يحفل الموسم السينمائي المصري في إجازة نصف العام بكمّ من الأفلام
تأجل معظمها مراراً لظروف سياسية وأمنية ومالية، فقرر أصحابها عرضها في هذا
الوقت من السنة خشية أن تضيع في متاهات الاضطرابات الحاصلة على أكثر من
صعيد، التي يبدو أنها لن تتوقف في المستقبل القريب، فيذهب جهدهم هباء. يبلغ
عدد هذه الأفلام حوالي 15 فيلماً في سابقة لم يشهدها هذا الموسم منذ زمن.
تتنوع الأفلام التي ستعرض في هذا الموسم، بعضها جُهِّز منذ فترة ليست
قريبة وتأجل لأسباب مختلفة، من هذه الأفلام:
«جدو حبيبي»، تأليف زينب عزيز، إخراج علي إدريس، وبطولة: محمود ياسين،
لبنى عبد العزيز، بشرى، أحمد فهمي. تتمحور القصة حول فتاة تعود إلى الوطن
لتعيش مع جدها (محمود ياسين) بعد غربة طويلة في الخارج، وتقع مفارقات ناشئة
عن اختلاف العادات والتقاليد وطبيعة الحياة، إلا أنها في النهاية تتأقلم مع
بيئتها وتكتشف أن جدها شخصية رائعة.
«عمر وسلمى3»، قصة تامر حسني وبطولته، إخراج محمد سامي، ويشارك في
البطولة: تامر حسني، مي عز الدين ولاميتا فرنجية. كان مقرراً أن يُعرض في
موسم عيد الأضحى، إلا أن منتجه محمد السبكي سحبه في اللحظة الأخيرة خشية
تأثر الفيلم بتدني شعبية تامر حسني، بعد إدراجه في القوائم السوداء بسبب
مواقفه المناهضة لثورة 25 يناير.
«رد فعل»، تأليف وائل أبو السعود، إخراج حسام الجوهري، إنتاج «مصر
للسينما»، وبطولة: محمود عبد المغني، حورية فرغلي، عمرو يوسف. يتمحور
الفيلم حول طبيب شرعي يحقق في قضايا قتل مختلفة، ويكشف من خلال التحقيقات
مدى الفساد الذي يحيط بالمجتمع المصري.
«برتيتة»، تأليف خالد جلال، إخراج شريف مندور، إنتاج «وائل عبد الله –
الأوسكار»، وبطولة: كندة علوش، أحمد السعدني، أحمد زاهر.
عودة يسرا
ثمة أفلام تشارك في موسم نصف العام انتهى تصويرها أخيراً من بينها:
«ريكلام»، تأليف سيد السبكي، إخراج علي رجب، إنتاج «ميديا سيتي»، وبطولة:
غادة عبد الرازق، رانيا يوسف، إنجي خطاب، علا رامي، ومادلين طبر. يتمحور
الفيلم حول مجموعة من النساء يلتقين بالصدفة، ويصوّر من خلالهن المشاكل
التي تواجه المرأة في المجتمع المصري.
تعرّض الفيلم لحملات مقاطعة على موقع الـ{فيسبوك»، بسبب مواقف غادة
عبد الرازق من ثورة يناير إضافة إلى احتوائه على مشاهد مثيرة، كما روّج
منظمو هذه الحملات، إلا أن غادة عبد الرازق نفت ذلك مؤكدة أن الفيلم لا
يحتوي على أي إثارة وأن الهجوم عليه تم قبل عرضه وهو نوع من الدعاية
المجانية له.
«بنات العم»، تأجل عرضه من عيد الأضحى، تأليف الثلاثي أحمد فهمي وشيكو
وهشام ماجد وبطولتهم، يشارك في البطولة: إدوارد، يسرا اللوزي، آيتن عامر،
إنتاج محمد حفظي، ويدور حول فتيات تحولن إلى رجال.
«المصلحة»، عانى مشاكل بسبب تصويره في ظل الإنفلات الأمني الحالي،
وانتهت مخرجته ساندرا نشأت من مشاهده المتبقية في بيروت. يجمع الفيلم للمرة
الأولى بين نجمي الشباك أحمد السقا وأحمد عز، يشارك في البطولة: حنان ترك،
زينة، كندة علوش، وهو من تأليف وائل عبد الله وإنتاجه.
