عبر فريق «وسط البلد» لمع نجم الفنان هاني عادل ليمزج بين الغناء
والتمثيل في تجارب سينمائية عدة.
في لقاء مع «الجريدة»، يتحدث هاني عادل عن فيلمه الجديد «أسماء» الذي
يشارك في بطولته مع الممثلة التونسية هند صبري.
·
كيف تم ترشيحك لبطولة فيلم
«أسماء»؟
ارتبط بصداقة مع المخرج عمرو سلامة، صاحب فكرة الفيلم ومخرجه، وقد
تعاملت معه سابقاً في أكثر من مشروع سينمائي وكنت أنجز موسيقى أعماله
التصويرية. عندما اتصل بي وأخبرني عن فيلمه الجديد «أسماء»، توقعت بداية
أنه يريد مني أن أضع موسيقى الفيلم وعندما التقيته أعطاني السيناريو وطلب
مني قراءة جميع الشخصيات الذكورية. بعد ذلك، أجرى البروفات واختارني لتجسيد
دور زوج أسماء، وكان ذلك بمثابة مفاجأة لأنني لم أتوقع أن يسند إليّ هذا
الدور.
·
كيف تحضرت للدور؟
كان دوري صعباً للغاية. حتى إنني أردت الاعتذار عنه في البداية
والاكتفاء بتقديم موسيقى الفيلم التصويرية، لكن عمرو سلامة أخبرني أن
الفيلم لا يتضمن موسيقى، لأن القصة واقعية ومؤثرة ولا تحتاج إلى عناصر أخرى
تسهم في توصيل فكرته، مصراً على تجسيدي للشخصية. لا أخفيك سرا أن إصراره
وتمسكه بي منحني ثقة كبيرة ورغبة في تقديم الدور بشكل أفضل وحمسني لبذل
أفضل ما لديَّ سواء في التحضير أم أمام الكاميرا.
·
كيف تحضَّرت للدور؟
تحضرت للفيلم على أكثر من مستوى، فجلست مع مرضى مصابين بالإيدز وتعرفت
إلى طريقة تعايشهم مع الظروف المحيطة بهم وطريقة تعاملهم مع الآخرين، ومن
خلال ملاحظتي لهم استطعت الإلمام بتفاصيل الشخصية. أما في ما يتعلق باللهجة
الريفية، ففريق عمل الفيلم جلس مع مصحح لهجة للتدريب عليها، فعملت على أن
تكون مخارج الحروف صحيحة، خصوصاً أني لا أجيد هذه اللهجة وكانت المرة
الأولى التي أتحدث بها.
·
ثمة مشاهد صعبة في الفيلم، فما
هو أصعبها بالنسبة إليك؟
المشاهد التي يخفي فيها الزوج عن أسماء إصابته بالإيدز، ويطلب
الانفصال عنها من دون أن يخبرها السبب الحقيقي. ساعدني في أداء هذه المشاهد
عمرو سلامة، ليس باعتباره مخرج الفيلم فحسب، لكن أيضاً بسبب الصداقة التي
تجمعنا لأنني لست محترف تمثيل وما زلت أتعلم.
استغل سلامة معرفته بتفاصيل كثيرة عن حياتي وراح يذكرني بمواقف حقيقية
مررت بها، ويطلب مني أن أكون في الحالة نفسها التي عشتها في تلك المواقف،
وهي خطوات ساعدتني كثيراً، خصوصاً في المشاهد التي تطلبت انفعالات وتعبيرات
في الوجه أكثر من الكلام.
·
لكن البعض اعتبر أن ثمة مبالغة
في قصة الحب في الفيلم؟
غير صحيح. التضحية في الفيلم متبادلة بين الطرفين، فالزوج ضحى لأجل
زوجته وقتل من ضربها وأهانها ودخل السجن بسببه، وهي ضحت لأجله وأصابت نفسها
بالإيدز كي تحقق أمنية حياته في الإنجاب، لا سيما أنها شعرت أنها كانت
السبب في هذه الإصابة لأنه أصيب بها داخل السجن.
