خلال الفترة من 23 وحتى 29 نوفمبر 2011 استقبلت
إحدى الصالات الباريسية الدورة الـ 16 لـ"مهرجان السينما
الألمانية"، وهو مهرجانٌ
تنافسيّ (جائزة الجمهور فقط)، تضمّنت مسابقته 12 فيلماً روائياً، وتسجيلياً
طويلاً
من الإنتاج الألماني، والمُشترك مع فرنسا، وستة أفلامٍ قصيرة، وهي في
مجموعها سبق
عرضها في مهرجاناتٍ متعددة، كما عُرض بعضها في الدورة الثامنة
لمهرجان دبي
السينمائي الدولي 2011.
وخارج المُسابقة قدم المهرجان مختاراتٍ من أفلام مدارس،
ومعاهد السينما في ألمانيا (12 فيلماً)، وبالتعاون مع "معهد غوته" احتفى
بمجموعةٍ
من أفلام السينمائي "أندريه فييل"، وهو واحدٌ من السينمائيين التسجيليين
الألمان
الأكثر أهميةً في العشرين عاماً الماضية، وُلد عام 1959 في "شتوتغارت"،
ودرس علم
النفس في "برلين"، وبعد إخراجه
Balagan
عام 1993، أخرج "الباقون على قيد الحياة"
عام 1996، وحصل عنه على جائزة "أدولف غرايم"، ومن ثم تتالت أفلامه
التسجيلية حتى
أقدم على إخراج فيلمه الروائي الطويل الأول "من هم الآخرون ما عدانا" الذي
عُرض في
المسابقة الرسمية لمهرجان برلين عام 2011.
وبمُناسبة الحديث عن
الدورة الـ 16 لـ"مهرجان السينما الألمانية" في باريس، من المفيد الإشارة
إلى إحدى
المؤسّسات الفعالة في المشهد السينمائي الألماني، والعالمي، رُبما نستفيد
من
أهدافها، ووظائفها، ونستوحي منها، أو نُقلدها ـ لا فرق ـ إذا
كنا حريصين فعلاً على
مستقبل السينما العربية.
German Films Service + Marketing "مؤسّسة خدمات،
وتسويق السينما الألمانية" هي منظمةٌ تهدف إلى دعم، وترويج السينما
الألمانية في
كلّ أنحاء العالم، وذلك بتنظيم اختيارها، ومُصاحبة توزيعها، وعرضها في
المهرجانات
الدولية، وهي نفس المهمات التي من المُفترض أن تؤديها
المؤسّسات السينمائية
العربية
وانطلاقاً من رصدي للمشهد السينمائي في دول الخليج، أجد بأن مهرجانيّ
دبي السينمائي الدولي، والخليج السينمائيّ، وبدون تنظيم مؤسّساتي يُنجزا
بشكلٍ، أو
بآخر هذه المهمات الترويجية لأفلام دول مجلس التعاون الخليجي
(بالإضافة إلى العراق،
واليمن)، أكان الأمر يتعلق باقتراح أفلامٍ في المسابقات، وخارجها، أو تنظيم
احتفالياتٍ، وتكريماتٍ، وبرامج خاصة بالسينما الخليجية
بالتعاون مع المهرجانات
العربية، والدولية.
تهتم المؤسّسة أيضاً بتقديم الأفلام الألمانية الجديدة إلى
المُوزعين الأجانب، بهدف تشجيعهم على شراء حقوق عرضها في الصالات التجارية،
كما
تُصدر إصداراتٍ، وتقترح موقعاً يجمع معلوماتٍ حول الأفلام،
والصناعة السينمائية في
ألمانيا، وتقدم دعماً للتوزيع بمناسبة خروج الأفلام إلى الصالات في
ألمانيا،
وخارجها.
وبمناسبة الأسواق الدولية، تهتمّ بتنسيق حضور الشركات الألمانية في
منصاتٍ احترافية مشتركة، وأخيراً تنظم "مهرجان السينما الألمانية" في
المدن،
والعواصم الكبرى مثل باريس، مدريد، وموسكو.
وبالإضافة للدعاية، والترويج للسينما
الألمانية، تشارك المؤسّسة في تنظيم الأحداث لصالح ممثلي
الصناعة السينمائية .