«جيم أوفر»، بطولة يسرا التي تعود إلى الشاشة الفضية بعد غياب طويل،
يشاركها في البطولة: مي عز الدين وأحمد السعدني. الفيلم مقتبس من أحد أفلام
جنيفر لوبيز، وهو من إخراج أحمد البدري الذي يشارك في الموسم نفسه بفيلم
«مؤنث سالم» بعدما انتهى من تصويره منذ أكثر من شهرين إلا أن الشركة
المنتجة فضلت عرضه في هذا الموسم، وهو من بطولة رامز جلال وإدوارد وحسن
حسني وإيمي سمير غانم، تأليف لؤي السيد، وإنتاج وليد صبري.
«واحد صحيح»، تأليف تامر حبيب، إنتاج السبكي، وبطولة: هاني سلامة،
رانيا يوسف، بسمة، كندة علوش، عرض في مهرجان «دبي السينمائي الدولي».
«ساعة ونصف»، تأليف أحمد عبد الله، إنتاج السبكي، إخراج وائل إحسان،
وبطولة: سمية الخشاب، أحمد بدير، إياد نصار، محمد عادل إمام، يسرا اللوزي،
حسن حسني. تأجل عرضه من موسم عيد الأضحى الماضي.
مصير مجهول
ثمة أفلام تصوّر حالياً ولم يتقرر مصيرها بعد على غرار: «لحظة ضعف»
تأليف أحمد البيه، إخراج محمد حمدي، بطولة: مصطفى قمر وريهام عبد الغفور،
يدور حول مدير في إحدى شركات الدعاية (مصطفى قمر) يتعرض لحادثة تقلب حياته.
«حلم عزيز»، تأليف نادر صلاح الدين، إخراج عمرو عرفة، إنتاج «الشركة
العربية للإنتاج والتوزيع»، وبطولة أحمد عز ومي كساب. يدور حول رجل أعمال
(أحمد عز) يلتقي بشخص (شريف منير) يؤثر في حياته بشكل كبير.
الجريدة الكويتية في
16/12/2011
أسماء… فيلم نبيل
محمد بدر الدين
«أسماء»، تأليف فنان السينما الموهوب الشاب عمرو سلامة وإخراجه، بطولة
الفنانة القديرة هند صبري والفنان القدير ماجد الكدواني، أحد الأفلام
الجيدة ذات الرسالة الواضحة ضد التمييز والخوف والجهل، وهدف تعليمي، وتلقي
أضواء جديدة على مسائل وشواغل لم يسبق أن تناولتها السينما المصرية بهذه
الصورة أو الصيغة.
نقول رسالة واضحة وليست مباشرة، لأن عمرو سلامة بلور، بموهبته، رسالته
وحقق هدفه بلغته وصياغته السينمائية الجمالية، وبروح الدراما الجادة ونفحة
التطور والحداثة في عناصره وتوظيفها، من تصوير (أحمد جبر)، مونتاج (عمرو
صلاح)، ديكور (هند حيدر) موسيقى (هاني عادل) وغيرها.
أثبت هاني عادل موهبته في الفيلم ليس في الموسيقى والأغنية فحسب،
وإنما كممثل يتمتع بقوة تعبير حقيقية من خلال أداء دور مسعد، الذي يتبادل
حباً صادقاً جميلاً وبسيطاً مع أسماء (هند صبري)، ويبدآن حياة زوجية هنيئة
على رغم فقرهما، إلا أن سعادتهما سرعان ما تنقلب إلى كابوس مروع، عندما
يتشاجر مع رجل تعرّض لزوجته في السوق، أثناء بيعها قطعاً من السجاد الجميلة
التي نسجت خيوطها ببراعة، وتسفر المشاجرة عن ضرب يفضي إلى قتل الرجل، فيساق
الزوج الشاب إلى السجن ليقضي عقوبة طويلة، وعندما يخرج يرفض التقرّب من
زوجته، بل يقرّر طلاقها، وحينما تضغط لمعرفة السبب، تكتشف إصابته بمرض
فقدان المناعة (الإيدز).
