بشخصية وملامح مختلفة تماما عما اعتدنا رؤيته فيها فاجأنا
حسن الرداد بتقديمه لشخصية «بكر» الصعيدى والأخ المغلوب على أمره الذى يهرب
مبتعدا
لعدم رغبته فى الدخول فى صدام مع أخيه فهو ليس فقط فناناً شاباً استحق عن
جدارة
مكانة وخطوات ثبت نفسه فيها بل هو أيضا شاب من أسرة مناضلة وأب ثورى كان
يتمنى أن
يشاهد هذا البلد حراً وعلم أبناءه كيف يطالبون بحقوقهم.
·
حدثنا عن شخصية بكر وكيف كان
تحضيرك لها؟
-كان عندى أكثر من مصدر للشخصية بجانب قراءتى للدور بشكل جيد
فهذه
الشخصية غنية ومغرية جدا لأى ممثل لأن يعمل عليها ويطورها
وخاصة عندما يعمل مع مخرج
مثل خالد يوسف فهو لديه مرجعيات عن الشخصية
التى يقدمها الممثل الذى يعمل معه
وتعرفت على شباب من الصعيد وكنت أجلس معهم لعدة ساعات لألتقط خيوطاً
تساعدنى فى رسم
شخصية بكر من ناحية ومن ناحية أخرى لأتمرن على اللهجة أو اللفتات وحركات
معينة تصدر
عنهم بشكل تلقائى لأضيفها إلى الشخصية.
·
ماذا عن كواليس العمل مع
خالد يوسف؟
هو قد أقام لنا ورشة عمل قبل بداية التصوير وجعل كل
فنان يرسم تاريخاً تخيلياً للشخصية التى يقدمها منذ مرحلة الطفولة على
الرغم من
أننا قدمناها فى مرحلة الشباب إلا أنه جعلنا نتصور تاريخ هذه الشخصيات وما
قد تكون
المواقف التى مرت بها طوال حياتها لتؤثر فيها بما يتفق مع الدراما المكتوب
بها هذه
الشخصية وكتابتها فى شكل مشاهد وهذا جعل لدى كل الأبطال مرجعية عن الشخصيات
التى
قدمناها وكيف تكون انطباعاتها وانفعالاتها بشكل مفصل وواف ورغم أن هذا كان
مجهوداً
مرهقاً جدا فى فترة التحضير إلا أنه مفيد جدا للممثل لأن يكون لديه تصور
نفسى
للشخصية التى يقدمها وقد استمتعت جدا بهذا.
·
ولماذا كل هذه السنوات
بعيدا عن مدرسة خالد يوسف خاصة أن أول ظهور لك كان معه فى «خيانة مشروعة»؟
-
لا أعلم ولكن لعله لم يجد لى دوراً مناسباً فيما سبق فالدور
ينادى الفنان وهو اختارنى لتقديم شخصية بكر رغم اختلافها عما قدمته من قبل
إلا أنه
رأى أننى أستطيع تقديمها بشكل جيد وفى النهاية نجحت فى تقديمها.
·
وكيف وجدت ردود الفعل حولها هل
تعاطف المتفرج مع بكر والصدمة التى
تعرض لها؟
-
الناس متعاطفة مع بكر جدا وصعب عليهم جدا وبكوا من
أجله فهو شخصية حالمة ومسكينة ورغم تفسيره بالضعف إلا أن فكرة هروبه فى حد
ذاته
السبب الكامن وراءها هو احترامه لأخيه الكبير وانسحابه من حياته ليس لضعف
ولكنه
احتراما له ورفضا منه للخوض فى صراعات مع أخيه وفضل أن يبتعد.
·
وكيف
كانت كواليس العمل خاصة أنك تقابل معظم هؤلاء النجوم لأول مرة؟
-
على الرغم من نجومية كل المشاركين فى العمل إلا أن الجميع كانت
تجمعهم روح رائعة
جدا وجميلة لدرجة أننا دخلنا اللوكيشن ونحن
نتعامل كأننا إخوة فعلا وكنا نتكلم
بالصعيدى حتى فى الكواليس وننادى بعضنا بأسمائنا فى الفيلم كنوع من الدعابة
ونجم
مثل خالد صالح متعاون جدا وبسيط فى تعامله أما جومانا فهى فنانة محترفة
بشكل لا
يوصف وأنا استمتعت جدا بالعمل معها فهى متعاونة إلى أقصى حد يمكن تخيله
ومتمكنة جدا
من أدواتها الفنية.
