·
زواجي من الوسط الفني أفادني
·
»تيتة رهيبة« يجمعني بهنيدي.. وأعتز بـ»مسك الليل«
أجمع النقاد أنها الأكثر شبها من حيث الأداء بالفنانة الراحلة سامية
جمال ولكن ليس من ناحية الاستعراض الفني والتابلوهات الراقصة, بل في الأداء
السينمائي وتجسيد الأدوار التي ترشح لها.
سامية عاطف تألقت منذ أول اعمالها على خشبة المسرح وهي طالبة في معهد
الفنون المسرحية, وتوالت بعدها أعمالها الدرامية التلفزيونية والسينمائية
مع أشهر النجوم, والآن تستعد لمفاجأة سينمائية, تتناسب مع موهبتها.
·
هل انت غير محظوظة? وهل تشعرين
بالرضا عما قدمت حتى الآن?
أشعر بالرضا الكامل عنها, ولم أقدم عملا لا أشعر بالاقتناع الكامل به,
ولا يمكن أن أكون غير محظوظة لانني أبذل أقصى مجهود في انتقاء أعمالي بحيث
يضيف لي كل عمل ما لم يضفه العمل الذي يسبقه, وأيضا أبذل مجهودا أكبر في
التفاعل مع الشخصية التي أرشح لها وأجتهد كثيرا في تأديتها و90 % من
الشخصيات التي أظهر بها سواء في السينما أو التلفزيون أبتكرها وأحدد
ملامحها أمام الكاميرا وليس النص الذي أحصل عليه ويسعدني دائما اعجاب فريق
العمل والجمهور بالشخصية التي اجسدها وتتفوق في أحيان كثيرة على النص, ولكن
لا جدال أنني لم أحقق ما يتناسب مع موهبتي الفنية على الاطلاق.
·
البعض يقارن بينك وبين الفنانة
الراحلة سامية جمال من ناحية الأداء التمثيلي وليس الاستعراض, فماذا يمثل
لك ذلك?
شرف كبير مقارنتي بالفنانة الكبيرة سامية جمال التي قدمت أروع الأفلام
العربية وتنتمي للجيل الذهبي الذي كتب تاريخ السينما المصرية فلا جدال أن
الأداء المقنع الراقي يبقى كثيرا في ذاكرة الجمهور وأتمنى أن أبلغ مكانتها
الكبيرة لدى الجمهور المصري والعربي من حيث القدرة على تقمص الأدوار التي
أؤديها والتعايش معها.
·
تخرجت في معهد الفنون المسرحية
أي درست التمثيل أكاديميا, فما ردك على من يعتبرون الفن موهبة فقط وليس
دراسة?
ولماذا لا تقترن الموهبة بالدراسة التي تهدف الى صقل الموهبة في نهاية
الأمر, فالفنان غير الدارس للتمثيل مهما بلغت مكانته يحتاج الى مجهود كبير
من فريق العمل في تجهيزه لعمل بعينه سواء تلفزيوني أو سينمائي.
·
لكن لا تنسي أن هناك أسماء فنية
كبيرة لم تدرس التمثيل وأبسط مثال النجم عادل امام?
لا أحد يشكك في قدرات مثل هؤلاء الفنانين الكبار, فهم أساتذتنا في
التمثيل ونتعلم منهم وشرف كبير لنا أن نشارك ولو بمشهد واحد في عمل يقدمونه
ولكن لكل قاعدة استثناء, فلا يعني أن الفنان عادل امام متألق دون أن يدرس
التمثيل أن جميع الفنانين قادرون على بلوغ مكانته, لان قدراته غير عادية
وأنه يستحق المكانة التي بلغها ولكن أيضا لا يعني ذلك امكان تكرار أو
استنساخ عادل امام آخر.
·
بدايتك جاءت بتألق واضح في
المسرح, ثم ابتعاد تام عنه, لماذا?