في فرنسا، على سبيل المثال، وبالتعاون مع
"uniFrance"
تنظم "موعد السينما
الفرنسية الألمانية"، وهو لقاءٌ احترافيّ يجمع منتجين،
سينمائيين، وموزعين،
وإداريين من الفرنسيين، والألمان.
استقبلت الدورة الثامنة لهذا "الموعد" الذي
انعقد في 23 و24 نوفمبر 2011 في باريس (بالتوازي مع مهرجان السينما
الألمانية")
حوالي 300 مشارك.
السينما
الألمانية في دبي
كانت السينما الألمانية حاضرةً بقوة في الدورة
الثامنة لمهرجان دبي السينمائي الدولي (7- 14 ديسمبر 2011)،
ومن بين النشرات التي
توزعت فوق المنصات المنتشرة في مركز المهرجان، نعثر على دليلٍ إعلاميّ صغير
بعنوان "في
دائرة الضوء، ألمانيا في مهرجان دبي 2011"، يتكوّن من 32 صفحة بغلافيّه،
وقد
تمّ تحريره بطريقةٍ منهجية تثير الإعجاب، ونقلاً عن معلوماته،
يتوزع الحضور
الألماني في الأقسام، والبرامج التالية
:
ـ برنامجٌ احتفائيّ بعنوان
"في دائرة الضوء" يتضمّن 6 أفلام روائية طويلة.
ـ الفيلم التسجيلي "ثقافة أوما
أوباما" لمخرجته النيجيرية "برانوين أوكباكو" في مسابقة المهر
الأفريقي، والأسيوي
للأفلام التسجيلية.
ـ الفيلم التسجيلي "بعد الصمت" من إخراج "جولي أوت"، "ستيفاني
برغر"، و"منال عبد الله" في برنامج ليالي عربية .
ـ الفيلم القصير
"نخبك" للمخرجة الألمانية من أصلٍ عراقي "صولين يوسف" في مسابقة المهر
العربي
للأفلام الروائية القصيرة.
ـ الفيلمان الروائيان : "عندما هوى سانتا إلى الأرض"
إخراج "أوليفر ديكمان"، و" فيكي، وكنز الآلهة" إخراج "كريستين ديتتر" في
برنامج
سينما الأطفال.
ـ الفيلم الروائي"لو هافر" للمخرج الفنلندي "آكي كورسماكي" في
برنامج سينما العالم .
كما خصص الدليل صفحةً للإشارة إلى الشخصيات السينمائية
الألمانية التي شاركت في لجان التحكيم المختلفة:
ـ المخرجة "إميلي عاطف"
الألمانية من أصولٍ إيرانية، وفرنسية في لجنة تحكيم مسابقة المهر العربي
للأفلام
الروائية الطويلة.
ـ المخرج " أندرياس دريزن" رئيس لجنة تحكيم المهر العربي
للأفلام القصيرة.
ـ المخرج "فولكر شلوندورف" رئيس لجنة تحكيم المهر الأسيوي،
والأفريقي للأفلام الطويلة، ومشاركته أيضاً في "درس السينما".
كما حفل المهرجان
بلقاءاتٍ تخصصية حول صناعة السينما الألمانية، وإمكانيات الإنتاج المشترك
مع
ألمانيا.
المُثير للانتباه في هذا الدليل الصغير صفحته الأخيرة التي يمكن
اعتبارها نموذجاً مثالياً في احترام حقوق المؤلف، حيث تضمّنت إشاراتٍ دقيقة
لأصحاب
الحقوق الأدبية، والمعنوية، والمادية الخاصة بالمعلومات والصور(الناشر،
مُصمم
الغلاف، المطبعة، وأصحاب الحقوق لكلّ صورة من الأفلام المشار
إليها في الدليل : رقم
الصفحة، عنوان الفيلم، اسم المصور، أو صاحب الحقوق الأدبية للصورة)، وهو
أمرٌ لا
نجده إطلاقاً في مثل هذا النوع من الإصدارات العربية.
وأتصوّر بأن المؤسّسة
الناشرة (German Films)
قد دفعت الحقوق المادية لأصحابها، أو على الأقلّ تفاوضت على
نشرها المجاني، ومهما كانت الحالة، هي خطوات بعيدة تماماً عن أذهاننا،
واهتماماتنا،
ورُبما ينال من يتحدث عنها، ويطالب بها، القليل، أو الكثير من الاستهجان،
والسخرية.