·
بعد «احكى يا شهرزاد» خالفت كل
التوقعات التى
افترضت ظهورك فقط فى خانة البطولة المطلقة؟
-
قد تكون خطواتى
بطيئة وأنا أعلم هذا ولكنى واثق منها وسعيد
بها وبما حققته حتى الآن فأنا اخترت هذا
الطريق من البداية وأنا أعلم مميزاته وعيوبه وأنه يجب على التأنى والانتقاء
لكى
أحجز لنفسى منطقة معينة فأنا أثناء عملى فى كف القمر رفضت فى المقابل أعمال
بطولة
مطلقة فأنا لست فقط الولد الجان ولكن أنا لدى طاقة فنية وأبحث عن التنوع
وأبتعد قدر
الإمكان عن النمطية خاصة فى خطواتى الأولى لذلك فالموضوع بالنسبة لى يتوقف
على
الكيف وليس الكم.
·
؟ وهل لهذا السبب توافق على الظهور كضيف شرف فى
عمل ما دون النظر إلى مساحة الدور كما شاركت فى مسلسل «نونة المأذونة» مع
حنان ترك؟
-
حسبة الظهور كضيف شرف مختلفة قليلا فأنا عندما أوافق على
الظهور
كضيف شرف فأنا لا أضع فى اعتبارى حجم الدور والأجر والاعتبارت
الأخرى لأنى عندما
أظهر كضيف شرف يكون ذلك لمجاملة أصدقائى فى
الوسط لذلك فلم لا فأنا لن أخسر شيئا
وستكون مجرد مجاملة لزميل أو زميلة.
·
بالنظر إلى مشوارك حتى الآن
والأعمال التى قدمتها هل ترى أنك محظوظ بقدر كاف؟
-
بالتأكيد أشعر
بهذا فأنا عملت مع مجموعة كبيرة من النجوم
سواء فنانون أو مخرجون ومعظم هذه الأعمال
حقق نجاحاً وجماهيرية وكان هذا توفيقاً من ربنا وحظاً جيداً وخطوات حققتها
وسعدت
بها جدا.
·
بعيدا عن الفن وكشاب مصرى شارك
فى الثورة ما هو شعورك
الآن وهل تسير الأمور فى طريقها الصحيح؟
-
أنا أميل إلى التفاؤل
وأتمنى أن يتمسك الناس بالأمل ولكنى أرى بعض التجاوزات أتمنى أن يتخطاها
الناس خاصة
فى مرحلة الانتخابات وأن يتحققوا من مصداقية من يعطونه صوتهم وأتمنى أن أرى
فى يوم
من الأيام نائباً يخدم الناس بعد نجاحه وليس قبله كما فعل الحزب الوطنى من
قبل
بتأثيره فى الناس وتنظيمه ولا يحقق أى شىء على أرض الواقع سوى أكياس السكر
والزيت للناخبين.
·
وهل أنت مؤيد لهؤلاء الشباب من
أول يوم أم اختلفت
معهم كما فعل البعض؟
-
من أول يوم وأنا مؤيد ومشجع وهذه هى تربيتى
التى نشأت عليها فى بيت تعلمنا فيه أهمية التعبير عن الرأى والاعتراض على
الظلم
وغيرها وأبى كان هذا أسلوبه فى الحياة ولن يختلف أحد على حق أى شخص ورغبته
فى حياة
كريمة وحرية وكان هذا شعار الثورة «عيش، حرية، عدالة اجتماعية» ولكن الآن
ومع مرور
الوقت أخشى من الانقسامات وأخشى من الإحباط الذى بدأ يدخل إلى قلوب البعض
وأتمنى أن
نتحلى بالتفاؤل لكى نعبر بهذا البلد إلى بر الأمان فهى تستحق منا هذا وأكثر.
