أما وقد انتهج المخرج الأمريكي المعروف مارتن سكورسيزي منهج الأبعاد
الثلاثة في فيلمه الجديد والبديع “هوغو”، فإن استخدام هذا الوسيط السردي
المتجدد، على أساس أنه استخدم من الخمسينات من القرن العشرين ثم توقّف، دخل
مرحلة مختلفة مهّد لها فنانان سينمائيان آخران هما الألمانيان فرنر هرتزوغ
وفيم فيندر .
هرتزوغ قدّم “كهوف الأحلام المنسية” وفندر “بينا” وكلاهما أبعد من أن
يكونا فيلمين تجاريين، بالمعني المتداول للكلمة . لكن “هوغو”، الذي هو من
إنتاج سكورسيزي وجوني دب، فإن الكلمة ذاتها لا تعيره . هو يتمنّى لو أن كل
رواد السينما يشاهدونه ولو أنه ليس مصنوعاً بخامة تروق لهم كثيراً .
موضوعات أفلام هؤلاء الفنانين مختلفة جدّاً: هرتزوغ أقدم في “كهوف
الأحلام المنسية” على فيلم تسجيلي يدور حول الكهوف التي اكتشفت في فرنسا
وإسبانيا وكيف أنها حوت ما يُشير إلى أن الإنسان الأول اهتم بالسرد المصوّر
عبر قيامه بالرسم على جدران الكهوف ما يوحي بقصّة تُقدّم لمتابعين . ندرز
أحيا ذكرى راقصة الباليه الألمانية بينا بورش، وهي كانت صديقة بالمعنى
المهني للكلمة، وعدها المخرج بفيلم عن حياتها وفنّها لكنه لم يف بالوعد إلا
بعد وفاتها قبل عامين أو ثلاثة . أما مارتن سكورسيزي فخص نفسه بالمشروع
الأصعب: تفليم رواية للأطفال باسم “هوغو كابريه” تقع في أكثر من 500 صفحة،
وتتناول حكاية صبي يعيش في الثلاثينات الأوروبية ويتسبب في إعادة اكتشاف
وتقدير أب سينما الخيال العلمي جورج ميلييس .
اختيار سكورسيزي لسرد هذا الجزء من التاريخ المتعامل مع فن السينما
كلّياً اختيار مهم وشجاع على صعيد المشروعات التي أقدم عليها، وهو المعروف
بعمله الدؤوب على رعاية الأفلام الكلاسيكية وترميمها، والثاني أن استخدام
الأبعاد الثلاثة لتقديم فيلم عن بدايات السينما عملية ترويجية للفن القديم
أكثر منها عملية متناقضة . بل إن في تناقضها سر نجاحها .
حتى الآن، هناك ثلاثة أنواع من المخرجين الذين أمّوا سينما الأبعاد
الثلاث منذ عام 2008 وإلى اليوم: مخرجون يحاولون توفير شروط الإنتاج الفنية
لأغراض تجارية، مثل جيمس كاميرون في “أفاتار” وستيفن سبيلبرغ في “مغامرات
تان تان” (أنجز الأول نتائج أفضل على الصعيدين الفني والدرامي من الثاني)،
ومخرجون مساقون لتنفيذ أفلام الأبعاد الثلاثة بلا أي أبعاد فنية، وهؤلاء هم
الأكثرية، ثم الفنانون المشار إليهم .
رغم ذلك، علينا أن نكترث لإشكال فني وقع فيه المخرجون الثلاثة بلا
تفريق: إذا خلعت نظارتك التي حصلت عليها لمتابعة الفيلم بالأبعاد المجسّدة،
فإن الناتج عن اكتشافك أن الألوان كما الإضاءة تختلف على نحو إيجابي خارج
نطاق تلك الأبعاد . وهذا واضح في فيلم سكورسيزي: لكي تشاهد لون الآجر
(الطوب) الأحمر لمحطّة القطار، كما تم تصويره في الحقيقة عليك أن تخلع
النظارة . وعليك أن تخلعها للتعرّف إلى لون الوجه الذي يبدو شاحباً تحت
النظارات، كما على الإضاءة وتناسقها عاكساً الجهد الكبير في تصوير اللقطات
تبعاً لتعاون كامل بين المصممين والمصوّرين . استخدام النظارات قد يفي
بالمطلوب، وهو نفور الحدث أو الحركة أمامك، لكنك لا تعد تشاهد الفيلم
بالطريقة التي صور بها .