لم تستسلم أسماء لقدرهما، بل راحت تذكّر زوجها بحلمهما في إنجاب طفل
يسميانه محب «حتى يحبنا حينما نكبر»، وبحكمة «اللي خلف ما متش»، وتلحّ على
حلم الإنجاب، مبدية قوة شخصية باهرة ومتحملة التضحية بنقل «الإيدز» إليها،
وهو ما يحدث فعلاً، فينجبان ابنة يسميانها حبيبة ولا يلبث مسعد أن يموت.
مرة جديدة تجد «أسماء» نفسها أمام قدر غادر، فتضطرّ أن تبني حياة لها
ولابنتها ووالدها (سيد رجب)، وأن تواجه الموت وتقاومه بقوتها الروحية
الهائلة، لكن من دون مال، أو تفهم من المجتمع، أو يد تعين على العلاج حتى
من آلام «المرارة» المبرحة، لا سيما أن الأطباء كانوا يخشون إجراء جراحة
لها توجساً من عدوى الإيدز! إلى أن يحاول إعلامي (ماجد الكدواني)، يقدم
برنامج «صفيح ساخن» على شاشة التلفزيون ويحظى بنسبة مشاهدة كبيرة،
مساعدتها.
يؤدي ماجد الكدواني الدور بحيوية دافقة وإحساس بالغ الرهافة، ويجسّد
شخصية مركبة تهتم بنجاحها الخاص في لحظة، ثم تتوق إلى مساعدة إنسانية صادقة
لـ «أسماء» أو غيرها، إنه دور إنساني حي له أكثر من بعد في فيلم تؤدي فيه
هند صبري دوراً لن ينسى وسيبقى في ذاكرة السينما، بالإيماءة والنظرة،
بانكسار الظهر والحيل ومقاومة انكسار الروح باستبسال، والتآكل الزاحف
والقسوة المفرطة من كل صوب بصبر.
واضحة مقدرة عمرو سلامة في الاختيار الصحيح للممثلين وفي توجيه أدائهم
لأدوارهم، نتذكر أنه كان أول من قدم الفنانة بسمة في دور لافت في «زي
النهاردة»، فيلمه الوحيد قبل «أسماء».
«أسماء» عمل سينمائي لا يزعج بكآبته نظراً إلى طبيعة موضوعه، إنما هو
مقنع لنبل رسالته، بقدر ما يمتع لأنه حقق هدفه، في ثوب مميز فيه عناية
دقيقة واجتهاد جميل.
الجريدة الكويتية في
16/12/2011
ليلة رأس السنة مع غاري مارشال
كتب: بيفرلي هيلز، كاليفورنيا - باري كولتنو
تعرض منزل مساعد غاري مارشال الشخصي للسرقة والتخريب. فقد أخذ اللصوص
كثيراً من القطع القيمة، بما فيها مجموعته الثمينة من أقراص الـDVD باستثناء واحد: فيلم
Beaches المؤثر الذي أخرجه مارشال عام 1988.
عندما وصل المحققون إلى موقع الجريمة، استخلصوا عند رؤية هذا الفيلم
ملقى بمفرده على الأرض أن اللصوص رجال. يروي مارشال هذه القصة وهو يضحك.
يفخر هذا المخرج البالغ من العمر 77 سنة أنه ينجح في تصوير أفلام تستهوي
عادة النساء الرومانسيات، مثل
Pretty
Woman
،Runaway Bride،
وThe Princess Diaries.
لكن فيلمه الجديد،
New Year’s Eve
(ليلة رأس السنة)، لا يُعتبر فيلماً رومانسياً يستهوي الشابات فحسب.