·
تصنيف الفيلم عن مرضى الإيدز، هل
ترى أنه أضر بتسويقه؟
بالطبع. المشكلة أن وسائل الإعلام صورت أن الفيلم يقدم مرضى الإيدز
على الشاشة، لكن الحقيقة عكس ذلك تماماً. يروي الفيلم قصة حياة امرأة
وكفاحها في أسرتها الصغيرة وعلاقة حبها مع زوجها، وإصابتها بمرض الإيدز
وتعايشها معه بشكل طبيعي.
·
هل ترى أن توقيت عرض الفيلم ظلمه
بسبب الظروف السياسية؟
أي فيلم يعرض في الوقت الراهن سيظلم نظراً إلى حالة عدم الاستقرار
التي تمر بها البلاد وتلاحق الأحداث بشكل سريع، لذلك من الصعب تحديد موعد
جيد يضمن دخول الجمهور لمشاهدة الفيلم. عموماً، يتعلق موعد طرح الفيلم
بشركة الإنتاج، وهي رأت أن سوق السينما لديه قدرة على استقبال «أسماء»،
وثمة جمهور كبير شاهده ولو استمر في دور العرض كان ليحقق إيرادات أفضل،
خصوصاً أن كل من شاهده كان يدعو أصدقاءه لمشاهدته أيضاً. أشير هنا إلى أن
«أسماء» يشكل ثورة على الأفلام التي تقدمها السينما راهناً.
·
هل ستشكِّل تجربة «أسماء» بداية
لانسحابك من الغناء لصالح التمثيل؟
إطلاقاً. التمثيل بالنسبة إلي يقبع في المكانة الثانية بعد الغناء،
ولا أستطيع أن أغير أولوياتي. عندما اتفق على أي عمل جديد سأشترط ألا يؤثر
على حفلاتي الموسيقية مع فريق «وسط البلد» أو مشاريعي الغنائية. أشير إلى
أننا نعمل على الانتهاء من ألبومنا الجديد المتوقع طرحه في الصيف المقبل،
وأنا مستمر في تقديم الموسيقى التصويرية لأعمال سينمائية.
·
ماذا عن جديدك؟
تعاقدت على المشاركة في مسلسل «ذات» مع الفنانة نيللي كريم والمخرجة
كاملة أبو ذكري، وأجسد فيه دور ثائر في سبعينيات القرن الماضي. كذلك أشارك
في مسلسل «زي الورد» مع درة ويوسف الشريف، وأقدم فيه دور ضابط شرطة.
الجريدة الكويتية في
13/01/2012
الباحث مكرم سلامة:
وثّقت لتاريخ السينما والسياسة في مصر
كتب: القاهرة - محمد المالحي
بمجرد أن تطأ قدماك منزل مكرم سلامة (65 سنة) في مدينة الإسكندرية،
أشهر باحث مصري في الوثائق والأرشيفات، تستشعر عبق التاريخ وروائح الزمن
الجميل. وثائق الإرهاصات الأولى لصناعة السينما المصرية وخطابات بخط يد
الفنانين خلال تلك الفترة ومعاناتهم.
تنتقل من سحر السينما إلى غموض السياسة وأسرارها في صور نادرة لرؤساء
مصر السابقين، بالإضافة إلى صور «نادرة» أيضاً لتفاصيل الحياة اليومية
والمهن في مصر حتى منتصف الخمسينيات بعدسة المصورين الفوتوغرافيين الأرمن
والإيطاليين، وغيرها من «كنوز» وثائقية يكشفها مكرم في لقائه التالي مع
«الجريدة».