سينما العالم
“بالم
سبرينغ” يحتفي بممثل
وموسيقار
ينطلق مهرجان بالم سبرينغ السينمائي الدولي في الخامس من الشهر الجاري
وفي قمّة أعماله الاحتفاء بالممثلة جسيكا شستَين والموسيقار هوارد شور .
الأولى ستتسلم جائزة “تحت الضوء” الممنوحة على الموهبة التمثيلية الأكثر
تميّزاً عن العام السابق، وهي بالفعل أبدت حضوراً محسوباً ومتعدد الوجوه في
الأفلام التي ظهرت فيها خلال العام الماضي ومنها “شجرة الحياة” لترنس مالك
و”وايلد سالومي” لآل باتشينو و”المساعدة” لتيت تايلور .
أما هوارد شور، فهو من رعيل الثمانينات أساساً كتب موسيقا العديد من
الأفلام الكبيرة والصغيرة مثل “سبعة” لديفيد فينشر، “إد وود” لتيم بيرتون،
“غلوريا” لسيدني لوميت، “تاريخ عنيف” لديفيد كروننبرغ وحالياً نسمعه في
فيلم “هوغو” .
إنها الدورة الثالثة والعشرين للمهرجان الذي يزداد حضوراً على قوائم
الجوّالين والمتابعين والسينمائيين على حد سواء وهو أوّل المهرجانات
السينمائية الكبيرة تبعاً للخريطة الزمنية .
رئيس جديد لمهرجان نيسيا
على عكس المتوقّع، قامت اللجنة الإدارية لمؤسسة البيانيللي الثقافية
بالموافقة على عدم تجديد العقد المبرم مع رئيس مهرجان نيسيا ماركو موللر،
ما يعني إنهاء خدماته كليّاً بعد ثماني سنوات من العمل كمدير المهرجان
الفني . وبنفس الإجماع، حسب مصادر، تم تعيين باولو باراتّا مديراً فنيّاً
جديداً وهو الذي كان تسلم المنصب نفسه ما بين 1998 و2002 .
بالنسبة لمولر عُرف عنه أنه نجح في رفع المهرجان إلى ناصية دولية كما
لم يشهد المهرجان العريق من قبل . وذلك بالاستناد إلى اتصالاته المتعددة،
خصوصاً الشرق آسيوية، ورؤيته للمهرجان التي تبلورت برفع ميزانيّته إلى نحو
خمسة عشر مليون دولار . لكن باراتا سبق له أن نجح في مهامه مديراً حين تسلم
المهام في فترة حسّاسة كان المهرجان يشهد خلالها تراجعاً واضحاً في موقعه
بين المهرجانات الثلاثة الرئيسة . والجدير ذكره أن باراتا هو ناقد سينمائي
سابق يبلغ من العمر ستين سنة ويقول إنه سيحدث سوقاً صغيرة للمهرجان لمواكبة
الضرورة الملحّة لذلك .