الأكثر طرافة، ونزاهةً، نجد في نفس الصفحة اعتذاراً مؤدباً عن النقص
الحاصل في
المعلومات بسبب طباعة الدليل مبكراً قبل الحصول على كلّ المعلومات الخاصة
بالحضور
الألماني، وهي كما نجدها بسهولةٍ في الدليل الرسمي للمهرجان نفسه
:
ـ المخرجة
"أولريكه أوتينر" في لجنة تحكيم المهر العربي للأفلام الوثائقية.
ـ "كلاوس
إيدير" رئيس لجنة تحكيم الإتحاد الدولي للصحافة السينمائية (فيبريسي).
ومشاركات
ألمانية في الأفلام التالية
:
ـ الفيلم التسجيلي "حلبجة، الأطفال المفقودين"
لمخرجه العراقي "اكرم حيدو" في مسابقة المهر العربي للأفلام الوثائقية.
ـ الفيلم
التسجيلي "سينما جنين، قصة حلم" لمخرجه "ماركوس فيتر" في برنامج ليالي
عربية .
والأهمّ، المخرج "فيرنر هيرتزوغ"، والاحتفاء بإنجازاته، وعرض فيلميّن
من
أفلامه : "في الهاوية"، و"فيتزجيرالدو".
يشير هذا النوع من الوثائق الأرشيفية
إلى اهتمام بلدٍ بصناعته السينمائية، والعمل بجديةٍ،
واحترافيةٍ، وإتقان على
الترويج لها، وتأكيد بأنّ مهرجان دبي أصبح يثير اهتمام المؤسّسات
السينمائية
الدولية إلى حدّ استثمار إمكانياتها، وطاقاتها كي تجعل حضورها مميزاًُ،
وفعالاً.
المصرية في
11/01/2012
السينما المستقلة أفضل الفائزين.. والشرق أوروبية
مستفزة
قيس قاسم / تسالونيكي
تطابقت مواصفات الأفلام
الفائزة بجوائز الدورة الـ52 لمهرجان تسالونيكي مع توجهاتها
السينمائية، فأغلبها
انتمت إلى السينما المستقلة، وأصحابها من المخرجين الشباب وبهم تَكرَس
مسعى طالما
حرص المهرجان على تحقيقه ووَضَعه كعلامة لتفرده عن البقية، في آن.
وإذا كانت البرمجة قد لعبت دورا في هذا، عندما وضعت
أكثر أفلام الشباب والمستقلة ضمن المسابقات الرئيسية، وخاصة الدولية منها،
فأن
منظميه لم يَخفوا تعمدهم هذا، ولهذا كان منطقيا أن تأخذ
الأفلام بمواصفاتها
المختارة تلك فرصتها للخروج بأكبر فوز؛ فجائزة الكسندر الذهبية لأفضل فيلم
ذهبت الى "تَحَكُم
ليلي" للشابة الروسية إنجيلينا نيكونوفا، والفضية كانت من نصيب الفيلم
التشيكي المستقل "ثمانون رسالة" لفاسلاف كادرنكا، ومن المدرسة نفسها أختير
الأميركي
مارك جونسون كأفضل مخرج عن فيلمه "من دون"، فيما أخذ "حمل الخروف"
للإنكليزي جون
مكيلدوف جائزة أفضل سيناريو.