·
كيف حصلت على هذا الكم الهائل من
ملصقات نادرة ومراسلات وخطابات لعمالقة الفن السابع في مصر؟
منذ نحو 30 عاماً، في أوائل الثمانينيات تحديداً، بدأت في جمع هذا
التراث بشكل مكثف. مثَّلت تلك الفترة بداية أزمة صناعة السينما في مصر
وأنهيارها، فأغلقت غالبية دور العرض وشركات الإنتاج والتوزيع السينمائي
أبوابها استعداداً للبيع، إضافة إلى بيع عدد كبير من شركات التوزيع تراثها
وإنتاجها للقنوات الفضائية.
ذهبت إلى معظم دور العرض وشركات الإنتاج والتوزيع السينمائي من
الإسكندرية إلى أسوان واشتريت كل ما استطيع من أفلام ومراسلات وملصقات خشية
ضياع هذا الكنز، وأنفقت كل ما جمعته طوال حياتي من عملي على السفن خلال 30
عاماً على هذه الهواية التي أصبحت عشقي.
·
كم جمعت من وثائق تخص السينما
المصرية؟
لديّ نحو مئة ألف ملصق سينمائي خاص بما يزيد على قرابة 2500 فيلم
سينمائي، منذ بدايات صناعة السينما في مصر عام 1928، من بينها جميع ملصقات
أفلام السينما الصامتة وأعمال أنور وجدي ونجيب الريحاني وإسماعيل ياسين
والمخرج العالمي الراحل يوسف شاهين منذ فيلمه الأول «بابا أمين» حتى «هي
فوضى». كذلك لدي ملصق نادر باللغة التركية لفيلم «بلال مؤذن الرسول» (ص)
يعود إلى منتصف الستينيات، وملصق نادر لفيلم «المؤلفة المصرية» بطولة
الفنانة عزيزة أمير، وهو أول عمل سينمائي تركي ناطق في تاريخ السينما
التركية.
·
ما أندر الوثائق والصور
السينمائية والخطابات والعقود التي استطعت جمعها وتملكها؟
لدي مجموعة نيغاتيف كاملة لأرشيف الفنان الراحل أنور وجدي، تحتوي على
صور نادرة له منذ شبابه وحتى وفاته، من بينها صور عائلية له مع والدته
وزوجته المطربة الراحلة ليلى مراد. كذلك لدي عقود إنتاج وتوزيع غالبية
الأفلام المصرية منذ الثلاثينيات وحتى بداية الستينيات اشتريتها من ورثة «بهنا
فيلم» (أشهر شركة توزيع سينمائي في مصر آنذاك)، إضافة إلى خطابات ومراسلات
بخط يد أشهر نجوم السينما المصرية، من بينها تكاليف إنتاج الأفلام وإيصالات
الأجور، أبرزها عقود أفلام سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة وعمر الشريف
ورشدي أباظة وهند رستم والمخرجين صلاح أبوسيف وحسن الإمام، ناهيك بأصول
الدعاوى القضائية بين الفنانين والمنتجين آنذاك والتي كانت تنشأ غالباً
بسبب ترتيب الأسماء على الملصق أو تأخر سداد أقساط أجورهم.
·
ما أكثر ما تعتز به من وثائق
وأرشيفات سينمائية؟
أرشيف المخرج الإيطالي اليهودي توجو مزراحي، صاحب فيلم «سلامة» لكوكب
الغناء العربي أم كلثوم، وجميع أفلام الفنان الكوميدي علي الكسار وشالوم
«اليهودي». يعتبر الأخير أحد رواد مخرجي السينما المصرية وكانت بدايته في
مدينة الإسكندرية، وحياته قريبة الشبه بحياة عميد المسرح العربي يوسف بك
وهبي فكلاهما من أسرة ثرية لا تحب الفن الذي كان مهنة وضيعة آنذاك، وكان
يطلق على الفنان «مشخصاتي» وكانت لا تقبل شهادته في المحكمة. مع ذلك عشقا
الفن وتحديا أسرتيهما، وأحتفظ له بمجموعة «نيغاتيف» نادرة وكاملة لجميع
كواليس أعماله البالغ عددها 35 فيلماً اشتريتها من أحد تجار «الخردة» في
القاهرة، بدءاً بـ»كوكايين» وهو صامت أنتج عام 1930 وأعيد ناطقاً في ما
بعد، نهاية بـ{سلامة» (1945).
