هي واحدة من أشهر النجمات في إيران. بدأت مسيرتها عام 1998 في فيلم
«إغواء»
لمواطنها جامشيد حيدري، ثم كرّت السبحة، حيث شاركت في عشرات
الأفلام التي لفتت
إليها الأنظار بجمالها الطفولي وأدائها
العفوي. وسرعان ما راح يلمع اسمها فيلماً
بعد فيلم، حاصدة النجاح والإطراءات...
لكنّ هذا كله لم يُشعرها بالرضا،
إلى أن أعلنت عام 2005 اتجاهها إلى الإخراج، فكانت باكورتها السينمائية
بعنوان «ذات
ليلة»، عرضتها في مهرجان كان السينمائي، قبل أن تحقق فيلماً آخر بعنوان
«بعد بضعة
أيام» (2006).
إنها نيكي كريمي التي التقتها «الحياة» في مهرجان دبي
السينمائي حيث عُرض فيلمها الثالث «الصفارة الأخيرة»، وتطرقت فيه إلى قضايا
حساسة
في المجتمع الإيراني، مثل التحرش الجنسي وحكم الإعدام، بأسلوب يمزج بين
السينما
الوثائقية والسينما الروائية.
هنا حوار مع نيكي كريمي حول الفيلم والسينما
في إيران.
·
ما سبب تحوّلك إلى الإخراج بعد
مسيرة ناجحة في عالم
التمثيل؟
-
لم يحدث التحول بين ليلة وضحاها، إنما تمّ على مراحل. في
البداية، عملت مساعدة للمخرج الإيراني عباس كياروستامي، كما أنني مصورة
فوتوغرافية،
وحققت أفلاماً وثائقية، قبل أن أكتب أول سيناريو لي. تمّ ذلك خلال 10 سنوات
ثم حققت
فيلمي الأول فالثاني، وها أنا اليوم أعرض فيلمي الثالث.
·
ولكن، لم تجيبي
على السؤال: لماذا اتجهت إلى الإخراج، خصوصاً أنك تعتبرين أبرز نجمات جيلك
في عالم
التمثــيل في إيران؟
-
التمثيل لم يكن يوماً كافياً بالنسبة لي. ففي كل مرة
كنت أصوّر فيها احد الأفلام، كنت أشعر بأنني أريد أن أغيّر الكثير من
الحوارات
والانفعالات واللقطات، وما إلى هنالك. ثم هناك الكثير من القصص التي أريد
أن أرويها
من وجهة نظري. لذا قررت أن أفصل بين هاتين المهنتين. فأنا أحب التمثيل،
لكنّ تركيزي
الأساسي ينصبّ على الإخراج.
بحثاً عن سيناريوات جميلة
·
هل يمكن
القول انك الآن مخرجة اكثر من كونك ممثلة؟
-
نعم. أعتقد ذلك. ولا أخفي أنني
أصلي دوماً لأحصل على سيناريوات جميلة تستفزني للمشاركة في الأفلام، لكنني
عموماً
لست مغرمة بالتمثيل. بعض الممثلين لا يهمهم السيناريو بمقدار ما يهمهم
الحضور أمام
الشاشة، سواء في السينما أو التلفزيون. أما أنا، فحاولت منذ بداية مسيرتي
قبل 20
سنة أن أتحلى بالصبر وانتظر السيناريوات الجيدة لأشارك فيها.
·
هل تلقيت
دروساً في الإخراج؟
-
درست تصميم الأزياء في الولايات المتحدة لسنة واحدة،
لكنني لم أتلق دروساً في التمثيل والإخراج.
>
هل نفهم انك دخلت هذا
المجال صدفة؟
-في البداية عرّفني صديق على مساعد مخرج ساعدني في المشاركة في
أول فيلم لي، ثم لفتّ الأنظار وكرّت السبحة. أما الإخراج، فلم أطأ عالمه
إلا بعدما
راكمت خبرة في عالم التمثيل وبتّ على دراية بأصول المهنة.