فيلم الروسية إنجيلينا نيكونوفا مستفز وعصي على
القبول بعض الشيء. فقصة الشابة التي اغتصبها ثلاثة من رجال
الشرطة الروس لم تأخذ
بعدا تقليديا ينتهي بانتقام الضحية من مغتصبيها، كما هو سائد في أفلام
مشابهة
كثيرة، بل راحت تنسج علاقة عاطفية وجنسية مع أحدهم، وتركته في النهاية يقع
في حبها،
وهو ما يمثل "إغواءً" أنثويا فيه أكثر من بعد، وهو قطعا غير السائد في
الوعي الجمعي
العام. لقد أرادت الشابة مارينا المغتصبة أن توسع دائرة انتقامها من الشخص
إلى
المجتمع، الذي يسمح بل يغطي فعل الاغتصاب ضد المرأة، ومنطقية
تكوينه المفسد تؤدي
بالضرورة الى هذا الفعل وأكثر، وبالتالي فالانتقام الفردي لن يحل المشكلة
قدر البحث
عن علاج جذري لها يغير نظرة المجتمع إلى بنات جنسها والى كل ما يحيط به من
حيوات،
تبدو جلها ممزقة ومقهورة، حتى المُغتَصب وحين اقتربت منه
مارينا وجدته محبطا
ومتأثرا بفراغ عاطفي، اشتغلت عليه ليتبعها في النهاية، وأن على حساب لحظات
كانت
علاقتها فيه تثير في الجمهور حنقا عليها، لعدم توافق مسار الحكاية مع ما هو
متفق
عليه اجتماعيا وأخلاقيا، ومع هذا أصرت نيكونوفا على الذهاب
إليه، ربما، لأنها وجدت
فيه نفعا حين أرادت كسينمائية بحث الإشكال الدائم والمُحيّر بين الرجل
المُهيمن
والمرأة بوصفها كائنا مُستَضعفا، في إطاره العام، والذي تحولت مارينا داخله
الى رمز
لمنتقم، لا من رجل واحد، بل من المجتمع الروسي بأسره. فيلم الإنكليزي جون
مكيلدوف
"حمل الخروف" بدايته فيها نفس قتامة الروسي غير أنها، ومع الوقت، خفت
قليلا وأعطت
بارقة أمل لمحبطيه للتصالح مع عالمهم الشديد القسوة، أبطاله رأيناهم في
انحدار نحو
قاع مظلم. أسلوبه كفيلم طريق أعطاه مساحة جيدة ليطور صاحبه ومن خلالها
شخوصه
وحكايته التي ظلت محدودة رغم ذلك بشخصين: رجل وامرأة، كل واحد
منهما كان يبحث عن
وَلده الذي ضاع منه ولأسباب متقاربة، تعود الى اتخاذهما أسلوبا في العيش
يعتمد على
الهروب الى الوراء في محاولة منهما لتناسي الواقع بمؤثرات دفعتهم الى
ارتكاب أفعال
خطرة وأوصلتهم الى مناطق اكتشفوا أنفسهم وبعد عناء أنهم بعيدون
عنها بل هي بعيدة كل
البعد عن دواخلهم الباحثة عن استقرار. الفيلم مكثف وأحداثه تجري بإيقاع
بطيء تتشكل
عبره صورة المجتمع الإنكليزي وطبقاته الفقيرة، وكيف يضغط العوز الاقتصادي
على
كثيرين من المنتمين إليها ليجدوا أنفسهم عنوة خارج إطاره، من
دون رغبة منهم.
السيناريو الذي فاز بالجائزة كتب بعناية وركز على جوانيات أبطاله ضمن مناخ
إنكليزي
قاتم. ومن دون رغبتها، هي أيضا، وجدت الشابة جوسلين (الممثلة جوسلين جينسين)
نفسها
في عزلة مطبقة وسط غابة دفعتها للهروب الى داخلها المضطرب في
محاولة لتناسي ماضي
مؤلم. جهد مارك جاكسون في "من دون" استحق عليه جائزة أفضل مخرج والذي ينتمي
الى
المدرسة الأميركية المستقلة، وفيه دخل الى جوانيات الإنسان المعزول وكلي
الانقطاع
عن العالم عبر شخصيتين مركزيتين: الأولى شابة جاءت للعناية برجل عجوز مصاب
بمرض
الزهايمر الحاد. أقرب إلى الأموات، ما عدا نشاط بيولوجي بسيط
يضعه قسراً في خانة
الأحياء، وسَيُكون، بحالته هذه، الطرف الثاني في معادلة العزلة أو عالم
الكائنات
الطافية في حقل الانتماء إلى الـ"بدون"، إلى عدمية وجودية محيرة، دفعت
جوسلين
للهروب الى خيال هلوسي، مَرَضي، وحّدها مع الكائن المُحتَضر الذي جاءت
للعناية به
في بيت معزول وسط غابة. يذهب جاكسون في فيلمه للبحث في حالات
"التفرد" القهري الذي
يجد ربما الكائن البشري نفسه يوماً مجبراً على العيش فيها، كالمريض العجوز
الذي صار
على ما هو عليه نتيجة عجز جسماني لا دور له فيه. أما هي، الشابة القلقة،
فاختارت
عبور البحر لتصل إلى طرف الغابة في محاولة لنسيان ماضيها
القريب وإطفاء جمر حزنها
المتوقد على صديقة أحبتها وبعد موتها لم تجد أحدا ترتكن إليه سوى ذاتها
ووحدتها
ورجل عجوز تقاسمه وجودها الجسماني مقابل وجود شبه معدوم.
