«يقول شادي: بدأت أرسم منذ طفولتي، رغم أنه ليس
هناك فنان واحد في عائلتي. والحق أن أحداً لم يشجعني علي مزاولة هوايتي أو
يمنعني عنها. ومن يطلع علي كتبي المدرسية آنئذ يري عجبا. فكل الأماكن
الخالية من الصفحات كنت أزينها برسوم غريبة. جينات الفن وما أغفله شادي في
كلماته السابقة هو علاقته الوثيقة بالمنيا بلد أسرته وتكرار زياراته، بشكل
مكثف، لها وللصعيد وآثار قدماء المصريين، مما يجعل "جينات الفن" معجونة من
الأصل في تكوينته الوراثية، بحيث لا يتطلب الأمر إلا أهون حث، حتي تتجلي
"الموروثات". كان والد شادي يعمل بالمحاماة، وألحقه حين وصل سن المدرسة،
بمدرسة أغنياء الإسكندرية "كلية فيكتوريا". وحاول شادي مبكرا أن يقرأ ولكن
مكتبة والده كانت قاصرة علي كتب التاريخ والقانون الصعبة. وحين بلغ الثالثة
عشرة لم يكن هناك مفر من القراءة، إذ رقد عامين كاملين في الفراش، لأن طول
قامته المتزايد راح يعرض قلبه للخطر. يقول شادي: "بعد هذين العامين صارت
حركتي أبطأ، وأصبحت انعزالياً إلي حد ما، عاطفياً جداً، وبليداً جداً في
الدراسة". تخرج شادي في "كلية فيكتوريا"عام 1948، وهو يخطو في التاسعة
عشرة، فسافر إلي باريس ولندن وروما لأول مرة. يقول: "كنت أريد أن أدرس
المسرح ولكني لم أتمكن من ذلك، فعدت للالتحاق بكلية الفنون الجميلة في
القاهرة". وعلي العكس من فترة الدراسة في "كلية فيكتوريا"، حيث كان لا يقرأ
ولا يهتم بالمعرفة، راح يقرأ بنهم حتي تخرج عام 1955 . وأتاحت الدراسة بقسم
العمارة في كلية الفنون لشادي أن يكون تلميذا للمعماري الكبير حسن فتحي،
فعرف الفنون الإسلامية من خلاله علي نحو جيد. عام 1956 جند شادي في الجيش.
وكان هذا أول لقاء جاد يتعرف من خلاله وبالممارسة، وليس بمجرد القراءة، علي
الناس بجميع فئاتهم وثقافاتهم الحقيقية. وحسب تعبيره: "أنت تتجمع مع زملائك
في التجنيد بكل نوعياتهم في مكان واحد، وترتدون جميعاً "عفريتة" واحدة،
وسواء أردت أو لم ترد فلابد أن تتفاهم مع الجميع وتعرفهم، وبعد قليل تجد
نفسك قد تعودت عليهم وأصبحت واحداً منهم. وفي هذه التجربة المهمة جداً
تعودت علي النظام وعلي ممارسة العمل الجسماني الشاق، وأخذت إجازة إجبارية
من القراءة والكتابة والرسم، ليتجه عقلي اتجاهاً آخر تماماً. لقد أعطاني
عام الجيش الفرصة لكي أفكر طويلا فيما يمكن أن أصنعه بعد ذلك. صلاح أبوسيف
المهم أن شادي خرج من الجيش ليقدم علي خطوة عجيبة. طرق باب بيت المخرج
الكبير صلاح أبو سيف دون سابق معرفة. قال له إنه جاره، يسكن نفس الشارع في
الزمالك. ولما رحب صلاح به، عرفه بنفسه كمعماري تخرج بتقدير امتياز من كلية
الفنون الجميلة، وأعرب عن رغبته العمل في السينما. قال له صلاح لا داعي
للثرثرة حول هذا الموضوع، تجنبا للعراقيل، واصطحبه إلي الاستوديو كمساعد
شخصي له، وظيفته أن يتفرج أثناء إخراج فيلم "الفتوة" (57/58)، وكل ما كان
عليه، غير الفرجة، هو أن يدون الوقت الذي كانت تستغرقه كل لقطة! ثم استعان
أبو سيف به كمساعد مخرج في أفلام "الوسادة الخالية" و"الطريق المسدود"
و"أنا حرة". وعمل شادي بعد ذلك مساعدا مع حلمي حليم في "حكاية حب". أثناء