·
أخبرينا عن
تجــربتك مع المخرج الإيراني المعروف عباس كياروستامي، وماذا تعلمت منه؟
-
في الحقيقة تعلمــت الكثير من عباس كيــاروستــامي، خـــصوصاً
عندما كان يكتب فيلم
«مــذاق الكرز» (1997) و«الريــح ستحمــلنا» (1999)، وسواهما من
الأفلام. باختصار،
لديه وجهة نظر خاصة حول السينما والحياة،
وقد استفدت منه كثيراً في
الإخراج.
·
هل كان سهلاً عليك الدنو في
فيلمك الثـــالث «الصــفارة
الأخــيرة» من مفهوم العدالة والقانون؟
-
أنا أولاً وأخيراً سينمائية، وليست
وظيفتي انتقاد القانون أو الدفاع عنه. كل ما في الأمر أنني أروي قصة امرأة
تُحكم
ظلماً بالإعدام بعد اتهامها بقتل زوجها الذي دأب على التحرش بابنتها. وأمام
هكذا
قصة لا يمكن إلا أن تتراءى أمامك مجموعة أسئلة: ماذا ستكون وجهة نظرك إن
صادفت قصة
كهذه؟ ماذا لو كنت مكان «سحر» (المخرجة في الفيلم)، هل كنت ستعتبرين القضية
قضيتك؟
ثم ماذا عن الابنة، هل هي ضحية أم مجرمة؟ وماذا سيكون مستقبلها؟ لا احد
يعرف. ولكن
في المقابل هناك عائلة الرجل المقتول التي لا يــمكن أن تسامح ما حدث
لابنها. إنها
حبكة معقدة، لذا
لم أشأ أن أطلق الأحكام، بل أردت أن أبقى على الحياد، وأنقل
القصة
كما هي من دون أي توجيه، محاولة أن أجعل المشاهد يطرح على نفسه
الأسئلة ذاتها. في
«الصفارة الأخيرة» أكتفي بوصف حالة ما، ولا ادعي أنني أهدف إلى
التغيير، خصوصاً أن
هذا ليس عملي.
·
لم تخــشي تصوير ذكورية المجتمع
الإيراني، بعيون أنثوية،
فهل كان الأمر سهلاً؟
-
لم أرد أن أعبّر عن قصتي في شكل متطرف. فعلى رغم
ذكورية المجتمع في إيران، فإن النساء قويات، ويعملن ويفرضن أنفسهنّ في كل
المجالات.
موضوع الفيلم يدور حول إساءة زوج لزوجته وابنتها، ما يضطرها إلى قتله. في
المقابل
هناك نمط آخر من الرجال في فيلمي، يتمثل بزوج المخرجة التي تقف إلى جانب
المرأتين،
فهو، يشجعها على النزول إلى الشارع لتصوير الأفلام وتحقيق طموحاتها
الإخراجية.
·
لكنّ هذا التشجيع لا يدوم طويلاً
حين تحاول بطلتك (نيكي
كريمي نفسها) إنقاذ الأم من براثن الإعدام؟
-
بصراحة لم أشأ أن تكون شخصيات
فيلمي، إما أبيض وإما أسود، كما أنني أردت أن تكون للشاب (زوج المخرجة)
آراؤه
بطريقة إنسانية، وآمل بأن أكون نجحت في إيصال هذه الصورة.
تحية الى المرأة
الايرانية
·
يبدو فيلمك كتحية إلى المرأة.
فإلى أي مدى المرأة الإيرانية
قادرة على إحداث تغيير في المجتمع؟
-
الإيرانيات، كما قلت سابقاً، قويات
جداً في المجتمع، وفي معترك العمل، نجدهنّ في مهن مؤثرة مثل التعليم
والمحاماة
وسواهما. ولكن في المقابل المجتمع ذكوري، ومع هذا فإن النساء يحاولن إيجاد
توازن
ما.
·
أنت، إذاً، متفائلة بقدرة المرأة
في المجتمع الإيراني؟
-
نعم، أنا كذلك.
·
في اللقطة الأولى من فيلمك يبدو
أثر الرقابة جلياً. إلى
أي مدى الرقابة موجودة في إيران؟
-
لا يمكن أن ننفي وجود الرقابة في إيران.