المدى العراقية في
12/01/2012
كلاكيت : ربيع السينما العربية
علاء المفرجي
السينمائيون كانوا أول من تمثل
الزلزال الذي ضرب عواصم العرب، على مدى أشهر العام المنصرم،
موقفا وتوثيقا..
ابتداءً من لحظة ظهور المخرج خالد يوسف حاملا كاميرته مشتركا وموثقا إيقاع
الجموع
الغاضبة في ميدان التحرير وليس انتهاء بتنفيذ أفلام استمدت موضوعاتها من
الحدث
المزلزل، عرضتها مهرجانات سينمائية عديدة، الأمر لم يكن بحاجة إلى تأمل
طويل، بل
إلى انفعال آني يحاول أن يلم بالحدث..
وربما لهذا السبب تجلى استلهام الحدث عبر
الوثائقيات او الأفلام القصيرة، التي لا شك ستكون خلفية مناسبة
لرؤى صناع الافلام
في المستقبل، عندها تفرض الحاجة إلى ان يكون الروائي الطويل الإطار المناسب
لسيرة
الحدث..
نظرة سريعة إلى برنامج مهرجانات سينمائية عقدت في النصف الثاني من عام
الغضب ذاك، من مثل دبي، وابو ظبي، ومراكش، ووهران بما تضمنته من أفلام
اعتمدت
موضوعات ما اصطلح عليه (الربيع العربي)، تؤكد حقيقة أن
السينمائيين الذين انفعلوا
بهذا الحدث جاءوا بعدة الوثائقي أو القصير.
عشرة مخرجين تناوبوا على تنفيذ
الفيلم المصري (18 يوما) الذي يتناول جوانب مختلفة من انتفاضة
شباب مصر عبر قصص
قصيرة تحكي تفاصيل الحدث.. ، فيما المخرج المصري احمد رشوان يجسد وجهة نظره
الشخصية
في فيلمه (مولود في 25 يناير) حيث جالت كاميرته منذ اليوم الأول لسقوط
مبارك
لتكتمل الفكرة بتصاعد الأحداث التي أعقبت هذا الحدث، من خلال تجربته
الشخصية
وتفاعله مع الحدث، وتسليط الضوء على شخصيات هامشية، ترصد كاميرته تأثير
هذا الحدث
فيها. أما المخرجان عمر الشرقاوي وكريم الحكيم فيتحدثان في فيلمها (نصف
ثورة) عن
تجربتها قبل الأحداث في التخطيط لفيلم عن القاهرة، وإذا
بالأحداث الدراماتيكية
التي عصفت بالشارع المصري تجبرهما على تغيير مسار الموضوع بما
ينسجم مع هذا الحدث
الزلزال، وهم يشاركون به كمتظاهرين ومشاركين.
ويختار المخرج التونسي مراد بن
الشيخ جانبا مهما في الثورة التونسية في فيلمه (لا خوف بعد
اليوم)، من خلال وجهة
نظر (لينا بن مهني) التي كان لما تكتبه في مدونتها ضد استبداد حكم بن علي
وثورة
شعبها دور مهم في إشعال فتيل الشارع التونسي ، ويقف الفيلم أيضا عند قصة
الناشطة في
حقوق الإنسان (راضية نصراوي) التي أسهمت في مواقفها في الحراك
الشعبي الذي اجتاح
تونس كلها، وكذلك الكاتب والصحفي (كريم شريف) الذي لجأ إلى التسلح بالعصي
للدفاع عن
حيّه وقت الأحداث.. وسعى المخرج إلى التأكيد على الهاجس المشترك لشخصياته
وهو
الرغبة في التخلص من الدكتاتور بأي ثمن.
وفي فيلم (ميدان التحرير) نتعرف إلى
وجهة نظر الآخر في الأحداث التي عصفت بمصر بداية هذا العام.
فالمخرج الفرنسي (ستيفانو
سافونا) يرصد بعدسته مشاعر اليأس والغضب ثم الفخر والابتهاج التي طغت على
الشارع المصري حينها.
