في مطلع التسعينات، وخلال حضور الممثل بيتر إيستينوف لمهرجان “كان”
ليتحدّث عن دوره في فيلم “زيت لورنزو” كشف لي أن من بين المشروعات التي
تنتظره لتمثيلها مشروع فيلم عن المخرج البريطاني الكبير ألفرد هيتشكوك .
قال ذلك ثم نهض من على مقعده على شاطيء البحر وأخذ يقلّد المخرج الذي كان
رحل سنة 1980 عن 80 عاماً تقليداً هو في الوقت ذاته ذكي ومتشابه وساخر .
نفخ أوداجه قليلاً وتحدّث بلكنة هيتشكوك وبطريقته وتحوّل أمام العين إلى
شخصية أخرى تماماً كما يجيد الممثل الجيّد عادة دوره . لكن السنوات مرّت
وإيستينوف لحق بهيتشكوك (توفي سنة 2004 عن 82 سنة) والمشروع لم ير النور .
لكن محاولات صنع فيلم عن المخرج - النجم هيتشكوك تكررت، من دون أن
نعلم إذا كان أياً منها هو ذاك المشروع الذي تحدّث عنه ايستينوف أم لا .
وخلال السنوات العشر الماضية تم الإعلان أكثر من مرّة عن مشروع عن حياة
وسينما المخرج المذكور، كان هناك مشروعان بريطانيان ومشروعان أمريكيان،
وثالث كتبه المخرج المجري بيتر غوثار، لكن شيئاً مؤكداً لم يتبلور
والمشروعات إما كانت مجرّد رغبات أو أن التمويل لم يصل ما يعكس عدم ثقة
شركات الإنتاج بأن فيلماً عن مخرج ما يستطيع أن يُثير مشاهدين معظمهم اليوم
يسمع عن هيتشكوك أكثر مما يعرفه حقّاً .
طبعاً لم تتوقّف تلك المشروعات المستوحاة من أفلام له فتمت إعادة صنع
أفلام له مثل “سايكو” و”السيدة تختفي” و”فرتيغو” (تلفزيونياً)، وثمّة مشروع
جديد لتحويل “الطيور” و”شمال، شمال غرب” إلى فيلمين مستقبليين، لكن لا فيلم
عنه .
فجأة تتحدّث الأوساط عن فيلمين جديدين وفي أسبوع واحد (الماضي) هما
واحد بعنوان “ألفرد هيتشكوك وصنع سايكو” (ولو كان عنواناً مبدئياً كما
يُستوحى)، وآخر عنوانه “هيتشكوك والطيور” . كلاهما عن شخصية هيتشكوك خلال
العمل على نحو محوري، لكن الأول أمريكي والثاني بريطاني من إنتاج تلفزيون
“بي بي سي 2” .
وفي حين لم يتم اختيار من سيلعب هيتشكوك في “هيتشكوك وصنع سايكو” (بل
تم ترشيح هيلين ميرين لكي تلعب زوجته)، فإن الفيلم الثاني عيّن الممثل الذي
سيتولّى تشخيص هيتشكوك وهو توبي جونز، بينما ستلعب إميلدا ستاونتون دور
زوجته .
يحدث ذلك في الوقت الذي تشهد فيه السينما شيئاً من تيار العودة إلى
السينما القديمة لكي تبرز أثرها وتأثيرها . فبكل صمت أنجز المخرج مارتن
سكورسيزي فيلمه الجديد “هوغو” كفانتازيا عن المخرج الفرنسي جورج ميليس الذي
كان أول المشتغلين فيما عُرف لاحقاً بسينما “الخيال العلمي” فحقق، من بين
نحو 550 فيلماً أخرجها حتى عام 1913 ما حقق “رحلة إلى القمر” (1902)
مسجّلاً بذلك سبقاً في السينما كما في العلم ذاته .
فيلم مارتن سكورسيزي لا يتمحور حول شخصية ميليس (يؤديها بن كينغسلي)،
بل نراه يحيك قصّة ميليس أحد أطرافها الرئيسة، فاستلهام العالم الفانتازي
الذي يعايشه الفيلم وبطله الصغير هوغو كوربت، في باريس الثلاثينات، مرتبط
بتلك السينما الأولى التي استحدثها ميليس وصنعها بكل جدّية . أفلام ميليس
في الواقع كانت - قبل “رحلة إلى القمر” غارقة في لعبة المؤثرات البصرية
مستلهمة من ألعاب الخفّة والسحر المسرحية . وسكورسيزي يوطّن لفن العمل
البصري بعودته إلى ذلك الماضي متحوّلاً إلى الصبي كوربت، بطريقة غير
مباشرة، لإعلان مدى حبّه لها .