أرقام ضعيفة لنهاية العام
الآمال التي بنتها ستديوهات “هوليوود” على أفلام عيد الميلاد ورأس
السنة تبخّرت حينما ارتستمت الإيرادات المنجزة . فيلم “شرلوك هولمز: لعبة
الظلال” بدأ مسيرته في المركز الأول بإيراد أعلى من المعتدل، لكنه خسر نصف
نسبة مشاهديه في الأسبوع الثاني بينما انتقل فيلم “المهمّة المستحيلة-
البروتوكول الشبح” من المركز الثالث الذي كان عليه في الأسبوع الماضي إلى
المركز الأول ولو بإيراد أضعف كثيراً مما كان يؤمل له . الأفلام الجديدة
الأخرى، ومن بينها “الفتاة ذات الوشم التنين” و”اشترينا حديقة الحيوانات”
لم تحظ بما ينفعها من إيرادات . والحال أسوأ للمنتج والمخرج ستيفن سبيلبرغ،
ليس فقط لأن “مغامرات تان تان” حط في المركز الرابع ثم تراجع للخامس، بل
لأن فيلمه الجديد الآخر “حصان الحرب” حط هذا الأسبوع في المركز السابع
محققاً أقل من ثمانية ملايين دولار .
أوراق ومَشاهد
استلهام الواقع في “الاندفاع نحو
الذهب”
كما ورد في الأسبوع الماضي، استلهم شارلي شابلن “الاندفاع نحو الذهب”
من مواد وصُور صحافية نُشرت لمجموعة كبيرة من المغامرين تجمّعوا للانطلاق
صوب ألاسكا بعدما أثير أنه تم اكتشاف الذهب فيها بكميّات كبيرة . وإذ أخذ
يحضّر للموضوع، قرّر أن يصوّر الفيلم في منطقة تعرف باسم “سَمِت” (القمّة)
في كاليفورنيا وهي منطقة شهدت في القرن التاسع عشر مأساة مخيفة عندما
انطلقت قافلة من المستوطنين البيض قادمة من الشرق راغبة في الوصول إلى
منطقة آهلة بالسكّان . تلك القافلة عُرفت باسم “دونر بارتي” نظراً لأن من
قادها هما أخوان من آل دونر، لكن ما حدث لها وتناقلته صحف تلك الأيام بعد
أسابيع كثيرة من وقوعها، أن القافلة ضلّت الطريق تماماً وانتهت إلى منطقة
ثلجية مقطوعة ونتيجة عدم وجود غذاء تحوّل أفرادها إلى آكلي لحوم بشرية حتى
انتهوا .
شابلن أصاب العصب تماماً حين صوّر كوميدياً الخوف من الموت جوعاً، ما
يجعل شريكه في الفيلم (ماك سوَين) مفهوم النوايا وهو يقدّر أن شابلن هو
وليمته الوحيدة حتى لا يموت جوعاً . ويدمج المخرج شابلن لقطاته الخاصّة في
تلك المشاهد بصور لدجاجة كبيرة تركض هلعاً أمام سوَين الذي يحاول القبض
عليها حاملاً سكينه . لكن بينما كان الضحك مرتفعاً (أيامها كان هذا الفيلم
الرقم الأول في مبيعات التذاكر، وكان أجر شابلن عشرة آلاف دولار في
الأسبوع- أي ما يتجاوز ال 270 ألف دولار بتقديرات هذه الأيام) كان المشهد
يتعامل والخوف الكامن في النفس لدرجة أنه من الصحيح اعتبار الفيلم “مرعباً”
في الوقت ذاته .
اختيار شابلن لممثليه مرّ بشبكة من الاعتبارات . فهو كان على علاقة
عاطفية بالممثلة التي اختارها بداية للبطولة النسائية (ليتا غراي) التي
تزوّجها وهو لا يوافق على ظهور زوجاته في السينما . أما ماك سوَين فكان
اختياره مبنياً على حجم الرجل المفرط في الضخامة، وكان أحد ثلاثة ممثلين
متوفّرين من الشاكلة ذاتها، لكنه، وحسب رأي شابلن آنذاك، كان أفضلهم .
م .ر
merci4404@earthlink.net
الخليج الإماراتية في
02/01/2012
في ذكرى انطلاق القناة :
شهر الثورات على الوثائقية
أصبح شهر يناير علامة في تاريخ الأمة العربية وسيظل شاهدا على ذكرى
ربيع عربي
انطلق ولا يزال منطلقا. بدأ من تونس ثم مصر ثم ليبيا وانتشر.. في خضم هذه
التحولات
العربية الكبرى كانت الكاميرا حاضرة لحظة بلحظة وكان الفنان
يراقب ويترقب كغيره من
الثائرين.. سقطت الأنظمة في تونس ومصر وليبيا لينطلق الفنان إلى توثيقها من
جديد..