وبصرف النظر عن الشكل الفيلمي الذي يستوعب هذه الموضوعة إن
كان وثائقيا او قصيرا او طويلا، ومن غير ان يكتمل الحدث للتوافر فسحة من
التأمل
لقراءته، فان السينما مثلما هو دورها في تمثل الحدث وعرضه برؤى
مختلفة ، فإنها
ستتأثر حتما من جهة انعتاقها من سطوة الرقيب الذي كان جزءا من ماكنة
التكميم والقمع
المتسلحة بها الأنظمة الدكتاتورية، ليكون السؤال الأهم .. هل بدأ ربيع
السينما
العربية؟
المدى العراقية في
12/01/2012
أفضل الأفلام السينمائية – 2011
ابتسام عبد الله
اختار بيتر رينير، ناقد
الكريستيان ساينس مونيتر، أفضل الأفلام التي شاهدها (من بين
المئات)، في خلال عام
2011.
ويقول رينير، إن "الأفلام الجادة" التي عرضت قبل السنة المنصرمة كانت
تتحدث
عن أحداث 11/9 أو الحرب في العراق، ولأن أغلبها كانت تجارية (في وادي الله
وإيقاف –
خسارة)، وخاصة في مجال الأفلام غير
الوثائقية، فقد توقف إنتاجها تقريبا. ومن
الأفلام التي ظهرت عام 2011،
"ادغارجي"،
وهي في رأيه، لم تتعمق كثيرا في علاقات
وحياة مدير الـ
FBI
الجنسية، أما فيلم "المرأة الحديدية" فقد أثقل وجه ميريل ستريب
بالماكياج، وخلا من السياسة، مع انه يتحدث عن رئيسة الوزراء البريطانية
السابقة
مارغريت تاتشر. وقائمة أفضل الأفلام بالنسبة إليه هي:
1- "انفصال": هذا الفيلم
الذي قدمه المخرج الإيراني اصغر فرهاد يصور دراما قوية، وهو
نموذج في كيفية تحوّل
أزمة عائلية صغيرة إلى عالم صغير لأزمة اكبر بكثير ضمن المجتمع.
2-
عن الله
والرجال: فيلم المخرج اكسافير بوفوا عن فرقة من الرهبان البندكتين في
الجبال
الجزائرية في أعوام التسعينات، والذين فيما أن يتوجب عليهم هجر ديرهم بعد
احتلال
المقاتلين المسلمين المنطقة، انه فيلم متناه في الجمال والرقة،
والمشاهد الأخيرة لا
يمكن نسيانها، عندما يجلس الرهبان، كما في لوحة "العشاء الأخير"، في حين
يستغل
المخرج المقطع الرئيسي لموسيقى، "بحيرة البجع" لجايكوفسكي".
3- "مثل مجنون":
قلة من الأفلام تمكنت من التعبير عن رعشات الإثارة والقلق الذي يتسم به
الحب حديث
وقليل الخبرة، ومن مشاعر الخيبة والقلق والحزن التي تأتي مع موته، كان
المخرج دريك
دوريموس والنجمان فيليسيتي جونز وانطون يالجن في أفضل حالاتهم.
4- "كهف الأحلام
المنسية": فيرنر هيرزوغ، معروف لأفلامه الوثائقية، ولكن حتى
بالنسبة إليه، فإن هذه
التجربة التأملية لكهوف (جوفيه) في فرنسا، تعتبر انطلاقة، انه فيلمه الأول-
ثلاثي
الأبعاد، ويقدم فيها دقة وجمال اللوحات المرسومة على تلك جدران الكهوف منذ
أكثر من
32.000
سنة.
5- "الأحفاد": لقد مضى فيلم الكسندر بين الأخير سبعة
أعوام، ولكن
هذا الفيلم يجعل الانتظار مثمرا. ويلعب جورج كلوني فيه دور محامي العقارات
من هاواي –
والذي عليه الانسجام مع الوضع المأساوي
وابنته صعبة المراس – ويقدم أداء مذهلا،
حتى بالنسبة لممثل كبير.
6- "إلى الجحيم": فيرنر هيروزوغ ثانية: وهو يحتل
الصدارة في فيلمه الوثائقي، عن قتلة لسلسلة من حوادث القتل في مدينة صغيرة
بتكساس.
قلة من الافلام نجحت في تناول هذا الموضوع
المثير للجدل.