الفيلم الثاني المتوفّر في هذا المنحى هو “الفنّان” الذي هو اكتشاف
العام الحالي من بين كل الأفلام . أخرجه فرنسي جديد على الصنعة هو ميشيل
هازانافيشوس من بطولة جان دوغاردين في دور ممثلين أمريكيين من العهد الصامت
للسينما حققوا شهرة كبيرة تأمّلوا لها أن تستمر، لكن حينما نطقت السينما من
عام 1927 وجد هؤلاء، رجالاً ونساء، غير قادرين على المواصلة . الفيلم دفاع
عن تلك السينما و-أساساً- إعادة تقديمها إلى جيل لا يعرف إلا النذر اليسير
أو لا شيء عنها .
وفي حين أن سكورسيزي يستفيد من آخر التقنيات (الفيلم بالأبعاد الثلاث)
يعود الفرنسي هازانافيشوس إلى الأبيض والأسود ليتلاءم مع تلك الفترة كاملاً
.
نظرة على ما يحدث الآن
سينمائياً
فيلم فينشر الجديد يختلف؟
المخرج ديفيد فينشر (“الشبكة الاجتماعية”، “سبعة”، “غرفة الفزع”) لا
يعتبر أن فيلمه الجديد “فتاة بوشم التنين” هو إعادة صنع للفيلم الدنماركي/
السويدي الحديث الذي لاقى رواجاً كبيراً حول العالم، بما في ذلك الولايات
المتحدة ذاتها . بالنسبة إليه، هو فيلم آخر عن القصّة نفسها: “سأكون سعيداً
إذا ما نظر المشاهد إلى فيلمي كعمل جديد مستقل . اقتباس عن الرواية وليس
تقليداً للفيلم السابق” .
وأفلامه السابقة تُشير إلى أنه مستقل بين أترابه، رغم أن المعجبين
بسينماه دُهشوا حينما تم الإعلان عن أنه سوف يقوم بتحقيق هذا الفيلم الذي
تحدّث عن إمرأة تتعرّض لإهانات فردية واجتماعية تزيد من صلابتها وبأسها من
قبل أن تشترك وصحافي ينتقد قضاة بلاده ويتهم المسؤولين بالفساد في محاولة
الكشف عن ملابسات جريمة قتل غامضة . لكن على الرغم من التزام المخرج
بالكتاب ورغبته في أن يكون أميناً لروحه، يعترف بأنه غيّر في نهاية الكتاب
وبالطريقة التي تم للمؤلف البوليسي ستيغ لارسن تقديم شخصيّته الرئيسة، فهو
في الكتاب كما في الفيلم الدانماركي ضعيف في بعض جوانب شخصيّته، وهذا لم
يجده فينشر مناسباً بالمرّة .
جدير بالذكر أن المخرج نيلز أردن أوبلف هو من حقق النسخة السابقة سنة
2009 في حين تسلّم المهمّة في العام التالي دانيال ألفردسون منجزاً فيلمين
من السلسلة هما “الفتاة التي لعبت بالنار” و”الفتاة التي رفست عش الدبور” .
الأفلام الجادة لأنجلينا جولي
إذ تحضّر أنجلينا جولي نفسها لعرض فيلمها الجديد “أرض الدم والعسل”
قبيل نهاية هذا العام، تعكس عاملين مهمّين في حياتها الفنية: الأول هو
انتقالها من صنف الممثلين وحده إلى كرسي الإخراج للمرّة الأولى، والثاني
اهتمامها بالنواحي السياسية المختلفة .
وفي حين أنه من المبكر الحكم على هذا الفيلم من حيث إنه محاولتها
الأولى في هذا المجال، ومن حيث إنه قد يكون باكورة عملها في المستقبل مع
تكرار قولها إنها تريد الانغماس أكثر في عملية صنع الفيلم إنتاجاً
وإخراجاً، فإن الأمر الثاني يمكن مراجعته من خلال ملاحظة أنه سبق لها أن
تعاملت مع الوضع السياسي في فيلم “قلب كبير” الذي أخرجه قبل سنوات ليست
بعيدة مايكل وينتربوتوم ولعبت فيه دور زوجة صحافي اختفى في باكستان في ظروف
أدّت إلى مقتله .