تشكّل الرومانسية جزءاً من
New Year’s Eve،
الذي يجمع قصصاً عدة تحدث في ساحة «تايمز» ليلة رأس السنة. يشارك في هذا
الفيلم، الذي يُعتبر جزءاً ثانياً من فيلم مارشال السابق
Valentine’s Day، ممثلون فازوا بجوائز أوسكار (هالي بيري، روبرت دي نيرو، وهيلاري
سوانك) أو رشحوا لها (ميشال فايفر)، مغنون (جون بون جوفي، وكريس «لوداكريس»
بريدجز)، نجوم شبان (زاك أفرون، وأبيغايل براسلن)، نجوم شبكات التلفزة (ليا
ميشال، آشتون كاتشر، وصوفيا فيرغارا) نجوم محطات الكابل (ساره جيسيكا باركر)،
نجوم البرامج الليلية المتأخرة (سيث مايرز)، ونجوم رائعو الجمال (ماثرين
هيغل، جيسيكا بيل، وجوش دوهامل). ولا داعي لنقول إنه يشمل أيضاً الممثل
المخضرم هيكتور إليزوندو، الذي يعتبره غاري مارشال جالب حظه ويشركه في جميع
أعماله.
بعيد تناول الغداء في جناح أحد فنادق «بيفرلي هيلز»، أوضح مارشال كيف
نجح في التعامل مع هذه المجموعة الكبيرة من الفنانين المشهورين من دون
الإقدام على الانتحار، وكيف بدأ الكتابة والإخراج والإنتاج مع أن بداياته
كانت مع عزف الطبل. كذلك، تحدث عن أحلام طفولته والخطط التي رسمها لمستقبله
حين كان صغيراً.
علاوة على ذلك، تطرق مارشال إلى أعماله التلفزيونية الباكرة، التي
تشمل الكتابة في مسلسلَي
The Dick Van Dyke
Show وThe Lucy Show
وإعداد البرنامجَين الناجحين
Happy Days وLaverne
&
Shirle.
لكنه أمضى الجزء الأكبر من الوقت في الحديث عن «السوفتبول» (الكرة اللينة)
التي تستحوذ على اهتمام مارشال ومحاوره على حد سواء.
·
إلامَ كنت تطمح في الماضي: أن
تكون عازف طبول أو كاتباً فكاهياً؟
أردت أن أكون لاعب كرة قاعدة مع فريق «اليانكيز» في نيويورك.
·
هل أنت جاد؟
نعم بالتأكيد، رغبت في أن أصبح مثل فيل ريزوتو. ترعرت في البرونكس،
والجميع في هذه المنطقة يحلمون بالانضمام إلى «اليانكيز».
·
متى تخليت عن حلمك هذا؟
حين كنت في الرابعة عشرة من عمري، شاركنا أنا وصديقي في بعض التجارب
في منطقة نوارك. ولاحظنا آنذاك أن المشاركين كلهم أفضل منا، فتحوّلت بعد
ذلك إلى عزف الطبول. كنت أنوي العزف في صالة كارنغي، إلا أن حلمي هذا لم
يتحقق أيضاً، فقررت امتهان الصحافة وتخرجت في كلية ميدل للصحافة في
نورثوسترن. كان صفنا يضم أربعة أشخاص فازوا لاحقاً بجوائز «بوليتزر»،
وكانوا جميعهم أفضل مني.
·
لا بد من أنك شعرت بخيبة أمل
كبيرة في تلك المرحلة؟
لا، فمع أنهم كانوا جميعاً أفضل مني، كانوا يطلبون من الأستاذ دوماً
أن يقرأ قصصي، لا أخبارهم، بصوت مرتفع لأنها كانت ممتعة. صحيح أن زملائي
برعوا في عالم الصحافة، إلا أنهم افتقروا إلى الروح المرحة. ظنَّ الأستاذ
أن من الأفضل لي أن أتولى كتابة عمود، إلا أن مخططي هذا أخفق أيضاً. لذلك،
أمضيت سنتين في كوريا، وعددت للعمل في صحيفة
New York Daily News
حيث بدأت كساعي بريد وبقيت فيها طوال سنتين.