الفيلم تغيب مهندس الديكور، كان شادي قد عمل مساعدا للمهندس رمسيس واصف عام
1957، فتشجع وقام بعمل ديكور أغنية عبد الحليم حافظ "حبك نار" ، ثم أكمل
ديكور "حكاية حب" كله. مع توجهات شادي المعمارية والتشكيلية جاء الديكور
طازجا، في صورة لم تعتدها سينما تلك الأيام. لفت الأنظار، مما دفع المنتجين
للتعاقد معه علي تصميم وتنفيذ ديكورات مجموعة من الأفلام. لأن الممثل هو
الواجهة النهائية التي تطالع الجمهور، ولأنه هو الذي "يقش" كل الشهرة في
النهاية، يوجد ميل لا يقاوم لدي معظم ممارسي المهن الفنية للتحول إلي
التمثيل. حاول المخرج حلمي حليم إغراء شادي بأن يكون واحدا من أبطال
"غراميات امرأة" أمام سعاد حسني. لكن نداهة أخري كانت تشد شادي. كان قد
تتلمذ علي يد ولي الدين سامح، أشهر من صمم الديكور السينمائي في بدايات
السينما المصرية، عندما أوكلت آسيا لسامح تصميم ديكورات وملابس فيلم
"الناصر صلاح الدين"، فاختار الأستاذ أن يساعده شادي عبد السلام. وأيام "واإسلاماه"
(1961) سافر ولي الدين سامح إلي الخارج، فانفرد شادي بعمل ديكور الفيلم.
انطلاقة كليوباترا عندما بدأ داريل زانوك إنتاج فيلمه التاريخي الشهير
"كليوباترا" بطولة ريتشارد بيرتون وإليزابيث تيلور، قرر أن يصور بعض أحداثه
في مواقعها التاريخية، وصنع شادي مع ولي الدين سامح السفينة التي خاضت
معارك الفيلم. بعد "كليوباترا" ارتفعت سمعة شادي إلي عنان السماء، فصنع
ديكورات أفلام شفيقة القبطية، الخطايا، ألمظ وعبده الحامولي، رابعة العدوية،
أميرة العرب، أمير الدهاء، بين القصرين، السمان والخريف. أغلبها أفلام تدور
أحداثها في ديكورات تاريخية والسبب كان نجاحه في "واإسلاماه" وعمله في
"كليوباترا". رغم أن "واإسلاماه" (1960) هو الفيلم الذي فتح أبواب السينما
علي مصراعيها أمامه فالغريب أن مشكلته مع الديكور، بل والسينما بدأت معه!
كان رمسيس نجيب قد أنفق علي الفيلم بسخاء، حتي أنه كان أكبر إنتاج مصري في
حينه، لكن مخرج الفيلم أندرو مارتن كان أمريكيا. عند إخراج فيلم تاريخي لا
بد من المعرفة الدقيقة للتاريخ والعادات واللهجات. الممثلون كانوا يتكلمون
العربية التي لا يفهمها المخرج، ولا يستطيع أن يتذوقها، وبالتالي لم يكن
بمقدوره توجيههم، وهكذا رأي شادي أن المحاولة لم تنجح، وبدأ يقيم الديكور
الذي عمله منفردا في هذا الإطار. ورويدا اكتشف أنه يضيع وقته في العمل
بصناعة الديكور. يرسم ويعمل حوائط ونوافذ و...، ترهقه أيما إرهاق، ثم لا
تستخدم علي النحو الذي توقعه. راحت المشكلة تؤرقه. شرنقة كافليروفيتش حين
عمل شادي مستشارا تاريخيا لمشاهد وملابس الفيلم البولندي "فرعون" فوجئ
بطريقة الإنتاج البولندية. إن عمله في فيلم "كليوباترا" كان أشبه بالعمل في
مصنع تجميع، لم يكن له علاقة بمسرح العمل الفني. أدي وظيفته المحددة من
بعيد لبعيد، أما العمل في "فرعون" فكان أقرب شبها بالعمل في مدرسة. في
المدرسة البولندية شجع كافليروفيتش شادي حتي علي الوقوف وراء الكاميرا، بل
وتركه يخرج إحدي لقطات "فرعون"! مع أريحية كافليروفيتش راحت الملابسات تتري.