ولكن، عندما كنت في تركيا قبل شهر في احد المهرجانات السينمائية، تحدثت مع
مخرجة
ألمانية حول هذا المفهوم، وفكّرت كثيراً بما قالته حول أن مقص الرقيب يكون
في بعض
الأحيان مفيداً للسينمائي. وهذا برأيي ممكن جداً.
·
كيف؟
-
في بعض
الأحيان، تجعلك الرقابة قادرة على التفكير
والإبداع. وفي هذا الإطار أجد أن
السينمائيين الإيرانيين يعرفون دائماً كيف
يتلمسون طريقهم للوصول إلى
مبتغاهم.
·
ماذا عن واقع السينمائيين في
إيران، وصعوبة تنفيذ أفلام
سياسية؟
-
في ما يتعلق بي، لا أرغب في صنع أفلام سياسية. فأنا أحب
الإخراج،
كما أنني شخص حساس ينجرف إلى قضايا المجتمع. ولا انكر أن
عروضاً كثيرة تلقيتها
لأحقق أفلاماً تجارية ومسلسلات تلفزيونية،
لكنني حين اكتب، أنحاز دوماً إلى المشاكل
في المجتمع.
·
ما نوع المشاكل التي تريدين
تسليط الضوء عليها؟
-
ربما تشاهدينها في النسخة المقبلة من مهرجان دبي.
·
ينتمي فيلمك إلى
السينما المستقلة التي تنتج بموازنات متواضعة، لم اخترت هذا الخط، طالما أن
عروضاً
كثيرة أتتك لتحقيق أفلام بموازنات كبيرة؟
-
أعتقد بأن أفلام الموازنات
الصغيرة اقرب إلى الواقعية وبعيدة من التصنع والإبهار اللذين نجدهما في
أفلام
الموازنات الضخمة. وبطبيعتي أنحاز إلى السينما الواقعية.
·
زميلك محمد
رسولوف الذي عرض له في مهرجان دبي أيضاً فيلم «وداعاً»، تحدث عن أهمية
الفيلم
المستقل في الإفلات من مقص الرقيب، خصوصاً انه بعد أن يعرض السيناريو على
الرقيب،
يضع فيه ما يشاء طالما انه غير مهتم بعرضه في إيران، وبالتالي
غير ملزم على الحصول على موافقة العرض. هل توافقينه الرأي؟
-
كلا، ربما
الأمر كذلك في حالته لأنه لا يهتم بعرض
أفلامه في إيران، أما أنا فأهتمّ، خصوصاً أن
فيلميّ السابقين منعا من العرض. أما بالنسبة إلى «الصفارة الأخيرة» فأريد
أن يكون
مصيره مختلفاً، وأن يعرض في إيران. وهذا برأيي، لا علاقة له بموازنة كبيرة
أو
صغيرة.
·
ولكن، لماذا منع فيلماك السابقان
في إيران؟
-
يجب أن
تسألي الرقيب. في الفيلم الأول، طلبوا مني
أن أقطع 15 دقيقة من الشريط، فرفضت لأن
الفيلم في هذه الحالة لن يكون فيلمي. أما
الفيلم الثاني فواجه منتجه مشاكل حالت دون
عرضه.
·
بعد هاتين التجربتين، هل بتّ
تعرفين كيفية التعامل مع
الرقابة؟
-
لا تعليق.
الحياة اللندنية في
13/01/2012
إدغار موران:
تسعون سنة كرّس معظمها للفكر
والمنهج والسينما
إبراهيم العريس
افتـتـحت
أمس الدورة الثـالثـة عـشرة للمهرجان الوطني للفيلم في طنجة، وتستمر
حتى 21 الشهر الجاري، بمشاركة أكثر من 20 فيلماً مغربياً،
تتنافس في ما بينها،
أهمها «على الحافة» لليلى كيلاني و«رجال احرار» لاسماعيل فروخي و«أياد
خشنة» لمحمد
العسلي و«حد الدنيا» لحكيم نوري و«مروكي في باريس» لسعيد الناصري و«الأندلس
يا
الحبيبة» لمحمد نظيف و«عاشقة من الريف» لنرجس النجار
و«الموشومة» للحسن زينون و«موت
للبيع» لفوزي بن السعيدي و«عودة الابن» لأحمد بولان و«شي غادي شي جاي»
لحكيم بلعباس
و«أندرومان» لعز العرب العلوي لمحرزي.