صباح الخير المصرية في
13/12/2011
ياسر المصرى:
«القط» و«ضاحى».. واللـى خلـف مـا ماتـش
كتب
ماجي حامد
بدأ مشواره الفنى كراقص فى فرقة الفنون الشعبية، ذاع صيته
ولكنه اكتشف أن التمثيل فرصته لتقديم موهبته الفنية بشكل لا يختلف عليه
اثنان فكانت
بدايته على خشبة المسرح من خلال عمل بعنوان «كلاكيت»، ولكونه
عاشقاً للرومانسية
وباحثا دائما عن الإنسانية انتظر طويلاً ساعياً وراء تجربة إنسانية يلمس
بها مشاعر
الآخرين، وكانت الفرصة عندما شاهده المخرج المصرى خالد يوسف وهو يجسد شخصية
خالد بن
الوليد، ليلمس فيه «ضاحى والقط» هاتين الشخصيتين ضمن الملحمة
الإنسانية للمبدع «ناصر
عبدالرحمن» فيتم اختياره ويبدأ التصوير ويخرج علينا «ياسر المصرى».
·
حدثنا عن بداية ياسر المصرى وما
قبل «كف القمر»؟
-
أنا متخرج من كلية الموسيقى، ثم عملت فى إحدى الفرق للفنون
الشعبية حتى عام 1993، فقد كانت بدايتى مع أول عمل مسرحى
بعنوان كلاكيت ثم عام 1997
حيث الظهور على الشاشة الفضية من خلال أحداث العمل الأردنى عُرس الصقر ثم
الاعتزال
تماما عام 2007 للموسيقى والرقص والتفرغ تماما للتمثيل.
·
كيف جاء
التعامل مع المخرج خالد يوسف؟
-
لقد كنت أشارك فى مسلسل «خالد بن
الوليد»، وذلك أثناء زيارة المخرج الكبير خالد يوسف لتونس وقد أشاد بى
وبأدائى وقد
كان شعوراً متبادلاً فقد كنت من عاشقى هذا المخرج المصرى وأعماله ولأنه من
كبار
مشجعى الوجوه الشابة ذات الموهبة، فقد أحس بى ورأى فى شخصية
وتركيبة «ضاحى»،
و«القط» وعلى الفور بدأنا فى التواصل وعقد البروفات.
·
قدمت شخصية
مركبة وجمعت بين شخصيتى الأب والابن، فكيف كان استعدادك للدور
وتعمقك الشديد
للشخصيتين؟
-
بعد الاتفاق على أداء الشخصيتين فقد أقام فريق العمل
عددا من البروفات وقراءة النص أكثر من مرة، وللعلم فإن نجاح الشخصية بعد
الله يعود
إلى التعاون والحب الذى نشأ بين فريق العمل لنصل بالعمل إلى بر الأمان، ولا
فرق لدى
بين كف القمر وأى عمل آخر، فكلها أعمال الرابط الوحيد بينها هو
أنا والممثل الجاد
لابد أن يهتم بكل أعماله ويهتم بالفن من أجل الفن وليس لأى مغريات أخرى مثل
الشهرة
ولكن أهم شىء كان الوصول إلى اللهجة الصحيحة.
·
قاطعته: فعلاً كيف
جاء إتقانك للغة الصعيدية، خاصة أنها بعيدة كل البعد عن اللغة الأردنية؟
-
فى ذلك يعود الفضل لمدقق اللغة عبدالنبى الهوارى المكلف من قبل
شركة الإنتاج، فقد عقد الكثير من البروفات لإتقان اللغة وتجاوز
صعوبتها وأيضاً
المخرج خالد يوسف فقد أشرف بنفسه على اللغة لجميع العاملين، لهذا لابد أن
أصرح أننى
تعلمت الكثير من هذا العمل «الأخلاق قبل الفن» هذا ما أكده لى جميع فريق
العمل
بالفيلم، فالجميع متعاون ويسعى لإنجاح العمل بأكمله، ولعل أشهر
المواقف عندما كان
المخرج خالد يوسف يدعونا جميعا لكتابة تاريخ الشخصية بعيداً عن النص
المكتوب حتى
يزداد تعمقنا فى الشخصية، فأنا أسعى دائماً نحو الشخصيات الصعبة والمركبة
الإنسانية.