·
لماذا أهديت هذه المجموعة لمكتبة
الإسكندرية؟
أهديتها منذ سنوات في احتفالية مئوية السينما المصرية، بمناسبة تكريم
«مزراحي» الذي لم يتم العثور على أي أرشيف وصور فوتوغرافية سينمائية له سوى
في حوزتي.
·
ننتقل من سحر السينما إلى عالم
السياسة، ما هو أندر ما لديك وأهم ما استطعت جمعه؟
أملك أرشيفاً فوتوغرافياً نادراً بالنيغاتيف للواء محمد نجيب، أول
رئيس لمصر عقب ثورة يوليو 52 وحتى عام 1954. اشتريته للأسف الشديد من «جامع
قمامة» ولا أدري كيف حصل عليه.
يحتوي الأرشيف على 300 صورة لنجيب مع أبنائه الثلاثة في منزله وأثناء
حديث له لإذاعة الشرق الأدنى عام 1954، وعلى صور نادرة لأول استعراض للجيش
بعد ثورة 1952 تحت إشراف نجيب، وصورة للأخير عند زيارته دار الإذاعة
المصرية القديمة، ومع وزير الخارجية الأميركي دالاس والسفير كافري في أحد
قصور الرئاسة المصرية وتعود إلى عام 1954 قبل تحديد إقامته وعزله في ما
بعد.
كذلك يتضمن الأرشيف صوراً للرئيس الراحل جمال عبد الناصر عقب تأميم
قناة السويس عام 1956 مع الوفود الشعبية المؤيدة لقرار التأميم برئاسة مجلس
الوزراء ومخاطباً الجماهير من شرفة المجلس.
·
هل استطعت جمع وثائق نادرة أيضاً
تخص حقبة الملكية المصرية وأسرة محمد علي؟
بالتأكيد لأنها حقبة «أسطورية» ليس في تاريخ مصر فحسب بل في تاريخ
العالم العربي كله، بالإضافة إلى نحو 3 آلاف صورة نادرة بالنيغاتيف للمصور
الأرمني ألبان (مصور الملكين فؤاد وفاروق) تتضمن صوراً للملك فؤاد وزفاف
الملك فاروق والملكة فريدة.
جمعت أيضاً ما يقرب من 10 آلاف وثيقة نادرة (أهديتها لمكتبة
الإسكندرية أخيراً) اشتريتها ضمن طن ورق قديم ومستعمل من تاجر ورق في
القاهرة، من بينها وثائق «الري المصري» خلال الفترة من 1870 حتى عام 1912
ويرد فيها عدد الترع والمصارف والأراضي الزراعية خلال الفترة، بالإضافة إلى
وثائق «الدائرة السنية» الخاصة بالباب العالي والدائرة الخديوية في عهد
«الخديوي إسماعيل»، وتحتوي على حسابات الأراضي وريع الأملاك المملوكة له
ولأسرته آنذاك في جميع أنحاء مصر، بالإضافة إلى أول تراخيص لكل من دور
العرض السينمائي والمسارح والمقاهي في مصر خلال الفترة من 1897 حتى عام
1900.