·
كيف وصلت في النهاية إلى كتابة
القصص الفكاهية؟
عندما كنت في نورسوثترن، اعتدت وزميلي في الكتابة إرسال الدعابات إلى
عدد من الفكاهيين، وكانوا أحياناً يرسلون إلينا الطعام أو قميصاً قطنياً
تعبيراً لنا عن امتنانهم. من خلال الفكاهي فيل فوستر، تعرفنا إلى جوي بيشوب
الذي شارك في تقديم برنامج
The Tonight Show،
فأحبنا جاك بار وصارت فكرتنا ثابتة. كنت أعمل خلال النهار في صحيفة
Daily News وأتقاضى 55 دولاراً أسبوعياً. أما عملي في الليل مع بار، فكان يعود
علي بثلاثمائة دولار.
·
هل طال عملك مع بار؟
لا، فعندما علم أنني أعمل في صحيفة، استاء لأنه ظن أن الصحف كلها
تنتقده. أكّدت له أنني لم أكن جاسوساً، لكنني لم أنجح في إنقاذ عملي.
·
عندما تتأمل في مختلف مراحل
حياتك المهنية، هل يبدو لك منطقياً الانتقال من الكتابة فحسب إلى الكتابة
والإنتاج، ثم الكتابة والإنتاح والإخراج؟
أنا كاتب في المقام الأول، إلا أن مَن عملت معهم عملوا دوماً على
تبديل كتاباتي وتجاهلي. لذلك، رأيت أن الخطوة المنطقية التالية يجب أن تكون
إعداد برنامجي الخاص. هكذا دخلت عالم الإنتاج، وحين أصبحت منتجاً سارعت إلى
تعيين نفسي مخرجاً، وانتقلت بعد ذلك إلى التمثيل. لذلك، انضممت إلى اتحادات
الفنانين كافة.
·
هل تأخذ مسيرتك في عالم التمثيل
على محمل الجد؟
لا أمثِّل إلا إذا اضطررت إلى ذلك. الأدوار الكبرى كافة التي مثلتها
كان يُفترض بممثل آخر القيام بها وانسحب في اللحظة الأخيرة.
·
دورك كمدير لأحد الكازينوهات في
فيلم
Lost in America لألبرت بروكس. أعتقد أنه أجمل ما قدّمت.
كان ألبرت صديق أختي المخرجة بيني مارشال، فجاء إلى منزلنا ذات يوم
وراح يتحدث عن أنه بحاجة إلى ممثل غير معروف لأداء دور رجل عصابات. شاركت
في فيلم
A League
of Their Own
كخدمة لأختي حين انسحب كريستوفر والكن، وحظيت بدور آخر بعد انسحاب مارتن
لاندو. عندما ينسحب ممثل في اللحظة الأخيرة، لا يبقى أمام المخرج إلا أن
يستعين بي!
·
تدور أحداث فيلمك الجديد في ليلة
رأس السنة، فهل يحمل لك هذا اليوم معنى خاصاً؟
طلبت يد زوجتي ليلة رأس السنة. في شهر مارس المقبل، يكون قد مضى على
زواجنا 49 سنة.
·
لا أتوقع منك أن تنتقد الممثلين
الذين عملت معهم، لكن ألم تواجه صعوبة في التعاطي من كل هؤلاء الممثلين
الكبار؟
لا أخاف الممثلين، فقد ترعرعت في البرونكس حيث تلتقي بممثلين كثر
يومياً. لا يمكن لعظمة الفنان أن تؤذيك. لو قابلت رياضياً بارزاً، مثل تيد
وليامز أو ألبرت بوجولز، لارتبكت وعجزت عن الكلام. لكن الممثلين لا
يربكونني. واجهت في التعاطي معهم مشكلة واحدة: التأقلم مع جدول أعمالهم
الحافل بالمواعيد. كانت هذه المهمة أشبه بكابوس.
·
كيف تنجح في التعاطي مع هؤلاء
الممثلين الكبار كلهم؟
عليك أن تتحلى بالمرونة. مثلاً، أبلغنا ممثلو جون بون جوفي ذات يوم
أنه لا يستطيع الحضور. لذلك، اتصلت به مباشرة وسألته عن السبب. فأوضح لي أن
هذا أول يوم لابنته في الجامعة وعليه أن يقلها. تفهمت وضعه وأخبرته أننا
نستطيع تعديل برنامجه. هكذا، تابعنا العمل بالسلاسة. كل ما كان علي القيام
به التحدث إليهم مباشرة.