·
مساحة الأدوار فى كف القمر صغيرة
جداً ولكن ياسر كان
محظوظاً باختيار خالد له ليقدم دور الأب والابن؟
-
اختيار خالد
يوسف لى لم يكن لكونى قادراً على أداء الدور، فجميع النجوم بالفيلم قادرون
على أداء
الدورين بشكل رائع، ولكن القط وضاحى وجهان لعملة واحدة يجمع بينهما
الإنسانية
وحبهما للأرض فهما تركيبة فكرية وإنسانية واحدة، لهذا كان لابد
أن يقدم الشخصيتين
فرد واحد، وقد وفقنى الله فى هذا ولعل ياسر المصرى قد وفق فى هذا وكان خير
حامل
للمسئولية التى وضعها على عاتق المخرج خالد يوسف.
·
دائماً ما
يتم
الهجوم على أعمال المخرج خالد يوسف وتتباين حولها الآراء، ألم تخش أن تكون
بدايتك
محاصرة بالانتقادات وبدايتك من خلال الهجوم عليك؟
-
لا بالتأكيد،
فكل شىء فى العمل لا يترك لى الفرصة للتردد بداية من النص، وهنا فإن النص
يرتقى
بذهن المشاهد المصرى والعربى، فقد تم عرض أكثر من عمل على قبل «كف القمر»
ولكن لم
يجذبنى النص كما فعل بى كف القمر، فأنا لا أسعى نحو الشهرة
والانتشار فقط، فالجميع
يدركون تماما من هو خالد يوسف والاختلاف والنقد يحققان الأفضل دائماً
ويعودان
بالمصلحة على الفن والفنانين من خلال تطوير موهبتهم وأدائهم، وعدم الاختلاف
قد يصيب
العمل والسينما بالرتابة والملل.
·
ما هو شعورك وأول عمل لك يتم
تكريمه ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية؟
-
للأسف لم تتح لى الفرصة
للمشاركة نظراً لظروف التصوير ولكن وجود الفنانين يكفى بالتأكيد ولكننى
سعيد، فكل
هذا يجعل المسئولية أكبر على عاتقى خلال الفترة القادمة ولكننى
شاركت فى العرض
الأول ولا يمكننى وصف شعورى، فكأننى أشهد ولادة أول مولود لى وسوف أحافظ
جاهداً على
نوعية الأعمال التى أقدمها خلال الفترة القادمة بحيث لا تقل أهمية عن مستوى
العمل
الملحمى من وجهة نظرى «كف القمر»، هذا ليس رأيى وحدى فهو رأى الجمهور،
فالجمهور
المصرى ذواق للفن الجيد والأعمال الجيدة.
·
«كف
القمر» يحمل أكثر من
بعد، فكيف رأى ياسر المصرى العمل؟
-
العمل يحمل أكثر من بعد سواء
كان اجتماعيا أو سياسيا فهو كما قلت ملحمة من إبداع المبدع ناصر عبدالرحمن
وأعتقد
أن الجمهور المصرى والعربى أصبح أكثر وعيا والعمل بالتأكيد
يخاطب وجدان المشاهد
المصرى والعربى ويرتقى به من خلال علاقة إنسانية لامسة للظروف التى نمر بها
كوطن
عربى ومدى قوة العلاقة التى تجمع بين بلدانه من خلال إطار اجتماعى تناوله
نص جيد
وفريق عمل لا يستهان بهم.
صباح الخير المصرية في
13/12/2011
بانوراما الفيلم الأوروبي توليفة لا تنسي
حضـور طـاغ رغم الأحداث الحالية!
كتب
جيهان الجوهري
منذ أيام قليلة انتهت فعاليات الدورة الرابعة لبانوراما
الفيلم الأوروبي وطبعا حدث ثقافي مثل هذا وفي ظل الظروف السياسية المرتبكة
التي
نعيشها تصبح احتمالية نجاح هذا الحدث ضعيفة للغاية من جميع
الاتجاهات حتي المسئولين
عن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي قرروا تأجيله نظرا للظروف الراهنة. لكن
ماريان
خوري صاحبة هذا الحدث رفضت تأجيله تحت أي ظرف ولم يكن أمامها بدائل أخري
خاصة أن
ضيوف المهرجان الذين تمت دعوتهم بالتليفون رحبوا بالحضور
تشجيعا منهم لهذا الحدث في
تلك الظروف.