وهي تعتبر أن دورها في فيلم كلينت ايستوود “استبدال”، الذي دار حول
إمرأة من لوس أنجلوس تفاجأ بفقدانها ابنها ثم محاولة البوليس المحلّي فرض
صبي لا تعرفه على أساس أنه ولدها وأنها مجنونة لا تعرف الفرق، كان أيضاً
سياسياً . مهما يكن فإن هذه الأفلام الثلاثة مأخوذة عن وقائع حقيقية بما في
ذلك فيلمها الجديد الذي تقع رحاه خلال الحرب البوسنية وتبعات تلك الحرب على
النساء اللاتي اغتصبن أو اعتدي عليهن من قبل القوّات الصربية .
أفلام القمّة دولياً
الأفلام التالية هي للأفلام الأولى في عروضها العالمية .
الأول: “قصة توايلايت: الفجر- 1”
The Twilight Sage
أنجز حتى الآن من عروضه العالمية نحو 340 مليون دولار وهو الرقم الأول
في روسيا واستراليا والولايات المتحدة ولو أن تأثيره أخذ ينحسر في بريطانيا
وألمانيا .
الثاني: “القط في الجزمة”
Puss in the Boots
الفيلم الأمريكي الآخر أنجز نحو 89 في ثلاثة أسابيع وهو الأول بالنسبة
لأفلام الأنيماشن المعروضة .
الثالث: “أقدام سعيدة 2”
Happy Feet Two
فيلم أنيماشن آخر استرالي المنشأ بمساهمة هوليوودية هو الجزء الثاني
من الفيلم الشهير لجورج ميلر ويسجل 34 مليوناً .
الرابع: “فوق القانون”
Intouchables
فيلم فرنسي سجّل حتى الآن 103 ملايين دولار من بينها 96 مليوناً في
فرنسا وحدها . في أسبوعه الرابع سجل 15 مليوناً
الخامس: “انتقام أبيض”
White Vengence
صيني يبدأ دورته الأولى هذا الأسبوع جامعاً 13 مليون دولار . أكشن
للمخرج الذي عمل سابقاً مع جت لي .
أوراق ومَشاهد
شرلوك الأصلي
عندما يحط الجزء الثاني من فيلم “شرلوك هولمز” حيث يؤدي روبرت داوني
جونيور شخصية التحري البريطاني الشهير، سنتلقّف المزيد مما صنع نجاح الأول:
زيف التشخيص وتحويل شرلوك هولمز إلى “مستر كاراتيه” مع إضافة سيل من
المشاهد والإيحاءات بسلوكيات شاذّة، وذلك بفعل مقصود أو غير مقصود، لتهشيم
صورة أخرى من صور الشخصيات الكلاسيكية ولو أن هذا التهشيم يتم بعناية حتى
لا يتم تشويه الشخصية إلى حد لا تثير إقبال أحد .
بالعودة إلى عام 1924 نجد منوالاً آخر من شرلوك هولمز هو ذاك الذي
قدّمه باستر كيتون في ثالث فيلم روائي له .
للإيضاح لم يلعب كيتون شخصية التحري الكلاسيكي الذكي مباشرة، بل شخصية
عارض الأفلام في صالة سينما يصبح متّهماً بسرقة قام بها غريمه على قلب
الفتاة التي يحبّها ما جعله يسعى لتبرئة نفسه وإثبات التهمة على فاعلها
الأصلي . من هنا أحلامه العاطفية تختلط بتمنيّاته فيتخيّل نفسه هولمز ويبدأ
بمواصلة تحريّاته على هذا الأساس، لكن القضية تكبر وإذا به الآن أمام
مجموعة من المحتالين الذين يحاولون التخلّص منه وقتله .
واحد من المشاهد البديعة التي لم تنجز السينما مثلها يكمن في أن
العصابة لكي تتخلّص منه استبدلت الكرة رقم 13 على طاولة البلياردو بقنبلة
شبيهة بالكرة المذكورة تماماً، إذا ما أصابها كيتون خلال لعبه انفجرت لكن
هذا لا يحدث، لأن كيتون الذي أصاب كل الكرات الأخرى، يواظب- من دون قصد أو
علم بما تم تدبيره- عدم إصابة الكرة المقصودة . شيء كهذا بسيط ومفعم بتشويق
مباشر لكنه ينم على فن كوميدي رفيع لم تعد السينما قادرة على إيجاد مواز له
.
هذا الفيلم هو واحد من أعمال المخرج باستر كيتون الرائعة في عهدها
الصامت، وفي حين اعتبر الكثيرون أن تشارلي تشابلن هو الفنان الكوميدي الأول
في العالم إلا أن كيتون هو من يستحق هذا اللقب إلى اليوم . تشابلن رائع
كفنان يحمل ويطرح صوراً من مواقف وقضايا اجتماعية، لكن كيتون هو المخرج
الأفضل تكويناً لمشاهده، وكوميدياته هي الأصفى .