في هذا الشهر أيضا تحتفل الوثائقية ككل سنة بذكرى انطلاقها وهذه السنة
ستشعل شمعتها الخامسة في شهر تشعل فيه الشعوب العربية شعلة الحرية والكرامة
والانطلاق. وتدخل الوثائقية هذه المناسبة الاستثنائية في العالم العربي
بباقة من
إنتاجاتها حول الربيع العربي.
الجزيرة الوثائقية واكبت تلك الثورات بطريقتها وبروحيتها وأنتجت
مجموعة كبيرة من
الأفلام عن الثورات سيتم عرضها تباعا خلال الذكرى الأولى للثورات العربية
في شهر
يناير . وقد تنوعت مواضيع هذه الأفلام ولكنها في مجملها تحاول أن تقدم صورة
متكاملة
للثورات من كل جوانبها. ويمكن تقسيم الأفلام التي أنتجتها الجزيرة
الوثائقية حول
الربيع العربي إلى ثلاثة أصناف سنقدم لكل صنف منها بمثالين أو
اثنين تاركين للجمهور
الكريم فرصة اكتشافها جميعا على مدار شهر يناير:
أفلام وثقت للمكان..
منذ اتضح للعالم
أن حرق البوعزيزي نفسه لم يكن حدثا عابرا وأنه أصبح لهيبا لشعوب تحترق من
أجل
الحرية صار للكاميرا دور آخر غير الدور الإخباري فقط. لقد سابقت الزمن
لتوقف اللحظة
في لحظتها وتوثق الحدث كما بدأ وكما ينطلق دون يقين دقيق
بمنتهى الأحداث وإلى أين
ستؤول. هنا اتخذت بعض الأفلام اتجاه التوثيق للمكان باعتباره كان حاضن
الثورات
وسيظل شاهدا عليها. ومن أهم تلك الأفلام التي سنشاهدها
:
تالة : فيلم "تالة"
الذي يوثق لما حدث في مدينة تالة الواقعة في الوسط الغربي التونسي والتي لا
تبعد
كثيرا عن سيدي بوزيد مهد الثورة إلا قليلا. فلئن استأثرت سيدي بوزيد
بالنصيب الأوفر
من التغطية فإن مدينة "تالة" شهدت سقوط عدد كبير من الشهداء بل
أكثر عددا ممن سقطوا
في بوزيد نفسها. يبدو المكان خلاقا للأمل بعدما ارتوى بالدماء.. فرغم الفقر
والتهميش كانت مدينة "تالة" كريمة على الشعب التونسي بشهدائها ودفعت الثورة
إلى
الأمام. وكان لها أثرها الحاسم في مجريات الأحداث.
جمهورية التحرير : فيلم
"جمهورية التحرير" يقدم ذاكرة ميدان التحرير ورمزية المكان الجبارة..
ويعتبره حالة
نادرة الحدوث ومشهد من المهم توثيقه، في حالة وثائقية تعبر عن ما دار على
أرض
التحرير ولكن ليس فقط من منظور الثورة ، ولكن أيضا من أفق النموذج الحاكم
لما ينبغي
تجسيده في المستقبل. المصريون لم يتظاهروا فقط في التحرير
كمكان وإنما باحتلالهم
المكان سيطروا على الأفكار وأمسكوا بمصيرهم بين أيديهم. صناعة "التحرير" في
حركة
الناس على الأرض بذلك المشهد المليوني الهادر كان هدفه تفكيك معالم العالم
القديم
ليضعوا في الميدان معالم العالم الجديد. وبالتالي نحن أمام
فرصة ملهمة لتوثيق
فعاليات الثورة وتأطير الرؤى والخروج بخلاصات مهمة يجب أن لا تنسى عند بناء
المستقبل. وفي نفس الوقت نحن أيضا أمام توثيق لما جرى بالفعل في عين المكان
.. لقد
كان الميدان شاهدا على لحظة الهدم والبناء..