ومنذ الآن، تبدو مهمة لجنة التحكيم - التي يترأسها المفكر الفرنسي
الكبير إدغار
موران، وتضم في عضويتها الناقد السينمائي اللبناني الزميل ابراهيم العريس
وعضو لجنة
صندوق الجنوب للسينما الفرنسي تييري لونوفيل والمدير الفني السابق لمهرجان
فريبورغ
الدولي للفيلم السويسري مارسيال كنايبيل والصحافية المغربية
سناء العاجي
والسوسيولوجي المغربي أحمد حرزني والناقد السينمائي المغربي أحمد الفتوح -،
غير
سهلة، خصوصاً ان السينما المغربية شهدت في السنوات الأخيرة تطوراً كبيراً،
وتلقى
الإعجاب في المهرجانات.
هنا بورتريه لرئيس اللجنة الذي كرّس عمره للفكر والمنهج والسينما.
<
فيما
يحمل، بخفة مدهشة، أعوامه المتجاوزة التسعين، يبدو المفكر الفرنسي
إدغار موران متحملاً هذا العبء الزمني من دون مشقة كبيرة. وهو
إذ يحضر لأسبوعين في
المغرب اليوم، لا يخفي سروره بالمناسبتين العربيتين اللتين «يعيشهما» حيث،
من ناحية
يرأس لجنة التحكيم الخاصة بمسابقة الأفلام الروائية الطويلة في مهرجان طنجة
للفيلم
المغربي محاطاً بعدد من النقاد والكتاب والفنانين المغاربة والأجانب، ومن
ناحية
ثانية ينتظر بـ «شوق» كما يقول صدور الترجمة العربية لواحد من
اشهر كتبه- «النجوم»
الذي كان صدر للمرة الأولى في اواخر خمسينات القرن العشرين ليعتبر رائداً
في مجال
دراسة علاقة متفرجي الفن السابع بنجوم هذا الفن بصفتهم «اساطير الأزمان
الجديدة»-.
هذه الترجمة ستصدر خلال الأسابيع المقبلة عن «المنظمة العربية للترجمة» في
بيروت،
في حلة انيقة بعدما كانت صدرت للمرة الأولى متقشّفة بعض الشيء اوائل
ثمانينات القرن
العشرين... في المرة الأولى صدرت مقرصنة، أما هذه المرة فتصدر
في شكل شرعيّ. وفي
هذا ما يبعث السرور والرضى لدى موران...
يعتبر إدغار موران اليوم واحداً من كبار المفكرين الفرنسيين وربما احد
الأخيرين
بين أبناء الجيل الذي صنع للفكر الفرنسي مكانته خلال العقود الأخيرة. ولئن
كان يبرز
اليوم في المناسبتين العربيتين اللتين نشير اليهما بصفته معنياً بالسينما –
في وجه
خاص – فإنه من المعروف ان الفن السابع لا يشكل سوى جزء يسير من اهتماماته
الفكرية
التي تشمل قضية الإعلام والفلسفة والبيئة وعلم الاجتماع وصولاً
الى السياسة التي
يخوضها من منطلق فكري وإنسانيّ ولا سيما حين يتعلق الأمر بالقضية
الفلسطينية. وفي
هذا المجال لا يمكن إلا ان نذكر هنا الكثير من البيانات والمواقف التي عبّر
فيها عن
موقف شديد التأييد للفلسطينيين في ان تكون لهم دولتهم وكيانهم
ويتوقف الظلم الواقع
عليهم.