·
أي من نجاحاتك لم تكن تتوقعه
البتة؟
تفاجأت كثيراً من نجاح
Pretty Woman.
كنت أعاني آنذاك ضائقة مادية ولم أتوقع أن يحقق هذا النجاح الباهر. كانت
النسخة الأولى منه قاتمة جداً، فعدّلتها. لا شك في أن جوليا روبرتس قدمت
أداء مميزاً. بعد هذا الفيلم، حلّقت في سماء عالم الفن.
·
أطلقوا عليك لقب «سيد الأفلام
الرومانسية التي تهواها الشابات».
أين العيب في ذلك؟ أحبّ هذا اللقب.
·
ما هو سرك؟
أنا إيطالي من برج العقرب، ولدي أخوات وبنات. لذلك، اعتدت التعاطي مع
مشاكل المرأة. أفهم النساء جيداً وأحبهن وتستهويني طريقة تعاملهن مع
المشاكل. تعارك والدي مع شقيقه ودامت القطيعة بينهما 30 سنة. أما النساء،
فإن تقاتلن، يتبادلن شتى العبارات الجارحة. لكن ما هي إلا ساعة حتى تصفو
النفوس ويخرجن معاً للتبضع.
الجريدة الكويتية في
16/12/2011
A Game of Shadows…
غاي ريتشي يحظى بفرصة جديدة
كتب: لوس أنجلس - جون هورن
يظهر مشهد الحركة الرئيس في فيلم
Sherlock Holmes: A Game of Shadows وسط إطلاق نار كثيف في إحدى الغابات، في حين
تلتقط الكاميرات الفائقة السرعة لقطات مقرّبة وخاطفة بسرعة 70 ميلاً في
الساعة لتصوير مشاهد اختراق الذخائر للأشجار وأجسام البشر. كان هذا النوع
من الفوضى الصاخبة هائلاً ومروعاً إلى درجة أن الفيلم كاد يُصنَّف للكبار
فقط. يمكن إيجاد هذه المشاهد حصراً في فيلم من إخراج غاي ريتشي!
منذ سنتين فقط، كان المخرج غاي ريتشي معروفاً بأفلامه المنخفضة
الميزانية عن العصابات البريطانية (مثل
Snatch،
Lock, Stock and Two Smoking Barrels،
Revolver،
RockNRolla) بالنسبة إلى شريحة محدودة من روّاد السينما. ثم أصبح في طليعة
المخرجين البارزين وجزءاً من أرقى الأوساط في هوليوود بعدما أخرج فيلماً من
بطولة روبرت داوني جونيور وجود لو،
Sherlock Holmes الذي حقق نجاحاً هائلاً في عام 2009 وحصد أكثر من 524 مليون دولار
عالمياً.
صحيح أن فيلم
Sherlock
الأول حقق نجاحاً كبيراً على شباك الإيرادات، لكن كان ذلك العمل الأكثر
إزعاجاً بالنسبة إلى ريتشي، فقد افتقر إلى بعض الخصائص التي تميّز أعماله.
كان الموقع الأساسي لتصوير الفيلم مثلاً هو جسر لندن، لكن رُكّبت المشاهد
بفضل تأثيرات مألوفة على الكمبيوتر، بما يشبه ما نشاهده في أفلام الحركة
التي تُصوَّر في الاستوديوهات.
لكن يثبت فيلم التحريات الجديد أن ريتشي عاد إلى نمط عمله السابق،
فضخّ في النسخة الجديدة لمساته السينمائية التي تميّز أسلوبه.
يبدو أن الجمهور مهتمّ بهذا الجزء أكثر من الفيلم الأصلي، إذ تشير
نتائج استطلاعات الرأي التي سبقت إصدار فيلم
A Game of Shadows إلى أنّ هذا الجزء قد يكون أبرز فيلم ناجح في شهر ديسمبر الجاري. حتى
إنّ الجمهور اهتمّ به أكثر من فيلم
Mission: Impossible — Ghost Protocol. بما أن فيلم ريتشي لن يتنافس مع أفلام
كبرى حققت نجاحاً قياسياً مثل
Avatar، كما كان الوضع عند صدور
Sherlock Holmes الأصلي، قد يثبت
A Game of Shadows نفسه وقد يستمر عرضه إلى ما بعد السنة الجديدة.