ثورة الغريب : السويس وثورة الغريب
في عمل وثائقي يتحدث عن قصة السويس ودورها في نسج ثورتها
الخاصة. وتكمن البطولة
الحقيقية في قدرة مدينة السويس على تحويل كل مفردة من مفرداتها إلى حالة
ثائرة
دائمة.. سيما ونحن نتحدث عن مدينة يرسب فيها مرشح الحزب الوطني دائما.
ونتحدث عن
أول شهيد وآخر شهيد للثورة..
الكاميرا تتجول ترصد المكبوت في المكان وكل ما
يختزل حالة الثورة الساكنة ..الشيخ حافظ في مسجده الكابتن
غزالي في مقهاه، الناس
تقرأ الفاتحة في مسجدي الغريب والأربعين وتتسع الكاميرا لكافة العناصر التي
شاركت
في الثورة وهي تترقب وتتهيأ، كما تتسع لكافة مظاهر الحياة التي عند انكسار
التوازن
الهش تصبح لحظات من التمرد المصبوب الذي يعصر اللحظات إلى ذروة لا تهدأ.
وتدور
حكاية المدينة عبر عدة حكايات بسيطة، منها ما ينشط فيستدعي
الذاكرة التي تبحث عن
القيادات الحقيقية مثل الشيخ حافظ سلامة وتبدأ القصص في التداعي عن حافظ
سلامة الذي
قاوم والذي يحتضن الثورة، يختلط أكتوبر بـ يناير
لقد حاولت الأفلام التي
أنتجتها الجزيرة الوثائقية في هذا الصدد أن تستكشف عبقرية
المكان وجمالية الخراب
الظاهر أثناء أعمال العنف والحرائق والدخان.. المكان وهو يحترق فإنه ينظف
نفسه من
نفايات الماضي معدا التربة إلى نبت جديد.
أفلام تجري وراء الأحداث...
الحدث
إذا لم توثقه
الذاكرة يطمسه مزورو التاريخ... والذاكرة قد تكون نقشا على جدار أو
صورة في الذهن يلملمها صاحبها بصعوبة عبر السنين وأبهى نموذج
للذاكرة هي الصورة
وحركة الناس الذين قضوا في الصورة.. لذلك فإن الربيع العربي كان حدثا جبارا
يتطلب
ذاكرة جبارة لاستيعاب تفاصيله التي لا تحصى.. ولكن جبروت الحدث - الربيع
أنه يعري
ما مضى لنقرأه بلون أخضر بعدما كانت الأرض صفراء شاحبة. في هذا
الإطار يندرج فيلم
الجزيرة الوثائقية "بوسليم المجزرة المنسية" ليكشف النقاب عن ذاكرة مكان
مرعب لحدث
أكثر رعبا في الذاكرة الليبية.. أكثر من 1200 سجين سياسي ليبي قضوا برصاص
العقيد
القذافي سنة 1996 .. ولم يسمع أهاليهم بأمره إلا في سنوات
الألفين.. حدث يثقب ذاكرة
الشعب الليبي وجاءت الثورة الليبية لتسد هذا الثقب وتلحق شهداء نسيهم الزمن
إلى
قافلة شهداء ليبيا بل كرّمهم الشعب الليبي واعتبر شهداء بوسليم هم الأصل في
درس
الشهادة.. وفي مثل يوم استشهادهم بدأت الثورة.