لا يمكن أن أبتعد عن المسرح لأنني أعشقه, بل أشعر وأنا على خشبته
وكأني أحلق في الفضاء بمفردي ويكفي أنني قدمت أشهر أعمالي الفنية على خشبة
المسرح مثل لص بغداد ورجل القلعة عام 2005 وطرائيعو عام 2002 وحلاق بغداد
عام 1999, ولكني أقولها بصراحة لا أجد نصا مسرحيا يجدر تقديمه الآن ومعظم
العروض المسرحية ضعيفة وحتى مسرح القطاع الخاص الذي كان يقدم من خلاله
النجوم محمد صبحي وسعيد صالح وعادل امام وأحمد بدير وسمير غانم وغيرهم أجرأ
الأعمال الفنية المسرحية تراجع تماما.
·
شهد العام الماضي تألقك بشدة في
ثلاثة أعمال, والعام الحالي شهد اختفاء كاملا لماذا?
بالفعل عام 2010 كان من أجمل السنوات الفنية التي مرت علي حيث شاركت
في ثلاثة أعمال فنية وهي مسلسلا " بابا نور" و"اختفاء سعيد مهران "والمسلسل
الاذاعي "يا أنا يا أنت " وجميعها حققت نجاحا كبيرا, وأشاد بي النقاد, ولكن
استمرارا لسوء الحظ والظروف التي تمر بها البلاد وتسببت في كساد فني سواء
في السينما أو التلفزيون, لم أترشح لأي عمل فني الا منذ أسابيع قليلة ولكن
عوضني أنه لفيلم سينمائي جديد يقوم ببطولته الفنان محمد هنيدي وهو "تيتة
رهيبة ".
·
ما أبرز الأعمال الفنية التي
تعتزين بمشاركتك بها?
أعتز كثيرا بمسلسلات "مسك الليل" و"امرأة فوق القمة" و"حنان وحنين .
·
الزواج من الوسط الفني هل يفيد
الفنانة أم يضرها?
يفيدها كثيرا ويضيف اليها الكثير, فمنذ زواجي من الفنان مجدي بدر,
شعرت أنني أصبحت أكثر قدرة على العطاء الفني والاختيار الجيد للأعمال, فكل
منا أصبح مستشارا فنيا للآخر, أيضا الزواج الفني يجعل كل طرف على دراية
كاملة بهموم المهنة ومتاعبها, ويدفع كل منهما الى أن يقدر المجهود الذي
يبذله الآخر ويتفهم ظروفه, فمميزاته أكثر من عيوبه.
·
غيرة النجاح ألم تدخل بينكما?
مستحيل هل يمكن ان أغار من نجاح زوجي أو يغار هو من نجاحي?, فكل منا
يحلم بالنجاح للآخر, بل أنا أكثر من يوجه النقد الفني لزوجي وهو من أشد
النقاد لأْعمالي ويصارحني بأخطائي في أي عمل أقدمه بصراحة شديدة وبلا
مجاملة, فكل منا يهمه مصلحة الآخر.
·
ألا تتمنيان تقديم عمل فني
يجمعكما مجددا?
نتمنى ذلك وأعتقد أن ذلك سيكون في القريب العاجل, وهناك بعض
السيناريوهات التي نقرؤها معا وفي حالة استقرارنا على عمل بعينه لن نتردد
في تقديمه.
السياسة الكويتية في
26/12/2011
نجوم عالميون ينعشون السينما المصريَّة
كتب: القاهرة - رولا عسران
يبدو أن الأيام المقبلة ستشهد انتعاشة على مائدة السينما المصرية التي
سيحل عليها ضيوف من مختلف أنحاء العالم، كضيوف شرف لأفلام كبار النجوم
المصريين والعرب.
دعا الممثل المصري أحمد السقا النجم الهندي العالمي شاروخان للظهور في
فيلمه الجديد «المصلحة»، والذي يشارك في بطولته مع أحمد عز، فجاءت موافقة
شاروخان مفاجأة للسقا.
كان اللقاء بين السقا وشاروخان قد بدأ في كواليس مهرجان «مراكش» في
المغرب الذي حضره كل منهما، ودار بينهما حوار طويل حول السينما المصرية
والعالمية ومكانة كل منهما، وأبدى شاروخان إعجابه الشديد بما فعله المصريون
في ثورة يناير، وطالب المصريين بتقديم سينما تليق بما فعلوه.