·
لديك عدد من ماكينات العرض
السينمائي القديم وأفلام 35 و16 ملم، فهل أنت مهتم بالسينما الوثائقية
أيضاً؟
لدى نحو 500 فيلم وثائقي قديم بنظام 16 ملم أجمعهم منذ نحو 40 عاماً،
من بينها افتتاح مؤتمر القمة العربي الثالث في القاهرة في يناير عام 1964
ومدته 20 دقيقة، بحضور الراحلين الرئيس عبد الناصر وأمير الكويت عبد الله
الصباح والملك السعودي سعود بن عبدالعزيز. كذلك لدي فيلم وثائقي سعودي يعود
إلى عام 1965 باسم «إلى عرفات الله» ناطق باللغات الفرنسية والإنكليزية
والإسبانية مدته 10 دقائق يظهر فيه الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز وهو
يؤدي مناسك الحج، ناهيك بنحو 16 فيلماً تسجيلياً حياً للحرب العالمية
الأولى عام 1917، والثانية 1940 في مصر والعالم باللغة الإنكليزية، فضلاً
عن احتفالات العيد الأول لثورة يوليو 52، والعدوان الثلاثي على مصر عام
1956 مصوراً بالطائرة، وزيارة عبد الناصر للهند في الستينيات وجميع مراحل
بناء السد العالي.
الجريدة الكويتية في
13/01/2012
مخرجو الكليبات في السينما… طموح أم استغلال؟
كتب: القاهرة – هند موسى
أعاد بعض الأعمال السينمائية الأخيرة ظاهرة عرفناها سلفاً، بعدما قررت
مجموعة من مخرجي الفيديو كليب اقتحام عالم السينما. أبرز هؤلاء عثمان أبو
لبن وسعيد الماروق.
بعد طارق العريان الذي قدم أفلاماً عدة من بينها «السلم والثعبان»
و{تيتو} ويصوّر حالياً «أسوار القمر» مع منى زكي وعمرو سعد، شهدت الساحة
المخرج عثمان أبو لبن في فيلمي «فتح عنيك» و{أحلام عمرنا»، وسعيد الماروق
في «365 يوم سعادة».
كذلك قدَّم سامح عبد العزيز فيلمي «كباريه» و{الفرح»، بالإضافة إلى
مجموعة أخرى من المخرجين أمثال محمد جمعة وأحمد يسري ونصر محروس وشريف
صبري.
شاهد الجمهور أخيراً تجربة المخرجة نادين لبكي في فيلمها الثاني «هلأ
لوين؟»، ومخرج «واحد صحيح» هادي الباجوري الذي أوضح أنه لم يدرس الإخراج
إلا أن إنجازه عدداً لا بأس به من الكليبات والإعلانات أكسبه خبرة تؤهلانه
لخوض هذا المجال.
أضاف الباجوري: «الفيديو كليب نموذج مصغر للفيلم، وإن كان هذا الواقع
لا ينفي أن الإخراج السينمائي تجربة صعبة بذلت فيها مجهوداً كبيراً في
الدراسة والتحضير لها. هذا طموحي منذ دخلت عالم الفن، لذا أقدمت على هذه
الخطوة بحب».
طلب الباجوري من الجمهور والنقاد أن يحكموا على العمل نفسه بغض النظر
عن تاريخ المخرج الفني. أما الناقدة ماجدة موريس فقالت: «لم يتجه مخرجو
الكليبات إلى السينما فحسب، إنما أيضاً إلى التلفزيون حيث قدم محمد سامي
مسلسل «آدم» لتامر حسني بعدما قدم مجموعة كليبات نالت إعجاب حسني، ثم رشحه
لإخراج مسلسله، وهذا أمر طبيعي وحق وطموح مشروع للفنان الذي يشعر أنه يملك
موهبة تؤهله لهذا التحول».
رأت موريس أن مجموع الأغاني المصورة التي قدمها المخرج تعتبر تجارب
واختبارات لقدراته في استخدام الأدوات كالكاميرا والإضاءة وإدارة الفنانين،
فإذا نجح فيها تكون بمثابة أوراق اعتماده في مجال الإخراج للسينما أو
التلفزيون، وإذا فشل سيُرفض وجوده في السينما وفي التلفزيون».
أكدت موريس أن دخول هؤلاء المخرجين عالم السينما لن يؤثر على وجود
المخرجين السينمائيين الحاليين. لكن الشيء الذي سيؤثر عليهم فعلاً هو عدم
العدالة وقصور الإنتاج بين أعمال جميع المخرجين، والحل هو الموازنة بين
دخول مخرجين جدد والاحتفاظ بالقدامى.