تشابكت خيوط متعددة، أخذت تنسج شرنقتها حول شادي. فن العمارة أساس كل
الفنون ولي الدين سامح عمل في نهاية المطاف بالإخراج. لقد عمل هو نفسه
مساعد مخرج مع صلاح أبو سيف وحلمي حليم و.. حان الوقت لا ليكون قيما علي
التعبير عن رأيه فقط، بل وعلي توصيله للناس أيضا. إن إيزنشتين أكبر منظر
للسينما في العالم بدأ سيرته مهندسا معماريا. العمارة مرآة حقيقية لحياة
الإنسان بينما هو في بولندا (1963)، غارقا لشوشته في ديكورات الفراعنة
وأزيائهم وإكسسواراتهم، راح الحنين يشده إلي مصر وصعيدها. إنه لم ينقطع عن
الذهاب إلي بيته في المنيا طوال حياته. رغم ولادته في الإسكندرية
الكوسموبوليتانية، وربما بسبب ذلك، أحب المنيا. أحب فيها كل شيء. المنازل.
الملابس. طريقة الكلام. التقاليد والعادات. الصفات الأخلاقية. بات لون أهل
الصعيد هو اللون الذي يريح عينيه. إنه صعيدي قح رغم ولادته في الإسكندرية.
إن الصعيد هو مصر الحقيقية. مصر الفرعونية. قصة المومياوات في ليلة شتاء
بولندية باردة جداً حمله التداعي إلي التفكير في المنيا والصعيد والفراعنة
وقصة المومياوات. كان قد قرأ قصة اكتشافها في الدير البحري لأول مرة عام
1956، منشورة كمحضر بوليس في عدة كتب أجنبية. فقد اكتشفت مقبرة فيها عدة
مومياوات، سرقت كلها، ثم أعيدت لتعرض في المتحف المصري، بعد أن تم التعرف
علي شخصياتها، بدا الأمر وكأنها عادت للخلود ثانية، فمادام الاسم قد عرف
وبقي، فنحن أمام العودة للحياة والخلود. يا من تذهب سوف تعود يا من تنام
سوف تصحو يا من تمضي سوف تبعث. وهو يرتعد من البرد وسط الثلوج كان يفكر أين
مناخ بولندا الثلجي من مناخ مصر ودفء صعيد مصر. بدأت رحلة المومياء تحفر في
وجدانه. وفي عام 1965 ظهرت البذرة الأولي للفيلم. معالجة قصصية منظومة
كالشعر من 40 سطرا كتبها علي لسان الغريب. بعدها بدأ يكتب السيناريو. كان
هناك إحساس قوي يدفعه للكتابة بغض النظر عن تنفيذ الفيلم أو عدم تنفيذه. في
البداية جاء السيناريو واقعياً تقليدياً تحت مسمي "دفنوا مرة ثانية" ثم
عدله وعدل اسمه إلي "ونيس" (بطل الفيلم). لكنه لم يكن متعجلاً. راح يجرب،
ويحاول الوصول حثيثا إلي الشكل الذي يراه ملائما تماماً للتعبير عن نفسه.