على رغم أن السقا كان أحد أشد المعادين للثورة المصرية، إلا أنه عرض
على النجم الهندي الظهور كضيف شرف في فيلمه الجديد «المصلحة»، فما كان من
شاروخان إلا أن وافق على عرض السقا فوراً، بل أخبر السقا أنه موافق على
الظهور في المكان الذي سيحدده هو وبالمساحة التي يرضاها السقا ومخرج العمل،
حتى من دون أن يعرف اسم الفيلم والذي تخرجه ساندرا نشأت.
السقا من جهته سارع إلى الاتصال بالموزع محمد حسن رمزي ليخبره بموافقة
شروخان على الظهور كضيف شرف في الفيلم، فعلم منه أن الفيلم متوقف لأسباب
إنتاجية، لكن هذا الخبر سيؤدي إلى المباشرة بالتصوير، لأن وجود نجم في
مكانة شاروخان ستسهل عملية توزيعه، وترفع من إيراداته.
من جهة أخرى، وافق النجم العالمي توم كروز على مشاركة جمال سليمان
بطولة فيلم سينمائي جديد يشارك فيه عدد كبير من نجوم السينما العرب. العرض
تلقاه كروز في ظروف مشابهة لظروف موافقة شاروخان على فيلم «المصلحة»، إذ
تواجد كل من سليمان وكروز ضمن كواليس مهرجان «دبي» السينمائي، ودار بينهما
حوار في حضور الشيخ محمد بن زايد أمير دبي، الذي اقترح فكرة إنتاج فيلم
سينمائي يشارك في بطولته توم كروز وجمال سليمان مع مجموعة من النجوم العرب
على أن يخرجه أحد مخرجي السينما الكبار في مصر، ويكتب له السيناريو أحد أهم
الكتاب أيضاً، وهو العرض الذي وافق عليه كروز بشرط أن يتم تقديم سيناريو
يليق بالنجوم.
مهنّد
لم يجد النجم التركي كيفانج تاتيلونج «مهند» أزمة في الظهور كضيف شرف
في أحد الأفلام المصرية على أن يجد دوراً مناسباً له، ذلك بعد عروض عدة
تلقاها من بعض المنتجين في مصر، في حين رفض مهند الظهور كضيف شرف في
الكليبات، وهي العروض التي تلقاها من بعض المطربات المصريات واللبنانيات،
أحدثهن إليسا ونانسي عجرم.
يبدو كأن هذه الأحداث اللافتة ستأتي كمحاولة إنعاش للسينما المصرية
بعد ثورة يناير التي لاقت فيها السينما حالة من الكساد، انعكست على إيرادات
الأفلام التي عُرضت خلال مواسم العام، بما فيها الأعياد.
من جهته، يرى المنتج هاني جرجس فوزي أن أي طريقة لإنعاش السينما
المصرية هي محاولة تحسب لصاحبها، «فنحن في أشد الحاجة إلى مثل هذه
المحاولات راهناً، خصوصاً بعد الحال التي وصلنا إليها.
فيما يوضح المنتج هشام عبد الخالق أن السينما المصرية بدأت في الخفوت
ولا بد من إنقاذها، يبدي السيناريست نادر صلاح الدين قلقه وخوفه على الحال
التي وصلت إليها السينما المصرية، مؤكداً أن الخوف الحقيقي في هروب الكوادر
السينمائية واتجاهها إلى العمل في أي مجال آخر، وهو مؤشر خطير على السينما
المصرية التي كانت إحدى أهم الصناعات في العالم العربي.
في الوقت نفسه، يقول المخرج علي رجب إنه في انتظار انتعاشة جديدة
للسينما المصرية تساعد في عودتها إلى مصاف الصناعات الكبرى في العالم
العربي، وعلينا أن نحترم المحاولات كافة في هذا المجال ونتمنى لها النجاح.