يصدر هذا الفيلم الذي صُنّف لمن هم فوق سن الثالثة عشرة والذي يجمع
مجدداً بين داوني (بدور هولمز) ولو (بدور واتسون) غداً.
بعد يوم من وصول ريتشي (43 عاماً) إلى جنوب كاليفورنيا، بعد رحلة
مريعة أزعجت المخرج الذي كان يسافر مع العارضة جاكي آينسلي وابنهما المولود
حديثاً، أعلن ما يلي: «أفضّل هذا الجزء على الفيلم الأول. لقد استمتعتُ
بهذه التجربة أكثر».
عندما استعانت شركة «وارنر براذرز» (Warner
Bros.) بالمخرج ريتشي لإعادة إحياء العمل الأدبي الذي يعود إلى آرثر كونان
دويل منذ القرن التاسع عشر، اعتُبر هذا الخيار غريباً. وشكّل فيلمه
RockNRolla،
في عام 2008، استراحة قصيرة من خيبات الأمل على مستوى الآراء النقدية
والإيرادات في فيلمَي
Revolver
(عام 2005) وSwept Away
(عام 2002) الذي كان من بطولة زوجته السابقة مادونا. وقد كلّف فيلم
Sherlock Holmes حوالى عشرة أضعاف الكلفة التي تكبّدها في أكثر أعماله المكلفة، وهو
فيلم
RockNRolla
الذي كلّفه 18 مليون دولار. في المقابل، اعتبر المنتج ليونيل ويغرام، الذي
عمل مع المخرج ديفيد ييتس (وهو خيار غريب آخر) على سلسلة أفلام
Harry Potter، أن هذا التعاون هو أشبه بِقران سعيد في عالم صناعة الأفلام.
قال ويغرام: «لا شك في أنه مرّ بتلك المرحلة الصعبة التي قدّم فيها
أفلاماً لم تَلْقَ نقداً إيجابياً. لكنّ نسخة غاي ريتشي عن فيلم
Sherlock Holmes هي التي تضمن إضفاء نفحة من الابتكار والتجدد على هذا العمل». واعتبر
ويغرام أن أسلوب ريتشي في إخراج الأفلام هو العامل الأساسي في هذا المجال،
فهو خليط مبتكر من تقنية التصوير (تحديداً لقطات القتال)، وحس الفكاهة،
واستعمال صوت الراوي لسرد القصة، ومختلف التأثيرات الصوتية، وعدسات
التصوير، والإطارات المميزة، وحركات الكاميرات، والمونتاج (يتولاه جيمس
هربرت منذ فترة طويلة): «هذا ما يميّز أعماله. يحصل ذلك كله عبر عدسة غاي
الحسّاسة والمؤثرة».
تفجيرات غامضة
تعود أحداث الفيلم الجديد، الذي كلّف 125 مليون دولار، إلى عام 1891
في لندن حين بدأت الاضطرابات الدولية تتصاعد بسبب سلسلة من التفجيرات
الغامضة. يطارد هولمز «نابوليون الجريمة»، وهو أكاديمي اسمه الأستاذ
موريارتي (جاريد هاريس) الذي يحاول جمع ثروة من الحرب العالمية. يعتبر
هولمز تلك القضية «أهم قضية في مسيرته المهنية وفي حياته كلها على الأرجح»،
وهو يلجأ إلى جميع أشكال التنكّر لمطاردة الأستاذ الذي ينوي احتكار سوق
المدفعيات والضمادات.
لكن يجب أن ينجح هولمز أولاً في كسب تأييد واتسون الذي كان يوشك بدوره
على إقناع ميري مورستان (كيلي رايلي) بإبداء مكافحة الجرائم على الزواج.
بعد إقناع مساعدته أخيراً، يتعاون الاثنان مع الغجرية سيم (ناعومي راباس)
لوقف مخطط الأستاذ موريارتي، علماً بأن شقيقها كان يتعاون معه على الأرجح.