تشاهدون أيضا على الجزيرة
الوثائقية خلال هذا الشهر فيلما بعنوان " اللحظات الأخيرة" وهو
يوثق للحظات
الأخيرة للرئيس المصري السابق "محمد حسني مبارك", كيف تعامل مع آخر دقائق
رئاسته
للجمهورية المصرية قبل التنحي, ما هي كواليس إعلان القرار؟ وكيف كان وقع
الفرحة
الصاخبة التي شملت مصر كلها على الرئيس المصري السابق؟ كيف
تحدث إلى عائلته؟ و كيف
كانت ردود أفعالهم, أسئلة كثيرة يتحدث عنها الذين شهدوا هذه اللحظات أو
بعضها,
يحكون لنا كيف مرت هذه اللحظات على الرئيس
المصري السابق, كيف تعامل معه المقربون
منه والمتحلّقون حوله على الداوم منذ بداية الأزمة. فلئن وثقت
الأفلام كثيرا للحظات
الانتصار الأخيرة الشعب المظلوم فقد حاول هذا الفيلم التوثيق للحظات
الأخيرة لهزيمة
الظالم.
لم تهمل أفلام الجزيرة غرائب الأحداث في الربيع العربي ولعل أغربها
جميعا ما اصطلح عليه بمعركة الجمل.. في ذلك اليوم الثوري الصاخب والمنظم
بمنطق
الثورة وبمواصفات الاحتجاج الحضاري في القرن الواحد والعشرين
يطل على الثورة
المصرية مشهد قادم من غياهب التاريخ يقتحم مدنية التحرير وساحة الأفكار..
"معركة
الجمل" فيلم استقصائي يبحث في تفاصيل موقعة الجمل التي شهدها ميدان التحرير
في تاسع
أيام الثورة المصرية، جمال وبغال وحمير تتحرك لتصل إلى وسط العاصمة المصرية
القاهرة
، بعد أن مرت وسط الدبابات التي تحيط بمبني التليفزيون !!
فما الذي حدث في هذا
الأربعاء الدامي ؟ يحاول الفيلم الإجابة عن عدد من الأسئلة الهامة :من أين
جاءت
تلك الدواب ؟ من الذي حركها ؟ كيف كان خط السير وأين كانت نقطة التجمع ؟
ما هي
الأسلحة المستخدمة ؟ شهادات المشاركين .. غنائم المعركة
..
هذه النوعية من الأفلام التي ستعرضها الجزيرة الوثائقية خلال شهر
الثورات تنتمي
في أغلبها إلى التوثيق الاستقصائي الذي يبحث في دقائق الأمور والمسببات
والأسباب
لفك أسرار المشهد الظاهر..
أفلام على ضفاف الثورة...
ونقصد
بها الأفلام التي أنتجتها الوثائقية لترصد القصص الجميلة والتفاصيل
الإنسانية
والحكايات الشخصية والانفعالات الفردية والجماعية من حدث الثورة كما تضمنت
هذه
الأفلام الدروس الثقافية والجمالية المستخلصة من الثورات..
ففيلم "لا خوف بعد
اليوم" الذي شاركت به الجزيرة الوثائقية في مهرجان كان الأخير
يقطف من الثورة أهم
قيمها وهي قيمة الحرية والانعتاق من عقد الخوف التي رسختها الدكتاتوريات في
النفوس
وذلك من خلال ثلاثة نماذج لمعارضين وإعلاميين تونسيين عاشوا في قهر يومي
وتشريد
واعتقال في عهد نظام بن علي.. ولكنهم لم يطأطئوا رؤوسهم ..
أراد المخرج أن يلتقط
انفعالاتهم لحظة سقوط نظام بن علي حيث نجد أن المناضل المعروف حمة الهمامي
يفطر
فطروه الصباحي مع عائلته لأول مرة بدون خوف من زائر ثقيل ترسله الداخلية.
ونجد
استفاقة على عالم من دون خوف يتمنى الجميع اتساعه..