من ناحية أخرى، ذكر الناقد نادر عدلي أن الفيديو كليب إحدى وسائل
استخدام الكاميرا مع أغنية وإيقاع مختلف عن الفيلم، «لكن طالما أن مخرج هذا
الكليب يرى في نفسه القدرة على إدراك تفاصيل العمل بشكل عام والتعبير عن
رؤيته عبر امتلاكه أدواته مثل الكاميرا والإضاءة والمونتاج ومختلف عناصر
العمل فمرحباً به».
تجارب
عن تقييمه للتجارب الحديثة قال عدلي: «من الظلم أن نقارن بين هذه
التجارب، فالاختلاف واضح بين هادي الباجوري ونادين لبكي. الأول، تحتمل
السينما المصرية وجوده ولن يحدث أي تأثير إذا نجحت تجربته أو لا فثمة
مخرجون آخرون مثله وقد يكونوا أفضل منه. لكن لبكي حالة تستحق التقييم
بمفردها في السينما اللبنانية لأنها جاءت مختلفة عما اتسمت به هذه السينما
التي تعودت على الأفلام التجارية والنمطية والتقليدية».
ذكر عدلي أن وجود أكثر من مخرج سينمائي يتيح للجميع التواجد، بل إننا
نجد المخرج الواحد يقدم فيلمين في العام نفسه مثلما يفعل سامح عبد العزيز
الذي يقدم رؤية إخراجية قد تنجح وقد تفشل.
«السينما هي سينما الصورة» هكذا بدأ الناقد د. رفيق الصبان حديثه
مشيراً إلى أن هؤلاء المخرجين يتعاملون مع الصورة عبر الكليبات الغنائية
وفي هذا الوقت وجدوا في أنفسهم القدرة على تقديم أفلام طويلة وهذا ليس
واقعاً قائماً في السينما العربية وحدها وإنما في الأميركية أيضاً. كذلك
اشترط الصبان على المخرج للقيام بهذا الانتقال أن يختار الوقت المناسب لهذه
الخطوة، لأنه إذا استغل الفرصة المقدمة له وفشل فيها فإنه سيجد صعوبة شديدة
في إيجاد مكان لنفسه مجدداً مثلما حدث مع المخرج شريف صبري الذي قدم فيلم
«7 ورقات كوتشينة». لكن لم يحقق أي نجاح ما جعله يعود مجدداً إلى الفيديو
كليب.
أضاف الصبان: «يجب على مخرج الكليبات أن يدرس مبادئ الإخراج السينمائي
ويشاهد أفلاماً كثيرة لمخرجين من مدارس مختلفة ويتمرن تحت يد كبار المخرجين
لأن الكليبات وحدها لا تكفي لتشكيل الخبرة». وعلل هذا التحوّل قائلاً: «إنه
جزء من لغة الزمن. قديماً، لم يكن لدينا ما يسمى بالكليب، لكن اليوم تتوافر
الفضائيات التي تعتمد على فن الصوت والصورة مع الإظهار المختلف لشكل المطرب
وتقديم عمل يظل في أذهان الجمهور، لذا يطمح هؤلاء المخرجين جميعهم إلى
تقديم أعمال تجذب المشاهد وتكتب لهم تاريخاً فنياً».
لأن المجال السينمائي يعتمد على المنافسة، لا يجد الصبان في تحوّل
هؤلاء المخرجين تأثيراً على المخرجين الحاليين. فالساحة الفنية مفتوحة
للجميع والشاطر يكسب بعد العرض والجمهور هو الحكم.
يتابع الصبان: «المشكلة في أن عالم الفن الآن مرتبك ولا تتوافر فيه
رؤية واضحة، فيما يستعين المنتجون بمخرجي الكليبات لارتفاع أجور مخرجي
الأفلام».
الجريدة الكويتية في
13/01/2012 |