م .ر
merci4404@earthlink.net
الخليج الإماراتية في
11/12/2011
دارين حمزة في بيروت أوتيل… زيف المشاهد الجريئة
كتب: بيروت- محمد الحجيري
أحدثت الممثلة اللبنانية دارين حمزة ضجة لأنها شاركت في فيلم «بيروت
أوتيل» لدانيال عربيد الذي تضمن مشاهد «جريئة»، واعترض بعض العائلات
اللبنانية في بلجيكا على الفيلم أثناء عرضه.
أصبح مشهد دارين حمزة في «بيروت أوتيل» حديث الناس والإنترنت، وقيل إن
منتج مسلسل «الغالبون» (يجسد مقاومة «حزب الله» في لبنان)، استبعدها من
الجزء الثاني من الأخير بسبب دورها في فيلم دانيال عربيد.
دارين التي ظهرت في إعلان الفيلم شبه عارية بحسب ما شاهدنا على «اليوتيوب»،
قالت في مقابلات صحافية إنها تحدّت ذاتها في فرصة عالمية تعرف أنها لا تأتي
دوماً، واللافت تأكيدها أنها لم تتعرَّ بل أنها استعانت بممثلة بديلة،
علماً أن ممثلات غيرها كنّ على الاستعداد لتمثيل الدور من دون أية شروط.
قالت دارين: « ثمة مشاهد حب جريئة لم يكن بإمكاني القيام بها فأدتها
البديلة عني». كان ملحاً على دارين أن تقدم تبريرات عن دورها، في مجتمع
يعيش تحت رحمة المحرمات، واختيار الممثلة البديلة في المشاهد الجريئة في حد
ذاته يكسر هالة المشاهد نفسها إذا جاز التعبير، فأن يرى الجمهور صورة
النجمة في مشاهد صادمة أمر وأن يرى صور «موديل» مجهولة أمر آخر، وحين تتحدث
دارين حمزة عن الممثلة البديلة فهي بذلك تعلن أن عريها في الفيلم كان
زائفاً…
الحديث عن الممثلة البديلة يطرح موضوع العري في السينما، ودائماً يطرح
السؤال من المشاهدين، كيف يكون شعور الممثل أو الممثلة وهما يؤديان مشهد
قبلة عابرة مثلاً، هل تنتقل أحاسيسهما إلى الواقع من التمثيل؟ وهل يتحوَّل
المصوّر في هذه الحالة إلى «متلصص»؟! بالطبع، الموضوع أعقد من أن يُختصر
بكلمات، وثمة خبرية تقول إن فاتن حمامة كانت مشهورة برفضها أي مشهد أو لقطة
فيها قبلة، لكن سيناريو الفيلم «صراع في الوادي» كان يحتوي على قبلة بين
البطلين، ووسط دهشة الجميع وافقت على اللقطة مع عمر الشريف، وكانت القبلة
مقدمة لزواجهما.
التابو
إذا كان العري في المجتمع الغربي وفي السينما الهوليوودية أصبح عابراً
ولم يعد في دائرة «التابو» (المحرم)، فهو في السينما العربية واللبنانية ما
زال إشكالية كبيرة. ما إن يلجأ أحد المخرجين إلى تقديم مشهد إباحي صغير في
فيلمه حتى تقوم الدنيا ولا تقعد. بالتالي، يسرق المشهد الممنوع الأضواء من
الفيلم، وهذا ما حصل في «بيروت اوتيل»، إذ قبل عرضه في الصالات بدأت
الإشارات تقول إن بعضهم سيذهب ويشاهد دور دراين «الجريء»؟!
نذكر أنه حين عرض فيلم «أشباح بيروت» للمخرج اللبناني غسان سلهب ذهب
بعضهم لمشاهدة الممثلة اللبنانية كارول عبود في مشهد يظهرها غير محتشمة،
وهي كانت حاضرة في صالة السينما وغير معنية بأفكار الآخرين، وتتصرف في
حياتها كما لو أنها تعيش في باريس. كذلك، حين مثلت اللبنانية جوانا أندراوس
في فيلم «هيلب» للمخرج مارك أبي راشد مشهداً إباحياً، حاول بعضهم التركيز
على أنها قريبة أحد السياسيين اللبنانيين، وهذه الممثلة المقيمة في فرنسا
لم تفكر أيضاً بردود فعل الواقع اللبناني، وكانت النتيجة أن الرقابة
اللبنانية فعلت فعلها في الفيلم من خلال قص معظم مشاهده، ولم يُعرض في
الصالات.