الكلام نفسه يتفق عليه المنتج محمد السبكي الذي يذكر أن ظهور أي
محاولة تضيف إلى السينما المصرية تعد عاملاً مهماً ومؤثراً، ويتابع: «لا
أعرف شيئاً عن موافقة هؤلاء النجوم على الظهور في أفلامنا، لكن إن كان قد
حدث فهو أمر مهم ويستحق التحية لكل من شارك في الحصول على هذه الموافقات}.
الجريدة الكويتية في
26/12/2011
السينما المصرية… تأملات آخر العام
محمد بدر الدين
هل 2011 في السينما المصرية، الذي يوشك على الانقضاء، عام فقير مجدب
أم ثري معطاء؟!
الحق أنه عام الثورة في مصر، والثورات لا تعطي ثمارها سريعاً، خصوصاً
في مجالات الثقافة والفنون والإبداع، لكن الثورة هي الحدث الأكبر الذي قد
يعطي، وإن تدريجاً، مناخاً صحياً، تزدهر فيه هذه المجالات وتتقدم، بل
ويتفجر فيها أيضاً ما يشبه الثورات.
السينما المصرية توعد بالكثير من هذا، خصوصاً أن الفن مثل الوطن في
مصر، كل منهما كان حافلاً بإمكانات التغيير، وقد كانت هناك بشائر وإشارات،
تومئ إلى أن السينما المصرية تعتمل الآن بشيء جديد.
لعل في مقدمة ذلك الجديد، اجتهادات السينما التي تنامت في السنوات
الأخيرة، خصوصاً تحت عنوان عريض هو «السينما المستقلة»، وهي نوعية سينما
أكثر ما يميزها في تقديرنا ليس حداثة التقنيات، بل ما تؤدي إليه هذه
التقنيات الحديثة من عدم الخضوع للسوق السينمائي بشروطه، ولضرورات الإنتاج
كبير التكلفة، ولشركات الإنتاج الضخمة بقيودها، في كلمة واحدة: «الحرية»،
وما الحرية إلا أولى الأهداف التي قامت لأجلها ثورة 25 يناير الشعبية.
حينما قامت هذه الثورة، كان يبدأ مع أيامها الأولى، بالمصادفة، عرض
أحد أفلام السينما المستقلة الناجحة وهو «ميكروفون» إخراج أحمد عبد الله
السيد وبطولة خالد أبو النجا الذي شارك في الإنتاج ويسرا اللوزي وغيرهما،
معبراً عن روح جديدة، وليس فحسب تقنية جديدة، بل معبراً أيضاً في موضوعه عن
القضية نفسها: «الحرية»!
بطل الفيلم هو الجيل الجديد، بغنائه وأشعاره الجديدة، من خلال فرق
غنائية حديثة في الإسكندرية، تريد أن تملك حريتها بالكامل، لكن النظام
السلطوي البوليسي القائم يعاند ويقمع، ويحد من الحريات بقسوة وغباء. هو
النظام الذي سقط في الواقع، على الأقل رأسه وجزء كبير من عاموده الفقري
حتى الآن، إذ لا يمكن أن يحمي أي نظام سلطوي بوليسي معاندته وقمعه، ومهما
بلغ أو أوغل في القسوة والغباء!
في منتصف العام (ضمن سينما فترة الصيف) عرض فيلم آخر بالغ الأهمية، من
«السينما المستقلة»، هو «حاوي» للمخرج إبراهيم البطوط، والفيلم لم يأت
ببساطة فيلم مخرجه السابق «عين شمس»، ولا في الوضوح الذي يقترب من المباشرة
في فيلم «ميكروفون»، لأن «حاوي» بحكم طبيعة قضيته الفلسفية ومضمونه
والزوايا التي ينظر منها، جاءت بنيته كقصيد شعري موح مكثف، يتطلب ويحسن أن
يعاد تلقيه أكثر من مرة، حتى يشع ويمتع أكثر. للفيلم أبعاده الفلسفية
والسياسية والاجتماعية في آن، يلقي أضواءه على أزمة الإنسان المصري
الراهنة، من خلال أسلوبية خاصة تستند إلى طزاجة الأحاسيس ونضارة الصورة
والجرأة في السرد السينمائي وتقطيع المونتاج، وأيضاً في مدى تلقائية الأداء
التمثيلي، بل إن الفيلم يعتمد على غير المحترفين في التمثيل بينهم المخرج
نفسه، إنها الروح الجديدة تعلن مولدها في السينما المصرية، متواكبة مع
الروح الجديدة في الوطن ككل التي أعلنت ثورتها.