في عام 1966 لاحت فرصة للعمل مع روبرتو روسيلليني، مصمما لديكور وملابس
فقرة عن الحضارة المصرية في مسلسل "الصراع من أجل البقاء". كان الرجل يمتاز
ببساطة التفكير السينمائي مع العمق في الوقت نفسه. لهذا ترك في نفس شادي
بصمة لم يتركها أحد غيره من الناحية الفكرية. كانت الرغبة في الإخراج
السينمائي تداعب شادي منذ زمن طويل، تأكدت الرغبة وراحت تلح عليه. وجد نفسه
غير قادر علي عمل أي شيء غير الانهماك في التفكير بعالم فيلم "ليلة حساب
السنين". جاءته بعض العروض لتصميم وتنفيذ ديكورات أفلام بأجور خيالية، لكنه
وجد أنه سيكذب علي الآخرين ويكذب علي نفسه لو قبل. كان شادي يتردد بشكل
دائم علي أصدقائه آدم حنين وجمال كامل في مجلة "صباح الخير". نشر علاء
الديب تحقيقا عن "امرأة في جنوب مصر قتلت ابنها لأنه باع أرض والده، وألقت
بجثته في بئر وجلست بجوار البئر ككتلة من السواد لا تتحرك، حتي عندما رفعها
رجال الشرطة جلست الجلسة نفسها أثناء التحقيقات" لفت التحقيق نظر شادي
وجذبته لغته. كان قد شاهد مسرحية «لعبة النهاية» لبيكت التي ترجمها الديب،
ولفتته محاولة المترجم تطويع اللغة العربية الفصحي لأي مضمون، حتي السخرية
والعبث. كان قد انتهي من كتابة سيناريو"المومياء وجهد في البحث عن كاتب
للحوار، ووجد ضالته في علاء الديب فاتفقا علي التعاون في الوصول إلي لغة
وسيطة مفهومة للجميع، وفي الوقت نفسه أن يكون فيها جمال ملائم لجمال الصورة
التي يشكلها شادي في فيلمه. انتهت كتابة سيناريو "ليلة حساب السنين" فبدأت
رحلة البحث عن طريقة لتنفيذه. ولكونه يعمل مع روسيلليني في مسلسل "الحضارة"
عرض السيناريو عليه (1967). الفراشة تغادر الشرنقة بادر روسيلليني ثروت
عكاشة أول أن التقاه: لديكم في مصر نابغ سينمائي كبير لا تستفيدون منه،
فسأله ثروت عمن يقصد، وعندما كرر له اسم شادي عبد السلام قال ثروت إنه لم
يسمع بمخرج سينمائي بهذا الاسم: "أنا لا أعرفه". تعجب روسيلليني: كيف تعرفه
قبل أن يعمل فيلماً؟ دعوه يعمل وحينئذ ستعرفونه جيداً. إن لديه سيناريو
رائع. كيف تغفلون هذا السيناريو ولا تنفذونه في الحال؟ استدعي ثروت عكاشة
شادي يستوضح الأمر، وسمع منه حكاية "ليلة حساب السنين" (المومياء)، ثم قرأ
السيناريو فأعجب به وأمر بشرائه فوراً، ودخل السيناريو مشاريع مؤسسة
السينما. انفتحت الشرنقة وطار شادي.. كان قد أخرج عددا من الأفلام القصيرة
أهمها "شكاوي الفلاح الفصيح" الذي يعد صرخة من أجل العدالة تثبت أنها قيمة
تليدة قائمة دوماً. إن البردية التي تضمنت هذه القصة عمرها أربعة آلاف سنة.
لكن المسألة في الفيلم ليست مجرد تاريخ أو إحياء بردية لها قيمة خاصة، رغم
ضخامة هذه القيمة في ذاتها. إنه صرخة احتماء بالعدالة. وهي صرخة قائمة
ولازمة في كل العهود. يقول شادي: ما حركني هو قيمة البردية نفسها. بردية
عمرها أربعة آلاف سنة ومكتوبة بمنطق يمكن القول بأنه منطق حديث. نص أدبي
رائع وواضح جداً. وهي أول قصة وجدت في التاريخ. طبعاً كان هناك (حواديت)
وأساطير قبلها، لكنها كانت كلها تابعة للديانات القديمة. هذه القصة لا
علاقة لها بذلك. مشكلة اجتماعية لمزارع بسيط يتجه بسلعته إلي السوق فيسرقه
اللصوص. يطلب أن تأخذ العدالة مجراها. لكنه يجد السلطة صامتة فيهاجمها.
