرد حكاية بنات حواء
بنظرة
تؤكد انتماءه للمدرسة الواقعية التي تميل إلى القصص المبنية على شخصيات
جذابة. وقد
تُوج هذا العمل بجائزة أحسن فيلم قصير بمهرجان عمان العربي سنة
2009، جاء نتيجة
ورشة تدريبية أقامتها الهيئة الملكية الأردنية للأفلام و كان فادي حداد أحد
المستفيدين منها.
وحكاية ''كابتن أبو رائد'' اختتمت بانوراما السينما
الأردنية، وقد استحضر ''أمين مطالقة'' في ساعة وعشر دقائق صور متعددة
للمجتمع
الأردني، و من تلك المظاهر التسرب المدرسي، الفقر والتهميش... و قدمت هذه
المواضيع
و أخرى عبر حكاية كابتن أبو رائد العامل الأردني البسيط الذي يأخد بيد
غيره، فمن
خلال علاقته الجيدة مع الغير يسعى أبو رائد لمساعدة أحد
الأطفال على عدم ترك
الدراسة، و في مشاهد أخرى يظهر باسم الرجل الحكيم و المدافع عن أم وابنها
الذين
يتعرضون للضرب من طرف الوالد، و قضايا إنسانية أخرى جسدتها شخصية أبو رائد
الذي
تجلت فيه القيم الإنسانية والتي ترفع من شأن وقيمة العامل
البسيط الذي بإمكانه خدمة
الغير في الوقت الذي يعجز كثيرون عن تقديم خدماتهم ومساعداتهم لأمثال هؤلاء
الذين
ظلمهم المحيط الأسري والمجتمع فقد تجد في النهر ما لا تجده في البحر، فقد
نال العمل
أكثر من عشر جوائز، و في ذلك تأكيد على أن إرادة السينمائيين الأردنيين
والكفاءات
التي تتمتع بها و كذا طبيعة المواضيع المطروحة ستؤسس فعلا
انطلاقة حقيقية لحركة
سينمائية جديدة بالأردن ستقول كلمتها في المستقبل القريب.
وأيام الفيلم الأردني
بالجزائر كانت همزة وصل بين السينما الأردنية و الجمهور الجزائري الذي
اكتملت لديه
الصورة الفنية للسينما الأردنية بعد أن سبقتها الدراما الأردنية إلى ذلك،
كما ستخلق
التظاهرة حسب المنظمين من الجانبين الجزائري و الأردني فرص
تعاون في المستقبل،
لمستقبل سينمائي عربي عربي، و ما أثبتته التجارب السينمائية للمخرجين
الأردنيين أن
الجهود التي تبذل من قبل المخرجين وخطة عمل المؤسسات الأردنية في الاتجاه
الصحيح و
في غضون سنوات قليلة ستعزز مكانها أكثر في عربيا ودوليا.
الجزيرة الوثائقية في
17/01/2012
«عرائس
السكر»:
السينما السورية تنافس التلفزيون على دراما
«ذوي
الإعاقة»
ماهر منصور
ذوو الإعاقة مجدداً
في مادة درامية سورية. فبعد «وراء الشمس» المسلسل التلفزيوني للكاتب محمد
العاص
والمخرج سمير حسين، تقدم السينما السورية رؤيتها الدرامية هذه المرة، عبر
فيلم
«عرائس
السكر»، الذي كتبته ديانا فارس، وتخرجه سهير سرميني، في ثاني تعاون لهما
بعد
الفيلم التلفزيوني «لكل ليلاه».
يروي فيلم «عرائس السكر»، بحسب مخرجته سرميني،
قصة «الطفلة مروة المصابة بمتلازمة داون سيدروم (منغولية)، حيث
تبدأ الأحداث من وقت
بلوغ الطفلة وما يطرأ عليها من تغييرات فيزيولوجية. ومن خلال هذه الأحداث
سيرصد
الفيلم تفاعل الطفلة مع الشخصيات التي حولها وكيفية تعاطي المجتمع معها،
ولا سيما
إثر الأزمة التي تتعرض لها بعد غياب أمها الحاضنة الوحيدة لها.
كما يتابع الفيلم
معاناة الطفلة من قسوة الحياة، وممن حولها رغم وجود بعض المهتمين بهذه
الحالات».
وأشارت المخرجة سرميني إلى أن «سيناريو الفيلم مر على امتداد سنوات
بأكثر من مرحلة لإنضاجه، حيث تمت معايشة حالات شبيهة ببطلة الفيلم مروة،
فضلاً عن
الاستعانة بالاستشارات الطبية والنفسية اللازمة».
لم تستلهم حكاية «عرائس السكر»
السينمائية من حكاية «وراء الشمس» التلفزيونية، في مقاربتهما حكاية
أبطالهما،
المصابين بمتلازمة الداون. فكلا العملين كتب في وقت واحد تقريباً، وفق ما
علمت
«السفير»،
وما من تقاطع بينها حيث ان الفيلم، خلافاً للمسلسل، يقوم على مقاربة
عوالم بطلته وتحولاتها الفيزيولوجية وما يترتب على ذلك من أحداث. إلا أن
احتمال
التقاطع الجزئي بين العملين يبقى وارداً، ربما لأننا اعتدنا
مقاربة قضايا الأطفال
ذوي الإعاقة من المنظور الإنساني ذاته. وهو أمر لا يعيب الفيلم لكونه سيخرج
للعلن
بعد ظهور المسلسل بعامين. فالتشابه وإن حدث لن يكون أكثر من حالة تشابه
إبداعي
مشغول بالتقاط الواقع. وهو أمر سبق وحدث في الدراما العربية.
بكل الأحوال، ورغم
الأحكام الفنية المختلفة بين صناعة الفيلم السينمائي والمسلسل التلفزيوني،
لا مفر
لفيلم «عرائس السكر» السينمائي من مقارنة جماهيرية مع مسلسل «وراء الشمس»،
ولا سيما
إن كانت المخرجة سرميني مهتمة بأن يؤدي دور الطفلة مروة، طفلة من ذوي
الإعاقة
نفسها، لا ممثلة محترفة، وهو الأمر ذاته الذي فعله المخرج سمير
حسين حين استعان
بالطفل علاء الدين الزييق المصاب بمتلازمة الداون لتجسيد حالة شبيهة بحالته
في
المسلسل. وهنا سيكون مطلوباً من سرميني أن تتجاوز الامتحان ذاته الذي خاضه
المخرج
حسين: أي صناعة ممثل بأداء مقنع.
اليوم تبدأ المخرجة سرميني عمليات الاستطلاع
لفيلمها، وعيناها على النجاح الذي حققه مسلسل «وراء الشمس»،
وربما أيضاً على ما
أنجز عالمياً في هذا الخصوص، فأي جديد يمكن أن يحمله «عرائس السكر» وهو
مطالب اليوم
برؤية إخراجية ومقاربة فكرية مختلفتين، تشكلان استحقاق الفيلم الرئيسي؟
يذكر أن
الفيلم الروائي «عرائس السكر» هو باكورة إنتاجات «المؤسسة العامة للسينما»
في
الموسم 2012.
السفير اللبنانية في
18/01/2012 |