من طريق آخر يأتي فيلم خالد يوسف «كف القمر»، ليكمل مشروعه السينمائي
الفكري السياسي مع الكاتب ناصر عبد الرحمن، لنصبح أمام ثلاثية جمعت بينهما
(حين ميسرة ـ دكان شحاتة ـ كف القمر)، ويمكن اعتبارها رباعية إذا أضفنا
كعمل سبق الثلاثية فيلم «هي فوضى»، الذي وضع فيه اسم خالد يوسف إلى جانب
اسم أستاذه الرائد الراحل يوسف شاهين، ومن تأليف الكاتب نفسه. إنه المشروع
السينمائي الذي يكاد يتصدر مشهد السينما المصرية المعاصر من حيث تجسيد رؤية
فكرية سياسية «معارضة»، بالمعنى الدقيق لتعبير المعارضة، ومن خلال شكل
الواقعية النقدية، بالمعنى الدقيق أيضاً لها، والحق أن ذلك المشروع
السينمائي بموقفه السياسي المعارض، للواقع السياسي والاجتماعي في عصر
ديكتاتورية مبارك، هو إلى جانب تجارب أخرى (لداود عبد السيد ومحمد أمين
وغيرهما) أعمال تشرف السينما المصرية، وتؤكد أن السينما لم تكن غائبة قبل
الثورة في معارضة وتعرية انحرافات الواقع في زمن مبارك، وإدانة المسؤولين
عنها كلهم… إنها أيضاً أعمال توثق وتؤرخ حتى وهي لا تقصد سوى أن تعبر
وتبدع، ويمكن الرجوع إليها في فهم وتفسير ذلك الزمن بترديه على مختلف
الأصعدة.
أهم بل أحسن أفلام 2011 في السينما المصرية إلى جانب «كف القمر»
للمخرج خالد يوسف، ثلاثة أفلام هي الأفلام الأولى أو الثانية لمخرجيها
(«حاوي» الفيلم الثاني لإبراهيم البطوط، «المسافر» الفيلم الأول لأحمد
ماهر، «ميكروفون» الفيلم الثاني لأحمد عبد الله السيد).
إنه تأكيد على غنى مصر وفنها وسينماها، بالمواهب وروح الحداثة، وتأكيد
على أن سينما جديدة مقبلة… وليس مجرد سينما شباب! والفارق كبير بين
الأمرين، وكم عانينا من «سينما شباب» لا تختلف عن السينما العجوز البالية
في شيء!
الجريدة الكويتية في
26/12/2011
بعد اتهامهم بعدم الانتماء
شبح الجنسية الأجنبية يطارد نجوم الفن في مصر
القاهرة - أميرة رشاد
بعد ثورة 25 يناير خرج عشرات الفنانين إلى ميدان التحرير ليطالبوا مع
الملايين بسقوط النظام، لكن كان هناك من يترصد بعض هؤلاء الفنانين ويبحث عن
أي اتهامات قد تهز صورتهم أمام الجمهور، فلم يجدوا أفضل من اتهامهم بعدم
الانتماء لأنهم يحملون جنسية أخرى وكأن الجنسية الأخرى تهمة مخلة بالشرف.