يصرخ ويطالبها أن تكون علي مستوي المسئولية، موضحاً مواصفات الحاكم العادل،
وهكذا حتي يسترد حقه. كان "شكاوي الفلاح الفصيح" تجسيداً سينمائياً رائعاً
وفريداً من نوعه.. لوحة شاعرية بانورامية لفلاح مظلوم يبث شكاواه البالغة
الفصاحة مطالبا بالعدل ورفع الظلم ومحملا الحاكم في شجاعة نادرة مسئولية
إقرار العدل جدّ في إبداعها مع شادي طاقم فني حاذق. وهكذا في مارس 1968 بدأ
عبدالعزيز فهمي تصوير المومياء مع سمير عوف وصلاح مرعي وأنسي أبو سيف و...،
تحت قيادة شادي بالطبع. بقيت إشارة إلي قصة فيلم "ليلة حساب السنين". يتحدث
"ليلة حساب السنين" أو "المومياء" عن بعثة أثرية قامت بحفريات في وادي
الملوك بطيبة عام 1881، وعن السكان الذين وجدوا أنفسهم مضطرين إلي بيع بعض
الآثار في السوق السوداء ليتمكنوا من العيش. ومع تقديمه لقصة تتسم أحداثها
بالعلاقات المتشابكة بين سارقي القبور الأجانب والمصريين يقوم الفيلم علي
تحدي وجهات النظر الأوروبية التي سعت إلي نهب الآثار المصرية مدعية أنها
تنقذها من أجل المحافظة علي التقدم العلمي. والفيلم يدين الأشخاص والمعاهد
التي قامت بمساندة الحفريات. إن فيلم "المومياء" يرصد من أوله إلي آخره
استيقاظ ضمير "ونيس" ولفظه لممارسات قبيلته من لصوص المقابر، والتضحية
بمصدر رزق أهله مقابل إنقاذ الآثار والمومياوات المهددة. ومن يقرأ بين
السطور يدرك بطبيعة الحال أن الفيلم في الظاهر عن "ونيس" وعشيرته ونابشي
الآثار. ولكنه في الواقع عن مصر كلها التي كان شادي يتمني لها أن تحذو حذو
"ونيس"، وتتجاوز مسألة التناول التجاري للحضارة، والتعامل معها كمجرد آثار،
مما يعكس حسا وطنيا وانتماء قويا لمصر بحاضرها وماضيها. يقول شادي: "إنني
حاولت في الواقع أن أعبر عن قضية عامة جداً لكنها تأخذ الطابع المصري، أي
البيئة والحياة والتاريخ، الذي أعرفه وأحس به أكثر من غيره". إن الاهتمام
المركزي لهذا الفيلم هو استكشاف الهوية الثقافية المصرية وهي هوية مركبة
تنطلق من الفرعونية وتمتد حتي واقعنا الإسلامي ولغتنا العربية. الحضارة
المصرية القديمة تجربة إنسانية وفكرية عميقة تستحق أن تدرس وتستلهم لتكون
مصدرا للنهضة ولتقدم حضاري عظيم. هل لنا من بعض أقوال شادي البليغة الدلالة
في نهاية المطاف: - إن العمل عندي هو الحياة. - أنا بطبيعتي بطيء أو متأمل
في استيعاب الأشياء، لا أبدأ بسرعة، وانفعالي يستغرق وقتاً حتي يظهر. -
إنني لا أعمل السينما علي أنها شيء استهلاكي. ولكني أعملها كوثيقة تاريخية
للأجيال القادمة.
جريدة القاهرة في
13/12/2011
هند صبري: السياسة لن تحدد مصير
الفن
كتبت:انجي سمير
استضافت نقابة الصحفيين امس فريق العمل بفيلم أسماء وعقب عرض الفيلم
اقيمت ندوة
للابطال ادارها المنتج محمد حفظي والمنتج عزت البنا والفنانة
هند صبري ومؤلف ومخرج
العمل عمرو سلامة واعتذر باقي ابطال العمل
بسبب انشغالهم بأعمال أخري.