وفي هذا الإطار، شكل مرجعاً دائماً وأساسياً مقال مشترك كتبه ووقّّعه
قبل سنوات
مع المفكر الجزائري الفرنسي سامي ناير. وهو مقال اثار في حينه حفيظة كثر من
الكتّاب
والمفكرين اليمينيين الإسرائيليين وزملائهم من الصهاينة الفرنسيين من الذين
«أدهشهم»
يومها ذلك الموقف «المعادي لإسرائيل» يصدر عن كاتب يهوديّ الأصل. يومها
أمام ذلك الهجوم المتعدد الذي شنّ عليه، اكتفى موران بالابتسام قائلاً:
«ولكنني
بوذيّ منذ زمن طويل ولم اعد يهودياً!».
خلال مساره العلمي والفكري الطويل – نحو ثلثي قرن من الزمن حتى الآن –
وضع إدغار
موران نحو خمسين كتاباً في مختلف انواع الفكر... ومعظم هذه الكتب جاء تحت
ظل فكرة «المنهج» التي لا تبارح وجدانه وفكره. وهي
فكرة ترتبط لديه بعلم الاجتماع، لكنه
يتجوّل بها في كل ما يكتب ويفكر حيث انه يعتبر نفسه مفكراً
تحليلياً منهجياً
وعقلانياً اولاً وأخيراً. وفي المجال الذي يعنينا هنا، اي مجال السينما،
نجد المنهج
نفسه يسود في كتابيه الأساسيين اللذين كرّسهما للفن السابع: كتاب «النجوم»
الذي
اشرنا اليه والذي ستتاح لقراء العربية قراءته في لغة الضاد بعد
أسابيع... ثم وفي
شكل خاص كتاب «السينما أو الإنسان المتخيّل» الذي كان مساهمته الأولى في
فرع من
الفلسفة بات يعرف الآن بفلسفة السينما... والحال ان موران – وحتى قبل ان
تصبح فلسفة
السينما - او فلسفة الفيلم كما يفضّل الآنغلوساكسون الذين
صاروا خلال الربع الأخير
من القرن العشرين سادة في هذا المجال الدراسيّ – علماً معترفاً به، كان من
اوائل
الذين ساهموا برفع مستوى دراسة الفيلم، فكرياً واجتماعياً، الى اعلى مستوى
من
مستويات العلوم الإنسانية باحثاً عما هو خلف الصورة – في
«السينما او الإنسان
المتخيّل» - وعما هو خلف النجوم وأسطرتهم من جانب المعجبين – في «النجوم»
الذي
سيصدر في العربية بعنوان «النجومية» كي لا يخلط القراء بين موضوع دراسته
الذي هو
نجوم السينما وعلوم الفلك والتنجيم!
-.
غير ان اسهامات إدغار موران السينمائية لا تتوقف عند هذا الحد. فهذا
المفكر
المتعدد الاهتمامات، والذي سيفتتح صباح اليوم النشاطات العملية لمهرجان
طنجة
بمحاضرة عنوانها «في السينما» شارك المخرج الفرنسي الكبير الراحل جان روش
في عام
1961
تحقيق الفيلم الشهير «مدوّنات صيف» الذي فاز العام نفسه بجائزة النقاد
الكبرى
في مهرجان «كان». كما ان في مساره الإبداعي مساهمات وظهوراً في نصف دزينة
أخرى من
افلام سينمائية وتلفزيونية بعضها فكريّ فيما يتناول بعضها الآخر مساره
الحياتي الذي
بدأ عام 1921 حين ولد في سالونيك اليونانية آخر العهد العثماني تحت اسم
ناعوم لأب
يهودي شرقيّ سيضع عنه الإبن واحداً من اجمل كتبه بعد ذلك بأكثر
من سبعين سنة.
الحياة اللندنية في
13/01/2012
عام قياسي للسينما الفرنسية
باريس - ندى الأزهري
يبدو أن الفرنسيين وجدوا ملاذاً العام الفائت، يبعدهم عن الأزمة
الاقتصادية
وشجونها، فتوافدوا بكثرة فاقت التوقعات على دُور العرض، حيث حقق ارتيادهم
إياها
رقماً قياسياً لم يتم بلوغه منذ 45 عاماً.