7- "فوز فوز": قد يظن
الجميع بأنه قد اكتفى بأفلام من بطولة بول جياماتي كرجل ساخط،
ولكن هذا الممثل يؤدي
هذا الدور بشكل مختلف في كل مرة، فهو في هذا الفيلم يؤدي دور الرجل الطيب،
حيث يودي
به سلوكه الأخلاقي إلى موقف مشكوك فيه. إن هذا الفيلم الذي أخرجه توم
مكارثي،
يعتبر افضل الافلام الحزينة والفكاهية- لهذا العام، ولكن بعد
فيلم "الاحفاد".
8- "نسخة مصدقة": كان فيلم عباس كياروستمي الأول،
مدهشا، فانتازيا واقعية ولكنه
أثار القلق، إن أفلام الفانتازيا الواقعية، حتى لو كانت بطلتها
جولييت بينوشيه،
تكون صعبة في استعادة أحداثها، ولكن هذا الفيلم يغوص عميقا في الذاكرة.
9- "ابتهاج وصيحة": انه فيلم وثائقي إلى درجة كاملة
حول تأريخ الموسيقى الدينية في
اميركا. الفيلم من انتاج جولورو وإخراج دون ماكغليرن، ويقدم
الفيلم كماً كبيرا من
المشاهد المدهشة والموسيقى.
10- "مكري خياط جندي جاسوس"
إن موضوع الحرب
الباردة، يبدو باهتا، ولكن رواية جون لاكاريه، تبدو حية على الشاشة، الفيلم
من
إخراج السويدي توماس الفريدسون.
■
عن: كريستيان ساينس مونيتورمونيتر
المدى العراقية في
12/01/2012
حبي لأورسن ويلز
ترجمة: عباس المفرجي
في صناعة السينما كما في
الحياة ، إن تكون الأفضل ليس دائما سبيلا للنجاح . جوائز
الأوسكار تبيّن لنا
هذا،كيف أتعامل مع الفشل ؟ أتعامل مع الفشل بأسوأ صورة ، بمرارة ، بشكل
مهين ،
وبدموع صبية . ذات مرّة ، شاهدت مقابلة مدتها ثلاث ساعات مع أورسن ولز على
قناة
البي بي سي ، ولو كان مقدّرا الشغف برجل من رؤيته على التلفزيون ، فإن
مستر ولز
استولى على حبي منذ ذلك الحين.
لولز أسباب شتى تجعله لاذعا بشأن نكسات الحياة،
وخاصة أن براعته الفائقة ، التي لا تقبل الشك، كصانع أفلام لم
تمنع هوليوود من
معاملته مثل وباء. وبعد سنوات من الاستجداء للمساعدة في تمويل مشاريع
أفلامه ــ
جميعها غير مرغوب بها من الاستوديوهات، وجميعها أُعترِف بها كجواهر رائعة
ــ كان
عليه في النهاية التعويل على الظهور في دعايات تجارية
تلفزيونية ، عن النبيذ
والشيري الاسباني، لدعم آخر أفلامه.
أثناء المقابلة ، كان ولز فطنا، آسرا،
متواضعا، حيويا، ومتوهجا . من دون تجهم أو مرارة تبدو على جسده
الضخم ، كان عملاقا
متألق العينين ، ساحرا على نحو مغوِ ، ولا حتى خرب جزئيا من عبء العديد من
النكسات
والإهانات . مهنة الأفلام قادرة على دفع أي شخص الى حافة الجنون التام ــ
كلما كنت
مجنونا أكثر ، كلما كنت موهوبا بغرابة أكثر ، قصة أورسن ولز توضّح بشكل حي
بأنها
تتطلب شخصا واثقا من نفسه على نحو عاقد العزم كي يتلقى الفشل
بشكل مشرّف . لا أمل
بذلك للكثير منا، وبلا شك لي.
نظرة سريعة الى تاريخ حائزي جوائز الأوسكار
والمرشحين لها تبرز أن الكثير من الأفلام الرائعة كانت قد
أُهملت من الترشيحات
النهائية ، مع أن إنتاجان أقل قيمة تحصد بشكل منتظم قبولا حماسيا . منذ
1950 ، ولا
أي من الأفلام الآتية كانت حتى مرشحة لجائزة أفضل فيلم : " شمال في شمال
غرب " ؛ "
البعض يحبها ساخنة "؛ "فرتيغو" ؛ "الباحثان: حين التقى هاري وسالي " ؛ "
عدّاء
السيف : كول هاند لوك " ؛ " 2001 : اوديسا الفضاء " ؛ " يوم مرموط الخمائل
" ؛ "
لقاءات قريبة من النوع الثالث " .