حيث قال المؤلف عمرو سلامة: في بداية الامر كان من الصعب عرض الفيلم
بسبب
الازمة الاقتصادية التي تمر بها البلد ولكن تم عرضه في وقت
مناسب كما ان هدف الفيلم
نبيل ويقدم رسالة ذات هدف ومضمون وكنت اقصد
من خلاله معرفة المشاهد ان الشعب المصري
يخاف من بعضه اكثر من خوفه من السلطة وعندما هدمت السلطة كسر حاجز الخوف
واصبحت
المواجهة هي الشيء الرئيسي للحياة وهو ماحدث بالفعل من خلال شخصية اسماء
المريضة
بالايدز عندما قررت مواجهة عائلتها بحقيقة مرضها واصبحت نهاية الفيلم
مفتوحة ولا
يعرف المشاهد ماذا سيفعل معها الناس؟ موضحا انه اراد ايضا أن يوصل المشاهد
ان شخصية
اسماء بالرغم من معيشتها البسيطة في الريف إلا انها كانت اكثر ثقافة من
الشخص
العادي بسبب معرفتها الكثيرة بالاطباء من خلال مرضها.
اما الفنانة هند صبري
فقالت: تعتبر شخصية اسماء هدية من المؤلف
والمخرج بسبب قوة الشخصة وتعتبرها شخصية
ثلاثية الابعاد موضحة ان الشخصيات النسائية الحالية نادرا ما نجد بها
التعقيد
والتركيب واضافت ان الفيلم يخرج انبل واسمي المشاعر من داخل الانسان مؤكدة
انه يجب
عند وجود مريض يجب الوقوف بجانبه وليس محاربته بسبب مرضه.
واوضحت هند صبري
انها جلست مع شخصيات كثيرة يعانون من مرض
الايدز لكي تتعايش معهم وتعرف مايدور
بداخلهم من حزن وأسي واكتشفت ان معظم مرضي
الايدز يخفون عن عائلتهم حقيقة
مرضهم.
واشارت الي أن السياسة لن تحدد مصير الفن مثلما ستحدده المجتمعات
المدنية ولذلك تجب المقاومة من اجل الاحتفاظ بالرؤية الفنية من غير التصادم
بالرؤي
الاخري.
يذكر ان فيلم أسماء بطولة هند صبري وماجد الكدواني وسيد رجب وتأليف
واخراج عمرو سلامة.
وتدور احداثه في اطار اجتماعي عن فتاة أربعينية توافق علي
الظهور في برنامج تليفزيوني من أجل دفع تكاليف العلاج مما يضعها أمام
امتحان
عسير, بين توفير الدواء والعلاج, وبين أن يصل خبر مرضها لابنتها
الوحيدة
وزملائها في العمل في مجتمع جاهل يتعامل فيه مع هذا المرض.
الأهرام المسائي في
13/12/2011
فوبيا حكم التيارات الدينية تطارد أهل الفن
هل يهاجر الفنانون في
حالة انفراد الإسلاميين بالسلطة
محمـد التـلاوي ... محمـد
خضـير
الأغلبية من العاملين في الفن يشعرون بالخوف، بعضهم بدأ تجهيز حقائبه
للمغادرة، في حالة التآكد من أن سيطرة التيارات الدينية علي المجالس
النيابية والتنفيذية سوف تؤدي إلي مطاردة العاملين بالثقافة والفنون،
وتكرار ما حدث في ايران وأفغانستان، بينما قرر آخرون الانتظار والترقب، علي
أمل أن يتصدر المشهد التيارات الإسلامية الوسطية، التباين الكبير بين
انطباعات الفنانين عقب النتائج النهائية للمرحلة الأولي من الانتخابات يؤكد
حالة الدهشة والقلق التي تتزايد بين قطاعات عريضه من الفنانين، تقابلها
انطباعات أخري تؤكد أن القادم سوف يكون افضل، وأن الفنان سوف يمارس حقه في
التعبير والإبداع داخل حدود أخلاقية، تتفق عليها الغالبية من الفنانين
والمشاهدين.