ستعرض الوثائقية في هذا
الإطار أيضا فيلما بعنوان "كيف تسقط دكتاتورا" الذي يدّعي أنه
يرسي الخطوات العشر
التي استخدمتها القوى المعارضة المصرية لتحطيم نظام مبارك و إنهاكه, على
مدار
سنوات طويلة, شيئا فشيئا,لتتويجها في النهاية بالخطوة الأخيرة الناجحة
المتمثلة في
انتفاضة الثورة المصرية في 25 يناير 2011, والتي مهدت لها سلسلة طويلة من
الخطوات
التي أثبتت فعاليتها في هذه اللحظة الحاسمة عبر عملها على
المدى الطويل, كآليات
ساهمت بشكل فعلي في التحطيم المتواصل, و المتراكم في أثره على ضآلته,
لتمثال
الديكتاتور المصري.. وهذا درس آخر من دروس الثورات العربية وهو درس التراكم
النضالي
والصبر على المبدأ.
أما فيلم "المشهد" فيتناول أهم اللقطات والمشاهد, التي تناقلتها وسائل
الإعلام
بكثافة خلال الثورة المصرية, و كذلك الجمهور على المواقع الاجتماعية
الإلكترونية,
الفيسبوك ويوتيوب, صنعت هذه المشاهد عبر
دلالتها العميقة, جنباً إلى جنب, مشهداً
كبيراً واحداً, يحكي للجميع التفاصيل الكاملة للثورة..
كذلك فيلم "مجلس قيادة
الثورة" فهو فيلم وثائقيّ استقصائي يجيب عن سؤال : من هو
القائد؟ "القائد" الفعليّ
للثورة, عن محركها الأساسي وداعمها على الاستمرار, عبر اختبار فرضيات
متعددة عن :"
ثورة بلا قائد", عن "مجموعة من الأسماء والتيارات" التي
لعبت دور المايسترو في
الثورة المصرية, وكذلك الفرضيات المختلفة و المتعددة لقيادة الثورة من
ضمنها نظرية
المؤامرة التي تضع التدخلات الغربية والأجنبي في مقدمة المسئولين عن تطور
وترتيب
الأحداث..
إضافة إلى هذه النماذج التي تحدثنا عنها ستشاهدون سلسلة يومية بعنوان
يوميات
الثورة المصرية كما سنشاهد فيلاما عن الثورة اليمنية وآخر عن الثورة
الليبية.
وستعرض الوثائقية أفلاما أنتجتها الجزيرة
العربية عن الثورات ليكون هذا الشهر
مستوفيا إلى حد كبير باستحقاقات الثورة توثيقيا وإعلاميا. في
انتظار أعمال أخرى
وجهود مستقبلية لصنع أفلام أخرى متنوعة بعدما يهدأ غبار الثورات. لأن جل
هذه
الأفلام التي ستبثها الوثائقية أنتجتها في وقت قياسي وفي ظروف أمنية
ولوجستية صعبة
واستثنائية.
وفيما يلي قائمة في الأفلام التي ستشاهدونها خلال شهر الثورات :
الثورة التونسية
:
-
تونس
2011 ثورة كرامة
-
تونس
وتستمر الثورة
-
مخالب
بن علي
في
فرنسا
-
شفرة
بن علي
-
تاله
-
سيدي
بو زيد .. ثورة المظلوم
-
لا
خوف بعد
اليوم
-
المعارض
-
الجمهورية الثانية ولكن
الثورة المصرية
:
-
الصامتون يتكلمون مصر
-
صناعة
الكذب
-
دولة
رجال الأعمال
-
يوميات التحرير
-
جمهورية التحرير
-
مجلس
قيادة الثورة
-
فنون
ثورية
مصر
-
كيف
تسقط ديكتاتور
-
اللحظات الأخيرة
-
ثورة
الغريب
-
المشهد
مصر
-
يوميات الثورة المصرية
-
الشعب
لجان
-
معركة
الجمل
-
حافظ
سلامة
..
شيخ المجاهدين
الثورة الليبية
:
-
مصراتة – ليبيا
-
بوسليم المجزرة المنسية
-
36
ساعة من
بنغازي الى بن جواد
اليمن
:
الجزيرة الوثائقية في
01/01/2012 |