قال ريتشي إن صناعة أول فيلم كان مُرضياً له على الصعيدين الشخصي
والمهني في آن، ويعود ذلك في الأساس إلى تعاونه مع داوني وشريكته في
الإنتاج وزوجته سوزان داوني: «لقد كانا شريكين رائعين. كنتُ أمر بتجربة
طلاق، لكن حدثت أمور كثيرة (خلال صناعة الفيلم) جعلتني أشعر بالراحة».
ربما كان المخرج (أخرج أيضاً الإعلانين الحائزين جوائز لسيارة «بي إم
دابليو» وماركة «نايكي») مرتاحاً في موقع تصوير الفيلم الأول، لكنه كان
مستمتعاً في تصوير الفيلم الثاني، وقد تجسدت هذه المشاعر الإيجابية في
طريقة تصويره للقطة الغابة. (صُورت هذه اللقطة في غابة بورن، خارج منطقة
سوري، إنكلترا، ورُكّب معظم مشاهد الفيلم في المملكة المتحدة).
قال ريتشي: «كنتُ مصمماً على ابتكار أمر مميز من لا شيء. وفق
السيناريو (ألّفه كيران وميشيل مولروني وراجعه ريتشي والمنتجان داوني ولو
واستخلصوا منه مواقف ارتجالية)، كُتب ببساطة أن الشخصيات تركض في الغابة.
لكن غالباً ما تنتج أكثر الأمور ابتكاراً من لا شيء».
كان من المقرر أن يدوم التصوير في الغابة يومين فقط، لكن طالب ريتشي
بثلاثة أيام إضافية للتصوير هناك. يقول ريتشي: «ثم تسلّحت بأكبر عدد ممكن
من الأدوات. كنت بحاجة إلى أجهزة كثيرة. أنا أحب الجانب التقني من عملية
إخراج الأفلام».
رصاصات حقيقيَّة
كان في حوزة ريتشي نظام تعقّب مُصمَّم لمركبات تصل سرعتها إلى 70
ميلاً في الساعة، وكاميرا رقمية اسمها «الشبح» مزوّدة بإطار يستطيع تصوير
حتى خمسة آلاف لقطة في الثانية (المعدل الطبيعي هو 24)، ما يمكّن من تجميد
الأشياء الفائقة السرعة مثل الرصاص. (كلما زادت سرعة تصوير الكاميرا، تظهر
الصور بوتيرة أبطأ). أضاف المخرج: «الرصاصات التي نشاهدها في الهواء هي
رصاصات حقيقية. إنها السرعة التي تتطاير بها فعلاً».
غالباً، لا تقدّم الأفلام الخفيفة مثل
Sherlock Holmes أي حجج فلسفية عميقة. لكن يؤمن ريتشي الذي كان يعمل على فيلم وثائقي
عن الروحانيات بوجود جانب عميق واحد في فيلم
A Game of Shadows، وهو يتمثل بنزعة موريارتي إلى الجزم بحتمية وقوع
الحرب.
يضيف ريتشي: «يرتكز موريارتي في تفكيره على واقع أن عمق الوعي
الإنساني يخفي رغبة لا يمكن إشباعها في الصراع والقتال. لا أظن أنني شاهدتُ
هذه الفكرة في أي فيلم مماثل سابقاً».
بعد التعاون الأخير مع ويغرام، أكد ريتشي أنه لا يعرف ما سيقوم به في
المرحلة المقبلة، لكن يمكن أن نفترض أن إخراج جزء ثالث من
Sherlock Holmes سيكون على رأس أولوياته. يُذكَر أنّ ريتشي نشر حديثاً الرواية
المصوَّرة
Gamekeeper
التي يمكن أن تتحول بسهولة إلى فيلم. أضاف قائلاً: «أعلم أي نوع من الأفلام
أريد إخراجها في المرحلة المقبلة، لكنّ هذا النوع لا يدخل ضمن أي فئة
مألوفة».
ختم قائلاً: «مُمتنّ لأنني حصلت على فرصة جديدة في الحياة. يبدو لي
الآن أنني أستطيع إخراج عملي الخاص والاستمتاع بنجاحه في آن».
الجريدة الكويتية في
16/12/2011 |