ففي الفترة الماضية واجهت الفنانة تيسير فهمي اتهامات عديدة بأنها لا تفكر
في مصلحة مصر وتسعى للبحث عن دور والتواجد وسط الأضواء، وكل ذلك لأنها تحمل
الجنسية الأميركية كما أتهم البعض الفنان عمرو واكد كذلك بعدم الانتماء
بدعوى أنه يحمل الجنسية الفرنسية كما دخلت الفنانة علا غانم نفس دائرة
الاتهام لأنها تسعى للحصول على الجنسية الأميركية خاصة أنها متزوجة من رجل
أعمال مصري - أميركي. ولم يسلم المخرج محمد خان من نفس الاتهامات، فهو في
الأساس يحمل الجنسية البريطانية ولا يحمل الجنسية المصرية ويسعى للحصول
عليها منذ سنوات لكنه فشل في تحقيق هدفه. وتعلق الفنانة تيسير فهمي على
اتهامها بعدم الانتماء لأنها تحمل جنسية أميركية قائلة: هذا كلام غريب جدا
ولا أعرف لمصلحة من يتم ترويجه، فأنا مصرية حتى النخاع وامتلاكي جنسية أخرى
لا يقلل من حبي لبلدي خاصة أن هناك آلاف المصريين الذين يعملون في أوروبا
وأميركا ويحملون جنسيات أجنبية لكنهم في نفس الوقت يعشقون بلدهم. وأضافت
تيسير فهمي: هل من المعقول أن نتهم شخصاً مثل طبيب القلب العالمي مجدي
يعقوب بعدم الانتماء لأنه يحمل الجنسية البريطانية، فالانتماء ليس جواز سفر
ولكنه عمل دائم ومتواصل من أجل خدمة الوطن الذي ننتمي له وأعتقد أن كل
أعمالي ترسخ قيماً مصرية وعربية نبيلة، كما أنني معروفة للجميع بأنني ممثلة
ومواطنة مصرية وانتمائي لوطني مسألة منتهية ولا تقبل أي مزايدات. وتقول
الفنانة علا غانم: أنا مصرية حتى النخاع ولا أقبل التشكيك في وطنيتي
وانتمائي لبلدي لمجرد أنني متزوجة من رجل يحمل الجنسيتين المصرية
والأميركية، فهذا لا يعتبر تهمة وهناك آلاف المواطنين المصريين الشرفاء
الذين يحملون جنسيات أخرى ومع ذلك ينتمون لوطنهم ربما أكثر من الذين يحملون
الجنسية المصرية فقط. وأضافت علا غانم: خلال الفترة الماضية خرجت اتهامات
كثيرة تجاه بعض الفنانين دون أسباب واضحة، ولا أعتقد أن الجمهور المصري
والعربي الواعي سيتأثر بمثل هذه المهاترات لأن الجنسية الأخرى ليست بدعة،
والغريب أن يضعوني في هذه المنطقة رغم أنني لا أحمل سوى الجنسية المصرية.
ورفض الفنان عمرو وأكد اتهامه بعدم الانتماء لكونه متزوجا من فرنسية وقال:
هذه مسألة شخصية ولا أسمح لأحد أن يقترب منها، فحياتي الخاصة ملكي أنا فقط
ولا يجوز لأي إنسان أن يقترب منها، وأنا أعرف من وراء هذه الاتهامات، فهم
بالتأكيد أعوان النظام السابق الذين أزعجهم رفض مجموعة من الفنانين أتشرف
بأنني واحد منهم لبقاء مبارك في الحكم. وأوضح عمرو واكد أنه متزوج منذ عدة
سنوات ولم يثار مثل هذا الكلام إلا بعد سقوط نظام مبارك، مؤكدا أنه لم يسع
للحصول على أي جنسية بخلاف الجنسية المصرية لأنه يعتز بانتمائه لمصر. ومن
جانبه يقول المخرج الكبير محمد خان: الكلام على أنني بريطاني ولا أحمل
الجنسية كلام مضحك لأنني مصري المولد والثقافة والعمل، وسعيت سنوات طويلة
للحصول على الجنسية المصرية دون جدوى، لدرجة أن عشرات السينمائيين أطلقوا
حملة من أجل حصولي على الجنسية المصرية. وأضاف محمد خان: ربما يكون وجودي
في ميدان التحرير وتضامني مع الثوار ومطالبهم سببا في اتهامي بأنني لست
مصريا، رغم أنني أشارك في جميع المهرجانات السينمائية في مختلف أنحاء
العالم باعتباري مخرجا مصريا.
النهار الكويتية في
26/12/2011 |