يقول عزت العلايلي توقعت حصول الإخوان علي عدد لا بأس به من المقاعد
لكن بصراحة لم أتوقع كل هذا الاكتساح في المرحلة الأولي وعلي كل حال التنبؤ
بالنتيجة النهائية الآن صعب جدا وأنا متفائل في كل الأحوال وأعتقد أن الفن
سوف يزداد ازدهارا.
المخرج نادر جلال قال ما حدث شيء مقلق لأن الفن عادة متمرد علي
الأوضاع وإنه يمثل نفسيته وآراءه الحرة وما يقلقني علي سبيل المثال ما حدث
من تغطية تمثال في الإسكندرية أثناء عقد مؤتمر، نحن نريد أن يسود العقل في
المجتمع وليس الاندفاع. قبل بدء انتخابات المرحلة الأولي توقعت أن حزب
الحرية والعدالة سوف يحصل علي عدد كبير من الأصوات لما له من شعبية لكن
الذي لم يكن متوقعا هو منافسة حزب "النور" للحرية والعدالة والتفسير من
وجهة نظري وجود خطأ في حسابات الأحزاب الأخري.
ليلي علوي قالت: الانتخابات بداية لثورة جديدة لتغيير بقايا النظام
الفاسد، لكن المشهد السياسي حتي الآن غير مطمئن واتمني أن تتوازن نتائج
الانتخابات بعد انتهاء المرحلتين الثانية والثالثة.
وقال: أحمد عز حزنت من سلوكيات البعض، ومحاولات تحريض الناخبين علي
الإدلاء بأصواتهم لأشخاص وأحزاب معينة، لأن مثل هذه التصرفات عكس روح
الثورة.
خالد النبوي قال: هذه المرحلة فارقة في تاريخ مصر الفرصة جاءت علي طبق
من ذهب ليقول كل مصري رأيه بحرية بعيدا عن التزييف والتزوير.
هالة صدقي قالت: نزلت للشارع وكلي حماس وحب ووقفت في الطابور وادليت
بصوتي لكنني حزنت عقب إعلان النتائج، مفارقة غريبة أن اشعر بالحزن، بعد أول
انتخابات نزيهة تجري في مصر.
ميرنا وليد قالت: اتمني من الفائزين بعضوية مجلس الشعب مراعاة ضمائرهم
في هذا الوطن وحقوق جميع أفراده، حتي لا نهدر دماء الشهداء الذين سقطوا منذ
25 يناير، من اجل وطن حر، يحصل علي مايستحقه من تقدم ورخاء وإمان.
إلهام شاهين قالت: مهما كانت النتائج، الشعب المصري قدم ملحمة نادرة
عندما قام بثورته في 25 يناير، وتوجه للصناديق ليقول رأيه بحرية ويختار من
يمثلونه في البرلمان القادم.
المؤلف نادر صلاح الدين ويقول: أنا قلق لأن كلامهم بيتغير في البداية
وقبل إعلان موعد الانتخابات قالوا إن نسبة الترشيح في الانتخابات من ممثلي
حزب الحرية والعدالة لن تتعدي الـ40٪ واعتقد انهم عندما يحصلون علي نسبة
كبيرة من المقاعد في المجلس سوف يبدأون في وضع قوانين تخص الرقابة، وتاريخ
السينما تخطي المائة عام من البناء فلن يستطيع احد هدم هذا البناء الآن لكن
من الخطأ أن نتخوف الآن ونصدر الأحكام مسبقا وننتظر حتي نري الأفعال وأنا
من الفنانين الذين لا يحبذون وجود المشاهد الجنسية أو مشاهد السرير في
الأفلام لكن لايصح أن نصنع قوانين لذلك لأن الرقابة موجودة داخل الإنسان.
عمرو محمود يس قال: القضية ليست تطبيق شرع الله، القضية الحقيقية
كيفية التطبيق ودرجة فهم النصوص الثابتة وتفسيرها، لماذا يقف السلفي علي
أرضية مختلفة للصوفي والإخواني والأزهري، رغم أن الجميع يتفق علي ارضية
مشتركة تؤمن بالله ورسوله، الأرضية المختلفة تأتي من الفهم المختلف، مش
عايز بلدي تقع فريسة لفتاوي متضاربة، بعضها ينطلق من الأهواء والمصالح.