ولأنني أنتظر هذ الحدث السينمائي من العام للعام نظرا لأن دور
العرض لدينا لا تعرض سوي الأفلام الأمريكية فقط طوال العام فقد حرصت علي
حضور عدد
لا بأس به من أفلام دول أوروبا أنت مع السينما الأوروبية تتعرف
علي سينما لها مذاق
مختلف تم اختيارها بعناية شديدة بعد النجاحات التي حققتها في المهرجانات
السينمائية
الكبري مثل «كان» و«برلين» وغيرهما ،و المثير أنني كنت مُتخيلة أن الناس لا
هم لها
إلا متابعة برامج الفضائيات التي تنقل ما يجري علي الساحة لكن ما حدث
فعلياً أن هذه
الدورة لاقت حضوراً من الجمهور لم أتوقعه، ففي اليوم الأول من فعاليات
الدورة كان
الإقبال مُقتصراً علي الصحفيين والنقاد وضيوف البانوراما، لكن
من خلال الكتالوج
الذي ضم كل الأفلام التي ستعرض وجدول العروض بسينمات «سيتي ستارز» و«جلاكسي»
والتي
كان يوزعها المسئولون عن المركز الصحفي للبانوراما علي رواد السينما فوجئت
في
الأيام التالية بامتلاء القاعة التي تعرض أفلام البانوراما
وتأكدت أن هذا الجمهور
قطع تذاكر لمتابعة هذا الحدث، طبعا نفس هذا الجمهور يتابع مايحدث علي
الساحة
السياسية كُلاً بطريقته وتوجه أيضاً للإدلاء بصوته في الانتخابا،ت نحن شعب
لا نحرم
أنفسنا من أشياء تثير اهتمامنا حتي في أحلك الظروف.
أول ما يلفت انتباهك في
أفلام هذه الدورة هو أهمية موضوعات الأفلام، فأنت عندما
تشاهدها لا تشعر بغربة ما
تطرحه، هناك موضوعات تصلح لكل زمان ومكان وكان أبرزها فيلم الشرطة
«polisse»
إخراج
مايوين لوبيسكو ولعب أدوار البطولة فيه كارين فييار وجووي ستار ومارينا
فوبي، وقد
حصل الفيلم علي جائزة لجنة التحكيم في الدورة الماضية لمهرجان «كان» أنت في
فيلم
«الشرطة»
أمام شريط سينمائي يعرض لك نماذج بشرية من لحم ودم من خلال فريق من الضباط
يعملون في مجال حماية الأطفال سواء أكانوا يحملون الجنسية الفرنسية أو
غيرها.
فهذه أم أفريقية تأتي بنفسها لشرطة حماية الأطفال لتسلم ابنها ليحصل
علي فراش دافئ وطعام، وطبيعي أيضا أننا نشاهد أفراد الشرطة ينفعلون علي بعض
النماذج
السلبية من الآباء وظهر ذلك في مشهد المرأة المسلمة التي تعمل ضمن فرقة
حماية
الأطفال عندما ثارت علي الأب الذي يريد تزويج ابنته الصغيرة
رغما عنها وأخرجت له «المصحف»
وصرخت في وجهه قائلة: ماهو النص القرآني الذي يجعلك تجبر ابنتك علي
الزواج، وأيضاً الضابط الذي اعتدي علي الأب بالضرب أثناء التحقيق بتهمة
اعتدائه
جنسياً علي طفلته، نماذج عديدة يطرحها الفيلم سواء أكانت تمس
الضباط أنفسهم
وعلاقاتهم ببعضهم البعض داخل إطار عملهم وعلاقاتهم الزوجية المتوترة أو
الأطفال
الذين في حاجة لحماية.
إيقاع الفيلم يجعلك تلهث خلف أحداثه المتعاقبة لدرجة
تجعلك تكتم صرختك تجاه ما يحدث للكثير من الأطفال في جميع أنحاء العالم بلا
استثناء.