وأوردت آخر التقديرات الصادرة عن المركز الوطني للسينما في فرنسا، أن
ارتياد دور
العرض الفرنسية شهد العام المنصرم زيادة مقدارها 4.2 في المئة مقارنة
بالعام الذي
سبقه، بحيث بلغ عدد تذاكر الدخول إلى الصالات مئتين وخمسة عشر مليوناً، من
ضمنهم
تسعون مليوناً للفيلم الفرنسي وتسعة وتسعون مليوناً للفيلم
الأميركي.
وفيما تبين هذه الأرقام ثباتاً في نسبة التردد على مشاهدة الأفلام
الأميركية (زيادة
أقل من واحد في المئة)، فإنها تدل على بوادر عافية السينما الفرنسية التي
حققت العام الفائت أفضل إنجاز لها منذ سبعة وعشرين عاماً، إذ
تظهر إحصاءات المركز
المذكور أن معدل الإقبال على مشاهدة الفيلم الفرنسي ارتــفع بنسبة 21.4 في
المئة
خلال الســنة الماضية، وتجاوزت حصته في ســوق العرض 41 في المئة، وهي أعلى
حصة منذ
عشر سنوات. أما حصة الفيلم الأميركي فتدنت إلى 46 في المئة.
وحقق عشرون فيلماً فرنسياً من اصل اثنين وخمسين، أكثرَ من مليون بطاقة
دخول،
وبلغ التردد على دور السينما أقصاه في تشرين الثاني (نوفمبر)، حين بدأ عرض
الفيلم
الفرنسي «المنبوذون» (الترجمة الحرفية هي غير القابلين للمس
Les intouchables)، إذ
ساهم تهافت الفرنسيين على مشاهدة هذا الفيلم، والذي تجسد بـ16 مليون بطاقة
دخول
خلال شهرين، في الارتفاع الكبير في نسبة الإقبال على الفيلم
الفرنسي.
والفيلم الذي اعتبر «ظاهرة» في السينما الفرنسية، مأخوذ عن قصة
حقيقية، وهو يصور
حياة نبيل غني يصاب بالإعاقة بسبب حادث سيارة، فيوظف «إدريس» لمساعدته في
المنزل،
وهو شاب أسود من الضواحي كان خرج لتوه من السجن. ويسبب هذا اللقاء بين
هاتين
الشخصيتين المهمشتين من المجتمع والمختلفتين في كل شيء، عدداً
من المواقف المضحكة،
ولكن أيضاً الانفعالية والعاطفية. وتنتج عن هذا التعايش بين عالمين
متباعدين في
الذوق والمظهر ونمط السلوك، علاقةُ صداقة فريدة.
وعلى رغم أن الفيلم كان حافلاً بالأحداث «المتوقعة» والخطاب النمطي،
إلا أن ذلك
لم يمنعه من مس قلوب الفرنسيين، وهو مازال يعرض إلى اليــوم على الشاشة
الكبيرة في
فرنسا ويجول العالم، إذ عرض في الولايات المتحدة واليابان وتركيا وفي دول
أوروبية
ولاقى إقبالاً كبيراً، لا سيما في ألمانيا.
وساهمت أفلام فرنسية أخرى في شد المتفرجين إلى الصالات والمساهمة في
هذه السنة
النوعية للسينما الفرنسية، منها «لا شيء للتصريح» للممثل الهزلي داني بون،
و«بوليس»
للمخرجة ماي وين، و«الفنان» لميشيل
هازانافيسيوس.
يذكر أن حصة السينما «الأخرى» في دور العرض، انخفضت مقارنة بالعام
الفائت أكثر
من 4 في المئة، وبلغت 12.4 في المئة. وشكل أحد أفلام هذه الفئة «ظاهرة»
فريدة في
دور العرض الفرنسية، حين اقترب رصيد البطاقات المباعة لمشاهدته من المليون،
وهو
الفيلم الإيراني «انفصال نادر وسيمين» لأصغر فرهادي.
الحياة اللندنية في
13/01/2012 |