الجريدة الكويتية في
11/12/2011
أوركسترا القرن الـ 21 يحتفي بالذكرى
الثمانين لفيلم أضواء المدينة
(كونا)
احتفى أوركسترا القرن الـ21 السويسري الليلة الماضية بالذكرى الثمانين
لعرض فيلم “أضواء المدينة” للمخرج والممثل البريطاني الشهير تشارلي شابلن.
قدم فيلم “أضواء المدينة” في عرض مجدد مصحوب بعزف أوركسترالي حي
لموسيقاه التصويرية للمرة الأولى في أوروبا.
وقال المدير الفني للأوركسترا المتخصص في عزف الموسيقى التصويرية
للأفلام فقط بيرمين تسنغرله في حديث مع “كونا”، إن هذا الفيلم تتوافر فيه
ميزات موسيقية وسينمائية رائعة تجعله علامة مهمة في تاريخ السينما
العالمية.
وأضاف أن “هذا الفيلم هو أول عمل قام فيه شابلن بوضع موسيقاه
التصويرية، إذ كان من المعروف أنه يعزف على آلة الكمان، وكانت له خواطر
موسيقية من تأليفه يعزفها من حين إلى آخر، ثم جمعها في موسيقى هذا الفيلم
الناجح”.
وذكر أن أهمية هذا الفيلم “تكمن في عالمية قصته التي يمكن أن تحدث في
اي مكان مهما اختلفت الثقافات، ويمكن ان تتكرر ايضا في كل عصر، اذ تعتمد
على النقد الاجتماعي البناء بصورة ساخرة وفي الوقت ذاته تجمع بين الدراما
والرومانسية”.
ويوضح ذلك أن قصة الفيلم تؤكد أن “الثراء ليس مفتاح السعادة بل هي في
مساعدة الآخرين والإيثار والتضحية من اجل المبادئ النبيلة، وهي الافكار
التي يحتاج المجتمع دوما الى استذكارها للتغلب على سلبياته”.
وأشار تسنغرله إلى ان “حرص شابلن على ابقاء الفيلم صامتا رغم وجود
امكانات السينما الناطقة عند انتاجه بين عامي 1928 و1931 دليل على قناعته
بأن الصورة خير من ألف كلمة، وأن الموسيقى التصويرية المصاحبة كفيلة بتوصيل
الفكرة وهو ما نجح فيه تماما”.
وأوضح أن “نفاد جميع تذاكر الحفل الذي قدم فيه الاروكسترا هذا العمل
وتنوع الحضور من الشباب والكبار دليل على أن هذا الفيلم يتمتع الى اليوم
بشعبية واسعة، وأن رسالته تتوارد بين الاجيال فهي لم تقف عند الفترة التي
تم فيها إنتاجه قبل ثمانين عاما”.
وشرح قائد الاوركسترا مايسترو لودفيغ فيكي لـ”كونا” قيمة موسيقى
الفيلم في ان “شابلن اعتمد فيها على جمل لحنية متكاملة ذات نغمات خاصة لا
يمكن نسيانها بسهولة، لاسيما أنها ارتبطت مع الاجزاء الرومانسية والدرامية
في الرواية بشكل وثيق”.
وأشار فيكي الى الاعتماد في بعض مقاطع الفيلم على ألحان شعبية كانت
شائعة في هذا الوقت ثم صاغها شابلن مجددا بأسلوب جديد مستعينا باثنين من
كبار الموسيقيين آنذاك، هما آرثر جونستون، وألفريد نيومان لوضع الكتابة
السيمفونية والتوزيع الاركسترالي للعمل.
ويصنف نقاد السينما فيلم “أضواء المدينة” على انه واحد من الأفلام
القليلة التي تجمع بين الكوميديا الناقدة اجتماعيا والرومانسية والدراما في
آن واحد بل يعتقدون أنه واحد من اكثر انجازات شابلن المهنية بالنظر الى
تقنية الإخراج والأداء.
وصنفت منظمة “معهد الفيلم الاميركي” غير الحكومية المعنية بأرشيف
السينما الاميركية هذا الفيلم على انه الأول بين افضل 10 أفلام رومانسية
كوميدية في العالم، ومن بين افضل مئة فيلم كوميدي اميركي.
ووضعه المعهد في المرتبة العاشرة بين أفضل مئة فيلم اميركي رومانسي
منحه المرتبة الـ23 بين افضل مئة فيلم ملهم في تاريخ السينما، وصنفه في
المرتبة الحادية عشرة بين افضل افلام السينما الأميركية على الاطلاق.
الجريدة الكويتية في
11/12/2011 |