الطفولة علي الطريقة البلجيكية
أما الفيلم البلجيكي «الطفل والدراجة» فقد حصل علي الجائزة
الكبري من مهرجان «كان» هذا العام وكانت بطلته الفرنسية سيسيل دو فرانس
مُرشحة
لجائزة أفضل ممُثلة وهو من الأفلام التي استوقفتني. لسببين
أهمهما أنك أمام فيلم
بطله طفل لا يتعدي الثانية عشرة يبهرك بأدائه وانفعالاته التي تعبر عن
عدوانية
الشخصية التي يؤديها نظرا لتخلي والده عنه دون مبرر، والمؤكد أنك عندما
تشاهد
الفيلم لابد أن تقارن بينه وبين أفلامنا التي تظهر الأبناء
بصورة بعيدة عن الواقع
تماما لتسأل نفسك السؤال الصعب الذي لا تجد له إجابة وهو: لماذا لا نقدم
أفلاما
تعبر عن قضايا المراحل العمرية المختلفة بداية من الطفولة وحتي المراهقة،
علي غرار
أفلام «الشرطة» و«الطفل والدراجة» وغيرها من الأفلام التي تحمل
قضايا مهمة لهذه
الفئة العمرية؟ خاصة إذا علمت أن ميزانية الفيلم الأخير تبدو متواضعة لكنك
لا
تستطيع منع نفسك من إبداء إعجابك بالتجربة التي حملت توقيع مخرجي الفيلم
لوك داردن
وجون بيير داردن وهما بالمناسبة شقيقان وقد حصدا العديد من الجوائز في
المهرجانات
العالمية عن معظم أفلامهما.
عودة النجم الإسباني لمخرجه المفضل
«الجلد الذي أعيش فيه» من أقوي الأفلام التي شاهدتها في
بانوراما الفيلم الأوروبي وهو فيلم للمخرج العبقري بيدرو ألمودوفار والممثل
الإسباني أنتونيوبانداريس ونفس الثنائي اجتمعا في العديد من
الأفلام التي لاقت
نجاحا كبيرا والطريف أن الفيلم الأول للمُمثل الإسباني في بداية
الثمانينيات حمل
توقيع نفس المخرج. ورغم جاذبية الفيلم في كافة عناصره إلا أنه لم يحصل إلا
علي
جائزة الشباب في مهرجان «كان» 2011، طبعاً لا ننكر أن المنافسة
كانت شرسة علي جائزة
أفضل مُمثل بين الإسباني أنتونيو بانداريس، والفرنسي جون وجاردان وقد حسم
الأمر
لجنة التحكيم لصالح الأخير. أما بطلة الفيلم إيلينا أنايا فكانت أحق بجائزة
أفضل
ممثلة إلا أن الجائزة ذهبت للممثلة الأمريكية كريستين دانست عن
الفيلم الدانماركي «مليونكوليا»..
أنت في المهرجانات الكبري تستطيع التأكد من حقيقة اختلاف أذواق لجان
التحكيم مهما كانت جودة الأفلام.
«الفنان» والسيمفونية الصامتة
من الأفلام التي لابد أن تستوقفك فكرتها وتنبهر بتنفيذها علي
مستوي الإخراج وأداء ممثليها وجميع العناصر الأخري من موسيقي وديكور وخلافه
هو فيلم «الفنان» للممثل الفرنسي جون وجاردان ومعه
الممثلة البلجيكية بيرنيس بيجو تخيل
حضرتك أنك تشاهد فيلما صامتا بلا حوار في قصة «اتهرت» سينمائيا.. طبيعي إذا
لم تجد
ما يجذبك ويبهرك ستغادر القاعة فورا، لكن أن تظل 100 دقيقة وهي مدة الفيلم
مُندهشاً
بصورة شديدة التميز وألق فني في أداء الممثلين ومخرج يعي جيداً
خصوصية التجربة فهذا
يعني أن مُخرج الفيلم ومنتجه وأبطاله لديهم إيمان بتقديم الأفكار المُبتكرة
بشرط
صناعتها بشكل جيد بعيداً عن الاستسهال.. ورغم فوز فيلم «الفنان» في العديد
من
المهرجانات لكن المؤكد أنه سيكون له جمهوره الخاص جداً في
أوروبا وأمريكا وسيحقق
أرقاماً لا بأس بها في شباك التذاكر لكن إذا عرض جماهيرياً في مصر لن يحقق
أرقام
تُذكر.