الفنان عباس أبو الحسن قال، لن تغفر الأجيال القادمة ضياع فرصة بناء
مصر الحديثة، بعد أن قدم الشعب عشرات الشهداء والمفقودين والجرحي.
الفنان الشاب شريف رمزي يقول لست قلقا علي الفن لأن الفن والإبداع
لايمكن أن يحجمه أو يوقفه أحد والإسلاميون هم اكثر من يعرفون أن عمرو بن
العاص عندما قام بفتح مصر لم يحطم الآثار أو يقطع اللوحات المرسومة.. الدين
الإسلامي هو أكثر الأديان تطورا.فمصر لن تكون مثل إيران ومستحيل أن يمنعوا
السينما وأنا أشفق علي الذي سوف يحكم مصر خصوصا في هذه المرحلة الصعبة.
أما الفنانة رحاب الجمل فقالت: الإخوان وعدوا بالوسطية والاعتدال وأنا
اثق فيهم وأنا أعتقد أنه إذا اختلط الدين بأهل السياسة هذا معناه خير وإذا
كانت هناك مخاوف لدي البعض بأنه سوف يتم إلغاء الفن فهذا غير صحيح أي مهنة
في الدنيا سلاح ذو حدين إما أن تستخدمه بطريقة صحيحة أو بطريقة خاطئة.
الفنان يحيي الفخراني اعتذر عن التعليق علي هذا الموضوع وقال أفضل
التركيز في عملي.
الشاعر الغنائي بهاء الدين محمد علق بمقطع غنائي قال: عيني عليكي
يامصر ياضحية في كل عصر جواكي بنيان فقير من برة قصر بتنداسي وتتهرسي
ومتضايقة وحتتفرسي بيخافوا عليكي وازاي دي ناس طمعانه في الكرسي.
المخرج أحمد ماهر الفنانين بالدفاع عن استمرار رسالة الفن والعاملين
به، وتقديم الأعمال الجادة التي تساهم في بناء وجدان الإنسان.
أحمد السقا اختار موقع الفيس بوك لنشر تعليقه، لم يتوقف عند المشهد
الانتخابي والنتائج التي أسفر عنها حتي الآن، لكنه حاول تحليل المشهد
المصري بكل تناقضاته منذ الثورة وحتي اليوم، قال بكلمات أقرب للزجل، ما لك
يابن بلدي هو انت قالب وشك ليه، مش انت قلت يوم ما الثورة قامت هييييييه،
ورقصت في الشارع وقلت بقينا أحرار وأنت أصلا محدش قالك حرية يعني إيه، وأن
الحرية مش بس حقك اللي تفضل تدور عليه، وبعدين تنسي واجبك واللي عليك ما
تفكرش فيه وترجع بعدين تستغرب البلد ما تغيرتش ليه، طب اسمح لي اقولك
ياسيدي من يوم الثوره ما قامت عملت إيه، عملت باسم الثورة كشك تبيع السجاير
ولزقت ستيكر شهداء الثورة وع الأرض الزراعية قلت فرصة وبنيت عماير وعملت
للثورة لحاف ومش بعيد تعمل ستاير وكأن الثورة قامت لجل الفلوس مش للضماير،
كأنك لبست بنطلون ونسيت تقفل الزراير، بعد الثورة انت قلت كلام كتير ميه
ميه، قلت البلد دي بلدي وهشيلها جوه عنيه وعشانها هتغير عشان مصر البهيه،
لكن كانت المفاجأة أن أخلاقك هيه هيه، وبقيت تشتكي من البلطجية، واحنا كلنا
بلطجية، تكنش فاكر الفهلوة هتاخدك للعالمية، ده مفيش بلد بتتقدم وأغلب
سكانها فهلوية، اتفرج ع اليابان وشوف خيبتنا القوية، يضربها نووي إعصار
بركان وبرضه واقفه عفية، واحنا بلدنا تولع علشان عيل عاكس وليه.
آخر ساعة المصرية في
13/12/2011 |