بالطبع ، قد لا تتفق أن بعضا من هذه الأفلام
هي متميزة بوجه خاص . برغم ذلك ، قائمة الأفلام المرشحة
للأوسكار لأكثر من ستين سنة
مضت يمكن أن تجعل أكثر الناس رواقية يجهش بالبكاء . هُزِم مستر ولز ،
بأوسكار عن
فيلم " سيتزن كين " في عام 1942 ، أمام فيلم " كم كان أخضرا واديّ " . لكنه
كان حقا
عقابا قاسيا لمراسيم الأوسكار ، التي تمنحنا بهجة مغثية كل عام ، أن تجعل
لمرّات
عديدة أفلاما عديمة القيمة مثل " أعظم استعراض على الأرض "
تهزم تحفا فنية مثل
"
هاي نون " في جائزة أفضل فيلم
.
من المحزن أنه ، في السينما كما في الحياة ،
كونك الأفضل لا يكون بالضرورة سبيلا للنجاح . قبل سنوات مضت
اشترينا شركة أبحاث
أميركية كبيرة ، كان مجال اختصاصها العمل لسبعة أو ثمانية استوديوهات
هوليوودية
كبرى ، تجري اختبارا أوليا لأفلامها . كان الرجل الذي يدير هذا العمل يعَّد
غورو
[
معلم روحي ] كامل القدرة وسط جماعة السينما، وتقدّم شركته فيلمك على
شاشة قاعة قبل
عرضه على الجمهور، ولها جمهور يسجّل نقاطا قبل مغادرته القاعة. إنهم
يؤشرون بعلامة
على الفيلم : أ- ممتع بالكامل ؛ ب- مسلٍ إلى حد بعيد ؛ ج- ممل إلى حد ما ،
إلى
آخره ؛ وكذلك ، أ- سوف يشاهَد ثانية ؛ ب- سوف ينصَح بمشاهدته ؛ ج- سوف لا
ينصَح
بمشاهدته ، إلى آخره
.
يتم تقييم كل ممثل بدرجة ، وغالبا ما يجرّبون نهايات
مختلفة ، كي يروا أي الأداءات يمكن أن تُقطَع ، وأي نهاية لها الأفضلية .
يمكن
للاستوديوهات عندئذ تحديد أي الأفلام تستحق الدعم بميزانية
تسويق كبيرة، وأي منها
يجب التخلي عنها.
اعتقدت أن اللقاء مع صاحبنا الغورو الذي يدير هذه الشركة سيضيء
لي غوامض الموضوع، وأكتشف القليل حول كيفية عمل هذه الاختبارات . المرمى
الأساسي من
سؤالي له كان : لو كانت كل الاستوديوهات تنتج 20 فيلما في السنة ، لكن
ثلاثة منها
تحقق أرباحا كبيرة ، وخمسة لا بأس بها ، والأخرى إخفاقات مالية
، ما هي القاعدة
العامة التي يقدمها بحثه؟ نجاح ثلاثة أفلام من عشرين ، لا يبدو أثرا باهرا
لمنافع
الاختبار الأولي .
شرح لي شيئا واحدا بوضوح شديد . (( كل قاعة مولتيبلكس [ دار
سينما بشاشات منفصلة متعددة ] لها شاشات مخصصة لكل أستوديو . هذه الشاشات
تحتاج الى
أن تُملأ ، وعلى الاستوديوهات أن تصنع منتجا يملأ شاشاتها ، وكمية المنتج
الجيد
محددة . لذا عليك المضي بصنع أفلام حتى لو لم تكن هناك حماسة كبيرة للمشروع
، في
سبيل حماية قاعتك في تخصيص الشاشات لإتاحة المجال للأستوديو
المنافس . ))
ربما
سيبدو طيشا مني أن اكرر ما اكتشفته من أمور أخرى حول درجة النجاح المغمّة
التي
تنجزها هوليوود. لكني ، على الأقل ، أعرف الآن الجواب عن سؤال كان غالبا ما
يلتبس
عليّ حين أشاهد فيلما رديئا ــ كيف أمكنهم ن يصنعوا فيلما مثل
هذا ؟
■
عن:
صحيفة
الغارديان
* من قائمة تشارلز ساتشي لأكثر من 100 فيلم
كان يجب أن ترشح لجوائز الأوسكار كأفضل
فيلم .
المدى العراقية في
12/01/2012 |