وأخيرا:
اعلم أن ماريان خوري سبق لها المغامرة واستأجرت قاعة عرض
بإحدي السينمات وعرضت بها أفلاماً أوروبية فقط وتحملت وحدها تكلفة التجربة
لكنها لم
تجد من يشجعها علي هذه التجربة، وليت المسئولين عن هذا الأمر يشجعون فكرة
الاستمرار
في عرض الأفلام الأوروبية طوال العام بجانب الأفلام الأمريكية،
المؤكد أن المصلحة
ستكون متبادلة بينهم وبين جمهور السينما.
صباح الخير المصرية في
13/12/2011
«1/2
ثورة» فيلم وثائقى مصرى يعرض فى أمريكا لأول مرة
كتب
ماجي حامد
يشارك الفيلم الوثائقى 1/2 ثورة للمخرج ومدير التصوير الشاب كريم
الحكيم فى أولى تجاربه بالإخراج ضمن فعاليات مهرجان صفاقس السينمائى بمدينة
أوتاه
الأمريكية وبعد الفيلم أول عمل مصرى يشارك فى المهرجان منذ
تأسيسه 1978 وذلك فى
الفترة من 19 حتى 29 يناير القادم، ويذكر أن 1/2 ثورة أول تعاون مصرى
دنماركى وقد
تم اختياره للمشاركة فى المسابقة الدولية للأفلام الوثائقية ضمن فعاليات
مهرجان
صاندانس السينمائى وبسؤال مخرج العمل كريم الحكيم الذى سبق له
العمل كمدير تصوير
لمسلسل الجامعة الذى تم عرضه على عدد كبير من القنوات، وحقق انتشارا واسعا
وإعجاباً، فقد أكد كريم أن فكرة العمل جاءت له بعد المشاركة فى
أحداث يناير منذ
اللحظة الأولى وللعلم فإن كريم أمريكى مصرى الجنسية، ولكنه عاشق لهذا البلد
وعلى
الفور جاءت له فكرة الفيلم وعلى الرغم من كم العوائق والصعوبات التى واجهته
أثناء
التصوير داخل الميدان إلا أنه كان متحديا وبالنهاية فقد حقق الفيلم النجاح
المتوقع،
وأكثر وذلك بعد مشاركته بالمهرجان كأول فيلم مصرى يتم اختياره لعرضه ضمن
فعاليات
مهرجان صاندانس السينمائى، أما عن عنوان الفيلم فقد صرح كريم (
هذا ما سيكتشفه
الجمهور بعد مشاهدة الفيلم وفهم مضمونه جيدا، وإن كنت أرى أن الثورة لم
تكتمل من
وجهة نظرى وأنه لا مجال لأى تغيير بعد نجاح الثورة ولا يزال الوضع كما هو،
لهذا
جاءت الفكرة أثناء ( اختيار اسم العمل
).
وعن أصعب المواقف أكد كريم ( كل
مشهد له صعوبته والعمل بالكامل تم تصويره داخل الميدان وفى قمة
التوتر الذى أصاب
الميدان بالكامل، كما أن فكرة التصوير نفسها كانت مرفوضة من الناس داخل
الميدان
ولكنه كان تحديا وكان واجبا أيضا لابد من القيام به ، فنحن دائما سنظل نردد
ما مر
علينا من لحظات صعبة وغريبة لم نكن نتوقع المرور بها و1/2 ثورة
سيكون جزءا من هذه
الأحداث حتى تظل باقية فى أذهاننا.)
وأخيرا أكد كريم على مدى سعادته منذ
إبلاغه بمشاركة العمل فى مهرجان صاندانس السينمائى وسوف يتم
عرض العمل فى أحد
المسارح هناك وإن كان يتمنى أن ينال العمل إعجاب جميع الحاضرين.
صباح الخير المصرية في
13/12/2011 |